❞ كان من أشهر من اتصف بالضعف والغباء (الحاكم بأمر الله ) الذي صعد إلى السلطة في مصر سنة 386هـ، وهو ما زال طفلًا في الحادية عشرة من عمره، وحرّم أكل (الملوخية )، وأمر الناس بالعمل ليل نهار. لقد كانت أمه شقيقة بطريرك أقباط مصر، وجن جنونه وهو يقبع في مغارة أعلى قمة جبل (المقطم )، وشعر بأن صوتًا يناديه ويدعوه إلى التوفيق بين دين النصارى ودين المسلمين، واستخراج دين جديد، وهداه تفكيره إلى أنه ما دام الدين واحدًا؛ فلماذا لا يتوحد جميع الأنبياء في واحد فقط؟ ولماذا لا يكون هو هذا النبي الواحد؟ ولكن (الحاكم ) مات وهو أعلى جبل المقطم، ولم يعثر أحد على جثته، ولم يُحسم شيءٌ مما قيل فيه سوى أنه كان حاكمًا جمع بين الضعف والغباء طوال 25 عامًا جلسَها فوق كرسيّ الحكم!. ❝ ⏤محمد توفيق
❞ كان من أشهر من اتصف بالضعف والغباء (الحاكم بأمر الله ) الذي صعد إلى السلطة في مصر سنة 386هـ، وهو ما زال طفلًا في الحادية عشرة من عمره، وحرّم أكل (الملوخية )، وأمر الناس بالعمل ليل نهار. لقد كانت أمه شقيقة بطريرك أقباط مصر، وجن جنونه وهو يقبع في مغارة أعلى قمة جبل (المقطم )، وشعر بأن صوتًا يناديه ويدعوه إلى التوفيق بين دين النصارى ودين المسلمين، واستخراج دين جديد، وهداه تفكيره إلى أنه ما دام الدين واحدًا؛ فلماذا لا يتوحد جميع الأنبياء في واحد فقط؟ ولماذا لا يكون هو هذا النبي الواحد؟ ولكن (الحاكم ) مات وهو أعلى جبل المقطم، ولم يعثر أحد على جثته، ولم يُحسم شيءٌ مما قيل فيه سوى أنه كان حاكمًا جمع بين الضعف والغباء طوال 25 عامًا جلسَها فوق كرسيّ الحكم!. ❝
❞ أجد نفسي في القللي, وما أدراك ما القللي؟! شارع ترامت فيه الخضرة ذات اليمين وذات اليسار , ولست أقصد بالخضرة خضرة الأشجار .. بل خضرة عروق الملوخية.. ❝ ⏤يوسف السباعي
❞ أجد نفسي في القللي, وما أدراك ما القللي؟! شارع ترامت فيه الخضرة ذات اليمين وذات اليسار , ولست أقصد بالخضرة خضرة الأشجار . بل خضرة عروق الملوخية. ❝
❞ .. البحث عن زوجة ..
يا سادة يا كرام ..
أغلى شيء في الدنيا هو العلم .
والإنسان لا يتعلم مجانًا .
و إنما يستخلص المعرفة بالألم والمعاناة.
من مكتبة الحياة نأخذ علمنا الحقيقي، وليس من الكتب والأسفار .
وأقدم لكم نفسي أولًا .. دكتور توفيق زكي .. دكتوراه في الذرة والعلوم النووية من أمريكا، أب لولدين وزوج للمرة الثانية.
وحكاية المرة الثانية هي الموضوع ..
وكالعادة كانت هناك مرة ثانية لأن الزواج الأول فشل بجدارة .
وكانت فكرتي في الزواج الأول هي البحث عن ست بيت وأم وامرأة تقدّس الحياة الأسرية، لا يهم الثقافة ولا التعليم ولا الشهادات، واخترتها ساقطة إبتدائية تكاد تفك الخط، لكن طباخة ممتازة وأستاذة في تسبيك الصواني والطواجن، وتنفيض السجاجيد وإرضاع الأطفال.
لكن كالمعتاد وبعد الشهور الأولى وبعد أن شَبَعت المعدة وامتلأت الأمعاء، وأصبحت المسألة الطريفة حكاية مكررة كل ليلة، بدأ النكد يدخل إلى البيت السعيد، وبدأت أشعر بالفجوة الهائلة بيني وبينها وبدأنا نختلف كل يوم في كل شيء .. وأصبح الشارع يسمع صراخنا كل ليلة .
وبرغم نومنا متعانقين في فراش واحد كنت أشعر بأن بيننا قارات، وأن كل واحد فينا يسبح في محيط.
لم يكن هناك أي شيء مشترك يجمعنا سوى طاجن البطاطس بالفرن، وصواني المحشي وأطباق الكوسة بالباشاميل، فإذا غسلت يدي بعد الغداء عدت إلى الوحدة والغربة وكأني مجرد نزيل في فندق أجنبي.
عجزت تمامًا عن أن أشدّها إلى أي إهتمام مشترك، حتى لو إلى الصحيفة اليومية وأعمدة الأخبار وحوادث الأسبوع.
كانت إنسانة عقلها مُغلق على ثلاث غرف وصالة، لا يهمها ما يجري في فيتنام وكمبوديا ونيكاراجوا، ولا يعنيها ما يجري في جارة عربية قريبة مثل فلسطين.
ويستوي عندها أن تحترق لبنان، أو تندك بغداد أو تنفجر دمشق أو يخرج الشاه من إيران، ويحكمها خوميني أو خلقلي أو بازرجان ما دامت قد وجدت البصل في الجمعية التعاونية، والأرز عند البقال والجرجير عند الخضري.
فإذا حاولت أن أفتح معها هذه الموضوعات أسكتتني بغلظة، فإذا حاولت أن أتلطف ناولتني لكمة وهي تقول:
نام بلا وجع دماغ أنا ما صدقت نيمت الواد!
