█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وارتفعت في سكون الليل أصوات ثاقبة تنعق مع بشائر الصبح. كانت أصوات حراس السجن وهم يتبادلون النداء، وقفزت إلى ذهنه أصوات الذئاب حين تعوى وقد جذبتها رائحة الدماء، وشعر بجسده يتسرب بين ناظريه لينضم إلى الأجساد المشدودة بعضها إلى بعض بالقيد الأصـم الأبكـم، وبروحه تهوى لتستقر مع غيرها من أرواح الزنادقة في الوادي العميق. وشدد الضغط على شفتيه، تقلصت قبضته وطاف بخياله (غرباوي) وقد خر من فوق الجبل كدمعة آثمة من دموع الزمان.. ثـم مضى بخطى ثابتة مُصرة إلى الركن الذى لونه ضوء الفجر الشاحب بلوف الفناء.. حيث الكومة الراقدة تنتحب في سكون!! . ❝
❞ كأن مواكب النمل قد ضاقت بهم وعز عليهم ما ينعمون به وحدهم، فأخذت القواقع من سلام الشاطئ وأثقلتها بالقيود ثم أرسلتها إلي الأعماق... إلى ما خلف معركة الوجود.. إلى حيث لا يشعرون بدبيب المواكب وهي تمضي فوقهم . ❝
❞ لم يجرؤ واحد منا على أن يُلوّث قدسية ما نحن فيه من سكون. إنه الانتقال المفاجئ من الشاطئ الساكن إلى ضيق الأعماق... إنه الليل حين يُقبل - أول ما يُقبل - على الإنسان الأول، وقد قَضى يومه في نور بهيج. إنها الأشجان حين لا يحلو لها أن تداعب خيالنا إلا في ظلمة الليل . ❝
❞ فإنه لا يهرب من الناس الذين خلفه وإنما من حياته كلها... من حياته التي قضاها قطاً جائعاً ضالاً... يهرب إلى آفاق كان يطرقها هو وحده ووديان كان هو أول من يضع فيها قدمه. ظل يجرى وهو قابض على الورقة... قابض عليها بقوة وعنف وكلما تلفت خلفه فوجد الجموع تزحف ساعية إليه شدد الضغط على قبضته ولم يلحظ إبراهيم ف إسراعه العربة الأنيقة الفارهة التي برزت من المنعطف الجانبي فجأة لأنه تكوم أمامها جثة لا حراك بها ثم تراخت أصابعه وانفلتت من راحته ورقة حمراء... ورقة (يانصيب) . ❝
❞ اقترب ميعاد الامتحان النهائى ، وظفر السعداء منا بالنجاح وفجأة تحطمت الآمال الكبار التى كانت تراودنا عند بدء التحاقنا بالكلية ، فقد كنا نحلم بأن يفتح كل منا عيادة خاصة تدر عليه الذهب وفي ظرف سنة لابد أن يكون صاحب عزبة وعربة كاديلاك على الأقل ! ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه وانحصرت الآمال الآن بعد التخرج في العمل كأطباء امتياز في مستشفى قصر العينى بمرتب لا يتجاوز عشرة جنيهات مع العمل ليل نهار ولكنها فرصة العمر للتمرين في هذا المستشفى الكبير تحت إشراف الأساتذة الكبار . ❝