❞ اطلب السعادة في الحقول والغابات ، والسهول والغابات ، والسهول والجبال ، والأغراس والأشجار والأوراق والأثمار ، والبحيرات والأنهار ، وفي منظر الشمس طالعةً وغاربة ، والسحب مجتمعة ومتفرقة ، والطير غادية ورائحة ، والنجوم ثابتةُ وسارية ، واطلبها في تعهد حديقتك ، وتخطيط جداولها ، وغرس أغراسها ، وتشذيب أشجارها ، وتنسيق أزهارها ، وفي وقوفك على ضفاف الأنهار ، وصعودك إلى قمم الجبال ، وانحدارك إلى بطون الأودية والوهاد وفي إصغائك في سكون الليل وهدوئه إلى خرير المياه ، وصفير الرياح ، وحفيف الأوراق ، وصرير الجنادب ، ونقيق الضفادع ، واطلبها في مودة الإخوان وصداقة الأصدقاء ، وإسداء المعروف وتفريج كربة المكروب ، والأخذ بيد البائس المنكوب .. ففي كل منظر من هذه المناظر ، أو موقف من هذه المواقف ؛ جمال شريف طاهر يستوقف النظر ، ويستلهي الفكر ويستغرق الشعور ، ويحيي ميت النفس والوجدان ، ويملأ فضاء الحياة هناءً ورغداً. ❝ ⏤مصطفى لطفي المنفلوطي
❞ اطلب السعادة في الحقول والغابات ، والسهول والغابات ، والسهول والجبال ، والأغراس والأشجار والأوراق والأثمار ، والبحيرات والأنهار ، وفي منظر الشمس طالعةً وغاربة ، والسحب مجتمعة ومتفرقة ، والطير غادية ورائحة ، والنجوم ثابتةُ وسارية ، واطلبها في تعهد حديقتك ، وتخطيط جداولها ، وغرس أغراسها ، وتشذيب أشجارها ، وتنسيق أزهارها ، وفي وقوفك على ضفاف الأنهار ، وصعودك إلى قمم الجبال ، وانحدارك إلى بطون الأودية والوهاد وفي إصغائك في سكون الليل وهدوئه إلى خرير المياه ، وصفير الرياح ، وحفيف الأوراق ، وصرير الجنادب ، ونقيق الضفادع ، واطلبها في مودة الإخوان وصداقة الأصدقاء ، وإسداء المعروف وتفريج كربة المكروب ، والأخذ بيد البائس المنكوب . ففي كل منظر من هذه المناظر ، أو موقف من هذه المواقف ؛ جمال شريف طاهر يستوقف النظر ، ويستلهي الفكر ويستغرق الشعور ، ويحيي ميت النفس والوجدان ، ويملأ فضاء الحياة هناءً ورغداً. ❝
❞ الحرب على اللغة العربية ليس بالأمر المنتهي، لأنها في بداياتها حرب على الإسلام، وحرب على وحدة المسلمين.
اللغة العربية كانت لقبائل العرب، وكان ذكرها شعبيا تتلاقفها الألسن باللهج وتتأثر بالبيئة، وما حفظها من الإبادة غير اهتمام أهلها بالتدوين والتشعير بها، وكرمها الله تبارك وتعالى بجعلها اللغة التي تصلح لخاتم الرسالات، وليست أي رسالة، إنها رسالة للعالمين، فكسر حاجز القبيلة ليمتد ذكر اللغة العربية في جميع الألسن كلغة لمخاطبة الخالق، في الدعاء والصلاة والآذان والترتيل والحج وجميع الأحوال اليومية بدءا من الشهادتين، ولا يليق بما سبق ترجمة أو تحريف، فحُفظت بحفاظ المسلمين عليها. ولا من ينكر فضل الإسلام في انتشار اللغة العربية إلا جاحد.
أما مخطط القضاء عليها فهو مشروع تعدى الصهيونية او الامبريالية أو الصليبية او الاستردادية أو الاستعمار... إنما هو مخطط لوقف انتشار الإسلام الذي يتيح تعلم هذه اللغة وبالتالي استحواذها على الفكر البشري، مما يعيق التقدم الفاشي للغة المستعمر المسيطر.
