█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ما هو غرض الفلسفة الاجتماعية ؟ غرضها البحث عن الاسباب الاولية التي تؤول إلى سعادة البشر أو تعاستهم . والفلاسفة استقصاء تلك الاسباب وتصويرها لكن اختلافهم ما لكن يختلفون في يجىء دائما بالنتائج الحسنة لان الاشياء تتميز باضدادها . ❝
❞ نتحدث بهدوء عن أخلاقيات الاختلاف ونحاول أن نضع نظريات جميلة من الناحية اللفظية , لكن القليل منا هم أولئك الذين يستطيعون أن يطبقوا هذه النظريات ويحولوها إلى واقع في سلوكهم العملي وفي علاقاتهم مع الأخرين . وكأننا نلتمس من الآخرين أن يلتزموا بأخلاقيات الخلاف حينما يختلفون معنا , لكننا لا نلتمس من أنفسنا الالتزام بهذه الأخلاقيات حينما نختلف معهم . ❝
❞ أحيانا تراودني الرغبة في البكاء مثل طفل صغير يتيم تاهت عنه أمه في الزحام. و أشعر في تلك اللحظات أننا جميعا أطفال لا فرق كبير يذكر بيننا و بين أطفالنا في علمنا و معارفنا و أخلاقنا.
يخيل إلينا أننا اخترقنا السماوات بعلومنا. و لو فكرنا قليلا لوجدنا أننا مازلنا في حروف أ . ب . ت . ث .. و أننا كأولادنا على عتبة واحدة من الحيرة و التساؤل و الجهل.
يقول لك طفلك و هو يشاور على القمر: من أين جاءوا بهذا القمر يا أبي؟
و تجاوب عليه بكلام كثير. و تتلو عليه نظريات و افتراضات خلاصتها أنه لا أحد يعرف الحقيقة. و لا حتى أينشتين نفسه.
و يسألك طفلك عن جده الذي مات أين ذهب منذ موته.
و عن اخيه الذي ولد أين كان قبل مولده.
فلا تعرف جوابا.
فلا أحد يعرف ماذا قبل الميلاد و لا ماذا بعد الموت. و لا من أين. و لا إلى أين.
و يشاور لك على الكهرباء و يقول ما هذا؟ فتقول الكهرباء.
و يسأل ما هي الكهرباء فلا تجد جوابا.
و يسأل من أين أتت الكهرباء.
فتحكي له حكاية طويلة عن ماكينات النور و وابور النور. و أنت لا تدري ما النور. و لو سألت علماء الطبيعة كلهم ما وجدت فيهم واحدا يستطيع أن يدلك على ماهية النور و كنهه، و لا حتى نيوتن، و لا أفوجادرو، و لا فاراداي.
و ما أجهلنا على الدوام.
ابتكرنا علم النفس و كتبنا فيه المراجع و نحن لا ندري ما هي النفس.
و اخترعنا الساعات لنقيس الزمن و نحن لا نعرف ما هو الزمن.
و سكنا الأرض منذ ملايين السنيين و مازلنا لا نعرف عنها إلا قشرتها.
و يجتمع شهود الحادثة الواحدة فيختلفون في روايتها و يحكيها كل واحد بصورة. و هذا شأن الحادثة التي لم تمر عليها ساعة فما بال التاريخ الذي مر عليه ألوف السنين و كتبت فيه المجلدات، و كلها تخييل.
و ما أبعدنا دائما عن الحقيقة.
و ما أقل ما نعلم.
و ما أقرب الفارق بيننا و بين أطفالنا في علمنا و معارفنا.
بل ما أقرب الفارق بيننا و بين أطفالنا في أخلاقنا – نحن الأوصياء و المربيين و كل منا يحتضن أملاكه كما يحتضن الطفل لعبته و لا يطيق أن تمسها يد منتفع.
و فينا البخيل و الشره، و الأكول و الطماع، و من يسيل لعابه على المليم.
و الطفل يخطف و الكبير يسرق.
و الطفل يضرب و الكبير يقتل.
و الطفل يمد يده بالإيذاء و الكبير يمد عصاه و سكينه.
و الطفل يرمي بحصاة و الكبير العظيم يرمي بقنبلة ذرية.
ألا يحق لي بعد ذلك أن أبكي على هذا العالم من العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا؟! . ❝
❞ ˝التنمر سلوك عدواني˝.
التنمر شكل من أشكال الإساءة، ويختلف التنمر بإختلاف العمر.
هناك أنواع كثيرة من التنمر؛ لكن أهم هذه الأنواع، هو التنمر الذي جعل بداخل الكثير مِنّا جرحًا عميقًا مُنْذُ طفولته، هذا الجرح غالبًا ما يكون سببه التنمر، الذي تعرضنا له منذُ طفولتنا، حينما كنا لا نملُك القُدرة على كيفية الرد.
فأكثر الذين يتعرضون للتنمر الأطفال، وكذلك الأشخاص المختلفون، وذوي القدرات الخاصه، لٓذا علينا أن نعلم جيدًا، وأن نُنْشر الوعي بين أبنائنا، بأن الله_سبحانه وتعالى _ خلقنا أسوياء، ونهانا عن نبذ بعضنا البعض؛ لأن هذا ليس من مكارم الاخلاق.
وكانت حكمة الله أن يخلق شعوبا، وقبائل تتفاوت في الأشكال، والألوان، واللغه فخلق الله _سبحانه وتعالى _ أقوام باللون الابيض، وأقوام باللون الاسود، وكل هذه الاختلافات تدل على قدرته في الخلق.
قال تعالى في كتابه العزيز:(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ.....).
وقال تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).
فعلينا أن نتقبل ذلك الإختلافات، وأن نُربي أطفالنا على قبول هؤلاء الأشخاص، الذين يختلفون عنهم سواء في اللون، أو في لغة أو في غير ذلك.
فالأطفال يستحقوا أن يحيوا حياة خالية من التنمر؛ لانه قد يدمر حياة إنسان.
˝لا للتنمر من أجل خلق أجيال راقيه˝.
گ/هند أمين|زهرة الأقحوان| . ❝