❞ \"ما لي سواك يا الله\"
أعلم أنني يا الله مُقصر في واجباتي إليك، وواجباتي نحو نفسي، ونحو عائلتي، ونحو كل من حولي، ولكن مالي سواك يا الله أرجوه، وأبكي له، أُناجيك يا الله، وأنا أُصارع وحشة أيامي في جوف الليل.
ففي كل مرة عدتُ إليك مكسورًا، مخذولا؛ فجبرتني، وراضيتني، رغم البعد عنك، والتقصير في واجباتك.
أخشى من الظلام يا الله، فكيف لي البقاء في وحشة القبر المظلم!
فاللهم اجعل القرآن رفيقي في قبري، واهدني صراطك المستقيم، فوالله أنني ضعيف بدونك يا الله.
گ/هند أمين|زهرة الأقحوان|. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ ˝ما لي سواك يا الله˝
أعلم أنني يا الله مُقصر في واجباتي إليك، وواجباتي نحو نفسي، ونحو عائلتي، ونحو كل من حولي، ولكن مالي سواك يا الله أرجوه، وأبكي له، أُناجيك يا الله، وأنا أُصارع وحشة أيامي في جوف الليل.
ففي كل مرة عدتُ إليك مكسورًا، مخذولا؛ فجبرتني، وراضيتني، رغم البعد عنك، والتقصير في واجباتك.
أخشى من الظلام يا الله، فكيف لي البقاء في وحشة القبر المظلم!
فاللهم اجعل القرآن رفيقي في قبري، واهدني صراطك المستقيم، فوالله أنني ضعيف بدونك يا الله.
❞ {مقدمة سلسلة أحاديث رمضان}
لله حمدي وإليه أسند * وما ينوب فعليه أعتمد
ثمَّ على نبيِّه محمــــــــدِ * خير صلاة وسلام سرمدِ
وبعد: فقد يظن البعض أن علم الحديث علم خاص بسرد الأحاديث وسماعها وحسب، والصحيح؛ أنَّ علم الحديث هو علم شامل، فيشمل كل العلوم الأخرى، فهو يشمل علم العقيدة، وعلم التفسير، وعلم الفقه، وعلم القواعد الفقهية، وعلم أصول الفقه، والقواعد أصول الفقه، وعلم البلاغة، واللغة وغيرها...
وكل هذا لأنَّ علم الحديث هو الأصل لكل العلوم، سواء أكانت أصلية أم فرعية (آلات العلوم الأصلية) والأصلية هي الفقه والتفسير والحديث، وحتى العلوم الأصلية فإنَّ علم الحديث هو المهيمن عليها، فكل من الفقه والتفسير مع أنهما أصليَّان إلَّا إنهما مُستخرجان من علم الحديث، فالتفسير إن لم يكن من تفسير رسول الله ﷺ أو ما علمَّه لأصحابه فلا خير فيه، إلا إن لم يكن في الآية حديث، فبقول الصحابة فيها، وقول الصحابة ليس بدعة بل هو مما تعلموه من رسول الله ﷺ؛ فإن لم يكن في قول الصحابة شيء فبقول التابعين وأتباعهم، وأقوال هؤلاء ليس ببدعة بل هو مما تعلموه من الصحابة والصحابة بدورهم تعلموه من النبي ﷺ، فإن لم يوجد شيء ممَّل سبق نستعمل قواعد التفسير، وقواعد التفسير وأصوله هما بذاتهما تمَّ استنباطهما من حديث رسول الله، فأصل أصول التفسير أن تفسر القرآن بالقرآن، وهذا تعلمناه من الحديث، من ذلك تفسير النبي ﷺ لقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}[الأنعام: 82]، فشق ذلِكَ علَى المسلِمينَ فقَالوا: يا رسولَ اللَّهِ وأيُّنا لا يظلِمُ نفسَهُ؟ قالَ: ليسَ ذلِكَ، إنَّما هوَ الشِّركُ ألَم تسمَعوا ما قالَ لقمانُ لابنِهِ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان: 13] .
وأمَّا الفقه فكلُّه مستخرج من علم الحديث، وهذا معلوم مشهور مأثور، فإن كانت أصول العلوم كذلك ففروعه من باب أولى، سيقول القائل إنَّ القواعد الفقهية وأصول الفقه هي استنباطية جائت من عقول العلماء، نقول: أنَّ العلماء استنبطوها من حديث رسول الله ﷺ، فمثلا قاعدة: الأمور بمقاصدها، التي عبَّر عنها ابن سند المالكي في منظومته منظومة القواعد الفقهية قال: إنَّ الأمور هنَّ بالمقاصد * .................
فهذا مستنبط من قول النبي ﷺ: إنَّما الأعمال بالنيَّات... .
وهكذا إلى سائر العلوم الشرعية فكلها مستنبطة من علم الحديث، ومن جملة هذه العلوم علوم العقيدة، فأصل أصول علم العقيدة هو حديث جبريل ﷺ، وفيه كل أبواب أصول العقيدة ، فقد جمع النبي ﷺ في حديث واحد كل مباني العقيدة.
والعقيدة عند أهل السنة لا تستحكم من قلب المسلم إلا بثلاثة أعمال:
1 – أعمال القلب.
