❞ هل تعلم أن:
عندما تكون حزين ستزداد رغبتك في أكل الحلويات والشيكولاتة بشكل لا إرادي وهذا لحاجة الدماغ لهرمون السيروتونين في هذه اللحظة لكي تتحسن المزاج وتزداد الراحة فوراً. ❝ ⏤نور الهدى
❞ هل تعلم أن:
عندما تكون حزين ستزداد رغبتك في أكل الحلويات والشيكولاتة بشكل لا إرادي وهذا لحاجة الدماغ لهرمون السيروتونين في هذه اللحظة لكي تتحسن المزاج وتزداد الراحة فوراً. ❝
❞ هل أنت صادق ؟
سؤال سوف يجيب عليه الكل بنعم .. فكل واحد يتصور أنه صادق وأنه لا يكذب .. وقد يعترف أحدهم بكذبة أو بكذبتين ويعتبر نفسه بلغ الغاية من الدقة والصراحة مع النفس وأنه أدلى بحقيقة لا تقبل مراجعة .
ومع ذلك فدعونا نراجع معًا هذا الإدعاء العريض وسوف نكتشف أن الصدق شيء نادر جدّاً .. وأن الصادق الحقيقي يكاد يكون غير موجود .
وأكثرنا في الواقع مغشوش في نفسه حينما يتصور أنه من أهل الصدق .
بل إننا نبدأ في الكذب من لحظة أن نتيقظ في الصباح وقبل أن نفتح فمنا بكلمة .
أحياناً تكون مجرد تسريحة الشعر التي نختارها كذبة .
الكهل الذي يسرح شعره خنافس ليبدو أصغر من سِنه يكذب , والمرأة العجوز التي تصبغ شعرها لتبدو أصغر من سنها تكذب .
والباروكة على رأس الأصلع كذبة .
وطقم الأسنان في فم الأهتم كذبة .
والبدلة السبور الخفيفة التي تخفي تحتها فانلة صوف كذبة .
والكورسيه والمشدّات حول البطن المترهلة كذبة .
والنهد الكاوتشوك على الصدر المنهك من الرضاع كذبة .
والمكياج الذي يحاول صاحبه إن يخفي به التجاعيد هو نوع آخر من الكذب الصامت .
والبودرة والأحمر والكحل والريميل والرموش الصناعية .. كلها أكاذيب ينطق بها لسان الحال قبل أن يفتح الواحد منا فمه ويتكلم .
بل إن مجرد ضفيرة المدارس على رأس بنت الثلاثين كذبة .
واللبانة في فم رجل كهل هي كذبة أكثر وقاحة .
كل هذا ولم يبدأ اللسان ينطق ولم يُفتح الفم بعد .
فإذا فتح الواحد منا فمه وقال صباح الخير .. فإنه يقولها على سبيل العرف والعادة .. لم ينوي له الخير ولم ينوي له الشر .. فهو يكذب .. وهو يقرأ السلام على من يبيت له العدوان .. فهو يكذب .
فإذا رفع سماعة التليفون مضى يطلب ما لا يريد من الأشياء لمجرد أنها مظاهر ومجاملات .. فهو يكذب .. وقد يرفض ما يريد خجلًا وادعاء .. فهو يكذب .
والولد والبنت يتكلمان طوال ساعتين في كل شيء إلا ما يتحرقان شوقًا إلى أن يتصارحا به .. فهما يكذبان .
وفتاة البار تبدؤك الحديث بالحب وهو لا يخطر لها على بال ولا تشغلها سوى حافظة نقودك . وكم زجاجة من الشمبانيا ستفتح لها .
والإعلان الذي يصف لك نكهة السيجارة وفوائدها الصحية يكذب عليك .
والإعلان الذي يقول لك إن قرص الإسبرين يشفي من الإنفلونزا كذب حتى بالقياس إلى علم الأدوية ذاته .
وكل ما يدور في عالم البيع والشراء يبدأ بالكذب .
وصورة لاعب التنس في يده زجاجة ويسكي وصورة الأسد الذي يحتضن زجاجة الكينا .. وبطل الجري الذي يدخن سيجارة فرجينيا كلها صنوف من الأكاذيب الظريفة التي تراها ملصقة على الجدران وعلى أغلفة الصحف وفي إعلانات السينما والتلفزيون وكأنما أصبح الكذب عُرفًا تجاريًا لا لوم عليه .
وفي عالم السياسة والسياسيين وفي أروقة الأمم المتحدة وعلى أفواه الدبلوماسيين نجد أن الكذب هو القاعدة .
بل إن فن الدبلوماسية الرفيع هو كيف تستطيع أن تجعل الكذب يبدو كالصدق .. وكيف تقول ما لا تعني .. وكيف تخفي ما تريد .. وكيف تحب ما تكره .. وكيف تكره ما تحب .
وأذكر بهذه المناسبة النكتة التي رويت عن تشرشل حينما رأى شاهد مقبرة مكتوبًا عليها ..
(( هنا يرقد الرجل الصادق والسياسي العظيم )) .
فقال ضاحكاً :
هذه أول مرة أرى فيها رجلين يدفنان في تابوت واحد .
فلم يكن من الممكن إطلاقاً في نظر تشرشل أن يكون الرجل الصادق والسياسي العظيم رجلاً واحداً .. إذ أن أول مؤهلات العظمة السياسية في نظر تشرشل هو الكذب .
وشرط السياسة هو أن تخفي الحقيقة لحساب المصلحة .. وتتأخر العاطفة لتتقدم الحيلة .. والفطنة .. والذكاء .. والمراوغة .
والدبلوماسي الذي يجاهر بعاطفته هو دبلوماسي أبله .. بل إنه لا يكون دبلوماسيّاً على الإطلاق .
وفي عالم الدين ودنيا العبادات يطل الكذب الخفي من وراء الطقوس والمراسيم .
شهر الصيام الذي هو امتناع عن الأكل يتحول إلى شهر أكل فتظهر المشهيات والحلويات والمخللات والمتبلات .. من كنافة إلى مشمشية إلى قطايف إلى مكسرات ويرتفع استهلاك اللحم في شهر رمضان فتقول لنا الإحصاءات بالأرقام إنه يصل إلى الضعف ويصبح شهر رمضان هو شهر الصواني والطواجن .
وبين كل مائة مُصَل أكثر من تسعين يقفون بين يدي الله وهم شاردون مشغولون بصوالحهم الدنيوية يعبدون الله وهم في الحقيقة يعبدون مصالحهم وأغراضهم ويركعون الركعة لتُقضَى لهم هذه المصالح والأغراض .
وقد عاش بابوات القرون الوسطى في ترف الملوك والسلاطين وسبحوا في الذهب والحرير والسلطة والنفوذ , وامتلكوا الإقطاعيات والقصور بإسم الدين وبإسم الإنجيل الذي يقول إن الغني لن يدخل ملكوت الله إلا إذا دخل الجمل في ثقب الإبرة .
بل إنهم تصوروا أنهم امتلكوا الجنة فباعوها صكوكًا لطالبي الغفران .
وفي دولة الحب نجد أن مخادعة النفس هي الأسلوب المتعارف عليه .. يخدع كل واحد نفسه ويخدع الآخر أحيانًا بوعي وأحيانًا بدون وعي .. فيتحدث العاشقان عن الحب وهما يريدان أن يقدما مبررًا شريفًا مقبولًا للوصول إلى الفراش .. ويخيل للحبيب أنه قد جن حبّاً وهو في الواقع يلتمس لنفسه وسيلة للهرب من واقع مرير .
كنوع من إظهار البراعة والمهارة أو كمظهر من مظاهر النجاح .
وأحياناً تكون كلمة الحب كذبة معسولة تخفي وراءها رغبة شريرة في الإمتلاك والإستحواذ والسيطرة .
وأحياناً تكون كلمة الحب خطة محبوكة وشِركاً للوصول إلى ميراث .
وهي في أكثر صورها شيوعاً وسيلة للوصول إلى لذّة سريعة وطريقة لتدليك الضمير والتغلب على الخجل ورفع الكلفة .
وهي ذريعتنا الدائمة للتغلب على عقدة الذنب فتخلع المرأة آخر قطعة ثياب وهي تطمئن نفسها بأنها ضحية الحب .. وأن الحب إحساس طاهر وأنه أمر الله وأنه قضاء وقدر .. وأنها ليست أول من أحبت ولا آخر من أعطت .
ولا توجد شبكة حريرية من الأكاذيب كما توجد في الحب .. ففي كل كلمة كذبة .. وفي كل لمسة كذبة .. والغريزة الجنسية ذاتها تكذب فما أسرع ما تشتعل وما أسرع ما تنطفئ . وما أسرع ما تضجر وتمل وتطالب بتغيير الطعام .
والصدق في الحب وقصص الحب نادر أندر من الماس في الصحاري .. وهو من أخلاق الصديقين وليس من أخلاق الغمر العادي من الناس .
