❞ أحس برغبة ملحّة لجذب انتباهها، فحمحم، مما جعلها تلتفت له بسرعة، وعينيها تتسعان من الدهشة:
\"إياد!\" شهقت بقوة عندما رأته يقف أمامها بابتسامة عاشقة.
عضّ على شفته السفلى، ومدّ ذراعيه نحوها، وقبل أن يصل إليها، قفزت في أحضانه كفراشة تعانق وردة، لتستقر في ثنايا ذراعيه بقوة. احتضنها حتى كاد أن يكسر ضلوعها، ولكنها كانت مستمتعةً بذلك الحضن القاسي، وتلك الرائحة التي تجعلها تذوب في غمرته.
أطلق زفراته بسعادة، وعيناه تنهمران بالحب والحنان، وهو يرفعها قليلاً عن الأرض، مُقابلاً وجهها بوجهه. أنغام الفرح تغمرهما، وابتسم في عينيها اللتين تشعّان بالأمل:
\"لقد اشتقت لكِ بحجم السماء والأرض\". ❝ ⏤وداد جلول
❞ أحس برغبة ملحّة لجذب انتباهها، فحمحم، مما جعلها تلتفت له بسرعة، وعينيها تتسعان من الدهشة:
˝إياد!˝ شهقت بقوة عندما رأته يقف أمامها بابتسامة عاشقة.
عضّ على شفته السفلى، ومدّ ذراعيه نحوها، وقبل أن يصل إليها، قفزت في أحضانه كفراشة تعانق وردة، لتستقر في ثنايا ذراعيه بقوة. احتضنها حتى كاد أن يكسر ضلوعها، ولكنها كانت مستمتعةً بذلك الحضن القاسي، وتلك الرائحة التي تجعلها تذوب في غمرته.
أطلق زفراته بسعادة، وعيناه تنهمران بالحب والحنان، وهو يرفعها قليلاً عن الأرض، مُقابلاً وجهها بوجهه. أنغام الفرح تغمرهما، وابتسم في عينيها اللتين تشعّان بالأمل:
˝لقد اشتقت لكِ بحجم السماء والأرض. ❝
❞ كلمات جميلة لأصحاب العقول الراقيةة🙃✨
🐜ﻗﺎﻟـﺖ ﺍﻟﺴﻤﻜـﻪ ﻟﻠﺒﺤـﺮ :
ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴـــﻊ ﺃﻥ ﺗـــﺮﻯ ﺩﻣــــﻮﻋﻲ ﺃﺑـــﺪﺍً ﻷﻧﻨـــﻲ ﻓــــﻲ ﺍﻟﻤـــﺂﺁﺀ !!
🚶ﺭﺩ ﺍﻟﺒﺤــﺮ ﻗﺎﺋــــﻼً :
ﻟﻜﻨﻨــــﻲ ﺍﺳﺘﻄﻴـــﻊ ﺍﻥ ﺍﺷﻌـــﺮ ﺑﺪﻣﻮﻋﻚ .. ˝ ﻷﻧـــﻚ ﻓـــﻲ ﻗﻠـــــﺒﻲ˝
ﻫﻜــﺬﺍ ﻧﺤــﻦُ ؛؛؛
ﻻ ﻳﺸﻌـﺮُ ﺑﻨـﺎ ﻏﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻧﺴﻜُـﻦ ﻗﻠﺒــﻪ ﺑﺼــﺪﻕ !!
💦قـال المـاء للـزيـت : كيـف تعـلـو عليـا وقـد أنبـت
شجـرتـك ؟
أيـن
الأدب ؟
فقـال
الـزيـت للمـاء : أنـت نشـأت بيـن الأنهـار رضـراضـاً ،
وأنـا
علـى العصـر والقهـر صبـرت فـ بالصبـر يعـلـو القـدر ..
اصبـر قـليـلاً فبعـد العـسر تيسيـر إن شاء الله
وكـل أمـر لـه وقـت وتـدبيـر
💦قال الخشب للمسمار : جرحتني !
فقال المسمار :
لو تعلم الضرب الذي فوق راسي لعذرتني .
دائما احسن النيه مع الناس لانك لا تعرف ظروفهم..
💦ليس المهم أن تكون ملكاً
ولكن المهم أن تتصـرف
وكأنك ملك !
💦ليس مهماً أن يكون في جيبك القرآن. بل المهم أن تكون في آخلاقك آية
💦ليس المهم أن تملك صديقا مثاليا ؛ يكفي أن يكون لك صديق يفكر بك كما يفكر بنفسه .. في زمن تعاظمت فيه الأنانية ..😔
نصيحة اخيرة 👇
لا تكسر من جاءك معتذراً يكفيه إنكسار الإعتذار. ❝ ⏤حساب محذوف
❞ كلمات جميلة لأصحاب العقول الراقيةة🙃✨
🐜ﻗﺎﻟـﺖ ﺍﻟﺴﻤﻜـﻪ ﻟﻠﺒﺤـﺮ :
ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴـــﻊ ﺃﻥ ﺗـــﺮﻯ ﺩﻣــــﻮﻋﻲ ﺃﺑـــﺪﺍً ﻷﻧﻨـــﻲ ﻓــــﻲ ﺍﻟﻤـــﺂﺁﺀ !!
