❞ ان قضية العصر الحاضر لا تعدو ان تكون سفسطة علمية Scientific Sophism ذلك أن علماء هذا العصر يعالجون قضاياهم في ضوء العلم الحديث، غير أن هذه المعالجة لا تجدي نفعا، لأنها قائمة على العلم المحض و حسب، على حين لا بد من اعتبار أشياء أخرى، ومثال ذلك: ان نشرع في دراسة علمية لأشياء علمية ناقصة، فسوف تؤدي هذه المطالعة العلمية إلى نتائج غير علمية،، ناقصة، باطلة..
لقد عقد في دلهي في يناير 1964 مؤتمر دولي للمستشرقين، اشترك فيه الف ومائتان من العلماء من جميع انحاء العالم. وقدم أحدهم في هذا المؤتمر بحثا يدعي فيه مآثر كثيرة لمسلمي الهند ليست من عمل المسلمين، وانما هي من عمل الملوك الهندوس. وضرب لذلك مثلا بمنارة قطب في دلهي المنسوبة إلى الملك قطب الدين ايبك، على حين بناها الملك الهندوسي سامودرا جوبت قبل 23 قرنا،. وقد أخطأ المؤرخون المسلمون فنسبوها إلى الملك قطب الدين. ويستدل هذا البحث بان في المنارة المذكورة بعض أحجار قديمة نحتت قبل عصر الملك قطب الدين.
وهذا كما يبدو استدلال علمي. إذ أن بعض أحجار المنارة فعلا من الصنف الذي ذكره العالم، ولكن هل يكفي مشاهدة بعض أحجار المنارة للبت في امر بانيها؟ أو انه لا بد من نواح أخرى كثيرة لنشاهدها في هذا الصدد. ومن هنا فان هذا التفسير لا يصدق على منارة قطب ككل. هذا تفسير. وهناك تفسير آخر، هو ان هذه الأحجار القديمة التي يوجد بعضها في المنارة. انما جاءت من أنقاض أبنية قديمة، كما هو معروف في كثير من الأبنية التاريخية الحجرية. ولا مناص من أن نقبل هذا التفسير الثاني حين نشاهد منارة قطب الدين في ضوء طابعها المعماري ورسومها وتصميمها.، والمسجد الناقص بجوارها، والمنارة الثانية التي لم تكمل.، ثم ننتهي إلى أن التفسير الأول ليس إلا قياسا خاطئا قائما على المغالطات.
وهذا هو امر قضية المعارضين، فإنهم نظروا إلى حقائق ناقصة وجزئية، لا يتصل بعضها بالموضوع مطلقا، واعتقدوا ان الدراسة العلمية الحديثة قد أبطلت الدين، على حين اننا لو نظرنا إلى الواقع جملة وتفصيلا فسوف نصل إلى نتيجة تختلف عن الأولى كل الاختلاف. ❝ ⏤وحيد الدين خان
❞ ان قضية العصر الحاضر لا تعدو ان تكون سفسطة علمية Scientific Sophism ذلك أن علماء هذا العصر يعالجون قضاياهم في ضوء العلم الحديث، غير أن هذه المعالجة لا تجدي نفعا، لأنها قائمة على العلم المحض و حسب، على حين لا بد من اعتبار أشياء أخرى، ومثال ذلك: ان نشرع في دراسة علمية لأشياء علمية ناقصة، فسوف تؤدي هذه المطالعة العلمية إلى نتائج غير علمية،، ناقصة، باطلة.
لقد عقد في دلهي في يناير 1964 مؤتمر دولي للمستشرقين، اشترك فيه الف ومائتان من العلماء من جميع انحاء العالم. وقدم أحدهم في هذا المؤتمر بحثا يدعي فيه مآثر كثيرة لمسلمي الهند ليست من عمل المسلمين، وانما هي من عمل الملوك الهندوس. وضرب لذلك مثلا بمنارة قطب في دلهي المنسوبة إلى الملك قطب الدين ايبك، على حين بناها الملك الهندوسي سامودرا جوبت قبل 23 قرنا،. وقد أخطأ المؤرخون المسلمون فنسبوها إلى الملك قطب الدين. ويستدل هذا البحث بان في المنارة المذكورة بعض أحجار قديمة نحتت قبل عصر الملك قطب الدين.
