❞ *شكراً جزيلاً لكم على هذه الفرصة الكريمة التي أتيحت لي للتعبير عن نفسي ومشاركة قرّاء *جريدة أحرفنا المنيرة* تجربتي الشخصية في عالم الكتابة، الذي أعتبره نافذتي الأجمل إلى العالم.**
---
**س/ هل يمكنك أن تقدّم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟*
أنا وسيم عبدالواسع العميسي، طالب صيدلة في الجامعة، إلا أن الكتابة كانت وما زالت حضن روحي الأول. نشأت في بيئة تقدّس الكلمة، حيث كان والداي الداعم الأكبر لشغفي، يزرعان في داخلي حبّ الحرف وتقدير الأدب. أصدرتُ كتابين هما: *\"فصول من الذاكرة\"* و\"أشباح المدينة\". ولا أزال أكتب، لا فقط كهاوٍ، بل كإنسانٍ يجد في الكتابة ملاذاً للتعبير عن أفكاره ومشاعره.
*س/ متى بدأت الكتابة؟*
بدأت علاقتي مع الكتابة منذ الطفولة، عندما كنت أجد في القلم وسيلة أسمى للتواصل مع نفسي ومع العالم. كنت أكتب القصص الصغيرة وأتخيل عوالم موازية، ومع مرور السنوات، تطوّرت هذه الهواية لتصبح شغفاً ناضجاً يعبّر عني وينقل رؤاي.
---
*س/ من الذي شجّعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟*
لقد كان والداي هما اللبنة الأولى لهذا الحلم. كانا يقرآن كتاباتي الأولى بحبّ، يشجعانني على التطوير، ويؤمنان بقدرتي على تقديم شيء مختلف. دعمهما كان بمثابة الضوء الذي قادني في بداياتي.
---
*س/ هل لديك أعمال منشورة ورقياً؟*
نعم، أفخر بأنني أصدرتُ عملين، الأول بعنوان *\"فصول من الذاكرة\"*، والثاني *\"أشباح المدينة\"*. هذان الكتابان يمثلان جزءاً من رحلتي الشخصية، حيث حاولت أن أنقل من خلالهما هموم الإنسان وصراعاته بشكل يعكس واقعاً مشتركاً بيننا جميعاً.
---
*س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟*
الكاتب المثالي هو من يمتلك قدرة استثنائية على رؤية العالم بعينٍ مختلفة، ثم يعيد صياغته بروح إبداعية تلامس القارئ. الصدق في التعبير، الإبداع في الطرح، والالتزام باللغة كأداة فنية، هي صفات أراها جوهرية لأي كاتب يطمح لترك أثر.
---
*س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطّيتها؟*
أكثر ما واجهته كان الخوف من الفشل، ومن ألا تصل كلماتي إلى من يقرؤها. كنت أحياناً أشعر بأنني عاجز عن ترجمة ما في داخلي إلى نصّ مكتوب. تخطيتُ هذه العقبات عبر الإصرار المستمر على الكتابة، والتعلّم من الملاحظات التي قدّمها لي من قرأ أعمالي. لم أسمح للصعوبات أن تُطفئ شغفي.
---
*س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟*
الحكمة التي أؤمن بها هي: \"لا تتوقف عن التعلّم، ولا تتوقف عن الحلم\". الحياة رحلة مستمرة من التطوّر، وكل يوم هو فرصة جديدة لإعادة بناء الذات.
---
*س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثّرت فيك في مجال الكتابة؟*
هناك أسماء كثيرة أثّرت في ذائقتي الأدبية، من أبرزها جبران خليل جبران بروحه الفلسفية العميقة، ونزار قباني بلغته الشعرية الآسرة، التي تصل إلى القلب دون استئذان. كذلك، لم تغب عني روائع الأدب العالمي، مثل أعمال وليم شكسبير التي تركت أثراً عميقاً في فهمي للإنسانية.
---
*س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟*
إنجازاتي في مجال الكتابة تتجسد في أعمالي المنشورة التي أعتز بها. أما خارج هذا المجال، فأعتبر أن أكبر إنجاز هو قدرتي على الموازنة بين شغفي بالكتابة ودراستي الجامعية، التي تتطلب تركيزاً كبيراً.
---
*س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟*
الكتابة مزيج فريد بين الهواية والموهبة. هي هواية لأنها تمنحني شعوراً بالسعادة والرضا، وموهبة لأنها تتطلب حساً فطرياً وقدرة على الإبداع وبناء العوالم.
*س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟*
مثلي الأعلى هو نزار قباني، لأنه أحيا القصيدة العربية بطريقة غير تقليدية، وجعلها أكثر قرباً من الناس. أراه نموذجاً للشاعر الذي أحسن المزج بين الموهبة والجرأة في التعبير.
---
*س/ هل لديك مواهب أخرى؟*
بالإضافة إلى الكتابة، أجد شغفاً في الرسم والتصوير. كلاهما وسيلتان أستخدمهما للتعبير عن رؤيتي للعالم من زوايا مختلفة.
---
*س/ حدّثنا عن أعمالك القادمة؟*
أعمل حالياً على مشروع جديد يحمل طابعاً مختلفاً. أتمنى أن يكون انعكاساً أعمق لتجاربي ورؤاي، حيث أحاول استكشاف أبعاد جديدة في الكتابة الأدبية. سأبقي التفاصيل مفاجأة للقراء، وأتمنى أن ينال إعجابهم.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞*شكراً جزيلاً لكم على هذه الفرصة الكريمة التي أتيحت لي للتعبير عن نفسي ومشاركة قرّاء *جريدة أحرفنا المنيرة* تجربتي الشخصية في عالم الكتابة، الذي أعتبره نافذتي الأجمل إلى العالم. *
-
*س/ هل يمكنك أن تقدّم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟* أنا وسيم عبدالواسع العميسي، طالب صيدلة في الجامعة، إلا أن الكتابة كانت وما زالت حضن روحي الأول. نشأت في بيئة تقدّس الكلمة، حيث كان والداي الداعم الأكبر لشغفي، يزرعان في داخلي حبّ الحرف وتقدير الأدب. أصدرتُ كتابين هما: *˝فصول من الذاكرة˝* و˝أشباح المدينة˝. ولا أزال أكتب، لا فقط كهاوٍ، بل كإنسانٍ يجد في الكتابة ملاذاً للتعبير عن أفكاره ومشاعره.