🚶ﺭﺩ ﺍﻟﺒﺤــﺮ ﻗﺎﺋــــﻼً :
ﻟﻜﻨﻨــــﻲ ﺍﺳﺘﻄﻴـــﻊ ﺍﻥ ﺍﺷﻌـــﺮ ﺑﺪﻣﻮﻋﻚ . ˝ ﻷﻧـــﻚ ﻓـــﻲ ﻗﻠـــــﺒﻲ˝
ﻫﻜــﺬﺍ ﻧﺤــﻦُ ؛؛؛
ﻻ ﻳﺸﻌـﺮُ ﺑﻨـﺎ ﻏﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻧﺴﻜُـﻦ ﻗﻠﺒــﻪ ﺑﺼــﺪﻕ !!
💦قـال المـاء للـزيـت : كيـف تعـلـو عليـا وقـد أنبـت
شجـرتـك ؟
أيـن
الأدب ؟
فقـال
الـزيـت للمـاء : أنـت نشـأت بيـن الأنهـار رضـراضـاً ،
وأنـا
علـى العصـر والقهـر صبـرت فـ بالصبـر يعـلـو القـدر .
اصبـر قـليـلاً فبعـد العـسر تيسيـر إن شاء الله
وكـل أمـر لـه وقـت وتـدبيـر
💦قال الخشب للمسمار : جرحتني !
فقال المسمار :
لو تعلم الضرب الذي فوق راسي لعذرتني .
دائما احسن النيه مع الناس لانك لا تعرف ظروفهم.
💦ليس المهم أن تكون ملكاً
ولكن المهم أن تتصـرف
وكأنك ملك !
💦ليس مهماً أن يكون في جيبك القرآن. بل المهم أن تكون في آخلاقك آية
💦ليس المهم أن تملك صديقا مثاليا ؛ يكفي أن يكون لك صديق يفكر بك كما يفكر بنفسه . في زمن تعاظمت فيه الأنانية .😔
نصيحة اخيرة 👇
لا تكسر من جاءك معتذراً يكفيه إنكسار الإعتذار. ❝
❞ دائما اعطي ما افتقده ولا أحدا يعلم ما أمر به أنا وقلبي، أيام ثقال ولا أعلم متى ستمضي هذه الأيام المتعبة لأنني هلكت حقا، تمزق قلبي بداخلي من الشجن، لا يزول ، لكن دائما أتظاهر بالقوة والصلابة حتى لا أرى الشفقة فأعين البشر، لذلك دائما أخفي حزني بداخلي وأظهر بصلابتي التي اعتاد الجميع عليها، أريد أن يهدأ قلبي قليلا، لم يكن هذا الكتمان سهلا، في كل مرة عندما يسألونني عن حالتي النفسية تكون إجابتي في أحسن حال، لكن الحقيقة خلاف ذلك، حالتي النفسية تسوء يوما بعد يوم، لكن لا يمكنني أن أخبر أحد بهذا الوضع الذي وصلت إليه مؤخرا، لا يمكنني ان اخبرهم بضعفي وقلة حيلتي التي تمكنت من كل مابي، لم اعد الشخص القوي المتميز في كل شيء كما اعتدتوا مني من قبل، لأريد ان يقال لي ستعود الايام تضيء، لا اتحمل سماع هذه الكلمات لإنها مجرد كلمات لنهدء بها حالنا، ماتم تمزقه لم يعد كما كان، حتى لو حاولت اصلاحه، بأصغر اصطداما سيتمزق مرة اخرى، وهذا لم يكن مجرد شيء كان قلبي، نعم قلبي ولم يمككني اعادته كما كان، واجهت به الكثير من الخذلان، الصدمات، الفراق، لم أحصل على شيء اردته حتى الان، لم أحصل حقا على اي شيء اردته وحلمت به، فكيف لقلبي ان يعود كما كان؟
قلت انني لم اعد اتذكر ماخذلني، لكنني حتى الان لايمكنني نسيانه لإنه لم يكن سهلا علي ابدا، اريد ان اعود طفلة مرة اخرى، طفلة لاتبالي ولا يهمها شيئ فالحياة سوى العابها ومرحها وحلوتها المفضلة، كنت أعتقد انني قادرة، لكن اخطئت في اعتقادي هذه المرة ايضا، كان خطئي الاول عندما ظننت ان شخصي المفضل لايتركني لكنه تركني وحيدة في ايام صعبة علي، اعتقدت أنه سيكون بجانبي لأمضي وأمر بخير من هذه الايام الصعبة والمتعبة، لكنه تركني فأصبح الايام اكثر تعبا واشد صعوبة، انا الان لا اريد شيء سوىٰ ان يرتاح قلبي ولو قليل لأستطيع استكمال طريقي، لا اتمنى شيء اخر بقدر ما اتمنى ان يهدأ قلبي، اريد ان اعيش بسلام وهدوء داخلي، اريد القوة والصلابة لا تكون مجرد تظاهر، اريد ان تعود ايامي كما كانت، اتمنى لو اعود انا كما كنت من قبل.. ❝ ⏤منة شعبان
