❞ “سن الخمسين ! سن الغرائب ! سن صحوة الضمير أو موت الضمير . سن قدوم الشيخوخة أو عودة المراهقه . سن الزوجة الجديدة أو العشيقة القديمة.”. ❝ ⏤غازي بن عبدالرحمن القصيبي
❞ “سن الخمسين ! سن الغرائب ! سن صحوة الضمير أو موت الضمير . سن قدوم الشيخوخة أو عودة المراهقه . سن الزوجة الجديدة أو العشيقة القديمة.” . ❝
❞ اعتدتُ الجلوس في ˝مقهى الشرق˝، مقهى قديم يقع في شارع الجلاء بوسط المدينة، وذلك كلما داهمتني الأحزان، أشعر بأُلفة في الأماكن القديمة، أتشمَّم عَبقَ تاريخها، ألتمسُ الطمأنينة فيها، أستعيد الماضي، وهذا حال كثير من الناس، كلما تملَّكهم الإحباط من الحاضر يستحضرون عبق الماضي عبر الأماكن العتيقة.
المقهى عمره تجاوز الخمسين عامًا، يبدو ذلك من جدرانه المُشبعة بالرطوبة، وبعض قطع الجير المنهارة من السقف المرتفع أربعة أمتار وربما خمسة، تتوسطه مروحة تُصدِر هديرًا مزعجًا، لا يزال صاحب المقهى يستخدم المقاعد المصنوعة معظمها من الخوص والغاب، والتي كادت تبلى، أصرَّ على بقائه كما كان في الماضي، مُعلَّقٌ على أحد جدرانه بروازٌ بداخله منقوشة المعوذتان، ورفٌّ خشبي عليه أنواع المشروبات الساخنة، وبجانب الحائط المقابل مرصوصة على الأرض أنواع من الجوزة المختلفة، متلألئة كفتيات يعرضن أجسادهن خلف فاترينات، مساحة المقهى كبيرة تقريبًا، ثلاثة أمتار عرضها في عشرة أمتار طولها، بوفيه رخامي يصبُّ عليه الأسطى المياه الساخنة داخل الأكواب، توجد ثلاجة تبتعد مسافة خطوات عن البوفيه في الجانب المقابل له، تحوي بداخلها المشروبات الباردة؛ اشتراها المعلم صابر بعدما داهم البلاد صيف لافح في العقد الأخير. ❝ ⏤عثمان مكاوي
❞ اعتدتُ الجلوس في ˝مقهى الشرق˝، مقهى قديم يقع في شارع الجلاء بوسط المدينة، وذلك كلما داهمتني الأحزان، أشعر بأُلفة في الأماكن القديمة، أتشمَّم عَبقَ تاريخها، ألتمسُ الطمأنينة فيها، أستعيد الماضي، وهذا حال كثير من الناس، كلما تملَّكهم الإحباط من الحاضر يستحضرون عبق الماضي عبر الأماكن العتيقة.
المقهى عمره تجاوز الخمسين عامًا، يبدو ذلك من جدرانه المُشبعة بالرطوبة، وبعض قطع الجير المنهارة من السقف المرتفع أربعة أمتار وربما خمسة، تتوسطه مروحة تُصدِر هديرًا مزعجًا، لا يزال صاحب المقهى يستخدم المقاعد المصنوعة معظمها من الخوص والغاب، والتي كادت تبلى، أصرَّ على بقائه كما كان في الماضي، مُعلَّقٌ على أحد جدرانه بروازٌ بداخله منقوشة المعوذتان، ورفٌّ خشبي عليه أنواع المشروبات الساخنة، وبجانب الحائط المقابل مرصوصة على الأرض أنواع من الجوزة المختلفة، متلألئة كفتيات يعرضن أجسادهن خلف فاترينات، مساحة المقهى كبيرة تقريبًا، ثلاثة أمتار عرضها في عشرة أمتار طولها، بوفيه رخامي يصبُّ عليه الأسطى المياه الساخنة داخل الأكواب، توجد ثلاجة تبتعد مسافة خطوات عن البوفيه في الجانب المقابل له، تحوي بداخلها المشروبات الباردة؛ اشتراها المعلم صابر بعدما داهم البلاد صيف لافح في العقد الأخير . ❝
❞ بعد عشرين عاماً أمضاها في الغربة، رجع إلى قريتهِ (كوت ثويني)، حاملاً حقيبة متخمة بمؤلفاته الشعرية والقصصية. كان يوماً قائظاً من شهر حزيران، حين نزل من سيارة الأجرة في منتصف الطريق المعبّد، توقف لحظة قبل أن ينعطف يميناً، ليجوس بخطاه الشارع الترابي، الذي يتحوّل أثناء المطر إلى مادة صمغية تنزع الأحذية من الأقدام. أستنشق غبار حافات ذكرياته الأليمة.. (التمرّد على المجتمع والزمن)؛ غمغم مع نفسه وهو يحوّل الحقيبة من يده اليمنى إلى اليسرى، رَسمَ في مخيلته صوراً جميلة لاستقبال ذويه: (أختاي لابدّ إنهما تزوّجتا وأنجبتا الأطفال). أشرقت ابتسامة على محيّاه، شعر بشيء من الودّ، جعله يعجّل بخطواته في اجتياز جذوع النخيل المرصوفة فوق جداول الحياة، مراوغاً ظلال الاشتياق، المتطايرة فوق غبار أعوامه الخمسين. ❝ ⏤نبيل جميل
