█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وهو مجتمع يسوده التطلع إلى فوق ولا يحس بما تحته هو مجتمع مظاهر كل شىء فيه على السطح البريق كله على الحواف النظافة نظافة الوجوه لا الأعماق يخيل إليه أنه لو رفع طرف السجادة العجمى لوجد تحتها أكداس من التراب ولو فتح درج البوفيه الأنيق فسيجد فيه ملاعق مصديه وقطع من الدوبار . ❝
❞ وصايا نافعة لتربية الأبناء من القصص التربوية فى القرآن الكريم كقصة لقمان الحكيم ووصاياه لولده ، ووصايا النبى لأطفال الصحابة ، ومنهم عمه عبد الله بن عباس فى الحديث المشهور ... ˝احفظ الله يحفظك ...˝ ، وكذلك علاقه الآباء بالأبناء وواجب الأبناء نحو الآباء فى ضوء نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
أيتها الأم أيها المربي اسوق لك بعض المواقف مختصره :
20 . في مواقف السخرية والاستهزاء يقرأ على الطفل ويذكر بقوله تعالى : ˝ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عَسَىَ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ ˝ [سورة الحجرات : الآية : 11]
21. في مواقف السباب والشتائم يذكر الطفل بقوله تعالى : ˝ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ ˝ [سورة الحجرات – الآية : 11]
22 .في مواقف التعالي والتكبر يذكر الطفل بقوله تعالى : ˝ وَلاَ تُصَعّرْ خَدّكَ لِلنّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ˝ [سورة لقمان : الآية : 18]
23 .في مواقف رفع الصوت والصخب يذكر بقوله تعالى : ˝ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ˝ [سورة لقمان : الآية : 19]
24. في مواقف الشره في الأكل يذكر بقوله تعالى : ˝ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوَاْ ˝ [سورة الأعراف : الآية : 31]
25. في مواقف حث الطفل على التعاون يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ ˝ [سورة المائدة : الآية : 2]
26. في مواقف حث الطفل على الصبر يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ ˝ [سورة البقرة : الآية : 153] . وقوله : ˝ إِنّمَا يُوَفّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ˝ [سورة الزمر – الآية : 10]
27. في مواقف حث الطفل على شكر النعمة والحفاظ عليها يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ˝ [سورة إبراهيم : الآية : 7]
28 .عند ذهاب الطفل للمسـجد يحث على النظافة والاهتمـام بمظهره ويقرأ عليه قوله تعـالى
˝ يَابَنِيَ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ ˝ [سورة الأعراف : الآية : 31]
29. عندما يخطئ الطفل ويأتي إلى أمه معتذرا تضمه أمه وتثـني على فعله تالية عليه قـوله تعالى: ˝ إِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ ˝ [سورة البقرة : الآية : 222]
30 .عندما يقبل الطفل رأس والده أو يحمل عنه كيس المشتروات تبتسم له أمه تالية عليه قوله تعالى : ˝ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ˝ [سورة البقرة : الآية : 83] . وقوله : ˝ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ ˝ [سورة مريم : الآية : 14]
31 .عندما يأخذ الطفل بيد أخيه ذاهبين إلى المسجد تردد الأم فرحة قوله تعالى :˝ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ ˝ [سورة آل عمران : الآية : 103]
32 .عندما يحث الطفل على المسامحة والعفو عمن اخطأ عليه يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ ˝ [سورة الشورى : الآية : 40] . وقـولـه : ˝ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ ˝ [سورة النور : الآية : 22]
وعلى المربي ( الأم ) أن يجعل هذه الآيات له أيضاً منهج حياة وسلوك متبع في المنزل من كل أفراد الأسرة ومع كل أفراد الأسرة، فلا يظن أن الطفل هو المخاطب وحده بذلك.
فعلينا نحن المربون أن نربي أنفسنا بها أولاً ، وعلينا أن نظهر ذلك لأطفالنا في مواقف الحياة المختلفة ونسوق هذه الآيات ونخاطب بها أنفسنا في مسمع من الطفل ومرأى حتى يتربى بحق بالقران ويتربى بالقدوة الحسنة ويجد الثبات في التعامل والذي يعد من أهم دعائم التربية السليمة . ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
الضميـــــر ؟
قال صاحبي : - أنتم تتكلمون عن الضمير في تقديس كما لو كان شيئاً مطلقاً مع أنه أحد المصنوعات الاجتماعية ، عملة نحاسية لا أكثر .
صكت و دمغت و سبكت في فرن التعاملات الاجتماعية وهو عندنا شيء تتغير أحكامه و ضوابطه وفق المصالح الجارية و القيمة التي تفيد نقول عنها خيراً والقيمة التي تضر نقول عنها شراً و لو كانت هذه القيمة هي العفة التي تتمسكون بها كعيونكم .
قلت له في هدوء :- نعم .. هذا هو رأي الفلسفة المادية على ما أسمع .. أن الضمير سلطة زجر و ردع نبتت من الدواعي الإجتماعية .. مجرد تحصيل خبرة تتفاوت بين شخص و شخص وبين عصر و عصر و بين أمة وأمة .. هذا كلامكم ..
ولكن الحقيقة غير ذلك ..
الحقيقة أن الضمير نور وضعه الله في الفطرة ومؤشر ودليل وبوصلة نولد بها .. تهدينا إلى الحقائق و كل دور الاكتساب الاجتماعى أنه يجلو مرآة هذه البوصلة و يصقل زجاجها .