❞ دائما اعطي ما افتقده ولا أحدا يعلم ما أمر به أنا وقلبي، أيام ثقال ولا أعلم متى ستمضي هذه الأيام المتعبة لأنني هلكت حقا، تمزق قلبي بداخلي من الشجن، لا يزول ، لكن دائما أتظاهر بالقوة والصلابة حتى لا أرى الشفقة فأعين البشر، لذلك دائما أخفي حزني بداخلي وأظهر بصلابتي التي اعتاد الجميع عليها، أريد أن يهدأ قلبي قليلا، لم يكن هذا الكتمان سهلا، في كل مرة عندما يسألونني عن حالتي النفسية تكون إجابتي في أحسن حال، لكن الحقيقة خلاف ذلك، حالتي النفسية تسوء يوما بعد يوم، لكن لا يمكنني أن أخبر أحد بهذا الوضع الذي وصلت إليه مؤخرا، لا يمكنني ان اخبرهم بضعفي وقلة حيلتي التي تمكنت من كل مابي، لم اعد الشخص القوي المتميز في كل شيء كما اعتدتوا مني من قبل، لأريد ان يقال لي ستعود الايام تضيء، لا اتحمل سماع هذه الكلمات لإنها مجرد كلمات لنهدء بها حالنا، ماتم تمزقه لم يعد كما كان، حتى لو حاولت اصلاحه، بأصغر اصطداما سيتمزق مرة اخرى، وهذا لم يكن مجرد شيء كان قلبي، نعم قلبي ولم يمككني اعادته كما كان، واجهت به الكثير من الخذلان، الصدمات، الفراق، لم أحصل على شيء اردته حتى الان، لم أحصل حقا على اي شيء اردته وحلمت به، فكيف لقلبي ان يعود كما كان؟
قلت انني لم اعد اتذكر ماخذلني، لكنني حتى الان لايمكنني نسيانه لإنه لم يكن سهلا علي ابدا، اريد ان اعود طفلة مرة اخرى، طفلة لاتبالي ولا يهمها شيئ فالحياة سوى العابها ومرحها وحلوتها المفضلة، كنت أعتقد انني قادرة، لكن اخطئت في اعتقادي هذه المرة ايضا، كان خطئي الاول عندما ظننت ان شخصي المفضل لايتركني لكنه تركني وحيدة في ايام صعبة علي، اعتقدت أنه سيكون بجانبي لأمضي وأمر بخير من هذه الايام الصعبة والمتعبة، لكنه تركني فأصبح الايام اكثر تعبا واشد صعوبة، انا الان لا اريد شيء سوىٰ ان يرتاح قلبي ولو قليل لأستطيع استكمال طريقي، لا اتمنى شيء اخر بقدر ما اتمنى ان يهدأ قلبي، اريد ان اعيش بسلام وهدوء داخلي، اريد القوة والصلابة لا تكون مجرد تظاهر، اريد ان تعود ايامي كما كانت، اتمنى لو اعود انا كما كنت من قبل. ❝
❞ شروق وغروب
فرحة عارمة تعم منزل الحاج (عدلي) ، رجل الأعمال المعروف .. الأنوار والزينات تحيل الليل نهارا .. وقد امتلأت الموائد داخل سرادق ضخم بألوان الطعام والحلوى والمشروبات المثلجة .. ووزعت علب (الملبس) المليئة بالحمص واللوز وأغلى أنواع الشيكولاتة ، على كل الحاضرين صغارا وكبارا .. فقد رزقه الله بعد عشر سنين عجاف طفلتين توأم .. ( شمس وقمر) كانتا ريحانتي العائلة كلها .
تمضي السنين وتصبحان فتاتين يافعتين جميلتين .. لا يستطيع أحد التفريق بينهما لتشابهما التام ! ، إلا إن شمس كانت أكثر نشاطا وخفة .. لا تكف عن الضحك والمزاح .. بينما كانت قمر رزينة هادئة ، تهوى القراءة والرسم ، تقضي معظم الوقت في البيت مما جعل (شمس) تطلق عليها (بيوتية) وكانت دائما ما تداعبها وتمازحها قائلة : أنتِ (قمر) .. والقمر لا يظهر إلا ليلًا !! أما أنا فأظهر نهارا لأنير الدنيا لأنني (شمس) !! وتنطلق ضاحكة مرحة .. بينما (قمر) تبتسم ساخرة منها .. ألا إن الحب يجمعهما .. ويتجسد هذا الحب عندما تجتمع الأسرة كلها .. في سعادة وبهجة
كانت شمس تعشق المغامرات ، تتدرب علي (الكونغو فو) وتلعب كرة القدم ، تخرج بصحبة أبيها تمارس هواية صيد السمك .. تركب الخيل .. تجوب بالدراجة أنحاء البلدة .. وتطارد الفراشات في الحدائق ، لا تدع لعبة أو هواية .. إلا مارستها ، وكأنها تسرق من العمر عمرا !! الشيء الوحيد الذي تمنت ممارسته .. هو السباحة ! وأخبرت أبيها بذلك .. لكنه رفض رفضًا تامًا خوفا عليها ، ولعدم وجود مكان مخصص لتعليم الفتيات السباحة بالنادي .
ظل هذا الحلم يراودها .. وأصرت .. في قرارة نفسها أن تحققه .. أثناء تنزهها مع أختها على شاطىء النيل .. غافلتها وأسرعت تتسلق إحدى الشجرات المطلة علي النيل ، مهددة بإلقاء نفسها في الماء ، إن لم يوافق أبوهما على تعلمها السباحة أخذت (قمر) الأمرعلى إنه مزحة لأنها تعرف أن (شمس) تعشق الحياة !! ولن تفعلها أبدا تصعد (قمر) إليها مرددة :ما دمتِ تصرين على ذلك .. فإما أن نموت معا أو نعيش معا !!