وهذا كما يبدو استدلال علمي. إذ أن بعض أحجار المنارة فعلا من الصنف الذي ذكره العالم، ولكن هل يكفي مشاهدة بعض أحجار المنارة للبت في امر بانيها؟ أو انه لا بد من نواح أخرى كثيرة لنشاهدها في هذا الصدد. ومن هنا فان هذا التفسير لا يصدق على منارة قطب ككل. هذا تفسير. وهناك تفسير آخر، هو ان هذه الأحجار القديمة التي يوجد بعضها في المنارة. انما جاءت من أنقاض أبنية قديمة، كما هو معروف في كثير من الأبنية التاريخية الحجرية. ولا مناص من أن نقبل هذا التفسير الثاني حين نشاهد منارة قطب الدين في ضوء طابعها المعماري ورسومها وتصميمها.، والمسجد الناقص بجوارها، والمنارة الثانية التي لم تكمل.، ثم ننتهي إلى أن التفسير الأول ليس إلا قياسا خاطئا قائما على المغالطات.
وهذا هو امر قضية المعارضين، فإنهم نظروا إلى حقائق ناقصة وجزئية، لا يتصل بعضها بالموضوع مطلقا، واعتقدوا ان الدراسة العلمية الحديثة قد أبطلت الدين، على حين اننا لو نظرنا إلى الواقع جملة وتفصيلا فسوف نصل إلى نتيجة تختلف عن الأولى كل الاختلاف. ❝
❞ سعد زغلول
(2 تقييمات)
له (18) كتاب بالمكتبة, بإجمالي مرات تحميل (6,525)
سعد زغلول (1858م - 1927م) زعيم مصري وقائد ثورة 1919م في مصر وأحد الزعماء المصريين التاريخيين. شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة.
نشأته
ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا). تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م. كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.
حياته
تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م. تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية. انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي. اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام».
وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة. دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية. تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا، رئيس وزراء مصر. تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.
توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين. ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م. حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.
انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». في عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.
ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م
أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية. بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية.. ❝ ⏤عباس محمود العقاد
❞ سعد زغلول
(2 تقييمات)
له (18) كتاب بالمكتبة, بإجمالي مرات تحميل (6,525)
سعد زغلول (1858م - 1927م) زعيم مصري وقائد ثورة 1919م في مصر وأحد الزعماء المصريين التاريخيين. شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة.
نشأته
ولد سعد في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا (مطوبس حاليا) مديرية الغربية سابقا (محافظة كفر الشيخ حاليا). تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م. كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.
حياته
تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م. تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية. انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي. اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الانتقام».
وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة. دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية. تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا، رئيس وزراء مصر. تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.
توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين. ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م. حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م.
انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة». في عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
وفي عام 1907م كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.
ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م
أصبح سعد نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية. بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية. ❝
❞ المرأة يا عزيزي عمود البيت وأساسه، وبها — إن كانت صالحةً — تصلح أحواله وإدارته وتتوطَّد دعائمه، إنها تربِّي له من يسنده إذا هبَّت عليه رياح العسر، وهي تلك المنارة التي تهدي إلى ميناء البر والفضل عقول أولادها التائهة، وباقتصادها يمكنها أن تدَّخر لمنزلها ما يقيه وطأة الأزمات الطارئة، وبتعقُّلها ترفع رأس زوجها، فهي بما تدَّخر للأيام السود تعمر بيتها وتكفي زوجها ذلَّ السؤال، وبإسرافها وتبذيرها تضع على كتفيه أحمالًا ثقيلة، وهكذا ينعق البوم في زوايا البيت. وإذا رزقها الله ابنة فهناك الطامَّة الكبرى، فإنها تتلقَّى عليها علوم التبرُّج والتزيُّن عن صغر استعدادًا لدكِّ البيت العتيد الذي تدخله!
