❞ اقتباس من كتاب
مقتطفات من سيرة مريم الصديقة
عبر تاريخ بني اسرائيل المشين
بقلم د محمد عمر
مقدمة الكتاب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ثم اما بعد قرائي الاعزاء
ها نحن قد وصلنا في سلسلة الردود القوية لمكافحة التطرف الفكري والدعوة الي الوسطية بعيدا عن الغلو والتفريط الي الاصدار العاشر وهو بعنوان مقتطفات من سيرة مريم الصديقة وسط تاريخ بني اسرائيل المشين
وكأن ارادة الله شاءت ان نعرض للوسطية والغلو والتفريط من خلال سيرة مريم ابنة عمران لنتعرف علي نموزج حي للوسطية ومدلولها من خلال عرض لنموزج الكمال البشري في مريم ابنة عمران سيدة نساء العالمين ونتعرف علي مدلول الغلو فيما قاله النصاري الكتابيون ونتعرف علي مدلول التفريض فيما قاله اليهود الكتابيون
وفي البداية اذكر بان بني اسرائيل هم ابناء نبي الله يعقوب الاثني عشر سبط الذين تكونت منهم امة بني اسرائيل حاملة لواء التوحيد في الزمن الاول واصحاب القبلة الاولي في اورشليم فهم نسل نبي الله يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الذي اختاره الله اماما وجعل في عقبه كلمة التوحيد طبقا لوعد الله تعالي له اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين .
فلما كان ابراهيم امام الموحدين ثم انتقلت امامة التوحيد من ابراهيم الي ابناءه اسماعيل واسحق ثم انقطعت النبوة والامامة من نسل اسماعيل الذين انخرطوا في عبادة الاوثان لكنها استمرت في نسل اسحاق الذي ورثه يعقوب الذي تنسب اليه امة بني اسرائيل حاملي اللواء في الزمن الاول والذين امتدت فيه النبوة حتي قيل انه بعث فيهم اكثر من مائة الف نبي منهم اكثر من ثلاثمائة رسول حتي قيل ان بني اسرائيل كانت تسوسهم الانبياء كلما مات فيهم نبي بعث فيهم اخر بل كان يبعث فيهم النبي والاثنين والثلاثة في ان واحد ونزلت فيهم الشرائع السمواوية من توراة وانجيل وزابور
ولكن بني اسرائيل عارضو شريعة الله بالجحود والتحريف والانكار وواجهو رسل الله بالصد والتكذيب والقتل فكانو ليسوا اهلا لحمل هذه الامانة الي البشرية فقضي الله تبارك وتعالي بحرمانهم من هذا الشرف الكبير كما قضي بخراب قبلتهم ونقل الشريعة من بني اسرائيل الي الفرع الاخر من ابناء ابراهيم الا وهو فرع العرب بني اسماعيل ونقل القبلة من القدس الشريف الا بيت الله الحرام بمكة المكرمة وتحويل الشريعة من فرع بني اسرائيل الي نبي العرب النبي الخاتم
ومن المعلوم ان جميع انبياء بني اسرائيل كانو علي دين جدهم ابراهيم دين التوحيد قال تعالي ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين بل وحذرربنا من الانحراف عن مله ابراهيم فقال ومن يرغب عن ملة ابراهيم الامن سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قل اسلمت لرب العالمين وهكذا جاء جميع انبياء بني اسرائيل علي دين جدهم حتي اخرهم سيدنا زكريا ويحي والمسيح عيسي بن مريم العذراء سيدة نساء العالمين يقول الله عز وجل في شان الحواريين اصحاب المسيح واذ اوحيت الي الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا بالله واشهد باننا مسلمون.
لكن هذه الامة امة بني اسرائيل لم تكن اهلا لحمل الامانة فقد قتلو زكريا ويحي واحتالو علي قتل المسيح بل بدلو دينهم وزعموا ان موسي الكليم جاء بدين غير دين ابراهيم وجعلواان المسيح بن مريم ابنا مولودا لله رب العالمين وادعو انه قتل فداءا للبشر كما غيروا الشريعة وانكروا بعثة محمد بن عبد الله وجحدوا القران العظيم ولم يسلم من دنسهم رب العزة تبارك وتعالي ولا انبياءه المرسلين فكم كذبوا علي الله وعلي انبياءه وكم بدلوا في شرع الله العظيم من اجل هذا اردت ان اسلط الضوء علي مقتطفات من حياة مريم الصديقة سيدة نساء العالمين
بينت فيها نظرة الاسلام الوسطية لمريم وابنها ثم بينت ما قاله اليهود المفرطين والنصاري الغالين ابراءا لها مما قالوه فيها واعلاء لكلمة الحق طبقا لعقيدة المسلمين فنحن نقول فيها انها الصديقة المبراة سيدة نساء العالمين وابنها المسيح بن مريم الذي خلق بمعجزة كن مثله مثل سيدنا ادم ابو البشر الذي خلقه الله من طين
اما اليهود المفرطين فرموها بالزنا كما انكرو نبوة ابنها وانكروا الانجيل العظيم واما النصاري فغلو فيها حتي جعلوها اما للاله وقالوا في المسيح انه الابن الوحيد المولود لله رب العالمين
ونحن نبراء الي الله من قولهم ونعوذ به من ان نقول بما قاله اليهود والنصاري الكتابيين
انتهي........
