█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في سياق هديه ﷺ في الحج
فلما كان ﷺ بسَرِف حاضت عائشة رضي الله عنها ، وقد كانت أهلت بعمرة ، فدخل عليها النبي ﷺ وهي تبكي ، قال ( ما يُبكيك لعلكِ نَفستِ ؟ ) قالت : نعم ، قال ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ، إفعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ) ، وفي سياق حجته ﷺ أيضا ، فلما كان بسرف قال لأصحابه ( من لم يكن معه هدّي ، فأحب أن يجعلها عمرة ، فليفعل ، ومن كان معه هدي ، فلا ) ، فلما كان بمكة ، أمرَ أمراً حتما من لا هدي معه أن يجعلها عمرة ، ويحل من إحرامه ، ومن معه هدي ، أن يُقيم على إحرامه ، ولم ينسخ ذلك شيء ألبته ، بل سأله سراقة بن مالك عن هذه العمرة التي أمرهم بالفسخ إليها ، هل هي لعامهم هذا أم للأبد ، فقال ﷺ ( بل للأبد ، وأن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة ) ، ثم نهض ﷺ إلى أن نزل بذي طوى ، وهي المعروفة الإن بآبار الزاهر ، فبات بها ليلة الأحد لأربع خلون من ذي الحجة ، وصلى بها الصبح ، ثم إغتسل من يومه ، ونهض إلى مكة ، فدخلها نهارا من أعلاها من الثنية العليا التي تشرف على الحجون ، وكان في العمرة يدخل من أسفلها ، وفي الحج دخل من أعلاها. وخرج من أسفلها ، ثم سار حتى دخل المسجد وذلك ضحى ، وذكر الطبراني : أنه ﷺ كان إذا نظر إلى البيت قال ( اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ) فلما دخل المسجد عمد إلى البيت ولم يركع تحية المسجد ، فإن تحية المسجد الحرام الطواف ، فلما حاذى الحجر الأسود ، إستلمه ولم يُزاحم عليه ، ولم يتقدم عنه إلى جهة الركن اليماني ، ولم يرفع يديه ، ولم يقل : نويت بطوافي هذا الإسبوع كذا وكذا ، ولا إفتتحه بالتكبير كما يفعله من لا علم عنده ، بل هو من البدع المنكرات ، ولا حاذى الحجر الأسود بجميع بدنه ثم إنفتل عنه وجعله على شِقه ، بل إستقبله وإستلمه ، ثم أخذ عن يمينه ، وجعل البيت عن يساره ، ولم يدع عند الباب بدعاء ، ولا تحت الميزاب ، ولا عند ظهر الكعبة وأركانها ، ولا وَقَّتَ للطواف ذكرا معينا ، لا بفعله ، ولا بتعليمه ، بل حُفظ عنه ﷺ بين الركنين ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ورَمل في طوافه هذا الثلاث أشواط الأولى ، وكان يُسرع في مشيه ، ويقارب بين خُطاه ، وإضطبع بردائه فجعل طرفيه على أحد كتفيه وأبدى كتفه الأخرى ومنكبه ، وكلما حاذى الحجر الأسود أشار إليه أو إستلمه بمحجنه ، وقبَّل المحجن ، والمحجن عصا محنية الرأس ، وثبت عنه أنه إستلم الركن اليماني ، ولم يثبت عنه أنه قَبَّله ، ولا قَبَّل يده عند إستلامه ، وثبت عنه ﷺ أنه قبَّل الحجر الأسود ، وأنه إستلمه بيده ، فوضع يده عليه ثم قبَّلها ، وثبت عنه أنه إستلمه بمحجن ، فهذه ثلاث صفات ، وروي عنه أيضا أنه وضع شفتيه عليه طويلا وبكى ، وذكر الطبراني عنه بإسناد جيد : أنه كان ﷺ إذا إستلم الركن اليماني قال ( بسم الله والله أكبر ) وكلما أتى على الحجر الأسود قال ( الله أكبر ) ، ولم يستلم ﷺ من الأركان إلا اليمانيين فقط ( وهما ركن الحجر الأسود والركن الآخر ) . ❝
❞ الرجل الذي عرف ربه
كان الرجل مريضاً بمرض عِضال لا يُعرَف له علاجاً .. فكلما جلس في مكان قال له الناس - رائحتك كريهة .. ألا تستحم ..
و تردد على الأطباء و فحص الأنف و الجيوب و الحلق و الأسنان و اللثة و الكَبِد و الأمعاء .. و كانت النتيجة .. لا مرض في أي مكان بالجسد .. و لا سبب عضوياً مفهوم لهذه الرائحة .
و كان يتردد على الحمام عدة مرات في اليوم و يغتسل بأغلى العطور فلا تُجدي هذه الوسائل شيئاً ..
و لا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر مُنتِن يهرب منه الصديق قبل العدو .