وتصوروا ما يحدث لي يا سادة في هذه الوحدة والغربة والخواء حينما أتعرف بالأخرى د. شهيرة سرور الأستاذة في الكونسرفتوار وعازفة البيانو، والحائزة على ماجستير ودكتوراه في التوزيع الكورالي وفي الهارموني من باريس.
السيدة الناعمة الحريرة التي تكاد تذوب في الفم من فرط نعومتها، والمتحدثة الرقيقة الودودة والفنانة الأنثى والنجمة التي لا ينطفيء لها تألق.
ويمكن لكم أن تتصوروا كيف أصبحت مكالماتنا في التليفون تمتد إلى خمس وست ساعات ولا نشبع، فنلتقي على النيل ثم تأخذني إلى بيتها لتسمعني معزوفة رقيقة على البيانو، ثم تحكي لي تاريخ هذه المعزوفة وكيف ومتى كتبها بيتهوفن .
نسيت أن أقول لكم أنها طُلّقت بعد زواج فاشل.
وهذا طبيعي .. فمن يستطيع أن يفهم ويقدر هذه التحفة الجمالية النادرة .. ومن يستطيع أن يُعاشر هذا الفن الرفيع إلا إنسان ذوّاقة.
ولقد كنت أنا ذلك الذواقة.
ولقد جُننت بها حبًا .. وإمتلكتني حتى ملأت علي أقطار حياتي وأصبحت لا أرى سواها، ولا آكل سواها ولا أشرب سواها ولا أتنفس سواها.
وكان طبيعيًا أن يرتمي كل منا في حضن الآخر كأنه يتيم وجد أمه، وأن نغرق في حمى من الانصهار العذب الذي لا تجدونه إلا في الكتب والأشعار والسيمفونيات.
وكان طبيعيًا جدًا أن أطلق زوجتي وأتزوجها وأنا أحلم بأقصى الراحة، وبأني قد وجدت أخيرًا شقة خالية في صدر امرأة.
ولكن القدر خلاف الظنون، والدنيا التي أرادها الله تعبًا للكل ما لبثت أن قدمت صورة أخرى من زواج طريف غاية الطرافة.
واسمعوا معي نموذج من هذا الحوار الذي يجري بيننا.
الوقت صباحًا، وأنا أميل عليها وأمسح على شعرها في حنان وأهمس في أذنها:
- إيه رأيك يا حبيبتي نأكل إيه النهاردة .
- زي امبارح يا حبيبي.
- احنا مكلناش امبارح يا حبيبتي .
- لحقت تنسى سندوتشات الأمريكانا اللي جبتهالك معايا.
- نفسي تعملي لي الملوخية بتاعتك.. ده انتي ملوخيتك تجنن.. أنا قربت أنساها بقالك شهر مطبختليش حاجة.
- مش حاسة إني عاوزة أقف في المطبخ.
- أمال حاسة بإيه ؟
- حاسة بإني عاوزه أدور حوالين الهرم وأسمع كاسيت لشوبان.
وأخذها معي إلى الهرم.
ونطوف حول مقابر الأسرة السادسة ونحن نستمع إلى معزوفة القمر لشوبان، ونسرح في التاريخ والجغرافيا والحكيم أمحوتب.
وتكلمني طويلًا عن الحكيم أمحوتب .
وأقطع حديثها محاولًا أن أكون رقيقًا غاية الرقة .
- ولكن أظن أن أمحوتب يا حبيبتي كان يأكل .. وكانت زوجته الحبيبة تصنع له أشهى الأطعمة.
- لا أظن .. أنت تخلط يا حبيبي بين أمحوتب وبين أبو شقرا ..
عيبك أنك لا تقرأ كفاية في التاريخ.
- لقد قرأت وقرأت حتى جعت من كثرة القراءة.
ونشتري كنتاكي في الطريق ونعود إلى البيت .
وتتمدد على الفراش وتسرح ..
ثم تبتلع حبة فاليوم .. ثم حبة ليبريوم .. وأحاول أن أتقرب منها فتقول في فتور :
- سيبني شوية.
- مالك ؟
- جوايا تعبان .. حاسة جوايا بكآبة وضلمة وعتمة. وليل الدنيا جوايا عتمة أوي.
- أنا يا حبيبتي أنورها لك.
فتنظر إلي نظرة فارغة كأنها لا تعرفني إطلاقًا .
وكأني رجل لقيط التقت به صدفة، وأخذته إلى بيتها و قدمت إليه طعامًا على سبيل الإحسان .. و أن عليه الآن أن يرحل وأن يعود إلى حال سبيله دون كلمة.
وأقترب أكثر وأهمس في حنان:
- حبيبتي أنا جنبك .
- أنا عندي صداع يا توفيق أنا مش شايفاك. ولا شايفة حد.
وأهتف في أعماقي : يا نهار أسود عليك يا توفيق وعلى بختك .. ثم أعود فأتودد إليها.
- أجيب لك كولونيا تنعش ..
- سيبني لوحدي .. نفسي أقعد سنين لوحدي.
سنين .. سنين .. نفسي أحط الحمل اللي على كتفي وأنام.
- حطيه على كتفي أنا.
- جوايا كلام كتير مش عاوز يطلع .. كياني مسروق مني .. بدور على عنوان نفسي مش لاقياه .. متهيأ لي إني مشيت في الشارع الغلط.
- أنا مش فاهمك.
- أنا اخترتك من أربعين مليون إنسان عشان تصورت إنك حتفهمني وحا تحس بي .
- حا أحس بإيه يا حبيبتي ده إنتي معيشاني في ألغاز .. دنا بنام مع أينشتين .. أنا الدكتور في الذرة والعلوم النووية و اللي مسكت الإلكترون مش قادر أمسك أفكارك!
- نفسي نبعد عن بعض شوية يا توفيق .
- نعم .. ؟
- يعني كده تسافر لك كام يوم إسكندرية تغير جو عشان توحشني شوية.
- كمان .. أكثر من كده .. ده إحنا بقالنا شهرين مقربناش لبعض .
- كمان شهر .. ما يجراش حاجة .