وتتواطأ أغاني الحب وقصص الحب وتتآمر هي الأخرى لتنصب شراكاً من الأكاذيب المنمقة الجميلة وترسي دعامات ساحرة من الأوهام والأحلام الوردية والصور البراقة الخادعة عن القبلة والضمة ولقاء الفراش ولذة العذاب وعذاب اللذة ولسعة الحرمان ودموع الوسادة وإغماء السعادة وصحوة الفراق .. وضباب وضباب .. وعطور وصور خلابة مرسومة بريشة فنانين كذابين عظام .
والكذب في الفن عادة قديمة بدأها الشعراء من زمن طويل .
وقصائد المديح وقصائد الهجاء في شعرنا العربي شاهد على انتشار هذه العادة السيئة .
والفن وليد الهوى والخاطر والمزاج .. والمزاج متقلب .
ما أكثر الكذب حقّاً !
إننا لنكذب حتى في الأكل فنأكل حتى ونحن شبعانون .
أين الصدق إذن ؟
ومتى تأتي هذه اللحظة الشحيحة التي نتحرى فيها الحق والحق وحده ؟
إنها تأتي على ندرة .
في معمل العالم الذي يضع عينه على ميكروسكوب بحثاً عن حقيقة .
هنا نجد العقل يتطلع في شوق حقيقي وصادق ويبحث في حياد مطلق .. ويفكر في موضوعية على هدى أرقام دقيقة ومقادير وقوانين .
والعلم بذاته هو النظرة الموضوعية المستقلة عن الهوى والمزاج وأداته الوحيدة .. صدق الإستقراء .. وصدق الفراسة .
واللحظة الأخرى الصادقة هي لحظة الخلوة مع النفس حينما يبدأ ذلك الحديث السري .. ذلك الحوار الداخلي .
تلك المكالمة الإنفرادية حيث يصغي الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذناً أخرى تتلصص على الخط .
ذلك الإفضاء والإفشاء والإعتراف والطرح الصريح من الأعماق إلى سطح الوعي في محاولة مخلصة للفهم .
وهي لحظة من أثمن اللحظات .
إن الحياة تتوقف في تلك اللحظة لتبوح بحكمتها .
والزمن يتوقف ليعطي ذلك الشعور المديد بالحضور .. حيث نحن في حضرة الحق .. وحيث لا يجوز الكذب والخداع والتزييف .. كما لا يجوز لحظة الموت ولحظة الحشرجة .
إننا نكتشف ساعتها أننا عشنا عمرنا من أجل هذه اللحظة .. وأننا تألمنا وتعذبنا من أجل أن نصل إلى هذه المعرفة الثمينة عن نفوسنا .
وقد تأتي تلك اللحظة في العمر مرة فتكون قيمتها بالعمر كله .
أما إذا تأخرت ولم تأت إلا ساعة الموت .. فقد ضاع العمر دون معنى ودون حكم .. و أكلته الأكاذيب .. وجاءت الصحوة بعد فوات الأوان .
ولهذا كانت الخلوة مع النفس شيئاً ضروريّاً ومقدساً بالنسبة لإنسان العصر الضائع في متاهات الكذب والتزييف .. وهي بالنسبة له طوق النجاة وقارب الإنقاذ .
والإنسان يولد وحده ويموت وحده ويصل إلى الحق وحده .
وليست مبالغة أن توصف الدنيا .. بأنها باطل الأباطيل .. الكل باطل وقبض الريح ..
فكل ما حولنا من مظاهر الدنيا يتصف بالبطلان والزيف .
ونحن نقتل بعضنا بعضاً في سبيل الغرور وإرضاء لكبرياء كاذب .
والدنيا ملهاة قبل أن تكون مأساة .
ومع ذلك نحن نتحرق شوقاً في سبيل الحق ونموت سعداء في سبيله .
والشعور بالحق يملؤنا تماماً وإن كنا نعجز عن الوصول إليه .
إننا نشعر به ملء القلب وإن كنا لا نراه حولنا .
وهذا الشعور الطاغي هو شهادة بوجوده .
إننا وإن لم نر الحق وإن لم نصل إليه وإن لم نبلغه فهو فينا .. وهو يحفزنا .. وهو مثال مطلق لا يغيب عن ضميرنا لحظة وبصائرنا مفتوحة عليه دوماً .
ولحظة التأمل الصافي تقودنا إليه .
والعلم يقودنا إليه .
ومراقبتنا لأنفسنا من الداخل تقودنا إليه .
وبصائرنا تهدي إليه .
والحق في القرآن هو الله .. وهو أحد أسمائه الحسنى .
وكل هذه المؤثرات الداخلية تدل عليه .
وهو متجاوز للدنيا متعالٍ عليها .
نراه رؤية بصيرة لا رؤية بصر .
وتبرهن عليه أرواحنا بكل شوقها وبكل نزوعها .
والعجب كل العجب لمن يسألنا عن برهان على وجود الله .. على وجود الحق .. وهو نازع إليه بكليته مشغوف به بجماع قلبه .
وكيف يكون موضع شك من هو قِلبة كل القلوب ومهوى جميع الأفئدة وهدف جميع البصائر ؟
كيف نشك في وجوده وهو مستولٍ على كل مشاعرنا ؟
كيف نشك في الحق ونطلب عليه دليلاً من الباطل ؟
كيف ننزلق مع المنطق المراوغ إلى هذه الدرجة من التناقض فنجعل من لب الوجود وحقيقة حقائقه محل سؤال ؟
إني لا أجد نصيحة أثمن من أن أقول ليعد كل منا إلى فطرته .. ليعد إلى بكارته وعذريته التي لم تدنسها لفلفات المنطق ومراوغات العقل .
ليعد كل منا إلى قلبه في ساعة خلوة .
وليسأل قلبه .
وسوف يدل قلبه على كل شيء .
فقد أودع الله في قلوبنا تلك البوصلة التي لا تخطئ .. والتي اسمها الفطرة والبداهة .
وهي فطرة لا تقبل التبديل ولا التشويه لأنها محور الوجود ولُبَه ومداره وعليها تقوم كل المعارف والعلوم .
(( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ))
(الروم – 30)
لقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دواماً كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه .
فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته لا أكثر .
وسوف تدله طبيعته على الحق .
وسوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد .
كن كما أنت .. وسوف تهديك نفسك إلى الصراط .
مقال / ماذا قالت لي الخلوة ؟!
من كتاب / رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هل أنت صادق ؟
سؤال سوف يجيب عليه الكل بنعم . فكل واحد يتصور أنه صادق وأنه لا يكذب . وقد يعترف أحدهم بكذبة أو بكذبتين ويعتبر نفسه بلغ الغاية من الدقة والصراحة مع النفس وأنه أدلى بحقيقة لا تقبل مراجعة .
ومع ذلك فدعونا نراجع معًا هذا الإدعاء العريض وسوف نكتشف أن الصدق شيء نادر جدّاً . وأن الصادق الحقيقي يكاد يكون غير موجود .
وأكثرنا في الواقع مغشوش في نفسه حينما يتصور أنه من أهل الصدق .
بل إننا نبدأ في الكذب من لحظة أن نتيقظ في الصباح وقبل أن نفتح فمنا بكلمة .
أحياناً تكون مجرد تسريحة الشعر التي نختارها كذبة .
الكهل الذي يسرح شعره خنافس ليبدو أصغر من سِنه يكذب , والمرأة العجوز التي تصبغ شعرها لتبدو أصغر من سنها تكذب .
والباروكة على رأس الأصلع كذبة .
وطقم الأسنان في فم الأهتم كذبة .
والبدلة السبور الخفيفة التي تخفي تحتها فانلة صوف كذبة .
والكورسيه والمشدّات حول البطن المترهلة كذبة .
والنهد الكاوتشوك على الصدر المنهك من الرضاع كذبة .
والمكياج الذي يحاول صاحبه إن يخفي به التجاعيد هو نوع آخر من الكذب الصامت .
والبودرة والأحمر والكحل والريميل والرموش الصناعية . كلها أكاذيب ينطق بها لسان الحال قبل أن يفتح الواحد منا فمه ويتكلم .
بل إن مجرد ضفيرة المدارس على رأس بنت الثلاثين كذبة .
واللبانة في فم رجل كهل هي كذبة أكثر وقاحة .
كل هذا ولم يبدأ اللسان ينطق ولم يُفتح الفم بعد .
فإذا فتح الواحد منا فمه وقال صباح الخير . فإنه يقولها على سبيل العرف والعادة . لم ينوي له الخير ولم ينوي له الشر . فهو يكذب . وهو يقرأ السلام على من يبيت له العدوان . فهو يكذب .
فإذا رفع سماعة التليفون مضى يطلب ما لا يريد من الأشياء لمجرد أنها مظاهر ومجاملات . فهو يكذب . وقد يرفض ما يريد خجلًا وادعاء . فهو يكذب .
والولد والبنت يتكلمان طوال ساعتين في كل شيء إلا ما يتحرقان شوقًا إلى أن يتصارحا به . فهما يكذبان .
وفتاة البار تبدؤك الحديث بالحب وهو لا يخطر لها على بال ولا تشغلها سوى حافظة نقودك . وكم زجاجة من الشمبانيا ستفتح لها .
