❞ يحلّ رمضان كزائر كريم، يحمل بين طياته نفحات الرحمة وروحانية تسكن القلوب المتعبة. هو ليس مجرد شهرٍ نصوم فيه عن الطعام والشراب، بل هو رحلة نورانية نحو الصفاء، فرصة لنعود إلى أنفسنا أنقى وأقرب إلى الله، في لياليه، تنير المساجد بالمصلين، تتعالى أصوات التهجد، وتفيض الأرواح بخشوع نادر. على موائد الإفطار، تمتد الأيادي بالعطاء قبل أن تمتد إلى الطعام، ويصبح للبسمة طعم آخر، طعم الامتنان والدفء العائلي الذي يضفي على اللحظات بريقًا لا يُمحى، أما السحور، فهو ذلك الهدوء المبارك حيث يهمس الليل بأدعية صادقة، وتتهيأ الأرواح ليوم جديد من الصبر واليقين. وبين لحظات الجوع والعطش، نجد أن الجسد يصوم، لكن الروح ترتوي بنور الإيمان والطمأنينة، رمضان هو مدرسة نتعلم فيها الصبر، العطاء، والتأمل في نعم الله التي لا تعدّ ولا تحصى. ومع نهايته، نكتشف أن أعظم هداياه ليست العيد فقط، بل القلب الذي أصبح أكثر نقاءً، والنفس التي اقتربت خطوة أخرى من السلام الحقيقي، يعز علينا أن نقول أنتهي نتقابل العام القادم إن كان في العمر بقيةلِـ أجل أننا مُسلمون وتعظيم شعائرِ الله فريضة عيدكم مُبارك، وڪل عامٍ وأنتم بخير اعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات💙.
بقلم هويدا صبري
#أسيرةـالليل. ❝ ⏤Howayda Sabry
❞ يحلّ رمضان كزائر كريم، يحمل بين طياته نفحات الرحمة وروحانية تسكن القلوب المتعبة. هو ليس مجرد شهرٍ نصوم فيه عن الطعام والشراب، بل هو رحلة نورانية نحو الصفاء، فرصة لنعود إلى أنفسنا أنقى وأقرب إلى الله، في لياليه، تنير المساجد بالمصلين، تتعالى أصوات التهجد، وتفيض الأرواح بخشوع نادر. على موائد الإفطار، تمتد الأيادي بالعطاء قبل أن تمتد إلى الطعام، ويصبح للبسمة طعم آخر، طعم الامتنان والدفء العائلي الذي يضفي على اللحظات بريقًا لا يُمحى، أما السحور، فهو ذلك الهدوء المبارك حيث يهمس الليل بأدعية صادقة، وتتهيأ الأرواح ليوم جديد من الصبر واليقين. وبين لحظات الجوع والعطش، نجد أن الجسد يصوم، لكن الروح ترتوي بنور الإيمان والطمأنينة، رمضان هو مدرسة نتعلم فيها الصبر، العطاء، والتأمل في نعم الله التي لا تعدّ ولا تحصى. ومع نهايته، نكتشف أن أعظم هداياه ليست العيد فقط، بل القلب الذي أصبح أكثر نقاءً، والنفس التي اقتربت خطوة أخرى من السلام الحقيقي، يعز علينا أن نقول أنتهي نتقابل العام القادم إن كان في العمر بقيةلِـ أجل أننا مُسلمون وتعظيم شعائرِ الله فريضة عيدكم مُبارك، وڪل عامٍ وأنتم بخير اعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات💙.
❞ \"يقول هيغل: التاريخ يعلّمنا ان الإنسان لم يتعلم شيئا من التاريخ.
ونحن لم نتعلم من حربنا المريرة كيف نحارب ومن نحارب ومع من نحارب!!\"
-غادة السمان-
لقد اخضر بأعماقنا جرح اسمه وطن...طوال سبع سنوات لن نقدر على تضميده ....
مع كل شروق سنبقى نذكر الليل، سنبقى نحاول الهرب من العتمة واللحاق بالغد املا منا ان نلملم ما تبقى بحوزتنا ونواصل طريقنا به، لكن مع كل شروق سيبقى يترآى لنا الامس، وسنبقى نذكر كم اصبحت ارواحنا قاحلة باردة مفرغة ...
ع كل شتاء سنتذكر صقيع الموت وبشاعة الدم ومع كل صيف سنتذكر مدى قتامة الصمت الذي يخيم علينا كل صائفة لسبع سنوات...مع كل رمضان سنتذكر موائد الافطار على الشمع في الظلام الحالك وارتفاع أصوات الآذان مرفقة بدوّي القذائف ...سنتذكر تراتيل صلاة التراويح المختلطة بأصوات صراخ النساء وبكاء الاطفال في السهرات الرمضانية ...سنتذكر أصوات سيارات الاسعاف المتزامنة مع السحور وقت الفجر لحظة شروق يوم جديد من الحسابات المتتالية التي لم تكن تنتهي الا وينتهي جزء معها بدواخلنا دون أن نشعر كم أصبحنا مفرغين من كل ما لدينا...مثقلين بكل ما لم يكن فينا قبل الحرب من ألم وقهر وعذاب وذل وجوع وتشرد على حوافّ قارات العالم! كم تبدلت الايام وتغيرت الحياة فينا! اصبحنا نرى في المرآة عيوننا وهي تحمل وطنا بداخلها ارهقه الحزن واثقله الفجائع؟ وطننا كره رائحة الدم وشبح الموت وصوت القذائف وبقايا الصواريخ والشظايا التي مازالت تحملها اجسامنا لتشهد على مرارة ما مررنا به وعظمة ما تحملناه وشدة ما صبرنا عليه، ما حصل معنا لم يحصل مع اي شعبٍ آخر على وجه هذا الكوكب! مازلنا لا نصدق ذلك! مازلنا نحاول استيعاب كل شيء رأيناه بأم اعيننا ولم نكن نقدر على فعل أي شيء لايقافه وانهائه! الموت والرعب والخوف والفقر والعوز والحاجة والبرد والجوع والقلة والخصاصة، كل هذه الأشياء جربناها على هذه البقعة من الأرض طيبة هذه الفترة من الزمن! العتمة والظلام والعطش والصقيع والحر...كل هذه الأشياء واجهتنا وجها لوجهٍ مجردين من كل اسلحة المقاومة سوى الصبر...صبر ايوب الذي فاق صبرنا صبره! حتى اصبحنا نمزح قائلين : للعيش على هذه البقعة من الأرض، يلزمك صبر ايوب أو مال قارون لتتمكن من مواصلة الحياة! جربنا جميع انواع الموت دون استثناء ...الموت بردا...الموت جوعا...الموت عطشا...