❞ «عزيز»
\"رمى صنارة الصيد وأنتظر لعدة دقائق دون فائدة ثم عدة ساعات دون فائدة، غابت الشمس في الأفق وأيضا بدون فائدة\"
\"هو لا يستطيع العودة لمنزله دون صيد فالجوع يفتك به ويداه خاويتان من اي مال ينفقه لجلب قوت يومه، لا يملك سوى تلك السنارة بيده يتأمل به خيرًا ان تقطمها اية سمكة حمقاء قبل ان تدرك أن سنها ليس به طعمًا\"
\" إشتدت الأجواء برودة وهو ما زال جالسا في مكانه ... يبدوا أن البحر لا يتحلى بنفس كرمه المعتاد اليوم \"
\" كركرت بطنه معلنة عن اشتداد جوعها عندما هم للعودة للمنزل، وكأنها بإحداثها لذلك الصوت تعترض على عودته فارغ اليدين للمنزل وتلومه قائلة\"
« أنا لن أبيت اليوم ايضا بدون طعام ...تصرف»
\"عاود الجلوس مكانه مرة أخرى ورمى بسنارته منتظرًا تلك السمكة الحمقاء ان تُخدع\"
\"علا موج البحر فتاه في ذكريات طفولته ...تذكر انه لا يذكر من صاحب الآخر أولا؟ هل هو الذي صاحب الفقر أولا؟ ام أنَّ الفقر هو من عرض عليه صحبته؟!\"
\" حاول تذكر وجوه اي فرد من عائلته فلم يستطع، هو في الحقيقة لم يكن له عائلة في يوم من الأيام
ولكنه إعتاد على رسم وجوه لهم في مخيلته من حين لآخر كنوع من المحاولة لإستشعار بعض الأمان، همّ في ملأ رأتيه بهواء البحر المنعش فآلمهُ ظهره، أبتسم وهو يحدثه ويقول\"
\"_ لا بأس يا عزيزي تحمل هذا الشتاء أيضًا، أعلم انك قد مللت نوم الرصيف ومللت برد الشتاء ولكن صدقني في اول فرصة احصل بها على أموال ساقوم بعمل صيانة شاملةلك، قالها وهو يضحك بملئ فمه\"
\" احسَّ بمن يجلس بجانبه على رصيف البحر وهو يقول:
شخص غريب: اتعلم انني أحسدك على تلك الضحكات!!
رد عليه عزيز وهو يقول مبتسمًا وقد خالطته الدهشة تحسدني أنا؟! ولكن لماذا؟
الغريب : لانك سعيد في حياتك.
عزيز وهو يتنهد: الحمدلله وحتى لو لم اكن كذلك ما الذي يمنعني من الضحك، الضحك هو الشئ الوحيد الذي أهرب به من صوت معدتي فهو أعلى منها قل لي ما اسمك
الغريب بيأس: لا يهم ما هو اسمي فسينتهي ذكره اليوم
عزيز: لما يا صاحبي؟ صدقني مهما كان ما يضايقك لا تحزن لتلك الدرجة، وقل الحمدلله فكل شيئ له حل وطالما انك عبدلله فليس عليك القلق من أي شئ فقط قل يا رب وأبتسم قالها عزيز مبتسمًا وهو ينظر للسماء\"
\"نظر له الغريب بيأس دون ان يرد على عزيز ورحل من جانبه، راقبه عزيز من بعيد فوجده يسير على رصيف البحر ثم وقف ينظر لأمواجه المتلاطمه بحزن، رعدت السماء وبدأت في إنزال غزيرها سيولا، نظر عزيز للسماء وقال\"
\"عزيز: مشاعر البشر مثل الطقس وكذلك الدنيا لا تستقر على حال، ثم رجع ببصره إلى ذلك الشاب الغريب ليجده رمى بنفسه من فوق رصيف البحر، بداخل أمواجه مستسلمًا لأمواجه التى بدأت في سحبه للداخل\"
\"رمى عزيز ما بيده وتوجه مسرعًا ناحيته وألقى بنفسه خلفه دون تردد، كان الموج عاليًا والمطر يعبأ العين، ظل يقاوم الموج ويبحث بعينيه في ظلمة البحر عن ذلك الغريب حتى وجده وقد سحبته المياه لأسفل، فأقترب منه مسرعًا وهو يجدف بذراعيه وسحبه للأعلى وبدأ في السباحة ناحية الرصيف حتى أخرجة،\"
\"كان الغريب قد فقد وعيه فجعل عزيز يصنع له الإسعافات الأوليه ثم اوقف سيارة ونقله للمشفى للأطمئنان عليه\"
\"مر الوقت وعزيز جالس خارج الغرفة حتى جائت إحدى الممرضات وأعطته أغراض الغريب وملابسه وقالت
الممرضه: هذه أغراضه بدلنا ملابس صديقك تفضل وهو أفاق الأن
عزيز: شكرا لك
دخل عزيز للأطمئنان على الغريب وناوله هاتفه وهو يقول
عزيز ضاحكا: يا رجل من اخبرك انَّ البحر يستقبل الزوار ليلًا
الغريب: لما أنقذتني ؟!