لما لم تنجح الحرب الصليبية في الشرق والاستردادية في الغرب في الطمس النهائي للعربية، بدأ النظر للتفرقة الإسلامية بين العرب وغير العرب، وأظهر أهل الدسائس أنماطا من الثورة انتهت بتضعضع ثم سقوط الدولة العثمانية التي لم تتوقف عن التتوغل داخل الجسد الغربي، وأبرزها ثورة العروبة وشبح الوحدة العربية الذي لم ير منه العرب طرفا.
ثم جاء الاهتمام بالتراث والحضارات القديمة لجر الشعوب المسلمة نحو قوميتها الخاصة بماضيها قبل الإسلام، فأفاقت مومياءات الفراعنة وأساطير آلهة الشام والعراق، وارسلت ترانيم الشوق لأمجاد الفرس والهند والصين، وخلخلت حبال التمسك بالدين في إفريقيا بحملات التبشير والتنصير بل والإبادة والترقيق.
وإذ لم تجد بعد حروب الاسترداد دافعا نهض المستعمر ينفض غبار البربر في الغرب الإسلامي وصنع لهم لغة وثقافة ليدافعوا عن بقائها، غير أن هذا الطائل ما لبث تضعضع لما وجدت الحملات دحضا واستياء من البربر أنفسهم، فلما لم ينجح المخطط تماما كما نجح في تركيا تماما بتغيير لغة الكتابة وإيران وباكستان بنهضة لغة القبيلة، لجأت الآن الحملات للنهوض باللهجة المحلية، وإذ لم يكن ذلك كافيا لنزع اللغة العربية قامت بحركة انعكاسية وهي اعتبار اللهجة من افصح اللهجات، وبالتالي ضرورة اعتمادها في التعليم كلغة أم بدل الفصحى التي وضعوها في خانة اللغات الصعبة التعلم! فكان تناقضهم هذا محط سخرية من المغاربةوالموريطانيين بالخصوص باعتبارهم كانوا في معزل عن الحكم العثماني المتأخر، والجزائريين والليبيين والتونسيين باعتبارهم اهل وحدة تاريخية مغربية عربية إسلامية كانت لحمتها الإسلام لا العروبة، وكانت لغتها اللغة التي شاءها الله للمسلمين وهي اللغة العربية فلا ينفع سواها لغة لمسلم.
هذا التميز الذي عرفته دول المغرب العربي، جعلت من انتمائه للعالم العربي عنوة شوكة في حلق المستعمر الذي ناله وبال استعماره بعد الاستقلال، حيث لا يزال كل مغاربي يحط قدمه بالغرب يحمل على عاتقه رسالة نشر الإسلام في كل مكان يصل إليه سواء بمشيئته أو دونها، بفضل حرصهم على تحبيب الإسلام للرجل والمرأة الأجنبي، ونرى جليا ثمار ذلك في المجتمعات الغربية، واي باحث في انتشار الإسلام يعلم بذلك.
خلاصة القول، زوال اللغة العربية من المحال، فزوالها يعني زوال الإسلام، حتى لو بقي مسلم واحد على الأرض ولو كان من أقصى شمالها او جنوبها، فلسانه لن يفارق العربية وإلا فإسلامه لن يصح وعبادته لن تقبل ودعاؤه غيب وصوله، وما من صاحب دين قد يتخلى عن اللغة التي يتواصل بها مع إلهه حتى لو كان وثنيا. أما أن تأتي اللهجة مكان اللغة فذلك ضرب جنون رغم التجاوزات التي تسمح بها بعض الدول كمصر مثلا، والمستهدفة بالأساس لاعتبارات العدد والعدة، فالمحروسة بلد طباعة الكتب ونشر الثقافة العربية، وقبول حكومتها بنشر اللهجة ككلام عربي داخل دفوف الورق، ونشرها في كل العالم العربي وبعضها للغرب، فهذا يضر باللغة الفصحى، ويوحي لأجيال قادمة مستهدفة أن تلك السقطات اللهجية إنما هي من فصيح اللسان، وهذا أسوء من الاعتراف بكونها من العامي.
