█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ((جدتي التي لم تنجب غير ولد واحد هو أبي، لن تنسى أبدًا شباب أهل قريتها، الذين رحلوا منذ حرب 1948. وكانت دائمًا تحكي لنا في سهرات السمر الصيفية، عند حضور ˝ستي تفاحة˝ من الأسكندرية عن ˝سلفها˝ الصغير أحمد، الذي ذهب إلى حرب فلسطين، وكانت تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، وتحكي عن جدها الكبير، الذي أخذته السلطة في حفر قناة السويس، وترك أولاده أطفالًا صغارًا، ولم يعد حتى الآن.)) . ❝
❞ الفريق سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي (1 أبريل 1922 - 10 فبراير 2011)، قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري.
يعتبر من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة، يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973 وهو واضع خطة العبور كاملة، وفي أكتوبر 1973 واثناء المعارك حدث خلاف بينه وبين السادات قام على إثره بالاستقالة من رئاسة الأركان، عين بعد الحرب سفيراً لمصر في بريطانيا ثم البرتغال، أعلن عن معارضته الشديد لمباحثات كامب ديفيد وأستقال من منصبه وسافر للجزائر طالباً حق اللجوء السياسي، ثم عاد إلى مصر في عام 1993 بعد أن صدر ضده حكماً عسكرياً ولكنه نال عفو شامل، وعاش بعيداً عن الأضواء حتى وفاته في 10 فبراير 2011.
ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل في 1 أبريل 1922 في أسرة فوق المتوسطة كان والده من الأعيان، وكانت أسرته تملك (70) فدانًا، أبوه هو الحاج الحسيني الشاذلي، وأمه السيدة تفيدة الجوهري وهي الزوجة الثانية لأبيه، وسمىّ على اسم الزعيم سعد زغلول، كان والده أحد ملاك الأراضي الزراعية وقد تزوج مرتين وأنجب من الأولى تسعة أبناء هم: محمد وحامد وعبد الحكيم والحسيني وعبد السلام ونظيمة وفريدة وبسيمة ومرسية. أما الثانية تفيدة الجوهري وهي والدة الفريق الشاذلي فقد أنجبت له مظهر وسعد وألفت ونبيلة ومنذ الطفولة الباكرة ارتبط وجدانياً وعقلياً بحب العسكرية، كان الطفل الصغير يستمع إلى حكايات متوارثة حول بطولات جده لأبيه الشاذلي، الذي كان ضابطاً بالجيش، وشارك في الثورة العرابية وحارب في معركة التل الكبير.
ابن عم والده هو عبد السلام باشا الشاذلي الذي تولى مديرية البحيرة ثم تولى بعد ذلك وزارة الأوقاف.
تلقى الشاذلي العلوم في المدرسة الابتدائية في مدرسة بسيون التي تبعد عن قريته حوإلى 6 كيلو مترات، وبعد إكماله الإبتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.
حياته المهنية
التحق بكليه الزراعة ودرس بها عام واحد فقط
التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان أصغر طالب في دفعته
تخرج من الكلية الحربية في يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة في نفس دفعة خالد محيي الدين
في عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم
شارك في حرب فلسطين 1948
شارك في الحرب العالمية الثانية
مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر (1954 - 1959)
قائد الكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي عام 1956
قائد أول قوات عربية (قائد كتيبة مصرية) في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة (1960 - 1961)
ملحق حربي في لندن (1963-1961)
قائد اللواء الأول مشاة (شارك في حرب اليمن) (1965 - 1966)
قائد القوات الخاصة (المظلات والصاعقة) (1967 - 1969)
قائد المنطقة البحر الأحمر العسكرية (1970 - 1971)
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية (1971 - 1973)
أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية (1971 - 1973)
سفير مصر في بريطانيا (1974-1975)
سفير مصر في البرتغال (1975-1978)
الحالة الإجتماعية
تزوج الشاذلي في 13 ديسمبر 1943 من زينات محمد متولي السحيمى ابنة محمد متولي باشا السحيمى مدير الكلية الحربية في ثلاثينات القرن الماضي وأنجب 3 بنات هنّ: شهدان وناهد وسامية.