*س/ متى بدأت الكتابة؟* بدأت علاقتي مع الكتابة منذ الطفولة، عندما كنت أجد في القلم وسيلة أسمى للتواصل مع نفسي ومع العالم. كنت أكتب القصص الصغيرة وأتخيل عوالم موازية، ومع مرور السنوات، تطوّرت هذه الهواية لتصبح شغفاً ناضجاً يعبّر عني وينقل رؤاي.
-
*س/ من الذي شجّعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟* لقد كان والداي هما اللبنة الأولى لهذا الحلم. كانا يقرآن كتاباتي الأولى بحبّ، يشجعانني على التطوير، ويؤمنان بقدرتي على تقديم شيء مختلف. دعمهما كان بمثابة الضوء الذي قادني في بداياتي.
-
*س/ هل لديك أعمال منشورة ورقياً؟* نعم، أفخر بأنني أصدرتُ عملين، الأول بعنوان *˝فصول من الذاكرة˝*، والثاني *˝أشباح المدينة˝*. هذان الكتابان يمثلان جزءاً من رحلتي الشخصية، حيث حاولت أن أنقل من خلالهما هموم الإنسان وصراعاته بشكل يعكس واقعاً مشتركاً بيننا جميعاً.
-
*س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟* الكاتب المثالي هو من يمتلك قدرة استثنائية على رؤية العالم بعينٍ مختلفة، ثم يعيد صياغته بروح إبداعية تلامس القارئ. الصدق في التعبير، الإبداع في الطرح، والالتزام باللغة كأداة فنية، هي صفات أراها جوهرية لأي كاتب يطمح لترك أثر.
-
*س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطّيتها؟* أكثر ما واجهته كان الخوف من الفشل، ومن ألا تصل كلماتي إلى من يقرؤها. كنت أحياناً أشعر بأنني عاجز عن ترجمة ما في داخلي إلى نصّ مكتوب. تخطيتُ هذه العقبات عبر الإصرار المستمر على الكتابة، والتعلّم من الملاحظات التي قدّمها لي من قرأ أعمالي. لم أسمح للصعوبات أن تُطفئ شغفي.
-
*س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟* الحكمة التي أؤمن بها هي: ˝لا تتوقف عن التعلّم، ولا تتوقف عن الحلم˝. الحياة رحلة مستمرة من التطوّر، وكل يوم هو فرصة جديدة لإعادة بناء الذات.
-
*س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثّرت فيك في مجال الكتابة؟* هناك أسماء كثيرة أثّرت في ذائقتي الأدبية، من أبرزها جبران خليل جبران بروحه الفلسفية العميقة، ونزار قباني بلغته الشعرية الآسرة، التي تصل إلى القلب دون استئذان. كذلك، لم تغب عني روائع الأدب العالمي، مثل أعمال وليم شكسبير التي تركت أثراً عميقاً في فهمي للإنسانية.
-
*س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟* إنجازاتي في مجال الكتابة تتجسد في أعمالي المنشورة التي أعتز بها. أما خارج هذا المجال، فأعتبر أن أكبر إنجاز هو قدرتي على الموازنة بين شغفي بالكتابة ودراستي الجامعية، التي تتطلب تركيزاً كبيراً.
-
*س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟* الكتابة مزيج فريد بين الهواية والموهبة. هي هواية لأنها تمنحني شعوراً بالسعادة والرضا، وموهبة لأنها تتطلب حساً فطرياً وقدرة على الإبداع وبناء العوالم.
*س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟* مثلي الأعلى هو نزار قباني، لأنه أحيا القصيدة العربية بطريقة غير تقليدية، وجعلها أكثر قرباً من الناس. أراه نموذجاً للشاعر الذي أحسن المزج بين الموهبة والجرأة في التعبير.
-
*س/ هل لديك مواهب أخرى؟* بالإضافة إلى الكتابة، أجد شغفاً في الرسم والتصوير. كلاهما وسيلتان أستخدمهما للتعبير عن رؤيتي للعالم من زوايا مختلفة.
-
*س/ حدّثنا عن أعمالك القادمة؟* أعمل حالياً على مشروع جديد يحمل طابعاً مختلفاً. أتمنى أن يكون انعكاساً أعمق لتجاربي ورؤاي، حيث أحاول استكشاف أبعاد جديدة في الكتابة الأدبية. سأبقي التفاصيل مفاجأة للقراء، وأتمنى أن ينال إعجابهم.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝
❞ ✿ وُلِدتُ منِّي ✿
⌖ في زوايا الوقت المطويّ على أسراره، وبين طيّات الأيام التي شهدت انطفاءها رويدًا، كنتُ أراها، تلك التي ظننتها مني، لكنني اكتشفتُ لاحقًا أنها لم تكن سوى ظلٍّ لغيرها. كانت تمضي بين الناس بخطًى ثابتة، لكنّي وحدي كنتُ أرى التصدّعات التي توشّحت بها روحها، الانحناءات الخفيّة التي كبّلتها تحت ثقل التوقّعات والخذلان. كانت تُعيد تشكيل نفسها وفق معايير لا تخصّها، تتقن فنّ التكيّف حتى تماهت تمامًا مع كلّ شيء إلا ذاتها.
