❞ السّلام عليكَ يا صاحبي،
ينفطرُ قلبي حين أقرأ في كتبِ الحديث
أنَّ صحابياً سأل آخر: من أين؟
فقال له: من عند النَّبي ﷺ
وصحابياً لقيَ صحابياً في الطريق
فقال له: إلى أين؟
فقال له: إلى النَّبي ﷺ
هكذا بهذه البساطة،
وبهذا الجمال،
من عند النَّبي ﷺ وإليه!
وددتُ لو أني آتيه،
فأقولُ له: يا رسول الله، قلبي يؤلمني!
فيمسحُ على صدري، ويُصبرني،
ولعله يقول لي: لا تبتئسْ إنما هي أيام وتمضي!
أو لعله يضعُ يده فوق قلبي ويقول: اُثْبُتْ قلب!
فيثبتُ ويطمئن، فقد ثبتَ أُحدٌ حين نادى عليه!
وددتُ لو أني إذا اشتقتُ إليه،
وصدر مني نشيجُ المشتاق،
رقَّ لي كما رقَّ للجذعِ،
فيحتضنني كما احتضَنَه
ثم بعدها، على الدنيا السّلام!
وددتُ لو أني إذا خاصمتُ حبيباً جئته فطلبتُ شفاعته،
فمشى معي يرممُ شرخَ قلبي،
تماماً كما سعى في شوق مغيثٍ حين تركته بريرة،
وقال لها: لو راجعته!
وددتُ لو أثقلني دَيْنٌ فجئته شاكياً،
فمشى معه يستشفعُ المدينين لي،
تماماً كما مشى في دين جابرٍ،
وقال لليهودي الذي له عليه دين: أَنْظِرْ جابراً!
وددتُ لو أساءَ لي صديقٌ فجئته متوجعاً،
فانتصرَ لي، كما انتصرَ لبلالٍ حين قال له أبو ذر: يا ابن السوداء!
فقال له: أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيكَ جاهلية!
أو لعلي كنتُ يومها عزيزاً على قلبه كأبي بكر،
فغضبَ لي، وقال: هل أنتم تاركو لي صاحبي!
وددتُ لو أني إذا مرضتُ عادني في بيتي،
كما عاد سعد بن أبي وقاصٍ، وربتَ على قلبه!
وددتُ لو أحزنني شيءٌ فواساني،
كما واسى صبياً ماتَ عصفوره!
وددتُ لو أهمني أمر صغير حتى،
فجئته ليخفف عني، ويمشي لي فيه،
كما مشى مع جاريةٍ صغيرةٍ يشفعُ لها عند أهلها،
حين أرسلوها في حاجةٍ لهم فتأخرت عنهم!
وددتُ لو أني سافرتُ معه،
فحرسته بقلبي وعيوني،
فلعله نام على دابته من تعبه،
فأسندته، فقال لي كما قال لأبي طلحة: حفظكَ الله كما حفظتَ نبيه!
وددتُ لو قاتلتُ معه يوم أحدٍ،
لأسبقَ طلحة، وأحني ظهري قبله،
ليدوس عليه ويصعد الصخرة، ثم يقول: أوجبَ أدهم!
وددتُ لو أنها كلما ضاقتْ
مرَّ بي كما مرَّ بآل ياسرٍ،
وقال: صبراً ياسرٍ فإن موعدكم الجنة!
كان ليهون كلَّ شيءٍ عندي وقتها!
حبيبي يا رسول الله، كم أشتاقُ إليكَ
والسّلام لقلبكَ💔
ـــ من كتاب ˝السلام عليك يا صاحبي˝ لِـ ˝أدهم الشرقاوي˝. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ السّلام عليكَ يا صاحبي،
ينفطرُ قلبي حين أقرأ في كتبِ الحديث
أنَّ صحابياً سأل آخر: من أين؟
فقال له: من عند النَّبي ﷺ
وصحابياً لقيَ صحابياً في الطريق
فقال له: إلى أين؟
فقال له: إلى النَّبي ﷺ
هكذا بهذه البساطة،
وبهذا الجمال،
من عند النَّبي ﷺ وإليه!
وددتُ لو أني آتيه،
فأقولُ له: يا رسول الله، قلبي يؤلمني!
فيمسحُ على صدري، ويُصبرني،
ولعله يقول لي: لا تبتئسْ إنما هي أيام وتمضي!
أو لعله يضعُ يده فوق قلبي ويقول: اُثْبُتْ قلب!
فيثبتُ ويطمئن، فقد ثبتَ أُحدٌ حين نادى عليه!
