█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ مقال الجنس اللطيف كاملاً
ما يقال من أن المرأة جنة وارفة وروضة ظليلة وراحة و سعادة و نعمة إلهية .. صحيح ..
و ما يقال من أنها جحيم .. و عذاب مقيم .. و تعب فى تعب .. و غلب أزلى .. صحيح أيضا .
و لن تعرف المرأة إلا إذا جربتها على وجهيها .. و ذقتها حلوة و مرة .. و عشت معها قاضيا تحكم عليها و متهما تحكم عليك .. و سجانها و سجينها فى نفس الوقت ..
و مهما يقال عن الحب بين الرجل و المرأة ، فالحب قطعا ليس العاطفة الوحيدة التى تربط الجنسين .. فهناك أيضا الحرب .. الحرب الدائمة بين الجنسين .
التعاون على المعاش .. و التناحر على السيادة .
و المرأة لا يكفيها أن تكون سيدة على بيت الرجل و قلب الرجل .. و إنما تريد أن تكون سيدة على عقلة و أفكاره .. تريد أن تستأثر بكل ذرة من اهتمامه .
و الرجل بالمثل يريد أن تكون كل فكرة فى رأس المرأة التى يحبها هى فكرة خاصة به .
لا يكفيه أنها تعد له الطعام و تدبر البيت و تربى الأطفال ، و إنما يريد أن يتم كل شىء من هذه الأشياء بإشارته و أمره و تدبيره .. يريد أن يمتلك جسم امرأته و عقلها و عواطفها .
هناك محاولات متبادلة للاحتكار ووضع اليد .. و الشاطر اللى يركب الأول ..
كل واحد يريد أن يمسك بزمام الآخر .
هناك أشياء أخرى غير الحب و الحنان .. أهم من الحب و من الحنان .. هى السيطرة و بسط النفوذ و القوة .
و المرأة تحب .. و حبها يلقى بها فى دوامة من القلق و يضعفها و يخضعها و يضيعها .. و هى تكره نفسها لأنها تحب و تضعف و تهون إلى هذه الدرجة .. و حبها و كراهيتها يتحدان معا فى سلوكها نحو الرجل فتسعى إلى امتلاكه لتضمن أن حبها الذى بذلته لن يضيع .. و لتشعر أنها تودع نقودها فى خزانة تملك مفتاحها .
و الرجل يعانى من نفس الموقف .. و لكن مشكلته أكبر لأنه يدرك أن ضياع شخصيته فى الحب هو نفس الوقت ضياع لعمله و حيثيته وقيمته و نجاحه فى المجتمع .. رجل بلا شخصية .. معناها رجل بلا رجولة .. بلا مستقبل فى أى شىء .. ضياع نهائى .. و هو لهذا يتمسك أكثر بأن يسود المرأة و يخضعها و يمتلكها .
و صراع القوة بين الاثنين يولد الخوف و التربص و الكراهية و القسوة ..
كل واحد يحب و يكره فى نفس الوقت .. يكره أن يضعف .. يكره أن يخضع ..
و النتيجة أن تتحول العلاقة بين الاثنين إلى علاقة معقدة .
لا نجد ذلك الحب البسيط الواضح .. و إنما نجد دائما عاطفة متوترة متناقضة غامضة .. فيها الحب .. و فيها العداء .
و يصبح كل جنس بالنسبة للآخر ملاكا و شيطانا فى نفس الوقت .. بلسما رحيما .. و جلادا قاسيا ..
و لا أحد يدعى على الآخر دعوى ليست فيه .. و إنما هى الحقيقة .
كل منهما .. ملاك رحيم .. و جلاد رجيم فعلا .
و انت إن لم تشعر أحيانا برغبة فى أن تشتم المرأة و تحمل عليها حملة شعواء ، و تشكوها لطوب الأرض .. فأنت لن تكون قد فهمت المرأة .. و لا فهمت نفسك ..
لا بد من سيل من القبلات و الصفعات .. ليشعر كل واحد أنه قال ما عنده ..
لابد من موشح من الردح الأصلى يضاف إلى قلائد من الشعر و المديح .. حتى تتوازن الكفة .. و يشيل الكلام بعضه .. على رأى البقالين ..
