█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ مر نهار رتيب ممل وبدأت ليلة عاصفة، ابتسم لوسيفر وهو يستمع لصوت طائره المفضل، رآه منذ قليل يحلق حاملًا فأرًا ببراثنه، كان الفأر صغيرًا ضعيفًا بما يكفي للشعور بالشفقة عليه، حاول الإفلات.. تراجع عندما نظر إلى المسافة بعيدة عن الأرض، في كلتا الحالتين هو ميت . ❝
❞ استمع لوسيفر للحكاية، حرك بؤبؤه بسرعة غريبة منتشيًا بما سمع، أعجبه ذكاء الفتاة وجرأتها، أثنى عليها، قال إنها تستحق جائزة أقذر فعل قامت هي به، ضحكا الاثنان معًا ضحكة مجلجلة . ❝
❞ كان على حافة السقوط بنفسه الجريحة في بئر ليس لها قاع، لولا أن سمع ضربات مطرقة القاضي لينتبه، اتسعت حدقة عينيه الكبيرة الجامدة، انتظر طويلًا قبل أن ينطق بحيثيات حكمه، كان القاضي مثلهم تمامًا، بداخله اثنان يتحدثان، ممزق هو بين وجهين أحدهما يشفق عليهم، والآخر يدفعه لإنزال العقاب بهم، قال الأول:
˝كيف سأحكم عليهم وهم لا ذنب لهم، خلقهم الله بنفوس ضعيفة غواءة هي طبيعة النفس البشرية، زُرِع الشر بداخلهم عنوة وعليهم أن يحاربوه، وكثيرًا ما يخفق هؤلاء، هل أحاسبهم على شيء ليس بيدهم؟!˝ . ❝
❞ فوجئ بمنشور انزعج منه كثيراً، كانت صورته مضاف إليها شريط أسود أعلى الصورة من جهة الشمال، نظر لصاحب المنشور، إنه مصطفى صديقه القديم.
أصابه التشاؤم، نظر إلي المكتوب فوقها، ربما حدث لبس ما على الصديق أو خطأ ما، قرأ بعناية، أكتشف عدم حدوث أى خطأ فصديقه ينعاه بالفعل، ينعى ما مات داخل منعم من قيم ورأي صادق غير ملاين أو مائع، ورؤية قويمة ونظرة ثاقبة للأمور، ينعى منعم صديقه القديم الصريح غير المنافق، الذي كان في الماضي لايسعى لإرضاء أحد ولا يخاف في الله لومة لائم.
ردد منعم في داخله وهو يعض شفته السفلى من الغيظ.
˝يا لوقاحتك يامصطفى.˝ . ❝
❞ بكى منعم بكاءً شديدًا.. بعد ذلك الاعتراف جلس على مقعده، انتظره لوسيفر حتى انتهى من البكاء، قال له في هدوء:
أرى أن الجولة الثانية قد بدأت توًا عزيزي، هيا بنا لنبدأها بالسؤال الأول...
جاء صوت نعيق البوم قويًا تلك المرة تابعه لوسيفر بسؤاله:
- احكِ لي لماذا هجرتك زوجتك؟
نظر له منعم وعيناه الحزينة تنبئ عن حكاية أليمة، قال: . ❝