❞ بعد عشرين عاماً أمضاها في الغربة، رجع إلى قريتهِ (كوت ثويني)، حاملاً حقيبة متخمة بمؤلفاته الشعرية والقصصية. كان يوماً قائظاً من شهر حزيران، حين نزل من سيارة الأجرة في منتصف الطريق المعبّد، توقف لحظة قبل أن ينعطف يميناً، ليجوس بخطاه الشارع الترابي، الذي يتحوّل أثناء المطر إلى مادة صمغية تنزع الأحذية من الأقدام. أستنشق غبار حافات ذكرياته الأليمة.. (التمرّد على المجتمع والزمن)؛ غمغم مع نفسه وهو يحوّل الحقيبة من يده اليمنى إلى اليسرى، رَسمَ في مخيلته صوراً جميلة لاستقبال ذويه: (أختاي لابدّ إنهما تزوّجتا وأنجبتا الأطفال). أشرقت ابتسامة على محيّاه، شعر بشيء من الودّ، جعله يعجّل بخطواته في اجتياز جذوع النخيل المرصوفة فوق جداول الحياة، مراوغاً ظلال الاشتياق، المتطايرة فوق غبار أعوامه الخمسين . ❝
❞ يحكي أن رجلا من العرب يدعي جبراً كان كثير الترحال يودع مدينه ويستقبل آخري وفي إحدي رحلاته دخل قريه ومر بمقبرتها فرأي أمرا عجيبا!
رآهم قد كتبوا علي شواهد القبور اسم الميت وعمره وما زاد دهشته أن الأعمار كانت قصيرة جدا مقارنة بحجم القبور التي تبدو للأشخاص راشدين لا لأطفال خطفتهم يد المنون قبل أن يبلغوا سن الرشد !
قرأ علي شاهد القبر الأول :يرقد في هذا القبر سعد عاش سنه وثلاثة أيام!
قرأ علي شاهد القبر الثاني: ترقد في هذا القبر سعاد عاشت سنتين وأسبوعا!
وكلما انتقل من قبر إلى قبر زادت دهشته حتي وصل إلي حارس المقبرة،وقال له:لقد عشت رجبا ورأيت عجبا ولكني ما رأيت قط أعجب مما رأيت في مدينتكم !
ابتسم حارس المقبرة وقال له:لعلك تقصد الأعمار القصيرة المدونة علي شواهد قبور الناس!
قال جبر : أجل ..
قال حارس المقبرة:نحن لا نحسب في أعمارنا إلا الأوقات السعيدة التي عشناها ،فساد مثلا عاش خمسين عاما منها سنة وثلاثة أيام سعيدا وماتبقي من الخمسين قضاها في الشقاء فكتبنا ما عاش في السعادة وأسقطنا من عمره ما عاش في الشقاء!
فقال له جبر:إن أدركني الموت في قريتكم فاكتبوا علي شاهد قبري :
يرقد في هذا القبر جبرمن بطن أمه إلي القبر. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ يحكي أن رجلا من العرب يدعي جبراً كان كثير الترحال يودع مدينه ويستقبل آخري وفي إحدي رحلاته دخل قريه ومر بمقبرتها فرأي أمرا عجيبا!
رآهم قد كتبوا علي شواهد القبور اسم الميت وعمره وما زاد دهشته أن الأعمار كانت قصيرة جدا مقارنة بحجم القبور التي تبدو للأشخاص راشدين لا لأطفال خطفتهم يد المنون قبل أن يبلغوا سن الرشد !
قرأ علي شاهد القبر الأول :يرقد في هذا القبر سعد عاش سنه وثلاثة أيام!
قرأ علي شاهد القبر الثاني: ترقد في هذا القبر سعاد عاشت سنتين وأسبوعا!
وكلما انتقل من قبر إلى قبر زادت دهشته حتي وصل إلي حارس المقبرة،وقال له:لقد عشت رجبا ورأيت عجبا ولكني ما رأيت قط أعجب مما رأيت في مدينتكم !
ابتسم حارس المقبرة وقال له:لعلك تقصد الأعمار القصيرة المدونة علي شواهد قبور الناس!
قال جبر : أجل ..
قال حارس المقبرة:نحن لا نحسب في أعمارنا إلا الأوقات السعيدة التي عشناها ،فساد مثلا عاش خمسين عاما منها سنة وثلاثة أيام سعيدا وماتبقي من الخمسين قضاها في الشقاء فكتبنا ما عاش في السعادة وأسقطنا من عمره ما عاش في الشقاء!
فقال له جبر:إن أدركني الموت في قريتكم فاكتبوا علي شاهد قبري :
يرقد في هذا القبر جبرمن بطن أمه إلي القبر . ❝