وددتُ لو أني إذا اشتقتُ إليه،
وصدر مني نشيجُ المشتاق،
رقَّ لي كما رقَّ للجذعِ،
فيحتضنني كما احتضَنَه
ثم بعدها، على الدنيا السّلام!
وددتُ لو أني إذا خاصمتُ حبيباً جئته فطلبتُ شفاعته،
فمشى معي يرممُ شرخَ قلبي،
تماماً كما سعى في شوق مغيثٍ حين تركته بريرة،
وقال لها: لو راجعته!
وددتُ لو أثقلني دَيْنٌ فجئته شاكياً،
فمشى معه يستشفعُ المدينين لي،
تماماً كما مشى في دين جابرٍ،
وقال لليهودي الذي له عليه دين: أَنْظِرْ جابراً!
وددتُ لو أساءَ لي صديقٌ فجئته متوجعاً،
فانتصرَ لي، كما انتصرَ لبلالٍ حين قال له أبو ذر: يا ابن السوداء!
فقال له: أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيكَ جاهلية!
أو لعلي كنتُ يومها عزيزاً على قلبه كأبي بكر،
فغضبَ لي، وقال: هل أنتم تاركو لي صاحبي!
وددتُ لو أني إذا مرضتُ عادني في بيتي،
كما عاد سعد بن أبي وقاصٍ، وربتَ على قلبه!
وددتُ لو أحزنني شيءٌ فواساني،
كما واسى صبياً ماتَ عصفوره!
وددتُ لو أهمني أمر صغير حتى،
فجئته ليخفف عني، ويمشي لي فيه،
كما مشى مع جاريةٍ صغيرةٍ يشفعُ لها عند أهلها،
حين أرسلوها في حاجةٍ لهم فتأخرت عنهم!
وددتُ لو أني سافرتُ معه،
فحرسته بقلبي وعيوني،
فلعله نام على دابته من تعبه،
فأسندته، فقال لي كما قال لأبي طلحة: حفظكَ الله كما حفظتَ نبيه!
وددتُ لو قاتلتُ معه يوم أحدٍ،
لأسبقَ طلحة، وأحني ظهري قبله،
ليدوس عليه ويصعد الصخرة، ثم يقول: أوجبَ أدهم!
وددتُ لو أنها كلما ضاقتْ
مرَّ بي كما مرَّ بآل ياسرٍ،
وقال: صبراً ياسرٍ فإن موعدكم الجنة!
كان ليهون كلَّ شيءٍ عندي وقتها!
حبيبي يا رسول الله، كم أشتاقُ إليكَ
والسّلام لقلبكَ💔
ـــ من كتاب ˝السلام عليك يا صاحبي˝ لِـ ˝أدهم الشرقاوي˝ . ❝
❞ احتوى المجلد الأول من كتاب سكب العبرات على المواضيع التالية :
ياخليفة الأموات اذكر هادم اللذات
يا بن آدم
الموت
الموت السر الخافي وراء الستر المسبل
يقظة القلب باليقين بالموت
ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون
ربي الذي يحيي ويميت
النهي عن تمني الموت
تمني الموت يقع على وجوه
تمني الموت عند حضور أسباب الشهادة
تمني الموت لمن وثق بعمله شوقا إلى لقاء الله
تعوذ بالله أن نعير بطول العمر
يا خليفة الأموات
الموت خير غائب اجعله منك على بال
المنهمك في الدنيا والتائب والعارف وذكر الموت
الموت مصيبة والغفلة عنه أعظم المصائب
الأعمال بالخواتيم
حسن الخاتمة وسوء الخاتمة أسباب وعلامات
أسباب حسن الخاتمة
1الاستقامة
2التقوى
3حسن الظن بالله تعالى
4الصدق
5التوبة
6الحذر من أسباب سوء الخاتمة
7ذكر الموت ورؤية المحتضرين وتغسيل الموتى
علامات حسن الخاتمة
الأولى : نطقة بالشهادةعند الموت
الثانية :الموت برشح الجبين
الثالثة : الموت ليلة الجمعة أونهارها
الرابعة : الاستشهاد في ساعة القتال
الموت بسبب من أسباب الشهادة غير القتل في سبيل الله
الخامسة : الموت غازياً في سبيل الله
السادسة : الموت بالطاعون
السابعة : الموت بداء البطن
الثامنة والتاسعة : الموت بالغرق والهدم
العاشرة : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها
الحادية عشر والثانية عشر : الموت بالحرق وذات الجنب
الثالثة عشر : الموت بداء السل لقوله صلى الله عليه وسلم
الرابعة عشر : الموت في سبيل الدفاع عن المال غصبه
الخامسة عشر والسادسة عشر والسابعة عشر : الموت في الدفاع عن الدين والنفس والأهل
الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون : من صرع عن دابته في سبيل الله ومن وقصه بعيره ومن لدغته هامة في سبيل الله
الحادية والعشرون : المائد في البحر
الثانية والعشرون : الشريق
الثالثة والعشرون : من تردي من رؤوس الجبال
الرابعة والعشرون : من افترسه السبع
الخامسة والعشرون : من قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف فقتله
السادسة والعشرون : من سأل الشهادة بصدق ومات على ذلك
السابعة والعشرون : الدعوة إلى السنة في وقت الفتن والموت عليها
الثامنة والعشرون : رباط يوم وليله
التاسعة والعشرون : الموت على عمل صالح
الموت بالمدينة المنورة
أسباب سوء الخاتمة
1فساد المعتقد
2مخالفة الباطن للظاهر
3الذنوب والمعاصي. ❝ ⏤سيد حسين العفاني