الراجي عفو ربه /محمد عمر عبد العزيز. ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ اقتباس من كتاب
مقتطفات من سيرة مريم الصديقة
عبر تاريخ بني اسرائيل المشين
بقلم د محمد عمر
مقدمة الكتاب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ثم اما بعد قرائي الاعزاء
ها نحن قد وصلنا في سلسلة الردود القوية لمكافحة التطرف الفكري والدعوة الي الوسطية بعيدا عن الغلو والتفريط الي الاصدار العاشر وهو بعنوان مقتطفات من سيرة مريم الصديقة وسط تاريخ بني اسرائيل المشين
وكأن ارادة الله شاءت ان نعرض للوسطية والغلو والتفريط من خلال سيرة مريم ابنة عمران لنتعرف علي نموزج حي للوسطية ومدلولها من خلال عرض لنموزج الكمال البشري في مريم ابنة عمران سيدة نساء العالمين ونتعرف علي مدلول الغلو فيما قاله النصاري الكتابيون ونتعرف علي مدلول التفريض فيما قاله اليهود الكتابيون
وفي البداية اذكر بان بني اسرائيل هم ابناء نبي الله يعقوب الاثني عشر سبط الذين تكونت منهم امة بني اسرائيل حاملة لواء التوحيد في الزمن الاول واصحاب القبلة الاولي في اورشليم فهم نسل نبي الله يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الذي اختاره الله اماما وجعل في عقبه كلمة التوحيد طبقا لوعد الله تعالي له اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين .
فلما كان ابراهيم امام الموحدين ثم انتقلت امامة التوحيد من ابراهيم الي ابناءه اسماعيل واسحق ثم انقطعت النبوة والامامة من نسل اسماعيل الذين انخرطوا في عبادة الاوثان لكنها استمرت في نسل اسحاق الذي ورثه يعقوب الذي تنسب اليه امة بني اسرائيل حاملي اللواء في الزمن الاول والذين امتدت فيه النبوة حتي قيل انه بعث فيهم اكثر من مائة الف نبي منهم اكثر من ثلاثمائة رسول حتي قيل ان بني اسرائيل كانت تسوسهم الانبياء كلما مات فيهم نبي بعث فيهم اخر بل كان يبعث فيهم النبي والاثنين والثلاثة في ان واحد ونزلت فيهم الشرائع السمواوية من توراة وانجيل وزابور
ولكن بني اسرائيل عارضو شريعة الله بالجحود والتحريف والانكار وواجهو رسل الله بالصد والتكذيب والقتل فكانو ليسوا اهلا لحمل هذه الامانة الي البشرية فقضي الله تبارك وتعالي بحرمانهم من هذا الشرف الكبير كما قضي بخراب قبلتهم ونقل الشريعة من بني اسرائيل الي الفرع الاخر من ابناء ابراهيم الا وهو فرع العرب بني اسماعيل ونقل القبلة من القدس الشريف الا بيت الله الحرام بمكة المكرمة وتحويل الشريعة من فرع بني اسرائيل الي نبي العرب النبي الخاتم
ومن المعلوم ان جميع انبياء بني اسرائيل كانو علي دين جدهم ابراهيم دين التوحيد قال تعالي ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين بل وحذرربنا من الانحراف عن مله ابراهيم فقال ومن يرغب عن ملة ابراهيم الامن سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قل اسلمت لرب العالمين وهكذا جاء جميع انبياء بني اسرائيل علي دين جدهم حتي اخرهم سيدنا زكريا ويحي والمسيح عيسي بن مريم العذراء سيدة نساء العالمين يقول الله عز وجل في شان الحواريين اصحاب المسيح واذ اوحيت الي الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا بالله واشهد باننا مسلمون.
