❞ بعد نجاح الحفل الأول لمبادرة ˝دريم أكاديمي˝ نتشرف بعمل حوار صحفي مع ضيف من ضيوف شرف الحفل.
_أهلًا بك في جريدة ˝أثر˝ التابعة لمبادرة ˝دريم أكاديمي˝.
_في بداية الحوار، نريدك أن تحدثنا عن نفسك.
أنا حلا المنشاوي.
٢٢ سنة، مِن محافظة الجيزة، كاتبة، بكتب خواطر، ونصوص.
صحفية في جريدة الجمهورية تو داي، والجمهورية الجديدة، وحكاية وطن.
مقدمة برامج لدىٰ قناة الصحة والجمال، والحدث اليوم.
_ماهي أعمالك وإنجازاتك في المجال؟
قدمتُ برنامج تلفزيوني خاص بي، كمان قدمت عدة برامج منها: ليالي مصر، وهنا هيباتيا، وأنا والشريف.
_ما هو تقييمك لحفل مبادرة دريم أكاديمي؟
سُرِرتُ بالحفل جدًّا، والتنظيم جيد.
_ماهي أكثر فقرة في الحفل نالت إعجابك؟
طاهر الروبي، وزياد بهاء، وزياد أحمد.
_هل لديك أيّ انتقادات للحفل أو المبادرة؟
في الحفل القادم يُرجىٰ إلغاء التنظيم.
_هل كُنت تأمل بشيء ولم تجده في الحفل مطلقًا؟
لا، الحفل كان رائعًا.
_ماذا تريد أن نتيحَه في المبادرة خلال الفترة القادمة؟
الاهتمام الأكبر بالكورسات مِن متخصصين لِدعم المواهب.
_قدّم نصيحةً توجيهيةً للقابلين على مجالِك.
يجب دراسة مجال الإعلام والصحافة كي تنجح.
_كلمة تريد أن تقدمها للكاتبة رقية سلامة مؤسسة المبادرة والجريدة.
بتمنىٰ التوفيق دايمًا، ويارب تفضل منورة الساحة، وتستمر ف دعم الكُتّاب.
_وها نحن قد وصلنا _متابعينا الأعزاء _ إلى نهاية حوارنا اليوم مع الكاتبة والصحفية (حلا المنشاوي) مع تمنياتنا لها بالمزيد من التفوق والنجاح في مجالها، وأخيرًا، أتمنى أن يكون حوارُنا قد نال إعجابكم، ولن أقول وداعًا بل سأقول إلى لقاءٍ جديدٍ مع موهبةٍ جديدة في حفل أكبر بإذن الله.
مؤسسة الجريدة/ رقية سلامة.. ❝ ⏤Wr/Rokia Salama
❞ بعد نجاح الحفل الأول لمبادرة ˝دريم أكاديمي˝ نتشرف بعمل حوار صحفي مع ضيف من ضيوف شرف الحفل.
_أهلًا بك في جريدة ˝أثر˝ التابعة لمبادرة ˝دريم أكاديمي˝.
_في بداية الحوار، نريدك أن تحدثنا عن نفسك.
أنا حلا المنشاوي.
٢٢ سنة، مِن محافظة الجيزة، كاتبة، بكتب خواطر، ونصوص.
صحفية في جريدة الجمهورية تو داي، والجمهورية الجديدة، وحكاية وطن.
مقدمة برامج لدىٰ قناة الصحة والجمال، والحدث اليوم.
_ماهي أعمالك وإنجازاتك في المجال؟
قدمتُ برنامج تلفزيوني خاص بي، كمان قدمت عدة برامج منها: ليالي مصر، وهنا هيباتيا، وأنا والشريف.
_ما هو تقييمك لحفل مبادرة دريم أكاديمي؟
سُرِرتُ بالحفل جدًّا، والتنظيم جيد.
_ماهي أكثر فقرة في الحفل نالت إعجابك؟
طاهر الروبي، وزياد بهاء، وزياد أحمد.
_هل لديك أيّ انتقادات للحفل أو المبادرة؟
في الحفل القادم يُرجىٰ إلغاء التنظيم.
_هل كُنت تأمل بشيء ولم تجده في الحفل مطلقًا؟
لا، الحفل كان رائعًا.