2 – وأعمال اللسان.
3 – وأعمال الجوارح.
ومرادها هو أن تعتقد بأن ˝لا إله إلا الله˝ بقلبك، وتنطق بها بلسانك، وتعمل بها جوارحك.
وهذه المباني الثلاثة لا تتمُّ إلا ببعضها فهي كالعقد الدريُّ المنظوم، إن سللت درة منه تساقطت البقية، ومع هذا فهي ليست متساوية في القوَّة، فأعلاها قوَّة هي أعمال القلوب، وقد بيَّن النبي ﷺ ذلك بقوله: ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ .
فالقلب وأعماله هو المهين على سائر الأعمال سواء أعمال الجوارح أو اللسان، وهذا لا يعني أنَّ ترك أعمال الجوارح واللسان جائز، هذا لا يجوز أبدا، فكل الثلاثة يكملون بعضهم، ولكنَّ مرادنا بيان أنَّ أعمال القلب أعلاها.
وعمل القلب هو التوحيد، والتوحيد أصل تندرج تحته كل أعمال القلب، كالولاء والبراء، والبغض والمحبة، وغيرها من أعمال القلب، وأعلى فرع من فروع التوحيد هو المحبَّة، فعلى قدر حب المسلم لربِّه ولنبيِّه ولصحب نبيه يكون قربه لله تعالى، وعلى قدر بغضه للكفر والكفار يكون قربه من الله تعالى، والعكس بالعكس.
وهذا الحب ليس متعلق بالله وحده، بل يشمل نبيه ثمَّ سائر أنبيائه، ثمَّ صحب نبيه وصحب سائر أنبيائه، ثمَّ تابعيهم وتابعي سائر أنبيائهم، ثمَّ أتباعهم وأتباع سائر أنبيائهم، ولكن حبُّ الله تعالى هو الأعلى من بين ما سبق، لأنه الأصل وحب هؤلاء ما كان إلا بحب الله تعالى، وهذه المحبَّة هي بدورها كالدر المنظوم، إن سللت درة تساقطت بقية الدرر، فلا يدعي أحدا أنه يحب الله تعالى وهو يبغض أحد أنبيائه أو أحد ملائكته، فقد قال تعالى: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}[البقرة: 97 – 98]، لاحظ معي أنه سبحانه قال في الآية الأولى {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ}ثمَّ بيَّن لك أنَّ عداوة جبريل الملك الرسول هي عداوة لله تعالى، وزاد وبيَّن أنَّ الضرر المنجر إليك ببغضك لجبريل ليس خاصا بجبريل وحسب، بل بيَّن في الآية الثانية أنه شامل لكل أهل الله تعالى، وعطف جبريل وميكال عطف الخاص على العام لبيان فضلهما فقال: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} ثمَّ بيَّن حكم من يبغض أهل الله تعالى وقال: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}، هذه الآيات المباركات، هي درر أصول وفروع عقيدة المسلم، التي لم ينتبه إليها كثير من العامة، بحيث يبغض البعض منهم اللحية أو الأقمصة أو الأبيض من اللباس أو التقصير في الثياب، فكل ما ذكرته يعود لتك الآيات المباركات، فما اللحية والقميص والبياض والتقصير وغيره إلا سنن من سنن المصطفى ﷺ، فمن كان يبغض هذا فقد أبغض شيأ من سنن المصطفى ﷺ ومن أبغض شيأ من سنن المصطفى ﷺ فقد أبغض المصطفى ﷺ، ومن أبغض المصطفى أبغض الله تعالى، ومن أبغض الله تعالى، يوشك الله أن يأخذه.
وعكس هذا يكون له نقيضه، فمن أحب سنن المصطفى فقد أحب المصطفى، ومن أحب المصطفى فقد أحب الله، ومن أحب الله تعالى، يوشك الله أن يدخله جنته، واسمع لهذا الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ ﷺ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ومَاذَا أعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: لا شيءَ، إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله ﷺ، فَقَالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ. قَالَ أنَسٌ: فَما فَرِحْنَا بشيءٍ، فَرَحَنَا بقَوْلِ النبيِّ ﷺ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ، قَالَ أنَسٌ: فأنَا أُحِبُّ النبيَّ ﷺ وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ معهُمْ بحُبِّي إيَّاهُمْ، وإنْ لَمْ أعْمَلْ بمِثْلِ أعْمَالِهِمْ .
والآن لاحظ معي؛ إن كان هذا الأمر في شيء من السنن، فما بالك من أمر الله ورسوله ﷺ بحبهم، بل وحثَّ على توقيرهم واتباعهم ونصرتهم، بل وأمر بالاقتداء بهم، وهم أصحاب رسول الله ﷺ وأتباعهم وأتباع أتباعهم، الذين قال الله تعالى فيهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: 100].
وقال: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الفتح: 29].