الموت قهرا وحسرة على خسارة بيوتنا واغراضنا وممتلكاتنا...الموت حرا...الموت على ابواب الدول المجاورة ونحن نطلب اللجوء هربا من الموت لموتٍ آخر... الموت بجميع أنواع الأسلحة التي أصبحنا نميزها جيدا ونتقن معرفة اسمائها وانواعها ... طالما ان بقايا شظايا الصواريخ والقذائف سكنت اجسامنا وأصبحت قطعا تلازمنا نعيش بها كأعضائنا .... أذكر ابيات ذلك الشاعر ابن جابر الاندلسي الذي يقول فيها : لا تعاد الناس في اوطانهم...قلما يرعى غريب الوطن واذا ما عشت عيشا بينهم..خالق الناس بخلقٍ حسنٍ نحن نكاد ان نكون الشعب الوحيد بعد الشعب الفلسطيني بين شعوب العالم الذي جاء الجميع من كافة اصقاع العالم ليعاديه في وطنه...ليخرجوننا من بيوتنا...ليهجّروننا من احيائنا وقُرانا... ويدمروا كل شيء كان لنا وبنيناه بسواعدنا وايدينا...طرقاتنا.. محلاتنا...جسورنا ....بناياتنا...بيوتنا...مدننا... الاماكن العمومية...المرافق العمومية...الخدمات المحلية..البنى التحتية...المصارف...البنوك...البريد... المغازات العمومية...المحلات الخاصة التي ليس لأصحابها موارد رزق أخرى يعيشون بها...مازلنا نحاول استيعاب كل ما حصل لنا وما حدث معنا...يصعب تصديق كل هذا...كل هذه الاحداث المتسارعة التي عصفت بنا فجأة وأخذت في طريقها كل ما نملك...جميع ممتلكاتنا وذكرياتنا واشيائنا الصغيرة التي انهكتنا الحياة في تحصيلها وجمعها... فقدناها في لحظات معدودة ويصعب استرجاعها... عصفت بأرواحنا لتتركنا عارين امام وقع الصدمة وتحت أثر الدهشة...اصبحت ملامحنا جامدة لا يمكنها التعبير عن شيء ... وجوه واجمة تمشي في الشوارع شاردة الذهن... الكل فقد كل شيء. والكل يحاول العرب بما تبقى له...لعلّه ينفذ من هذا الجحيم...من هذه الخسارات اليومية التي نصحو كل يوم لنشاهدها في صمتٍ وعجزٍ دون القدرة على فعل أي شيء لايقاف هذا النزيف...هذا الهدر السائب من الوقت الذي يعصف بأعمارنا التي توقفت عقارب الساعة فيها سنواتٍ الى الوراء ... فلا أحد هنا اصبح بإمكانه ان يحلم بتحقيق اي شيء...فنحن نعيش على هذه البقعة من الأرض فقط لنخسر كل ما بحوزتنا بصفة يومية وبشكلٍ سريع...لا نكاد نقدر على استيعابه ...سرعة الأحداث تعصف بقدرتنا على الفهم والاستيعاب...بين الموت والهجرة والهرب من البؤس! مجرد ارواحٍ مفجوعة منهكة منهارة تمشي على الأرض واجمة لا تدرك طريقها ولا تعرف مصيرها الى أين ...لقد عبث الموت بما على هذه البقعة من الأرض... لقد سكننا وتملكنا واضحى يعيش معنا معظم تفاصيل حياتنا ويطاردنا أينما حللنا حتى ولو كنا على أسرّتنا نحاول الهرب من كل ما حولنا ورؤوسنا على وسائدنا ...لا يرحمنا الموت ويلاحقنا حتى ولو اختبئنا تحت اغطيتنا وتحت أسرّتنا....وجودك في البيت لا يعني أمر قد أمّنت على نفسك من لحاق الصواريخ والقذائف بجسمك الصغير الضعيف...كم من واحدٍ منا رحل ضحية قذيفة اخترقت شباك غرفته لتقضي عليه وهو على السرير لو عبرت نافذة مطبخه حين كان بصدد تحضيره للقهوة! هذه الأرض تقاوم منذ زمن بعيد لتبقى على مبادئها وليحيا شعبها كما يرغب هو لا كما ترغب الدول العظمى والغرف المظلمة في الضفة الغربية من هذا الكوكب التي تخطط مصير الشعوب وتمحو مستقبلهم بمجرد\" جرة قلم\" وبضعة خطوط يرسمونها بأقلامهم نتسبب في موت ملايين البشر هنا في الشرق المنهك من التعب ...في الشرق الذي ارادوه أرضا للموت والحرب والدمار والخسارات والرعب والالم والدموع والصراخ والعويل... الشرق الذي ما يزال يقاوم ليحظى ببعض اللحظات الجميلة من الحياة!... الشرق الذي كتب على شعوبه الموت والالم والضياع والهجرة والتشرد والبكاء على ابواب الدول العظمى طالبين اللجوء رغبةً في حياة أفضل! الشرق الذي كتب عليه ان يعاني الأمرّين منذ عقود وعقود من الزمن...الشرق الذي كتب عليه ان يكتوي بنيران الحروب بجميع انواعها... الحروب الداخلية والخارجية... الحروب الدينية والطائفية والمعتقدية والعقائدية والعِرقية والايديولوجية... أتذكّرُ قول الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف: ماذا زرعنا يا الله كي نحصد كل هذا الخراب؟
لم نبخل على العرب بشهدائنا ودمائنا في كل الحروب العربية ومنذ الثورة العربية الكبرى في العام1916 ....منذ زمن الدولة العثمانية التي أعدمت خيرة شبابنا في ساحة المرجة يوم 6 ايار اليوم الذي اصبح في ما بعد عيدا للشهداء في سوريا يوم إغتيل اكبر عدد من شباب سوريا على يد العثمانيين حين بلد جمال باشا والي بلاد الشام لدى الباب العالي حملة لعبور قناة السويس واحتلال مصر في حرب \"السفر برلك\" مخترقا صحراء سيناء واجهته القوات البريطانية هناك بمدافعها ورشاشاتها ففشل هجومه فشلا ذريعا فقام بإطلاق حملات اعتقال للزعماء والوطنيين والمفكرين العرب متهما اياهم بالخيانة والتسبب في افشال هجومه وعمل على التنكيل بالعرب وتعذيبهم حتى الموت وكان أغلبهم من المناضلين اللذين سعوا طويلا الى القضاء على الاحتلال العثماني وبناء الدولة العربية الواحدة المستقلة التي كانت حلمت للعرب انذاك.