_ماذا تريد أن نتيحَه في المبادرة خلال الفترة القادمة؟
الاهتمام الأكبر بالكورسات مِن متخصصين لِدعم المواهب.
_قدّم نصيحةً توجيهيةً للقابلين على مجالِك.
يجب دراسة مجال الإعلام والصحافة كي تنجح.
_كلمة تريد أن تقدمها للكاتبة رقية سلامة مؤسسة المبادرة والجريدة.
وها نحن قد وصلنا _متابعينا الأعزاء __ إلى نهاية حوارنا اليوم مع الكاتبة والصحفية (حلا المنشاوي) مع تمنياتنا لها بالمزيد من التفوق والنجاح في مجالها، وأخيرًا، أتمنى أن يكون حوارُنا قد نال إعجابكم، ولن أقول وداعًا بل سأقول إلى لقاءٍ جديدٍ مع موهبةٍ جديدة في حفل أكبر بإذن الله.
❞ *بعض الجراح لا تُرى*
هُناك شيء لم ينتهِ!
رُغم مرور الوقت، وتبدّل الأماكن، وتغيُّر الوجوه
هُناك شيء لا يزال يئنّ بداخلي،
شيء يشبهني وأنا أصرخ دون صوت،
أُحاول النجاة، لكن الأرض تسحبني للوراء
قالوا لي: مرّت السنين، لماذا لا تنسين؟
وأردتُ أن أقول:
الزمن لا يملك سلطة على الألم الذي يسكن الذاكرة
الذاكرة ليست خزانة تُغلق وتُفتح بإرادتنا
إنها باب يُفتح وحده كل ليلة،
يأتي منه صدى الحدث،وصورة الوجع،
وارتجاف القلب حين فقد الأمان
اضطراب ما بعد الصدمة؟
نعم، هذا اسمه…
لكنهم لا يعلمون أنَّه اضطراب \"ما بعد الحياة\"،
ما بعد الثقة،
ما بعد الاطمئنان،
ما بعد الليلة التي كنت فيها شخصًا مختلفًا،
ثم خرجت منها شظايا إنسان
كنتُ أضحك كثيرًا،
أُحب الناس، أُحب النور،
ثم حدث ما لا أملك له وصفًا…
وتغيّرت،
صرتُ أهرب من الأصوات العالية،
أرتجف من الطرقات المفاجئة،
وأبكي من دون أن أفهم السبب.
ليس الجنون ما يسكنني،
بل ذاكرة تُعذّبني،
وذكرى لم أُغلقها بإحكام،
وحدثٌ ظلّ عالقًا في روحي كأنه حدث البارحة
لكنّي لا زلت أقاوم
لا زلت أضع يدي على قلبي كل ليلة، وأقول:
يا رب، إن كان الألم امتحانًا، فارزقني صبر الناجين
وإن كان عقوبةً، فاغفر لي ما لا أعلمه من نفسي
وإن كان ابتلاء، فاجعل في آخره نورًا لا يخبو
أنا لا أبحث عن نسيان،
بل عن سلام
سلام يُعيد لقلبي أمنه،
ولعينيّ نومًا بلا جراح،
ولروحي يقينًا أن ما مضى لم يكن عبثًا،
بل طريقًا نحو الله.
> ڪ/نورهان الزيات\" لاَڤنْدر \". ❝ ⏤ڪ/`نُورهَان الزيّات | لَافَنْدَر`💜💫
❞*بعض الجراح لا تُرى*
هُناك شيء لم ينتهِ!
رُغم مرور الوقت، وتبدّل الأماكن، وتغيُّر الوجوه
هُناك شيء لا يزال يئنّ بداخلي،
شيء يشبهني وأنا أصرخ دون صوت،
أُحاول النجاة، لكن الأرض تسحبني للوراء
قالوا لي: مرّت السنين، لماذا لا تنسين؟
وأردتُ أن أقول:
الزمن لا يملك سلطة على الألم الذي يسكن الذاكرة
الذاكرة ليست خزانة تُغلق وتُفتح بإرادتنا
إنها باب يُفتح وحده كل ليلة،
يأتي منه صدى الحدث،وصورة الوجع،
وارتجاف القلب حين فقد الأمان
اضطراب ما بعد الصدمة؟
نعم، هذا اسمه…
لكنهم لا يعلمون أنَّه اضطراب ˝ما بعد الحياة˝،
ما بعد الثقة،
ما بعد الاطمئنان،
ما بعد الليلة التي كنت فيها شخصًا مختلفًا،
ثم خرجت منها شظايا إنسان
كنتُ أضحك كثيرًا،
أُحب الناس، أُحب النور،
ثم حدث ما لا أملك له وصفًا…
وتغيّرت،
صرتُ أهرب من الأصوات العالية،
أرتجف من الطرقات المفاجئة،
وأبكي من دون أن أفهم السبب.
