❞ ملخص كتاب ❞ كتاب الشيعة نضال أم ضلال❝ يقول علماء الأصول: "الحُكم على الشيء فَرع من تصوُّره"، بمعنى أنني لا أستطيع أن أَحكُم على أمْر من الأمور دون أن أتصوَّره أو أفهمه. ولذلك؛ فلا حُكْم على الشيعة دون أن تَعْرفهم، ولا معنى للإدلاء بالرأي في قضية التقريب بين السنة والشيعة دون إدراك طبيعة كُلٍّ من الطرفين. وقبل أن نتطوع بانتقاد المهاجمين أو المدافعين عن الشيعة، لا بد أن نَفهم أولًا مَن هم الشيعة؟ وما جذورهم؟ وما الخلفية العقائدية والفقهية لهم؟ وما تاريخهم؟ وما واقعهم؟ وما أهدافهم وأحلامهم؟ وعندها نستطيع أن نقول رأينا على بصيرة. وكم من الناس غَيَّروا تمامًا من آرائهم، وتنازلوا عن كثير من أفكارهم بعد أن وصَلتهم المعلومة الصحيحة والرؤية الواضحة؛ فهناك مسألة حزب الله، وهناك مسألة الحُكم في (إيران)، ومسألة التراشق بالألفاظ بين (أمريكا) و (إيران)، ومسألة الحوثيين في (اليمن)، كل هذه القضايا نَسْمع أخبارها كل يوم، ولن نستطيع أن نتعامل معها دون عِلم ودراية بمسألة الشيعة؛ لذلك جَمَعْتُ هذه المقالات وأخرجتُها في هذا الكتاب، الذي كان الهدف منه هو إطْلاع القارئ على رؤيتي في هذه المسألة، وإن كان الأمر -لا شك -يحتاج إلى تفصيل أكثر وأكثر.
1- أصول الشيعة: الشيعة ينتسبون في الأصل إلى (الحسين) -رضي الله عنه -، وهذا رأي وجيه جدًا؛ فقد خرج (الحسين) على خلافة (یزید بن معاوية)، واتجه إلى (العراق) بعد أن دعاه فريق من أهلها إليها، ووعدوه بالنصرة، ولكنهم تخلوا عنه في اللحظات الأخيرة. وانتهى الأمر باستشهاد (الحسين) في (كربلاء)؛ فندمت المجموعة التي قامت باستدعائه، وقرروا التكفير عن ذنوبهم بالخروج على الدولة الأموية، وحدث هذا الخروج بالفعل، وقُتِل منهم عدد، وعُرف هؤلاء بالشيعة. وهذا يفسر لنا أن شدة ارتباط الشيعة بـِِِ (الحسين بن علي) معلن عنها أكثر من (علي بن أبي طالب) نفسه، وهم يحتفلون بذكرى استشهاد (الحسين) ، ولا يحتفلون بذكرى استشهاد (علي بن أبي طالب).
ومع ذلك، فنشأة هذه الفرقة لم تكن تعني إلا نشوء فرقة سياسية تعترض على الحكم الأموي، وتناصر فكرة الخروج عليه، ولم يكن لها مبادئ عقائدية أو مذاهب فقهية مختلفة عن أهل السنة، بل إننا نرى أن القادة الأوائل -الذين يزعم الشيعة أنهم الأئمة الأوائل -ما هم إلا رجال من السنة، يتكلمون بكل عقائد ومبادئ السنة.
لقد قام (زید بن علي) بالخروج على الخلافة الأموية مكرِّرًا تجربة جده (الحسين بن علي)، وذلك في زمان (هشام بن عبد الملك)، وانتهى الأمر بقتله (سنة ۱۲۲هـ)، وقام أتباعه بتأسيس مذهب على أفكاره عُرِف في التاريخ بـِِِ (الزيدية) نسبة إليه. وهذا المذهب وإن كان محسوبًا على الشيعة؛ إلا أنه يتفق مع السنة في كل شيء إلا في تفضيل (عليّ) على الخلفاء الراشدين الثلاثة الأوائل، وأتباع هذا المذهب منتشرون في (اليمن)، وهم أقرب الشيعة للسنة، وتكاد لا تفرقهم عن السنة في معظم الأحوال، واستمرت ثورات الشيعة تباعًا.