وبعدُ، فقد كان الزواج منذ عشرات السنين من أسباب الغِنى، أمَّا اليوم فقد أمسى مخوفًا كثغرٍ ترابط فيه الأعداء، الشاب اليوم يدق قلبه حين يُقدم على الزواج؛ خوفًا من فقرٍ يجر إليه التشبه، إنه يهرب منه هربه من القَيد، لا يخفِّف رهبة هذا القيد إلا حكمتك يا سيدتي وقناعتكِ بما تيسَّر من الكماليات، أما سمُّوك شريكة الحياة؟ أليس على الشريك أن يُنمِّي هذه الشركة؟ وإلا ففسخ هذه الشركة المغفَّلة أمرٌ واقع ويا للدمار!
[مارون عبود، سبل ومناهج]. ❝ ⏤دكتور عمرو محمد السيد عبد الرحمن
❞ المرأة يا عزيزي عمود البيت وأساسه، وبها — إن كانت صالحةً — تصلح أحواله وإدارته وتتوطَّد دعائمه، إنها تربِّي له من يسنده إذا هبَّت عليه رياح العسر، وهي تلك المنارة التي تهدي إلى ميناء البر والفضل عقول أولادها التائهة، وباقتصادها يمكنها أن تدَّخر لمنزلها ما يقيه وطأة الأزمات الطارئة، وبتعقُّلها ترفع رأس زوجها، فهي بما تدَّخر للأيام السود تعمر بيتها وتكفي زوجها ذلَّ السؤال، وبإسرافها وتبذيرها تضع على كتفيه أحمالًا ثقيلة، وهكذا ينعق البوم في زوايا البيت. وإذا رزقها الله ابنة فهناك الطامَّة الكبرى، فإنها تتلقَّى عليها علوم التبرُّج والتزيُّن عن صغر استعدادًا لدكِّ البيت العتيد الذي تدخله!
وبعدُ، فقد كان الزواج منذ عشرات السنين من أسباب الغِنى، أمَّا اليوم فقد أمسى مخوفًا كثغرٍ ترابط فيه الأعداء، الشاب اليوم يدق قلبه حين يُقدم على الزواج؛ خوفًا من فقرٍ يجر إليه التشبه، إنه يهرب منه هربه من القَيد، لا يخفِّف رهبة هذا القيد إلا حكمتك يا سيدتي وقناعتكِ بما تيسَّر من الكماليات، أما سمُّوك شريكة الحياة؟ أليس على الشريك أن يُنمِّي هذه الشركة؟ وإلا ففسخ هذه الشركة المغفَّلة أمرٌ واقع ويا للدمار!
❞ (ابم القيم)
إنه الإمام حقا وصدقا قولا وفعلا , العالم الرباني , وشيخ الإسلام الثاني , الإمام العلامة والحبر الفهامة ذو الذهن الوقاد والقلم السيال والبيان العذب الأخاذ أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية عليه شآبيب الرحمة والمغفرة.
اشتهر رحمه الله بابن قيم الجوزية لأن والده عليه رحمة الله كان ناظرا ووصيا للمدرسة الجوزية في دمشق وهي أعظم مدارس الحنابلة في دمشق.
( المولد والنشأة ) :
ولد رحمه الله عام 691هـ لسبع ليال خلون من شهر صفر في قرية من قرى حوران يقال لها زرع بضم الزاي وفتح الراء وهي منطقة تبعد عن مدينة دمشق مسافة تقد بخمسين ميلا.