صمّ جمال باشا اذنيه عن كل المناشدات والتدخلات من الدول المجاورة وخصوصا من الأمير فيصل والشريف حسين بن علي التي تدعو لإطلاق سراحهم وعزم على التخلص منهم جميعا على دفعتين يومي 21 اب 1915 و6 ايار 1916 في ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق قبل ان يُقتل على يد ارمني في مدينة تبليسي في العام 1921 قبل سنة من سقوط الدولة العثمانية... كانت مجزرة رحل فيها أفضل رجال سوريا شنقا حتى الموت في الشارع على مرأى من الجميع ابرزهم \"شفيق بك العظم\" الشاعر والاديب والكاتب والسياسي الذي يتقن 3 لغات والشيخ عبد الحميد الزهراوي زعيم النهضة السياسية في سورية....المفكر والصحفي ابن مدينة حمص الذي ساهم في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف إبان الحرب العالمية الاولى.... رجل العلم والدين والسياسة والأمير عمر الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري والسيد رشدي الشمعة رجل القانون والادب مؤلف الروايات المسرحية التي قامت بآدائها فرقة مدرسة \"مكتب عنبر\" في عام1908 في حديقة الصوفانية قرب باب توما في المدينة العتيقة والذي ساهم في تأسيس المنتدى الادبي السوري عام 1909 والحزب المعتدل الحر عام 1908 والحمعية اللامركزية عام 1912 والشهيد عيد الذهاب الانكليزي الذي لقب بالبارود الانكليزي لشدّته وقوته وحماسته والذي كان من أهم رجالات السياسة وقتها والشهيد سليم الجزائري احد ابرز المفكرين النوابغ ومن مؤسسي جمعية العهد وغيرهم من الشهداء السوريين واللبنانيين اللذين رحلوا بسبب محكمة ديوان عالية المحكمة العسكرية العثمانية التي اختصت في قتل المعارضين العرب والتنكيل بهم ايام الثورة العربية الكبرى!
لم نبخل على العرب بدمائنا وشهدائنا في حرب قيام الكيان الصهيوني حين خسرت الدولة العثمانية مقاطعة فلسطين وكافة اراضيها العربية وسلمتها لفرنسا وبريطانيا بمقتضى معاهدة سيفر عام1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 وسلّمت هذه الاخيرة أرض فلسطين لليهود عام 1948 اتجه الجيش العربي مكونا من الاردنيين والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الى فلسطين سعيا الى تحريرها وكان السوريون في المقدمة ...كانوا يرغبون في القتال ضد الجيش الاسرائيلي البالماخ والارجون والهاچاناه والشيرتن.
خسرنا الالاف من شبابنا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وعاد العرب الى بلدانهم بعد نهاية الحرب بنصفٍ مهزوم ونصفٍ شهيد وهاجر الفلسطينيون بيوتهم ففتحنا لهم بيوتنا ليقيموا معنا فيها.
ثم كانت نكسة ال67 فخسرنا الجولان التي اعتبرتها الأمم المتحدة في تلك السنة أرضا سورية محتلة حين صدر البيان عن جيش العدو يوم 10 حزيران 1967 معلنا بالكلمة:
الهضبة السورية في ايادينا.
واقيمت أول مستوطنة اسرائيلية عليها في 14 تموز 1967 ومنذ ذلك الوقت ونحن نقاوم ... ونحن نموت...ونحن نصمد...ونحن نرسم تاريخنا بالدم.. ❝ ⏤إيمان رياني
❞ ˝يقول هيغل: التاريخ يعلّمنا ان الإنسان لم يتعلم شيئا من التاريخ.
ونحن لم نتعلم من حربنا المريرة كيف نحارب ومن نحارب ومع من نحارب!!˝
- غادة السمان-
لقد اخضر بأعماقنا جرح اسمه وطن..طوال سبع سنوات لن نقدر على تضميده ..
مع كل شروق سنبقى نذكر الليل، سنبقى نحاول الهرب من العتمة واللحاق بالغد املا منا ان نلملم ما تبقى بحوزتنا ونواصل طريقنا به، لكن مع كل شروق سيبقى يترآى لنا الامس، وسنبقى نذكر كم اصبحت ارواحنا قاحلة باردة مفرغة ..
ع كل شتاء سنتذكر صقيع الموت وبشاعة الدم ومع كل صيف سنتذكر مدى قتامة الصمت الذي يخيم علينا كل صائفة لسبع سنوات..مع كل رمضان سنتذكر موائد الافطار على الشمع في الظلام الحالك وارتفاع أصوات الآذان مرفقة بدوّي القذائف ..سنتذكر تراتيل صلاة التراويح المختلطة بأصوات صراخ النساء وبكاء الاطفال في السهرات الرمضانية ..سنتذكر أصوات سيارات الاسعاف المتزامنة مع السحور وقت الفجر لحظة شروق يوم جديد من الحسابات المتتالية التي لم تكن تنتهي الا وينتهي جزء معها بدواخلنا دون أن نشعر كم أصبحنا مفرغين من كل ما لدينا..مثقلين بكل ما لم يكن فينا قبل الحرب من ألم وقهر وعذاب وذل وجوع وتشرد على حوافّ قارات العالم! كم تبدلت الايام وتغيرت الحياة فينا! اصبحنا نرى في المرآة عيوننا وهي تحمل وطنا بداخلها ارهقه الحزن واثقله الفجائع؟ وطننا كره رائحة الدم وشبح الموت وصوت القذائف وبقايا الصواريخ والشظايا التي مازالت تحملها اجسامنا لتشهد على مرارة ما مررنا به وعظمة ما تحملناه وشدة ما صبرنا عليه، ما حصل معنا لم يحصل مع اي شعبٍ آخر على وجه هذا الكوكب! مازلنا لا نصدق ذلك! مازلنا نحاول استيعاب كل شيء رأيناه بأم اعيننا ولم نكن نقدر على فعل أي شيء لايقافه وانهائه! الموت والرعب والخوف والفقر والعوز والحاجة والبرد والجوع والقلة والخصاصة، كل هذه الأشياء جربناها على هذه البقعة من الأرض طيبة هذه الفترة من الزمن! العتمة والظلام والعطش والصقيع والحر..كل هذه الأشياء واجهتنا وجها لوجهٍ مجردين من كل اسلحة المقاومة سوى الصبر..