█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ صارت لافيلكا، الشبح الأنثى، ولوني، الفتاة من بني الإنس، صديقتين. لكن كان على لافيلكا أن تخفي عن والديها أنَّها قد اتَّخذت صديقةً من البشر.
لا يمكن لشبحٍ أن يتَّخذ من إنسانٍ صديقًا! – هكذا تعلَّمت منهم.
صحيحٌ أنَّه لم يكن الموضوع إنسانًا فحسب، بل أكثر من ذلك بكثيرٍ، كان الأمر يتعلَّق بلوني التي تعزف، بناءً على طلب لافيلكا ومزاجها، على البيانو لها. قالت لافيلكا إنَّ أصوات البيانو العالية تروي عطشها، أمَّا الأصوات العميقة فتشبع جوعها.
هزَّت لوني رأسها غير مصدِّقةٍ، ووقف شعرُها الطويل الأشقر من تلقاء نفسه، ثمَّ تجدَّل في ضفيرةٍ مرَّةً أخرى. كانت تلك هي لعبة لوني المفضَّلة. وهي تفعل ذلك دومًا وربَّما دون قصدٍ بالأساس. ضحكت كلاهما.
- وكيف تأكلين! سوف أعلِّمك كيف تأكلين!
ارتعدت لافيلكا بعض الشيء وقالت: حاولتُ من قبل. كان ذلك من حوالي مئتي عامٍ، عندما كنتُ صغيرةً. تناولت صبَّارًا. كان مرعبًا. سبَّب لي خمسين فتحةً وألمًا، وكادت روحي أن تُزهق.
- أكلتِ صبَّارًا؟ ليس غريبًا أنَّه لم يعجبك.
ضحكت لوني، واقشعرَّت ممَّا سمعته.
- من جهة أنَّني استطعمتُه فقد استطعمتُه، لكن والديَّ أخبراني أنَّه من غير المفيد أن نأكل.
- جيِّدٌ أنَّه غير مفيدٍ فحسب. على الأقلَّ فهو ليس ممنوعًا.
- لكنَّه غير مرغوبٍ فيه بشدَّةٍ. كلُّ شيءٍ نتناوله يُطبق على معدتنا.
اعترفت لافيلكا بذلك.
- إذن أطهو لكِ فطيرة (كريب) أمريكيٍّ!
اقترحت لوني.
- لماذا، أهذه الفطيرة لا تُطبق على معدة الأشباح؟
- لم تؤذ معدتي من قبل، على الرغم من أنَّني أحيانًا أتناول منها خمسًا أو ستًّا بالنوتيللا أو بمربَّى التوت.
- التوت أيضًا به أشواكٌ تؤلم، أليس كذلك؟
- يا لكِ من حمقاء صغيرةٍ، يا لافيلكا! أغصانه المتفرِّعة توخز، لكن ثمرته لا. ومنها أيضًا يمكن عمل المربَّى.
- ومن أين لنا الآن بالتوت؟ يجب أن ننتظره نصف عامٍ! ليست هناك مشكلةٌ... يمكنني أن أتحمَّل هذا الجوع، لكنَّني أضحيتُ فضوليَّة للغاية حياله.
- لا يجب علينا نحن عمل المربَّي. فقد صنعها كانوتس ناجي في الصيف.
- إذًا وماذا ستفعلين أنتِ؟
- كم أنتم جهلةٌ، أيُّها الأشباح! سوف أطهو الفطيرة.
- بل أنت الجاهلة! جرت العادة لدينا نحن أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا يقوم بعمل كلِّ شيءٍ بمفرده، نعم يقوم بكافَّة مراحل العمل وحده. لا يليق أن نقبل مساعدة الآخرين.
قطبت لافيلكا وجهها، بينما كانت تحاول إعادة وجهها المرتبك إلى طبيعته.
- لذلك يجب عليكم أن تعيشوا طويلًا. لأنَّ حتَّى أبسط الأشياء لا تستطيعون الانتهاء منها.
- لحسن الحظِّ لا يلزمنا أيُّ شيءٍ.
قالت لوني بعد أن وعت الأمر: حسنًا، لنرَ ما الذي يلزمنا لعمل عجينة الفطير!
- عجينةٌ! لمَ؟
- سنصنع من العجينة فطيرةً لنطهوها. والخلاصة؛ يلزمنا 200 جرامٍ من الدقيق، وملعقتا سكَّرٍ وبيضتان ونصفُ ملعقة ملحٍ صغيرةٍ.
- ملحٌ وسكَّرٌ معًا؟!