عند وفاة (الحسن العسكري) سنة (۲۹۰هـ) الذي كان أحد الثوار للخروج على الدولة؛ وقع هؤلاء الثوريون في حيرة كبيرة، فمَن هذا الذي يتولى أمرهم؟ وقد تَرك (الحسن العسكري) طفلًا صغيرًا، ثم زاد الأمر اضطرابًا عندما توفي هذا الطفل الصغير هو الآخَر فجأة؛ لتنقسم هذه المجموعات الثورية إلى فرق كثيرة تختلف بعضها عن بعض في المبادئ والأفكار، بل في الشرائع والمعتقدات. وكان من أشهر هذه الفرق التي ظهرت: (الاثني عشرية)، وهي الفرقة الموجودة الآن في (إيران) و (العراق) و (لبنان)، وهي أكبر فرق الشيعة، كما ظهرت فرق أخرى مثل (الإسماعيلية) و (القرامطة)، وهي فرق شديدة الانحراف في العقيدة والسلوك.. ❝ ⏤راغب السرجاني
ملخص كتاب ❞ كتاب الشيعة نضال أم ضلال❝
يقول علماء الأصول: "الحُكم على الشيء فَرع من تصوُّره"، بمعنى أنني لا أستطيع أن أَحكُم على أمْر من الأمور دون أن أتصوَّره أو أفهمه. ولذلك؛ فلا حُكْم على الشيعة دون أن تَعْرفهم، ولا معنى للإدلاء بالرأي في قضية التقريب بين السنة والشيعة دون إدراك طبيعة كُلٍّ من الطرفين. وقبل أن نتطوع بانتقاد المهاجمين أو المدافعين عن الشيعة، لا بد أن نَفهم أولًا مَن هم الشيعة؟ وما جذورهم؟ وما الخلفية العقائدية والفقهية لهم؟ وما تاريخهم؟ وما واقعهم؟ وما أهدافهم وأحلامهم؟ وعندها نستطيع أن نقول رأينا على بصيرة. وكم من الناس غَيَّروا تمامًا من آرائهم، وتنازلوا عن كثير من أفكارهم بعد أن وصَلتهم المعلومة الصحيحة والرؤية الواضحة؛ فهناك مسألة حزب الله، وهناك مسألة الحُكم في (إيران)، ومسألة التراشق بالألفاظ بين (أمريكا) و (إيران)، ومسألة الحوثيين في (اليمن)، كل هذه القضايا نَسْمع أخبارها كل يوم، ولن نستطيع أن نتعامل معها دون عِلم ودراية بمسألة الشيعة؛ لذلك جَمَعْتُ هذه المقالات وأخرجتُها في هذا الكتاب، الذي كان الهدف منه هو إطْلاع القارئ على رؤيتي في هذه المسألة، وإن كان الأمر -لا شك -يحتاج إلى تفصيل أكثر وأكثر.
الشيعة ينتسبون في الأصل إلى (الحسين) -رضي الله عنه -، وهذا رأي وجيه جدًا؛ فقد خرج (الحسين) على خلافة (یزید بن معاوية)، واتجه إلى (العراق) بعد أن دعاه فريق من أهلها إليها، ووعدوه بالنصرة، ولكنهم تخلوا عنه في اللحظات الأخيرة. وانتهى الأمر باستشهاد (الحسين) في (كربلاء)؛ فندمت المجموعة التي قامت باستدعائه، وقرروا التكفير عن ذنوبهم بالخروج على الدولة الأموية، وحدث هذا الخروج بالفعل، وقُتِل منهم عدد، وعُرف هؤلاء بالشيعة. وهذا يفسر لنا أن شدة ارتباط الشيعة بـِِِ (الحسين بن علي) معلن عنها أكثر من (علي بن أبي طالب) نفسه، وهم يحتفلون بذكرى استشهاد (الحسين) ، ولا يحتفلون بذكرى استشهاد (علي بن أبي طالب).
ومع ذلك، فنشأة هذه الفرقة لم تكن تعني إلا نشوء فرقة سياسية تعترض على الحكم الأموي، وتناصر فكرة الخروج عليه، ولم يكن لها مبادئ عقائدية أو مذاهب فقهية مختلفة عن أهل السنة، بل إننا نرى أن القادة الأوائل -الذين يزعم الشيعة أنهم الأئمة الأوائل -ما هم إلا رجال من السنة، يتكلمون بكل عقائد ومبادئ السنة.
لقد قام (زید بن علي) بالخروج على الخلافة الأموية مكرِّرًا تجربة جده ....... [المزيد]
القرن الرابع الهجري كان قرنًا شيعيًا خالصًا؛ فقد سيطر الشيعة البُوَيْهيون على أجزاء من (إيران) وعلى (العراق) بكاملها، وسيطر (السامانيون) على شرق (إيران) وأجزاء من (أفغانستان) وشرق العالم الإسلامي، وسيطر (الحمدانيون) على أجزاء من (الموصل) و (حلب)، کما سيطر (القرامطة) على شرق الجزيرة العربية، ووصلوا أحيانًا إلى (الحجاز)، بل إلى (دمشق)، وكذلك (اليمن). أما الدولة العبيدية (المسماة زورًا بالفاطمية) فقد توحشت واحتلت كل الدول الإسلامية في (إفريقيا)، بل أضافت إلى ذلك (فلسطين) و (سوريا) و (لبنان).