عزيز متجاهلًا: تفضل هاتفك مازال يعمل يبدو انه غال الثمن فعلامة التفاحة تلك باهظة الثمن من الواضح انك ثري قالها عزيز ضاحكًا.
الغريب: لما لم تتركني اموت
عزيز وقد زالت إبتسامته: قلت في نفسي لعلك تستحق فرصة أخرى ...لعلك تريد من يقول لك ان نفسك تلك ليست ملكك وانها ملك لله، يا رجل لا يأخذ الأمانات سوى مالكها وكلنا أمانات ملك لله كل مشكله ويوجد لها حل ولكن نحتاج للتوكل على الله\"
الغريب بحزن: القيت نفسك خلفي دون تفكير كيف تفعل هذا كان من الممكن ان تموت
\"عزيز: كنت سأموت فعلا لو وقفت مكتوف الأيدي دون ان اساعد، أعتقد يجب عليك ان تعيد حساباتك، من جديد يجب ان تقدر نفسك يجب ان تحبها، هي تستحق ذلك\"
«قالها عزيز ثم أنصرف مغادرًا»
*****
\"عاد عزيز للنوم في تلك الخربة التي أصبحت منزله منذ حوالي شهر بعد أن طرده صاحب المنزل من البيت بسبب تأخر الإيجار، وبعد أن ترك عمله لدي معلمه رحمة الله عليه، وبعد ان طرده اولاده لانهم سيبيعون دكان العطارة، لم ييأس عزيز رغم ذلك فقد بحث عن عمل في كل مكان ولكن امكانياته لا تسمح بتوظيفه، ملابسه البالية لا تسمح بتوظيفه\"
ها هو عاد وحيدًا من جديد مشرد بدون شهادة تعليميه، بدون أهل، بدون منزل، بدون مال، ولكن عزيز يحمل في قلبه كلمات علمها له معلمه الحاج سيد وهي ان يُقدر كل نعمة بين يديه، فرغم كل ذلك ما زال عزيز بصحته، ما زال يستطيع الوقوف على قدميه، والإبتسام في وجه الحياة العنيدة، ما زال يستطيع الركض على شاطئ البحر، ومازال يستطيع الصيد\"
\"نام عزيز ونامت معدته للمرة اللانهائية بدون طعام، نام وقد ربط على بطنه من كثرة الجوع، ونامت بجانبه أحلامه وأخلاقه وطيبة قلبه التي تحتضنه وتجعله عزيز\"
*********
\"مر أسبوعان عليه، اسبوعين ذاق فيهم عزيز ألم المرض، ارتفعت حرارته بسبب ملابسه المبتله فراح، يرتعد في مكانه يرتعد ويخترف من شدة الألم، ولا يخلوا لسانه من قول يا شافي يا رب، يا شافي يا رب\"
\"وكأنه يناجي الله أنه لا يملك حق الدواء ولا حق الطعام ولكنه يملك حق الدعاء لربه\"
\" حتى حن عليه أحد العابرين من الذين رأو حالته فوجد في قلبه رحمه، جلب له طعام ودواء ووضع بجانبه بعض المال الذي استقوى به عزيز على جلب طعامه بقيه الأسبوعين التاليين \"
\"في اليوم الذي يلي الأسبوعين إستيقظ على دوشة الشارع وصوت عرباته وصوت الكلاب النابحه وصوت صديقه الوحيد البحر، شد من ملابسه على صدره واخذ حقيبته وراح يجلس في مكانه المعتاد وهو يرمي صنارته بحثًا عن تلك السمكة الحمقاء التي ستقطم سن السنارة دون أن تلاحظ انه فارغ من اي طعم\"
\" حتى حل المساء عليه من جديد وبدأت معدته في الكركبه، هو يأبى ان يسأل احد حسنة، ويأنف ان يمد يده وهو شاب طويل القامة يسد عين الشمس هكذا حتى لو كان سيموت جوعا، هكذا حدث نفسه حتى وجد من يجلس بجانبه وهو يقول: \"
\"_بحث عنك لأسبوعين يا صديقي، اين كنت ؟!