⌖ لم تكن تدرك أنّها كانت مجرّد صفحة خُطّت بأقلام الآخرين، ثوبًا قُصّ على مقاسات لا تشبهها، وجهًا يكسوه طلاء التوقّعات التي لا تعكس حقيقتها. وها أنا الآن، أكتبها من جديد، أنفض عنها غبار التماهي، أبعثها من رماد الإنكار، لأراها كما كان ينبغي لها أن تكون: نسخةً أصيلةً من ذاتها، لا انعكاسًا باهتًا لغيرها.
⌖ وكانت تقول في يومٍ ما، بصوتٍ يختلط صداه بأنين الخيبات، إنّ المرءَ لا يُدرك هويّته الحقيقية إلا بعد أن يُمعن الزمن في تفكيكه، بعد أن يُعيد ترتيب شظاياه بيديه، بعد أن يُدرك أن بعض الأسماء التي حملها لم تكن له، وأن بعض الوجوه التي اعتقدها جزءًا منه، لم تكن سوى انعكاساتٍ عابرةٍ في مرآة الغير. كانت تقول إن المرء يولد مرتين، مرة حين يصرخ لأول مرة، ومرة حين يُقرر أن يكون نفسه.
⌖ تأخّرتُ في معرفة نفسي، اكتشفتني بعد أن مزّقتني الحياة. تمنّيت لو أورثتني الأقدار يقين الفقد، صلابة الانتظار، قدرة التجمّل بالصمت حين يضجّ العالم بالصخب. لو وهبتني رهافة القلوب التي تفهم لغة الخذلان دون أن تحتاج إلى ترجمة، لو أفاضت عليّ موهبة ترميم الأرواح كما تُرمّم الشقوق القديمة في الجدران، دون أن يلحظ أحد ندوبها.
⌖ لو تعلّمتُ كيف أُتقن خداع الألم كما يتقن المطر إخفاء الدموع، كيف أروضُ انكساراتي لتصبح جزءًا من زينتي، كما يُحوَّل الزجاج المهشّم إلى فسيفساء مذهّبة. لو استطعتُ أن أحتفظ بجزءٍ منّي لا يُهدر في العطاء، لا يبهتُ تحت شمس التضحيات، لا يُستهلكُ في معارك لا شأن لي بها. أن أتعامل مع الأحلام كما تتعامل الجدّات مع كسوة العيد، أخيطها على مهل، دون استعجال، حتى لا تضيق بي أو تتسع على مقاسي.
⌖ لكنّني، لم أفعل. لم أكن سوى صفحة بيضاء ملأها الآخرون بمدادهم، لوحةً عبثت بها الرياح، غصنًا تكسّر تحت وطأة العواصف. وها أنا، أعيد اكتشاف ذاتي بعد أن أضعتها بين أيادي الغير.أنحتُ ملامحي من جديد، وأعيد تشكيل روحي كما يُعاد تشكيل الذهب المذاب، لأصبح، أخيرًا... ما لم أكنهُ يومًا.
⭑⭒⭑ ✦ #الكاتبة_شيبوب_خديجة ✦ ⭑⭒⭑
⭑⭒⭑ ✦ #Wr_Chiboub_Khadidja ✦ ⭑⭒⭑. ❝ ⏤Khadidja Chiboub
❞ ✿ وُلِدتُ منِّي ✿
⌖ في زوايا الوقت المطويّ على أسراره، وبين طيّات الأيام التي شهدت انطفاءها رويدًا، كنتُ أراها، تلك التي ظننتها مني، لكنني اكتشفتُ لاحقًا أنها لم تكن سوى ظلٍّ لغيرها. كانت تمضي بين الناس بخطًى ثابتة، لكنّي وحدي كنتُ أرى التصدّعات التي توشّحت بها روحها، الانحناءات الخفيّة التي كبّلتها تحت ثقل التوقّعات والخذلان. كانت تُعيد تشكيل نفسها وفق معايير لا تخصّها، تتقن فنّ التكيّف حتى تماهت تمامًا مع كلّ شيء إلا ذاتها.
⌖ لم تكن تدرك أنّها كانت مجرّد صفحة خُطّت بأقلام الآخرين، ثوبًا قُصّ على مقاسات لا تشبهها، وجهًا يكسوه طلاء التوقّعات التي لا تعكس حقيقتها. وها أنا الآن، أكتبها من جديد، أنفض عنها غبار التماهي، أبعثها من رماد الإنكار، لأراها كما كان ينبغي لها أن تكون: نسخةً أصيلةً من ذاتها، لا انعكاسًا باهتًا لغيرها.
⌖ وكانت تقول في يومٍ ما، بصوتٍ يختلط صداه بأنين الخيبات، إنّ المرءَ لا يُدرك هويّته الحقيقية إلا بعد أن يُمعن الزمن في تفكيكه، بعد أن يُعيد ترتيب شظاياه بيديه، بعد أن يُدرك أن بعض الأسماء التي حملها لم تكن له، وأن بعض الوجوه التي اعتقدها جزءًا منه، لم تكن سوى انعكاساتٍ عابرةٍ في مرآة الغير. كانت تقول إن المرء يولد مرتين، مرة حين يصرخ لأول مرة، ومرة حين يُقرر أن يكون نفسه.
⌖ تأخّرتُ في معرفة نفسي، اكتشفتني بعد أن مزّقتني الحياة. تمنّيت لو أورثتني الأقدار يقين الفقد، صلابة الانتظار، قدرة التجمّل بالصمت حين يضجّ العالم بالصخب. لو وهبتني رهافة القلوب التي تفهم لغة الخذلان دون أن تحتاج إلى ترجمة، لو أفاضت عليّ موهبة ترميم الأرواح كما تُرمّم الشقوق القديمة في الجدران، دون أن يلحظ أحد ندوبها.