والإعلان الذي يصف لك نكهة السيجارة وفوائدها الصحية يكذب عليك .
والإعلان الذي يقول لك إن قرص الإسبرين يشفي من الإنفلونزا كذب حتى بالقياس إلى علم الأدوية ذاته .
وكل ما يدور في عالم البيع والشراء يبدأ بالكذب .
وصورة لاعب التنس في يده زجاجة ويسكي وصورة الأسد الذي يحتضن زجاجة الكينا . وبطل الجري الذي يدخن سيجارة فرجينيا كلها صنوف من الأكاذيب الظريفة التي تراها ملصقة على الجدران وعلى أغلفة الصحف وفي إعلانات السينما والتلفزيون وكأنما أصبح الكذب عُرفًا تجاريًا لا لوم عليه .
وفي عالم السياسة والسياسيين وفي أروقة الأمم المتحدة وعلى أفواه الدبلوماسيين نجد أن الكذب هو القاعدة .
بل إن فن الدبلوماسية الرفيع هو كيف تستطيع أن تجعل الكذب يبدو كالصدق . وكيف تقول ما لا تعني . وكيف تخفي ما تريد . وكيف تحب ما تكره . وكيف تكره ما تحب .
وأذكر بهذه المناسبة النكتة التي رويت عن تشرشل حينما رأى شاهد مقبرة مكتوبًا عليها .
(( هنا يرقد الرجل الصادق والسياسي العظيم )) .
فقال ضاحكاً :
هذه أول مرة أرى فيها رجلين يدفنان في تابوت واحد .
فلم يكن من الممكن إطلاقاً في نظر تشرشل أن يكون الرجل الصادق والسياسي العظيم رجلاً واحداً . إذ أن أول مؤهلات العظمة السياسية في نظر تشرشل هو الكذب .
وشرط السياسة هو أن تخفي الحقيقة لحساب المصلحة . وتتأخر العاطفة لتتقدم الحيلة . والفطنة . والذكاء . والمراوغة .
والدبلوماسي الذي يجاهر بعاطفته هو دبلوماسي أبله . بل إنه لا يكون دبلوماسيّاً على الإطلاق .
وفي عالم الدين ودنيا العبادات يطل الكذب الخفي من وراء الطقوس والمراسيم .
شهر الصيام الذي هو امتناع عن الأكل يتحول إلى شهر أكل فتظهر المشهيات والحلويات والمخللات والمتبلات . من كنافة إلى مشمشية إلى قطايف إلى مكسرات ويرتفع استهلاك اللحم في شهر رمضان فتقول لنا الإحصاءات بالأرقام إنه يصل إلى الضعف ويصبح شهر رمضان هو شهر الصواني والطواجن .
وبين كل مائة مُصَل أكثر من تسعين يقفون بين يدي الله وهم شاردون مشغولون بصوالحهم الدنيوية يعبدون الله وهم في الحقيقة يعبدون مصالحهم وأغراضهم ويركعون الركعة لتُقضَى لهم هذه المصالح والأغراض .
وقد عاش بابوات القرون الوسطى في ترف الملوك والسلاطين وسبحوا في الذهب والحرير والسلطة والنفوذ , وامتلكوا الإقطاعيات والقصور بإسم الدين وبإسم الإنجيل الذي يقول إن الغني لن يدخل ملكوت الله إلا إذا دخل الجمل في ثقب الإبرة .
بل إنهم تصوروا أنهم امتلكوا الجنة فباعوها صكوكًا لطالبي الغفران .
وفي دولة الحب نجد أن مخادعة النفس هي الأسلوب المتعارف عليه . يخدع كل واحد نفسه ويخدع الآخر أحيانًا بوعي وأحيانًا بدون وعي . فيتحدث العاشقان عن الحب وهما يريدان أن يقدما مبررًا شريفًا مقبولًا للوصول إلى الفراش . ويخيل للحبيب أنه قد جن حبّاً وهو في الواقع يلتمس لنفسه وسيلة للهرب من واقع مرير .
كنوع من إظهار البراعة والمهارة أو كمظهر من مظاهر النجاح .
وأحياناً تكون كلمة الحب كذبة معسولة تخفي وراءها رغبة شريرة في الإمتلاك والإستحواذ والسيطرة .
وأحياناً تكون كلمة الحب خطة محبوكة وشِركاً للوصول إلى ميراث .
وهي في أكثر صورها شيوعاً وسيلة للوصول إلى لذّة سريعة وطريقة لتدليك الضمير والتغلب على الخجل ورفع الكلفة .
وهي ذريعتنا الدائمة للتغلب على عقدة الذنب فتخلع المرأة آخر قطعة ثياب وهي تطمئن نفسها بأنها ضحية الحب . وأن الحب إحساس طاهر وأنه أمر الله وأنه قضاء وقدر . وأنها ليست أول من أحبت ولا آخر من أعطت .
ولا توجد شبكة حريرية من الأكاذيب كما توجد في الحب . ففي كل كلمة كذبة . وفي كل لمسة كذبة . والغريزة الجنسية ذاتها تكذب فما أسرع ما تشتعل وما أسرع ما تنطفئ . وما أسرع ما تضجر وتمل وتطالب بتغيير الطعام .
والصدق في الحب وقصص الحب نادر أندر من الماس في الصحاري . وهو من أخلاق الصديقين وليس من أخلاق الغمر العادي من الناس .
وتتواطأ أغاني الحب وقصص الحب وتتآمر هي الأخرى لتنصب شراكاً من الأكاذيب المنمقة الجميلة وترسي دعامات ساحرة من الأوهام والأحلام الوردية والصور البراقة الخادعة عن القبلة والضمة ولقاء الفراش ولذة العذاب وعذاب اللذة ولسعة الحرمان ودموع الوسادة وإغماء السعادة وصحوة الفراق . وضباب وضباب . وعطور وصور خلابة مرسومة بريشة فنانين كذابين عظام .
والكذب في الفن عادة قديمة بدأها الشعراء من زمن طويل .
وقصائد المديح وقصائد الهجاء في شعرنا العربي شاهد على انتشار هذه العادة السيئة .
❞ أنا انثي تعشق الأشياء البسيطة تتعلق بالأشخاص بسرعه البرق ولكنها في نهاية الأمر تكتشف أنها كانت مخطئة في اختيار الأشخاص أحب الحلويات الي حد الجنون لا اهتم ماذا يقول الناس عني ولكنني أحب أن أعيش حياتي مثلما يحلو لي ليس كما يريد الآخرين عنيده الي ابعد الحدود ولكن لا أحب أن يتعامل معي أحد بعيناد عصبية ولكن قلبي مثل قلب طفل صغير لم يبلغ الثالثه من عمره عقلي عقل أمره تجاوزت الثمانون إذا أحتاج إلى أحد اقف بجانبه وافعل من أجله المستحيل إذا كان يستحق اكره الغدر والخيانه والكذب وأكره البعد الي حد كبير للغاية و اكره الانتظار وأكره أن أحد يظن أنه شي ويأتي ويتحدث معي بكل وقاحه ولكنه لا يعلم أنني في هذه اللحظة لا ارهوا امامي من الأساس لست مغروره ولكن اذا احد اطرني أن أكون مغروره سوف اكون سيدة المغرورين ولكني لا أحب الغرور ولا المغرورين عندي كبرياء الي حد كبير للغاية إذا أخطائه بحق أحد وكان يستحق الاعتزار اعتز منه ولكن إذا كان هو المخطاء سوف أعمله معاملة يندم على اليوم الذي ولدته امه انا لا ارحم من يفكر أن يأتي علي كرامتي وقلبي ليدي استعداد أن امحوا ايه شخص من حياتي في ايه لحظة لمجرد أنه فعل معي شي يديقني لأنني تحملت الكثير والكثير والكثير من الأوجاع وليس لدي رغبه أن اتحمل المزيد انا اتحمل الحزن والألم الي اكبر حد احب بكل صدق واخلاص ولكن احذر ان يتحول ذلك الحب الي كراهية ثق أنه إذا تحول الحب الي كراهيه سوف تندم ندم شديد علي جعلي اتحول الي شخص قاتل يريد الانتقام وأنا لست مغروره ولكنني اعرف قيمه نفسي جيدا أريد رجلا يجعلني سيدة النساء ملكة متوجة علي عرش قلبه رجلا لا مثيلا ولا بديلاً له أثق تماما أنه سوف يكون سيد الرجال لانه سوف يكون ملك قلبي واستوطن بداخل وسكن روحي مثلما تسكن الروح الجسد أريده أن يفهمني قبل ان اتحدث يعرف كل ما يجول في خاطرك قبل أن اتفوه بكلمة يشعر أن قلبي خلق من أجل أن بسكتة هو فقط ويعلم جيدا ويثق أنني سوف أكون ملكا له وحده الي الابد سوف تكون الملك المتوج داخل قلبي لن لا يلق بالملكة إلا الوقع في حب ملك مثلها أنت ملكا لي وحدي هذه انا ياسادة