إلتفت عزيز ليجد ذلك الغريب الذي أنقذه من الغرق ولكن تلك المرة كانت ملابسه مرتبه، يرتدي بدلة جميلة، ورائحة عطره فواحه ويقف بجانبه شخص أخر يدتدي بدلة وكأنه سائقه\"
\"عزيز مبتسما: لما كنت تبحث عني؟! هل تريد ان تغرق اليوم ايضا؛ اسمع انا لست في صحة جيدة لإنقاذك مرة اخرى!
الغريب بإبتسامة: اسمي سالم
عزيز دون ان ينظر له: اهلا بك يا سالم اسمك جميل كما انه صعب النسيان وليس كما كنت تقول
سالم: ماذا تعمل يا عزيز
عزيز: انا اقوم بالصيد ألا ترى!
سالم: لا أقصد ذلك .... اعني الا يوجد لديك عمل
عزيز: لا
سالم: ما رأيك في ان تعمل معي
عزيز دون ان ينظر له: وما هو عملك؟!
سالم: انا صاحب مجموعة شركات تستطيع القول انني رجل اعمال مبتدأ
عزيز: وماذا سأعمل معك
سالم: ستكون مساعدي وسكرتيري الخاص
عزيز: لا اظن انني سأفيدك
سالم: بل بالعكس لديك شئ لم اجده في شخص اخر حولي
عزيز: ما هو يا ترى ههههه
سالم: انت شخص صادق وشجاع
هيا انا لن اخذ موافقتك ستأتي حتى لو أضطررت لخطفك
عزيز: الأمر لا يحتاج للخطف فانت تعرض علي العمل وانا لن ارفض
سالم: ليس العمل فقط بل والمنزل ايضًا انت من اليوم مساعدي الخاص وصديقي الاعز
ابتسم عزيز وهو ينظر للسماء قائلا ..... يا رب
#عزيز
#امنه_محمد_ابوالخير. ❝ ⏤Amna Mohammad
❞«عزيز» ˝رمى صنارة الصيد وأنتظر لعدة دقائق دون فائدة ثم عدة ساعات دون فائدة، غابت الشمس في الأفق وأيضا بدون فائدة˝
˝هو لا يستطيع العودة لمنزله دون صيد فالجوع يفتك به ويداه خاويتان من اي مال ينفقه لجلب قوت يومه، لا يملك سوى تلك السنارة بيده يتأمل به خيرًا ان تقطمها اية سمكة حمقاء قبل ان تدرك أن سنها ليس به طعمًا˝
˝ إشتدت الأجواء برودة وهو ما زال جالسا في مكانه .. يبدوا أن البحر لا يتحلى بنفس كرمه المعتاد اليوم ˝
˝ كركرت بطنه معلنة عن اشتداد جوعها عندما هم للعودة للمنزل، وكأنها بإحداثها لذلك الصوت تعترض على عودته فارغ اليدين للمنزل وتلومه قائلة˝
« أنا لن أبيت اليوم ايضا بدون طعام ..تصرف»
˝عاود الجلوس مكانه مرة أخرى ورمى بسنارته منتظرًا تلك السمكة الحمقاء ان تُخدع˝
˝علا موج البحر فتاه في ذكريات طفولته ..تذكر انه لا يذكر من صاحب الآخر أولا؟ هل هو الذي صاحب الفقر أولا؟ ام أنَّ الفقر هو من عرض عليه صحبته؟!˝
˝ حاول تذكر وجوه اي فرد من عائلته فلم يستطع، هو في الحقيقة لم يكن له عائلة في يوم من الأيام
ولكنه إعتاد على رسم وجوه لهم في مخيلته من حين لآخر كنوع من المحاولة لإستشعار بعض الأمان، همّ في ملأ رأتيه بهواء البحر المنعش فآلمهُ ظهره، أبتسم وهو يحدثه ويقول˝
˝_ لا بأس يا عزيزي تحمل هذا الشتاء أيضًا، أعلم انك قد مللت نوم الرصيف ومللت برد الشتاء ولكن صدقني في اول فرصة احصل بها على أموال ساقوم بعمل صيانة شاملةلك، قالها وهو يضحك بملئ فمه˝
˝ احسَّ بمن يجلس بجانبه على رصيف البحر وهو يقول:
شخص غريب: اتعلم انني أحسدك على تلك الضحكات!!