⌖ لو تعلّمتُ كيف أُتقن خداع الألم كما يتقن المطر إخفاء الدموع، كيف أروضُ انكساراتي لتصبح جزءًا من زينتي، كما يُحوَّل الزجاج المهشّم إلى فسيفساء مذهّبة. لو استطعتُ أن أحتفظ بجزءٍ منّي لا يُهدر في العطاء، لا يبهتُ تحت شمس التضحيات، لا يُستهلكُ في معارك لا شأن لي بها. أن أتعامل مع الأحلام كما تتعامل الجدّات مع كسوة العيد، أخيطها على مهل، دون استعجال، حتى لا تضيق بي أو تتسع على مقاسي.
⌖ لكنّني، لم أفعل. لم أكن سوى صفحة بيضاء ملأها الآخرون بمدادهم، لوحةً عبثت بها الرياح، غصنًا تكسّر تحت وطأة العواصف. وها أنا، أعيد اكتشاف ذاتي بعد أن أضعتها بين أيادي الغير.أنحتُ ملامحي من جديد، وأعيد تشكيل روحي كما يُعاد تشكيل الذهب المذاب، لأصبح، أخيرًا.. ما لم أكنهُ يومًا.
❞ رحلة الكاتب: بين الحلم والواقع
في كل صفحة نكتبها، وفي كل جملة نسطرها، نبحث عن الحقيقة وسط ضجيج الحياة، ونحاول أن نلتقط ومضة من النور في عالم يغشاه الضباب. الكتابة ليست مجرد حروف تتشكل على الورق، بل هي روح تسري بين السطور، تنقل الأحلام، تخلد الذكريات، وتحمل هموم الإنسان وآماله.
رحلتي مع الكتابة لم تكن مجرد خيار، بل كانت قدرًا تشكل منذ اللحظة التي فتحت فيها أول كتاب، فصرت قارئًا قبل أن أكون كاتبًا، ومن هناك بدأ الشغف الذي قادني إلى عالم الرواية، حيث يمتزج الخيال بالواقع، والتاريخ بالحاضر، والألم بالأمل.
في أوروبا الشرقية، وجدت نفسي بين أدباء يعشقون الحرف، يناقشون الفكر، ويتبادلون الرؤى حول مستقبل الأدب العربي. من هنا، بدأت مهمتي كرئيس للكتاب العرب في أوروبا الشرقية، ليس فقط لتمثيل الأدب العربي، بل لفتح الجسور بين ثقافات مختلفة، وإيصال صوتنا الأدبي إلى آفاق جديدة.
أؤمن بأن الكاتب لا يعيش في عزلة، بل هو مرآة لمجتمعه، ينقل نبضه ويجسد آماله. ولهذا، كانت أعمالي دائمًا انعكاسًا لهذا الإيمان، سواء في رواية أمل في سان بطرسبورغ، التي حملت أحلام الشباب العربي في الغربة، أو مملكة المريخ التي مزجت الخيال بالحكمة، أو فريزيا التي سبرت أغوار النفس البشرية في عالم مختلف.
الكتابة مسؤولية قبل أن تكون شغفًا، ومسيرة لا تنتهي طالما هناك قصة لم تُحكَ بعد، وفكرة لم تُكتب، وقلب لم يلامسه الحرف بعد. سأبقى أكتب، لأن الكتابة حياة، ولأن كل كلمة هي نافذة نحو عالم أوسع، وأمل جديد.
—
#محمود #عمر #محمد #جمعه
روائي أردني، رئيس الكتاب العربي في أوروبا الشرقية. ❝ ⏤𝑴𝑨𝑯𝑴𝑶𝑼𝑫
❞ رحلة الكاتب: بين الحلم والواقع
في كل صفحة نكتبها، وفي كل جملة نسطرها، نبحث عن الحقيقة وسط ضجيج الحياة، ونحاول أن نلتقط ومضة من النور في عالم يغشاه الضباب. الكتابة ليست مجرد حروف تتشكل على الورق، بل هي روح تسري بين السطور، تنقل الأحلام، تخلد الذكريات، وتحمل هموم الإنسان وآماله.
رحلتي مع الكتابة لم تكن مجرد خيار، بل كانت قدرًا تشكل منذ اللحظة التي فتحت فيها أول كتاب، فصرت قارئًا قبل أن أكون كاتبًا، ومن هناك بدأ الشغف الذي قادني إلى عالم الرواية، حيث يمتزج الخيال بالواقع، والتاريخ بالحاضر، والألم بالأمل.
في أوروبا الشرقية، وجدت نفسي بين أدباء يعشقون الحرف، يناقشون الفكر، ويتبادلون الرؤى حول مستقبل الأدب العربي. من هنا، بدأت مهمتي كرئيس للكتاب العرب في أوروبا الشرقية، ليس فقط لتمثيل الأدب العربي، بل لفتح الجسور بين ثقافات مختلفة، وإيصال صوتنا الأدبي إلى آفاق جديدة.
أؤمن بأن الكاتب لا يعيش في عزلة، بل هو مرآة لمجتمعه، ينقل نبضه ويجسد آماله. ولهذا، كانت أعمالي دائمًا انعكاسًا لهذا الإيمان، سواء في رواية أمل في سان بطرسبورغ، التي حملت أحلام الشباب العربي في الغربة، أو مملكة المريخ التي مزجت الخيال بالحكمة، أو فريزيا التي سبرت أغوار النفس البشرية في عالم مختلف.
الكتابة مسؤولية قبل أن تكون شغفًا، ومسيرة لا تنتهي طالما هناك قصة لم تُحكَ بعد، وفكرة لم تُكتب، وقلب لم يلامسه الحرف بعد. سأبقى أكتب، لأن الكتابة حياة، ولأن كل كلمة هي نافذة نحو عالم أوسع، وأمل جديد.