ليس الجنون ما يسكنني،
بل ذاكرة تُعذّبني،
وذكرى لم أُغلقها بإحكام،
وحدثٌ ظلّ عالقًا في روحي كأنه حدث البارحة
لكنّي لا زلت أقاوم
لا زلت أضع يدي على قلبي كل ليلة، وأقول:
يا رب، إن كان الألم امتحانًا، فارزقني صبر الناجين
وإن كان عقوبةً، فاغفر لي ما لا أعلمه من نفسي
وإن كان ابتلاء، فاجعل في آخره نورًا لا يخبو
أنا لا أبحث عن نسيان،
بل عن سلام
سلام يُعيد لقلبي أمنه،
ولعينيّ نومًا بلا جراح،
ولروحي يقينًا أن ما مضى لم يكن عبثًا،
بل طريقًا نحو الله.
❞ السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،
تسألني: لماذا تتغير ردات أفعالنا على حدثٍ واحدٍ رغم أن الحدث هو نفسه فهل نحن تغيرنا؟!
فأقول لكَ: أُجيبك مباشرة أم أضربُ لكَ مثلاً أولاً؟
وكعادتك تُسرج لي صهوة الكلام،
وتشير بيدك بما يوحي أن اِضربْ مثلاً أولاً!
حسناً يا صاحبي!
اصطحبَ الأبُ ابنه معه لزيارة صديقٍ له،
وكان طريقهما من السوق،
فسمعا رجلاً ينادي على جَملٍ يريدُ أن يبيعه بدرهم،
فقال الابن لأبيه: يا أبتِ، اشترِ لنا جملاً.
فقال الأب: بدرهم، إنه غالٍ!
وبعد سنةٍ تكرر هذا الموقف بحذافيره،
مرا بالسوق وكان رجلٌ يُنادي على جملٍ يريدُ أن يبيعه بمئة درهم،
فتقدَّم الأب من البائع، وناوله مئة درهمٍ، وأخذ الجمل ومضى!
قال الابن لأبيه والدهشة على محياه:
يا أبتِ، في العام الماضي طلبتُ منكَ أن تشتري جملاً،
فقلتَ لي إنه غالٍ،
وقد كان ثمنه درهماً، واليوم دفعتَ ثمنه مئة درهم!
ابتسمَ الأبُ، وقال لابنه:
يا بُنيَّ، إنَّ كل ثمنٍ مهما كان قليلاً هو كثير على من لا يملكه!
وكل ثمنٍ مهما كان كثيراً هو قليل على من يملكه!
في العام الماضي لم يكن معي درهم،
ولو باعوني الأرض كلها بدرهم لوجدتها باهظة الثمن لأني لا أملكه!
أما هذا العام فقد فتح الله علينا،
والمئة درهم عندي أقل من الدرهم الذي لم يكن معي العام الماضي!
أظنُّ أن الصورة صارت واضحة الآن،
وأن ما أُريد قوله قد صار جلياً!
المواقف هي ذاتها يا صاحبي،
ولكنها حين تمرُّ بنا لا نكون نحن ذاتنا كل مرَّةٍ،
لهذا بالضبط تختلفُ ردَّات أفعالنا!
تمرُّ بالإنسان لحظات يستطيع فيها أن يحمل جبال الدنيا كلها،
ثم تمرُّ به لحظة أخرى لا يستطيع فيها أن يحمل حجراً واحداً!
وتمرُّ بالإنسان لحظات لا تهزه فيها رياح العالم كله مهما كانت عاصفة،
ثم تمرُّ به لحظة أخرى تطرحه أرضاً نسمة خفيفة!
يا صاحبي،
نحن أحياناً نتلقى طعنةً بثباتٍ،
ولكننا ننهار أمام خذلان صغير،
ذاك أن الروح تكون جاثية على ركبتيها
مهما بدا الجسد منتصباً للناس!