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم. ❝ ⏤Aya Mohamed
❞ أنا انثي تعشق الأشياء البسيطة تتعلق بالأشخاص بسرعه البرق ولكنها في نهاية الأمر تكتشف أنها كانت مخطئة في اختيار الأشخاص أحب الحلويات الي حد الجنون لا اهتم ماذا يقول الناس عني ولكنني أحب أن أعيش حياتي مثلما يحلو لي ليس كما يريد الآخرين عنيده الي ابعد الحدود ولكن لا أحب أن يتعامل معي أحد بعيناد عصبية ولكن قلبي مثل قلب طفل صغير لم يبلغ الثالثه من عمره عقلي عقل أمره تجاوزت الثمانون إذا أحتاج إلى أحد اقف بجانبه وافعل من أجله المستحيل إذا كان يستحق اكره الغدر والخيانه والكذب وأكره البعد الي حد كبير للغاية و اكره الانتظار وأكره أن أحد يظن أنه شي ويأتي ويتحدث معي بكل وقاحه ولكنه لا يعلم أنني في هذه اللحظة لا ارهوا امامي من الأساس لست مغروره ولكن اذا احد اطرني أن أكون مغروره سوف اكون سيدة المغرورين ولكني لا أحب الغرور ولا المغرورين عندي كبرياء الي حد كبير للغاية إذا أخطائه بحق أحد وكان يستحق الاعتزار اعتز منه ولكن إذا كان هو المخطاء سوف أعمله معاملة يندم على اليوم الذي ولدته امه انا لا ارحم من يفكر أن يأتي علي كرامتي وقلبي ليدي استعداد أن امحوا ايه شخص من حياتي في ايه لحظة لمجرد أنه فعل معي شي يديقني لأنني تحملت الكثير والكثير والكثير من الأوجاع وليس لدي رغبه أن اتحمل المزيد انا اتحمل الحزن والألم الي اكبر حد احب بكل صدق واخلاص ولكن احذر ان يتحول ذلك الحب الي كراهية ثق أنه إذا تحول الحب الي كراهيه سوف تندم ندم شديد علي جعلي اتحول الي شخص قاتل يريد الانتقام وأنا لست مغروره ولكنني اعرف قيمه نفسي جيدا أريد رجلا يجعلني سيدة النساء ملكة متوجة علي عرش قلبه رجلا لا مثيلا ولا بديلاً له أثق تماما أنه سوف يكون سيد الرجال لانه سوف يكون ملك قلبي واستوطن بداخل وسكن روحي مثلما تسكن الروح الجسد أريده أن يفهمني قبل ان اتحدث يعرف كل ما يجول في خاطرك قبل أن اتفوه بكلمة يشعر أن قلبي خلق من أجل أن بسكتة هو فقط ويعلم جيدا ويثق أنني سوف أكون ملكا له وحده الي الابد سوف تكون الملك المتوج داخل قلبي لن لا يلق بالملكة إلا الوقع في حب ملك مثلها أنت ملكا لي وحدي هذه انا ياسادة
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم. ❝
❞ _عزومة إيه بس يا ماما دلوقتي إحنا لاقيين ناكل!!
= صوتك يا بت الناس تسمعك يقولوا علينا بنشحت.
_ ما إحنا هنشحت فعلاً باللي أنتِ بتعمليه دا.
= هو أنتِ دافعة حاجة من جيبك يبت أنتِ، دي عادة عندنا في رمضان وربنا ما يقطعلنا عادة، وهم لسه ساكنين جداد دا رمضان كريم هااا.
_ يحبيبة قلبي أنا مقولتش حاجة، بس جيران إيه اللي نعزمهم النهاردة؟
= ملكيش أنتِ دعوة خشي بس أعملي السلطة وبلي البلح وسقعي ميه و..
_ وإيه ها وإيه؟ محررلكيش القدس بالمرة؟
= هتلحقي تحرريها قبل المغرب؟
_ اللهم إني صايمة.
= اللهم قوي إيمانك يختي، يلا وريني جمال طلتك.
_ماشي يا ماما أما أشوف جو مائدة الرحمن اللي أنتِ عملاه دا.
مشيت وسبتها وهي بتحسبن عليا أصلها بتموت فيا، دخلت المطبخ وبليت البلح وسقعت الميه وعملت السلطة وشوحت اللحمه كمان إن شاء الله محد حوش.
_جيرانك دول جايين أمتى؟
= جيرانك! على أساس إنك من المحافظة المجاورة!!
_ شوفي بتجرجريني عشان أرد عليكِ، بس أنا مش هعمل كده عشان تعرفي إنك عرفتِ تربي.
= أنتِ هتقوليلي، قومي البسي العبايه ولفي حجابك كويس.
_ ليه في شنبات جاية ولا إيه؟
= شنبات! أنتِ صايمة أنتِ!
_ والله صايمة عيزاني أقولك إيه طيب...أستني.
حبيت أكلم أمي من نقطة ضعفها ألا هي لغة الضاد: هل سيحضر رچال على الفطور أُماه؟
= أجل عزيزتي.
_بارك الله فيكِ...إيه!!! هتجيبي رجالة البيت في رمضان! في رمضااان!
حدفتني بسلاح الأمهات ف دماغي˝ الشبشب ˝ : طب بزمتك دي أخلاق أمهات ف رمضان!
=دا ابن جارتنا هيجي هو وأمه يفطروا عندنا.
_ لا والله إبن جارتنا!! مش تقولي يا ماما كنت مفكراه حد غريب، أنتِ بتهزري يا ماما مهو أجنبي عننا برضو.
= لا يا بت دا مصري زينا عادي.
_ الصبر ياااارب.
_______________________
_يا ماما جيران مين بس اللي عزمنا دا إحنا لسه ناقلين مكلمناش أسبوع!!
= دي ست جدعة أوي إسمها أم آية، عزمتني وحبت تقوي العلاقة بينا كمننا منعرفش هنا حد وكده.
_علاقة إيه يا ماما هو أنتِ لحقتي! دا العفش لسه نقله مكملش حتى!!
= نحن في عصر السوشياال ميديا.
_ ابتدينا بقا جو اسبسيتون أهو.
= متقلقش يحبيبي هم 5 دقايق على الفطار وأبقى اتحجج بأي حاجة وأمشي.
_ 5 دقايق إيه اللي أفطر فيهم تعويض عن صيام ١٣ ساعة يا مؤمنة!!!
= أدخل نام يا خالد أنت بس وعلى المغرب يحلها الحلال.
_ آه يخوفي منك يا أم خالد.
لقيتها ضحكت كده وسابتني ومشيت، مكنتش مستريحلها بس ماشي خلينا وراها لما نشوف اخرتك يا نوجا.
____________________
_ ها يا نجاة عملتي إيه؟
= قولتله يدخل ينام على ما المغرب يأذن.
_ يعني جايين أكيد؟
= إن شاء الله والعروسة عاملة إيه؟
_عروسة! يسمع من بوقك ربنا يا نجاة نفسي أفرح بيها قبل ما أموت.
= بعد الشر عليكي يا هدى متقوليش كده، إن شاء الله نفرح بيهم وبخلفهم كمان.
_ يارب يا نجاة آه لو يحصل، دا أنا هتعلم الزغرطة مخصوص عشان أزغرط في فرحهم.
= قولي يارب بس وهنزغرط كلنا إن شاء الله، يلا هروح عشان ألحق أصحي خالد قبل المغرب.
_ وأنا كمان هوضب السفرة على ما تيجوا.
_____________________
_ يلا يا آية عشان الناس زمانهم جايين.
= ناس مين يا ماما دول لو وفتحنا الباب هنلاقيهم في وشنا متكبريش الموضوع يا دودو.
_ هو أنتِ هتتاخدي غياب لو مردتيش، يلا خشي البسي العباية.
= هو أنتِ عايزاني أيلا وخلاص؟
_ اه يلا.
ضحكت ومشيت: لا حول ولا قوة إلا بالله، لما نشوف الجيران دول حكياتهم إيه.
______________________
_خالد أصحي يحبيبي يلا عشان المغرب قرب يأذن.
= أقوم آذن يعني ولا إيه يا ماما؟
_ يحبيبي تأذن إيه بس رمضان كريم.
= أنتِ مصحياني عشان تفكريني برمضان يا ماما!!!
_ يوووه يا خالد قوم بقا إحنا معزومين على الفطار عيب كده، الناس زمانها فطروا واتسحروا كمان.
= فطروا واتسحروا! ليه يعني هم في الصين، دول قدامنا يا ماما، وسعت منك أوي يعني.
_ طب قوم يلا عشان تلحق تصلي في المسجد وتحصلني على هناك.
= لا بقولك إيه أنا أصلاً محروج أدخل معاكِ، عايزاني أدخلهم لوحدي!
_ متقلقش ابعتلي مسدچ بس وأنا هفتحلك أنا.
= أنتِ ليه مش مقتنعة إننا ناقلين هنا بقلنا كام يوم، دا إيه العشم اللي مش في محله ذا!!!
_ يلا قوم وبطل وجع قلب، هسبقك أنا.
______________________
_ أفتحي الباب يا آية.