وهاهو عبد الله ابن مسعود يبيِّن فضل هؤلاء وهو منهم حيث قال: مَن كانَ مُستنًّا؛ فليستَنَّ بمَن قَد ماتَ فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ علَيهِ الفِتنةُ أولئِكَ أصحابُ محمَّدٍ ﷺ كانوا أفضلَ هذِهِ الأمَّةِ أبرَّها قلوبًا وأعمقَها عِلمًا وأقلَّها تَكَلُّفًا اختارَهُمُ اللَّهُ لِصُحبةِ نبيِّهِ ولإقامةِ دينِهِ فاعرِفوا لَهُم فضلَهُم واتَّبعوا علَى آثارِهِم وتمسَّكوا بما استطعتُمْ مِن أخلاقِهِم وسِيَرِهِم ، فإنَّهم كانوا علَى الهُدى المستقيمِ .
فهؤلاء حبُّهم عقيدة المسلم، وبغضهم علامة المنافة، فمن أحبهم فهو معهم وإن لم يعمل بأعمالهم، ومن أبغضهم فلقد أبغض رسول الله ﷺ، ومن أبغض رسول الله ﷺ فقد أبغض الله تعالى.
ومن أحبهم فقد أحب رسول الله ﷺ، ومن أحب رسول الله ﷺ فقد أحب الله تعالى.
ونحن نريد أن نجدد إيماننا، ونحيي قلوبنا، في هذا الشهر المبارك، ونعطي لكل ذي حقٍّ حقَّه، وننزل الناس منازلها، ونعطي لكل ذي قدر قدره، كي تكون عبادتنا خالصة تامَّة ما استطعنا، وذلك بسرد أحاديث مشروحة عن فضل خير العصور الثلاثة، وهم عصر الصحابة، وعصر التابعين، وعصر أتباع التابعين، بصفة كل يوم حديث أو حديثين مع الشرح، فلا يظننَّ أحد أنَّ الخير كان خاصًّا بالصحابة وحسب، بل وأتباعهم وأتباع أتباعهم، وسنرى ذلك في هذه السلسلة المباركة، وقد قدَّمت أحاديث تبيِّن فضل التابعين تُذكر في جملة فضل الصحابة، ثمَّ أحاديث خاصَّة بجملة الصحابة، ثمَّ نختم بأحاديث في خواص الصحابة، وقد ركزَّت كثيرا فيها على فضل التابعين، لأنَّ الحال يقتضي ذلك، هذا ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه السلسلة مباركة وذات فائدة وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وكتب:
الدكتور عصام الدين إبراهيم النقيلي. ❝ ⏤الدُّكتُور: عِصَامُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ النُّقَيْلِي
❞﴿مقدمة سلسلة أحاديث رمضان﴾ لله حمدي وإليه أسند * وما ينوب فعليه أعتمد
ثمَّ على نبيِّه محمــــــــدِ * خير صلاة وسلام سرمدِ
وبعد: فقد يظن البعض أن علم الحديث علم خاص بسرد الأحاديث وسماعها وحسب، والصحيح؛ أنَّ علم الحديث هو علم شامل، فيشمل كل العلوم الأخرى، فهو يشمل علم العقيدة، وعلم التفسير، وعلم الفقه، وعلم القواعد الفقهية، وعلم أصول الفقه، والقواعد أصول الفقه، وعلم البلاغة، واللغة وغيرها..
وكل هذا لأنَّ علم الحديث هو الأصل لكل العلوم، سواء أكانت أصلية أم فرعية (آلات العلوم الأصلية) والأصلية هي الفقه والتفسير والحديث، وحتى العلوم الأصلية فإنَّ علم الحديث هو المهيمن عليها، فكل من الفقه والتفسير مع أنهما أصليَّان إلَّا إنهما مُستخرجان من علم الحديث، فالتفسير إن لم يكن من تفسير رسول الله ﷺ أو ما علمَّه لأصحابه فلا خير فيه، إلا إن لم يكن في الآية حديث، فبقول الصحابة فيها، وقول الصحابة ليس بدعة بل هو مما تعلموه من رسول الله ﷺ؛ فإن لم يكن في قول الصحابة شيء فبقول التابعين وأتباعهم، وأقوال هؤلاء ليس ببدعة بل هو مما تعلموه من الصحابة والصحابة بدورهم تعلموه من النبي ﷺ، فإن لم يوجد شيء ممَّل سبق نستعمل قواعد التفسير، وقواعد التفسير وأصوله هما بذاتهما تمَّ استنباطهما من حديث رسول الله، فأصل أصول التفسير أن تفسر القرآن بالقرآن، وهذا تعلمناه من الحديث، من ذلك تفسير النبي ﷺ لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾[الأنعام: 82]، فشق ذلِكَ علَى المسلِمينَ فقَالوا: يا رسولَ اللَّهِ وأيُّنا لا يظلِمُ نفسَهُ؟ قالَ: ليسَ ذلِكَ، إنَّما هوَ الشِّركُ ألَم تسمَعوا ما قالَ لقمانُ لابنِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[لقمان: 13] .
وأمَّا الفقه فكلُّه مستخرج من علم الحديث، وهذا معلوم مشهور مأثور، فإن كانت أصول العلوم كذلك ففروعه من باب أولى، سيقول القائل إنَّ القواعد الفقهية وأصول الفقه هي استنباطية جائت من عقول العلماء، نقول: أنَّ العلماء استنبطوها من حديث رسول الله ﷺ، فمثلا قاعدة: الأمور بمقاصدها، التي عبَّر عنها ابن سند المالكي في منظومته منظومة القواعد الفقهية قال: إنَّ الأمور هنَّ بالمقاصد * .........