و ذهب يبكي لرجل صالح .. و حكى له حكايته .. فقال الرجل الصالح .. هذه ليست رائحة جسدك .. و لكن رائحة أعمالك .
● فقال الرجل مندهشاً : و هل للأعمال رائحة ؟ !
● فقال الرجل الصالح : تلك بعض الأسرار التي يكشف عنها الله الحجاب .. و يبدو أن الله أحبك و أراد لك الخير و أحب أن يُمهِد لك الطريق إلى التوبة .
● فقال الرجل معترفاً : أنا بالحق أعيش على السرقة و الإختلاس و الربا و أزني و أسكَر و أُقارِف المنكرات .
● قال الرجل الصالح : و قد رأيت .. فهذه رائحة أعمالك .
● قال الرجل : و ما الحل ؟
● قال الصالح : الحل أصبح واضحاًَ ، أن تُصلِح أعمالك و تتوب إلى الله توبة نصوحاً .
و تــاب الرجل توبة نصوحاً و أقلع عن جميع المنكرات و لكن رائحته ظلت كما هي .. فعاد يبكي إلى الرجل الصالح ..
● فقال له الرجل الصالح : لقد اصلحت أعمالك الحاضرة ، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم .. و لا خلاص منها إلا بمغفرة .
● قال الرجل : و كيف السبيل إلى مغفرة ؟
● قال الصالح : إن الحسنات يُذهِبنَ السيئات فتصدق بمالك .. و الحج المبرور يَخرُج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه .. فاقصد الحج .. و اسجد لله .. و ابك على نفسك بعدد أيام عمرك ..
و تصدَّق الرجل بماله و خرج إلى الحج .. و سجد في كل ركن بالكعبة و بكى بعدد ايام عمره ..
و لكنه ظل على حاله تعافه الكلاب و تهرب منه الخنازير إلى حظائرها .. فآوَى إلى مقبرة قديمة و سكنها و صمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجاًَ من كَربِه .
و ما كاد يُغمِض عينيه لينام حتى رأى في الحلم الجُثث التي كانت في المقبرة تجمع أكفانها و ترحل هاربة .. و فتح عينيه فرأى جميع الجُثث قد رحلت بالفعل و جميع اللحود فارغة .. فخَرَ ساجداً يبكي حتى طلع الفجر .. فمر به الرجل الصالح ..
● و قال له : هذا بكاء لا ينفع .. فإن قلبك يمتلئ بالإعتراض .. و أنت لا تبكي إتهاماً لنفسك .. بل تتهم العدالة الإلهية في حقك .
● قال الرجل : لا أفهم !!
● قال الصالح : بالضبط .. إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك .. و بهذا قَلَبتَ الأمور فجعلت الله مذنباً و تصورت نفسك بريئاً ..
و بهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوباً جديدة في الوقت الذي ظننت فيه أنك تُحسِن العمل .
● قال الرجل : و لكني أشعر بأني مظلوم .
● قال الصالح : لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذاباً أكبر .. و لعرفت أن الله الذي ابتلاك لطف بك .. و لكنك اعترضت على ما تجهل و اتهمت ربك بالظلم .. فاستغفر و حاول أن تُطَهِر قلبك و أسلِم وجهك ..
فإنك إلى الآن و رغم حجك و صومك و صلاتك و توبتك لم تُسلِم بعد .
● قال الرجل : كيف .. ألستُ مسلماً ؟ !
● قال الصالح : نعم لست مسلماً ، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ ..
و ذلك لا يكون إلا بالقبول و عدم الإعتراض و الإسترسال مع الله فى مقاديره و بأن يستوي عندك المنع و العطاء ، و أن ترى حكمة الله و رحمته في منعه كما تراه فى عطائه ، فلا تغتر بنعمة .. و لا تعترض على حرمان ..
فعدل الله لا يختلف ، و هو عادل دائماً فى جميع الأحوال و رحمته سابغة فى كل ما يُجريه من مقادير ..
فقل لا إله إلا الله ثم استقم . . ذلــك هـو الإســـلام .
● قال الرجل : إنى أقول لا إله إلا الله كل لحظة .
● قال الصــالح : تقولها بلسانك و لا تقولها بقلبك و لا تقولها بموقفك و عملك .
● قال الرجل : كيــف ؟
● قال الصــالح : إنك تناقش الله الحساب كل يوم و كأنك إله مثله ..
تقول له استغفرت فلم تغفر لى .. سجدت فلم ترحمنى .. بكيت فلم تُشفق غلىّ .. صليت و صمت و حججت إليك فما سامحتني .. أين عدلــك ؟
و ربت الرجل الصــالح على كتفيه قــائلاً : يا أخـي ليس هذا توحيداً .