و لنا على ذلك براهين تؤيدنا و تشجب كلامكم .
انظر إلى عالم الحيوان حيث لا مجتمع ، ترى القطة تتبرز ثم تستدير لتغطى فضلاتها بالتراب ، في أي مجتمع قططى تعلمت القطة هذا الوازع ؟ و كيف ميزت بين القذارة و النظافة ؟ و أنت ترى القطة تسرق السمكة فإذا ضبطتها و ضربتها على رأسها طأطأت و نكست بصرها في إحساس واضح بالذنب .. و تراها تلهو مع الأطفال في البيت فتكسر فازة أثناء اللعب .. فماذا يحدث ، إنها تجرى في فزع و تختبيء تحت الكراسى و قد أدركت أنها أخطأت . كل هذه شواهد و ملامح ضمير . و ليس في مملكة القطط دواع لنشأة هذه المشاعر .. و لا نرى حتى مجتمعًا قططيًا من الأساس .
و تقاليد الوفاء الزوجى في الحمام .. و نبل الحصان في ارتباطه بصاحبه حتى الموت .. وكبرياء الأسد و ترفعه عن الهجوم على فريسته من الخلف .. و خجل الجمل و توقفه عن مضاجعة أنثاه إذا وجد أن هناك عينًا ترقبه .. ثم تلك الحادثة البليغة التي رآها جمهور المشاهدين في السيرك القومى بالقاهرة .. حينما قفز الأسد على المدرب محمد الحلو من الخلف و أنشب مخالبه في كتفه و أصابه بجرج قاتل .. و بقية الحادثة يرويها موظفوا السيرك .. كيف امتنع الأسد عن الطعام .. و حبس نفسه في زنزانته لا يبرحها .. و كيف نقلوه إلى حديقة الحيوان و قدموا له أنثى لتروح عنه فضربها و طردها .. و ظل على صيامه و رفضه للطعام ثم انقض على يده الآثمة و ظل يمزقها حتى نزف و مات .
حيوان ينتحر ندمًا و تكفيرًا عن جريمته .
من أي مجتمع في دنيا السباع أخذ الأسد هذه التقاليد .. هل في مجتمع السباع أن افتراس الإنسان جريمة تدعو إلى الانتحار .
نحن هنا أمام نبل و خلق و ضمير لا نجده في بشر .
و نحن أمام فشل كامل للتفسير الماديّ و للتصور الماديّ لحقيقة الضمير .
و لا تفسير لما نراه سوى ما يقوله الدين .. من أن الضمير هو نور وضعه الله في الفطرة و أن كل دور الاكتساب الاجتماعي أن يجلو صدأ النفس فتشف عن هذا النور الإلهي .
و هذا هو ما حدث بين الأسد و مدربه .. المعاشرة و المحبة و المصاحبة صقلت تلك النفس الحيوانية فأيقظت ذلك القبس الرحمانى .. فإذا بالأسد يحزن و يندم و ينتحر كمدًا كالبشر .
(( الحلال بين والحرام بين )) ... كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام .
((استفت قلبك وإن أفتاك الناس )) .
لسنا في حاجة إلى كلية شريعة لنعرف الخطأ من الصواب و الحق من الحلال .. فقد وضع الله في قلب كل منا كلية شريعة .. و ميزاناً لا يخطئ .. و كل ما نحن مطالبون به أن نجلو نفوسنا من غواشى المادة ومن كثافة الشهوات فنبصر و نرى و نعرف و نميز بدون عكاز "الخبرة الاجتماعية" وذلك بنور الله الذي اسمه الضمير .
((يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً )) [ الأنفال الآية 29]
يقول الله في الحديث القدسي للصوفي محمد بن عبد الجبار : " كيف تيأس منّي و في قلبك سفيري و متحدثي" .
الضمير حقيقة ثابتة و القيم الأخلاقية الأساسية هي بالمثل ثابتة فقتل البريء لن يصبح يومًا ما فضيلة و كذا السرقة و الكذب و إيذاء الآخرين و الفحشاء و الفجور و البذاءة و الغلظة و القسوة و النفاق و الخيانة كل هذه نقائض خلقية ، و سوف تظل هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
و كذلك سوف تظل المحبة و الرحمة و الصدق و الحلم و العفو و الإحسان فضائل .. و لن تتحول إلى جرائم إلا إذا فسدت السماوات و الأرض و ساد الجنون و انتهى العقل .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ هـؤلاء .. سائق السيارة، وعامل النظافة، وفراش المكتب،
والخادمة، وأطفال الشوارع، والخباز، والكهربائي البسيط، والسباك،
ليس ذنبهم أنهم بسطاء، وليس ذنبك أنك غني وأنيق ومتعلم،ولست أنت من يقسم الأرزاق، وليس مطلوبًا أن نتألم من النعمة،
بل نحن نحتاج فقط أن ننظر على الهامش،
لعلنا نراهم بوضوح، فنتقاسم معهم الفرحة، فتحل على قلوبنا البركة ونتوقف عن الشكوى بأننا رغم النعم لا نعرف طعم السعادة،
لأن في الحقيقة.. السعادة تختبئ هناك خلف وجوههم البسيطة،
ولن نراها ونشعر بها إلا إذا.. نظرنا على الهامش . ❝