إن لاهتمام باللغة العربية وتدوينها أمر ضروري، لكن الاهتمام بتداولها بالألسن وتناقلها للأجيال بكل الوسائل المتاحة فذاك هو الجهاد الحق الذي على كل منظمة تهتم بالدفاع عن اللغة العربية أن تضعه صوب ناظريها بالأساس وقبل كل شيء. اللغة العربية بدأت على اللسان، ولا بد أن تبقى عليه، أما السطور فحربها غير ذلك، هي حرب مناهج تعليم ونشر كتب وكتابات ونقل وتحريف وتغاض عن أخطاء أقل ما يقال عنها الفداحة.
#سهر لقماري
المملكة المغربية
#الرابطة العالمية للدفاع عن اللغة العربية. ❝ ⏤سهر لقماري
❞ الحرب على اللغة العربية ليس بالأمر المنتهي، لأنها في بداياتها حرب على الإسلام، وحرب على وحدة المسلمين.
اللغة العربية كانت لقبائل العرب، وكان ذكرها شعبيا تتلاقفها الألسن باللهج وتتأثر بالبيئة، وما حفظها من الإبادة غير اهتمام أهلها بالتدوين والتشعير بها، وكرمها الله تبارك وتعالى بجعلها اللغة التي تصلح لخاتم الرسالات، وليست أي رسالة، إنها رسالة للعالمين، فكسر حاجز القبيلة ليمتد ذكر اللغة العربية في جميع الألسن كلغة لمخاطبة الخالق، في الدعاء والصلاة والآذان والترتيل والحج وجميع الأحوال اليومية بدءا من الشهادتين، ولا يليق بما سبق ترجمة أو تحريف، فحُفظت بحفاظ المسلمين عليها. ولا من ينكر فضل الإسلام في انتشار اللغة العربية إلا جاحد.
أما مخطط القضاء عليها فهو مشروع تعدى الصهيونية او الامبريالية أو الصليبية او الاستردادية أو الاستعمار.. إنما هو مخطط لوقف انتشار الإسلام الذي يتيح تعلم هذه اللغة وبالتالي استحواذها على الفكر البشري، مما يعيق التقدم الفاشي للغة المستعمر المسيطر.
لما لم تنجح الحرب الصليبية في الشرق والاستردادية في الغرب في الطمس النهائي للعربية، بدأ النظر للتفرقة الإسلامية بين العرب وغير العرب، وأظهر أهل الدسائس أنماطا من الثورة انتهت بتضعضع ثم سقوط الدولة العثمانية التي لم تتوقف عن التتوغل داخل الجسد الغربي، وأبرزها ثورة العروبة وشبح الوحدة العربية الذي لم ير منه العرب طرفا.
ثم جاء الاهتمام بالتراث والحضارات القديمة لجر الشعوب المسلمة نحو قوميتها الخاصة بماضيها قبل الإسلام، فأفاقت مومياءات الفراعنة وأساطير آلهة الشام والعراق، وارسلت ترانيم الشوق لأمجاد الفرس والهند والصين، وخلخلت حبال التمسك بالدين في إفريقيا بحملات التبشير والتنصير بل والإبادة والترقيق.
وإذ لم تجد بعد حروب الاسترداد دافعا نهض المستعمر ينفض غبار البربر في الغرب الإسلامي وصنع لهم لغة وثقافة ليدافعوا عن بقائها، غير أن هذا الطائل ما لبث تضعضع لما وجدت الحملات دحضا واستياء من البربر أنفسهم، فلما لم ينجح المخطط تماما كما نجح في تركيا تماما بتغيير لغة الكتابة وإيران وباكستان بنهضة لغة القبيلة، لجأت الآن الحملات للنهوض باللهجة المحلية، وإذ لم يكن ذلك كافيا لنزع اللغة العربية قامت بحركة انعكاسية وهي اعتبار اللهجة من افصح اللهجات، وبالتالي ضرورة اعتمادها في التعليم كلغة أم بدل الفصحى التي وضعوها في خانة اللغات الصعبة التعلم! فكان تناقضهم هذا محط سخرية من المغاربةوالموريطانيين بالخصوص باعتبارهم كانوا في معزل عن الحكم العثماني المتأخر، والجزائريين والليبيين والتونسيين باعتبارهم اهل وحدة تاريخية مغربية عربية إسلامية كانت لحمتها الإسلام لا العروبة، وكانت لغتها اللغة التي شاءها الله للمسلمين وهي اللغة العربية فلا ينفع سواها لغة لمسلم.