الضباط الأحرار
بدأت علاقته بجمال عبد الناصر حين كان يسكن في نفس العمارة التي يسكنها جمال عبد الناصر بالعباسية قبل ثورة 23 يوليو. وكانت بينهم علاقات أسرية، وبالإضافة كونهم ضباط مدرسين في مدرسة الشؤون الإدارية وكانا يلتقيان بشكل يومي، وقد فاتحه جمال عبد الناصر عن الضباط الأحرار في 1951، ورحب الشاذلي بالفكرة وانضم إليهم ولكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو 1952 بشكل مباشر كونه كان في دورة في كلية أركان الحرب.
الفريق الشاذلي مؤسس سلاح المظلات في مصر
سافر وهو برتبة رائد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة تدريبية متقدمة عام 1953 في المظلات وهو من أول من حصل على فرقة رينجرز وهي مدرسة المشاة الأميركية. وكان قائداً للكتيبة 75 مظلات أثناء العدوان الثلاثي عام 1956. وتولى قيادة سلاح المظلات خلال الفترة من 1954 - 1959.
أثناء احتفالات بعيد الثورة والذي كان سيقام في 23 يوليو 1954، اقترح الشاذلي على اللواء نجيب غنيم قائد منطقة القاهرة بإظهار سلاح المظلات بصورة مختلفة عن باقي وحدات القوات المسلحة التي كانت تمشي بالخطوة العادية أمام المنصة كما هو معروف، اقترح بأن تقوم كتيبة سلاح المظلات باستعراض المشي بالخطوة السريعة أمام المنصة، وكان بذلك أول من أقترح المشي بالخطوة السريعة في العروض العسكرية الخاصة لقوات المظلات، والتي أصبحت مرتبطة بقوات الصاعقة والمظلات وما ميزها عن سائر القوات ونقلتها الدول العربية فيما بعد . ❝
❞ ✍️البـــــــــــــــدايــــــــة ✍️
في العام 1985 كنت جالسا أمام التلفاز لمشاهدة فيلم عربي قديم مع العلم كنت وما زلت أعشق الدراما القديمة ( ابيض وأسود )
وكان جالسا بجواري والدي عليه رحمة الله وبدأت الشاشه بعرض أسماء الممثلين وكنت معتادا أن أقرأ مقدمة الافلام بصوت مرتفع كنوع من الحماس لمشاهدة الفيلم .
وكان أحد أبطال الفيلم الفنان القدير / أحمد مظهر عليه رحمة الله
وعندما قرأت اسم الفنان أحمد مظهر كأحد أبطال الفيلم
وجدت أبي قفز من مقعده وقال ( بتقول مين ؟)
قلت له أحمد مظهر في أيه ؟ هو أنت تعرفه ولا حاجة وقهقهت ضاحكا
قال لي أبي أقراه مرة أخري قلت له لقد تغيرت الشاشة الاسم لا يظهر لأكثر من ثلاث او خمس ثواني
قال ابي تعرف يا أحمد هذا الرجل هو معلمي وقائدي . قلت له ماذا تقول يا ابي هذا ممثل فنان وانت رجل بسيط تعيش في الصعيد كيف كان معلمك وقائدك أنت تمزح بكل تأكيد
رد قائلا عندما تعرف القصة ستصدق ما أقوله لك وأخذ يسرد لي قصة أغرب من الخيال . ..
قال لي أنا من مواليد 1925 وعندما بلغت العشرين من عمري أي في العام 1945 طلبوني للجهادية ( يقصد طلب للتجنيد في الجيش )
وأكمل قائلا : وأبي كان متوفيا وأنا عندي تسع سنوات يقصد جدى عليه رحمة الله
وكان الناس الاغنياء يدفعون البدلة لكي لا يذهبوا للجهادية
استوقفته قائلا وما هي البدلة ( ثمن بدلة العسكري يعني )
ضحك قائلا لا
البدلة هو مبلغ من المال يتم دفعه للدولة لكي تعفي الشخص من الالتحاق بالجهادية
وكم قيمة المبلغ يا ابي قال لي قرابة ستون أو ثمانون جنيها .
قلت له ولماذا لم تدفع قال ضاحكا في ذلك الوقت الذي يمسك مبلغ العشر جنيهات يحسب علي الباشوات وانا مرتبي بعد الجهادية كان سبع جنيهات ونصف في الشهر فكيف لنا ندفع ستون جنيها ونحن لا نجد العشرة جنيهات .