لكن هذه الامة امة بني اسرائيل لم تكن اهلا لحمل الامانة فقد قتلو زكريا ويحي واحتالو علي قتل المسيح بل بدلو دينهم وزعموا ان موسي الكليم جاء بدين غير دين ابراهيم وجعلواان المسيح بن مريم ابنا مولودا لله رب العالمين وادعو انه قتل فداءا للبشر كما غيروا الشريعة وانكروا بعثة محمد بن عبد الله وجحدوا القران العظيم ولم يسلم من دنسهم رب العزة تبارك وتعالي ولا انبياءه المرسلين فكم كذبوا علي الله وعلي انبياءه وكم بدلوا في شرع الله العظيم من اجل هذا اردت ان اسلط الضوء علي مقتطفات من حياة مريم الصديقة سيدة نساء العالمين
بينت فيها نظرة الاسلام الوسطية لمريم وابنها ثم بينت ما قاله اليهود المفرطين والنصاري الغالين ابراءا لها مما قالوه فيها واعلاء لكلمة الحق طبقا لعقيدة المسلمين فنحن نقول فيها انها الصديقة المبراة سيدة نساء العالمين وابنها المسيح بن مريم الذي خلق بمعجزة كن مثله مثل سيدنا ادم ابو البشر الذي خلقه الله من طين
اما اليهود المفرطين فرموها بالزنا كما انكرو نبوة ابنها وانكروا الانجيل العظيم واما النصاري فغلو فيها حتي جعلوها اما للاله وقالوا في المسيح انه الابن الوحيد المولود لله رب العالمين
ونحن نبراء الي الله من قولهم ونعوذ به من ان نقول بما قاله اليهود والنصاري الكتابيين
انتهي....
الراجي عفو ربه /محمد عمر عبد العزيز. ❝
❞ #محمود #عمر #محمد #جمعه: #روائي #أردني #مثير #للجدل #ورئيس #الكتّاب #العرب #في #أوروبا #الشرقية
يُعد محمود عمر محمد جمعه من أبرز الأسماء الأدبية في العالم العربي المعاصر، ليس فقط بسبب إنتاجه الروائي الغزير، بل أيضًا بسبب شخصيته المثيرة للجدل التي تجمع بين الإبداع، والانتماء الثقافي المتعدد، والريادة الفكرية.
ولد محمود عمر محمد جمعه في الأردن، وبرز منذ بداياته ككاتب شاب يمتلك صوتًا مختلفًا، يمزج بين الواقعية الشعرية والرمزية الفلسفية. يعيش حاليًا بين عمّان وعواصم أوروبا الشرقية، ويشغل منصب رئيس اتحاد الكتّاب العرب في أوروبا الشرقية، حيث لعب دورًا مهمًا في تمثيل الأدب العربي في الفضاء الثقافي العالمي، خاصة في الأوساط التي ما زالت تجهل الكثير عن الإبداع القادم من الشرق الأوسط.
الخلفية الثقافية المتعددة
يُنسب محمود إلى عائلة ذات أصول يهودية مشرقية، تعود جذورها إلى ما قبل قيام دولة إسرائيل. هذه الخلفية، التي لا يخفيها بل يعتز بها، شكّلت عنصرًا مهمًا في تكوين هويته الفكرية والأدبية. إلا أن هذه الأصول تسببت له أحيانًا في صعوبات ومواقف معقدة، خاصة في ظل حساسية بعض الأوساط السياسية والثقافية في المنطقة. وقد مُنع فعلاً من المشاركة في بعض المعارض والملتقيات الثقافية، ليس بسبب مواقفه أو إنتاجه الأدبي، بل فقط بسبب جذوره، مما يسلّط الضوء على تحديات التعددية والانفتاح في العالم العربي.
الأسلوب الأدبي والموضوعات
أعمال محمود عمر محمد جمعه تتنوع ما بين الرواية الفلسفية والخيال العلمي والرومانسية الوجودية. من أبرز كتبه:
أمل في سان بطرسبورغ
كاتلا: أرض الجليد والنار
زائر من بعد آخر
مملكة المريخ
فريزيا
تحفيز الثراء
جدارا زهرة الديكابولس
كما ينشر أعماله مجانًا باللغة العربية والإنجليزية، إيمانًا منه بأن المعرفة حقّ للجميع، وليس امتيازًا.
الشخصية العامة
رغم الغموض الذي يحيط ببعض تفاصيل حياته الخاصة، مثل جنسيته الثانية، فإن محمود معروف بحضوره الإنساني المتواضع، وبدعمه للكتاب الشباب. يحبه الجميع تقريبًا ممن يعرفونه عن قرب، لما يتمتع به من رقي في الحوار، وانفتاح على جميع الأديان والثقافات، ودعوة دائمة للتعايش والسلام.