فهذا مستنبط من قول النبي ﷺ: إنَّما الأعمال بالنيَّات.. .
وهكذا إلى سائر العلوم الشرعية فكلها مستنبطة من علم الحديث، ومن جملة هذه العلوم علوم العقيدة، فأصل أصول علم العقيدة هو حديث جبريل ﷺ، وفيه كل أبواب أصول العقيدة ، فقد جمع النبي ﷺ في حديث واحد كل مباني العقيدة.
والعقيدة عند أهل السنة لا تستحكم من قلب المسلم إلا بثلاثة أعمال:
1 – أعمال القلب.
2 – وأعمال اللسان.
3 – وأعمال الجوارح.
ومرادها هو أن تعتقد بأن ˝لا إله إلا الله˝ بقلبك، وتنطق بها بلسانك، وتعمل بها جوارحك.
وهذه المباني الثلاثة لا تتمُّ إلا ببعضها فهي كالعقد الدريُّ المنظوم، إن سللت درة منه تساقطت البقية، ومع هذا فهي ليست متساوية في القوَّة، فأعلاها قوَّة هي أعمال القلوب، وقد بيَّن النبي ﷺ ذلك بقوله: ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ .
فالقلب وأعماله هو المهين على سائر الأعمال سواء أعمال الجوارح أو اللسان، وهذا لا يعني أنَّ ترك أعمال الجوارح واللسان جائز، هذا لا يجوز أبدا، فكل الثلاثة يكملون بعضهم، ولكنَّ مرادنا بيان أنَّ أعمال القلب أعلاها.
وعمل القلب هو التوحيد، والتوحيد أصل تندرج تحته كل أعمال القلب، كالولاء والبراء، والبغض والمحبة، وغيرها من أعمال القلب، وأعلى فرع من فروع التوحيد هو المحبَّة، فعلى قدر حب المسلم لربِّه ولنبيِّه ولصحب نبيه يكون قربه لله تعالى، وعلى قدر بغضه للكفر والكفار يكون قربه من الله تعالى، والعكس بالعكس.
وهذا الحب ليس متعلق بالله وحده، بل يشمل نبيه ثمَّ سائر أنبيائه، ثمَّ صحب نبيه وصحب سائر أنبيائه، ثمَّ تابعيهم وتابعي سائر أنبيائهم، ثمَّ أتباعهم وأتباع سائر أنبيائهم، ولكن حبُّ الله تعالى هو الأعلى من بين ما سبق، لأنه الأصل وحب هؤلاء ما كان إلا بحب الله تعالى، وهذه المحبَّة هي بدورها كالدر المنظوم، إن سللت درة تساقطت بقية الدرر، فلا يدعي أحدا أنه يحب الله تعالى وهو يبغض أحد أنبيائه أو أحد ملائكته، فقد قال تعالى: ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾[البقرة: 97 – 98]، لاحظ معي أنه سبحانه قال في الآية الأولى ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ﴾ثمَّ بيَّن لك أنَّ عداوة جبريل الملك الرسول هي عداوة لله تعالى، وزاد وبيَّن أنَّ الضرر المنجر إليك ببغضك لجبريل ليس خاصا بجبريل وحسب، بل بيَّن في الآية الثانية أنه شامل لكل أهل الله تعالى، وعطف جبريل وميكال عطف الخاص على العام لبيان فضلهما فقال: ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾ ثمَّ بيَّن حكم من يبغض أهل الله تعالى وقال: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾، هذه الآيات المباركات، هي درر أصول وفروع عقيدة المسلم، التي لم ينتبه إليها كثير من العامة، بحيث يبغض البعض منهم اللحية أو الأقمصة أو الأبيض من اللباس أو التقصير في الثياب، فكل ما ذكرته يعود لتك الآيات المباركات، فما اللحية والقميص والبياض والتقصير وغيره إلا سنن من سنن المصطفى ﷺ، فمن كان يبغض هذا فقد أبغض شيأ من سنن المصطفى ﷺ ومن أبغض شيأ من سنن المصطفى ﷺ فقد أبغض المصطفى ﷺ، ومن أبغض المصطفى أبغض الله تعالى، ومن أبغض الله تعالى، يوشك الله أن يأخذه.
وعكس هذا يكون له نقيضه، فمن أحب سنن المصطفى فقد أحب المصطفى، ومن أحب المصطفى فقد أحب الله، ومن أحب الله تعالى، يوشك الله أن يدخله جنته، واسمع لهذا الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ ﷺ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ومَاذَا أعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: لا شيءَ، إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله ﷺ، فَقَالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ. قَالَ أنَسٌ: فَما فَرِحْنَا بشيءٍ، فَرَحَنَا بقَوْلِ النبيِّ ﷺ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ، قَالَ أنَسٌ: فأنَا أُحِبُّ النبيَّ ﷺ وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ معهُمْ بحُبِّي إيَّاهُمْ، وإنْ لَمْ أعْمَلْ بمِثْلِ أعْمَالِهِمْ .