هذا التميز الذي عرفته دول المغرب العربي، جعلت من انتمائه للعالم العربي عنوة شوكة في حلق المستعمر الذي ناله وبال استعماره بعد الاستقلال، حيث لا يزال كل مغاربي يحط قدمه بالغرب يحمل على عاتقه رسالة نشر الإسلام في كل مكان يصل إليه سواء بمشيئته أو دونها، بفضل حرصهم على تحبيب الإسلام للرجل والمرأة الأجنبي، ونرى جليا ثمار ذلك في المجتمعات الغربية، واي باحث في انتشار الإسلام يعلم بذلك.
خلاصة القول، زوال اللغة العربية من المحال، فزوالها يعني زوال الإسلام، حتى لو بقي مسلم واحد على الأرض ولو كان من أقصى شمالها او جنوبها، فلسانه لن يفارق العربية وإلا فإسلامه لن يصح وعبادته لن تقبل ودعاؤه غيب وصوله، وما من صاحب دين قد يتخلى عن اللغة التي يتواصل بها مع إلهه حتى لو كان وثنيا. أما أن تأتي اللهجة مكان اللغة فذلك ضرب جنون رغم التجاوزات التي تسمح بها بعض الدول كمصر مثلا، والمستهدفة بالأساس لاعتبارات العدد والعدة، فالمحروسة بلد طباعة الكتب ونشر الثقافة العربية، وقبول حكومتها بنشر اللهجة ككلام عربي داخل دفوف الورق، ونشرها في كل العالم العربي وبعضها للغرب، فهذا يضر باللغة الفصحى، ويوحي لأجيال قادمة مستهدفة أن تلك السقطات اللهجية إنما هي من فصيح اللسان، وهذا أسوء من الاعتراف بكونها من العامي.
إن لاهتمام باللغة العربية وتدوينها أمر ضروري، لكن الاهتمام بتداولها بالألسن وتناقلها للأجيال بكل الوسائل المتاحة فذاك هو الجهاد الحق الذي على كل منظمة تهتم بالدفاع عن اللغة العربية أن تضعه صوب ناظريها بالأساس وقبل كل شيء. اللغة العربية بدأت على اللسان، ولا بد أن تبقى عليه، أما السطور فحربها غير ذلك، هي حرب مناهج تعليم ونشر كتب وكتابات ونقل وتحريف وتغاض عن أخطاء أقل ما يقال عنها الفداحة.
❞ وعليه يجب أن يكون (إعجاز) القرآن صفة ملازمة له عبر العصور والأجيال وهي صفة يدركها العربي في الجاهلية بذوقه الفطري كعمر رضي الله تعالى عنه أو الوليد أو يدركها بالتذوق العلمي فعل الجاحظ في منهجه الذي رسمه لمن جاء بعده. ولكن المسلم اليوم قد فقد فطرة العربي الجاهلي وإمكانيات عالم اللغة في العصر العباسي وعلى الرغم من هذا فإن القرآن لم يفقد بذلك جانب (الإعجاز) لأنه ليس من توابعه بل من جوهره؛ وإنما أصبح المسلم مضطراً إلى أن يتناوله في صورة أخرى وبوسائل أخرى فهو يتناول الآية من جهة تركيبها النفسي الموضوعي أكثر مما يتناولها من ناحية العبارة، فيطبق في دراسة مضمونها طرقاً للتحلیل الباطن، كما حاولنا أن نطبقها في هذا الكتاب. ❝ ⏤مالك بن نبي
❞ وعليه يجب أن يكون (إعجاز) القرآن صفة ملازمة له عبر العصور والأجيال وهي صفة يدركها العربي في الجاهلية بذوقه الفطري كعمر رضي الله تعالى عنه أو الوليد أو يدركها بالتذوق العلمي ˝ فعل الجاحظ في منهجه الذي رسمه لمن جاء بعده. ولكن المسلم اليوم قد فقد فطرة العربي الجاهلي وإمكانيات عالم اللغة في العصر العباسي وعلى الرغم من هذا فإن القرآن لم يفقد بذلك جانب (الإعجاز) لأنه ليس من توابعه بل من جوهره؛ وإنما أصبح المسلم مضطراً إلى أن يتناوله في صورة أخرى وبوسائل أخرى فهو يتناول الآية من جهة تركيبها النفسي الموضوعي أكثر مما يتناولها من ناحية العبارة، فيطبق في دراسة مضمونها طرقاً للتحلیل الباطن، كما حاولنا أن نطبقها في هذا الكتاب. ❝