صبر ايوب الذي فاق صبرنا صبره! حتى اصبحنا نمزح قائلين : للعيش على هذه البقعة من الأرض، يلزمك صبر ايوب أو مال قارون لتتمكن من مواصلة الحياة! جربنا جميع انواع الموت دون استثناء ..الموت بردا..الموت جوعا..الموت عطشا..الموت قهرا وحسرة على خسارة بيوتنا واغراضنا وممتلكاتنا..الموت حرا..الموت على ابواب الدول المجاورة ونحن نطلب اللجوء هربا من الموت لموتٍ آخر.. الموت بجميع أنواع الأسلحة التي أصبحنا نميزها جيدا ونتقن معرفة اسمائها وانواعها .. طالما ان بقايا شظايا الصواريخ والقذائف سكنت اجسامنا وأصبحت قطعا تلازمنا نعيش بها كأعضائنا .. أذكر ابيات ذلك الشاعر ابن جابر الاندلسي الذي يقول فيها : لا تعاد الناس في اوطانهم..قلما يرعى غريب الوطن واذا ما عشت عيشا بينهم.خالق الناس بخلقٍ حسنٍ نحن نكاد ان نكون الشعب الوحيد بعد الشعب الفلسطيني بين شعوب العالم الذي جاء الجميع من كافة اصقاع العالم ليعاديه في وطنه..ليخرجوننا من بيوتنا..ليهجّروننا من احيائنا وقُرانا.. ويدمروا كل شيء كان لنا وبنيناه بسواعدنا وايدينا..طرقاتنا. محلاتنا..جسورنا ..بناياتنا..بيوتنا..مدننا.. الاماكن العمومية..المرافق العمومية..الخدمات المحلية.البنى التحتية..المصارف..البنوك..البريد.. المغازات العمومية..المحلات الخاصة التي ليس لأصحابها موارد رزق أخرى يعيشون بها..مازلنا نحاول استيعاب كل ما حصل لنا وما حدث معنا..يصعب تصديق كل هذا..كل هذه الاحداث المتسارعة التي عصفت بنا فجأة وأخذت في طريقها كل ما نملك..جميع ممتلكاتنا وذكرياتنا واشيائنا الصغيرة التي انهكتنا الحياة في تحصيلها وجمعها.. فقدناها في لحظات معدودة ويصعب استرجاعها.. عصفت بأرواحنا لتتركنا عارين امام وقع الصدمة وتحت أثر الدهشة..اصبحت ملامحنا جامدة لا يمكنها التعبير عن شيء .. وجوه واجمة تمشي في الشوارع شاردة الذهن.. الكل فقد كل شيء. والكل يحاول العرب بما تبقى له..لعلّه ينفذ من هذا الجحيم..من هذه الخسارات اليومية التي نصحو كل يوم لنشاهدها في صمتٍ وعجزٍ دون القدرة على فعل أي شيء لايقاف هذا النزيف..هذا الهدر السائب من الوقت الذي يعصف بأعمارنا التي توقفت عقارب الساعة فيها سنواتٍ الى الوراء .. فلا أحد هنا اصبح بإمكانه ان يحلم بتحقيق اي شيء..فنحن نعيش على هذه البقعة من الأرض فقط لنخسر كل ما بحوزتنا بصفة يومية وبشكلٍ سريع..لا نكاد نقدر على استيعابه ..سرعة الأحداث تعصف بقدرتنا على الفهم والاستيعاب..بين الموت والهجرة والهرب من البؤس! مجرد ارواحٍ مفجوعة منهكة منهارة تمشي على الأرض واجمة لا تدرك طريقها ولا تعرف مصيرها الى أين ..لقد عبث الموت بما على هذه البقعة من الأرض.. لقد سكننا وتملكنا واضحى يعيش معنا معظم تفاصيل حياتنا ويطاردنا أينما حللنا حتى ولو كنا على أسرّتنا نحاول الهرب من كل ما حولنا ورؤوسنا على وسائدنا ..لا يرحمنا الموت ويلاحقنا حتى ولو اختبئنا تحت اغطيتنا وتحت أسرّتنا..وجودك في البيت لا يعني أمر قد أمّنت على نفسك من لحاق الصواريخ والقذائف بجسمك الصغير الضعيف..كم من واحدٍ منا رحل ضحية قذيفة اخترقت شباك غرفته لتقضي عليه وهو على السرير لو عبرت نافذة مطبخه حين كان بصدد تحضيره للقهوة! هذه الأرض تقاوم منذ زمن بعيد لتبقى على مبادئها وليحيا شعبها كما يرغب هو لا كما ترغب الدول العظمى والغرف المظلمة في الضفة الغربية من هذا الكوكب التي تخطط مصير الشعوب وتمحو مستقبلهم بمجرد˝ جرة قلم˝ وبضعة خطوط يرسمونها بأقلامهم نتسبب في موت ملايين البشر هنا في الشرق المنهك من التعب ..في الشرق الذي ارادوه أرضا للموت والحرب والدمار والخسارات والرعب والالم والدموع والصراخ والعويل.. الشرق الذي ما يزال يقاوم ليحظى ببعض اللحظات الجميلة من الحياة!.. الشرق الذي كتب على شعوبه الموت والالم والضياع والهجرة والتشرد والبكاء على ابواب الدول العظمى طالبين اللجوء رغبةً في حياة أفضل! الشرق الذي كتب عليه ان يعاني الأمرّين منذ عقود وعقود من الزمن..الشرق الذي كتب عليه ان يكتوي بنيران الحروب بجميع انواعها.. الحروب الداخلية والخارجية.. الحروب الدينية والطائفية والمعتقدية والعقائدية والعِرقية والايديولوجية.. أتذكّرُ قول الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف: ماذا زرعنا يا الله كي نحصد كل هذا الخراب؟
لم نبخل على العرب بشهدائنا ودمائنا في كل الحروب العربية ومنذ الثورة العربية الكبرى في العام1916 ..منذ زمن الدولة العثمانية التي أعدمت خيرة شبابنا في ساحة المرجة يوم 6 ايار اليوم الذي اصبح في ما بعد عيدا للشهداء في سوريا يوم إغتيل اكبر عدد من شباب سوريا على يد العثمانيين حين بلد جمال باشا والي بلاد الشام لدى الباب العالي حملة لعبور قناة السويس واحتلال مصر في حرب ˝السفر برلك˝ مخترقا صحراء سيناء واجهته القوات البريطانية هناك بمدافعها ورشاشاتها ففشل هجومه فشلا ذريعا فقام بإطلاق حملات اعتقال للزعماء والوطنيين والمفكرين العرب متهما اياهم بالخيانة والتسبب في افشال هجومه وعمل على التنكيل بالعرب وتعذيبهم حتى الموت وكان أغلبهم من المناضلين اللذين سعوا طويلا الى القضاء على الاحتلال العثماني وبناء الدولة العربية الواحدة المستقلة التي كانت حلمت للعرب انذاك.