والآن لاحظ معي؛ إن كان هذا الأمر في شيء من السنن، فما بالك من أمر الله ورسوله ﷺ بحبهم، بل وحثَّ على توقيرهم واتباعهم ونصرتهم، بل وأمر بالاقتداء بهم، وهم أصحاب رسول الله ﷺ وأتباعهم وأتباع أتباعهم، الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[التوبة: 100].
وقال: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[الفتح: 29].
وهاهو عبد الله ابن مسعود يبيِّن فضل هؤلاء وهو منهم حيث قال: مَن كانَ مُستنًّا؛ فليستَنَّ بمَن قَد ماتَ فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ علَيهِ الفِتنةُ أولئِكَ أصحابُ محمَّدٍ ﷺ كانوا أفضلَ هذِهِ الأمَّةِ أبرَّها قلوبًا وأعمقَها عِلمًا وأقلَّها تَكَلُّفًا اختارَهُمُ اللَّهُ لِصُحبةِ نبيِّهِ ولإقامةِ دينِهِ فاعرِفوا لَهُم فضلَهُم واتَّبعوا علَى آثارِهِم وتمسَّكوا بما استطعتُمْ مِن أخلاقِهِم وسِيَرِهِم ، فإنَّهم كانوا علَى الهُدى المستقيمِ .
فهؤلاء حبُّهم عقيدة المسلم، وبغضهم علامة المنافة، فمن أحبهم فهو معهم وإن لم يعمل بأعمالهم، ومن أبغضهم فلقد أبغض رسول الله ﷺ، ومن أبغض رسول الله ﷺ فقد أبغض الله تعالى.
ومن أحبهم فقد أحب رسول الله ﷺ، ومن أحب رسول الله ﷺ فقد أحب الله تعالى.
ونحن نريد أن نجدد إيماننا، ونحيي قلوبنا، في هذا الشهر المبارك، ونعطي لكل ذي حقٍّ حقَّه، وننزل الناس منازلها، ونعطي لكل ذي قدر قدره، كي تكون عبادتنا خالصة تامَّة ما استطعنا، وذلك بسرد أحاديث مشروحة عن فضل خير العصور الثلاثة، وهم عصر الصحابة، وعصر التابعين، وعصر أتباع التابعين، بصفة كل يوم حديث أو حديثين مع الشرح، فلا يظننَّ أحد أنَّ الخير كان خاصًّا بالصحابة وحسب، بل وأتباعهم وأتباع أتباعهم، وسنرى ذلك في هذه السلسلة المباركة، وقد قدَّمت أحاديث تبيِّن فضل التابعين تُذكر في جملة فضل الصحابة، ثمَّ أحاديث خاصَّة بجملة الصحابة، ثمَّ نختم بأحاديث في خواص الصحابة، وقد ركزَّت كثيرا فيها على فضل التابعين، لأنَّ الحال يقتضي ذلك، هذا ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه السلسلة مباركة وذات فائدة وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
❞ حوارنا اليوم مع كاتبة شابة
الكاتبة خلود أيمن وهذا هو الحوار
حدثينا عن نشأتك !
نشأت في مدينة المنصورة ولقد كان لتاريخ العائلة دور هام في زرع حب الثقافة في نفسي ، فلقد بدأت بحب الكتابة ثم بدأت أتوغل في عالم القراءة شيئاً فشيئاً حتى أدمنتها هى الأخرى ...
متى اكتشفتِ موهبة الكتابة ؟ وكيف ؟ أو بمعنى أقرب كيف ظهرت موهبتك في الكتابة ؟
منذ مراحل الجامعة الأولى فلقد كنت أُدوِّن بعض الخواطر من آن لآخر ، حينما كنت أحاول التعبير عن مكنون الشعور الخاص بي في بعض الأوقات أو عن بعض المواقف التي قد يمر بها أي شخص كان فهي بمثابة مساعدة على الإفضاء عمَّا بداخلك بشكل مختلف من خلال إرساله على الأوراق ومن ثَم يتبعها راحة لا يضاهيها أي شعور كان ...
هل ظهرت الموهبة في الدراسة أم أن الدارسة أثقلتها ؟
لم يكن للدراسة أي دخل في إثقال الموهبة ولكني أثقلتها من خلال القراءات المتنوعة في شتى المجالات بحسب الرغبة والميول ...
متي بدأتِ الكتابة ؟ وما أول شئ كتبته ؟
في العام الأول أو الثاني من الجامعة ، بعض الخواطر التي جالت بذهني حينها ، فهي ما ساعدتني على اكتشاف ذاتي والتوصل إلى تلك المَلكة التي حباني الله إياها ومن وقتها وأنا أحاول العمل عليها بكل الطرق الممكنة واستغلالها بأفضل صورة وتوظيفها بالشكل السليم حتى تُوصِّلني للمكانة المرموقة التي أحلُم بها ...
كيف بدأتِ الكتابة ؟ على الورق أم لوحة المفاتيح ؟
بدأت الكتابة على الورق وما زلت أمارس تلك العادة بنفس الطريقة منذ شرعت فيها ...
ما هي الطقوس المفضلة للكتابة ؟
الجلوس في مكان هادئ بحيث أستجمع كل الأبعاد الخاصة بالفكرة التي أحاول الكتابة فيها حتى لا أتيه أو أشتت تركيزي فدوماً ما أحاول صياغة الجُمل بطريقة سلسة مميزة أيضاً حتى تصل للقارئ بشكل أوضح ...