اسمحن لى يا ستات .. أن أشتمكن و لو مرة واحدة .. بعد عشر سنوات قدمت فيها كل ما فى دواوين الشعر من عبادة و إجلال .. حتى أنام مطمئنا بأنى قد صفيت حسابى .
* المرأة تتحدث دائما عن إخلاصها للرجل الذى هجرها .. لتهتف باكية .. الرجال كلاب .. خونة .. غدارون .. و تنسى أن تتحدث عن الرجال الذين أخلصوا لها و غدرت بهم .. لأنها فى الغالب .. لم تلحظهم ..
* * كل أحاديث المرأة فى فترة الخطوبة عن غرامها بالثقافة و الفلسفة و الفكر هى أكاذيب تكتشفها حقائق أول أسبوع بعد الدخلة .. حينما تبدأ الأحاديث تدور حول الفساتين و الموضة و تسريحات الشعر .
كلهن فى هذا الهم سواء .. من حاملات الدكتوراه .. إلى حاملات الاعدادية .. إلى حاملات الطشوت ..
* لا تصدق أن غيرة المرأة حب و شكها غرام .. و إنما غيرتها دائما عذر تنتحله لتمتلك و تحجر عليك و تستولى على حريتك .. إنها الأنانية بعينها ..
و الغريبة أنها بعد أن تستولى عليك و تطمئن إلى خضوعك .. تلقى بك فى أول مزبلة .. و تبحث عن غيرك .
حذار أن تمتلك زوجتك .. و تطمئن إلى طاعتك ..
* الغسالة الكهربائية و الكناسة الكهربائية و حلة الطبخ الأوتوماتيكية أراحت الزوجة جدا .. و جعلتها تتفرغ لنتف ريش الزوج الغلبان ووجع دماغه .. كان يجب على الرجل أن يخترع شفاطة كهربائية تشفط صوت زوجته و ثرثرتها .
* نصيحة مخلصة .. اعتمدوا على المكانس اليدوية فإنها مفيدة لكنس النكد أيضا .
* حينما تقول لك المرأة .. لا تلمسنى عيب .. إياك .. أنا لا أعرف إلا الهوى الأفلاطونى .. أنا لا أحب ذلك الشىء الآخر .. فإنها تكون فى الواقع تفكر فى ذلك الشىء الآخر بشدة ..
* من السهل أن تعثر كل يوم على امرأة تكره امرأة و كيد لها .. و من الصعب جدا أن تعثر على امرأة تخلص لامرأة أخرى الصداقة و الود .. فالصداقة فن من اختراع الرجل وحده ..
* المرأة تحرص على أن يكون لها جيش من العيال ليزداد عدد الأصوات التى تصوت فى صالحها فى خناقة كل يوم .
* أبغض شىء إلى قلب المرأة خلفة البنات .. لأنها فى الواقع لا تحب جنسها ..
* الحماة أول جهاز مخابرات فى العالم ..
* المرأة تتمسك بشدة بصحبة النساء الأقبح منها ..
* الصحافة و الاذاعة و التليفزيون و السينما و الجاسوسية هى أصلح المهن للمرأة ، لأنها بطبيعتها تملك حاسة قوية تشم بها الأخبار .. و لأنها ثرثارة .. محبة للظهور .. ممثلة .. مغرمة بالوشاية ..
أما المهن التى اشتهرت المرأة بإجادتها .. كالطبخ و الكنس و الحياكة و الموضات فهى دعابة لاستدراج الأزواج إلى العش السعيد .. بينما الحقيقة أن الرجل هو سيد هذه المهن أيضا فأمهر الطباخين و الترزية و المكوجية و الزبالين و مصممى الأزياء رجال ..
و المرأة حينما تتعلل فى العادة بانها لا تستطيع مزاحمة الرجل فى أعماله لأنها لا تملك عضلاته تكذب مرة اخرى .. فالتلحين لا يحتاج إلى عضلات و مع ذلك لم نسمع طول عمرنا عن ملحنة واحدة ذات وزن .