صمّ جمال باشا اذنيه عن كل المناشدات والتدخلات من الدول المجاورة وخصوصا من الأمير فيصل والشريف حسين بن علي التي تدعو لإطلاق سراحهم وعزم على التخلص منهم جميعا على دفعتين يومي 21 اب 1915 و6 ايار 1916 في ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق قبل ان يُقتل على يد ارمني في مدينة تبليسي في العام 1921 قبل سنة من سقوط الدولة العثمانية.. كانت مجزرة رحل فيها أفضل رجال سوريا شنقا حتى الموت في الشارع على مرأى من الجميع ابرزهم ˝شفيق بك العظم˝ الشاعر والاديب والكاتب والسياسي الذي يتقن 3 لغات والشيخ عبد الحميد الزهراوي زعيم النهضة السياسية في سورية..المفكر والصحفي ابن مدينة حمص الذي ساهم في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف إبان الحرب العالمية الاولى.. رجل العلم والدين والسياسة والأمير عمر الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري والسيد رشدي الشمعة رجل القانون والادب مؤلف الروايات المسرحية التي قامت بآدائها فرقة مدرسة ˝مكتب عنبر˝ في عام1908 في حديقة الصوفانية قرب باب توما في المدينة العتيقة والذي ساهم في تأسيس المنتدى الادبي السوري عام 1909 والحزب المعتدل الحر عام 1908 والحمعية اللامركزية عام 1912 والشهيد عيد الذهاب الانكليزي الذي لقب بالبارود الانكليزي لشدّته وقوته وحماسته والذي كان من أهم رجالات السياسة وقتها والشهيد سليم الجزائري احد ابرز المفكرين النوابغ ومن مؤسسي جمعية العهد وغيرهم من الشهداء السوريين واللبنانيين اللذين رحلوا بسبب محكمة ديوان عالية المحكمة العسكرية العثمانية التي اختصت في قتل المعارضين العرب والتنكيل بهم ايام الثورة العربية الكبرى!
لم نبخل على العرب بدمائنا وشهدائنا في حرب قيام الكيان الصهيوني حين خسرت الدولة العثمانية مقاطعة فلسطين وكافة اراضيها العربية وسلمتها لفرنسا وبريطانيا بمقتضى معاهدة سيفر عام1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 وسلّمت هذه الاخيرة أرض فلسطين لليهود عام 1948 اتجه الجيش العربي مكونا من الاردنيين والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الى فلسطين سعيا الى تحريرها وكان السوريون في المقدمة ..كانوا يرغبون في القتال ضد الجيش الاسرائيلي البالماخ والارجون والهاچاناه والشيرتن.
خسرنا الالاف من شبابنا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وعاد العرب الى بلدانهم بعد نهاية الحرب بنصفٍ مهزوم ونصفٍ شهيد وهاجر الفلسطينيون بيوتهم ففتحنا لهم بيوتنا ليقيموا معنا فيها.
ثم كانت نكسة ال67 فخسرنا الجولان التي اعتبرتها الأمم المتحدة في تلك السنة أرضا سورية محتلة حين صدر البيان عن جيش العدو يوم 10 حزيران 1967 معلنا بالكلمة:
الهضبة السورية في ايادينا.
واقيمت أول مستوطنة اسرائيلية عليها في 14 تموز 1967 ومنذ ذلك الوقت ونحن نقاوم .. ونحن نموت..ونحن نصمد..ونحن نرسم تاريخنا بالدم. ❝
❞ في زمن الجهل العميق، يظهر شهر رمضان ڪشعلةِ نور تتسلل إلى قلوبِ الظالمين وتشق طريقها في جوانب الجحيم، في هذا الزمان الذي يسوده الظلم والجور، يعلن رمضان وقت الثورة على القيود والعبودية.
رمـضـان، شهر الصمود والتأمُّل، يأتي ڪل عام بأنغامه الهادئة والمليئة بالرحمة، في هذا الشهر المبارك، تتجدد الروح وتتجلى قوة الإيمان؛ فهو وقت للتأمل والتسامح، حيث يشرق القمر لينير الدروب المظلمة، وتتسع أفقات القلوب للمحبة والخير.
رمـضـان، حينما تتناغم أصوات القرآن بشڪلٍ فريد، يسڪُب السڪينة في ڪُل روح، وتتجلى عظمة الصبر والتضحية، في هذا الشهر، يتحول الصائم إلى راهب، يسعى للتقرب إلى الله بصفحاته العظيمة، إنه وقت التأمُّل في فضيلة العطاء والشڪر، حيث يتألق القلب بتلاوة الآيات الڪريمة.
رمـضـان، لحظة انعطاف تُعيد ترتيب الأولويات وتُحفِّز على تقدير قيم الحياة، يستحضر روح الصبر والتواضع، ويجدد عهدنا بالخير والعطاء، إنه شهر الفرح والتضامن، حيث تتسابق القلوب نحو الخيرات، وتتناغم الأرواح في أجمل قصيدة للتسامح والرحمة.
رمـضـان، طوق النجاة في بحر الحياة، يعلِّمنا القيمة الحقيقية للإنسانية، في لياليه الطويلة والهادئة، نجد طمأنينة الضمير ونسمع همس الصمت الذي يعلِّمنا فن الاستماع، إنه شهر العبادة والانقياد.
في ليالي رمـضـان الهادئة، يتناغم اللحن مع همس الصمت، وتتسلل إلى القلوب والآذان أصوات المساجد تعبِّر عن الإيمان والتضرع، بين أنين السحور وجمال الليالي، يستقر الوجدان وتتوارى الهموم.
تتراقص الأرواح في جو الصوم والتأمُّل، حيث تتفتح القلوب لاستقبال الخير والبرڪات، وفي هذا الشهر المُبارك، يرسم الحب لوحة جميلة، يجتمع فيها الناس حول مائدة الإفطار بفرح وتلاحم في جو يسوده الحُب.
رمـضـان، زمن الانتظار المحبوب، ينتظره الفؤاد بفارغ الصبر، ينير الدروب بنوره الخاص، وتنزلق اللحظات برقة وعذوبة ڪقصيدة حب تخطّها أقلام الفجر.
رمـضـان، مدرسة الإيمان والتواضع، تنبت في أرجاءه زهور الأمل والعبادة، في هذا الشهر، يعلِّمنا ڪيف نڪون أفضل نسخة من أنفسنا، ونستمد قوتنا من الصلاة والتسامح، تتلاقى أيدينا لنخفف عن بعضنا البعض، ونمد يد العون للمحتاجين.