رد عليه عزيز وهو يقول مبتسمًا وقد خالطته الدهشة تحسدني أنا؟! ولكن لماذا؟
الغريب : لانك سعيد في حياتك.
عزيز وهو يتنهد: الحمدلله وحتى لو لم اكن كذلك ما الذي يمنعني من الضحك، الضحك هو الشئ الوحيد الذي أهرب به من صوت معدتي فهو أعلى منها قل لي ما اسمك
الغريب بيأس: لا يهم ما هو اسمي فسينتهي ذكره اليوم
عزيز: لما يا صاحبي؟ صدقني مهما كان ما يضايقك لا تحزن لتلك الدرجة، وقل الحمدلله فكل شيئ له حل وطالما انك عبدلله فليس عليك القلق من أي شئ فقط قل يا رب وأبتسم قالها عزيز مبتسمًا وهو ينظر للسماء˝
˝نظر له الغريب بيأس دون ان يرد على عزيز ورحل من جانبه، راقبه عزيز من بعيد فوجده يسير على رصيف البحر ثم وقف ينظر لأمواجه المتلاطمه بحزن، رعدت السماء وبدأت في إنزال غزيرها سيولا، نظر عزيز للسماء وقال˝
˝عزيز: مشاعر البشر مثل الطقس وكذلك الدنيا لا تستقر على حال، ثم رجع ببصره إلى ذلك الشاب الغريب ليجده رمى بنفسه من فوق رصيف البحر، بداخل أمواجه مستسلمًا لأمواجه التى بدأت في سحبه للداخل˝
˝رمى عزيز ما بيده وتوجه مسرعًا ناحيته وألقى بنفسه خلفه دون تردد، كان الموج عاليًا والمطر يعبأ العين، ظل يقاوم الموج ويبحث بعينيه في ظلمة البحر عن ذلك الغريب حتى وجده وقد سحبته المياه لأسفل، فأقترب منه مسرعًا وهو يجدف بذراعيه وسحبه للأعلى وبدأ في السباحة ناحية الرصيف حتى أخرجة،˝
˝كان الغريب قد فقد وعيه فجعل عزيز يصنع له الإسعافات الأوليه ثم اوقف سيارة ونقله للمشفى للأطمئنان عليه˝
˝مر الوقت وعزيز جالس خارج الغرفة حتى جائت إحدى الممرضات وأعطته أغراض الغريب وملابسه وقالت
الممرضه: هذه أغراضه بدلنا ملابس صديقك تفضل وهو أفاق الأن
عزيز: شكرا لك
دخل عزيز للأطمئنان على الغريب وناوله هاتفه وهو يقول
عزيز ضاحكا: يا رجل من اخبرك انَّ البحر يستقبل الزوار ليلًا
الغريب: لما أنقذتني ؟!
عزيز متجاهلًا: تفضل هاتفك مازال يعمل يبدو انه غال الثمن فعلامة التفاحة تلك باهظة الثمن من الواضح انك ثري قالها عزيز ضاحكًا.