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في \" جريدة أحرفنا المنيرة \" بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/ شاب احّمل بين يديَّ مبّضعُ الطب ومشرط الأدب، أنسج من الواقع قصصًا مشبعة بالتمرد والفكر العميق، أدرُس طب الأسنان في مدينة ذمار، لكني لا أرى في مهنتي مجرد علاج للأسنان، بل انعكاسًا للفلسفة الإنسانية بين الألم والشفاء.
لم اكتفِي بالطب، بل اقتحمت عوالم الأدب بقلم متمرد، يكتب ليكسر الحواجز، ويعيد تشكيل المشاعر والأفكار، روايتي المرتقبة \"جنازة حفل زفاف\" ليست مجرد قصة، بل صرخة في وجه الخيانة والقدر، والموت الذي يراقص الحياة في ليلة واحدة.
أنا، ذلك الطبيب الذي لا يعالج الأسنان فقط، بل يعالج الكلمات، ويعيد تشكيلها لتصبح جسرًا بين الواقع والخيال، بين الألم والحقيقة.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ بدأت الكتابة في بداية 2023 بداية مستوى ثاني جامعة، وهذه كانت أول بداية لرحلتي .
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ لم يشجعني أحد، إنما اكتّشفتُ ذلك بنفسي عندما درسنا مادة علم النفس كُنّت اقرأ الكلمات العميقه، التي تتحدث عن الأمراض العُصابية، والأمراض النفسية، والاضطرابات النفسية، كأنها كانت تُشِير إليَّ نعم انا تُخاطبني وتقول لي لديك ثورة عارمة من الكلمات داخلك اخرِجها وتخلص من كبّتك اللعين، حاولت ابدأ الكتابة، وأخرج الأحرف المتصادمه بداخلي، واستطعت أن أسرد الكلمات كخاطرة صغيرة بعنوان \"العشريني الذي يعيش بعمر السبعيني \" .
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ إلى الآن ليس لديَّ أيُّ أعمال منشورة ورقيًا، لكن إن شاء الله سيتم تصدير كتابي الأول وذلك بفضل الله عز وجل وبفضل دار النشر احرُفنا المنيرة، الذين كانوا سبب نجاح كتابي بدون مقابل، مهما كتبت ومهما شكرتهم الكلمات لاتسُعفني أن أفيِهم كامل الشكر والاحترام .
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/ الكاتب المثالي ليس مجرد شخص يجيد رصف الكلمات، بل هو روح متمردة، وعقل متقد، وقلب نابض بالحياة، لا يكتب السطحيات، بل يغوص في جوهر الأشياء، يبحث عن المعاني الخفية خلف كل حدث وكل شعور.
لا يخضع للأنماط السائدة، بل يكسر القواعد ليخلق شيئًا جديدًا، مختلفًا، لا يُنسى.
ويكتب من قلبه، لا يختبئ خلف الكلمات المزيفة، بل يجعل القارئ يشعر أنه يعيش التجربة معه.
يرى ما لا يراه الآخرون، يلتقط التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق بين نص عادي ونص خالد.
لا يخاف من طرح المواضيع الحساسة أو المحظورة، بل يكتبها بجرأة تترك أثرًا عميقًا.
ليس كل من يكتب يُحكى، الكاتب المثالي يجعل كلماته تنبض بالحياة، وكأنها مشاهد تُعرض أمام القارئ.
لا يركن إلى نجاح واحد، بل يسعى دائمًا ليكون أفضل، يجرب أساليب جديدة، ويتحدى نفسه.
الكاتب المثالي ليس شخصًا كاملًا، لكنه ذلك الذي لا يتوقف عن البحث، عن التساؤل، عن إحداث الفرق في عالم الأدب.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ الصعوبات كانت ضئيلة جداً ولكنها كانت تجُرني نحو القمة وأُطور من نفسي، كُنت أواجهه صعوبة كيف أوضف الكلمات في مكانها الصحيح أو كيف أسرد الكلمات بطريقة سلسة للقارئ، تخطيت ذلك بالتعمق في الكتب والمطالعة مما جعلني أتحسن بشكل كبير .
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ الحكمة التي أتبناها في كل شيء \"لا شيء عظيم يأتي بدون شغف، ولا شيء خالد يُخلق دون تمرد \" في الحياة العملية، كما في الكتابة، لا أؤمن بالمشي مع القطيع، بل بالسير حيث لا توجد طرق واضحة، بصنع المسار الخاص، حتى لو كان مليئًا بالعقبات، لأن العظمة لا تأتي لمن يكتفي باتباع القواعد، بل لمن يعيد كتابتها.
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ الشخصيات التي أثرت فيني دوستويفسكي، أو نيتشه، عبد الحليم بدران \" المتمرد \" هو أكثر شخص حفزني في مجال الكتابة .
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ الكتابة مزيج من الاثنين؛ فهي تبدأ كموهبة، لكنها لا تزدهر إلا بالممارسة والاجتهاد، الموهبة تمنحك الحس الإبداعي، القدرة على التعبير العميق، والقدرة على التقاط التفاصيل التي قد يغفل عنها الآخرون، هي تلك الشرارة التي تجعلك ترى العالم بطريقة مختلفة، الهوايَّة هي ما يحوّل هذه الشرارة إلى نار متّقدة، حيث يصبح الكاتب مهووسًا بالتجربة، بالتعلم، وبصقل أسلوبه، فالموهبة وحدها لا تكفي، ومن دون شغف وممارسة مستمرة، قد تظل مجرد بذرة لم تثمر، الكتابة في النهاية ليست مجرد موهبة أو هواية، بل هي حالة وجودية يعيشها الكاتب بكل جوارحه.
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ ليس لديَّ مثل أعلى واحد، بل أؤمن بفكرة \"استلهم من الجميع، لكن لا تكن نسخة من أحد \"
لكن إن كان لابد من ذكر شخصيات، فأنا أجد الإلهام في الكتّاب والفلاسفة والمتمردين، أولئك الذين لم يخضعوا للمألوف وكتبوا بجرأة، مثل : دوستويفسكي الذي غاص في النفس البشرية حتى العظم، أو نيتشه الذي مزّق المسلّمات وأعاد تعريف القوة.