❞ أحدثت الثورة الرقمية تأثيرات جمَّة في مختلف نواحي الحياة الإنسانية، ولعل ذلك يعود بالأساس إلى قدرتها على تحويل كل المعلومات والبيانات والأنشطة الحياتية بمجملها ومتطلباتها إلى صورة رقمية يسهل تداولها عبر الفضاء السيبراني، مما يعني تحولات جذرية في بنية العالم من المادية إلى الافتراضية، حيث أصبح العالم الآن يعيش بين بنيتين؛ بنية مادية ذاهبة بقوة نحو التضاؤل والاضمحلال، وأخرى افتراضية آتية بسرعة نحو الهيمنة والازدهار.
يتناول الكتاب السيبرانية كتطور حدث للثورة الرقمية وكيفية تحول بينة العالم في إطارها من المادية إلى الافتراضية في الفصلين الأول والثاني، ثم تتتابع فصول الكتاب الباقية لتوضيح التحولات التي حدثت والمتوقع حدوثها في المستقبل في كل من: الكائنات، والآلات، والأزمنة، والأمكنة، والخدمات، والمرافق، والمجتمعات، والاقتصادات، والكيانات، وحتى الحروب، وتحولها من الحالة المادية إلى الحالة الافتراضية، وكيفية التحكم فيها من خلال إمكانات السيبرانية إلكترونياً وعن بعد.
ما بين تفاؤل مطلوب وقلق مشروع، تتعاقب أطروحات الكتاب؛ من مقدمته التي تؤطر للمستقبل السيبراني القادم بقوة من خلال نظرة تفاؤلية، إلى خاتمته التي تحاول أن تزيل القلق من خلال اليقين بأن أبناءنا الذين نشأوا في هذا العالم السيبراني ويقضون جزءاً كبيراً من حياتهم فيه، هم أقل قلقاً مما نحن فيه وأكثر أماني بأن يحمل لهم المستقبل أكثر مما هم فيه الآن، بحيث تبدو سيبرانية اليوم الهائلة بالنسبة لنا ما هي إلا ماضٍ بعيد بالنسبة لهم.. ❝ ⏤نوبي محمد حسن
❞ أحدثت الثورة الرقمية تأثيرات جمَّة في مختلف نواحي الحياة الإنسانية، ولعل ذلك يعود بالأساس إلى قدرتها على تحويل كل المعلومات والبيانات والأنشطة الحياتية بمجملها ومتطلباتها إلى صورة رقمية يسهل تداولها عبر الفضاء السيبراني، مما يعني تحولات جذرية في بنية العالم من المادية إلى الافتراضية، حيث أصبح العالم الآن يعيش بين بنيتين؛ بنية مادية ذاهبة بقوة نحو التضاؤل والاضمحلال، وأخرى افتراضية آتية بسرعة نحو الهيمنة والازدهار.
يتناول الكتاب السيبرانية كتطور حدث للثورة الرقمية وكيفية تحول بينة العالم في إطارها من المادية إلى الافتراضية في الفصلين الأول والثاني، ثم تتتابع فصول الكتاب الباقية لتوضيح التحولات التي حدثت والمتوقع حدوثها في المستقبل في كل من: الكائنات، والآلات، والأزمنة، والأمكنة، والخدمات، والمرافق، والمجتمعات، والاقتصادات، والكيانات، وحتى الحروب، وتحولها من الحالة المادية إلى الحالة الافتراضية، وكيفية التحكم فيها من خلال إمكانات السيبرانية إلكترونياً وعن بعد.