ڪ: #رحـمـة_رِضـا \"#آماليثا\"
تيم: فـارسـي
ڪيان: خُـطـوط. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ في زمن الجهل العميق، يظهر شهر رمضان ڪشعلةِ نور تتسلل إلى قلوبِ الظالمين وتشق طريقها في جوانب الجحيم، في هذا الزمان الذي يسوده الظلم والجور، يعلن رمضان وقت الثورة على القيود والعبودية.
رمـضـان، شهر الصمود والتأمُّل، يأتي ڪل عام بأنغامه الهادئة والمليئة بالرحمة، في هذا الشهر المبارك، تتجدد الروح وتتجلى قوة الإيمان؛ فهو وقت للتأمل والتسامح، حيث يشرق القمر لينير الدروب المظلمة، وتتسع أفقات القلوب للمحبة والخير.
رمـضـان، حينما تتناغم أصوات القرآن بشڪلٍ فريد، يسڪُب السڪينة في ڪُل روح، وتتجلى عظمة الصبر والتضحية، في هذا الشهر، يتحول الصائم إلى راهب، يسعى للتقرب إلى الله بصفحاته العظيمة، إنه وقت التأمُّل في فضيلة العطاء والشڪر، حيث يتألق القلب بتلاوة الآيات الڪريمة.
رمـضـان، لحظة انعطاف تُعيد ترتيب الأولويات وتُحفِّز على تقدير قيم الحياة، يستحضر روح الصبر والتواضع، ويجدد عهدنا بالخير والعطاء، إنه شهر الفرح والتضامن، حيث تتسابق القلوب نحو الخيرات، وتتناغم الأرواح في أجمل قصيدة للتسامح والرحمة.
رمـضـان، طوق النجاة في بحر الحياة، يعلِّمنا القيمة الحقيقية للإنسانية، في لياليه الطويلة والهادئة، نجد طمأنينة الضمير ونسمع همس الصمت الذي يعلِّمنا فن الاستماع، إنه شهر العبادة والانقياد.
في ليالي رمـضـان الهادئة، يتناغم اللحن مع همس الصمت، وتتسلل إلى القلوب والآذان أصوات المساجد تعبِّر عن الإيمان والتضرع، بين أنين السحور وجمال الليالي، يستقر الوجدان وتتوارى الهموم.
تتراقص الأرواح في جو الصوم والتأمُّل، حيث تتفتح القلوب لاستقبال الخير والبرڪات، وفي هذا الشهر المُبارك، يرسم الحب لوحة جميلة، يجتمع فيها الناس حول مائدة الإفطار بفرح وتلاحم في جو يسوده الحُب.
رمـضـان، مدرسة الإيمان والتواضع، تنبت في أرجاءه زهور الأمل والعبادة، في هذا الشهر، يعلِّمنا ڪيف نڪون أفضل نسخة من أنفسنا، ونستمد قوتنا من الصلاة والتسامح، تتلاقى أيدينا لنخفف عن بعضنا البعض، ونمد يد العون للمحتاجين.
❞ اشتقت لك كثيرا...
اشتقت لبهجتي في هذه الفترة..
اشتقت ل سماع صلاة التراويح، مدفع الافطار، مواعيد السحور...
هذا يكون شهر رمضان الشهر المبارك المليء بالبركة والمودة والحب.
اشتقت لمساعدة الاخرين لبعض، اشتقت لبهجة الشوارع وفرحة الاطفال ب هذه الايام.
اشتقنا اليك يا شهر البركة....
اشتقنا اليك يا شهر السعادة..
اشتقنا اليك يا شهر رمضان.... ❝ ⏤Walaa Wesam
❞ اشتقت لك كثيرا..
اشتقت لبهجتي في هذه الفترة.
اشتقت ل سماع صلاة التراويح، مدفع الافطار، مواعيد السحور..
هذا يكون شهر رمضان الشهر المبارك المليء بالبركة والمودة والحب.
اشتقت لمساعدة الاخرين لبعض، اشتقت لبهجة الشوارع وفرحة الاطفال ب هذه الايام.
اشتقنا اليك يا شهر البركة..
اشتقنا اليك يا شهر السعادة.
اشتقنا اليك يا شهر رمضان. ❝
❞ #مسابقة_العودة.
#اسكريبت_بعنوان: ملهيات وشواغل رمضان.
المسحراتي: اصحى يا نايم.. وحِّد الدايم..
أم مريم: اللاه.. دا المسحراتي جه أهو، من أولها كدا يا أبو الصيام هتخلي أيامك تجري واحنا مش حاسين ولا إيه! أما أقوم بأه أحضر السحور.
يا حاج إبراهيم، اصحى يا حاج.
الحاج إبراهيم: خير يا أم مريم، الفجر أذِّن ولا إيه؟
أم مريم: لأ يا اخويا لسه بدري.. أنا بصحيك عشان تجيب لنا الزبادي والفول، وأنا هحضر بطاطس محمرة، وبيض مسلوق، وجبنة بالطماطم، و...
الحاج إبراهيم: حيلك حيلك، إيه يا أم مريم دا كله؟ احنا جِمال هتخزن الأكل في معدتها ولا إيه؟!
أم مريم: يا اخويا مش احنا هنبقى صايمين، وهنكون جعانين وعطشانين؟ لازم نتقوى كدا بلقمة تسند قلبنا، مش الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسحروا فإن في السحور بركة»؟
الحاج إبراهيم: وقال كمان يا أم العيال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
أم مريم: ما هو قال بردو يا اخويا: «تسحروا فإن في السحور بركة».
الحاج إبراهيم: البركة في القليل يا أم مريم، زي ما قال -صلى الله عليه وسلم-: «نعم سحور المؤمن التمر». لكن إني أجيب الأكل اللي في البيت كله أكله في السحور يبقى أنا كدا ديناصور بيتسحر يقضي على الأخضر واليابس، كدا أنا هتعب نفسي ومش هقدر أكمل يومي بين شغلي وعبادتي.
أم مريم: الحق عليَّ إني عاوزاكم تتغذوا.
الحاج إبراهيم: الغذا يا أم مريم في رمضان غذا الروح والقلب قبل البطن، اللي ما عرفش يغذي روحه وقلبه بالطاعات طول السنة بيغذيها في رمضان.
أم مريم: طب يلا روح هات الزبادي والفول أحسن الفجر يأذِّن علينا وما نلحقش نتسحر.
الحاج إبراهيم: حاضر يا ستي وهجيب لك خس وجرجير معايا كمان علشان يقللوا العطش في الصيام.
أم مريم: تسلم لي يا حاج وتسلم مجايبك.