- ده أنا بقالي خمسة أشهر بقوللك إعملي لي كيكة تبصي لي كأني باتكلم مالطي أو هيروغليفي .
- ياه ده أنا نسيت خالص حكاية الكيكة دي .. عجيبة .. الله يضحكك يا شيخ.
- وكل ده وإحنا في شهور العسل أمال بعدين هنعمل ايه .. ده إنتي بتكلمي البيانو أكثر مني .. بتعرفي عن فطور شوبان و مزاجه الشخصي أكثر من اللي بتعرفيه عني.
كل يوم برجع تعبان بعد يوم مرهق من الشغل المتواصل في العمل ألاقيكي بتقوليلي عندي انغلاق ذاتي وتقلص نفسي وانكماش روحي .. .. أجي ألمسك تقوليلي سيبني شوية حاسة الشمس بتغرب جوايا .. عاوزة أموت .. أتلاشى .. و مرة تقوليلي سقف عقلي وقع، و أن جدران قلبي أتهدت .. وفيه حاجة بتسويني بالأرض ومرة تقوليلي العصافير بتغني في صدري..
ومرة تقوليليي عاوزة كل الرجالة يبوسوني، وأشد شعر من الجنون فتقوليلي :
- ما هو كل الرجالة يعني إنت يا حبيبي .. من إمتى وأنا حبيبك ؟ و إنتي عايشة في فلك وأنا في فلك .. توصلني منك كلمة بالتلكس وتضيع ألف .. أنا وحيد يا شهيرة .. وحيد .
- وأنا وحيدة أكتر منك يا حبيبي .
- أمال احنا في حضن بعض ازاي .
- ساكنين بالصدفة سوا في نفس الشقة على النيل وبنبص احنا الاثنين للسقف.
- بالضبط هو ده الشيء الوحيد المشتركين فيه .. للدرجة دي ممكن يتغير الناس .. أمال فين الدموع والآهات .. فين أغاني الحب .. كانت معزوفة بيانو .. عمود شعر في صحيفة يومية اتقطعت مع الأيام وبقت ورق تواليت .. ساعات بحس إن مش بس لازم نبعد كام يوم .. أبدًا .. ده إحنا لازم نتعرف على بعض من جديد .. لازم نقابل بعض صدفة في الصالون الأخضر .. و أعزمك على شاي في جروبي و اسألك على نمرة تيليفونك .. و أقوللك اسمك ايه يا مدام .
- صحيح فعلًا .
- احنا مش متجوزين يا حبيبتي .. احنا متطلقين جدًا .
- صحيح فعلًا متطلقين .
وهكذا طلقت الثقافة الرفيعه و الدكتوراه والماجستير في الهارموني والتحفة الجمالية .. د. شهيرة سرور .. لأني لم أعرف ماذا تريد ولا ماذا تحب .. ولا ماذا يرضيها .. ظننت في لحظة أن أقصى أملها أن تعيش معي .. فلما عاشت معي رأيتها تهرب مني وتعيش في غيبوبة الفاليوم .. وتنطوي على نفسها حتى تشبه قوقعة حزن.
وشككت في عقلي وتفكيري، وعدت أشد شعري من الوحدة والبؤس.
يا سادة يا كرام . .
أنا أبحث الآن عن بائعة فجل أو بائعة جرجير .. مجرد إنسانة على الفطرة لأتزوجها وأعيش معها على الفطرة البسيطة التي خلقها الله.
امرأة تنظر إلى زوجها على أنه ربها وتغسل له رجليه وتطهو طعامه، وتشاركه مشاركة التوأم في كل ما يُشركها فيه دون جدل.
امرأة تنظر إلى كل ما ينطق بها زوجها على أنه سماوي ومقدس ، وتحبه لأنها لابد أن تحبه وليس لأن عندها انفتاحًا ذاتيًا وانغلاقًا استبطانيا، يا سادة يا كرام .. أنا أعلن على الملأ أني رجل رجعي وبدائي .. وأرى للأسف الشديد أن عصر الرجل انتهى!. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ البحث عن زوجة .
يا سادة يا كرام .
أغلى شيء في الدنيا هو العلم .
والإنسان لا يتعلم مجانًا .
و إنما يستخلص المعرفة بالألم والمعاناة.
من مكتبة الحياة نأخذ علمنا الحقيقي، وليس من الكتب والأسفار .
وأقدم لكم نفسي أولًا . دكتور توفيق زكي . دكتوراه في الذرة والعلوم النووية من أمريكا، أب لولدين وزوج للمرة الثانية.
وحكاية المرة الثانية هي الموضوع .
وكالعادة كانت هناك مرة ثانية لأن الزواج الأول فشل بجدارة .
وكانت فكرتي في الزواج الأول هي البحث عن ست بيت وأم وامرأة تقدّس الحياة الأسرية، لا يهم الثقافة ولا التعليم ولا الشهادات، واخترتها ساقطة إبتدائية تكاد تفك الخط، لكن طباخة ممتازة وأستاذة في تسبيك الصواني والطواجن، وتنفيض السجاجيد وإرضاع الأطفال.
لكن كالمعتاد وبعد الشهور الأولى وبعد أن شَبَعت المعدة وامتلأت الأمعاء، وأصبحت المسألة الطريفة حكاية مكررة كل ليلة، بدأ النكد يدخل إلى البيت السعيد، وبدأت أشعر بالفجوة الهائلة بيني وبينها وبدأنا نختلف كل يوم في كل شيء . وأصبح الشارع يسمع صراخنا كل ليلة .
وبرغم نومنا متعانقين في فراش واحد كنت أشعر بأن بيننا قارات، وأن كل واحد فينا يسبح في محيط.
لم يكن هناك أي شيء مشترك يجمعنا سوى طاجن البطاطس بالفرن، وصواني المحشي وأطباق الكوسة بالباشاميل، فإذا غسلت يدي بعد الغداء عدت إلى الوحدة والغربة وكأني مجرد نزيل في فندق أجنبي.