التـوحيـد أن تكون إرادة الله هي عين ما تهوى و فعله عين ما تحب و كأن يدك أصبحت يده و لسانك لسانه .. التوحيد هو أن تقول نعم . و تصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا .. لأنه لا إله إلا الله .. لا عادل و لا رحمن و لا رحيم و لا حق سواه .. هو الوجود و أنت العدم .. فكيف يناقش العدم الوجود .. إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجداً حامداً شاكراً .. لأنه لا وجود غيره .. هو الإيجاب و ما عداه سلب .. هو الحق و ما عداه باطل .
فبكـى الرجل و قد أدرك أنه ما عاش قط و ما عبد ربه قط .
● قال الصــالح : الآن عرفت فالزم .. و قل لا إله إلا الله .. ثم استقـم .. قلها مرة واحدة من أحشائــك .
● فقال الرجل : لا إله إلا الله .
فتضوع الياسمين و انتشر العطر و ملأ العبير الأجواء و كأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض .
و تلفت الناس .. و قالوا .. مَن هناك .. مَن ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عِطر .
● قال الرجل الصــالح : بل هـو رجـل عــرف ربـه .
..
من كتاب : نقطة الغليان
للدكتور / مصطفــــى محمـــــود (رحمه الله) . ❝
❞ أما فيما يخص بعلاقة المسلم بولي الأمر، فيرى ابن باز طاعة ولاة الأمر واجبة، ويرى أن الطاعة إنما تكون في المعروف، ويرى أن الصبر على جور الأئمة وظلمهم أصل من الأصول المهمة التي جائت بها الشريعة الإسلامية، ويرى أن ضياع هذا الأصل هو سبب الفتن والمحن، ومنهجه في التعامل مع ولاة الأمر هو نصحهم سرًا فيما صدر منهم من منكرات، والأخذ بيدهم إلى الحق وتبصيرهم، مع التحذير العام للمنكر دون تخصيص أو تشهير بالأسماء، لأن في ذلك تأليبا للعامة، ويرى أن النصح علنًا ليس من منهج السلف، لأنه يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويرى الدعاء لولاة الأمر بالتوفيق والسداد، والإكثار منه . ❝
❞ موانع النجاح مع الله (الشيخ هشام المحجوبي)
بسم الله الرحمن الرحيم
في دراستي لكتب علماءنا العارفين بالله تجد ان تشخيصهم و تقييمهم للموانع التي تمنع الإنسان من الإرتقاء في درجات ولاية الرحمان و التقوى و الإحسان تدور على مرضين مرض الشهوة و مرض الشبهة فالمصاب بالمرض الأول يتصف بطباع حيوانية تجعل نفسه تميل الى السفالة و الإغراق في التفكير في إشباع غرائزه و شهواته و خطر هذا المرض أنه يزين لصاحبه إستباحة الفواحش و المنكرات و المحرمات و إن لم يصل بالإنسان الى المستوى الحرام فإنه يضيع عليه أوقات كثيرة و طاقات كبيرة كان الأولى أن تُسْثَتْمر في عمل الآخرة هذا النوع يجعل الإنسان مسجونا في سجن من الملذات بتصورات متجددة لا تنتهي لا تزيد الإنسان الا رغبة فيما بعدها (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب )و دواء هذا المرض هو الزُهد في الدنيا و الإهتمام بالآخرة و شغل الأوقات بالطاعات (قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها) و اما المرض الثاني فينحرف فهم صاحبه الى عقائد و ضلالات تهواها نفسه أحيانا بسبب حب الثورة على الواقع أو حب التميز بشيء لم يأت به أحد أو بسبب حسَد الإنسان لعلماء الدين و شيوخه ، و خُبث النفس لا حد له و دواء هذا المرض الصدق في طلب الحق و دراسة اصول الدين و اصول الفقه اللهم اننا نعوذ بك من الفواحش و الضلالات و في الأخير علينا ان نعلم ان الدنيا قصيرة و حقيرة فإياك ان تبيع آخرتك بها ( وللآخرة خير لك من الأولى و لسوف يعطيك ربك فترضى )
The obstacles to success with Allah (Sheikh Hisham Mahjoubi) In the name of Allah, the Most Gracious, the Most Merciful. Lust and the disease of suspicion. Taboo, even if a person does not reach the forbidden level, he wastes many times and great energies on him. The hollow of the son of Adam fills with nothing but dust (the cure for this disease is asceticism in this world, concern for the afterlife, and preoccupation with the times of acts of obedience (the one who purifies it has succeeded, and the one who indexes it) has been disappointed. The delusions that he loves himself sometimes because of the love of revolution against reality or the love of excellence in something that no one has brought, or because of man’s envy of religious scholars and elders, and the malice of the soul is limitless. We seek refuge in You from immorality and delusions, and in the end, we must know that the world is short and despicable, so beware of selling your hereafter (and the Hereafter is better for you than the first, and your Lord will give you, and you will be satisfied . ❝