الغريب: لما لم تتركني اموت
عزيز وقد زالت إبتسامته: قلت في نفسي لعلك تستحق فرصة أخرى ..لعلك تريد من يقول لك ان نفسك تلك ليست ملكك وانها ملك لله، يا رجل لا يأخذ الأمانات سوى مالكها وكلنا أمانات ملك لله كل مشكله ويوجد لها حل ولكن نحتاج للتوكل على الله˝
الغريب بحزن: القيت نفسك خلفي دون تفكير كيف تفعل هذا كان من الممكن ان تموت
˝عزيز: كنت سأموت فعلا لو وقفت مكتوف الأيدي دون ان اساعد، أعتقد يجب عليك ان تعيد حساباتك، من جديد يجب ان تقدر نفسك يجب ان تحبها، هي تستحق ذلك˝
«قالها عزيز ثم أنصرف مغادرًا»
*****
˝عاد عزيز للنوم في تلك الخربة التي أصبحت منزله منذ حوالي شهر بعد أن طرده صاحب المنزل من البيت بسبب تأخر الإيجار، وبعد أن ترك عمله لدي معلمه رحمة الله عليه، وبعد ان طرده اولاده لانهم سيبيعون دكان العطارة، لم ييأس عزيز رغم ذلك فقد بحث عن عمل في كل مكان ولكن امكانياته لا تسمح بتوظيفه، ملابسه البالية لا تسمح بتوظيفه˝
ها هو عاد وحيدًا من جديد مشرد بدون شهادة تعليميه، بدون أهل، بدون منزل، بدون مال، ولكن عزيز يحمل في قلبه كلمات علمها له معلمه الحاج سيد وهي ان يُقدر كل نعمة بين يديه، فرغم كل ذلك ما زال عزيز بصحته، ما زال يستطيع الوقوف على قدميه، والإبتسام في وجه الحياة العنيدة، ما زال يستطيع الركض على شاطئ البحر، ومازال يستطيع الصيد˝
˝نام عزيز ونامت معدته للمرة اللانهائية بدون طعام، نام وقد ربط على بطنه من كثرة الجوع، ونامت بجانبه أحلامه وأخلاقه وطيبة قلبه التي تحتضنه وتجعله عزيز˝
*********
˝مر أسبوعان عليه، اسبوعين ذاق فيهم عزيز ألم المرض، ارتفعت حرارته بسبب ملابسه المبتله فراح، يرتعد في مكانه يرتعد ويخترف من شدة الألم، ولا يخلوا لسانه من قول يا شافي يا رب، يا شافي يا رب˝
˝وكأنه يناجي الله أنه لا يملك حق الدواء ولا حق الطعام ولكنه يملك حق الدعاء لربه˝
˝ حتى حن عليه أحد العابرين من الذين رأو حالته فوجد في قلبه رحمه، جلب له طعام ودواء ووضع بجانبه بعض المال الذي استقوى به عزيز على جلب طعامه بقيه الأسبوعين التاليين ˝
˝في اليوم الذي يلي الأسبوعين إستيقظ على دوشة الشارع وصوت عرباته وصوت الكلاب النابحه وصوت صديقه الوحيد البحر، شد من ملابسه على صدره واخذ حقيبته وراح يجلس في مكانه المعتاد وهو يرمي صنارته بحثًا عن تلك السمكة الحمقاء التي ستقطم سن السنارة دون أن تلاحظ انه فارغ من اي طعم˝
˝ حتى حل المساء عليه من جديد وبدأت معدته في الكركبه، هو يأبى ان يسأل احد حسنة، ويأنف ان يمد يده وهو شاب طويل القامة يسد عين الشمس هكذا حتى لو كان سيموت جوعا، هكذا حدث نفسه حتى وجد من يجلس بجانبه وهو يقول: ˝
˝_بحث عنك لأسبوعين يا صديقي، اين كنت ؟!
إلتفت عزيز ليجد ذلك الغريب الذي أنقذه من الغرق ولكن تلك المرة كانت ملابسه مرتبه، يرتدي بدلة جميلة، ورائحة عطره فواحه ويقف بجانبه شخص أخر يدتدي بدلة وكأنه سائقه˝
˝عزيز مبتسما: لما كنت تبحث عني؟! هل تريد ان تغرق اليوم ايضا؛ اسمع انا لست في صحة جيدة لإنقاذك مرة اخرى!