في نهاية القرن الرابع الهجري، زالت دولة القرامطة. وفي منتصف القرن الخامس الهجري، زالت دولة بني بُوَيْه (447هـ)، أما الإسماعيلية العُبَيْدِيُّون؛ فقد استمروا إلى منتصف القرن السادس الهجري (567هـ). وبذلك عاد العالم الإسلامي سُنيًا في الحكم في كل مناطقه، وإن ظلت الدعوة الاثني عشرية موجودة في مناطق (فارس) وأجزاء من (العراق)، وبقي الوضع على هذه الحال إلى سنة (۹۰۷ هـ)؛ حتى قام (إسماعيل الصفوي) بتأسيس الدولة الصفوية الشيعية الاثني عشرية في (إيران) نسبة إلى جدهم الأكبر (صفي الدين ....... [المزيد]
3- خطر الشيعة على العالم الإسلامي
4- حزب الله: الجناح الشيعي العربي لـ (إيران)
5- الجذور الشيعية في (اليمن) وصعود الحوثيين
6- مَن يَحكم (إيران)؟
7- الحرب المزعومة بين (أمريكا) و (إيران)
8- موقفنا من الشيعة
❞ الشيعة هم ثاني أكبر طائفة من المسلمين.
عُرِفُوا تاريخياً بـ\"شيعة علي\" أو \"أتباع علي\". غالبًا ما يشير مصطلح الشيعة إلى الشيعة الاثنا عشرية لأنها الفرقة الأكثر عددًا.
يرى الشيعة أن عليًا بن أبي طالب هو وأحدَ عشر إمامًا من ولده (من زوجته فاطمة بنت النبي محمد) هم أئمةٌ مُفترضو الطاعةِ بالنص السماوي، وأنّهم المرجعُ الرئيس للمسلمين بعد وفاة النبي. يطلقون عليهم اسم الأئمَّة أو الخُلفاء الذين يجب اتِّباعهم دون غيرهم طبقًا لأمر من النبي محمد حسب اعتقادهم في بعض الأحاديث مثل:
حديث المنزلة، وحديث الغدير، وحديث الخلفاء القرشيين الاثنا عشر، وحديث الثقلين المنقولة عن النبي محمد بنصوص مختلفة والذي يستدلّون به على غيرهم من خلال وجوده في بعض كتب بعض الطوائف الإسلامية التي تنكر الإمامة وهو كالتالي:
«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ أحدهما أعظم من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
طوائف الشيعة: وفقاً لمؤرخي الشيعة فإن انقسام الشيعة لفرق وطوائف جاء بشكل متدرج والمعروف..
عقيدة الشيعة في الله:
يعتقد الشيعة بأن الله تعالى واحد أحد ليس كمثله شيء، قديم لم يزل ولا يزال، هو الأول والآخر، عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع بصير.
ولا يوصف بما توصف به المخلوقات، فليس هو بجسم ولا صورة، وليس جوهرا ولا عرضا، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا زمان، ولا يشار إليه. كما لا ند له، ولا شبه، ولا ضد، ولا صاحبة له ولا ولد، ولا شريك، ولم يكن له كفوا أحد. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
ومن قال بالتشبيه في خلقه بأن صور له وجها ويدا وعينا، أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، (أو نحو ذلك) فإنه بمنزلة الكافر به جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص، بل كل ما ميزناه بأوهامنا في أدق
عقيدة الشيعة في القرآن:
يعتقد الشيعة أن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله على لسان نبيه فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا (مصحف المسلمين كافة) هو نفس القرآن المنزل على النبي، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلهم على غير هدى، فإنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
ومن دلائل إعجازه أنه كلما تقدم الزمن وتقدمت العلوم والفنون، فهو باق على طراوته وحلاوته وعلى سمو مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة، ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية، على العكس من كتب العلماء وأعاظم
الفلاسفة مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية، فإنه يبدو بعض منها على الأقل تافها أو نابيا أو مغلوطا، كلما تقدمت الأبحاث العلمية وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة، حتى من مثل أعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وإفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوة العلمية والتفوق الفكري.
كما يعتقد الشيعة وجوب احترام القرآن الكريم وتعظيمه بالقول والعمل، فلا يجوز تنجيس كلماته حتى الكلمة الواحدة المعتبرة جزأ منه على وجه يقصد أنها جزء منه، كما لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمس كلماته أو حروفه (لا يمسه إلا المطهرون) سواء كان محدثا بالحدث الأكبر كالجنابة والحيض والنفاس وشبهها، أو محدثا بالحدث الأصغر حتى النوم، إلا إذا اغتسل أو توضأ على التفاصيل التي تذكر في الكتب الفقهية.
