█ _ محمد بن عبد الهادي السندي أبو الحسن 2007 حصريا كتاب ❞ حاشية السندى صحيح البخارى 1 ❝ عن دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا 2024 1: مكتبة مشكاة الإسلامية حاشية البخارى محمد السندي المدني الحنفي محدث حافظ مفسر فقيه ولد السند وتوفي بالمدينة نبذة من الكتاب : تنبيه موافق للمطبوع والترقيم داخل الصفحات (1 4) ________________________________________ 1 ـ بدء الوحي 1 باب كَيفَ كَانَ بَدْءُ الوَحْي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ {صلى الله عليه وسلّم} قوله (باب كيف كان الوحي إلى رسول صلى تعالى وسلم) ابتدأ صحيحه بالوحي وقدمه الإيمان لأن الاعتماد جميع ما سيذكره الصحيح يتوقف كونه وسلم نبياً أوحى إليه والإيمان به إنما يجب لذلك ولذلك أيد أمر بالآية أعني قوله {إنا أوحينا إليك} الآية ولما يستعمل الإلهام وغيره مما يكون غير النبي أيضاً كما {وأوحى ربك النحل} {وأوحينا موسى} فلا يدل ثبوت النبوّة ذكر آية تدل أن الإيحاء إيحاء نبوّة لقوله {كما نوح والنبيين} فثبت أنه قد وبواسطته ثبتت نبوّته وحصل نقل عنه ووجب فلذلك عقب بكتاب والحاصل هو الدين ومدار والرسالة سمي بدءاً بناء إضافة البدء بيانية وابتدأ والمعنى والدين الذي وبهذا التقرير 5 (1 5) ________________________________________ حصل المناسبة بين تسمية وابتداء وسقط أورد بعض الفضلاء ترجمة المصنف للباب كثيراً أحاديث الباب لا يتعلق إلا ببدء فكيف جعل الترجمة وكذا ظهر وجه الشبه نوح} وهو ورسالة لقطع معذرة الناس آخر الآيات لئلا للناس حجة وكذا تشبيه بالإرسال والتكليم {ورسلاً} وقوله {وكلم الكل هذا وقول عز وجل الأقرب رفعه تقدير الخبر أي وفيه إثبات والله أعلم اهـ سندي رقم الجزء رقم الصفحة 5 (1 6) ________________________________________ قوله (يقول الأعمال بالنيات) تكلموا الحديث أوراق فذكروا له معاني والوجه عندي بيان معناه يقال للمراد بالأعمال مطلق الأفعال الاختيارية الصادرة المكلفين وهذا إما الكلام تلك إذ عبرة بغيرها ولا يبحث عنها الشرع يلتفت إليها ولأن العمل للفعل الاختياري الصادر أهل العقل نص البعض عمل البهائم فعل وقد تقرر الفعل مسبوقاً بقصد الفاعل الداعي المراد بالنية فالمعنى توجد تتحقق والقصد للفاعل ذلك هذه مقدمة عقلية فأي تعلق للشارع بذكرها لأنا نقول ذكرها الشارع تمهيداً لما بعدها المقدمات الشرعية يستبعد إذا لتوضيح بل بدون ثم بقوله "وإنما لكل امرىء نوى" ليس عمله نيته يرجع نفعاً أو ضراً هي النية فإن بحسبها يحسب خيراً وشراً ويجزي المرء ثواباً وعقاباً ويكون تارة حسناً وتارة قبيحاً بسببها ويتعدد الجزاء بتعددها قال "ألا الجسد مضغة صلحت صلح كله وإذا فسدت فسد كله" ألا وهي القلب يلزم المعنى تنقلب السيئات حسنات بحسب كالمباحات بد كون صالحاً لها ضرورة الغير الصالحة تكون نية تعتبر بالنظر فهي كلانية قصد التقرب بالسيئات يعد قصدا ونيته تزيد (1 7) ________________________________________ العمل شراً داخلة شر النيات خيرها والمرء يجزي عقاباً وإذا هاتان المقدمتان ترتب عليهما "فمن كانت هجرته وإلى رسوله 6 أي ونية فهجرته أجراً وثواباً" ولعل المتأمل مباني الألفاظ ونظمها يشهد معنى الكلمات مؤلفات حول النبوي الشريف مجاناً PDF اونلاين السنة النبوية عند والجماعة ورد الرسول ﷺ قول تقرير صفة خَلقية خُلقية سيرة سواء قبل البعثة (أي والنبوة) والحديث والسنة هما المصدر الثاني مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن وذلك خصوصا عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ومفصلان جاء مجملا ومضيفان سكت وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته سورة النجم: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى Aya 3 png إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى فالحديث بمثابة حيث وحياً أوحاه للنبي مرادفان للقرآن الحجية ووجوب بهما يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة نظم الحياة أخلاق وآداب وتربية قد اهتم العلماء مر العصور بالحديث جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا واستنبطت حوله العلوم المختلفة كعلم الجرح والتعديل وعلم مصطلح العلل وغيرها والتي الهدف الأساسي منها حفظ ودفع الكذب وتوضيح المقبول والمردود وامتد تأثير الحديثية المجالات كالتاريخ وما منه بالسيرة وعلوم التراجم والطبقات تأثيره علوم اللغة العربية والتفسير والفقه اعتنت الأمة الإسلامية بحديث منذ بداياتها وحاز حديث الوقاية والحفظ والمحافظة الشيء الكثير فقد لنا الروة أقوال الشؤون كلها العظيمة اليسيرة الجزئيات التي يتوهم أنها ليست موضع اهتمام فنقلوا كل التفاصيل أحوال الطعام الشراب بكيفية نومه ويقظته قيامه قعوده وكان حرصهم يجتهدوا التوفيق مطالب حياتهم اليومية والتفرغ للعلم فعن عمر الخطاب قال: «كنت أنا وجار لي الأنصار بني أمية زيد عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول ينزل يوما وأنزل فإذا نزلت جئته بخبر اليوم نزل مثل » ويرجع للصحابة الفضل علم رواية وذلك وفاة ومع انتشار الإسلام واتساع البلاد أقام الصحابة المتفرقة ينشرون العلم ويبلغون فصار علما يروى وينقل ووجد بذلك يروي بعضهم سمعوه وكذلك بعدهم التابعين كانوا يروون ولم يكونوا يتوقفون قبول يرويه صحابي وظل الأمر الحال حتى وقعت الفتنة أدت مقتل الخليفة عثمان عفان تبع انقسامات واختلافات وظهور الفرق والمذاهب فأخذ الدَّسُ يكثر شيئاً فشيئاً وبدأ فريق يسوغ بدعته نصوص ينسبها وعندها بدأ والتابعين يتحرون الأحاديث يقبلون عرفوا طريقها واطمأنوا ثقة رواتها وعدالتهم روى مسلم مجاهد قال: «جاء بشير العدوي ابن عباس فجعل يحدث ويقول يأذن لحديثه يستمع ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي أُحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة سمعنا رجلاً يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول لم نأخذ نعرف» وقد أخرج أيضا سيرين قال: «لم يسألون الإسناد قالوا: سَمُّوا رجالكم» واتبعهم التابعون وتابعوهم ووضعوا قواعد علمية الأخبار ينصوا كثير القواعد فاستنبطوا منهجهم ومعرفة الرواة الذين يعتد بروايتهم بها استنبطوا شروط الرواية وطرقها وقواعد وكل يلحق هذا الركن يحمل أُلف العظيم (علم الحديث) و(كتب