لماذا؟ لأن العظمة لا تأتي ممن يسيرون وفق القواعد، بل من أولئك الذين يصنعون قواعدهم الخاصة.
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ في رحلة التطور، أقف عند مفترق بين الأدب والطب، بين الحبر والمشرط، بين الأوراق البيضاء واللثة النازفة، أسعى لأن أكون أفضل نسخة من نفسي، لا لسببٍ سوى أنني أؤمن بأن التطور هو الحياة ذاتها ،أكتب لأحطم الحواجز بيني وبين حلمي، لأصنع عالماً من الكلمات يُخلّد أفكاري، ولأنسج قصصاً تعيش أكثر مما أعيش. لا أريد أن أكون كاتبًا عاديًا، بل أريد أن أكتب كتبًا تهزّ الأرواح، تترك أثرًا لا يُمحى.
وفي طب الأسنان، أنتقل من النظرية إلى التطبيق، من الدراسة إلى المواجهة، من الكتب إلى المرضى الحقيقيين، لم يعد الأمر مجرد معلومات تُحفظ، بل أصبح قرارات تُتخذ، أيادٍ تمتد للعلاج، وعيونٌ تنظر إليك منتظرة الأمل. إنها مرحلة صعبة، لكنها حتمية، وضرورية، لهذا، أسعى لتطوير نفسي بكل طريقة ممكنة، لأن الفشل ليس خيارًا، ولأن الثقة والمعرفة هما سلاحي في هذا العالم الجديد.
أنا بين الكتابة والطب، بين الفن والعلم، بين الحلم والمسؤولية… لكنني ماضٍ، ولن أكون أقل مما أطمح أن أكون.
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ أسعى لأن أصنع اسمي بين سطور العلم وأوراق الأدب، أن أكون أكثر من مجرد طبيب، وأكثر من مجرد كاتب، حلمي أن أكمل البكالوريوس، ثم أخطو نحو الماجستير في جراحة الوجه والفكين، ذلك التخصص الذي لا يقبل أنصاف المهارات، بل يطلب الدقة والبراعة والإتقان، أريد أن أكون طبيبًا يترك أثرًا، يغيّر حياة مرضاه، يعيد لهم الثقة التي سرقتها العيوب والإصابات.
وفي الجانب الآخر، لا أريد أن أكون كاتبًا تقليديًا، بل أريد أن أترك بصمة لا تُمحى، أن تظل كلماتي حيّة، أن يهتز القارئ أمامها، يتأملها، يجد فيها نفسه، أو ربما يضيع فيها، فالكتابة بالنسبة لي ليست هواية، بل امتدادٌ لروحي، مساحة حرة لا قيود فيها، حيث لا مشرط إلا قلمي، ولا جراح إلا تلك التي تفتحها الحقيقة على الورق.
طريقي ليس سهلًا، لكنه طريقي، ولن أتوقف حتى أصل.
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ إذا كنت ترغب في الدخول إلى عالم الكتابة، فاعلم أنها ليست مجرد حروف تُسطر، بل هي روح تُسكب على الورق، إليك بعض النصائح :
1_ لا تنتظر الإلهام، ولا تخشَ أن تكون كتاباتك الأولى سيئة، اكتب بلا خوف، بلا رقابة داخلية، ودع الكلمات تنساب كما هي .
2_ اقرأ بجنون، كل كاتب عظيم كان قارئًا شرهًا، اقرأ في كل المجالات، لا تحصر نفسك في نوع معين، اجعل عقلك يمتص الأفكار والأساليب المختلفة.
3_ ابحث عن صوتك الخاص لا تحاول تقليد أحد ؛ بل اكتشف أسلوبك الفريد، نبرتك الخاصة، وطريقتك في سرد الحكايا ، العالم لا يحتاج نسخة مكررة، بل يحتاج صوتك أنت.
4_تعلم فن الحكي، الكتابة ليست مجرد سرد، بل هي قدرة على جذب القارئ، اجعله يعيش القصة، يشعر بها، يتنفس بين سطورها.
5_اكتب يوميًا، حتى لو كانت مجرد خواطر قصيرة، المهم أن تبقى في حالة مستمرة من الكتابة، لأن الإبداع مثل العضلة، يحتاج إلى تدريب.
6_لا تخف من النقد، اجعله وقودًا لتطويرك، لا حاجزًا يمنعك من الاستمرار ، ليس كل نقد يستحق التوقف عنده ؛ خذ المفيد واترك الباقي.
7_تجرأ على كسر القواعد، الكتابة العظيمة لا تأتي من الالتزام الأعمى بالقواعد، بل من كسرها بذكاء، واصنع أسلوبك الخاص.
8_اكتب ما يؤلمك،أعظم النصوص خرجت من رحم الألم، من الصراعات الداخلية، من المشاعر الحقيقية ، كُن صادقًا في كتاباتك، وستصل لقلب القارئ.
9_انشر بدون خوف، لا تنتظر حتى تصل للكمال، لأن الكمال في الكتابة وهم. ابدأ بمشاركة كتاباتك، حتى لو كانت بسيطة، وتقبَّل فكرة أنك ستتحسن مع الوقت.
10_تذكر الكاتب الحقيقي لا يكتب فقط، بل يعيش الكتابة، إنها ليست مجرد مهارة، بل حياة كاملة، عالم خاص، صوت داخلي لا يتوقف عن الهمس، فإذا كنت تشعر بذلك، فأنت على الطريق الصحيح.