كما أنه لا يجوز إحراقه، ولا يجوز توهينه بأي ضرب من ضروب التوهين الذي يعد في عرف الناس توهينا، مثل رميه أو تقذيره أو سحقه بالرجل أو وضعه في مكان مستحقر، فلو تعمد شخص توهينه وتحقيره بفعل واحد من هذه الأمور وشبهها فهو معدود من المنكرين للإسلام وقدسيته المحكوم عليهم بالمروق عن الدين والكفر بالله.. ❝ ⏤موسى الموسوي
❞ الشيعة هم ثاني أكبر طائفة من المسلمين.
عُرِفُوا تاريخياً بـ˝شيعة علي˝ أو ˝أتباع علي˝. غالبًا ما يشير مصطلح الشيعة إلى الشيعة الاثنا عشرية لأنها الفرقة الأكثر عددًا.
يرى الشيعة أن عليًا بن أبي طالب هو وأحدَ عشر إمامًا من ولده (من زوجته فاطمة بنت النبي محمد) هم أئمةٌ مُفترضو الطاعةِ بالنص السماوي، وأنّهم المرجعُ الرئيس للمسلمين بعد وفاة النبي. يطلقون عليهم اسم الأئمَّة أو الخُلفاء الذين يجب اتِّباعهم دون غيرهم طبقًا لأمر من النبي محمد حسب اعتقادهم في بعض الأحاديث مثل:
حديث المنزلة، وحديث الغدير، وحديث الخلفاء القرشيين الاثنا عشر، وحديث الثقلين المنقولة عن النبي محمد بنصوص مختلفة والذي يستدلّون به على غيرهم من خلال وجوده في بعض كتب بعض الطوائف الإسلامية التي تنكر الإمامة وهو كالتالي:
«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ أحدهما أعظم من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
طوائف الشيعة: وفقاً لمؤرخي الشيعة فإن انقسام الشيعة لفرق وطوائف جاء بشكل متدرج والمعروف.
عقيدة الشيعة في الله:
يعتقد الشيعة بأن الله تعالى واحد أحد ليس كمثله شيء، قديم لم يزل ولا يزال، هو الأول والآخر، عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع بصير.
ولا يوصف بما توصف به المخلوقات، فليس هو بجسم ولا صورة، وليس جوهرا ولا عرضا، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا زمان، ولا يشار إليه. كما لا ند له، ولا شبه، ولا ضد، ولا صاحبة له ولا ولد، ولا شريك، ولم يكن له كفوا أحد. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
ومن قال بالتشبيه في خلقه بأن صور له وجها ويدا وعينا، أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، (أو نحو ذلك) فإنه بمنزلة الكافر به جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص، بل كل ما ميزناه بأوهامنا في أدق
عقيدة الشيعة في القرآن:
يعتقد الشيعة أن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله على لسان نبيه فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا (مصحف المسلمين كافة) هو نفس القرآن المنزل على النبي، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلهم على غير هدى، فإنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
ومن دلائل إعجازه أنه كلما تقدم الزمن وتقدمت العلوم والفنون، فهو باق على طراوته وحلاوته وعلى سمو مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة، ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية، على العكس من كتب العلماء وأعاظم
الفلاسفة مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية، فإنه يبدو بعض منها على الأقل تافها أو نابيا أو مغلوطا، كلما تقدمت الأبحاث العلمية وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة، حتى من مثل أعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وإفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوة العلمية والتفوق الفكري.
كما يعتقد الشيعة وجوب احترام القرآن الكريم وتعظيمه بالقول والعمل، فلا يجوز تنجيس كلماته حتى الكلمة الواحدة المعتبرة جزأ منه على وجه يقصد أنها جزء منه، كما لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمس كلماته أو حروفه (لا يمسه إلا المطهرون) سواء كان محدثا بالحدث الأكبر كالجنابة والحيض والنفاس وشبهها، أو محدثا بالحدث الأصغر حتى النوم، إلا إذا اغتسل أو توضأ على التفاصيل التي تذكر في الكتب الفقهية.
كما أنه لا يجوز إحراقه، ولا يجوز توهينه بأي ضرب من ضروب التوهين الذي يعد في عرف الناس توهينا، مثل رميه أو تقذيره أو سحقه بالرجل أو وضعه في مكان مستحقر، فلو تعمد شخص توهينه وتحقيره بفعل واحد من هذه الأمور وشبهها فهو معدود من المنكرين للإسلام وقدسيته المحكوم عليهم بالمروق عن الدين والكفر بالله. ❝