ارتسمت على لافيلكا ملامح عدم الفهم.
- إذن لنضع بها القليل من السكر، ولا يلزم الملح، ليقلَّ مستوى حلاوتها.
- همهم! كلامكِ مقنعٌ. لكن إن أردنا أن ينجح هذا الأمر، فينبغي علينا أن نلتزم بما ورد في الوصفة بالضبط.
- يا لكِ من صغيرةٍ وقليلة الخبرة، يا لوني! رأسك من الخشب!
هدَّأتها لوني بقولها: أما أنتِ فرأسكِ هشُّ كالسحاب. نريد أيضًا خميرةً وفانيليا.
- لن أسألك عن الفارق بين الفانيليا والسكَّر.
- سأخبركِ. الفارق بينهما يكمن في الطعم.
- الطعم؟ وماذا يعني هذا الطعم؟
- ألم يكن للصبَّار طعمٌ؟
- ماذا؟! وهل هذا يخِز أيضًا؟
- مطلقًا!
ضحكت لوني، وأخذت بالملعقة قليلًا من الفانيليا وقلَّبته في رأس لافيلكا.
- سوف تعلمين ما هو هذا الطعم. هل يوجعك؟
استعادت لافيلكا نفسها بتحدٍّ وهدوءٍ.
- لا. بل على العكس.
- يلزم أيضًا 180 ملليلترًا من اللبن، ونصف مقدار ذلك من الماء.
- سوائل! أحبُّها.
- سوف تختفي من الفطيرة.
- لماذا، ألن تكون الفطيرة سائلةً؟ لا أطيق الأشياء الصلبة.
- يا لافيلكا، لا تسألي كثيـرًا على هذا النحو، وإلَّا فلن ننتهي أبدًا ممَّا نفعل.
- أمامي شهران حصلتُ عليهما من والدي كراحةٍ للتنزُّه. هل هذا الوقت يكفي لعمل الفطير؟
- شهران؟ خلال ذلك الوقت، سوف أموتُ من الجوع إن لم آكل. بالطبع هذا وقتٌ كافٍ.
- لا تتعجَّلي، يا لوني!
- حسنًا، لديك حقٌّ. أعتذر لك! على كلِّ حالٍ، يجب عليَّ إعادة التفكير فيما يلزمنا للطهي. يلزمنا أيضًا القليل من قشر الليمون المبشور والبيض.
- ما كلُّ هذا؟ لماذا نضع كلَّ هذه الأشياء الكثيرة معًا هكذا؟
- كلَّما كثر واختلط الكثير من المذاقات، كلَّما صار الطعام أكثر شهيَّةٍ وطيبةٍ.
- أها! الخلاصة أنَّه سيكون شهيًّا طيِّبًا. أنا لا أحبُّ الأشياء الشهيَّة الطيِّبة.
- لا تكوني هكذا، يا لافيلكا!
- وكيف سنجمع ونحضِّر كلَّ هذه الأشياء؟
قالت لوني: يوجد لدينا في البيت دقيقٌ وسكَّرٌ ولبنٌ.
ثمَّ بدأت في البحث في دولاب المطبخ. ثمَّ قامت بالاتِّصال بوالدتها، التي كانت في تلك اللحظة في محلِّ عملها، وبعد أن تحدَّثتا وتناقشتا طويلًا، أخبرتها أنَّ كلَّ شيءٍ موجودٌ، لكن يجب عليها أن تذهب لشراء الخميرة من الدكَّان الموجود على ناصية الشارع. قامت بالفعل بارتداء حذائها.
قالت لافيلكا: انتظري! سأصل إلى هناك بسرعةٍ! وتسلَّلت بالفعل عبر الحائط، ونزلت عبر الشقَّة السفليَّة، وقفزت خارجةً إلى الشارع من على ارتفاع الطابق الثاني، ثمَّ جرت حتَّى النهاية عبر وصلات التروللي إلى أن وصلت إلى ناصية الشارع، ثمَّ قفزت في الفاترينات، وصارت تطوف بين أرفف المحل. لم يلحظها أحدٌ، إلا كلبٌ أوسكار عملاقٌ نبح عليها، وعندها عرضت عليه بنتٌ صغيرةٌ في الدكَّان مصَّاصتها.
لم تمض سوى دقيقةٍ واحدةٍ وإلا وقد عادت ومعها الخميرة المطلوبة.
- ياه، لقد كان الأمر سريعًا بالفعل!