لقد نشأ عالمنا الفذ هذا في بيت علم ودين وتقى فأبوه الشيخ العالم البارز في علم الفرائض وهو العابد الصالح التقي الورع المتوفى سنة 723هـ
وأما أخوه فزين الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن أبي بكر , شارك شيخنا هذا في أكثر رحلاته العلمية وتتلمذ على يديه الحافظ بن رجب وتوفي رحمه الله سنة 769هـ.
وابن أخيه عماد الدين بن زين الدين كان من أفاضل أهل العلم وقد اقتنى أكثر مكتبة عمه , ولشيخنا ابن بدت عليه أمارات النجابة والذكاء لكن قدر الله عاجله بالمنية فمات وهو ابن ثلاث وثلاثين عاما وقد كان مفرط الذكاء حفظ سورة الأعراف في يومين وصلى بالقرآن وهو في التاسعة من عمره.
وابنه برهان الدين إبراهيم , كان فقيها نحويا أخذ العلم عن والده وقام بالتدريس في المدرسة الصدرية .
فإمامنا أصوله أصول علم وتقى وفروعه فروع علم تقى وبتلك الأصول وعلى رأسها إمامنا الكبير وبتلك الفروع أيضا نفع الله الإسلام والمسلمين.
( شيوخه ) :
أخذ رحمه الله علم العربية عن أبي الفتح البعلبكي , فقرأ عليه \" الملخص \" لأبي البقاء , ثم \" الجرجانية\" , ثم\" ألفية ابن مالك \" , وأكثر \" الكافية الشافية\", وشيئا من كتاب \" التسهيل\",وقرأ قطعة من \" المقرب\" لابن عصفور على المجد التونسي.
وأخذ علم الفرائض على والده وأخذ الأصول والفقه عن شيخ الإسلام ابن تيمية وأخيه شرف الدين بن تيمية وابن مفلح المقدسي الحنبلي , والمجد الحراني إسماعيل بن محمد , وصفي الدين الهندي, فقرأ \" الروضة \" لابن قدامة المقدسي , \" والإحكام\" للآمدي, \" والمحصول \" للرازي, و\" المحرر\" للمجد بن تيمية .
ومن شيوخه في الحديث :
الشهاب النابلسي
شرف الدين عيسى المطعم
صدر الدين إسماعيل بن مكتوم
القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة
الكحال
ابن الشيرازي
وأبي بكر بن عبدالدائم
وفاطمة بنت جوهر وغيرهم خلق كثير.
ومن أشياخه أيضا:
إمام المحدثين أبو الحجاج المزي , والقاضي بدر الدين بن جماعة الكناني, والقاضي كمال الدين الزملكاني وغيرهم.
( صلته بشيخ الإسلام ابن تيمية ) :
ابن القيم رحمه حسنة من حسنات شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رضوان الله وهو شامة من الشامات الكثيرة التي تزين بها جبين شيخ الإسلام فهو أثر من آثار دعوته وجهاده وعلمه ، فقد توثقت صلته بابن تيمية رحمه الله تعالى بدءا من سنة 712هـ بصورة بالغة تجاوزت علاقة التلميذ بالشيخ بدرجات حتى أثمرت ملازمة تامة من التلميذ لشيخه ، بل انقطاعا للأخذ عنه حتى وفاته رحمه الله سنة 728هـ.
لقد نهل شيخنا من فيض علم شيخ الإسلام رحمه الله وتضلع من فكره السديد حتى خص به من بين تلاميذه وارتبط اسمه باسمه وسيرته بسيرته وغلبت عليه محبته والتأثر بأقواله وآرائه واجتهادته .
ولقد لقي ابن القيم رحمه الله الشيء الكثير من الشدائد والمحن جراء صلته بشيخه ولما دخل شيخ الإسلام سجن القلعة في دمشق آخر مرة ، دخل ابن القيم معه وحبس منفردا عنه ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة شيخ الإسلام رحمه الله.