= حاضر يا ماما.
روحت أفتح الباب وقبل ما أفتحه بصيت على المرايا وعدلت الطرحة، قمر قمر يعني مفيش كلام، فتحت لقيت واحدة زي القمر اللهم بارك عمرها تقريباً في أول الأربعين، وطيبة وحنان الدنيا كله في وشها وملامحها بصتلي وابتسمت: اللهم بارك، أنتِ آية صح؟
بادلتها الإبتسامة: أيوا أنا وحضرتك أكيد مدام نجاة.
: دا أنتِ حافظة بقا.
_لا دا أنا أعجبك أوي...أتفضلي.
ضحكت ودخلت، ماما جت وحقيقي استغربت السلام الحار اللي كان بينهم وحاجة في أخر يخربيت الإجتماعية يجدع.
المغرب أذن وكسرنا صيامنا بكوباية تمر بلبن، وقِمت بيهم الصلاة، كل دا ومشوفتش شنب واحد حتى يوحد الله جه لحد دلوقتي.
:حرماً
قالتها مدام نجاة بكل هدوء ونبرة بجد تخليك عايز تبوسها من كتر السلام النفسي اللي كان ظاهر فيها.
رديت عليها بإبتسامة: جمعاً إن شاء الله.
ماما قامت وشالت المصلية: يلا ي آيه قومي معايا نحط الأكل ع السفرة.
قمت ومدام نجاة قامت معانا وحطينا الأكل على السفرة سوا قد إيه إحنا بنحترم ضيوفنا ومش بنتعبهم، كنت فرحانة جداً إن في حد لطيف جه شاركنا فطارنا وحقيقي رمضان طلع شهر اللمه فعلاً، اكتشفت إن اللمه مش بالعدد بالعكس دا ممكن يكون شخص واحد بس، لكن وجوده بيكفي ويزيد كمان.
قعدنا على السفرة ولقيتهم قاعدين محدش مد إيده، فقولت أسأل إيه سبب الإضراب دا: خير يجماعة رمضان كريم.
مدام نجاة بتوتر إلي حد ما: معلش يحبيبتي خالد زمانه على وصول.
_خالد!! خالد مين!
: إبني.
_ااه الشنب!!
أوووبس!!! حطيت إيدي على بؤي وأمي بصتلي بصه جابت أجلي وأنا قاعدة، العفوية دي غريبة جداً.
أمي حبت تغطي على النيلة اللي أنا قولتها دي: معلش يا نجاة آيه متقصدش هي..
ردت عليها السكرة: لا يحبيبتي ولا يهمك ما أنا عندي نور زيها كده بس هي معزومة برا عند صحبتها.
وفي منتصف الحديث الشيق عن تحليل كلمتي، الباب خبط معلن حضور الشنب، أقصد الأستاذ خالد أمي تسكت؟ لا أزاي!
_ قومي يا آية أفتحي الباب.
= إحم باب إيه يا ماما يحبيبتي؟
_ سلامتك يا آية باب الشقة يبنتي.
=هو لازم!
وكان الرد هو نظرة الله لا يوريك، قُمت وأنا بقول في سري˝ دا عندي تتفتح دماغي ولا إني أفتح الباب لشنب من شنبات الله ربنا يسامحك يا ماما˝
أخدت نفس ولا كأني لا راحة أحارب وفتحت الباب بصيت، لا لقيت شنب ولا حتى دقن!! كان حالق دا ولا إيه استغفر الله العظيم يارب.
بص في الأرض وقالي: لو سمحتي هو دا بيت الأستاذة هدى.
بصيت ف الأرض أنا كمان وأنا بقول ف سري ˝ أستاذة هدى!!! دي لو سمعتك بتقولها كده كان أغمى عليها˝
بعدت عن الباب شوية: أيوا هو أتفضل.
دخل وقال تحية الأسلام وكلنا ردينا عليه ولقيت أمي ومدام نجاة انشكحوا كده لله في لله وإحنا داخلين.
فطرنا وخلصنا فطار، وكنت قاعدة زي الكرسي، إلا لو حد وجهلي سؤال، غير كده أنا لا أسمع لا أرى لا أتكلم، وهو كان قاعد يحكي عن شغله ودراسته وحسيت من نبرة صوته إنه كاريزما كده وعنده طموح وهدف عايز يحققه مش عايش كده والسلام.
: نحلي بقا؟
لا دي أمي عادي.
خالد رد عليها بكل احترام: طب شوية طيب دا أنا مش قادر أخد نفسي من حلاوة الأكل.
: يا بكاش دا أنت مأكلتش حاجة.
_ لا خالص والله دا أنا كلت لما شبعت تسلم إيدك.
كنت حاسة إن أنا وطنط نجاة ضيوف شرف في الموضوع، أمي تكست؟؟ لا أزااااي!
: دا آيه اللي عملاه يحبيبي مش أنا.
يخربيت الكدب اللي بقا عيني عينك في رمضان دا!! معرفش بصلي ولا لأ بس أنا كنت قاعدة أعد في كام شرشورة في شراشير السجادة بتاعنا.
سمعت صوته: تسلم إيديها.
كان بودي أرد والله بس مبعرفش أكون جملة مفيدة في المواقف اللي زي دي، فأكتفيت ببسمة مظهرتش أصلاً بس يعلم ربنا إن النية كانت موجودة.
العشا أذنت وهو قام بينا التراويح وحقيقي مكنتش عايزاه يخلص صوته خلى عيني تدمع من حلاوته كان عنده خشوع رهيب في الصلاة وصل لقلبي بدون أي مجهود يُذكر.
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله.
سلمنا وخلصنا الصلاة وكنت فخورة بيه ولا كأني أمه ومبسوطة إني عرفت أربيه رغم إني متكلمتش معاه كلمتين على بعض.
أمي طبطبت ع كتفه: اللهم بارك ربنا يحفظك يحبيبي.
ابتسملها وقال: آمين يا أمي وإياكِ.
: نحلي بقا!!!
كنت مستغربة أصرار أمي على التحلية لدرجه إني شكيت إنها هتحطله حاجهة فيها وعايزة تخلص منه.
قعدنا في الأنترية وأمي ومدام نوجا قاموا يجيبوا الحلو مش فاهمة حلو إيه دا اللي يجبوه 2 دا لو الشيف بوراك اللي عامله مش هياخد كل الوقت اللي خدوه دا.
كسر الصمت اللي حل علينا بجملته: جو قديم أوي اللي بيحصل دا.
أستغربت سبب الجملة: نعم!!!
_أنتِ مش فاهمة ولا إيه؟
= لا الحقيقة أحب أفهم منك هو إيه اللي قديم؟
_ يعني إنهم يتحججوا بالحلو وإصرار أمي إني أجي هنا على الفطار رغم إننا مكملناش أسبوع بس لما شوفتك فهمت السبب.
كنت عماله أسمعله وأنا مش فاهمة الغلط فين برضو!! للدرجادي الصيام مقصر على ذكائي!!
=بص هو أنت أكيد عايز توصلي رسالي بس أنا... أنا مش فاهمة.
_أصلاً!
=أحم... أصلاً.
_ تأخرهم الكتير دا مش بيوضحلك حاجة مثلاً؟
= اه طبعاً بيوضحلي.
_طب الحمد لله.
= بيوضحلي إن الحلويات كتير جداً لدرجة إنهم اتأخروا أوي كده.
حبيت أثبتله إنه مش لوحده اللي بيفهم بس تعبيرات وشه حسستني أني مبفهمش وبجدارة كمان، ياااه قمة الإحراج.
ضحك وبص الناحية التانية، سألته بعدم فهم وضيق:هو أنا ممكن أفهم إيه سبب الضحكة دي؟
بصلي وسكت: لا عادي بس ردك أبهرني الصراحة.
_ إيه المبهر في الموضوع أنتو مبتكلوش حلويات في بيتكوا ولا إيه؟
= هو الموضوع أصلاً ملهوش علاقة بالحلاويات بس ماشي لما يجوا قوليلهم إن أنا مشيت عشان ورايا شغل عن إذنك يا...آية.
_ أنسة آية لو سمحت.
= نعم!!!
_ حافظ على الألقاب بينا أنا بحب الحدود في التعامل.
= وماله نحافظ على الألقاب لحد ما تفرج.
سابني ومشي قبل ما يديني فرصة أسأله يعني إيه لما تفرج؟!!!
اليوم عدى وطنط نجاة استأذنت ومشيت، ماما جت قعدت جمبي بكل إنشكاح.
_ يا ستار يارب خير يا ماما.
= ها؟
_ ها إيه؟
= ها يعني نقول مبروك؟
_ مش عايزة أكسر فرحتك دي بس أنا مش فاهمة حاجة....إطلاقاً.
= إيه رأيك في خالد؟ محترم وإبن ناس وبصراحة كده أنا ارتحتله.
_ أنا مالي بقا بكل دا وبعدين أقول رأيي فيه ليه هو أنا هخطبه!!
= أينعم.
_ مش فاهمة!
= أنتِ مش حافظة غير الكلمة دي.