يا صاحبي،
نحن لا ننهار مرَّةً واحدة ولكنها التراكمات!
أُنظُرْ للاشجار الضخمة حين يحاولون اجتثاثها،
ضربة، عشر ضربات، عشرون ضربة،
ثم أخيراً تنهار وتقع على الأرض من ضربةٍ أخيرة لم تكن أقوى من سابقاتها،
كل ما في الأمر أن الضربات السابقة قد أدمتها،
أما الضربة الأخيرة فكشفتْ حجم الضرر السابق،
وهكذا نحن!
والسّلام لقلبكَ. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،
تسألني: لماذا تتغير ردات أفعالنا على حدثٍ واحدٍ رغم أن الحدث هو نفسه فهل نحن تغيرنا؟!
فأقول لكَ: أُجيبك مباشرة أم أضربُ لكَ مثلاً أولاً؟
وكعادتك تُسرج لي صهوة الكلام،
وتشير بيدك بما يوحي أن اِضربْ مثلاً أولاً!
حسناً يا صاحبي!
اصطحبَ الأبُ ابنه معه لزيارة صديقٍ له،
وكان طريقهما من السوق،
فسمعا رجلاً ينادي على جَملٍ يريدُ أن يبيعه بدرهم،
فقال الابن لأبيه: يا أبتِ، اشترِ لنا جملاً.
فقال الأب: بدرهم، إنه غالٍ!
وبعد سنةٍ تكرر هذا الموقف بحذافيره،
مرا بالسوق وكان رجلٌ يُنادي على جملٍ يريدُ أن يبيعه بمئة درهم،
فتقدَّم الأب من البائع، وناوله مئة درهمٍ، وأخذ الجمل ومضى!
قال الابن لأبيه والدهشة على محياه:
يا أبتِ، في العام الماضي طلبتُ منكَ أن تشتري جملاً،
فقلتَ لي إنه غالٍ،
وقد كان ثمنه درهماً، واليوم دفعتَ ثمنه مئة درهم!
ابتسمَ الأبُ، وقال لابنه:
يا بُنيَّ، إنَّ كل ثمنٍ مهما كان قليلاً هو كثير على من لا يملكه!
وكل ثمنٍ مهما كان كثيراً هو قليل على من يملكه!
في العام الماضي لم يكن معي درهم،
ولو باعوني الأرض كلها بدرهم لوجدتها باهظة الثمن لأني لا أملكه!
أما هذا العام فقد فتح الله علينا،
والمئة درهم عندي أقل من الدرهم الذي لم يكن معي العام الماضي!
أظنُّ أن الصورة صارت واضحة الآن،
وأن ما أُريد قوله قد صار جلياً!
المواقف هي ذاتها يا صاحبي،
ولكنها حين تمرُّ بنا لا نكون نحن ذاتنا كل مرَّةٍ،
لهذا بالضبط تختلفُ ردَّات أفعالنا!
تمرُّ بالإنسان لحظات يستطيع فيها أن يحمل جبال الدنيا كلها،
ثم تمرُّ به لحظة أخرى لا يستطيع فيها أن يحمل حجراً واحداً!
وتمرُّ بالإنسان لحظات لا تهزه فيها رياح العالم كله مهما كانت عاصفة،
ثم تمرُّ به لحظة أخرى تطرحه أرضاً نسمة خفيفة!
يا صاحبي،
نحن أحياناً نتلقى طعنةً بثباتٍ،
ولكننا ننهار أمام خذلان صغير،
ذاك أن الروح تكون جاثية على ركبتيها
مهما بدا الجسد منتصباً للناس!
يا صاحبي،
نحن لا ننهار مرَّةً واحدة ولكنها التراكمات!
أُنظُرْ للاشجار الضخمة حين يحاولون اجتثاثها،
ضربة، عشر ضربات، عشرون ضربة،
ثم أخيراً تنهار وتقع على الأرض من ضربةٍ أخيرة لم تكن أقوى من سابقاتها،
كل ما في الأمر أن الضربات السابقة قد أدمتها،
أما الضربة الأخيرة فكشفتْ حجم الضرر السابق،
وهكذا نحن!