لم يتحمل فرع الشجرة ثقلهما فينكسر، وتسقط (قمر) في النيل ، بينما يعلق ثوب (شمس) بالشجرة ، تصرخ (شمس) تستغيث لعل أحدا ينقذهما ! فيهرع بعض المارة إليها .. منهم من ألقى بنفسه في الماء لإنقاذ (قمر) التي كانت تصارع الأمواج .. لكن الأمواج تصرعها وتغرق !! قبل أن يصل إليها أحد .. ويخرجونها جثة هامدة ، ومنهم من تسلق الشجرة لنجدة (شمس) و إنزالها .. وقد انهارت وخارت قواها وظلت تصرخ وتبكي وتولول في هيستريا مفزعة !!
يأتي الأب على صوت الضجيج والصراخ .. مستطلعا .. ليفاجأ بما حدث .. يصرخ دون وعي : ابنتي .. ابنتي !! ويسقط مغشيا عليه من هول الصدمة !
كان موت (قمر) صدمة مفجعة ( لشمس) ، وجميع أفراد الأسرة .. لا يصدقون أن (قمر) ماتت !! إلا إنهم في النهاية يسلمون الأمر لله .. فالموت حق .. ولكن الصدمة قوية .. وظلت (شمس) تعاني من نوبات بكاء وصراخ ، وكلما حاولت النوم يأتيها طيف شقيقتها .. تراها ممدة بجانبها تحاول احتضانها .. فلا تحتضن إلا الفراغ .. تصرخ : \" قمر .. قمر \" ! إلى أين ذهبتِ ..ارجعي يا قمر !! .. وتروح في نوبة بكاء حار !! إلى أن يغلبها النوم !!
خيم الظلام و الحزن علي المنزل ، الذي كان يشع ضوءً و حياة ، فقدغابت (قمر) وانطفأت (شمس) حزنًا عليها ..
تمر سنوات ولا جديد غير إن (شمس) علي قيد الحياة ، لكنها لم تعد (شمس) التي كانت قبل موت أختها ..تلجأ إلى الصمت وتعكف على القراءة كما كانت تفعل ( قمر) .. و دموعها لا تفارقها ليل نهار، تتوقف عن الدراسة .. تنعزل عن المجتمع ..تشعر بالذنب فلولا تهورها ما ماتت (قمر) !!
يحاول والدها التسرية عنها ، وإخراجها من تلك العزلة القاتلة .. لكن الحزن لا يغيب والجراح لا تبرأ !!
هدأت نفسها بعض الشيء .. قررت ان تكمل دراستها ، التحقت بمعهد الفنون لتعلم الرسم ، تتقمص شخصية (قمر) ، الهدوء والرزانة والرسم والقراءة فقط !!
مرت أيام و أيام .. وكل يوم كانت تتحسن حالة (شمس) .. الكل سعيد بعودتها للحياة .. ويدعون لها دائما براحة البال ، ودوام السعادة والاستقرار .
ذات يوم .. قلقت الأم عندما لم تخرج (شمس) من حجرتها لتناول العشاء .. نادتها .. لم تسمع إجابة .. ذهبت إلى الحجرة .. لم تجدها بالغرفة أصابها الخوف .. يطمئنها زوجها فلعلها خرجت للتنزه قليلا ، لا داعي للقلق ويجب ألا تضيقِ عليها بعد أن منَ الله عليها بالخروج من عزلتها ، و دعيها تكتشف الحياة بنفسها ! تنقضي ساعات وتعود (شمس) ، وقد بدا عليها الإجهاد و التعب ، وتحمل في يدها .. حقيبة ملابس .. عللت غيابها بأنها كانت تتسوق .. رفضت الطعام و أخبرت أمها بأنها تناولت بعض الشطائر .. وليست جائعة و توجهت لتستريح في غرفتها . في الصباح تفتح الحقيبة فتعتريها الدهشة .. وتتعجب مما تجده فيها .. ملابس مثيرة و اكسسوارات وأشياء لا تدري كيف وصلت لها !!؟ فهي لا تجرأ علي ارتدائها حتى داخل حجرتها .. فكيف وصلت إليها ؟! ومن أين ؟! ومتى ؟!
تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة أمس ، تشعر بصداع رهيب ، تتناول الافطار مع والديها ، تشعر والدتها بحالتها وتعبها .. تسألها عما بها .. وهل تشعر بألم ما ؟! .. تجيبها بالنفي .. إلا إن أمها تعرض عليها الذهاب للطبيب ، ترفض وتطمئن أمها .. رغم أن صداعا شديدا وألما لا يطاق يلازمنها منذ فترة .. كما تعتريها نوبات دوار بين الحين والحين ..
إلى أن يزداد الأمر سوءً عندما سقطت مغشيا عليها ذات صباح .. يفزع والدها ويستدعي الطبيب ، الذى يطلب نقلها فورا للمستشفى ، فهي في حالة وهن شديد ، تحتاج لعلاج ورعاية خاصة لا توجدان بالمنزل ..وقد تحتاج لنقل دم ويجب إدخالها الرعاية المركزة ..
