❞ هنالك قلب أصبح معتاد علي الألم الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم. ❝ ⏤Aya Mohamed

❞ تشد على جروحي ونسيت جروحك، لازلت تمسك بيدي بتلك القبضة الحنونة، إلا أن هذه المرة غير تلك المرات، تشد على جروح يدي ونسيت جروح يدك، نسيت أنك تنزف، وأن جروحك أعمق من جروحي، كنت تريد منها أن تشفى من خلال مرورها بيدي! كنت أنظر إليها والدم يخالط أصابعي بقبضة غضب على ملامحها التي لم تعد كما كانت في السابق، مع ذلك كنت تظهر لي غير ذلك، تخيفها ولا تعلم أنها كانت تنزف من قاع قلبي، لكنك كنت حينها تبكي على جروحي ولم تنظر إلى عمق جروحك أولاً! كيف كنت تريد مني أن أشفى؟ وأنت كنت بذلك العناء تخفي ألمك في ابتسامة، كيف أصبحت يا صغيري؟ حينها وأنا أنظر بغزارة إلى عمق عينك المملوءة بالبكاء، وفمك الذي ينزف ألمًا؛ لا زلت بخير يا أبي! قلت ذلك حين رأيت قوة صبرك وقوة تحملك، وقوة إخفاء ما بك، وحين رأيت جروح جسمك، وثيابك التي لم تعرف لونها الحقيقي من ذلك الدم عليها، وحين رأيت خوفك على جروح جسمي الصغيرة وكأن جروحك الكبيرة تلك لا ترى! تعلمت منك ولم أشعر في جسمي بعدها بأي ألم حين رأيت جبلًا لا يزال واقفًا أمامي رغم انهياره، وحين رأيت جروح يدك تلك تنزف وأنك لا زلت تمدها إلي كعادتك دائمًا تقاوم ذلك حين ترى ما بي، لكنك يا أبي هذه المرة تنزف وليس من جوع تخفي! أي سندًا أي قوة تملك أنت؟ لازلت السند رغم التعب ولا زلت القوة بتلك القبضة رغم نزيفها ألف مرة، مع كل هذا لازلت كما أنت المعتاد حين تخفي جوعك والآن تخفي جروحك وما أصابك على أن أبتسم وأنسى ما بي! ولكن كبرت يا أبي وأصبح ألمي الآن من ألمك، إنني أحس ألمي هذه المرة في قاع قلبي حين أرى تشوه يدك الحنونة الممدودة إلي، غير معتاد أن أراها هكذا، ولكن سنسير معًا هذه المرة؛ لأن جروحي اختلطت بدم جروحك، أصبح الألم ليس مما نشعر وما أصاب الجسم من جروح، أصبح الألم أن أرى من أحب يتألم، يزيد النزيف في داخل القلب وليس من الجروح، لذلك لن أدعك تعاني لوحدك، سنتظاهر بالقوة معًا ونشد على جروحنا ونخلط دماءنا من بعض، التظاهر والصمت وكل هذا فداء روح القدس واللقاء... لذلك لن أدعك تعاني لوحدك هذه المرة وسيكون ألمي من ألمك...!\" / عازفة الآمال. ❝ ⏤بسمة أمين عبد الرحيم

❞ رواية المدانون ما إن انتهى عمل سامي ووالده بالاهتمام بالجثة كالمعتاد، كانت قد دقت الساعة الخامسة فجراً. غادر سامي ووالده المشرحة متجهين للمنزل. ذهب سامي إلى غرفته، استلقى على سريره، شعر سامي بصداع قويّ يضرب على جمجمة رأسه وثقل في جسده، لكن لم يعطِ للأمر أهمية، من الطبيعي بسبب عمله أن يعود مرهقاً بالرغم من أنها كانت على غير العادة هذه المرة.... في مساء ذاك اليوم كان والده قد اشتد به المرض، السبب الذي جعله يرفع هاتفه ويتصل ويعتذر على عدم ذهابه في ذلك اليوم إلى المشرحة... ولكن سامي أراد الذهاب، وبعد إلحاح قال له والده: اذهب ولكن لاستلام جثث فقط، إن أتتك حالات جثث لا تفعل شيئاً، ولا تسلم شيئاً حتى أستعيد صحتي، وأعود أنا وأنت سوياً غداً إن شاء الله... تناول سامي مع عائلته الغداء، واستعد لليلته التي سيقضيها بمفرده في المشرحة. كان الحماس يسيطر عليه؛ فهي المرة الأولى التي يوليه والده المسؤولية في المشرحة، ولكن عند وصوله لأمام باب المشرحة تحول ذلك الحماس إلى كتلة من الخوف، وعدم الارتياح... هو شخصياً كان مندهشاً من نفسه!! أين اختفت شخصيةُ سامي ذي القلب الجسور؟ لأول مرة يشعر بالتوتر، مما جعله يقوم بتشغيل جميع مصابيح إنارة المشرحة والممرات، رغم ذلك ظل الخوف مسيطراً عليه، ولم يفارقه... مؤمن مصطفى السبيعي. ❝ ⏤Mona Najeeb