█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لم تكن تقاوم الموت ،كانت تساكنه باستسلام ،ولم أكن أفهم كل تلك المماطلة من طرفه ،كان بامكانه أن يريحها مرة واحدة ،ولكنه يستحوذ على اعضائها عضوا عضوا ،يجالسها ،يلاعبها ،يهمس لها أنه سينهي الموضوع قريبا ،يعطيها أملا في الخلاص ويترك لعواطفها متسعا من التوجع . ❝
❞ تسأليني: ما بِك؟ فأجيبُك: اشتقت إليكِ. تبتسمين ابتسامتَك تلك، ابتسامةَ النصر التي تعلو ثغور النساء عندما يكتشفْنَ أنه لا يمكن الخلاص من فتنتِهِنّ، وترتسم على خدّك الأيمن غمازةٌ صغيرة، فيشهقُ كلّ شيء بي. تصبحين كلّكِ موضعاً للتقبيل، وأصبح كلي شفتين . ❝
❞ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
قوله تعالى : إنا كذلك نجزي المحسنين أي نجزيهم بالخلاص من الشدائد في الدنيا والآخرة . ❝
❞ لا خلاص من الشقاء إلا بالخلاص من الرغبة ... وقتلها ...
و الوصول الي حالة من السكينة الداخلية ... الزاهدة في كل شيء، و العازفة عن جميع الرغبات . ❝
❞ فإن قيل: "... فما معنى القُرْب بلا قُرْب والبُعْد بلا بُعْد؟"، فالجواب: أعني أنك، في أوان القُرْب والبُعْد، لم تكن شيئًا سواه، ولكنك لم تكن عارفًا بنفسك ولم تعلم أنك هو بلا أنت. فمتى وصلتَ إلى الله – تعالى –، أي عرفتَ نفسَك بلا وجود حروف العرفان، علمتَ أنك كنت إيَّاه، وما كنت تعرف قبل أنك هو أو غيره. فإذا حصل العرفان، علمتَ أنك عرفت الله بالله، لا بنفسك.
مثال ذلك: هَبْ بمعنى أنك لا تعرف بأن اسمك محمود أو مسمَّاك محمود – فإن الاسم والمسمَّى في الحقيقة واحد –، وتظن أن اسمك محمد، وبعد أحيان عرفت أنك محمود، فوجودك باقٍ، واسم محمد ومسمَّى المحمود ارتفع عنك بمعرفتك نفسك أنك محمود. (ولم تكن محمدًا إلا بالفناء عن نفسك، لأن الفناء يكون بعد إثبات وجود ما سواه؛ ومَن أثبت وجودَ ما سواه فقد أشرَكَ به – تبارك وتعالى.) فما نقص من المحمود شيء، ولا محمد فني في المحمود، ولا دخل فيه ولا خرج منه، ولا حلَّ محمود في محمد. فبعدما عرف المحمودُ نفسَه أنه محمود، لا محمد، عرف نفسَه بنفسه، لا بمحمد، لأن محمدًا ما كان، فكيف يعرف به شيئًا كائنًا؟ فإذن العارف والمعروف واحد، والواصل والموصول واحد، والرائي والمرئي واحد. فالعارف صفتُه والمعروف ذاتُه، والواصل صفتُه والموصول ذاتُه، والصفة والموصوف واحد.
هذا بيان "مَن عرف نفسه فقد عرف ربَّه": فمَن فهم هذا المثال علم أنه لا وَصْل ولا فَصْل، وعلم أن العارف هو والمعروفَ هو، والرائي هو والمرئي هو، والواصل هو والموصول هو. فما وصل إليه غيرُه، وما انفصل عنه غيرُه. فمَن فهم ذلك خلص من شَرَك الشِّرْك. – وإلا فلم يشم رائحة الخلاص من الشرك . ❝