أثنت عليها لوني. ألم يكن هناك أيُّ أحدٍ عند الكاشير؟
- الكاشير؟ ما هذا؟
- هل سرقتِ الخميرة، يا لافيلكا ؟
- لا ... لا ... لا. لقد تركتُ منها في المحلِّ ولم آخذها كلَّها. كان هناك الكثير، تركتُه للآخرين، فلا تقلقي!
- ألا تعرفين ما هي النقود؟
- ياه، لا تكوني متعجرفةً هكذا! وكيف لا أعرفها! لكن لا يمكنني الوقوف في الطابور، كوني شبحًا بسبب هذه الخميرة الصغيرة، أليس كذلك؟
- معذرةً، حقًّا. لم أفكِّر في هذا. في المرَّة القادمة سوف أذهب بنفسي.
- حسنًا، لكنَّ الأمر كان عاجلًا لكِ.
عجنت لوني العجينة، وما إن صارت متماسكةً، وضعت عليها القليل من اللبن والماء.
- لنترك العجينة لتختمر لمدة ساعتين من الآن.
قالت لوني.
- هكذا فقط؟ هل ستتركينها تختمر دون أن نراقبها؟ ما الذي سيحدث إذا هبطت دون إذنٍ منَّا؟
- يا لافيلكا، قولي كلامًا معقولًا! اشتغلي واهتمِّي بشيءٍ آخر إلى أن أنتهي من كتابة الدرس! نلتقي بعد ساعتين في المطبخ.
ثمَّ أغلقت لوني الباب على صديقتها. ومن هول المفاجأة بكت لافيلكا.
تساءلت: هل يستحقُّ الأمر هذا العناء لي؟ ثمَّ غرزت إصبعها في العجينة ومصَّته فأعجبها مذاقه.
- همهمهم، ربَّما يستحقُّ الأمر.
ثمَّ أقبلت على شيءٍ آخر. وباختصارٍ هذا يعني أنَّها أحبتها.
صارت العجينة وقتها جيِّدةً للغاية. عندما عادت لوني إلى المطبخ بعد أن كتبت الواجب، صبَّت الزيت في المقلاة، ثمَّ أشعلت الموقد.
تعجبت لافيلكا قائلةً: ماذا تفعلين؟ ولماذا كلُّ هذا؟
- يجب أن نسخِّن المقلاة جيِّدًا.
- انتظري فحسب! لا يلزم كلُّ هذا الصخب. سوف أجعل المقلاة تسخن جيِّدًا!
قالت ذلك، ثمَّ أخذت الوعاء من على شعلة الموقد، وأرقدته في راحة يدها. وصارت درجة حرارته تبلغ المئتين!
- حان دور العجينة إذن!
ثم قامت لوني من خلال هذه الكتلة الكثيفة من العجين بعمل فطائر أسمك وأصغر من الفطائر المعتادة، وكانت تقلِّبها بمهارةٍ، ولم تواجه مشكلاتٍ في ضبط درجة السخونة، وخلال ربع ساعةٍ فقط كانت قد طهت 13 فطيرةً. عندها أخرجت من الثلاجة النوتيللا والمربَّى، ثم فردت لوني الأولى، وأعطتها للافيلكا التي التهمتها، ومن فرط سعادتها قفزت لتبلغ لمبة المطبخ.
- إنَّها لذيذةٌ!
قهقهت لوني من فرحتها.