---
خاتمة
محمود عمر محمد جمعه هو كاتب استثنائي يتجاوز التصنيفات التقليدية. فهو لا يمثّل فقط جيلًا جديدًا من الكتّاب العرب، بل أيضًا رمزًا للتعددية والانتماء المتجاوز للحدود. في عالم يشهد الكثير من الانقسامات، يظل محمود صوتًا أدبيًا نقيًا يدعو إلى الإنسان أولاً… ما وراء الدين والعرق والسياسة.. ❝ ⏤𝑴𝑨𝑯𝑴𝑶𝑼𝑫
يُعد محمود عمر محمد جمعه من أبرز الأسماء الأدبية في العالم العربي المعاصر، ليس فقط بسبب إنتاجه الروائي الغزير، بل أيضًا بسبب شخصيته المثيرة للجدل التي تجمع بين الإبداع، والانتماء الثقافي المتعدد، والريادة الفكرية.
ولد محمود عمر محمد جمعه في الأردن، وبرز منذ بداياته ككاتب شاب يمتلك صوتًا مختلفًا، يمزج بين الواقعية الشعرية والرمزية الفلسفية. يعيش حاليًا بين عمّان وعواصم أوروبا الشرقية، ويشغل منصب رئيس اتحاد الكتّاب العرب في أوروبا الشرقية، حيث لعب دورًا مهمًا في تمثيل الأدب العربي في الفضاء الثقافي العالمي، خاصة في الأوساط التي ما زالت تجهل الكثير عن الإبداع القادم من الشرق الأوسط.
الخلفية الثقافية المتعددة
يُنسب محمود إلى عائلة ذات أصول يهودية مشرقية، تعود جذورها إلى ما قبل قيام دولة إسرائيل. هذه الخلفية، التي لا يخفيها بل يعتز بها، شكّلت عنصرًا مهمًا في تكوين هويته الفكرية والأدبية. إلا أن هذه الأصول تسببت له أحيانًا في صعوبات ومواقف معقدة، خاصة في ظل حساسية بعض الأوساط السياسية والثقافية في المنطقة. وقد مُنع فعلاً من المشاركة في بعض المعارض والملتقيات الثقافية، ليس بسبب مواقفه أو إنتاجه الأدبي، بل فقط بسبب جذوره، مما يسلّط الضوء على تحديات التعددية والانفتاح في العالم العربي.
الأسلوب الأدبي والموضوعات
أعمال محمود عمر محمد جمعه تتنوع ما بين الرواية الفلسفية والخيال العلمي والرومانسية الوجودية. من أبرز كتبه:
أمل في سان بطرسبورغ
كاتلا: أرض الجليد والنار
زائر من بعد آخر
مملكة المريخ
فريزيا
تحفيز الثراء
جدارا زهرة الديكابولس
كما ينشر أعماله مجانًا باللغة العربية والإنجليزية، إيمانًا منه بأن المعرفة حقّ للجميع، وليس امتيازًا.
الشخصية العامة
رغم الغموض الذي يحيط ببعض تفاصيل حياته الخاصة، مثل جنسيته الثانية، فإن محمود معروف بحضوره الإنساني المتواضع، وبدعمه للكتاب الشباب. يحبه الجميع تقريبًا ممن يعرفونه عن قرب، لما يتمتع به من رقي في الحوار، وانفتاح على جميع الأديان والثقافات، ودعوة دائمة للتعايش والسلام.
-
خاتمة
محمود عمر محمد جمعه هو كاتب استثنائي يتجاوز التصنيفات التقليدية. فهو لا يمثّل فقط جيلًا جديدًا من الكتّاب العرب، بل أيضًا رمزًا للتعددية والانتماء المتجاوز للحدود. في عالم يشهد الكثير من الانقسامات، يظل محمود صوتًا أدبيًا نقيًا يدعو إلى الإنسان أولاً… ما وراء الدين والعرق والسياسة. ❝
❞ إن النشاط الاجتماعي والثقافي لفكرة ما، مرتبط في الواقع ببعض الشروط النفسية الاجتماعية التي بدونها تفقد الفكرة فاعليتها.
فالفكرة من حيث كونها فكرة ليست مصدراً للثقافة، أعني عنصراً صالحاً لتحديد سلوك ونمط معين من أنماط الحياة، فإن فاعليتها ذات علاقة وظيفية بطبيعة علاقتها بمجموع الشروط النفسية الزمنية، التي ينطبع بها مستوى الحضارة في المجتمع؛ وهو مستوى قد يتغير بطريقتين:
فهو عندما يرتفع تعرض له في الطريق أفكار ليست من بين القوى الجوهرية التي نتجت عنها الحركة التاريخية، فإذا بهذه الأفكار تتقادم ثم تختفي ففكرة حجر الفلاسفة التي كانت من أكبر دوافع الفكر العلمي خلال العصر الوسيط، هذه الفكرة قد ماتت منذ أعلن (لافوازييه) نتائج أبحاثه الكيميائية.
