█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قول العرب في تسليمهم وترحيبهم: مرحبًا، وأهلًا، وسهلًا.
أي: لك عندنا مرحب، وهو السعة في القلب والمكان.
ولك عندنا أهل تأنس بهم بلا وحشة منَّا.
وسهلًا، أي: لك عندنا سهولة، ذلك يسهل علينا، ولا يشتد، فهو سهولة اللقاء، وسهولته من الأخلاق في الالتقاء . ❝
❞ فإنك إن كنت أحد عمال الله في الأرض وأحد سفرائه إلى قلوب الناس، فإنه سوف يرحمك إذا أخطأت ويغفر لك إذا أسأت و يعيدك إلى الطريق إذا انحرفت، وسوف يرعاك ويتولاك لأنك من جنده و حاشيته وخاصته، ولا تيأس مهما بلغت أوزارك ولا تقنط مهما بلغت خطاياك، فما جعل الله التوبة إلا للخطاة وما أرسل الأنبياء إلا للضالين وما جعل المغفرة إلا للمذنبين وما سمى نفسه الغفار التواب العفو الكريم إلا من أجل أنك تخطئ فيغفر..!
جدد استغفارك كل لحظة تجدد معرفتك وتجدد العهد بينك وبين ربك وتصل ما انقطع بغفلتك، واعلم أن الله لا يمل دعاء الداعين، وأنه يحب السائلين الطالبين الضارعين الرافعي الأكف على بابه، وإنما يمقت الله المتكبر المستغني المختال المعجب بنفسه الذي يظن أنه استوفى الطاعة وبلغ غاية التقوى و قارب الكمال، ذلك الذي يكلم الناس من عل ويصافحهم بأطراف الأنامل . ❝
❞ ما زلت منذ وعيت كأنما أفرغ في قلبي هذا قلوب الناس بتوجعي لهم، وحناني عليهم، وكأنما أعيش في هذه الأرض عيش من وضع رجلا في الدنيا و رجلا في الآخرة، أحفظ الله في خلقه لأني أحفظ في نفسي الرحمة لهم وإن كان فيهم من يشبه في التلفف على على دواهيه بابا مقفلا على مغارة مظلمة في ليل دامس. وأتقي طائلة قلوبهم وألبسهم على تفصيلهم، قصارا أو طوالا كما خرجوا من شقي المقص المجتمعين من الليل والنهارتحت مسمار الشمس، وأصدرهم من نفسي مصدرا واحدالأني أعلم أن ميزان الله الذي يشيل و يرجح بالخفيف و الثقيل ليس في يدي، فلا أستخف ولا أستثقل. و أعرف أن الفضيلة ليست شيئا في نفسها ، بل بالإعتبار، فلا أدري إن كانت عند الله في فلان الذي يحقر الناس أو قلان الذي يحقره الناس. وليس من طبعي أن أتصفح على الخلق، فإن من وضع نفسه هذا الموضع هلك بالناس ولا يحيون به . ❝