و الفلسفة لا تحتاج إلى عضلات و مع ذلك لم نقرا عن فيلسوفة واحدة ..
و الله لم يختر لحمل رسالته نبيات .. و إنما اختار أنبياء .. مع أن النبوة لا حاجة بها إلى عضلات .. و كل ما يحتاجه النبى .. قلبه .. و لسانه ..
* الملاحظ أن الزوجة إذا كانت ست بيت فإن حديثها يصبح دائما خناقة يومية مع الزوج ليسمح لها بالعمل مثل صاحباتها اللاتى يعملن ممرضات و مدرسات و مهندسات .. و الواحدة لازم تكافح .. و يعنى الواحدة بتتعلم عشان تتسجن فى البيت .
و الغريبة أن الصاحبات المكافحات فى نفس الوقت لا شاغل لهن كل يوم غير الشجار و النقاش مع أزواجهن ليقعدن فى البيت .. و بلا شغل و بلا نيلة .. عاوزين نشوف بيوتنا .. خدنا إيه من الخيلة الكدابة دى .. فإذا وافق الأزواج على قعودهن فى البيت .. تبدأ الزوجات فى البكاء طلبا لخدامة .. تشوف البيت .. و أيدينا اتقطعت م الشغل قطيعة الجواز و سنينه .. فإذا أحضر الأزواج الخدامة ، بدات الزوجات تختلقن أسبابا لطردها .. و قطيعة الخدامين و سنينهم .. الواحدة رايحة جاية عينيها فى وسط رأسها .
و هن يطلبن الخلفة .. فإذا لم تجىء الخلفة شتمن الزوج .. و إذا جاءت الخلفة شتمن الخلفة .. و قطيعة العيال و جلبهم .. شيء يحير ..
* تظل الزوجة تشكو زوجها لطوب الأرض .. المجرم الخباص .. الخاين .. الهلاس .. اللى ما يتمرش فيه العيش و الملح .. و تغضب عند أمها .. و تعتصم عند خالتها .. حتى يموت الزوج الغلبان .. فتقف الزوجة فى جنازته بكل بجاحة و تشق هدومها و تحل شعرها و تفقع بالصوت .. يا جملى .. يا سبعى ..
* متأسف لهذه الحملة الشعواء على المرأة .. إنها حملة موسمية كالخماسين يعرفها الأزواج السعداء .. و يحتاجون إليها بشدة أحيانا .. و حانعمل إيه .. فى الجنس الحلو الذى نموت فيه .. و نموت منه ..
. ❝
❞ والدول الكبرى تتسابق الآن في التخلص من ترساناتها من الأسلحة القديمة بإلقائها في حروب فيتنام وكوريا ونيجيريا وبيعها للدول المتخلفة .. وآخر خبر أن تشيعها في جنازة رسمية وتلقي بها في البحر.
فليس من حسن السمعة أن تحتفظ الدولة الكبرى في ترساناتها بسلاح ضعيف .. وأمثال تلك الاسلحة الرحيمة التي لا تقتل إلا ألوفًا يجب أن تدفن في مقبرة تليق بها ..
هي إذن جنازة لتشييع الرحمة والرفق والرقة لتدفن وتغيب عن سمع العصر الجديد وبصره .. عصر الموت الشامل والقتل الصاعق بضغطة على زر بدون حاجة إلى مواجهة أو شجاعة .. فالشجاعة والفروسية هي إيضا موضة قديمة يجب ان تدفن .. ونحن اليوم في عصر القتل بنذالة .. وترك المواجهة ليتولاها ميكروب في الظلام أو سم قاتل يتسلل في خفاء إلى العروق أو غاز بلا رائحة يتلصص إلى الصدور بينما أصحاب هذه الصدور يتنفسون غافلين في أمان ..
إنها حرب الست ثواني !!
وقتال المكيدة .. والطعن في الظهر .. والشراك الإلكتروني الغادر . لن يستطيع الجندي الغالب في حرب المستقبل أن يقول .. أنا بطل .. ولا الجندي المغلوب أن يقول .. أنا شهيد .. لأن البطولة سوف تتوارى ليحل محلها المكر واللؤم ..
سوف تنتصر الميكروبات وتكسب لنا الحروب !!