الغريب بإبتسامة: اسمي سالم
عزيز دون ان ينظر له: اهلا بك يا سالم اسمك جميل كما انه صعب النسيان وليس كما كنت تقول
سالم: ماذا تعمل يا عزيز
عزيز: انا اقوم بالصيد ألا ترى!
سالم: لا أقصد ذلك .. اعني الا يوجد لديك عمل
عزيز: لا
سالم: ما رأيك في ان تعمل معي
عزيز دون ان ينظر له: وما هو عملك؟!
سالم: انا صاحب مجموعة شركات تستطيع القول انني رجل اعمال مبتدأ
عزيز: وماذا سأعمل معك
سالم: ستكون مساعدي وسكرتيري الخاص
عزيز: لا اظن انني سأفيدك
سالم: بل بالعكس لديك شئ لم اجده في شخص اخر حولي
عزيز: ما هو يا ترى ههههه
سالم: انت شخص صادق وشجاع
هيا انا لن اخذ موافقتك ستأتي حتى لو أضطررت لخطفك
عزيز: الأمر لا يحتاج للخطف فانت تعرض علي العمل وانا لن ارفض
سالم: ليس العمل فقط بل والمنزل ايضًا انت من اليوم مساعدي الخاص وصديقي الاعز
ابتسم عزيز وهو ينظر للسماء قائلا ... يا رب
❞ \"حكم قاضي الحياة و قصاصه\"
حَكم قاضي الحياة حكمه على قصاصي بالمثل بذنوب لم اقترفها، عقوبة الحياة لي كعقوبة الجاني على المجني عليه كغرامة أدفع ثمنها بعملات نَحِبَ العمر و زهرة شبابي منتظرةً إنتهاء ذلك العد التنازلي بثوانٍ من حروف صبري بكل مايتخللها كظل ماكث على ذلك الجدار و قضبانه منتظراً في قرارة نفسه أن يتم الإفراج عن ذلك المعتقل الذي يدعى ب \"فراق الأحباب\" و نعود مرة أخرى للقاء بعد فجوة الغياب الذي دامت لسنوات من هدنة القصاص بلا أي ذنب كطفل بريئ يخلوا من هفوات الذنوب.
الكاتبة/رينادا عمر.. ❝ ⏤الكاتبة/رينادا عمر.
❞ ˝حكم قاضي الحياة و قصاصه˝
حَكم قاضي الحياة حكمه على قصاصي بالمثل بذنوب لم اقترفها، عقوبة الحياة لي كعقوبة الجاني على المجني عليه كغرامة أدفع ثمنها بعملات نَحِبَ العمر و زهرة شبابي منتظرةً إنتهاء ذلك العد التنازلي بثوانٍ من حروف صبري بكل مايتخللها كظل ماكث على ذلك الجدار و قضبانه منتظراً في قرارة نفسه أن يتم الإفراج عن ذلك المعتقل الذي يدعى ب ˝فراق الأحباب˝ و نعود مرة أخرى للقاء بعد فجوة الغياب الذي دامت لسنوات من هدنة القصاص بلا أي ذنب كطفل بريئ يخلوا من هفوات الذنوب.
الكاتبة/رينادا عمر. ❝
❞ «الحارس الصغير»
كان هناك صاحب مزرعة تضم الكثير من حيوانات والطيور الأليفة، حيث جاءهم في أحد الأيام وقام بالنداء عليهم وجمعهم وقال بأنه يحمل إليهم ضيف جديد سينضم إليهم، فبدأوا في النظر والانتباه إليه لرؤية هذا الضيف فلاحظوا أنه يقف إلى جواره كلب صغير ويبدو من هيئته وشكله بأنه ليس فقط صغير وإنما ضعيف أيضًا حتى صوته منخفض وضعيف جدًا.
هنا بدأ الكلب الكبير الموجود بالمزرعة في سؤال صاحب المزرعة عن الكلب الجديد أين سينام وماذا سيأكل؟، وهنا اجابه صاحب المزرعة وهو يخبره بأن هذا الكلب الصغير مثله في كل ما يحتاج سواء من أكل أو شرب وأنه سيشاركه المكان الذي ينام به، وسيأتي يومًا ويكبر هذا الصغير ويصبح قويًا مثله فلا يبقى الحال على ما هو عليه.