عجزت تمامًا عن أن أشدّها إلى أي إهتمام مشترك، حتى لو إلى الصحيفة اليومية وأعمدة الأخبار وحوادث الأسبوع.
كانت إنسانة عقلها مُغلق على ثلاث غرف وصالة، لا يهمها ما يجري في فيتنام وكمبوديا ونيكاراجوا، ولا يعنيها ما يجري في جارة عربية قريبة مثل فلسطين.
ويستوي عندها أن تحترق لبنان، أو تندك بغداد أو تنفجر دمشق أو يخرج الشاه من إيران، ويحكمها خوميني أو خلقلي أو بازرجان ما دامت قد وجدت البصل في الجمعية التعاونية، والأرز عند البقال والجرجير عند الخضري.
فإذا حاولت أن أفتح معها هذه الموضوعات أسكتتني بغلظة، فإذا حاولت أن أتلطف ناولتني لكمة وهي تقول:
نام بلا وجع دماغ أنا ما صدقت نيمت الواد!
وتصوروا ما يحدث لي يا سادة في هذه الوحدة والغربة والخواء حينما أتعرف بالأخرى د. شهيرة سرور الأستاذة في الكونسرفتوار وعازفة البيانو، والحائزة على ماجستير ودكتوراه في التوزيع الكورالي وفي الهارموني من باريس.
السيدة الناعمة الحريرة التي تكاد تذوب في الفم من فرط نعومتها، والمتحدثة الرقيقة الودودة والفنانة الأنثى والنجمة التي لا ينطفيء لها تألق.
ويمكن لكم أن تتصوروا كيف أصبحت مكالماتنا في التليفون تمتد إلى خمس وست ساعات ولا نشبع، فنلتقي على النيل ثم تأخذني إلى بيتها لتسمعني معزوفة رقيقة على البيانو، ثم تحكي لي تاريخ هذه المعزوفة وكيف ومتى كتبها بيتهوفن .
نسيت أن أقول لكم أنها طُلّقت بعد زواج فاشل.
وهذا طبيعي . فمن يستطيع أن يفهم ويقدر هذه التحفة الجمالية النادرة . ومن يستطيع أن يُعاشر هذا الفن الرفيع إلا إنسان ذوّاقة.
ولقد كنت أنا ذلك الذواقة.
ولقد جُننت بها حبًا . وإمتلكتني حتى ملأت علي أقطار حياتي وأصبحت لا أرى سواها، ولا آكل سواها ولا أشرب سواها ولا أتنفس سواها.
وكان طبيعيًا أن يرتمي كل منا في حضن الآخر كأنه يتيم وجد أمه، وأن نغرق في حمى من الانصهار العذب الذي لا تجدونه إلا في الكتب والأشعار والسيمفونيات.
وكان طبيعيًا جدًا أن أطلق زوجتي وأتزوجها وأنا أحلم بأقصى الراحة، وبأني قد وجدت أخيرًا شقة خالية في صدر امرأة.
ولكن القدر خلاف الظنون، والدنيا التي أرادها الله تعبًا للكل ما لبثت أن قدمت صورة أخرى من زواج طريف غاية الطرافة.
واسمعوا معي نموذج من هذا الحوار الذي يجري بيننا.
الوقت صباحًا، وأنا أميل عليها وأمسح على شعرها في حنان وأهمس في أذنها:
فتنظر إلي نظرة فارغة كأنها لا تعرفني إطلاقًا .
وكأني رجل لقيط التقت به صدفة، وأخذته إلى بيتها و قدمت إليه طعامًا على سبيل الإحسان . و أن عليه الآن أن يرحل وأن يعود إلى حال سبيله دون كلمة.
وأقترب أكثر وأهمس في حنان:
- حبيبتي أنا جنبك .
- أنا عندي صداع يا توفيق أنا مش شايفاك. ولا شايفة حد.
وأهتف في أعماقي : يا نهار أسود عليك يا توفيق وعلى بختك . ثم أعود فأتودد إليها.
- أجيب لك كولونيا تنعش .
- سيبني لوحدي . نفسي أقعد سنين لوحدي.
سنين . سنين . نفسي أحط الحمل اللي على كتفي وأنام.
- حطيه على كتفي أنا.
- جوايا كلام كتير مش عاوز يطلع . كياني مسروق مني . بدور على عنوان نفسي مش لاقياه . متهيأ لي إني مشيت في الشارع الغلط.
- أنا مش فاهمك.
- أنا اخترتك من أربعين مليون إنسان عشان تصورت إنك حتفهمني وحا تحس بي .
- حا أحس بإيه يا حبيبتي ده إنتي معيشاني في ألغاز . دنا بنام مع أينشتين . أنا الدكتور في الذرة والعلوم النووية و اللي مسكت الإلكترون مش قادر أمسك أفكارك!
- نفسي نبعد عن بعض شوية يا توفيق .
- نعم . ؟
- يعني كده تسافر لك كام يوم إسكندرية تغير جو عشان توحشني شوية.
- كمان . أكثر من كده . ده إحنا بقالنا شهرين مقربناش لبعض .
- كمان شهر . ما يجراش حاجة .
- ده أنا بقالي خمسة أشهر بقوللك إعملي لي كيكة تبصي لي كأني باتكلم مالطي أو هيروغليفي .
- ياه ده أنا نسيت خالص حكاية الكيكة دي . عجيبة . الله يضحكك يا شيخ.
- وكل ده وإحنا في شهور العسل أمال بعدين هنعمل ايه . ده إنتي بتكلمي البيانو أكثر مني . بتعرفي عن فطور شوبان و مزاجه الشخصي أكثر من اللي بتعرفيه عني.
كل يوم برجع تعبان بعد يوم مرهق من الشغل المتواصل في العمل ألاقيكي بتقوليلي عندي انغلاق ذاتي وتقلص نفسي وانكماش روحي . . أجي ألمسك تقوليلي سيبني شوية حاسة الشمس بتغرب جوايا . عاوزة أموت . أتلاشى . و مرة تقوليلي سقف عقلي وقع، و أن جدران قلبي أتهدت . وفيه حاجة بتسويني بالأرض ومرة تقوليلي العصافير بتغني في صدري.