والسّلام لقلبكَ. ❝
❞ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)
قوله تعالى : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر استدل بهذا من قال : إن المسكين أحسن حالا من الفقير ، وقد مضى هذا المعنى مستوفى من سورة " براءة " . وقد قيل : إنهم كانوا تجارا ولكن من حيث هم مسافرون عن قلة في لجة بحر ، وبحال ضعف عن مدافعة خطب عبر عنهم بمساكين ; إذ هم في حالة يشفق عليهم بسببها ، وهذا كما تقول لرجل غني وقع في وهلة أو خطب : مسكين . وقال كعب وغيره : كانت لعشرة إخوة من المساكين ورثوها من أبيهم خمسة زمنى ، وخمسة يعملون في البحر . وقيل : كانوا سبعة لكل واحد منهم زمانة ليست بالآخر . وقد ذكر النقاش أسماءهم ; فأما العمال منهم فأحدهم كان مجذوما ; والثاني أعور ، والثالث أعرج ، والرابع آدر ، والخامس محموما لا تنقطع عنه الحمى الدهر كله وهو أصغرهم ; والخمسة الذين لا يطيقون العمل : أعمى وأصم وأخرس ومقعد ومجنون ، وكان البحر الذي يعملون فيه ما بين فارس والروم ; ذكره الثعلبي . وقرأت فرقة : " لمساكين " بتشديد السين ، واختلف في ذلك فقيل : هم ملاحو السفينة ، وذلك أن المساك هو الذي يمسك رجل السفينة ، وكل الخدمة تصلح لإمساكه فسمي الجميع مساكين . وقالت فرقة : أراد بالمساكين دبغة المسوك وهي الجلود واحدها مسك . والأظهر قراءة مساكين بالتخفيف جمع مسكين ، وأن معناها : إن السفينة لقوم ضعفاء ينبغي أن يشفق عليهم . والله أعلم .
قوله تعالى : فأردت أن أعيبها أي أجعلها ذات عيب ، يقال : عبت الشيء فعاب إذا صار ذا عيب ، فهو معيب وعائب .
وقوله : وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا قرأ ابن عباس وابن جبير ( صحيحة ) وقرأ أيضا ابن عباس وعثمان بن عفان ( صالحة ) . و ( وراء ) أصلها بمعنى خلف ; فقال بعض المفسرين : إنه كان خلفه وكان رجوعهم عليه . والأكثر على أن معنى ( وراء ) هنا أمام ; يعضده قراءة ابن عباس وابن جبير " وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صحيحة غصبا " . قال ابن عطية : وراءهم هو عندي على بابه ; وذلك أن هذه الألفاظ إنما تجيء مراعى بها الزمان وذلك أن الحدث المقدم الموجود هو الأمام ، والذي يأتي بعده هو الوراء وهو ما خلف ، وذلك بخلاف ما يظهر بادي الرأي ، وتأمل هذه الألفاظ في مواضعها حيث وردت تجدها تطرد ، فهذه الآية معناها : إن هؤلاء وعملهم وسعيهم يأتي بعده في الزمان غصب هذا الملك ; ومن قرأ " أمامهم " أراد في المكان ، أي كأنهم يسيرون إلى بلد ، وقوله - عليه الصلاة والسلام - : الصلاة أمامك يريد في المكان ، وإلا فكونهم في ذلك الوقت كان أمام الصلاة في الزمان ; وتأمل هذه المقالة فإنها مريحة من شغب هذه الألفاظ ; ووقع لقتادة في كتاب الطبري وكان وراءهم ملك قال قتادة : أمامهم ألا تراه يقول : من ورائهم جهنم وهي بين أيديهم ; وهذا القول غير مستقيم ، وهذه هي العجمة التي كان الحسن بن أبي الحسن يضج منها ; قاله الزجاج .