لم يحب الكلب الكبير فكرة وجود كلب آخر في المزرعة فقام بجمع حيوانات المزرعة والتفوا حول الكلب الصغير وبدءوا بالضحك عليه، وفي تحديه بأن يقوم بإخراج صوته الذي خرج وكان ضعيفًا فزادوا في سخريتهم منه وهم يخبرونه عن مدى ضعف صوته وأنه لا يشبه صوت نباح الكلاب في شئ وإنما هو اقرب ما يكون إلى صوصوة الكتاكيت الصغيرة مما احزنه كثيرًا.
تركهم الكلب الصغير وغادر وكان يشعر بالجوع فأقدم على شرب اللبن إلا أن الكلب الكبير تجبر أكثر عليه فمنعه من تناول اللبن، فما كان منه إلا أن استمع إليه وترك اللبن وتوجه للنوم وهو جائع فمنعه أيضًا و طرده وأخبره أن يخرج للنوم بالخارج وأنه لا يستطيع النوم هنا إلا عندما يكبر ويستطيع النباح كالكلاب بشكل جيد فحاول معه ان يبقيه بالداخل فهو جائع والجو بارد فلم يقبل، فانصاع الكلب الصغير لأوامر الكلب الكبير وخرج للنوم خارج المزرعة وهو جائع جدًا، ومع الجو البارد بشدة بدأ يبحث لنفسه على مكان يستطيع النوم فيه والحصول على الدفئ في تلك الاجواء الباردة.
بحث وبحث وفي النهاية وجد برميلًا من الخشب فدخل إليه مباشرة لينام وبذلك حصل على مكان ينام فيه يقيه الجو البارد ويساعده على الحصول على بعض الدفئ، وهنا بدأ يستمع إلى اصوات خطوات تقترب والتي لم تكن إلا أصوات خطوات الذئب والثعلب، وحينما اقتربا من المزرعة سمعهم الكلب الصغير وهما يتحدثان حيث يقول الذئب لرفيقه هيا لندخل ولك انت البطة والدجاجة ولي أنا البقرة والخروف، وهنا بدأ الكلب الصغير في التفكير هل انقذهم ام اتركهم بعدما اهانوني وسخروا مني بسبب صغري وضعفي، كلا هذا ليس أنا فلا استطيع ان اتركهم ليأكلهم الثعلب والذئب فلست أنا من يرد الإساءة بالإساءة، فبدأ ينبح بأكثر ما يملك من قوة وقد ساعده وجوده داخل البرميل وسكون الليل في أن يظهر صوته قويًا مدويًا فسمعه الجميع في المزرعة وبدأ سكان المزرعة من طيور وحيوانات في الاستيقاظ فرأوا الثعلب والذئب وهما يحاولان الهروب من المزرعة بعد سماع النباح واستيقاظ سكان المزرعة.
لاحظ حيوانات وطيور المزرعة أن الكلب الكبير كان داخل منزله نائم ويغلق بابه عليه وأن من كان ينبح وأنقذهم من هجوم الثعلب والذئب هو الكلب الصغير الذي تعرض لسخريتهم مما أحبطهم وافقدهم الثقة في الكلب الكبير الذي خذلهم ولم يقم بمهمته في الحماية وحراسة المزرعة أثناء الليل كما هو مطلوب منه، فاعتذر جميع سكان المزرعة من حيوانات وطيور من الكلب الصغير، وقاموا بتقديم اللبن له حتى يأكل بعد أن كان جائعًا، وكذلك الصوف حتى يتدفأ به في هذه الليلة الباردة بشدة.
#العبرة#
أداء المهام أن تكون مفيدًا لنفسك ولمن حولك لا يعتمد على صغرك أو كبرك وإنما يعتمد على التزامك بعملك ودورك المطلوب القيام به.
لـ/وفاء ابو خطيب. ❝ ⏤وفاء أبو خطيب
❞«الحارس الصغير»
كان هناك صاحب مزرعة تضم الكثير من حيوانات والطيور الأليفة، حيث جاءهم في أحد الأيام وقام بالنداء عليهم وجمعهم وقال بأنه يحمل إليهم ضيف جديد سينضم إليهم، فبدأوا في النظر والانتباه إليه لرؤية هذا الضيف فلاحظوا أنه يقف إلى جواره كلب صغير ويبدو من هيئته وشكله بأنه ليس فقط صغير وإنما ضعيف أيضًا حتى صوته منخفض وضعيف جدًا.