ما الطريقة التي تجمعي بها المصادر ؟
لا أعمل بتلك الطريقة ، فالفكرة إما أنْ تكون وليدة اللحظة أو متعلِّقة بأي حدث طارئ أو مشكلة اجتماعية يمر بها البعض ، أو قد تنشأ عقب قراءة كتاب معين ولكني أُحبِّذ تلك الأفكار التي تأتي من محض خيالي ولا تكون متأثرة بأي شيء مقروء ...
كيف تجمعي بين الحياة الأسرية والتأليف ؟
أحاول تحديد وقت مناسب لكل أولويات حياتي حتى لا يضيع وقتي في المهاترات بحيث يكون اليوم مُقسَّماً بين مهامي الحياتية وممارسة تلك العادة التي تُخفِّف من وطأة أي شعور قد يختلج صدري من حين لآخر ، فهي المُتنفَس الوحيد الذي يساعدني على الاستمرار بنفس الحماس والشغف في كافة أمور حياتي ...
مَن الذي شجعك علي هذا المجال ؟ وما المصاعب التي واجهتك في البدايات ؟
أمي كانت أول داعمة لي ، أول المصاعب هي قلة المتابعين وعدم إيجاد مَنْ يؤمن بتلك الموهبة أو يحفزني على المواصلة من خلال كلمات الدعم أو توجيه الإرشادات اللازمة التي تُطوِّر من موهبتي فلقد عانيت كثيراً حتى وصلت لما أنا عليه الآن ...
ما هي أهم أعمالك؟
جرعات تنفس وهو كتاب في التنمية الذاتية ،
على مشارف الحلم وهو كتاب اجتماعي يناقش العديد من المشاكل الاجتماعية التي ما زالت قابعة في المجتمع منذ آلاف السنين ولن تزول بسهولة لأننا لم نمنحها القدر الكافي من الاهتمام منذ بادئ الأمر أو نُسلِّط الضوء عليها قبل أنْ تتفاقم وتصبح متمركزة في المجتمع بتلك الطريقة البغيضة ...
في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة يصعب علي الكاتب أن يؤلف أو يبدع وأيضاً التجاهل التام من الدولة فهل الأجر المادي من الكتابة جيد أم أنه يحتاج إلى وظيفة أخرى ؟
لا يوجد من الكتاب مَنْ يتقاضى أجراً إلا حينما يصل للشهرة أو خلافها من الأمور التي تجلب له المال ، ومن رأيي أن الكتابة هدف وليس الغرض من ورائها كسب المال وإنما توصيل تلك الرسالة التي نكتب من أجلها ...
ما رأيك في الطريقة التي تتعامل بها دور النشر في مصر ؟
أعتقد أنها ما زالت بحاجة لبعض التطوير خاصةً في الجزء الخاص بالدعاية والترويج ، فهذا هو دورها الأساسي ولكن قد نجد أن هناك بعض التقصير الغير مقصود بسبب كثرة الناشرين ...
أيهما تفضل النشر الإلكتروني أم النشر الورقي ؟ ولماذا ؟
النشر الإلكتروني فهو يساعد على الانتشار بشكل أسرع فقد تصل كلماتك لمَنْ هم في دول أخرى وقد تؤثر فيهم بشكل أو بآخر ، بغض الطرف عن عدم قدرتها على الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية ...
ما الجانب الذي اخترته ليعبر عن كتاباتك ؟ ولماذا هذا الجانب بالأخص ؟
التنمية الذاتية لما فيها من دعم وتحفيز لجميع البشر ونحن دوماً ما نكون بحاجة لتلك الكلمات التي تُمثِّل الوقود الذي يشحننا لاستئناف الحياة بنفس الروح المُتَّقدة دون أنْ ينطفئ طموحنا ويخفت شغفنا تجاه أي أمر فيها مهما واجهنا من صعوبات في منتصف الطريق ...
هل هناك تفكير في تأليف سلسلة روائية كسلسلة ما وراء الطبيعة ؟
أعتقد أن كتابة سلسلة روايات متصلة بحاجة لشخص ذي خيال واسع أما أنا فأُجيد كتابة القصص القصيرة فحَسب بالإضافة إلى كلمات التحفيز والدعم الخاصة بجانب التنمية الذاتية ...
هل تفكر في أن تعرض أعمالك الروائية عبر الشاشات ؟
ليس لي أي عمل روائي ولكن إنْ تحقق هذا الأمر لا مانع لدي من عرضه على شاشات التلفاز فهذا من دواعي سروري ولكني أطمح في الظهور في لقاء تلفزيوني للحديث عن أعمالي الخاصة ...