يمر يومان و(شمس) ترقد في الإنعاش غائبة عن الوعي تماما ، تظهر نتيجة التحاليل والأشعة ، لتُصعق الجميع : \" شمس حامل \" !!!؟
يصاب والدها بارتفاع الضغط الدم وأمها تسقط أرضا ، يتم اسعافهما وينصحهما الطبيب بوجوب الهدوء والتعامل بحكمة مع الأمر ! فهي بالإضافة إلى الحمل ، تعاني من انفصام الشخصية ، تجعلها تتقمص شخصيتين معا !
تتذكر والدتها خروجها ليلا .. والألم والصداع الذي كانت تعاني منهما منذ فترة . تستعيد (شمس) وعيها ، يحاول والديها تمالك نفسهما ، والتماسك من أجلها ، فهي لا تتذكر شيئا .
تظل أيامًا بالمستشفى تخضع فيها للعلاج جسديًا .. وبعدما تحسنت حالتها قليلا .. بدأ العلاج النفسي .. تروي (شمس) للطبيبة النفسية ما حدث منذ غرق (قمر) وإحساسها بالذنب ، فهي تتصور إنها القاتلة لذلك تعاقب نفسها بعزلتها عن كل متع الحياة ، وكل ما تحب و تتقمص شخصية (قمر) وتكبت شخصية (شمس) التي هي عكس (قمر) تحب الخروج والانطلاق !! عاشت صراعًا دائمًا وشديدًا داخلها بين (شمس) و(قمر) .. بين الشروق والغروب ، الهدوء والصخب ، بين الموت والحياة ، هذا الكبت سبب انفجارا لديها ، تأتي بتصرفات لا تدري عنها شيئا ..
هدأت الطبيبة من روعها .. وطمأنتها .. فهي في طريقها إلى الشفاء بإذن الله .. تلتقي الطبيبة بوالديها .. تطالبهما بالتروي في معاملتها .. فهي .. نتيجة إحساسها بالذنب .. أصبحت تعيش في النهار قمر وفي الليل شمس . بل إن زيادة إحساسها بهذا الذنب .. وهي لم ترتكبه .. تعاقب نفسها .. فانحرفت وارتادت الملاهي الليلية و اصطياد الرجال ، ممارسة الرذيلة معهم .. لذلك فلابد من التريث والصبر ، وعدم إخبارها بالحمل
ويستمر علاج (شمس) .. ويلجأ الوالدان إلى الله يدعوان لها .. بعدما عرفا إنها غير مسئولة عن تصرفاتها !!
#غربة روح. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ شروق وغروب
فرحة عارمة تعم منزل الحاج (عدلي) ، رجل الأعمال المعروف . الأنوار والزينات تحيل الليل نهارا . وقد امتلأت الموائد داخل سرادق ضخم بألوان الطعام والحلوى والمشروبات المثلجة . ووزعت علب (الملبس) المليئة بالحمص واللوز وأغلى أنواع الشيكولاتة ، على كل الحاضرين صغارا وكبارا . فقد رزقه الله بعد عشر سنين عجاف طفلتين توأم . ( شمس وقمر) كانتا ريحانتي العائلة كلها .
تمضي السنين وتصبحان فتاتين يافعتين جميلتين . لا يستطيع أحد التفريق بينهما لتشابهما التام ! ، إلا إن شمس كانت أكثر نشاطا وخفة . لا تكف عن الضحك والمزاح . بينما كانت قمر رزينة هادئة ، تهوى القراءة والرسم ، تقضي معظم الوقت في البيت مما جعل (شمس) تطلق عليها (بيوتية) وكانت دائما ما تداعبها وتمازحها قائلة : أنتِ (قمر) . والقمر لا يظهر إلا ليلًا !! أما أنا فأظهر نهارا لأنير الدنيا لأنني (شمس) !! وتنطلق ضاحكة مرحة . بينما (قمر) تبتسم ساخرة منها . ألا إن الحب يجمعهما . ويتجسد هذا الحب عندما تجتمع الأسرة كلها . في سعادة وبهجة
كانت شمس تعشق المغامرات ، تتدرب علي (الكونغو فو) وتلعب كرة القدم ، تخرج بصحبة أبيها تمارس هواية صيد السمك . تركب الخيل . تجوب بالدراجة أنحاء البلدة . وتطارد الفراشات في الحدائق ، لا تدع لعبة أو هواية . إلا مارستها ، وكأنها تسرق من العمر عمرا !! الشيء الوحيد الذي تمنت ممارسته . هو السباحة ! وأخبرت أبيها بذلك . لكنه رفض رفضًا تامًا خوفا عليها ، ولعدم وجود مكان مخصص لتعليم الفتيات السباحة بالنادي .
ظل هذا الحلم يراودها . وأصرت . في قرارة نفسها أن تحققه . أثناء تنزهها مع أختها على شاطىء النيل . غافلتها وأسرعت تتسلق إحدى الشجرات المطلة علي النيل ، مهددة بإلقاء نفسها في الماء ، إن لم يوافق أبوهما على تعلمها السباحة أخذت (قمر) الأمرعلى إنه مزحة لأنها تعرف أن (شمس) تعشق الحياة !! ولن تفعلها أبدا تصعد (قمر) إليها مرددة :ما دمتِ تصرين على ذلك . فإما أن نموت معا أو نعيش معا !!