هنا بدأ الكلب الكبير الموجود بالمزرعة في سؤال صاحب المزرعة عن الكلب الجديد أين سينام وماذا سيأكل؟، وهنا اجابه صاحب المزرعة وهو يخبره بأن هذا الكلب الصغير مثله في كل ما يحتاج سواء من أكل أو شرب وأنه سيشاركه المكان الذي ينام به، وسيأتي يومًا ويكبر هذا الصغير ويصبح قويًا مثله فلا يبقى الحال على ما هو عليه.
لم يحب الكلب الكبير فكرة وجود كلب آخر في المزرعة فقام بجمع حيوانات المزرعة والتفوا حول الكلب الصغير وبدءوا بالضحك عليه، وفي تحديه بأن يقوم بإخراج صوته الذي خرج وكان ضعيفًا فزادوا في سخريتهم منه وهم يخبرونه عن مدى ضعف صوته وأنه لا يشبه صوت نباح الكلاب في شئ وإنما هو اقرب ما يكون إلى صوصوة الكتاكيت الصغيرة مما احزنه كثيرًا.
تركهم الكلب الصغير وغادر وكان يشعر بالجوع فأقدم على شرب اللبن إلا أن الكلب الكبير تجبر أكثر عليه فمنعه من تناول اللبن، فما كان منه إلا أن استمع إليه وترك اللبن وتوجه للنوم وهو جائع فمنعه أيضًا و طرده وأخبره أن يخرج للنوم بالخارج وأنه لا يستطيع النوم هنا إلا عندما يكبر ويستطيع النباح كالكلاب بشكل جيد فحاول معه ان يبقيه بالداخل فهو جائع والجو بارد فلم يقبل، فانصاع الكلب الصغير لأوامر الكلب الكبير وخرج للنوم خارج المزرعة وهو جائع جدًا، ومع الجو البارد بشدة بدأ يبحث لنفسه على مكان يستطيع النوم فيه والحصول على الدفئ في تلك الاجواء الباردة.
بحث وبحث وفي النهاية وجد برميلًا من الخشب فدخل إليه مباشرة لينام وبذلك حصل على مكان ينام فيه يقيه الجو البارد ويساعده على الحصول على بعض الدفئ، وهنا بدأ يستمع إلى اصوات خطوات تقترب والتي لم تكن إلا أصوات خطوات الذئب والثعلب، وحينما اقتربا من المزرعة سمعهم الكلب الصغير وهما يتحدثان حيث يقول الذئب لرفيقه هيا لندخل ولك انت البطة والدجاجة ولي أنا البقرة والخروف، وهنا بدأ الكلب الصغير في التفكير هل انقذهم ام اتركهم بعدما اهانوني وسخروا مني بسبب صغري وضعفي، كلا هذا ليس أنا فلا استطيع ان اتركهم ليأكلهم الثعلب والذئب فلست أنا من يرد الإساءة بالإساءة، فبدأ ينبح بأكثر ما يملك من قوة وقد ساعده وجوده داخل البرميل وسكون الليل في أن يظهر صوته قويًا مدويًا فسمعه الجميع في المزرعة وبدأ سكان المزرعة من طيور وحيوانات في الاستيقاظ فرأوا الثعلب والذئب وهما يحاولان الهروب من المزرعة بعد سماع النباح واستيقاظ سكان المزرعة.
لاحظ حيوانات وطيور المزرعة أن الكلب الكبير كان داخل منزله نائم ويغلق بابه عليه وأن من كان ينبح وأنقذهم من هجوم الثعلب والذئب هو الكلب الصغير الذي تعرض لسخريتهم مما أحبطهم وافقدهم الثقة في الكلب الكبير الذي خذلهم ولم يقم بمهمته في الحماية وحراسة المزرعة أثناء الليل كما هو مطلوب منه، فاعتذر جميع سكان المزرعة من حيوانات وطيور من الكلب الصغير، وقاموا بتقديم اللبن له حتى يأكل بعد أن كان جائعًا، وكذلك الصوف حتى يتدفأ به في هذه الليلة الباردة بشدة.