قلت : وما اختاره هذا الإمام قد سبقه إليه في ذلك ابن عرفة ; قال الهروي قال ابن عرفة : يقول القائل كيف قال " من ورائه " وهي أمامه ؟ فزعم أبو عبيد وأبو علي قطرب أن هذا من الأضداد ، وأن وراء في معنى قدام ، وهذا غير محصل ; لأن أمام ضد وراء ، وإنما يصلح هذا في الأوقات ، كقولك للرجل إذا وعد وعدا في رجب لرمضان ثم قال : ومن ورائك شعبان لجاز وإن كان أمامه ، لأنه يخلفه إلى وقت وعده ; وأشار إلى هذا القول أيضا القشيري وقال : إنما يقال هذا في الأوقات ، ولا يقال للرجل أمامك إنه وراءك ; قال الفراء : وجوزه غيره ; والقوم ما كانوا عالمين بخبر الملك ، فأخبر الله - تعالى - الخضر حتى عيب السفينة ; وذكره الزجاج . وقال الماوردي : اختلف أهل العربية في استعمال وراء موضع أمام على ثلاثة أقوال : [ أحدها ] يجوز استعمالها بكل حال وفي كل مكان وهو من الأضداد قال الله - تعالى - : ومن ورائهم جهنم أي من أمامهم : وقال الشاعر :
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
يعني أمامي . [ والثاني ] أن وراء تستعمل في موضع أمام في المواقيت والأزمان لأن الإنسان يجوزها فتصير وراءه ولا يجوز في غيرها . [ الثالث ] أنه يجوز في الأجسام التي لا وجه لها كحجرين متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر ولا يجوز في غيرهما ; وهذا قول علي بن عيسى .
واختلف في اسم هذا الملك فقيل : هدد بن بدد . وقيل : الجلندي ; وقاله السهيلي . وذكر البخاري اسم الملك الآخذ لكل سفينة غصبا فقال : هو ( هدد بن بدد والغلام المقتول ) اسمه حيسور ، وهكذا قيدناه في الجامع من رواية يزيد المروزي ، وفي غير هذه الرواية حيسور بالحاء وعندي في حاشية الكتاب رواية ثالثة : وهي حيسون وكان يأخذ كل سفينة جيدة غصبا فلذلك عابها الخضر وخرقها ; ففي هذا من الفقه العمل بالمصالح إذا تحقق وجهها ، وجواز إصلاح كل المال بإفساد بعضه ، وقد تقدم . وفي صحيح مسلم وجه الحكمة بخرق السفينة وذلك قوله : ( فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة فتجاوزها ، فأصلحوها بخشبة . . . ) الحديث . وتحصل من هذا الحض على الصبر في الشدائد ، فكم في ضمن ذلك المكروه من الفوائد ، وهذا معنى قوله : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)
قوله تعالى : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر استدل بهذا من قال : إن المسكين أحسن حالا من الفقير ، وقد مضى هذا المعنى مستوفى من سورة " براءة " . وقد قيل : إنهم كانوا تجارا ولكن من حيث هم مسافرون عن قلة في لجة بحر ، وبحال ضعف عن مدافعة خطب عبر عنهم بمساكين ; إذ هم في حالة يشفق عليهم بسببها ، وهذا كما تقول لرجل غني وقع في وهلة أو خطب : مسكين . وقال كعب وغيره : كانت لعشرة إخوة من المساكين ورثوها من أبيهم خمسة زمنى ، وخمسة يعملون في البحر . وقيل : كانوا سبعة لكل واحد منهم زمانة ليست بالآخر . وقد ذكر النقاش أسماءهم ; فأما العمال منهم فأحدهم كان مجذوما ; والثاني أعور ، والثالث أعرج ، والرابع آدر ، والخامس محموما لا تنقطع عنه الحمى الدهر كله وهو أصغرهم ; والخمسة الذين لا يطيقون العمل : أعمى وأصم وأخرس ومقعد ومجنون ، وكان البحر الذي يعملون فيه ما بين فارس والروم ; ذكره الثعلبي . وقرأت فرقة : " لمساكين " بتشديد السين ، واختلف في ذلك فقيل : هم ملاحو السفينة ، وذلك أن المساك هو الذي يمسك رجل السفينة ، وكل الخدمة تصلح لإمساكه فسمي الجميع مساكين . وقالت فرقة : أراد بالمساكين دبغة المسوك وهي الجلود واحدها مسك . والأظهر قراءة مساكين بالتخفيف جمع مسكين ، وأن معناها : إن السفينة لقوم ضعفاء ينبغي أن يشفق عليهم . والله أعلم .
قوله تعالى : فأردت أن أعيبها أي أجعلها ذات عيب ، يقال : عبت الشيء فعاب إذا صار ذا عيب ، فهو معيب وعائب .