سوف تكون ماريشالات المستقبل !!
يا له من تقدم ؟!!
أخيرا .. عرف الإنسان مكانه ..
خلف الميكروب ..
ووراء الفيروس ..
وتحت قيادة الجراثيم !!
كتاب ˝ الشيطان يحكم ˝ . ❝
❞ مصارحة النفس :
على مَنْ يُريد مواجهة نفسه أنْ يقف أمام المرآة بحيث يحاكم ذاته كمَنْ يقف أمام القاضي في المحكمة ، يعاقبها على ما اقترفت من أخطاء ، ربما يرمي بها بين قضبان السجن جزاءً على ما أذنبت حياله ، ربما يجلدها مرات ومرات ، ويسامحها ويعفو عنها مرات أخرى ، ربما يجد فيها الخير ويعثر على جوانب الشر أيضاً ، ربما يتحكم فيما يصدر عنه من أقوال وأفعال فيما بَعْد ، يقارن بين ما آل إليه الآن وبين حاله في الماضي ، ينظر لما عانى منه من حرمان ومواطن العز التي يهنأ بينها ويغترف منها في أغلب الوقت ، ربما ينزوي بها وقت الضيق ويتمكن من إخراجها منه بسهولة ويُسر وربما يغوص أكثر في تلك المنطقة الحالكة التي تُشكِّل الجزء الغالب من شخصيته في بعض الأوقات ، ربما يتقدم للأمام أو ينغمس فيما مضى ولا يصيبه سوى الندم والآلام ، ربما يُنقذها مما تكابده أو يساهم في ضياعها أكثر مما كانت ، ربما يجد في ترياقه الأمل أو يستمر في درب اليأس والأحزان ، ربما يتوقف لوهلة ليرى نتيجة ما قدَّمه الآن ، ربما يستمر في اللوم أو يتغاضى عما ولَّى ويستأنف طريقه بكل حماس وهِمة ، ربما يسقط ويرغب في إفناء الحياة ، فذلك هو دور النفس حينما تُصارح ذاتها وتُقِر بكل ما فيها من تناقضات حينها فقط قد تتمكن من التَغيُّر للأفضل وإنْ كانت على درجة عالية من الانفلات والتَسيُّب والانحدار واللامبالاة ، فلا يوجد امرؤ يرغب في استكمال حياته في مزيد من الآثام والزلل التي لا تتوقف ، فلا بد من وقفة كتلك حتى يمحو بها آثار كل ما قدَّم سواء كان كبيراً أو ضئيلاً لا يكاد يُرى بالعين المجردة أو يراه شخص سواه ...
#خلود_أيمن # خواطر #KH . ❝
❞ وأصل المعاصي كُلها العجز ، فإن العبد يعجز عن أسباب أعمال الطاعات ، وعن الأسباب التي تبعده عن المعاصي ، وتحول بينه وبينها ، فيقع في المعاصي ، فجمع هذا الحديث الشريف في استعاذته أصول الشر وفروعه ، ومباديه وغاياته ، وموارده ومصادره ، وهو مشتمل على ثماني خصال ، كُلُّ خصلتين منها قرينتان فقال ﷺ ( أعُوذُ بِكَ مِنَ الهم والحَزَنِ ) ، وهما قرينان فإن المكروه الوارد على القلب ينقسِمُ باعتبار سببه إلى قسمين ، فإنه إما أن يكون سببه أمراً ماضياً ، فهو يُحدِث الحَزَنَ ، وإما أن يكون توقع أمر مستقبل ، فهو يُحدث الهم ، وكلاهما من العجز ، فإن ما مضى لا يُدفع بالحزن ، بل ،بالرضى والحمد والصبر والإيمان بالقدر ، وقول العبد ( قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ) ، وما يُستقبل لا يُدفع أيضاً بالهم ، بل إما أن يكون له حيلة في دفعه ، فلا يعجز عنه ، وإما أن لا تكون له حيلة في دفعه ، فلا يجزع منه ، ويلبس له لباسه ، ويأخذ له عُدته ، ويتأهب له أهبته اللائقة به ، ويَسْتَجِن بجُنَّة حصينة من التوحيد والتوكل ، والانطراح