لم يتحمل فرع الشجرة ثقلهما فينكسر، وتسقط (قمر) في النيل ، بينما يعلق ثوب (شمس) بالشجرة ، تصرخ (شمس) تستغيث لعل أحدا ينقذهما ! فيهرع بعض المارة إليها . منهم من ألقى بنفسه في الماء لإنقاذ (قمر) التي كانت تصارع الأمواج . لكن الأمواج تصرعها وتغرق !! قبل أن يصل إليها أحد . ويخرجونها جثة هامدة ، ومنهم من تسلق الشجرة لنجدة (شمس) و إنزالها . وقد انهارت وخارت قواها وظلت تصرخ وتبكي وتولول في هيستريا مفزعة !!
يأتي الأب على صوت الضجيج والصراخ . مستطلعا . ليفاجأ بما حدث . يصرخ دون وعي : ابنتي . ابنتي !! ويسقط مغشيا عليه من هول الصدمة !
كان موت (قمر) صدمة مفجعة ( لشمس) ، وجميع أفراد الأسرة . لا يصدقون أن (قمر) ماتت !! إلا إنهم في النهاية يسلمون الأمر لله . فالموت حق . ولكن الصدمة قوية . وظلت (شمس) تعاني من نوبات بكاء وصراخ ، وكلما حاولت النوم يأتيها طيف شقيقتها . تراها ممدة بجانبها تحاول احتضانها . فلا تحتضن إلا الفراغ . تصرخ : ˝ قمر . قمر ˝ ! إلى أين ذهبتِ .ارجعي يا قمر !! . وتروح في نوبة بكاء حار !! إلى أن يغلبها النوم !!
خيم الظلام و الحزن علي المنزل ، الذي كان يشع ضوءً و حياة ، فقدغابت (قمر) وانطفأت (شمس) حزنًا عليها .
تمر سنوات ولا جديد غير إن (شمس) علي قيد الحياة ، لكنها لم تعد (شمس) التي كانت قبل موت أختها .تلجأ إلى الصمت وتعكف على القراءة كما كانت تفعل ( قمر) . و دموعها لا تفارقها ليل نهار، تتوقف عن الدراسة . تنعزل عن المجتمع .تشعر بالذنب فلولا تهورها ما ماتت (قمر) !!
يحاول والدها التسرية عنها ، وإخراجها من تلك العزلة القاتلة . لكن الحزن لا يغيب والجراح لا تبرأ !!
هدأت نفسها بعض الشيء . قررت ان تكمل دراستها ، التحقت بمعهد الفنون لتعلم الرسم ، تتقمص شخصية (قمر) ، الهدوء والرزانة والرسم والقراءة فقط !!
مرت أيام و أيام . وكل يوم كانت تتحسن حالة (شمس) . الكل سعيد بعودتها للحياة . ويدعون لها دائما براحة البال ، ودوام السعادة والاستقرار .
ذات يوم . قلقت الأم عندما لم تخرج (شمس) من حجرتها لتناول العشاء . نادتها . لم تسمع إجابة . ذهبت إلى الحجرة . لم تجدها بالغرفة أصابها الخوف . يطمئنها زوجها فلعلها خرجت للتنزه قليلا ، لا داعي للقلق ويجب ألا تضيقِ عليها بعد أن منَ الله عليها بالخروج من عزلتها ، و دعيها تكتشف الحياة بنفسها ! تنقضي ساعات وتعود (شمس) ، وقد بدا عليها الإجهاد و التعب ، وتحمل في يدها . حقيبة ملابس . عللت غيابها بأنها كانت تتسوق . رفضت الطعام و أخبرت أمها بأنها تناولت بعض الشطائر . وليست جائعة و توجهت لتستريح في غرفتها . في الصباح تفتح الحقيبة فتعتريها الدهشة . وتتعجب مما تجده فيها . ملابس مثيرة و اكسسوارات وأشياء لا تدري كيف وصلت لها !!؟ فهي لا تجرأ علي ارتدائها حتى داخل حجرتها . فكيف وصلت إليها ؟! ومن أين ؟! ومتى ؟!
تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة أمس ، تشعر بصداع رهيب ، تتناول الافطار مع والديها ، تشعر والدتها بحالتها وتعبها . تسألها عما بها . وهل تشعر بألم ما ؟! . تجيبها بالنفي . إلا إن أمها تعرض عليها الذهاب للطبيب ، ترفض وتطمئن أمها . رغم أن صداعا شديدا وألما لا يطاق يلازمنها منذ فترة . كما تعتريها نوبات دوار بين الحين والحين .
إلى أن يزداد الأمر سوءً عندما سقطت مغشيا عليها ذات صباح . يفزع والدها ويستدعي الطبيب ، الذى يطلب نقلها فورا للمستشفى ، فهي في حالة وهن شديد ، تحتاج لعلاج ورعاية خاصة لا توجدان بالمنزل .وقد تحتاج لنقل دم ويجب إدخالها الرعاية المركزة .
يمر يومان و(شمس) ترقد في الإنعاش غائبة عن الوعي تماما ، تظهر نتيجة التحاليل والأشعة ، لتُصعق الجميع : ˝ شمس حامل ˝ !!!؟
يصاب والدها بارتفاع الضغط الدم وأمها تسقط أرضا ، يتم اسعافهما وينصحهما الطبيب بوجوب الهدوء والتعامل بحكمة مع الأمر ! فهي بالإضافة إلى الحمل ، تعاني من انفصام الشخصية ، تجعلها تتقمص شخصيتين معا !