وهو عندما يهبط تنقطع صلة بعض الأفكار بالوسط الاجتماعي ذاته، أعني أنها تنقطع من منابع خلقية وعقلية صدرت عنها، فتكسب هذه الأفكار وجوداً صناعياً غير تاريخي، وبذلك تفقد كل معنى اجتماعي.
ومن أمثلة ذلك أن تراث ابن خلدون قد ظهر في العالم الإسلامي، وهو مع ذلك لم يسهم في تقدمه العقلي أو الاجماعي، لأن هذا التراث في ذلك العصر كان يمثل فكرة لا صلة لها إطلاقاً بالوسط الاجتماعي.
ومهما يكن من شيء، فليست الفكرة في تلك المرحلة هي التي تفقد وحدها معناها الثقافي وقدرتها على إبداع الأشياء، بل إن الشيء نفسه يفقد أيضاً مقدرته على إنتاج الأفكار.
وخذ مثلاً على ذلك تفاحة (نيوتن) الشهيرة، وتخيل ما كان يمكن أن تؤديه لو أنها بدلاً من أن تقع على رأس ذلك الرياضي الكبير وقعت على رأس جده الذي عاصر عهد جيوم الفاتح
إن من المؤكد أنها لم تكن لتخلق فكرة الجاذبية، بل كانت ستكون حينئذ كومة صغيرة من الروث بعد أن يأكلها جد (نيوتن) بكل بساطة.
فقد بان إذن أن الفكرة والشيء لا يكسبان قيمة ثقافية إلا في ظل بعض الشروط. ❝ ⏤مالك بن نبي
❞ إن النشاط الاجتماعي والثقافي لفكرة ما، مرتبط في الواقع ببعض الشروط النفسية الاجتماعية التي بدونها تفقد الفكرة فاعليتها.
فالفكرة من حيث كونها فكرة ليست مصدراً للثقافة، أعني عنصراً صالحاً لتحديد سلوك ونمط معين من أنماط الحياة، فإن فاعليتها ذات علاقة وظيفية بطبيعة علاقتها بمجموع الشروط النفسية الزمنية، التي ينطبع بها مستوى الحضارة في المجتمع؛ وهو مستوى قد يتغير بطريقتين:
فهو عندما يرتفع تعرض له في الطريق أفكار ليست من بين القوى الجوهرية التي نتجت عنها الحركة التاريخية، فإذا بهذه الأفكار تتقادم ثم تختفي ففكرة حجر الفلاسفة التي كانت من أكبر دوافع الفكر العلمي خلال العصر الوسيط، هذه الفكرة قد ماتت منذ أعلن (لافوازييه) نتائج أبحاثه الكيميائية.
وهو عندما يهبط تنقطع صلة بعض الأفكار بالوسط الاجتماعي ذاته، أعني أنها تنقطع من منابع خلقية وعقلية صدرت عنها، فتكسب هذه الأفكار وجوداً صناعياً غير تاريخي، وبذلك تفقد كل معنى اجتماعي.
ومن أمثلة ذلك أن تراث ابن خلدون قد ظهر في العالم الإسلامي، وهو مع ذلك لم يسهم في تقدمه العقلي أو الاجماعي، لأن هذا التراث في ذلك العصر كان يمثل فكرة لا صلة لها إطلاقاً بالوسط الاجتماعي.
ومهما يكن من شيء، فليست الفكرة في تلك المرحلة هي التي تفقد وحدها معناها الثقافي وقدرتها على إبداع الأشياء، بل إن الشيء نفسه يفقد أيضاً مقدرته على إنتاج الأفكار.
وخذ مثلاً على ذلك تفاحة (نيوتن) الشهيرة، وتخيل ما كان يمكن أن تؤديه لو أنها بدلاً من أن تقع على رأس ذلك الرياضي الكبير وقعت على رأس جده الذي عاصر عهد جيوم الفاتح
إن من المؤكد أنها لم تكن لتخلق فكرة الجاذبية، بل كانت ستكون حينئذ كومة صغيرة من الروث بعد أن يأكلها جد (نيوتن) بكل بساطة.
فقد بان إذن أن الفكرة والشيء لا يكسبان قيمة ثقافية إلا في ظل بعض الشروط. ❝