بين يدي الرب تعالى ، والاستسلام له والرضى به رباً في كل شيء ، ولا يرضى به رباً فيما يحب دون ما يكره ، فإذا كان هكذا ، لم يرض به رباً على الإطلاق ، فلايرضاه الرب له عبداً على الإطلاق ، فالهم والحَزَنُ لا يَنفَعَانِ العبد البتة ، بل مضرَّتُهما أكثر من منفعتهما ، فإنهما يُضعفان العزم ، ويُوهنان القلب ، ويحولان بين العبد وبين الاجتهاد فيما ينفعه ويقطعان عليه طريق السير ، أو يُنكسانه إلى وراء أو يعوقَانِهِ ويَقِفَانه ، أو يَحْجُبانه عن العَلَمِ الذي كلما رآه شمر إليه وجد في سيره ، فهما حمل ثقيل على ظهر السائر ، بل إن عاقه الهم والحزن عن شهواته وإراداته التي تضره في معاشه ومعاده انتفع به من هذا الوجه ، وهذا من حكمة العزيز الحكيم أن سلط هذَيْنِ الجندَيْنِ على القلوب المعرضة عنه ، الفارغة من محبته ، وخوفه يرضاه ، ورجائه والإنابة إليه والتوكل عليه والأنس به والفرار إليه والانقطاع إليه ، ليردها بما يبتليها به من الهموم والغموم والأحزان والآلام القلبية عن كثير من معاصيها وشهواتها المُرْدِية ، وهذه القلوب في سجن من الجحيم في هذه الدار ، وإن أريد بها الخير كان حظها من سجن الجحيم في معادها ، ولا تزال في هذا السجن حتى تتخلص إلى فضاء التوحيد والإقبال على الله والأنس به وجعل محبته في محل دبيب خواطر القلب ووساوسه ، بحيث يكون ذكره تعالى وحبه وخوفه ورجاؤه والفرح به والابتهاج بذكره هو المستولي على القلب الغالب عليه ، الذي متى فقده فقد قُوتَهُ الذي لا قوام له إلا به ولا بقاء له بدونه ، ولا سبيل إلى خلاص القلب من هذه الآلام التي هي أعظم أمراضه وأفسدها له إلَّا بذلك ، ولا بلاغ إلا بالله وحده ، فإنه لا يُوصل إليه إلا هو ، ولا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يَصِرف السيئاتِ إِلَّا هو ، ولا يدلُّ عليه إلا هو ، وإذا أرادَ عَبْدَه لأمر هيَّأه له ، فمنه الإيجاد ومنه الإعداد ومنه الإمداد وإذا أقامه في مقام أي مقام كان ، فبحمده أقامه فيه وبحكمته أقامه فيه ، ولا يليق به غيره ولا يصلح له سواه ، ولا مانع لما أعطى الله ، ولا معطي لما يمنع فيكون بمنعه ظالماً له ، بل إنما منعه ليتوسل إليه بمحابه ليعبده ، وليتضرع إليه ويتذلل بين يديه ويتملقه ، ويُعطي فقره إليه حقه ، بحيث يشهد في كل ذرة من ذراته الباطنة والظاهرة فاقة تامة إليه على تعاقب الأنفاس ، وهذا هو الواقع في نفس الأمر ، وإن لم يشهده العبد فلم يمنع الرب عبده ما العبد محتاج إليه بخلاً منه ، ولا نقصاً من خزائنه ، ولا استثاراً عليه بما حق للعبد ، بل منعه ليرده إليه وليعزه بالتذلل له وليغنيه بالافتقار إليه وليَجْبُرَهُ بالانكسار بين يديه وليذيقه بمرارة المنع حلاوة الخضوع له ولذة الفقر إليه وليلبسه خلعة العبودية ويوليه بعزه أشرف الولايات ، وليُشهده حكمته في قدرته ورحمته في عزته ويره ولطفه في قهره ، وأن منعه عطاء ، وعزله تولية وعقوبته تأديب وامتحانه محبة وعطية وتسليط أعدائه عليه سائق يسوقه به إليه . ❝