تتذكر والدتها خروجها ليلا . والألم والصداع الذي كانت تعاني منهما منذ فترة . تستعيد (شمس) وعيها ، يحاول والديها تمالك نفسهما ، والتماسك من أجلها ، فهي لا تتذكر شيئا .
تظل أيامًا بالمستشفى تخضع فيها للعلاج جسديًا . وبعدما تحسنت حالتها قليلا . بدأ العلاج النفسي . تروي (شمس) للطبيبة النفسية ما حدث منذ غرق (قمر) وإحساسها بالذنب ، فهي تتصور إنها القاتلة لذلك تعاقب نفسها بعزلتها عن كل متع الحياة ، وكل ما تحب و تتقمص شخصية (قمر) وتكبت شخصية (شمس) التي هي عكس (قمر) تحب الخروج والانطلاق !! عاشت صراعًا دائمًا وشديدًا داخلها بين (شمس) و(قمر) . بين الشروق والغروب ، الهدوء والصخب ، بين الموت والحياة ، هذا الكبت سبب انفجارا لديها ، تأتي بتصرفات لا تدري عنها شيئا .
هدأت الطبيبة من روعها . وطمأنتها . فهي في طريقها إلى الشفاء بإذن الله . تلتقي الطبيبة بوالديها . تطالبهما بالتروي في معاملتها . فهي . نتيجة إحساسها بالذنب . أصبحت تعيش في النهار قمر وفي الليل شمس . بل إن زيادة إحساسها بهذا الذنب . وهي لم ترتكبه . تعاقب نفسها . فانحرفت وارتادت الملاهي الليلية و اصطياد الرجال ، ممارسة الرذيلة معهم . لذلك فلابد من التريث والصبر ، وعدم إخبارها بالحمل
ويستمر علاج (شمس) . ويلجأ الوالدان إلى الله يدعوان لها . بعدما عرفا إنها غير مسئولة عن تصرفاتها !!
❞ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)
تفسير سورة التين
مكية في قول الأكثر
وقال ابن عباس وقتادة : هي مدنية ، وهي ثماني آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : والتين والزيتون قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي : هو تينكم الذي تأكلون ، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت قال الله تعالى : وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين . وقال أبو ذر : أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - سل تين فقال : " كلوا " وأكل منه . ثم قال : " لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه ; لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوها فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس " . وعن معاذ : أنه استاك بقضيب زيتون ، وقال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة ، يطيب الفم ، ويذهب بالحفر ، وهي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي " .
وروي عن ابن عباس أيضا : التين : مسجد نوح - عليه السلام - الذي بني على الجودي ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . وقال الضحاك : التين : المسجد الحرام ، والزيتون المسجد الأقصى .
ابن زيد : التين : مسجد دمشق ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . قتادة : التين : الجبل الذي عليه دمشق : والزيتون : الجبل الذي عليه بيت المقدس . وقال محمد بن كعب : التين : مسجد أصحاب الكهف ، والزيتون : مسجد إيلياء . وقال كعب الأحبار وقتادة أيضا وعكرمة وابن زيد : التين : دمشق ، والزيتون : بيت المقدس . وهذا اختيار الطبري . وقال الفراء : سمعت رجلا من أهل الشام يقول : التين : جبال ما بين حلوان إلى همذان ، والزيتون : جبال الشام . وقيل : هما جبلان بالشام ، يقال لهما طور زيتا وطور تينا بالسريانية سميا بذلك ; لأنهما ينبتانهما . وكذا روى أبو مكين عن عكرمة ، قال : التين والزيتون : جبلان بالشام . وقال النابغة :
صهب الظلال أتين التين عن عرض يزجين غيما قليلا ماؤه شبما
وهذا اسم موضع . ويجوز أن يكون ذلك على حذف مضاف أي ومنابت التين والزيتون . ولكن لا دليل على ذلك من ظاهر التنزيل ، ولا من قول من لا يجوز خلافه قاله النحاس .
وأصح هذه الأقوال الأول ; لأنه الحقيقة ، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا بدليل . وإنما أقسم الله بالتين ; لأنه كان ستر آدم في الجنة لقوله تعالى : يخصفان عليهما من ورق الجنة وكان ورق التين . وقيل : أقسم به ليبين وجه المنة العظمى فيه فإنه جميل المنظر ، طيب المخبر ، نشر الرائحة ، سهل الجني ، على قدر المضغة . وقد أحسن القائل فيه :
انظر إلى التين في الغصون ضحى ممزق الجلد مائل العنق
كأنه رب نعمة سلبت فعاد بعد الجديد في الخلق
أصغر ما في النهود أكبره لكن ينادى عليه في الطرق
وقال آخر :
التين يعدل عندي كل فاكهة إذا انثنى مائلا في غصنه الزاهي
مخمش الوجه قد سالت حلاوته كأنه راكع من خشية الله
وأقسم بالزيتون ; لأنه مثل به إبراهيم في قوله تعالى : يوقد من شجرة مباركة زيتونة . وهو أكثر أدم أهل الشام والمغرب يصطبغون به ، ويستعملونه في طبيخهم ، ويستصبحون به ، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات ، وفيه منافع كثيرة . وقال - عليه السلام - : كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة . وقد مضى في سورة ( المؤمنون ) القول فيه .