- هل أعجبكِ مذاقها؟
- شهية جدًّا! أريد منها في المرَّة القادمة أيضًا! غريبة! ونحن، لمَ لا نأكل أبدًا؟
ثمَّ انطلقت هي ذاتها نحو الثلاث عشرة فطيرة، وأكلت معها علبتي مربَّى، ونصف عبوَّة نوتيللا، علاوةً على لترين من المياه. وبالمصادفة لعقت الكوب أيضًا فصار نظيفًا لامعًا. وقد ذهلت لوني مما رأت، صار كأنَّه خرج لتوِّه من غسَّالة الأطباق. قامت لوني بوضعه في الدولاب إلى جانب رفاقه التي تم تنظيفها . ❝
❞ خَطَبَّ ﷺ على الأرض ، وعلى المنبر ، وعلى البعير ، وعلى الناقة ، وكان إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم ، ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ، ويقول : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ﷺ ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله تعالى ، وكان مدار خُطَبه على حمد الله والثناء عليه بالائه ، وأوصاف كماله ومحامده ، وتعليم قواعد الإسلام ، وذكر الجنة والنار والمعاد ، والأمر بتقوى الله ، وتبيين موارد غضبه ، ومواقع رضاه ، وكان منبره ثلاث درجات ، فإذا إستوى عليه وإستقبل الناس أخذ المؤذن بالآذان فقط ، ولم يقل شيئا لا قبله ولا بعده ، فإذا أخذ بالخطبة لم يرفع أحد صوته بشيء البته ، لا مؤذن ولا غيره ، وكان إذا قام يخطب أخذ العصا ، فتوكأ عليها وهو على المنبر ، وكان أحيانا يتوكأ على قوس ، ولم يحفظ عنه إنه توكأ على سيف ، وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أن الدين قام بالسيف وهذا جهل قبيح من وجهين : أحدهما أن المحفوظ عنه ﷺ توكأ على العصا وعلى القوس ، والثاني : إنما الدين قام بالوحي ، وأما السيف فلمحق أهل الضلال والشرك ، وكان يقصر خطبته أحيانا ، ويطيلها أحيانا بحسب حاجة الناس ، وكانت خطبته العارضة أطول من خطبته الراتبه ، وكان يخطب النساء على حدة في الأعياد ، ويحرضهن على الصدقة ، والله أعلم . ❝
❞ وجهلة العباد يستمسكون بالدين استمساكا شديدا ، ويتعصبون له تعصبا ظاهرا ، ولكنهم في ساعة رعونة وغباء يقفون منه الموقف الذي يلحق به الأذى والمعرة ، ويجر عليه المتاعب الجمة ، أما أولو العلم فإن بصيرتهم الذكية تحكم مسلكهم وتلهمهم الرشد .. ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ˝فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد . ❝
❞ الذي يسبح الله حق التسبيح
محال ان ينادي بالتعددية
بقلم د محمد عمر
أيها السادة لا يغرنكم هذا الرجل صاحب العمامة الأزهرية الذي ينادي بتعددية الأديان السماوية
فهو إما متعالم أو جاحد لأصول هذا الدين العظيم الذي قوامه تسبيح الله تعالي
وهذا التسبيح إنما مفاده تنزيه الله عز وجل عن كل عيب وكل نقيصة .
وقد افتتح ربنا تبارك وتعالي سبع سور من سور القرآن الكريم بذكر التسبيح وهي علي التوالي
سبحان الذي أسري(الإسراء) ثم سبح لله( الحديد) ثم سبح لله( الحشر) ثم سبح لله (الصف) ثم يسبح لله ( الجمعة) ثم يسبح لله (التغابن) وآخرهم سبح اسم ربك (الأعلي) .
بل إن الله عز وجل جعل آخر أعمال المرء في الدنيا يجب أن تكون التسبيح والاستغفار حتي تكون عليها خاتمة المرء في الدنيا قال تعالي
( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)
ومقتضي هذا الكلام أن قوام التوحيد الذي هو أصل دين الله تبارك وتعالي إنما هو تسبيح الله عز وجل وتنزيهه عن كل عيب وعلي كل نقيصة فمن وصف الله عز وجل بالصفات البشرية فقد انتقص من الذات الإلهية وهذا هو الاذدراء الذي يعد من الشرك الأكبر المخرج من الملة إذ أن الله تبارك وتعالي منزه عن النقيصة وهذا هو كمال التوحيد.
لكن هذا الرجل الذي يتعالم علي الفضائيات والمسمي بكريمة يخرج علينا بين الحين والآخر وهو يصر علي جعل الكتابيين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين في اعلي منازل عليين بصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولا أدري أهو من الجاهلين فيعذر بجهله أم هو من الجاحدين الذين جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا.
فإن كان من الجهلة فعليه أن يستمع إلي أهل العلم الربانيين وإن كان من الجاحدين فإنا نعلن برائتنا منه ومن أمثاله أجمعين.
فمما يقوله الرجل أن أهل الكتاب المنحرفين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين إنما هم أصحاب دين وهم يؤمنون بالله رب العالمين وأتباع سيدنا عيسي وموسي ومن سبقوهم من الأنبياء والمرسلين رغم تكذيبهم لسيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ورغم إنكارهم لآخر الشرائع السماوية وهي القرآن والسنة شريعة سيدنا محمد خاتم المرسلين ولا أدري كيف يكون القوم أصحاب دين وهم ينكرون نبيا من المرسلين ولا يؤمنون بآخر الشرائع السماوية بل وقد سبوا رب العالمين
وهذه هي القضية محل الكلام.وهي اذدراء هؤلاء القوم لرب العالمين وهذا يتعارض مع تسبيح الله عز وجل أو تمجيده علي حد قولهم.