*************
على الفطار.
أم مريم: غرفتي السلطة يا مريم؟
مريم: أيوه يا ماما، ورصيتها على الطبلية.
أم مريم: طب تعالي خدي مني الأطباق يلا.
ترص مريم الأطباق ويكون بها كل ما لذَّ وطاب من نِعَم الله عز وجل.
في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة.. صوت الشيخ سيد النقشبندي قُبيل قرآن المغرب:
رمضاااان أهلًا.. مرحبًا رمضاااان
الذِّكرُ فيكَ يطيبُ والقرآن.
ثم قرآن المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت يتلو بعضًا من آيات فرض الصيام في شهر رمضان.
*********
مدفع الإفطااااااار.. اضرب.. بوووووووو
أذان المغرب..
الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر، الله أكبر
...
أم مريم: يلا يا حاج إبراهيم، الفطار جاهز.
الحاج إبراهيم: هشقّ صيامي بتمرة، وهصلِّي المغرب، وبعدين هاجي أفطر.
أم مريم: طب ما هو الأكل جاهز أهو.. الفطار كدا هيبرد، كل الأول وبعدين صلِّي.
الحاج إبراهيم: تعرفي إن اسمه الفَطور مش الفِطار!
أم مريم: يا اخويا دا وقت نصايح! يلا طيب صلِّي وتعالى على طول.
عاد الأب من الصلاة، وتم الإفطار مع العائلة.
أم مريم: حوِّل كدا يا أحمد، هات القناة اللي بعدها لما نشوف الحلقة الأولى من المسلسل علشان نفهم قصته من الأول.
أحمد: يا ماما، ما هو لسه كان فيه مسلسل خلصان على القناة دي.
أم مريم: هات بس ما لكش دعوة أنتَ، هو رمضان يحلى غير بالمسلسلات! دا رمضان في مصر حاجة تانية والسر في التفاصيل يا واد، هههههه.
أحمد: يا ماما السر في تفاصيل شهر رمضان نفسه مش مسلسلاته.
أم مريم: يعني إيه يا واد مش فاهماك؟
أحمد: يعني يا ماما المسلسلات دي هتفيدك بإيه في رمضان؟
أم مريم: أهو بَسلِّي صيامي.
أحمد: الجملة دي يا ماما ناس كتير بتفهمها غلط، كأن الشهر الكريم دا حاجة مُملة وبيحاولوا يسلُّوا نفسهم لغاية ما العيد ييجي، للأسف التسلية في الشهر الكريم بقت بمتابعة البرنامج الفلاني والمسلسل العِلَّاني.
التسلية في الشهر الكريم يا ماما بعد إذن حضرتك هشرحها لك.. تتمثل في الإكثار من العبادات، وأعمال الخير، وختام القرآن الكريم، و...
أم مريم: هو أنا عندي وقت يا أحمد، دا أنا يدوب بروّق الشقة، وأعملكم اللقمة، وألحق أصلي الفرض بالعافية.
أحمد: ممكن وحضرتك بتعملي كل دا تعملي شيء بسيط جدًّا، ألا وهو الذِّكر.
أم مريم: الذِّكر!
أحمد: أيوه يا ماما، طول ما حضرتك بتروقي وبتطبخي تُذكري الله دايمًا، ممكن كمان تشغلي سورة معينة بصوت شيخ بتسمعي له دايمًا وتنوي إنك مع انتهاء الشهر تكوني حفظاها، فهتلاقي نفسك مع التكرار حفظتيها، أو ممكن يوم تخصصيه وتنوي فيه إطعام مجموعة من الناس من أوسط ما نأكل منه.
أم مريم: تصدق فكرة حلوة يا ولا!
أحمد: وفيه أفكار تانية كتير، المهم إنك تغتنمي فرصة الشهر للصالح ليكِ، واللي هيكون معاكِ في صحيفة أعمالك يوم القيامة.
أم مريم: عندك حق يا ولا.. دا أنا كان مضحوك عليَّ والدنيا فتنتني، صحيح صدق الله العظيم لما قال في كتابه العزيز: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
أحمد: الله يفتح عليكِ يا أم مريم، أجيبلك بأه القناة اللي عليها المسلسل؟
أم مريم: بس يا ولا بأه، دا الواحد كان هيروح منه الشهر من غير ما يستفيد بكل دقيقة فيه. أنا نويت والنِّيَّة لله إني مش هتابع حاجة السنة دي على التلفزيون.. يا عالِم يا ابني، السنة دي ربنا بلَّغنا رمضان، السنة الجاية هنكون موجودين على الدنيا ولا لأ.
أحمد: ربنا يديكِ الصحة والعمر يا ست الكل وما يحرمناش منك أبدًا.
أم مريم: طب قوم بأه صلِّي بيَّا أنا وأختك التراويح أحسن أبوك شكله كدا هيصلي في الجامع من بعد ما نزل يتمشى بعد الفطار.
أحمد: مش بابا قال لك اسمه الفَطور! ههههههههه
أم مريم: يا واد اتلم.
أحمد: طب اديني طبق فيه حتتين كنافة وكام واحدة قطايف علشان أقدر أكون الإمام.
أم مريم: قوم يا واد من هنا.. روح اتوضى وتعالى صلِّي بينا، وبعدين كُل اللي أنتَ عاوزه.
أحمد: أنا بحب بس أسلِّي صيامي. ههههههههه
جميعهم: هههههههههههه.
#منى_حلمي.
#فريق_التصحيح.
#آن_الأوان.. ❝ ⏤إسراء فتحي| ملاك الأمل
المسحراتي: اصحى يا نايم. وحِّد الدايم.
أم مريم: اللاه. دا المسحراتي جه أهو، من أولها كدا يا أبو الصيام هتخلي أيامك تجري واحنا مش حاسين ولا إيه! أما أقوم بأه أحضر السحور.
يا حاج إبراهيم، اصحى يا حاج.
الحاج إبراهيم: خير يا أم مريم، الفجر أذِّن ولا إيه؟
أم مريم: لأ يا اخويا لسه بدري. أنا بصحيك عشان تجيب لنا الزبادي والفول، وأنا هحضر بطاطس محمرة، وبيض مسلوق، وجبنة بالطماطم، و..
الحاج إبراهيم: حيلك حيلك، إيه يا أم مريم دا كله؟ احنا جِمال هتخزن الأكل في معدتها ولا إيه؟!
أم مريم: يا اخويا مش احنا هنبقى صايمين، وهنكون جعانين وعطشانين؟ لازم نتقوى كدا بلقمة تسند قلبنا، مش الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسحروا فإن في السحور بركة»؟
الحاج إبراهيم: وقال كمان يا أم العيال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
أم مريم: ما هو قال بردو يا اخويا: «تسحروا فإن في السحور بركة».