_ لا ثواني، يعني أنتو كنتوا مقعدنا مع بعض عشان....!!!
جاتلي لحظة إدراك وبعدها قولت بصدمة: وأنا اللي عمالة أقوله الحلو و...والشيف بوراك!!! اااععععع.
= أنتِ هبلة ولا إيه؟
_ وأتاريه عمال يقول الموضوع ملهوش علاقة بالحلو طب كنتِ أديني فكرة طيب، ليه تطلعي بنتك هبلة قدام الناس كده؟!!!
________________________
_ مكنش ليه لزوم على فكرة اللي عملتيه دا.
= هو إيه اللي أنا عملته؟
_ يا نوجا...يا نوجا أنتِ كبرتي ع الكلام دا.
= بصراحة بقا أنت مكنتش هتيجي غير بكده، متنكرش إن البنت عجبتك.
لما أمي قالتلي الجملة دي أفتكرت ردودها عليا، وظهرت إبتسامة لا إرادية على وشي.
= أظن إن ابتسامتك دي رد كافي وزيادة كمان صح؟
اتنهدت وأنا مش عارف أقول إيه بس أنا كنت مرتاح في القعدة معاها، كنت مبسوط
_صح يا نوجا.
___________________
_ عريس؟
= اه عريس وجهزي نفسك النهاردة عشان هم جايين.
_ هو أنتِ ليه مش بتقوليلي الحاجة غير في يومها للدرجادي مليش لازمة ولا رأي في البيت دا؟
= بلاش كلام كتير وفري طاقتك للصيام.
_ ماما...
= الله أكبر.
_ صلي صلي ماشي يا ماما مااااشي طب قوليلي إسمه إيه طيب؟
= الله أكبر.
_ ما خلاص يستي دا أنتِ بتصلي جداً.
___________________
_ أنا أديتهم معاد بعد الفطار النهاردة.
= دا أنتِ مظبطة كل حاجة بقا.
_ عايزة أقولك نفسي تكتبوا الكتاب النهاردة قبل بكرا.
= مش لما نعرف رأيها الأول؟
_ هتوافق بإذن الله، بحق الأيام المفترجة دي.
= يلا أنا هنزل بقا ادعيلي يا نوجا.
_ روح ي خالد يإبن نجاة ربنا يجعلها من نصيبك وتقابلها ف طريقك.
= أقابل مين بس استهدي الله رمضان كريم.
_ يسيدي أبقى غض بصرك.
= لا أقنعتيني..يلا سلام.
_ في حفظ الله.
نزلت وأنا مستعجل ولحسن حظي لقيتها، بس كانت طالعة ترمي الزباله، غضيت بصري ولسه رايح أقول دعواتك يا نوجا، لقيتها قفلت الباب في وشي..أحم إيه الإحراج دا!!
_______________
_ مالك يآية بتنهجي كده ليه؟
= هااا لا مفيش أصل الجو حر.
_ حر إيه يبنتي إحنا في الشتا.
= لا والله؟
_ اه والله.
= يبقى الجو السقعة بتسألي أسئله غير منطقية.
_ والله ما في حد غير منطقي غيرك.
= طب يا ماما أنا في المطبخ مع البلح.
_ لا سيبك من البلح والتمر وخشي شوفي هتلبسي إيه النهاردة؟
= ليه؟
_ خشي يآية وأتمسي.
= طب...
_ لا.
= قد إيه أنتِ أم ديمقراطية.
___________________
وحان الوقت المنتظر.
كنت قاعدة قدام المرايا اخترت چيب سودة وبلوزة رصاصي مخططة في أبيض وطرحة سودة، واكتفيت بكحل خفيف، كان لبس بسيط وبصراحة مفيش أحلى من البساطة الهادية، سمعت ضحكهم برة، هم نسيوني ولا أي؟!!
كنت قاعدة مستنية ماما، لقيتها داخلة عليا بصينية عليها كوبايات ساقع، ولسه هاخد كوباية وأشربها لقيتها بعدت الصينيه: يبت هتنقطيني وتموتيني ناقصة عُمر.
_ هو أنا عملت حاجة مش ببل ريقي اللي نشف دا!! دا أنا خللت من القعدة.
= خدي الصينية وأطلعي قدامي، الناس برا متسمعيش حد بينا.
طلعت وأنا بحاول أركز إمي متكفيش على وشي بصينية الكوبايات.
طنط نجاة بإبتسامة وإنشكاح : ماشاء الله تعالي يآية أقعدي هنا.
قعدتني على مسافة مش بعيدة من خالد وشوية واتحججوا بالحلو ومشيوا.
_ الحِجة دي مش بتفكرك بحاجة؟
ابتسمت وبصيت في الأرض وأنا بلعب في إيدي: جو قديم؟!
= تؤتؤ إن الحلو كتير جداً لدرجة إنهم هيطولوا وهم بيجيبوه.
فلتت من بين شفايفي ضحكة، وضحك معايا وقال: أمي بتقول إنك بتعرفي تعملي حلويات وبتمدح في طعمها جداً.
_ بحبها.
= يبختها.
_ بتقول حاجة؟
= بقول كنت عايز أفتح مخبز حلويات وعايزك تشاركيني فيه ويبقى أساسه الحب، والمشاركة، والدفا، عشان كل ما أدخله أقدر أقول الدار أمان، وإن شاء الله نوسع المشروع ونجيب مخابز صغيرة كده وتبقى حلويات برضو.
_ بس ماما قالت إنك مهندس مش خباز.
= مهو أنا هنا مقصدش المخبز.
_ مش فاهمة!
= تتجوزيني؟
_ تقصد إيه بالمخبز؟
= بيتنا.
_ والمخابز الصغيرة؟
= عيالنا.
بصيت في الأرض ومقدرتش أمنع ابتسامتي، كريتيڤ أوي...لسه راحة أقول موافقة، لقيت ماما داخلة بزغروطة جابت أخر الشارع، ومدام نجاة وماما فضلوا يحضنوا ويهنوا بعض، بصيت أنا وخالد لبعض وقعدنا نضحك على منظرهم، البيت اتملى بهجة مش طبيعية، يعجز اللسان عن وصفها... وفعلاً الدار كانت أمان.
اول سكريبت 😂🤍
لصاحبته 🦋🤍. ❝ ⏤صاحبة الأثر الجميل Aya Alsayed
❞ _عزومة إيه بس يا ماما دلوقتي إحنا لاقيين ناكل!!
= صوتك يا بت الناس تسمعك يقولوا علينا بنشحت.
_ ما إحنا هنشحت فعلاً باللي أنتِ بتعمليه دا.
= هو أنتِ دافعة حاجة من جيبك يبت أنتِ، دي عادة عندنا في رمضان وربنا ما يقطعلنا عادة، وهم لسه ساكنين جداد دا رمضان كريم هااا.
_ يحبيبة قلبي أنا مقولتش حاجة، بس جيران إيه اللي نعزمهم النهاردة؟
= ملكيش أنتِ دعوة خشي بس أعملي السلطة وبلي البلح وسقعي ميه و.
_ وإيه ها وإيه؟ محررلكيش القدس بالمرة؟
= هتلحقي تحرريها قبل المغرب؟
_ اللهم إني صايمة.
= اللهم قوي إيمانك يختي، يلا وريني جمال طلتك.
_ماشي يا ماما أما أشوف جو مائدة الرحمن اللي أنتِ عملاه دا.
مشيت وسبتها وهي بتحسبن عليا أصلها بتموت فيا، دخلت المطبخ وبليت البلح وسقعت الميه وعملت السلطة وشوحت اللحمه كمان إن شاء الله محد حوش.
_جيرانك دول جايين أمتى؟
= جيرانك! على أساس إنك من المحافظة المجاورة!!
_ شوفي بتجرجريني عشان أرد عليكِ، بس أنا مش هعمل كده عشان تعرفي إنك عرفتِ تربي.
= أنتِ هتقوليلي، قومي البسي العبايه ولفي حجابك كويس.
_ ليه في شنبات جاية ولا إيه؟
= شنبات! أنتِ صايمة أنتِ!
_ والله صايمة عيزاني أقولك إيه طيب..أستني.
حبيت أكلم أمي من نقطة ضعفها ألا هي لغة الضاد: هل سيحضر رچال على الفطور أُماه؟
= أجل عزيزتي.
_بارك الله فيكِ..إيه!!! هتجيبي رجالة البيت في رمضان! في رمضااان!
=دا ابن جارتنا هيجي هو وأمه يفطروا عندنا.
_ لا والله إبن جارتنا!! مش تقولي يا ماما كنت مفكراه حد غريب، أنتِ بتهزري يا ماما مهو أجنبي عننا برضو.
= لا يا بت دا مصري زينا عادي.
_ الصبر ياااارب.
______________________
_يا ماما جيران مين بس اللي عزمنا دا إحنا لسه ناقلين مكلمناش أسبوع!!
= دي ست جدعة أوي إسمها أم آية، عزمتني وحبت تقوي العلاقة بينا كمننا منعرفش هنا حد وكده.