ومرة تقوليليي عاوزة كل الرجالة يبوسوني، وأشد شعر من الجنون فتقوليلي :
- ما هو كل الرجالة يعني إنت يا حبيبي . من إمتى وأنا حبيبك ؟ و إنتي عايشة في فلك وأنا في فلك . توصلني منك كلمة بالتلكس وتضيع ألف . أنا وحيد يا شهيرة . وحيد .
- وأنا وحيدة أكتر منك يا حبيبي .
- أمال احنا في حضن بعض ازاي .
- ساكنين بالصدفة سوا في نفس الشقة على النيل وبنبص احنا الاثنين للسقف.
- بالضبط هو ده الشيء الوحيد المشتركين فيه . للدرجة دي ممكن يتغير الناس . أمال فين الدموع والآهات . فين أغاني الحب . كانت معزوفة بيانو . عمود شعر في صحيفة يومية اتقطعت مع الأيام وبقت ورق تواليت . ساعات بحس إن مش بس لازم نبعد كام يوم . أبدًا . ده إحنا لازم نتعرف على بعض من جديد . لازم نقابل بعض صدفة في الصالون الأخضر . و أعزمك على شاي في جروبي و اسألك على نمرة تيليفونك . و أقوللك اسمك ايه يا مدام .
- صحيح فعلًا .
- احنا مش متجوزين يا حبيبتي . احنا متطلقين جدًا .
- صحيح فعلًا متطلقين .
وهكذا طلقت الثقافة الرفيعه و الدكتوراه والماجستير في الهارموني والتحفة الجمالية . د. شهيرة سرور . لأني لم أعرف ماذا تريد ولا ماذا تحب . ولا ماذا يرضيها . ظننت في لحظة أن أقصى أملها أن تعيش معي . فلما عاشت معي رأيتها تهرب مني وتعيش في غيبوبة الفاليوم . وتنطوي على نفسها حتى تشبه قوقعة حزن.
وشككت في عقلي وتفكيري، وعدت أشد شعري من الوحدة والبؤس.
يا سادة يا كرام . .
أنا أبحث الآن عن بائعة فجل أو بائعة جرجير . مجرد إنسانة على الفطرة لأتزوجها وأعيش معها على الفطرة البسيطة التي خلقها الله.
امرأة تنظر إلى زوجها على أنه ربها وتغسل له رجليه وتطهو طعامه، وتشاركه مشاركة التوأم في كل ما يُشركها فيه دون جدل.
امرأة تنظر إلى كل ما ينطق بها زوجها على أنه سماوي ومقدس ، وتحبه لأنها لابد أن تحبه وليس لأن عندها انفتاحًا ذاتيًا وانغلاقًا استبطانيا، يا سادة يا كرام . أنا أعلن على الملأ أني رجل رجعي وبدائي . وأرى للأسف الشديد أن عصر الرجل انتهى!. ❝
❞ الجزء العشرون
(عفتي والديوث )
كانت مريم في فيلا السيوفي الخاصه نائمه ولم تحس بالوقت فهي أحست بالأمان الذي افتقدته منذ زمن مع أشهب
صحوت علي رنين هاتفها العالي فكان أشهب كانت تفكر ماذا ستقول له ولكن قررت أن ترد وتعرف اخر ما يريد
واول ما فتحت الهاتف وقبل أن تنطق كلمه وجدت من يأخذ منها الهاتف وكان ترزان
فلم يتكلم ولكن كان يستمع
أشهب:انتي فين يا زفته انتي ومش بتردي ليه عليا انطقي
ترزان أشار إلي مريم ان تقول ملكش دعوه وبالفعل فتح مكبر الصوت وقالت مريم ما يريده دون أي نقاش
أشهب:يا بنت ......... انتي بتردي عليا وحيات ابوكي لموتك لما تجي
أشار ترزان الي مريم ان تقول ده لو جيت وأشار لها أن تقول مايريد دون نقاش
أشهب:اه يا ............. ايه الليله كانت حلوه ومش عاوزه تجي
مريم:اه عاوز حاجه
أشهب:ماشي يا حلوه كله بحسابه وانا بقا هوريكي ردك ده لما يزهق منك وترجعي تاني لحضن بابا أشهب يا حلوه
مريم:قولتلك مش جايه تاني ويلا اقفل يا حيوان
أشهب:اه يا ........ انا هجيبك من تحت الارض وادفنك
وقبل أن يكمل كان ترزان اقفل الخط
مريم :انت ليه خلتني اعمل كده أشهب مش هيرحمني
ترزان:دي أوامر محمود بيه انا مليش دعوه انا بنفذ الأوامر وبس وتركها وخرج ولا يعلم لماذا قلبه اعتصر الما من الكلام الذي قاله أشهب بالرغم أنه يعلم أنها مشهوره بافعالها المحرمه ولكن احس انها بداخلها انسانه تانيه غير هذه القشره الخارجيه فظل فتره ينظر الي الباب المغلق وعقله شارد إلي أن رن هاتفه وكان محمود
محمود:ايه يا ترزان ايه الأحوال
ترزان:سرد له كل ما حدث
محمود:طيب خليكم عندكم واوعوا تمشوا ولو عاوزين زياده عدد قولي
ترزان:لا يا محمود بيه بس انا اقول لحضرتك علي حاجه
محمود:قول انت عارف انا بعتبرك واحد من ولادي
ترزان:عارف والله يا محمود بيه بس انا مش عارف ليه حاسس ان في حاجه غلط في الست دي
محمود:حاجه غلط ذي ايه
ترزان:حاسس انها واحده تانيه غير اللي باينه قدامنا دي
محمود لاول مره لا يعرف ماذا يقول وطال صمته إلي أن قاطعه صوت ترزان
ترزان:انا اسف لو كنت تجاوزت حدودي