ولعل أهم ما استفاده ابن القيم رحمه الله من شيخه دعوته للاعتصام بالكتاب والسنة الصحيحه وفهمهما على النحو الذي فهمه السلف الصالح وطرح مايخالفهما وتجديد مادرس من معالم الدين الصحيح وتنقيته مما ابتدعه المسلمون من مناهج زائفة من تلقاء أنفسهم خلال القرون السالفة.
( أخلاقه وعبادته وزهده وتواضعه) :
ابن القيم رحمه الله عالم رباني فريد قلما يجود الزمان بمثله ليس في علمه فحسب بل في تقواه وورعه وزهده أيضا يقول عنه الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى \" كان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار ويقول : هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي. وكان يقول : بالصبر والفقر تنال الإمامة بالدين. وكان يقول : لابد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه\".
ويقول عنه تلميذه الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله : \" وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته\".
( شيء من ثناء العلماء عليه ) :
يقول عنه الحافظ الذهبي رحمه الله : \"عني بالحديث ومتونه وبعض رجاله وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره وبالنحو ويدريه وفي الأصلين وتصدر للاشتغال ونشر العلم\".
ويقول عنه الإمام المفسر ابن كثير رحمه الله : \" وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد لايحسد أحدا ولا يؤذيه ولايحقد على أحد ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه\" .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : \" كان جريء الجنان ، واسع العلم ، عارفا بالخلاف وبمذاهب السلف\".
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى : \" كان متقيدا بالأدلة الصحيحة ، معجبا بالعمل بها ، غير معول على الرأي ، صادعا بالحق لايحابي فيه أحدا \" .
( تلاميذه ) :
لقد تخرج على يدي هذا الإمام الفذ خلق كثير من أكابر العلماء ومشاهير الفضلاء يذكر منهم على سبيل اتمثيل لا الحصر هؤلاء الفضلاء وهم :
أبو عبدالله محمد بن عبدالهادي بن قدامة المقدسي الحنبلي المتوفى سنة 744هـ.
أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي الحافظ المشهور المتوفى سنة 774هـ.
أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد الملقب بابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795هـ.
( أهم مؤلفاته ) :
1- التبيان في أقسام القرآن.
2- تهذيب مختصر سنن أبي داوود.
3- المنار المنيف في الصحيح والضعيف.
4- زاد المعاد في هدي خير العباد.
5- أحكام أهل الذمة.
6- أحكام المولود.
7- إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
8- أعلام الموقعين عن رب العالمين.
9- حكم تارك الصلاة.
10- الفروسية.
11- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
12- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.
13- هداية الحيارى من اليهود والنصارى.
14- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
15- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية الموسومة بنونية ابن القيم.
16- الروح.
17- الرسالة التبوكية.
18- الوابل الصيب من الكلم الطيب.
19- إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان.
20- الفوائد.
21- طريق الهجرتين وباب السعادتين.
22- مفتاح دار السعادة
وغير ذلك كثير.
( وفاته):
توفي عليه رحمة الله مع أذان العشاء ليلة الخميس الثالث عشر من شهر رجب من عام واحد وخمسين وسبعمائة للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم وقد توفي رحمه الله بعد حياة مليئة بالجد والجهاد والعلم والدعوة والتأليف ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
--------------------------
المرجع / عن مقدمة كتاب الفوائد بتحقيق وتعليق عامر بن علي ياسين – الطبعة الأولى عام 1422هـ وذلك بتصرف يسير.. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ (ابم القيم)
إنه الإمام حقا وصدقا قولا وفعلا , العالم الرباني , وشيخ الإسلام الثاني , الإمام العلامة والحبر الفهامة ذو الذهن الوقاد والقلم السيال والبيان العذب الأخاذ أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية عليه شآبيب الرحمة والمغفرة.
اشتهر رحمه الله بابن قيم الجوزية لأن والده عليه رحمة الله كان ناظرا ووصيا للمدرسة الجوزية في دمشق وهي أعظم مدارس الحنابلة في دمشق.