في حال نجاح أعمالكم وترجمتها إلي العديد من اللغات فهل ستنتظر المقابل المادي وتوافق علي عرضها في السينمات العالمية أم أنك ستتركها قاصرة على المكتبات فقط ؟
بالطبع سأسعى وراء بعض المال ولو كان زهيداً وسوف أكون على أمل عرضها في السينمات بحيث لا تُقتَصر على المكتبات فحَسب وهذا إنْ اتجهت لكتابة الروايات فكُتب التنمية من الصعب عرضها للجمهور للمشاهدة فهي تحتاج إما للإصغاء من خلال المناقشات أو المناوشات التي يقوم بها بعض رواد التنمية البشرية الذين أود أنْ أصير مثلهم ذات يوم أو القراءة المتأنية حتى تترسخ داخل الذهن ويبدأ المرء العمل بها كي تتحسن حياته ويحقق أحلامه دون أنْ يستسلم لليأس أو القنوط فتضيع حياته بلا جدوى ...
في حال سرق أحدهم جزء من أعمالك هل سترفع قضايا من أجل حقوقك الأدبية أم ستكون متسامحاً ؟
سأتخذ الإجراءات اللازمة لضمان حقوقي الفكرية ولن أترك حقي يضيع أبداً ، فمَنْ يقوم بهذا الفعل الشنيع لَهُو لص أكثر بشاعةً وإجراماً مِمَّن يسرق الأموال فتلك الأفكار لا تأتي من العدم ولكنها تحتاج لمجهود جبار وطاقة كبيرة وتَفرُّغ ربما لا يُقدِّره مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون حياتهم على السرقة والتلصص على الآخرين في محاولة ليكونوا مثلهم ولكن إذا ركز كل منا في اكتشاف مواهبه الخاصة لن نجد أحداً في حاجة لاقتراف مثل تلك الحماقات وسيصل كل شخص للمكانة التي يستحقها بالفعل دون أي مراوغة أو زيغ ...
ماذا يمثل لك العنوان الروائي ؟ هل هو عتبة موجهة لعملية القراءة ؟ وهل يمكن للرواية أن تعيش بعيداً عن السياسة ؟
العنوان هو الجاذب الأساسي وراء اقتناء أي رواية فهو ما يعبر عن مكنونها وأحداثها المتلاحقة وكذلك كلمة الغلاف فعلى الكاتب أن يُجيد اختيارهما حتى لا يضيع جهده بلا طائل ، بالتأكيد إنْ كان الأسلوب مميزاً بعيداً عن الركاكة والألفاظ البذيئة والأفكار المُكرَّرة ...
ما السر وراء عدد الأعمال التي قمت بها ؟
لا يوجد سر فكلما وجدت ذاتي بحاجة للكتابة لا أمنع نفسي أو أتوقف عن ذلك فالكتابة هي سر الحياة بالنسبة لي ، فالكاتب لا تُقاس كفاءته بعدد أعماله وإنما بالقيمة التي تحملها بين طياتها ...
كيف ترى اليوم روايتك الأولى ؟
لقد حقق كتاب ( جرعات تنفس ) النجاح الذي تمنيته ، فالحمد لله كثيراً وأتمنى أنْ يحقق الكتاب الثاني نفس القدر من النجاح ...
هل المثقف العربي عنصر فعال و مؤثر أم ألعوبة في يد مَن يملك المال ؟
المثقف العربي هو عنصر فعال بالطبع في نشر الوعي لمَنْ يرغب في الاطلاع وتثقيف ذاته ، فالرغبة هي ما تدفعه إلى الكتابة ، ولكن عنصر المال مدموج في تلك الخُطة رغماً عنه وإنْ كان يملك مالاً زهيداً فسوف يبحث عمَّن يناسبه ويتوافق مع قدراته المادية ، فكل شيء يعتمد على الماديات رغم أن العائد المادي يجب أنْ يُدَّر على الكاتب وليس العكس حتى ولو على المدى البعيد وإنْ لم يضعه في الحسبان أو يكن من أولوياته ، فالجهد الذهني أكثر إرهاقاً من أي مجهود بدني قد يؤديه أي شخص آخر ، فتلك منظومة لن يتمكن أي كاتب من تغييرها مهما كانت رسالته بعيدة عنها تماماً ...
ما أهم قضايا المرأة العربية ؟ وكيف يمكن حلها ؟
المرأة لها قضايا عدة لا يمكن حصرها ولكن أعتقد أن أهمها هو العمل والتربية فهما الأساس الذي تُبنَى عليه حياتها ، يمكن حل قضية العمل بالتراضي وكذلك الموازنة بينها وبين أسرتها بحيث لا يحدث أي خلل أو تقصير في أداء أي منهما أما التربية فهي دورها الأساسي الذي عاشت عمرها بأكمله في انتظار اللحظة التي تصبح فيها أم وتمارس تلك المهمة الشاقة التي تحتاج للصبر والجَلد وقوة التَحمُّل ، فلا توجد أي امرأة يمكنها التخلي عنها مهما أنكرت ذلك فقد عظَّمها الله بهذا الدور الذي وضعه على كاهلها فهي التي تساهم في بناء الأجيال الواحدة تلو الأخرى بلا جزع أو ملل أو تراخٍ ...
ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية و الأدبية ؟
لا يوجد عمل واحد قد أثر في ولكني أحاول القراءة في شتى المجالات كي تزداد حصيلتي اللغوية وكذلك يتوسع إدراكي ولا أحاول اتباع مسيرة أحد ، أود أنْ يكون لي طابعي الخاص الفريد الذي يؤثر في الكثيرين عقب رحيلي ...