محمود:لا يا ابني انا قولتلك انت ابني الثالث مفيش الكلام ده بينا بص انا مش هقدر اقولك إلا أن دي بنت بنوته ولو اللي اسمه أشهب ده حول يجي أو حتي يتعرضلها امحيه من علي وش الأرض
محمود قال كلام ولا يعرف مقدر صدمه ترزان
ترزان حول أن يعرف سبب كلام محمود
ترزان:حاضر يا محمود بيه بس ممكن اعرف ازاي ميمي اللي الكل عارف انها لامؤاخذه تطلع بنت
محمود:لما هجي هقولك بس خد بالك كويس
ترزان:من امتي حضرتك بتخاف كده من حراستي
محمود:انا مش خايف بس ممكن أشهب يعمل اي حاجه ابسط الأوامر يقول مراتي واحنا خطفنها
ترزان :مراته ازاي وبيعمل كده
محمود:الموضوع يطول شرحه لما اجي هتعرف كل حاجه سلام
ترزان:سلام يا محمود بيه
اقفل الهاتف وعقله ظل يدور بدوائر مغلقه ولا يعرف لماذا ونزل الي تحت ولكن تذكر أنها لم تأكل شي من الصباح الباكر فدخل الي المظبخ لاول مره منذ عمله مع محمود
وجهز لها ما تشتهي الأنفس لانه كان بارع في الطهي ويحبه جداااا وبعد ما يقارب من ساعتين كان انها كل شي
كانت مريم في هذه الأثناء تأخذ الغرفه ذهابا وإياباً إلي أن دخلت البلكونه
فكان المنظر رائع فهذه الغرفه تطل علي البحر وهي تعشقه وتعشق اشياء كثيره ولكن كل شي راح منذ زوجها من أشهب اينعم كانت مع والدها ليسه بخير بس كانت تفعل ما تريد لانه لم يكن يهتم بها كما ينبغي
فظلت علي وقفتها إلي أن سمعت صوت طرق علي الباب
فسمحت بالدخول للطارق فدخل ترزان معه طاوله عليها ما لذ وطاب
وكانت مريم جائعه جدااااا فهي لم تأكل شي منذ أن بدءت سرد قصتها الا المزه وهي لا تكفي للاشباع
فذهبت اليه ولكن اصطنعت أنها لا تريد الاكل
مريم:ايه ده انت جايبه من مطعم....... انا بحب المطعم
ده بس انا مش جعانه
ترزان :ده من مطعم ترزان
مريم:انا اول مره اسمع عن المطعم ده احسن يكون وقبل أن تكمل تذكرت اسمه هو عندما نادي عليه محمود فقالت في تردد انت اللي عملت الاكل ده
ترزان:اه انا
مريم:هو انت بتعرف تعمل اكل
ترزان:دوقي واحكمي
مريم أخذ معلقه من الملوخيه ووضعتها علي الأرز وتذوقتها اممممممم وكان هذا ردها قبل أن تنطق
فرح ترزان كثيرا أن الاكل اعجبها
مريم:واوووو ده تحفه انت ازاي شاطر كده
ترزان:انا بحب الطبخ من ايام الجامعه
مريم ابتدءت تاكل وهي مستمتعه جداااا
مريم: بجد الاكل تحفه انا مش عارفه انت ازاي تقدر تعمله حلو كده
ترزان كان مبسوط جدااااا بكلامه ورد عليها وهو في قمه سعادته انا علي قدي خالص انتي اكيد بتجمليني
مريم وهي ما زالت تاكل لا والله ده حلو اووي انت ما دوقتوش ولا ايه
ترزان:اكيد لا
مريم مدت يديها وبمعلقه فيها بعض من الأرز ووضعتها في فمه سريعا
فأخذها وكأنه اكل قطعه من فاكهه الجنه ولكنه اتسعت حدقه عينه من الصدمه
مريم أحست أنها تمدت في تصرفها ولا تعرف لماذا ارتاحت في الكلام مع هذا الترزان وفرجعت الي الخلف خطوتين وقالت :انا اسفه انا مش عارفه انا ازاي عملت كده
ترزان وهو ينظر الي عيونها التي انخفضت ارضا سريعا
ترزان:لا ابدا ماتتاسفش انا اللي اسف اني قعدت هنا وما نفذتش الأوامر بس والله انا مش عارف انا ازاي ارتاحت بالكلام معاكي انا اسف مره تانيه وخرج سريعا ولكن قلبه ما زال بداخل الغرفه
وكانت هي بالداخل توقفت عن الأكل وسرحت في تصرفها التلقائي ولا تعرف لماذا أحست بدقه في قلبها وأخذت تفكر
~~~~~~~~~~
عن سيف في المستشفي كانت شاهيناز واقفه تستمع خلف الباب ولا تعرف أن رسلان واقف خلفها من نص الكلام ولكن صدمته من الذي سمعه لم تجعله يتصرف معاه باي شي
ولكن عن كلمه معينه لم يسكت وهي أن شاهيناز أخرجت تليفونها واتصلت علي أباها
وقالت :يا بابا خلص حالا
فوضع يده علي كتفها وادخلها الغرفه بالقوه
انصدموا من رؤيتها مره واحده ورسلان معاها هكذا
شاهيناز:انت مين سابني
محمود:في ايه يا ابني فاهمني
شاهيناز انتبهت أنه رسلان من يمسكها
شاهيناز بغضب اوعا سابني انت عاوز ايه مني
رسلان:اقولك عاوز ايه يا بنت عمي الغاليه قولهم كنت واقفه بتتصنتي عليهم ليه واتصلت علي عمي يخلص ايه
محمود:انت كنتي بتسمعنا
رسلان:اه يا بابا انا جيت من اكتر من ساعه وهي واقفه بره وبعدين اتصلت علي عمي تقوله خلص حالا
سيف:يخلص ايه يا هانم
شاهيناز لا تعرف ماذا تقول وظلت علي صمتها فتره والكل يتراقب ردها