( المولد والنشأة ) :
ولد رحمه الله عام 691هـ لسبع ليال خلون من شهر صفر في قرية من قرى حوران يقال لها زرع بضم الزاي وفتح الراء وهي منطقة تبعد عن مدينة دمشق مسافة تقد بخمسين ميلا.
لقد نشأ عالمنا الفذ هذا في بيت علم ودين وتقى فأبوه الشيخ العالم البارز في علم الفرائض وهو العابد الصالح التقي الورع المتوفى سنة 723هـ
وأما أخوه فزين الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن أبي بكر , شارك شيخنا هذا في أكثر رحلاته العلمية وتتلمذ على يديه الحافظ بن رجب وتوفي رحمه الله سنة 769هـ.
وابن أخيه عماد الدين بن زين الدين كان من أفاضل أهل العلم وقد اقتنى أكثر مكتبة عمه , ولشيخنا ابن بدت عليه أمارات النجابة والذكاء لكن قدر الله عاجله بالمنية فمات وهو ابن ثلاث وثلاثين عاما وقد كان مفرط الذكاء حفظ سورة الأعراف في يومين وصلى بالقرآن وهو في التاسعة من عمره.
وابنه برهان الدين إبراهيم , كان فقيها نحويا أخذ العلم عن والده وقام بالتدريس في المدرسة الصدرية .
فإمامنا أصوله أصول علم وتقى وفروعه فروع علم تقى وبتلك الأصول وعلى رأسها إمامنا الكبير وبتلك الفروع أيضا نفع الله الإسلام والمسلمين.
( شيوخه ) :
أخذ رحمه الله علم العربية عن أبي الفتح البعلبكي , فقرأ عليه ˝ الملخص ˝ لأبي البقاء , ثم ˝ الجرجانية˝ , ثم˝ ألفية ابن مالك ˝ , وأكثر ˝ الكافية الشافية˝, وشيئا من كتاب ˝ التسهيل˝,وقرأ قطعة من ˝ المقرب˝ لابن عصفور على المجد التونسي.
وأخذ علم الفرائض على والده وأخذ الأصول والفقه عن شيخ الإسلام ابن تيمية وأخيه شرف الدين بن تيمية وابن مفلح المقدسي الحنبلي , والمجد الحراني إسماعيل بن محمد , وصفي الدين الهندي, فقرأ ˝ الروضة ˝ لابن قدامة المقدسي , ˝ والإحكام˝ للآمدي, ˝ والمحصول ˝ للرازي, و˝ المحرر˝ للمجد بن تيمية .
ومن شيوخه في الحديث :
الشهاب النابلسي
شرف الدين عيسى المطعم
صدر الدين إسماعيل بن مكتوم
القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة
الكحال
ابن الشيرازي
وأبي بكر بن عبدالدائم
وفاطمة بنت جوهر وغيرهم خلق كثير.
ومن أشياخه أيضا:
إمام المحدثين أبو الحجاج المزي , والقاضي بدر الدين بن جماعة الكناني, والقاضي كمال الدين الزملكاني وغيرهم.
( صلته بشيخ الإسلام ابن تيمية ) :
ابن القيم رحمه حسنة من حسنات شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رضوان الله وهو شامة من الشامات الكثيرة التي تزين بها جبين شيخ الإسلام فهو أثر من آثار دعوته وجهاده وعلمه ، فقد توثقت صلته بابن تيمية رحمه الله تعالى بدءا من سنة 712هـ بصورة بالغة تجاوزت علاقة التلميذ بالشيخ بدرجات حتى أثمرت ملازمة تامة من التلميذ لشيخه ، بل انقطاعا للأخذ عنه حتى وفاته رحمه الله سنة 728هـ.
لقد نهل شيخنا من فيض علم شيخ الإسلام رحمه الله وتضلع من فكره السديد حتى خص به من بين تلاميذه وارتبط اسمه باسمه وسيرته بسيرته وغلبت عليه محبته والتأثر بأقواله وآرائه واجتهادته .