أكمل قائلا عندما دخلت الجهادية عام 1945 قضيت بها خمس سنوات كاملة وانهيت خدمتي في العام 1950 قلت له يعني أنهيت الخدمة قبل ثورة عبدالناصر وحضرت حرب 48 ( حرب فلسطين ) قال نعم
سالته ومتي تعرفت علي أحمد مظهر في تلك السنوات الخمس ؟
قال لي تقصد اليوزباشي / أحمد مظهر
قلت له كان يوزباشي قال نعم كان يوزباشي في سلاح الفرسان الملكي أيام الملك فاروق
وكان مدير مدرسة الفرسان التي قضيت بها قرابة التسعة أشهر وكان يدربنا علي ركوب الخيل
وفجأة قفز أبي مرة أخري معتدلا في جلسته ناظرا للشاشة الفضية
هذا هو اليوزباشي أحمد مظهر وبالفعل وجدته يشير علي الفنان أحمد مظهر وهو يجسد دور الامير علاء في فيلم ( رد قلبي )
حينها بدأت اتيقن أن أحمد مظهر كان معلم والدي في مدرسة الفروسية التابعة لسلاح الفرسان الملكي .
فطلبت من والدي أن يقص لي بقية قصة التحاقه بالجيش ( الجهادية ) وما أغرب المواقف التي قابلته .
أكمل قائلا : كنت شابا في العشرين من عمري ممتلئ بالقوة والحيوية وكنت أتدرب علي ركوب الخيل حتي أصبت بتسلخات الفخذين نظرا لبدانة جسمي .
لان أبي عليه رحمة الله كان متوسط الطول ممتلئ الجسم أسمر اللون وأبيض القلب ولقد ورثت عنه كل هذه الصفات ومن شابه أباه فما ظلم .
أستطرد قائلا بعد إنهاء فترة التدريب التحقت لوحدة حراسة السفارات الاجنبية
وكنت أري الفرنساويين والايطاليين والنمساويين والانجليز وهم يلعبون ( الكريكيت والرمح )
وما هي تلك الالعاب يا أبي .!؟
شرح لي قائلا هي العاب تلعب من فوق ظهر الحصان .
الكريكيت عبارة عن كرة يتقاذفونها فيما بينهم وهم ركوبا فوق ظهور الخيل .
والرمح هي ان تمسك رمحا طويلا وتلتقط به منديلا من القماش مغروسا في كومة رمال .
وما هو دورك في هذه الالعاب .
كنت مجرد حارسا لتامين السفراء وأبناءهم .
وذكر لي أنه كان يحضر هم بعض الجرائد الأجنبية
مثال
الجازيت و ليموند .
وما هي أصعب المواقف التي مرت بك في الجيش يا ابي ؟
قال لي موقفين ::
*الاول عندما سقطت من فوق الحصان عند قفزه فوق المانع في أحد التدريبات وكسر ضلعي وجلست في المستشفى قرابة الثلاث شهور وامسك بيدي يحسسني علي ضلعه المكسور ووجدت فعلا في ضلوعه اليسرى ضلعا غير مستوي وفيه بروزات عظمية دليل علي انه كسر في الماضي والتئم .
*أما الموقف الثاني . ذكر لي قائلا .
في العام 1948 طلبوا من سلاح الفرسان أن يقفوا علي مداخل الشوارع الجانبية لمنع المواطنين من العبور الي الشارع العمومي في العباسية ومصر الجديدة . بادرته متسائلا لماذا هل هو موكب الملك ام موكب احد الضيوف العظماء !؟
لا يا ولدي .
انه موكب شهداء حرب 48 العائدون من فلسطين قتلي وجرحي . 😭😭
كيف ؟
قال كان الشهداء والجرحى محملين في عربات السكة الحديد القادم من فلسطين والدم يسيل علي عجلات القطار ويتساقط علي الارض .
أنه دم شهداء حرب 48 يروي الارض وقد عاد الجيش بين شهيد وجريح بعد هزيمة 48 .
ووجدته متأثرا والدموع سالت من عينيه .
فقلت له كفاية اليوم ونكمل قصتنا فيما بعد .
عزيزي القارىء
هل أنت متحمس لمعرفة البقية من أسرار الصندوق الاسود . ❝