_علاقة إيه يا ماما هو أنتِ لحقتي! دا العفش لسه نقله مكملش حتى!!
= نحن في عصر السوشياال ميديا.
_ ابتدينا بقا جو اسبسيتون أهو.
= متقلقش يحبيبي هم 5 دقايق على الفطار وأبقى اتحجج بأي حاجة وأمشي.
_ 5 دقايق إيه اللي أفطر فيهم تعويض عن صيام ١٣ ساعة يا مؤمنة!!!
= أدخل نام يا خالد أنت بس وعلى المغرب يحلها الحلال.
_ آه يخوفي منك يا أم خالد.
لقيتها ضحكت كده وسابتني ومشيت، مكنتش مستريحلها بس ماشي خلينا وراها لما نشوف اخرتك يا نوجا.
___________________ _ ها يا نجاة عملتي إيه؟
= قولتله يدخل ينام على ما المغرب يأذن.
_ يعني جايين أكيد؟
= إن شاء الله والعروسة عاملة إيه؟
_عروسة! يسمع من بوقك ربنا يا نجاة نفسي أفرح بيها قبل ما أموت.
= بعد الشر عليكي يا هدى متقوليش كده، إن شاء الله نفرح بيهم وبخلفهم كمان.
_ يارب يا نجاة آه لو يحصل، دا أنا هتعلم الزغرطة مخصوص عشان أزغرط في فرحهم.
= قولي يارب بس وهنزغرط كلنا إن شاء الله، يلا هروح عشان ألحق أصحي خالد قبل المغرب.
_ وأنا كمان هوضب السفرة على ما تيجوا.
____________________
_ يلا يا آية عشان الناس زمانهم جايين.
= ناس مين يا ماما دول لو وفتحنا الباب هنلاقيهم في وشنا متكبريش الموضوع يا دودو.
_ هو أنتِ هتتاخدي غياب لو مردتيش، يلا خشي البسي العباية.
= هو أنتِ عايزاني أيلا وخلاص؟
_ اه يلا.
ضحكت ومشيت: لا حول ولا قوة إلا بالله، لما نشوف الجيران دول حكياتهم إيه.
_____________________ _خالد أصحي يحبيبي يلا عشان المغرب قرب يأذن.
= أقوم آذن يعني ولا إيه يا ماما؟
_ يحبيبي تأذن إيه بس رمضان كريم.
= أنتِ مصحياني عشان تفكريني برمضان يا ماما!!!
_ يوووه يا خالد قوم بقا إحنا معزومين على الفطار عيب كده، الناس زمانها فطروا واتسحروا كمان.
= فطروا واتسحروا! ليه يعني هم في الصين، دول قدامنا يا ماما، وسعت منك أوي يعني.
_ طب قوم يلا عشان تلحق تصلي في المسجد وتحصلني على هناك.
= لا بقولك إيه أنا أصلاً محروج أدخل معاكِ، عايزاني أدخلهم لوحدي!
_ متقلقش ابعتلي مسدچ بس وأنا هفتحلك أنا.
= أنتِ ليه مش مقتنعة إننا ناقلين هنا بقلنا كام يوم، دا إيه العشم اللي مش في محله ذا!!!
_ يلا قوم وبطل وجع قلب، هسبقك أنا.
_____________________ _ أفتحي الباب يا آية.
= حاضر يا ماما.
روحت أفتح الباب وقبل ما أفتحه بصيت على المرايا وعدلت الطرحة، قمر قمر يعني مفيش كلام، فتحت لقيت واحدة زي القمر اللهم بارك عمرها تقريباً في أول الأربعين، وطيبة وحنان الدنيا كله في وشها وملامحها بصتلي وابتسمت: اللهم بارك، أنتِ آية صح؟
بادلتها الإبتسامة: أيوا أنا وحضرتك أكيد مدام نجاة.
: دا أنتِ حافظة بقا.
_لا دا أنا أعجبك أوي..أتفضلي.
ضحكت ودخلت، ماما جت وحقيقي استغربت السلام الحار اللي كان بينهم وحاجة في أخر يخربيت الإجتماعية يجدع.
المغرب أذن وكسرنا صيامنا بكوباية تمر بلبن، وقِمت بيهم الصلاة، كل دا ومشوفتش شنب واحد حتى يوحد الله جه لحد دلوقتي.
:حرماً
قالتها مدام نجاة بكل هدوء ونبرة بجد تخليك عايز تبوسها من كتر السلام النفسي اللي كان ظاهر فيها.
قمت ومدام نجاة قامت معانا وحطينا الأكل على السفرة سوا قد إيه إحنا بنحترم ضيوفنا ومش بنتعبهم، كنت فرحانة جداً إن في حد لطيف جه شاركنا فطارنا وحقيقي رمضان طلع شهر اللمه فعلاً، اكتشفت إن اللمه مش بالعدد بالعكس دا ممكن يكون شخص واحد بس، لكن وجوده بيكفي ويزيد كمان.
قعدنا على السفرة ولقيتهم قاعدين محدش مد إيده، فقولت أسأل إيه سبب الإضراب دا: خير يجماعة رمضان كريم.
مدام نجاة بتوتر إلي حد ما: معلش يحبيبتي خالد زمانه على وصول.
_خالد!! خالد مين!
: إبني.
_ااه الشنب!!
أوووبس!!! حطيت إيدي على بؤي وأمي بصتلي بصه جابت أجلي وأنا قاعدة، العفوية دي غريبة جداً.
أمي حبت تغطي على النيلة اللي أنا قولتها دي: معلش يا نجاة آيه متقصدش هي.
ردت عليها السكرة: لا يحبيبتي ولا يهمك ما أنا عندي نور زيها كده بس هي معزومة برا عند صحبتها.
وفي منتصف الحديث الشيق عن تحليل كلمتي، الباب خبط معلن حضور الشنب، أقصد الأستاذ خالد أمي تسكت؟ لا أزاي!
_ قومي يا آية أفتحي الباب.
= إحم باب إيه يا ماما يحبيبتي؟
_ سلامتك يا آية باب الشقة يبنتي.
=هو لازم!
وكان الرد هو نظرة الله لا يوريك، قُمت وأنا بقول في سري˝ دا عندي تتفتح دماغي ولا إني أفتح الباب لشنب من شنبات الله ربنا يسامحك يا ماما˝
أخدت نفس ولا كأني لا راحة أحارب وفتحت الباب بصيت، لا لقيت شنب ولا حتى دقن!! كان حالق دا ولا إيه استغفر الله العظيم يارب.
بص في الأرض وقالي: لو سمحتي هو دا بيت الأستاذة هدى.
بصيت ف الأرض أنا كمان وأنا بقول ف سري ˝ أستاذة هدى!!! دي لو سمعتك بتقولها كده كان أغمى عليها˝
بعدت عن الباب شوية: أيوا هو أتفضل.
دخل وقال تحية الأسلام وكلنا ردينا عليه ولقيت أمي ومدام نجاة انشكحوا كده لله في لله وإحنا داخلين.
فطرنا وخلصنا فطار، وكنت قاعدة زي الكرسي، إلا لو حد وجهلي سؤال، غير كده أنا لا أسمع لا أرى لا أتكلم، وهو كان قاعد يحكي عن شغله ودراسته وحسيت من نبرة صوته إنه كاريزما كده وعنده طموح وهدف عايز يحققه مش عايش كده والسلام.
: نحلي بقا؟
لا دي أمي عادي.
خالد رد عليها بكل احترام: طب شوية طيب دا أنا مش قادر أخد نفسي من حلاوة الأكل.
: يا بكاش دا أنت مأكلتش حاجة.
_ لا خالص والله دا أنا كلت لما شبعت تسلم إيدك.
كنت حاسة إن أنا وطنط نجاة ضيوف شرف في الموضوع، أمي تكست؟؟ لا أزااااي!
: دا آيه اللي عملاه يحبيبي مش أنا.
يخربيت الكدب اللي بقا عيني عينك في رمضان دا!! معرفش بصلي ولا لأ بس أنا كنت قاعدة أعد في كام شرشورة في شراشير السجادة بتاعنا.
سمعت صوته: تسلم إيديها.
كان بودي أرد والله بس مبعرفش أكون جملة مفيدة في المواقف اللي زي دي، فأكتفيت ببسمة مظهرتش أصلاً بس يعلم ربنا إن النية كانت موجودة.
العشا أذنت وهو قام بينا التراويح وحقيقي مكنتش عايزاه يخلص صوته خلى عيني تدمع من حلاوته كان عنده خشوع رهيب في الصلاة وصل لقلبي بدون أي مجهود يُذكر.
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله.
سلمنا وخلصنا الصلاة وكنت فخورة بيه ولا كأني أمه ومبسوطة إني عرفت أربيه رغم إني متكلمتش معاه كلمتين على بعض.
أمي طبطبت ع كتفه: اللهم بارك ربنا يحفظك يحبيبي.
ابتسملها وقال: آمين يا أمي وإياكِ.
: نحلي بقا!!!
كنت مستغربة أصرار أمي على التحلية لدرجه إني شكيت إنها هتحطله حاجهة فيها وعايزة تخلص منه.