❞ احتوى المجلد الأول من كتاب سكب العبرات على المواضيع التالية :
ياخليفة الأموات اذكر هادم اللذات
يا بن آدم
الموت
الموت السر الخافي وراء الستر المسبل
يقظة القلب باليقين بالموت
ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون
ربي الذي يحيي ويميت
النهي عن تمني الموت
تمني الموت يقع على وجوه
تمني الموت عند حضور أسباب الشهادة
تمني الموت لمن وثق بعمله شوقا إلى لقاء الله
تعوذ بالله أن نعير بطول العمر
يا خليفة الأموات
الموت خير غائب اجعله منك على بال
المنهمك في الدنيا والتائب والعارف وذكر الموت
الموت مصيبة والغفلة عنه أعظم المصائب
الأعمال بالخواتيم
حسن الخاتمة وسوء الخاتمة أسباب وعلامات
أسباب حسن الخاتمة
1الاستقامة
2التقوى
3حسن الظن بالله تعالى
4الصدق
5التوبة
6الحذر من أسباب سوء الخاتمة
7ذكر الموت ورؤية المحتضرين وتغسيل الموتى
علامات حسن الخاتمة
الأولى : نطقة بالشهادةعند الموت
الثانية :الموت برشح الجبين
الثالثة : الموت ليلة الجمعة أونهارها
الرابعة : الاستشهاد في ساعة القتال
الموت بسبب من أسباب الشهادة غير القتل في سبيل الله
الخامسة : الموت غازياً في سبيل الله
السادسة : الموت بالطاعون
السابعة : الموت بداء البطن
الثامنة والتاسعة : الموت بالغرق والهدم
العاشرة : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها
الحادية عشر والثانية عشر : الموت بالحرق وذات الجنب
الثالثة عشر : الموت بداء السل لقوله صلى الله عليه وسلم
الرابعة عشر : الموت في سبيل الدفاع عن المال غصبه
الخامسة عشر والسادسة عشر والسابعة عشر : الموت في الدفاع عن الدين والنفس والأهل
الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون : من صرع عن دابته في سبيل الله ومن وقصه بعيره ومن لدغته هامة في سبيل الله
الحادية والعشرون : المائد في البحر
الثانية والعشرون : الشريق
الثالثة والعشرون : من تردي من رؤوس الجبال
الرابعة والعشرون : من افترسه السبع
الخامسة والعشرون : من قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف فقتله
السادسة والعشرون : من سأل الشهادة بصدق ومات على ذلك
السابعة والعشرون : الدعوة إلى السنة في وقت الفتن والموت عليها
الثامنة والعشرون : رباط يوم وليله
التاسعة والعشرون : الموت على عمل صالح
الموت بالمدينة المنورة
أسباب سوء الخاتمة
1فساد المعتقد
2مخالفة الباطن للظاهر
3الذنوب والمعاصي . ❝
❞ كانت أسفاره ﷺ دائرة بين أربعة أسفار : سفره لهجرته ، وسفره للجهاد ، وهو أكثرها ، وسفره للعمرة ، وسفره للحج ، وكان إذا أراد سفراً ، أقرع بين نسائه ، فأيَّتُهن خرج سهمها ، سافر بها معه ، ولما حج سافر بهن جميعاً ، وكان إذا سافر خرج من أول النهار ، وكان يستحِبُّ الخروج يوم الخميس ، ودعا الله تبارك وتعالى أن يُبارك لأُمَّتِهِ في بكورها ، وكان إذا بعث سرية أو جيشاً ، بعثهم من أول النهار ، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم ، ونهى أن يُسافر الرجل وحده ، وأخبر أن الراكِبَ شَيْطَانٌ ، والرَّاكِبانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاثَةُ رَكْب ، وذُكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر ( اللَّهُم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وبكَ اعْتَصَمْتُ ، اللَّهُم اكْفِني ما أهمني وَمَا لاَ أَهْتَمُّ بِهِ ، اللَّهُمَّ زَوْدْنِي التَّقْوَى ، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبي ، وَوَجُهْنِي لِلخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ ) ، وكان إذا قدمت إليه دابته ليركبها ، يقول ( بسم الله) حين يضع رجله في الركاب ، وإذا استوى على ظهرها قال ( الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لِلَّهِ ، ثم يقول اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثم يقولُ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِر لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ ) ، وكان يقول ( اللَّهُم إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُم هَوَّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُم أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَابَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ في الأَهْلِ وَالمَالِ ، وإذا رجع ، قالهن ، وزاد فيهن آيبون تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وكان هو وأصحابه إذا عَلوا الثنايا ، كبَّروا ، وإذا هبطوا الأودية ، سبحوا ، وكان إذا أشرف على قرية يُريد دخولها يقولُ ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرضين السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَما ذَرَيْنَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا ) ، وذكر عنه أنه كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرِ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا جَنَاهَا ، وَأَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا ، وَحَببنَا إِلَى أَهْلِهَا ، وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا) . وكان يقصر الرباعية ، فيُصليها ركعتين من حين يخرج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة ، ولم يثبت عنه أنه أتمَّ الرُّباعية في سفره البتة ، وكان من هديه ﷺ في سفره الاقتصار على الفرض ، ولم يُحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر ، فإنه لم يكن ليدعهما ، حضراً ولا سفراً ، وكان من هديه ﷺ صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به ، وكان يومىء إيماء برأسه في ركوعه ، وسجوده ، وسجوده أخفض من ركوعه ، وكان من هديه ﷺ ، أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس ، أخر الظهر إلى وقت العصر ، ثم نزل فجمع بينهما ، فإن زالت الشمس قبل أن يَرتَحِلَ ، صلَّى الظهر ، ثم ركب ، وكان إذا أعجله السير ، أخَّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء في وقت العشاء ، ولم يكن من هديه ﷺ الجمع راكباً في سفره ، كما يفعله كثير من الناس ، ولا الجمع حال نزوله أيضاً ، وإنما كان يجمع إذا جد به السير ، وإذا سار عقيب الصلاة ، ولم يَحدُّ ﷺ لأمته مسافة محدودة للقصر والفطر ، بل أطلق لهم ذلك في مطلق السفر والضرب في الأرض ، كما أطلق لهم التيمم في كل سفر ، وأما ما يُروى عنه من التحديد باليوم أو اليومين أو الثلاثة ، فلم يصح عنه منها شيء البتة ، والله أعلم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ كانت أسفاره ﷺ دائرة بين أربعة أسفار : سفره لهجرته ، وسفره للجهاد ، وهو أكثرها ، وسفره للعمرة ، وسفره للحج ، وكان إذا أراد سفراً ، أقرع بين نسائه ، فأيَّتُهن خرج سهمها ، سافر بها معه ، ولما حج سافر بهن جميعاً ، وكان إذا سافر خرج من أول النهار ، وكان يستحِبُّ الخروج يوم الخميس ، ودعا الله تبارك وتعالى أن يُبارك لأُمَّتِهِ في بكورها ، وكان إذا بعث سرية أو جيشاً ، بعثهم من أول النهار ، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم ، ونهى أن يُسافر الرجل وحده ، وأخبر أن الراكِبَ شَيْطَانٌ ، والرَّاكِبانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاثَةُ رَكْب ، وذُكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر ( اللَّهُم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وبكَ اعْتَصَمْتُ ، اللَّهُم اكْفِني ما أهمني وَمَا لاَ أَهْتَمُّ بِهِ ، اللَّهُمَّ زَوْدْنِي التَّقْوَى ، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبي ، وَوَجُهْنِي لِلخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ ) ، وكان إذا قدمت إليه دابته ليركبها ، يقول ( بسم الله) حين يضع رجله في الركاب ، وإذا استوى على ظهرها قال ( الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لِلَّهِ ، ثم يقول اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثم يقولُ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِر لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ ) ، وكان يقول ( اللَّهُم إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُم هَوَّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُم أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَابَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ في الأَهْلِ وَالمَالِ ، وإذا رجع ، قالهن ، وزاد فيهن آيبون تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وكان هو وأصحابه إذا عَلوا الثنايا ، كبَّروا ، وإذا هبطوا الأودية ، سبحوا ، وكان إذا أشرف على قرية يُريد دخولها يقولُ ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرضين السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَما ذَرَيْنَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا ) ، وذكر عنه أنه كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرِ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا جَنَاهَا ، وَأَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا ، وَحَببنَا إِلَى أَهْلِهَا ، وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا) . وكان يقصر الرباعية ، فيُصليها ركعتين من حين يخرج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة ، ولم يثبت عنه أنه أتمَّ الرُّباعية في سفره البتة ، وكان من هديه ﷺ في سفره الاقتصار على الفرض ، ولم يُحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر ، فإنه لم يكن ليدعهما ، حضراً ولا سفراً ، وكان من هديه ﷺ صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به ، وكان يومىء إيماء برأسه في ركوعه ، وسجوده ، وسجوده أخفض من ركوعه ، وكان من هديه ﷺ ، أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس ، أخر الظهر إلى وقت العصر ، ثم نزل فجمع بينهما ، فإن زالت الشمس قبل أن يَرتَحِلَ ، صلَّى الظهر ، ثم ركب ، وكان إذا أعجله السير ، أخَّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء في وقت العشاء ، ولم يكن من هديه ﷺ الجمع راكباً في سفره ، كما يفعله كثير من الناس ، ولا الجمع حال نزوله أيضاً ، وإنما كان يجمع إذا جد به السير ، وإذا سار عقيب الصلاة ، ولم يَحدُّ ﷺ لأمته مسافة محدودة للقصر والفطر ، بل أطلق لهم ذلك في مطلق السفر والضرب في الأرض ، كما أطلق لهم التيمم في كل سفر ، وأما ما يُروى عنه من التحديد باليوم أو اليومين أو الثلاثة ، فلم يصح عنه منها شيء البتة ، والله أعلم . ❝
❞ في الوقت الذي يريدك أن تعلم أنه على العرش استوى، يريدك أن تتيقن أنه أقرب إليك من حبل الوريد!
تضيع دابّة أحدهم فيمشي مبهوتاً فيراه إبراهيم بن أدهم فيسأله فيقول: ضاعت دابتي، فيقف إبراهيم ويقول: يا الله، لن أمشي خطوة حتى تعيد لهذا دابته، فإذا بها تظهر من منحنى الطريق!
يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل، ويذهب ليطرق بابَ أٌبي بن كعب، فيخرج أٌبي، فإذا برسول الله يخبره: أمرني الله أن أقرأ عليك الفاتحة، يقول أٌبي بذهول: وسمّاني؟ فيقول نعم، فيبكي أٌبي!
لا تتوهم أنه بعيد، أو أنه تخفى عليه منك خافية، فأقرب ما تكون إليه وأنت ساجد. ❝ ⏤على بن جابر الفيفى
❞ في الوقت الذي يريدك أن تعلم أنه على العرش استوى، يريدك أن تتيقن أنه أقرب إليك من حبل الوريد!
تضيع دابّة أحدهم فيمشي مبهوتاً فيراه إبراهيم بن أدهم فيسأله فيقول: ضاعت دابتي، فيقف إبراهيم ويقول: يا الله، لن أمشي خطوة حتى تعيد لهذا دابته، فإذا بها تظهر من منحنى الطريق!
يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل، ويذهب ليطرق بابَ أٌبي بن كعب، فيخرج أٌبي، فإذا برسول الله يخبره: أمرني الله أن أقرأ عليك الفاتحة، يقول أٌبي بذهول: وسمّاني؟ فيقول نعم، فيبكي أٌبي!
لا تتوهم أنه بعيد، أو أنه تخفى عليه منك خافية، فأقرب ما تكون إليه وأنت ساجد . ❝
❞ مَرَّ الربيع صاحب الإمام الشافعي يوماً في أزقة مصر فنُثرَت على رأسه قُصعةً مملوءة رمادا من فوق أحد البيوت ، فنزل عن دابته وأخذ ينفض ثيابه ورأسه ، فقيل له ألا تزجُرهم ؟ قال من إستحق النار وصُولح بالرماد فليس له أن يغضب. ❝ ⏤محمد الزحيلي
❞ مَرَّ الربيع صاحب الإمام الشافعي يوماً في أزقة مصر فنُثرَت على رأسه قُصعةً مملوءة رمادا من فوق أحد البيوت ، فنزل عن دابته وأخذ ينفض ثيابه ورأسه ، فقيل له ألا تزجُرهم ؟ قال من إستحق النار وصُولح بالرماد فليس له أن يغضب . ❝