فابدأ الآن، لا تنتظر اللحظة المثالية، لأنها لن تأتي أبدًا.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد.. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في ˝ جريدة أحرفنا المنيرة ˝ بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/ شاب احّمل بين يديَّ مبّضعُ الطب ومشرط الأدب، أنسج من الواقع قصصًا مشبعة بالتمرد والفكر العميق، أدرُس طب الأسنان في مدينة ذمار، لكني لا أرى في مهنتي مجرد علاج للأسنان، بل انعكاسًا للفلسفة الإنسانية بين الألم والشفاء.
لم اكتفِي بالطب، بل اقتحمت عوالم الأدب بقلم متمرد، يكتب ليكسر الحواجز، ويعيد تشكيل المشاعر والأفكار، روايتي المرتقبة ˝جنازة حفل زفاف˝ ليست مجرد قصة، بل صرخة في وجه الخيانة والقدر، والموت الذي يراقص الحياة في ليلة واحدة.
أنا، ذلك الطبيب الذي لا يعالج الأسنان فقط، بل يعالج الكلمات، ويعيد تشكيلها لتصبح جسرًا بين الواقع والخيال، بين الألم والحقيقة.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ بدأت الكتابة في بداية 2023 بداية مستوى ثاني جامعة، وهذه كانت أول بداية لرحلتي .
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ لم يشجعني أحد، إنما اكتّشفتُ ذلك بنفسي عندما درسنا مادة علم النفس كُنّت اقرأ الكلمات العميقه، التي تتحدث عن الأمراض العُصابية، والأمراض النفسية، والاضطرابات النفسية، كأنها كانت تُشِير إليَّ نعم انا تُخاطبني وتقول لي لديك ثورة عارمة من الكلمات داخلك اخرِجها وتخلص من كبّتك اللعين، حاولت ابدأ الكتابة، وأخرج الأحرف المتصادمه بداخلي، واستطعت أن أسرد الكلمات كخاطرة صغيرة بعنوان ˝العشريني الذي يعيش بعمر السبعيني ˝ .
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ إلى الآن ليس لديَّ أيُّ أعمال منشورة ورقيًا، لكن إن شاء الله سيتم تصدير كتابي الأول وذلك بفضل الله عز وجل وبفضل دار النشر احرُفنا المنيرة، الذين كانوا سبب نجاح كتابي بدون مقابل، مهما كتبت ومهما شكرتهم الكلمات لاتسُعفني أن أفيِهم كامل الشكر والاحترام .
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/ الكاتب المثالي ليس مجرد شخص يجيد رصف الكلمات، بل هو روح متمردة، وعقل متقد، وقلب نابض بالحياة، لا يكتب السطحيات، بل يغوص في جوهر الأشياء، يبحث عن المعاني الخفية خلف كل حدث وكل شعور.
لا يخضع للأنماط السائدة، بل يكسر القواعد ليخلق شيئًا جديدًا، مختلفًا، لا يُنسى.
ويكتب من قلبه، لا يختبئ خلف الكلمات المزيفة، بل يجعل القارئ يشعر أنه يعيش التجربة معه.
يرى ما لا يراه الآخرون، يلتقط التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق بين نص عادي ونص خالد.
لا يخاف من طرح المواضيع الحساسة أو المحظورة، بل يكتبها بجرأة تترك أثرًا عميقًا.
ليس كل من يكتب يُحكى، الكاتب المثالي يجعل كلماته تنبض بالحياة، وكأنها مشاهد تُعرض أمام القارئ.
لا يركن إلى نجاح واحد، بل يسعى دائمًا ليكون أفضل، يجرب أساليب جديدة، ويتحدى نفسه.
الكاتب المثالي ليس شخصًا كاملًا، لكنه ذلك الذي لا يتوقف عن البحث، عن التساؤل، عن إحداث الفرق في عالم الأدب.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ الصعوبات كانت ضئيلة جداً ولكنها كانت تجُرني نحو القمة وأُطور من نفسي، كُنت أواجهه صعوبة كيف أوضف الكلمات في مكانها الصحيح أو كيف أسرد الكلمات بطريقة سلسة للقارئ، تخطيت ذلك بالتعمق في الكتب والمطالعة مما جعلني أتحسن بشكل كبير .
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ الحكمة التي أتبناها في كل شيء ˝لا شيء عظيم يأتي بدون شغف، ولا شيء خالد يُخلق دون تمرد ˝ في الحياة العملية، كما في الكتابة، لا أؤمن بالمشي مع القطيع، بل بالسير حيث لا توجد طرق واضحة، بصنع المسار الخاص، حتى لو كان مليئًا بالعقبات، لأن العظمة لا تأتي لمن يكتفي باتباع القواعد، بل لمن يعيد كتابتها.
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ الشخصيات التي أثرت فيني دوستويفسكي، أو نيتشه، عبد الحليم بدران ˝ المتمرد ˝ هو أكثر شخص حفزني في مجال الكتابة .
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ الكتابة مزيج من الاثنين؛ فهي تبدأ كموهبة، لكنها لا تزدهر إلا بالممارسة والاجتهاد، الموهبة تمنحك الحس الإبداعي، القدرة على التعبير العميق، والقدرة على التقاط التفاصيل التي قد يغفل عنها الآخرون، هي تلك الشرارة التي تجعلك ترى العالم بطريقة مختلفة، الهوايَّة هي ما يحوّل هذه الشرارة إلى نار متّقدة، حيث يصبح الكاتب مهووسًا بالتجربة، بالتعلم، وبصقل أسلوبه، فالموهبة وحدها لا تكفي، ومن دون شغف وممارسة مستمرة، قد تظل مجرد بذرة لم تثمر، الكتابة في النهاية ليست مجرد موهبة أو هواية، بل هي حالة وجودية يعيشها الكاتب بكل جوارحه.