ولقد لقي ابن القيم رحمه الله الشيء الكثير من الشدائد والمحن جراء صلته بشيخه ولما دخل شيخ الإسلام سجن القلعة في دمشق آخر مرة ، دخل ابن القيم معه وحبس منفردا عنه ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة شيخ الإسلام رحمه الله.
ولعل أهم ما استفاده ابن القيم رحمه الله من شيخه دعوته للاعتصام بالكتاب والسنة الصحيحه وفهمهما على النحو الذي فهمه السلف الصالح وطرح مايخالفهما وتجديد مادرس من معالم الدين الصحيح وتنقيته مما ابتدعه المسلمون من مناهج زائفة من تلقاء أنفسهم خلال القرون السالفة.
( أخلاقه وعبادته وزهده وتواضعه) :
ابن القيم رحمه الله عالم رباني فريد قلما يجود الزمان بمثله ليس في علمه فحسب بل في تقواه وورعه وزهده أيضا يقول عنه الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى ˝ كان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار ويقول : هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي. وكان يقول : بالصبر والفقر تنال الإمامة بالدين. وكان يقول : لابد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه˝.
ويقول عنه تلميذه الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ˝ وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته˝.
( شيء من ثناء العلماء عليه ) :
يقول عنه الحافظ الذهبي رحمه الله : ˝عني بالحديث ومتونه وبعض رجاله وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره وبالنحو ويدريه وفي الأصلين وتصدر للاشتغال ونشر العلم˝.
ويقول عنه الإمام المفسر ابن كثير رحمه الله : ˝ وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد لايحسد أحدا ولا يؤذيه ولايحقد على أحد ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه˝ .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : ˝ كان جريء الجنان ، واسع العلم ، عارفا بالخلاف وبمذاهب السلف˝.
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى : ˝ كان متقيدا بالأدلة الصحيحة ، معجبا بالعمل بها ، غير معول على الرأي ، صادعا بالحق لايحابي فيه أحدا ˝ .
( تلاميذه ) :
لقد تخرج على يدي هذا الإمام الفذ خلق كثير من أكابر العلماء ومشاهير الفضلاء يذكر منهم على سبيل اتمثيل لا الحصر هؤلاء الفضلاء وهم :
أبو عبدالله محمد بن عبدالهادي بن قدامة المقدسي الحنبلي المتوفى سنة 744هـ.
أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي الحافظ المشهور المتوفى سنة 774هـ.
أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد الملقب بابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795هـ.
( أهم مؤلفاته ) :
1- التبيان في أقسام القرآن.
2- تهذيب مختصر سنن أبي داوود.
3- المنار المنيف في الصحيح والضعيف.
4- زاد المعاد في هدي خير العباد.
5- أحكام أهل الذمة.
6- أحكام المولود.
7- إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
8- أعلام الموقعين عن رب العالمين.
9- حكم تارك الصلاة.
10- الفروسية.
11- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
12- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.
13- هداية الحيارى من اليهود والنصارى.
14- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
15- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية الموسومة بنونية ابن القيم.
16- الروح.
17- الرسالة التبوكية.
18- الوابل الصيب من الكلم الطيب.
19- إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان.
20- الفوائد.
21- طريق الهجرتين وباب السعادتين.
22- مفتاح دار السعادة
وغير ذلك كثير.
( وفاته):
توفي عليه رحمة الله مع أذان العشاء ليلة الخميس الثالث عشر من شهر رجب من عام واحد وخمسين وسبعمائة للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم وقد توفي رحمه الله بعد حياة مليئة بالجد والجهاد والعلم والدعوة والتأليف ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
-
المرجع / عن مقدمة كتاب الفوائد بتحقيق وتعليق عامر بن علي ياسين – الطبعة الأولى عام 1422هـ وذلك بتصرف يسير. ❝