سيف بغضب وصوت عالي :انطقي
شاهيناز اهتز جسدها من صوته وقالت بتردد انا مااعرفش هو بيكلم عن ايه
رسلان أمسك هاتفها من يدها وصرخ فيها افتحه
فامتنعت بالاول ولكن محمود صرخ فيها أيضا افتحه
ففتحته وجلب سجل المكالمات واورهم أنها اتصلت من خمس دقائق
شاهيناز:انا مش عارفه لو انا اتصلت علي باباي ايه المشكله
رسلان:المشكله انك قولتله خلص يخلص علي ايه
شاهيناز :يخلصلي ورق انا عاوزه
سيف :واشمعنا دلوقتي وانتي بتسمعنا ومستخبيه ذي الحراميه
شاهيناز:يوووه هو تحقيق
محمود :صفعها صفعه قويه طاحت بوجهها الجهه الأخري
وقال:انتي مش هتبطلي انانيه ايه رايك انتي مش خارجه من هنا الا لما تقوللنا كنتي عاوزه يخلص ايه
شاهيناز:وهي تبكي يعني أنا محبوسه هنا ليه انا عيانه
محمود:لو عاوزني اخليكي عيانه عيوني بس هخليكي عيانه بعضمك اللي هيكسر
شاهيناز خافت جداااا ورجعت الي الخلف حتي اصطدمت بكرسي فجلست عليه
ظلوا فتره يراقبونها حتي عال صوت هاتفها وكان المتصل
يتبع. ❝ ⏤داليا ماجد خاطر (ملكه زماني)
❞ الجزء العشرون
(عفتي والديوث )
كانت مريم في فيلا السيوفي الخاصه نائمه ولم تحس بالوقت فهي أحست بالأمان الذي افتقدته منذ زمن مع أشهب
صحوت علي رنين هاتفها العالي فكان أشهب كانت تفكر ماذا ستقول له ولكن قررت أن ترد وتعرف اخر ما يريد
واول ما فتحت الهاتف وقبل أن تنطق كلمه وجدت من يأخذ منها الهاتف وكان ترزان
فلم يتكلم ولكن كان يستمع
أشهب:انتي فين يا زفته انتي ومش بتردي ليه عليا انطقي
ترزان أشار إلي مريم ان تقول ملكش دعوه وبالفعل فتح مكبر الصوت وقالت مريم ما يريده دون أي نقاش
أشهب:يا بنت ..... انتي بتردي عليا وحيات ابوكي لموتك لما تجي
أشار ترزان الي مريم ان تقول ده لو جيت وأشار لها أن تقول مايريد دون نقاش
أشهب:اه يا ....... ايه الليله كانت حلوه ومش عاوزه تجي
مريم:اه عاوز حاجه
أشهب:ماشي يا حلوه كله بحسابه وانا بقا هوريكي ردك ده لما يزهق منك وترجعي تاني لحضن بابا أشهب يا حلوه
مريم:قولتلك مش جايه تاني ويلا اقفل يا حيوان
أشهب:اه يا .... انا هجيبك من تحت الارض وادفنك
وقبل أن يكمل كان ترزان اقفل الخط
مريم :انت ليه خلتني اعمل كده أشهب مش هيرحمني
ترزان:دي أوامر محمود بيه انا مليش دعوه انا بنفذ الأوامر وبس وتركها وخرج ولا يعلم لماذا قلبه اعتصر الما من الكلام الذي قاله أشهب بالرغم أنه يعلم أنها مشهوره بافعالها المحرمه ولكن احس انها بداخلها انسانه تانيه غير هذه القشره الخارجيه فظل فتره ينظر الي الباب المغلق وعقله شارد إلي أن رن هاتفه وكان محمود
محمود:ايه يا ترزان ايه الأحوال
ترزان:سرد له كل ما حدث
محمود:طيب خليكم عندكم واوعوا تمشوا ولو عاوزين زياده عدد قولي
ترزان:لا يا محمود بيه بس انا اقول لحضرتك علي حاجه
محمود:قول انت عارف انا بعتبرك واحد من ولادي
ترزان:عارف والله يا محمود بيه بس انا مش عارف ليه حاسس ان في حاجه غلط في الست دي
محمود:حاجه غلط ذي ايه
ترزان:حاسس انها واحده تانيه غير اللي باينه قدامنا دي
محمود لاول مره لا يعرف ماذا يقول وطال صمته إلي أن قاطعه صوت ترزان
ترزان:انا اسف لو كنت تجاوزت حدودي
محمود:لا يا ابني انا قولتلك انت ابني الثالث مفيش الكلام ده بينا بص انا مش هقدر اقولك إلا أن دي بنت بنوته ولو اللي اسمه أشهب ده حول يجي أو حتي يتعرضلها امحيه من علي وش الأرض
محمود قال كلام ولا يعرف مقدر صدمه ترزان
ترزان حول أن يعرف سبب كلام محمود
ترزان:حاضر يا محمود بيه بس ممكن اعرف ازاي ميمي اللي الكل عارف انها لامؤاخذه تطلع بنت
محمود:لما هجي هقولك بس خد بالك كويس
ترزان:من امتي حضرتك بتخاف كده من حراستي
محمود:انا مش خايف بس ممكن أشهب يعمل اي حاجه ابسط الأوامر يقول مراتي واحنا خطفنها
ترزان :مراته ازاي وبيعمل كده
محمود:الموضوع يطول شرحه لما اجي هتعرف كل حاجه سلام
ترزان:سلام يا محمود بيه
اقفل الهاتف وعقله ظل يدور بدوائر مغلقه ولا يعرف لماذا ونزل الي تحت ولكن تذكر أنها لم تأكل شي من الصباح الباكر فدخل الي المظبخ لاول مره منذ عمله مع محمود
وجهز لها ما تشتهي الأنفس لانه كان بارع في الطهي ويحبه جداااا وبعد ما يقارب من ساعتين كان انها كل شي