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ ليس لديَّ مثل أعلى واحد، بل أؤمن بفكرة ˝استلهم من الجميع، لكن لا تكن نسخة من أحد ˝
لكن إن كان لابد من ذكر شخصيات، فأنا أجد الإلهام في الكتّاب والفلاسفة والمتمردين، أولئك الذين لم يخضعوا للمألوف وكتبوا بجرأة، مثل : دوستويفسكي الذي غاص في النفس البشرية حتى العظم، أو نيتشه الذي مزّق المسلّمات وأعاد تعريف القوة.
لماذا؟ لأن العظمة لا تأتي ممن يسيرون وفق القواعد، بل من أولئك الذين يصنعون قواعدهم الخاصة.
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ في رحلة التطور، أقف عند مفترق بين الأدب والطب، بين الحبر والمشرط، بين الأوراق البيضاء واللثة النازفة، أسعى لأن أكون أفضل نسخة من نفسي، لا لسببٍ سوى أنني أؤمن بأن التطور هو الحياة ذاتها ،أكتب لأحطم الحواجز بيني وبين حلمي، لأصنع عالماً من الكلمات يُخلّد أفكاري، ولأنسج قصصاً تعيش أكثر مما أعيش. لا أريد أن أكون كاتبًا عاديًا، بل أريد أن أكتب كتبًا تهزّ الأرواح، تترك أثرًا لا يُمحى.
وفي طب الأسنان، أنتقل من النظرية إلى التطبيق، من الدراسة إلى المواجهة، من الكتب إلى المرضى الحقيقيين، لم يعد الأمر مجرد معلومات تُحفظ، بل أصبح قرارات تُتخذ، أيادٍ تمتد للعلاج، وعيونٌ تنظر إليك منتظرة الأمل. إنها مرحلة صعبة، لكنها حتمية، وضرورية، لهذا، أسعى لتطوير نفسي بكل طريقة ممكنة، لأن الفشل ليس خيارًا، ولأن الثقة والمعرفة هما سلاحي في هذا العالم الجديد.
أنا بين الكتابة والطب، بين الفن والعلم، بين الحلم والمسؤولية… لكنني ماضٍ، ولن أكون أقل مما أطمح أن أكون.
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ أسعى لأن أصنع اسمي بين سطور العلم وأوراق الأدب، أن أكون أكثر من مجرد طبيب، وأكثر من مجرد كاتب، حلمي أن أكمل البكالوريوس، ثم أخطو نحو الماجستير في جراحة الوجه والفكين، ذلك التخصص الذي لا يقبل أنصاف المهارات، بل يطلب الدقة والبراعة والإتقان، أريد أن أكون طبيبًا يترك أثرًا، يغيّر حياة مرضاه، يعيد لهم الثقة التي سرقتها العيوب والإصابات.
وفي الجانب الآخر، لا أريد أن أكون كاتبًا تقليديًا، بل أريد أن أترك بصمة لا تُمحى، أن تظل كلماتي حيّة، أن يهتز القارئ أمامها، يتأملها، يجد فيها نفسه، أو ربما يضيع فيها، فالكتابة بالنسبة لي ليست هواية، بل امتدادٌ لروحي، مساحة حرة لا قيود فيها، حيث لا مشرط إلا قلمي، ولا جراح إلا تلك التي تفتحها الحقيقة على الورق.
طريقي ليس سهلًا، لكنه طريقي، ولن أتوقف حتى أصل.
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ إذا كنت ترغب في الدخول إلى عالم الكتابة، فاعلم أنها ليست مجرد حروف تُسطر، بل هي روح تُسكب على الورق، إليك بعض النصائح :
1_ لا تنتظر الإلهام، ولا تخشَ أن تكون كتاباتك الأولى سيئة، اكتب بلا خوف، بلا رقابة داخلية، ودع الكلمات تنساب كما هي .
2_ اقرأ بجنون، كل كاتب عظيم كان قارئًا شرهًا، اقرأ في كل المجالات، لا تحصر نفسك في نوع معين، اجعل عقلك يمتص الأفكار والأساليب المختلفة.
3_ ابحث عن صوتك الخاص لا تحاول تقليد أحد ؛ بل اكتشف أسلوبك الفريد، نبرتك الخاصة، وطريقتك في سرد الحكايا ، العالم لا يحتاج نسخة مكررة، بل يحتاج صوتك أنت.
4_تعلم فن الحكي، الكتابة ليست مجرد سرد، بل هي قدرة على جذب القارئ، اجعله يعيش القصة، يشعر بها، يتنفس بين سطورها.
5_اكتب يوميًا، حتى لو كانت مجرد خواطر قصيرة، المهم أن تبقى في حالة مستمرة من الكتابة، لأن الإبداع مثل العضلة، يحتاج إلى تدريب.
6_لا تخف من النقد، اجعله وقودًا لتطويرك، لا حاجزًا يمنعك من الاستمرار ، ليس كل نقد يستحق التوقف عنده ؛ خذ المفيد واترك الباقي.
7_تجرأ على كسر القواعد، الكتابة العظيمة لا تأتي من الالتزام الأعمى بالقواعد، بل من كسرها بذكاء، واصنع أسلوبك الخاص.
8_اكتب ما يؤلمك،أعظم النصوص خرجت من رحم الألم، من الصراعات الداخلية، من المشاعر الحقيقية ، كُن صادقًا في كتاباتك، وستصل لقلب القارئ.
9_انشر بدون خوف، لا تنتظر حتى تصل للكمال، لأن الكمال في الكتابة وهم. ابدأ بمشاركة كتاباتك، حتى لو كانت بسيطة، وتقبَّل فكرة أنك ستتحسن مع الوقت.
10_تذكر الكاتب الحقيقي لا يكتب فقط، بل يعيش الكتابة، إنها ليست مجرد مهارة، بل حياة كاملة، عالم خاص، صوت داخلي لا يتوقف عن الهمس، فإذا كنت تشعر بذلك، فأنت على الطريق الصحيح.
فابدأ الآن، لا تنتظر اللحظة المثالية، لأنها لن تأتي أبدًا.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