الحاج إبراهيم: البركة في القليل يا أم مريم، زي ما قال -صلى الله عليه وسلم-: «نعم سحور المؤمن التمر». لكن إني أجيب الأكل اللي في البيت كله أكله في السحور يبقى أنا كدا ديناصور بيتسحر يقضي على الأخضر واليابس، كدا أنا هتعب نفسي ومش هقدر أكمل يومي بين شغلي وعبادتي.
أم مريم: الحق عليَّ إني عاوزاكم تتغذوا.
الحاج إبراهيم: الغذا يا أم مريم في رمضان غذا الروح والقلب قبل البطن، اللي ما عرفش يغذي روحه وقلبه بالطاعات طول السنة بيغذيها في رمضان.
أم مريم: طب يلا روح هات الزبادي والفول أحسن الفجر يأذِّن علينا وما نلحقش نتسحر.
الحاج إبراهيم: حاضر يا ستي وهجيب لك خس وجرجير معايا كمان علشان يقللوا العطش في الصيام.
أم مريم: تسلم لي يا حاج وتسلم مجايبك.
*************
على الفطار.
أم مريم: غرفتي السلطة يا مريم؟
مريم: أيوه يا ماما، ورصيتها على الطبلية.
أم مريم: طب تعالي خدي مني الأطباق يلا.
ترص مريم الأطباق ويكون بها كل ما لذَّ وطاب من نِعَم الله عز وجل.
في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة. صوت الشيخ سيد النقشبندي قُبيل قرآن المغرب:
رمضاااان أهلًا. مرحبًا رمضاااان
الذِّكرُ فيكَ يطيبُ والقرآن.
ثم قرآن المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت يتلو بعضًا من آيات فرض الصيام في شهر رمضان.
*********
مدفع الإفطااااااار. اضرب. بوووووووو
أذان المغرب.
الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر، الله أكبر
..
أم مريم: يلا يا حاج إبراهيم، الفطار جاهز.
الحاج إبراهيم: هشقّ صيامي بتمرة، وهصلِّي المغرب، وبعدين هاجي أفطر.
أم مريم: طب ما هو الأكل جاهز أهو. الفطار كدا هيبرد، كل الأول وبعدين صلِّي.
الحاج إبراهيم: تعرفي إن اسمه الفَطور مش الفِطار!
أم مريم: يا اخويا دا وقت نصايح! يلا طيب صلِّي وتعالى على طول.
عاد الأب من الصلاة، وتم الإفطار مع العائلة.
أم مريم: حوِّل كدا يا أحمد، هات القناة اللي بعدها لما نشوف الحلقة الأولى من المسلسل علشان نفهم قصته من الأول.
أحمد: يا ماما، ما هو لسه كان فيه مسلسل خلصان على القناة دي.
أم مريم: هات بس ما لكش دعوة أنتَ، هو رمضان يحلى غير بالمسلسلات! دا رمضان في مصر حاجة تانية والسر في التفاصيل يا واد، هههههه.
أحمد: يا ماما السر في تفاصيل شهر رمضان نفسه مش مسلسلاته.
أم مريم: يعني إيه يا واد مش فاهماك؟
أحمد: يعني يا ماما المسلسلات دي هتفيدك بإيه في رمضان؟
أم مريم: أهو بَسلِّي صيامي.
أحمد: الجملة دي يا ماما ناس كتير بتفهمها غلط، كأن الشهر الكريم دا حاجة مُملة وبيحاولوا يسلُّوا نفسهم لغاية ما العيد ييجي، للأسف التسلية في الشهر الكريم بقت بمتابعة البرنامج الفلاني والمسلسل العِلَّاني.
التسلية في الشهر الكريم يا ماما بعد إذن حضرتك هشرحها لك. تتمثل في الإكثار من العبادات، وأعمال الخير، وختام القرآن الكريم، و..
أم مريم: هو أنا عندي وقت يا أحمد، دا أنا يدوب بروّق الشقة، وأعملكم اللقمة، وألحق أصلي الفرض بالعافية.
أحمد: ممكن وحضرتك بتعملي كل دا تعملي شيء بسيط جدًّا، ألا وهو الذِّكر.
أم مريم: الذِّكر!
أحمد: أيوه يا ماما، طول ما حضرتك بتروقي وبتطبخي تُذكري الله دايمًا، ممكن كمان تشغلي سورة معينة بصوت شيخ بتسمعي له دايمًا وتنوي إنك مع انتهاء الشهر تكوني حفظاها، فهتلاقي نفسك مع التكرار حفظتيها، أو ممكن يوم تخصصيه وتنوي فيه إطعام مجموعة من الناس من أوسط ما نأكل منه.
أم مريم: تصدق فكرة حلوة يا ولا!
أحمد: وفيه أفكار تانية كتير، المهم إنك تغتنمي فرصة الشهر للصالح ليكِ، واللي هيكون معاكِ في صحيفة أعمالك يوم القيامة.
أم مريم: عندك حق يا ولا. دا أنا كان مضحوك عليَّ والدنيا فتنتني، صحيح صدق الله العظيم لما قال في كتابه العزيز: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
أحمد: الله يفتح عليكِ يا أم مريم، أجيبلك بأه القناة اللي عليها المسلسل؟
أم مريم: بس يا ولا بأه، دا الواحد كان هيروح منه الشهر من غير ما يستفيد بكل دقيقة فيه. أنا نويت والنِّيَّة لله إني مش هتابع حاجة السنة دي على التلفزيون. يا عالِم يا ابني، السنة دي ربنا بلَّغنا رمضان، السنة الجاية هنكون موجودين على الدنيا ولا لأ.
أحمد: ربنا يديكِ الصحة والعمر يا ست الكل وما يحرمناش منك أبدًا.
أم مريم: طب قوم بأه صلِّي بيَّا أنا وأختك التراويح أحسن أبوك شكله كدا هيصلي في الجامع من بعد ما نزل يتمشى بعد الفطار.
أحمد: مش بابا قال لك اسمه الفَطور! ههههههههه
أم مريم: يا واد اتلم.
أحمد: طب اديني طبق فيه حتتين كنافة وكام واحدة قطايف علشان أقدر أكون الإمام.
أم مريم: قوم يا واد من هنا. روح اتوضى وتعالى صلِّي بينا، وبعدين كُل اللي أنتَ عاوزه.
أحمد: أنا بحب بس أسلِّي صيامي. ههههههههه
جميعهم: هههههههههههه.