قعدنا في الأنترية وأمي ومدام نوجا قاموا يجيبوا الحلو مش فاهمة حلو إيه دا اللي يجبوه 2 دا لو الشيف بوراك اللي عامله مش هياخد كل الوقت اللي خدوه دا.
كسر الصمت اللي حل علينا بجملته: جو قديم أوي اللي بيحصل دا.
أستغربت سبب الجملة: نعم!!!
_أنتِ مش فاهمة ولا إيه؟
= لا الحقيقة أحب أفهم منك هو إيه اللي قديم؟
_ يعني إنهم يتحججوا بالحلو وإصرار أمي إني أجي هنا على الفطار رغم إننا مكملناش أسبوع بس لما شوفتك فهمت السبب.
كنت عماله أسمعله وأنا مش فاهمة الغلط فين برضو!! للدرجادي الصيام مقصر على ذكائي!!
=بص هو أنت أكيد عايز توصلي رسالي بس أنا.. أنا مش فاهمة.
_أصلاً!
=أحم.. أصلاً.
_ تأخرهم الكتير دا مش بيوضحلك حاجة مثلاً؟
= اه طبعاً بيوضحلي.
_طب الحمد لله.
= بيوضحلي إن الحلويات كتير جداً لدرجة إنهم اتأخروا أوي كده.
حبيت أثبتله إنه مش لوحده اللي بيفهم بس تعبيرات وشه حسستني أني مبفهمش وبجدارة كمان، ياااه قمة الإحراج.
ضحك وبص الناحية التانية، سألته بعدم فهم وضيق:هو أنا ممكن أفهم إيه سبب الضحكة دي؟
بصلي وسكت: لا عادي بس ردك أبهرني الصراحة.
_ إيه المبهر في الموضوع أنتو مبتكلوش حلويات في بيتكوا ولا إيه؟
= هو الموضوع أصلاً ملهوش علاقة بالحلاويات بس ماشي لما يجوا قوليلهم إن أنا مشيت عشان ورايا شغل عن إذنك يا..آية.
_ أنسة آية لو سمحت.
= نعم!!!
_ حافظ على الألقاب بينا أنا بحب الحدود في التعامل.
= وماله نحافظ على الألقاب لحد ما تفرج.
سابني ومشي قبل ما يديني فرصة أسأله يعني إيه لما تفرج؟!!!
اليوم عدى وطنط نجاة استأذنت ومشيت، ماما جت قعدت جمبي بكل إنشكاح.
_ يا ستار يارب خير يا ماما.
= ها؟
_ ها إيه؟
= ها يعني نقول مبروك؟
_ مش عايزة أكسر فرحتك دي بس أنا مش فاهمة حاجة..إطلاقاً.
= إيه رأيك في خالد؟ محترم وإبن ناس وبصراحة كده أنا ارتحتله.
_ أنا مالي بقا بكل دا وبعدين أقول رأيي فيه ليه هو أنا هخطبه!!
= أينعم.
_ مش فاهمة!
= أنتِ مش حافظة غير الكلمة دي.
_ لا ثواني، يعني أنتو كنتوا مقعدنا مع بعض عشان..!!!
جاتلي لحظة إدراك وبعدها قولت بصدمة: وأنا اللي عمالة أقوله الحلو و..والشيف بوراك!!! اااععععع.
= أنتِ هبلة ولا إيه؟
_ وأتاريه عمال يقول الموضوع ملهوش علاقة بالحلو طب كنتِ أديني فكرة طيب، ليه تطلعي بنتك هبلة قدام الناس كده؟!!!
_______________________
_ مكنش ليه لزوم على فكرة اللي عملتيه دا.
= هو إيه اللي أنا عملته؟
_ يا نوجا..يا نوجا أنتِ كبرتي ع الكلام دا.
= بصراحة بقا أنت مكنتش هتيجي غير بكده، متنكرش إن البنت عجبتك.
لما أمي قالتلي الجملة دي أفتكرت ردودها عليا، وظهرت إبتسامة لا إرادية على وشي.
= أظن إن ابتسامتك دي رد كافي وزيادة كمان صح؟
اتنهدت وأنا مش عارف أقول إيه بس أنا كنت مرتاح في القعدة معاها، كنت مبسوط
_صح يا نوجا.
__________________ _ عريس؟
= اه عريس وجهزي نفسك النهاردة عشان هم جايين.
_ هو أنتِ ليه مش بتقوليلي الحاجة غير في يومها للدرجادي مليش لازمة ولا رأي في البيت دا؟
= بلاش كلام كتير وفري طاقتك للصيام.
_ ماما..
= الله أكبر.
_ صلي صلي ماشي يا ماما مااااشي طب قوليلي إسمه إيه طيب؟
= الله أكبر.
_ ما خلاص يستي دا أنتِ بتصلي جداً.
__________________ _ أنا أديتهم معاد بعد الفطار النهاردة.
= دا أنتِ مظبطة كل حاجة بقا.
_ عايزة أقولك نفسي تكتبوا الكتاب النهاردة قبل بكرا.
= مش لما نعرف رأيها الأول؟
_ هتوافق بإذن الله، بحق الأيام المفترجة دي.
= يلا أنا هنزل بقا ادعيلي يا نوجا.
_ روح ي خالد يإبن نجاة ربنا يجعلها من نصيبك وتقابلها ف طريقك.
= أقابل مين بس استهدي الله رمضان كريم.
_ يسيدي أبقى غض بصرك.
= لا أقنعتيني.يلا سلام.
_ في حفظ الله.
نزلت وأنا مستعجل ولحسن حظي لقيتها، بس كانت طالعة ترمي الزباله، غضيت بصري ولسه رايح أقول دعواتك يا نوجا، لقيتها قفلت الباب في وشي.أحم إيه الإحراج دا!!
______________ _ مالك يآية بتنهجي كده ليه؟
= هااا لا مفيش أصل الجو حر.
_ حر إيه يبنتي إحنا في الشتا.
= لا والله؟
_ اه والله.
= يبقى الجو السقعة بتسألي أسئله غير منطقية.
_ والله ما في حد غير منطقي غيرك.
= طب يا ماما أنا في المطبخ مع البلح.
_ لا سيبك من البلح والتمر وخشي شوفي هتلبسي إيه النهاردة؟
= ليه؟
_ خشي يآية وأتمسي.
= طب..
_ لا.
= قد إيه أنتِ أم ديمقراطية.
__________________ وحان الوقت المنتظر.
كنت قاعدة قدام المرايا اخترت چيب سودة وبلوزة رصاصي مخططة في أبيض وطرحة سودة، واكتفيت بكحل خفيف، كان لبس بسيط وبصراحة مفيش أحلى من البساطة الهادية، سمعت ضحكهم برة، هم نسيوني ولا أي؟!!
كنت قاعدة مستنية ماما، لقيتها داخلة عليا بصينية عليها كوبايات ساقع، ولسه هاخد كوباية وأشربها لقيتها بعدت الصينيه: يبت هتنقطيني وتموتيني ناقصة عُمر.
_ هو أنا عملت حاجة مش ببل ريقي اللي نشف دا!! دا أنا خللت من القعدة.
= خدي الصينية وأطلعي قدامي، الناس برا متسمعيش حد بينا.
طلعت وأنا بحاول أركز إمي متكفيش على وشي بصينية الكوبايات.
قعدتني على مسافة مش بعيدة من خالد وشوية واتحججوا بالحلو ومشيوا.
_ الحِجة دي مش بتفكرك بحاجة؟
ابتسمت وبصيت في الأرض وأنا بلعب في إيدي: جو قديم؟!
= تؤتؤ إن الحلو كتير جداً لدرجة إنهم هيطولوا وهم بيجيبوه.
فلتت من بين شفايفي ضحكة، وضحك معايا وقال: أمي بتقول إنك بتعرفي تعملي حلويات وبتمدح في طعمها جداً.
_ بحبها.
= يبختها.
_ بتقول حاجة؟
= بقول كنت عايز أفتح مخبز حلويات وعايزك تشاركيني فيه ويبقى أساسه الحب، والمشاركة، والدفا، عشان كل ما أدخله أقدر أقول الدار أمان، وإن شاء الله نوسع المشروع ونجيب مخابز صغيرة كده وتبقى حلويات برضو.
_ بس ماما قالت إنك مهندس مش خباز.
= مهو أنا هنا مقصدش المخبز.
_ مش فاهمة!
= تتجوزيني؟
_ تقصد إيه بالمخبز؟
= بيتنا.
_ والمخابز الصغيرة؟
= عيالنا.
بصيت في الأرض ومقدرتش أمنع ابتسامتي، كريتيڤ أوي..لسه راحة أقول موافقة، لقيت ماما داخلة بزغروطة جابت أخر الشارع، ومدام نجاة وماما فضلوا يحضنوا ويهنوا بعض، بصيت أنا وخالد لبعض وقعدنا نضحك على منظرهم، البيت اتملى بهجة مش طبيعية، يعجز اللسان عن وصفها.. وفعلاً الدار كانت أمان.