وقوله : وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا قرأ ابن عباس وابن جبير ( صحيحة ) وقرأ أيضا ابن عباس وعثمان بن عفان ( صالحة ) . و ( وراء ) أصلها بمعنى خلف ; فقال بعض المفسرين : إنه كان خلفه وكان رجوعهم عليه . والأكثر على أن معنى ( وراء ) هنا أمام ; يعضده قراءة ابن عباس وابن جبير " وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صحيحة غصبا " . قال ابن عطية : وراءهم هو عندي على بابه ; وذلك أن هذه الألفاظ إنما تجيء مراعى بها الزمان وذلك أن الحدث المقدم الموجود هو الأمام ، والذي يأتي بعده هو الوراء وهو ما خلف ، وذلك بخلاف ما يظهر بادي الرأي ، وتأمل هذه الألفاظ في مواضعها حيث وردت تجدها تطرد ، فهذه الآية معناها : إن هؤلاء وعملهم وسعيهم يأتي بعده في الزمان غصب هذا الملك ; ومن قرأ " أمامهم " أراد في المكان ، أي كأنهم يسيرون إلى بلد ، وقوله - عليه الصلاة والسلام - : الصلاة أمامك يريد في المكان ، وإلا فكونهم في ذلك الوقت كان أمام الصلاة في الزمان ; وتأمل هذه المقالة فإنها مريحة من شغب هذه الألفاظ ; ووقع لقتادة في كتاب الطبري وكان وراءهم ملك قال قتادة : أمامهم ألا تراه يقول : من ورائهم جهنم وهي بين أيديهم ; وهذا القول غير مستقيم ، وهذه هي العجمة التي كان الحسن بن أبي الحسن يضج منها ; قاله الزجاج .
قلت : وما اختاره هذا الإمام قد سبقه إليه في ذلك ابن عرفة ; قال الهروي قال ابن عرفة : يقول القائل كيف قال " من ورائه " وهي أمامه ؟ فزعم أبو عبيد وأبو علي قطرب أن هذا من الأضداد ، وأن وراء في معنى قدام ، وهذا غير محصل ; لأن أمام ضد وراء ، وإنما يصلح هذا في الأوقات ، كقولك للرجل إذا وعد وعدا في رجب لرمضان ثم قال : ومن ورائك شعبان لجاز وإن كان أمامه ، لأنه يخلفه إلى وقت وعده ; وأشار إلى هذا القول أيضا القشيري وقال : إنما يقال هذا في الأوقات ، ولا يقال للرجل أمامك إنه وراءك ; قال الفراء : وجوزه غيره ; والقوم ما كانوا عالمين بخبر الملك ، فأخبر الله - تعالى - الخضر حتى عيب السفينة ; وذكره الزجاج . وقال الماوردي : اختلف أهل العربية في استعمال وراء موضع أمام على ثلاثة أقوال : [ أحدها ] يجوز استعمالها بكل حال وفي كل مكان وهو من الأضداد قال الله - تعالى - : ومن ورائهم جهنم أي من أمامهم : وقال الشاعر :
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
يعني أمامي . [ والثاني ] أن وراء تستعمل في موضع أمام في المواقيت والأزمان لأن الإنسان يجوزها فتصير وراءه ولا يجوز في غيرها . [ الثالث ] أنه يجوز في الأجسام التي لا وجه لها كحجرين متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر ولا يجوز في غيرهما ; وهذا قول علي بن عيسى .
واختلف في اسم هذا الملك فقيل : هدد بن بدد . وقيل : الجلندي ; وقاله السهيلي . وذكر البخاري اسم الملك الآخذ لكل سفينة غصبا فقال : هو ( هدد بن بدد والغلام المقتول ) اسمه حيسور ، وهكذا قيدناه في الجامع من رواية يزيد المروزي ، وفي غير هذه الرواية حيسور بالحاء وعندي في حاشية الكتاب رواية ثالثة : وهي حيسون وكان يأخذ كل سفينة جيدة غصبا فلذلك عابها الخضر وخرقها ; ففي هذا من الفقه العمل بالمصالح إذا تحقق وجهها ، وجواز إصلاح كل المال بإفساد بعضه ، وقد تقدم . وفي صحيح مسلم وجه الحكمة بخرق السفينة وذلك قوله : ( فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة فتجاوزها ، فأصلحوها بخشبة . . . ) الحديث . وتحصل من هذا الحض على الصبر في الشدائد ، فكم في ضمن ذلك المكروه من الفوائد ، وهذا معنى قوله : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ❝