ما بين تفاؤل مطلوب وقلق مشروع، تتعاقب أطروحات الكتاب؛ من مقدمته التي تؤطر للمستقبل السيبراني القادم بقوة من خلال نظرة تفاؤلية، إلى خاتمته التي تحاول أن تزيل القلق من خلال اليقين بأن أبناءنا الذين نشأوا في هذا العالم السيبراني ويقضون جزءاً كبيراً من حياتهم فيه، هم أقل قلقاً مما نحن فيه وأكثر أماني بأن يحمل لهم المستقبل أكثر مما هم فيه الآن، بحيث تبدو سيبرانية اليوم الهائلة بالنسبة لنا ما هي إلا ماضٍ بعيد بالنسبة لهم. ❝
❞ إن الإسلام لم يكن يملك أن يتمثل في \"نظرية\" مجردة، يعتنقها من يعتنقها ويزاولها عبادة، ثم يبقى معتنقوها على هذا النحو أفرادا ضمن الكيان العضوي للتجمع الحركي الجاهلي القائم فعلا. فإن وجودهم على هذا النحو -مهما كثر عددهم- لا يمكن أن يؤدي إلى \"وجود فعلي\" للإسلام، لأن الأفراد \"المسلمين نظريا\" الداخلين في التركيب العضوي للمجتمع الجاهلي سيظلون مضطرون حتما للاستجابة لمطالب هذا المجتمع العضوية .. سيتحركون - طوعا أو كرها، بوعي أو بغير وعي - لقضاء الحاجات الأساسية لحياة هذا المجتمع الضرورية لوجوده، وسيدافعون عن كيانه، وسيدفعون العوامل التي تهدد وجوده وكيانه، لأن الكائن العضوي يقوم بهذه الوظائف بكل أعضائه سواء أرادوا أم لم يريدوا..أي أن الأفراد \"المسلمين نظريا\" سيظلون يقومون \"فعلا\" بتقوية المجتمع الجاهلي الذي يعملون \"نظريا\" لإزالته، وسيظلون خلايا حية في كيانه تمده بعناصر البقاء والامتداد! وسيعطونه كفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها ويقوى، وذلك بدلا من أن تكون حركتهم في اتجاه تقويض هذا المجتمع الجاهلي لإقامة المجتمع الإسلامي!. ❝ ⏤سيد قطب
❞ إن الإسلام لم يكن يملك أن يتمثل في ˝نظرية˝ مجردة، يعتنقها من يعتنقها ويزاولها عبادة، ثم يبقى معتنقوها على هذا النحو أفرادا ضمن الكيان العضوي للتجمع الحركي الجاهلي القائم فعلا. فإن وجودهم على هذا النحو -مهما كثر عددهم- لا يمكن أن يؤدي إلى ˝وجود فعلي˝ للإسلام، لأن الأفراد ˝المسلمين نظريا˝ الداخلين في التركيب العضوي للمجتمع الجاهلي سيظلون مضطرون حتما للاستجابة لمطالب هذا المجتمع العضوية . سيتحركون - طوعا أو كرها، بوعي أو بغير وعي - لقضاء الحاجات الأساسية لحياة هذا المجتمع الضرورية لوجوده، وسيدافعون عن كيانه، وسيدفعون العوامل التي تهدد وجوده وكيانه، لأن الكائن العضوي يقوم بهذه الوظائف بكل أعضائه سواء أرادوا أم لم يريدوا.أي أن الأفراد ˝المسلمين نظريا˝ سيظلون يقومون ˝فعلا˝ بتقوية المجتمع الجاهلي الذي يعملون ˝نظريا˝ لإزالته، وسيظلون خلايا حية في كيانه تمده بعناصر البقاء والامتداد! وسيعطونه كفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها ويقوى، وذلك بدلا من أن تكون حركتهم في اتجاه تقويض هذا المجتمع الجاهلي لإقامة المجتمع الإسلامي!. ❝