كانت مريم في هذه الأثناء تأخذ الغرفه ذهابا وإياباً إلي أن دخلت البلكونه
فكان المنظر رائع فهذه الغرفه تطل علي البحر وهي تعشقه وتعشق اشياء كثيره ولكن كل شي راح منذ زوجها من أشهب اينعم كانت مع والدها ليسه بخير بس كانت تفعل ما تريد لانه لم يكن يهتم بها كما ينبغي
فظلت علي وقفتها إلي أن سمعت صوت طرق علي الباب
فسمحت بالدخول للطارق فدخل ترزان معه طاوله عليها ما لذ وطاب
وكانت مريم جائعه جدااااا فهي لم تأكل شي منذ أن بدءت سرد قصتها الا المزه وهي لا تكفي للاشباع
فذهبت اليه ولكن اصطنعت أنها لا تريد الاكل
مريم:ايه ده انت جايبه من مطعم.... انا بحب المطعم
ده بس انا مش جعانه
ترزان :ده من مطعم ترزان
مريم:انا اول مره اسمع عن المطعم ده احسن يكون وقبل أن تكمل تذكرت اسمه هو عندما نادي عليه محمود فقالت في تردد انت اللي عملت الاكل ده
ترزان:اه انا
مريم:هو انت بتعرف تعمل اكل
ترزان:دوقي واحكمي
مريم أخذ معلقه من الملوخيه ووضعتها علي الأرز وتذوقتها اممممممم وكان هذا ردها قبل أن تنطق
فرح ترزان كثيرا أن الاكل اعجبها
مريم:واوووو ده تحفه انت ازاي شاطر كده
ترزان:انا بحب الطبخ من ايام الجامعه
مريم ابتدءت تاكل وهي مستمتعه جداااا
مريم: بجد الاكل تحفه انا مش عارفه انت ازاي تقدر تعمله حلو كده
ترزان كان مبسوط جدااااا بكلامه ورد عليها وهو في قمه سعادته انا علي قدي خالص انتي اكيد بتجمليني
مريم وهي ما زالت تاكل لا والله ده حلو اووي انت ما دوقتوش ولا ايه
ترزان:اكيد لا
مريم مدت يديها وبمعلقه فيها بعض من الأرز ووضعتها في فمه سريعا
فأخذها وكأنه اكل قطعه من فاكهه الجنه ولكنه اتسعت حدقه عينه من الصدمه
مريم أحست أنها تمدت في تصرفها ولا تعرف لماذا ارتاحت في الكلام مع هذا الترزان وفرجعت الي الخلف خطوتين وقالت :انا اسفه انا مش عارفه انا ازاي عملت كده
ترزان وهو ينظر الي عيونها التي انخفضت ارضا سريعا
ترزان:لا ابدا ماتتاسفش انا اللي اسف اني قعدت هنا وما نفذتش الأوامر بس والله انا مش عارف انا ازاي ارتاحت بالكلام معاكي انا اسف مره تانيه وخرج سريعا ولكن قلبه ما زال بداخل الغرفه
وكانت هي بالداخل توقفت عن الأكل وسرحت في تصرفها التلقائي ولا تعرف لماذا أحست بدقه في قلبها وأخذت تفكر
~~~~~~~~~~ عن سيف في المستشفي كانت شاهيناز واقفه تستمع خلف الباب ولا تعرف أن رسلان واقف خلفها من نص الكلام ولكن صدمته من الذي سمعه لم تجعله يتصرف معاه باي شي
ولكن عن كلمه معينه لم يسكت وهي أن شاهيناز أخرجت تليفونها واتصلت علي أباها
وقالت :يا بابا خلص حالا
فوضع يده علي كتفها وادخلها الغرفه بالقوه
انصدموا من رؤيتها مره واحده ورسلان معاها هكذا
شاهيناز:انت مين سابني
محمود:في ايه يا ابني فاهمني
شاهيناز انتبهت أنه رسلان من يمسكها
شاهيناز بغضب اوعا سابني انت عاوز ايه مني
رسلان:اقولك عاوز ايه يا بنت عمي الغاليه قولهم كنت واقفه بتتصنتي عليهم ليه واتصلت علي عمي يخلص ايه
محمود:انت كنتي بتسمعنا
رسلان:اه يا بابا انا جيت من اكتر من ساعه وهي واقفه بره وبعدين اتصلت علي عمي تقوله خلص حالا
سيف:يخلص ايه يا هانم
شاهيناز لا تعرف ماذا تقول وظلت علي صمتها فتره والكل يتراقب ردها
سيف بغضب وصوت عالي :انطقي
شاهيناز اهتز جسدها من صوته وقالت بتردد انا مااعرفش هو بيكلم عن ايه
رسلان أمسك هاتفها من يدها وصرخ فيها افتحه
فامتنعت بالاول ولكن محمود صرخ فيها أيضا افتحه
ففتحته وجلب سجل المكالمات واورهم أنها اتصلت من خمس دقائق
شاهيناز:انا مش عارفه لو انا اتصلت علي باباي ايه المشكله
رسلان:المشكله انك قولتله خلص يخلص علي ايه
شاهيناز :يخلصلي ورق انا عاوزه
سيف :واشمعنا دلوقتي وانتي بتسمعنا ومستخبيه ذي الحراميه
شاهيناز:يوووه هو تحقيق
محمود :صفعها صفعه قويه طاحت بوجهها الجهه الأخري
وقال:انتي مش هتبطلي انانيه ايه رايك انتي مش خارجه من هنا الا لما تقوللنا كنتي عاوزه يخلص ايه
شاهيناز:وهي تبكي يعني أنا محبوسه هنا ليه انا عيانه
محمود:لو عاوزني اخليكي عيانه عيوني بس هخليكي عيانه بعضمك اللي هيكسر
شاهيناز خافت جداااا ورجعت الي الخلف حتي اصطدمت بكرسي فجلست عليه
ظلوا فتره يراقبونها حتي عال صوت هاتفها وكان المتصل
يتبع. ❝