الثالثة : قال ابن العربي ولامتنان البارئ سبحانه ، وتعظيم المنة في التين ، وأنه مقتات مدخر فلذلك قلنا بوجوب الزكاة فيه . وإنما فر كثير من العلماء من التصريح بوجوب الزكاة فيه ، تقية جور الولاة فإنهم يتحاملون في الأموال الزكاتية ، فيأخذونها مغرما ، حسب ما أنذر به الصادق - صلى الله عليه وسلم - فكره العلماء أن يجعلوا لهم سبيلا إلى مال آخر يتشططون فيه ، ولكن ينبغي للمرء أن يخرج عن نعمة ربه ، بأداء حقه . وقد قال الشافعي لهذه العلة وغيرها : لا زكاة في الزيتون . والصحيح وجوب الزكاة فيهما .. ❝ ⏤كاتب غير معروف
❞ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)
تفسير سورة التين
مكية في قول الأكثر
وقال ابن عباس وقتادة : هي مدنية ، وهي ثماني آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : والتين والزيتون قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي : هو تينكم الذي تأكلون ، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت قال الله تعالى : وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين . وقال أبو ذر : أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - سل تين فقال : ˝ كلوا ˝ وأكل منه . ثم قال : ˝ لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه ; لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوها فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس ˝ . وعن معاذ : أنه استاك بقضيب زيتون ، وقال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ˝ نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة ، يطيب الفم ، ويذهب بالحفر ، وهي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي ˝ .
وروي عن ابن عباس أيضا : التين : مسجد نوح - عليه السلام - الذي بني على الجودي ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . وقال الضحاك : التين : المسجد الحرام ، والزيتون المسجد الأقصى .
ابن زيد : التين : مسجد دمشق ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . قتادة : التين : الجبل الذي عليه دمشق : والزيتون : الجبل الذي عليه بيت المقدس . وقال محمد بن كعب : التين : مسجد أصحاب الكهف ، والزيتون : مسجد إيلياء . وقال كعب الأحبار وقتادة أيضا وعكرمة وابن زيد : التين : دمشق ، والزيتون : بيت المقدس . وهذا اختيار الطبري . وقال الفراء : سمعت رجلا من أهل الشام يقول : التين : جبال ما بين حلوان إلى همذان ، والزيتون : جبال الشام . وقيل : هما جبلان بالشام ، يقال لهما طور زيتا وطور تينا بالسريانية سميا بذلك ; لأنهما ينبتانهما . وكذا روى أبو مكين عن عكرمة ، قال : التين والزيتون : جبلان بالشام . وقال النابغة :
صهب الظلال أتين التين عن عرض يزجين غيما قليلا ماؤه شبما
وهذا اسم موضع . ويجوز أن يكون ذلك على حذف مضاف أي ومنابت التين والزيتون . ولكن لا دليل على ذلك من ظاهر التنزيل ، ولا من قول من لا يجوز خلافه قاله النحاس .
وأصح هذه الأقوال الأول ; لأنه الحقيقة ، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا بدليل . وإنما أقسم الله بالتين ; لأنه كان ستر آدم في الجنة لقوله تعالى : يخصفان عليهما من ورق الجنة وكان ورق التين . وقيل : أقسم به ليبين وجه المنة العظمى فيه فإنه جميل المنظر ، طيب المخبر ، نشر الرائحة ، سهل الجني ، على قدر المضغة . وقد أحسن القائل فيه :
انظر إلى التين في الغصون ضحى ممزق الجلد مائل العنق
كأنه رب نعمة سلبت فعاد بعد الجديد في الخلق
أصغر ما في النهود أكبره لكن ينادى عليه في الطرق
وقال آخر :
التين يعدل عندي كل فاكهة إذا انثنى مائلا في غصنه الزاهي
مخمش الوجه قد سالت حلاوته كأنه راكع من خشية الله
وأقسم بالزيتون ; لأنه مثل به إبراهيم في قوله تعالى : يوقد من شجرة مباركة زيتونة . وهو أكثر أدم أهل الشام والمغرب يصطبغون به ، ويستعملونه في طبيخهم ، ويستصبحون به ، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات ، وفيه منافع كثيرة . وقال - عليه السلام - : كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة . وقد مضى في سورة ( المؤمنون ) القول فيه .
الثالثة : قال ابن العربي ولامتنان البارئ سبحانه ، وتعظيم المنة في التين ، وأنه مقتات مدخر فلذلك قلنا بوجوب الزكاة فيه . وإنما فر كثير من العلماء من التصريح بوجوب الزكاة فيه ، تقية جور الولاة فإنهم يتحاملون في الأموال الزكاتية ، فيأخذونها مغرما ، حسب ما أنذر به الصادق - صلى الله عليه وسلم - فكره العلماء أن يجعلوا لهم سبيلا إلى مال آخر يتشططون فيه ، ولكن ينبغي للمرء أن يخرج عن نعمة ربه ، بأداء حقه . وقد قال الشافعي لهذه العلة وغيرها : لا زكاة في الزيتون . والصحيح وجوب الزكاة فيهما. ❝