فهل من قال أن الله والد أو مولود يعد من المسبحين؟
ومن قال أن الله عز وجل عاش أشهر داخل رحم امرأة ومر من محل ولادتها وهو ملطخ بدم الحيض والنفاث ومخاط فرج امرأة فهل هذا يعد من المسبحين؟
ولما قامت أمه بربط حبله السري لفصله عن المشيمة وحولته إلي ثديها يرضع بنهم شديد ثم يخرج الفضلات بولا وغائطا حتي أتم عامين كاملين فهل هذا يعد تسبيحا وتمجيد لرب العزة سبحانه أم هو الاذدراء والنقص والعيب في حق رب العزة خالق السموات والأراضي؟
بل لما أتم سبعة أيام من ولادته فقامت أمه بحمله إلي الخاتن فختنه مثل بقية ذكور زمانه فهل هذا يليق بالله رب العالمين؟
بل لما كان يكسر الخبز وسط تلاميذه فيعطيهم ويأكل وسطهم هل منعه هذا من التبول والتغوط مثلهم أم أنه كان يتبول ويتغوط ويتنزه عن النجاسة بالوضوء والغسل شأنه شأن بقية البشر أجمعين؟
فهل هذا يعد تنزيها لله عن كل نقص ؟
وهل من يصدق بهذا يعد من المسبحين؟
بل لما كان يدخل عليه الليل ألم يكن يعتريه الإجهاد والتعب فينام مثل بقية البشر أم أنه كان لا تأخذه سنة ولا نوم ؟
فمن قال أن الله يتعب وينام هل هذا من المسبحين؟
ومن قال أن الإله قبض عليه أمام أعين الناس فمزقوا ثيابه وأهانوه ووضعوا علي رأسه إكليلا من الشوك بعد أن جرعوه الخل شرابا يروي ظمأه فلما خرجت روحه قبروه في القبر جسدا بلا روح فمن يقول بهذا هل هو من المسبحين الممجدين ؟
وأما عن المغضوب عليهم فقد قالو في ذاته ما لا يقوله إلا المكذبين فقد قالوا عنه أنه أنجب عزيرا وقالوا عنه بالبخل والعجز والجهل فيالهم من شياطين بل وسبوا رسوله المسيح واتهموا أمه الصديقة بنت عمران بالزنا بل وشوهوا صور بقية الأنبياء والمرسلين وكأن الله جل جلاله أخطأ في اختيار رسله إلي البشر فما اختار لهم إلا الزناة والمنحرفين
فمن يقول بهذا هل يعد مسبحا لرب العزة سبحانه جل جلاله أم يعد من أعوان الشياطين
ونحن لا يعنينا ضلال أهل الكتاب فمردهم إلي ربهم فهو سبحانه من قال لا إكراه في الدين
إنما يعنينا هذ الشيخ صاحب العمامة الذي يضلل الناس بقول الله تعالي (لكم دينكم وليا دين) وكأنه نسي أن هذه السورة اسمها سورة الكافرين
وهي تستفتح بنداء الله لهم قل يا أيها الكافرون ثم تستكمل بالبراءة من عباداتهم فتقول ( لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد) وتختتم بالبراءة مما هم عليه من الكفر المبين فتقول(لكم دينكم وليا دين)
وكأنها تقول لكم ما أنتم عليه من الكفر الواضح وأنا ليا دين مختلف عما أنتم عليه من الضلال المبين فهو ليس ديني
وقد جاءت كلمة دين لييت مكرونة بياء المتكلم لكي تدل علي أنه ليس لي إنما هو دين الله الذي كان عليه كل الرسل ألا وهو دين الإسلام والمرسلين
فتصير هذه الآية وهذه السورة كانها سورة البراءة من كفر الكفار وليس الإقرار بكفرهم كما يصور لنا الشيخ صاحب العمامة الازهرية لأخذها دليل علي تعدد الأديان السماوية فيجعل دين الكتابيين الذي وضعوه لأنفسهم بعد ذهاب رسلهم أنه دين لله تبارك وتعالي الذي ما سبحوه ولا مجدوه إنما اذدروه وانتقصوه .فهذه الحقيقة التي لا بد أن نعلنها لكل عاقل ومنصف
أن دين الله واحد وهو الإسلام وأن الرسل جميعا كانوا عليه بما فيهم موسي وعيسي عليهما السلام وأنه لا تعددية في الدين وأنه لا يجوز تفسير لكم دينكم ولي دين أنه إقرار بالكفر لكنه براءة منه ومن الكافرين هداني الله وإياكم إلي الحق انتهي . ❝