هل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية و لماذا ؟ هل يجوز كتابة السرد بالعامية ؟ هل كتابة الحوار بالعامية تفسد الذوق العام ؟
لا أُفضِّل الكتابة بالعامية بأي حال من الأحوال فهي تُفسِد تذوقي للنص وكذلك تُقلِّل من تقييمي للكتاب أو الرواية ...
هل ما هو رائج الأن من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان العربى وأزماته وصراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاته ؟
نعم إذْ توجد الكثير من الكُتب التي تعبر عن صراع المرء مع ذاته وكذلك مع الحياة وتقلباتها من حين لآخر ، فالكاتب في تلك النوعية من الكتب يحاول التأقلم مع الحياة حتى يُجيد التعبير عمَّا يعانيه أغلب البشر وما يشغل أمرهم فهو في النهاية واحد منهم يكابد من نفس المشكلات ويحاول طرح الحلول المناسبة للخلاص من تلك الضغوط المتلاحقة التي تفتك برأس المواطنين بلا هوادة أو رحمة ، فقد تُخفِّف كلماته من وقع الأحداث على الجميع وبذلك يساهم في بث الطمأنينة في نفوسهم ويُثاب على ذلك ...
أيهما أكثر قدرة على التعبير و التواصل مع القارئ الرواية أم القصة القصيرة ، و هل أنتهى زمن القصة القصيرة ؟
أشعر بأن القصة القصيرة أكثر تعبيراً عن القارئ فهي تسرد بعض الأحداث في أسطر قليلة فلا يمل القارئ وتصل الفكرة إليه بشكل أسرع دون الحاجة للانتظار ، لا لم ينتهِ بَعْد فما زال هناك الكثير من الكتَّاب على الساحة مِمَّن يجيدون كتابة القصة القصيرة بشكل رائع وبارع أيضاً ...
هل الكتابة هدف أم وسيلة ؟ و هل الموهبة وحدها تكفى ليكون الكاتب قادراً على صياغة نص جيد ؟
الكتابة هدف ، الموهبة وحدها لا تكفي فهي بحاجة لمزيد من الاطلاع كي يُثقلها ويُزيد من حصيلته اللغوية كى يصبح أكثر قدرةً على التعبير بشكل أكثر تعمقاً وتوغلاً وكي يلحظ التَغيُّر الذي طرأ على أسلوبه فلا بد من التمهل والصبر حتى يتقن استخدام أدواته دون أنْ تضيع منه ...
ما هى أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب ؟
القدرة على التركيز ، سرعة البديهة ، التنويع والابتكار فلا يتخذ جانباً واحداً لا يحاول الخروج عنه وإنما يحاول الكتابة في جميع المجالات المتوفرة ومن ثَم يختار المجال المناسب له ...
ما هى أهم المعوقات التى يصطدم بها الكتاب الشباب ؟ ما هو تقييمك لظاهرة الأكثر مبيعاً ؟
عدم إيجاد مَنْ يأخذ بأيديهم ، يُسدي إليهم النصائح ، يشير إلى نقاط ضعفهم وقوتهم ، يمنحهم من علمه وخبرته ، وكذلك خوفهم من الفشل وسط كل الكُتَّاب الموجودين على الساحة فلا بد من توافر عنصر الثقة بالنفس حتى لا يفقد الكاتب توازنه ويختل ويسقط قبل بداية الطريق ، ظاهرة الأكثر مبيعاً هى مجرد وهم ليس أكثر ، فالكتاب يجب أنْ يُقيَّم بُناءً على معايير أخرى ليس بما يحقق أعلى مبيعات فالمحتوى المطروح هو الأهم من وجهة نظري في ظل تشابه أغلب الأفكار في الوقت الراهن وبخاصةً في الروايات أو حتى القصص القصيرة ولكن ما يُميِّز البعض عن الآخر هو أسلوب السرد ليس أكثر فلا بد من البحث عن معيار آخر للتقييم حتى لا يُظلَم أحد ...
هل يمكن إحصاء أعمالك وسرد فكرة بسيطة عنها في تلخيص بسيط ؟ لي كتابان
جرعات تنفس : وهو كتاب في التنمية الذاتية يحث على تطوير الذات ومحاولة تخطي العقبات التي تواجه المرء أثناء مسيرة حياته حتى لا يظل واقفاً عند نفس المحطة بلا حِراك وكأنه قد أُصِيب بالعجز بفعل رفضه فكرة التطور واجتياز الصعوبات التي قد يتعرض لها أي امرئ ، فهو يطرح العديد من الموضوعات أهمها العوامل التي تؤدي للنجاح ومن بينها الصبر والأمل والموهبة ، المشاعر التي تحرك المرء في حياته كالحب والخوف والحزن والعلاقات الإنسانية بأنواعها ، كيفية اتخاذ القرار والاستفادة من إرشادات الآخرين التي تمثل المصفاة التي تُوصِّلنا في النهاية للقرار الملائم لنمط حياتنا واحتياجاتنا الفعلية ، تقدير الذات ومنحها القيمة التي تستحق وينتهي بنا إلى الرضا والقناعة بما نحوز وعدم التبطر أو النظر لما يملك الآخرون حتى نشعر بالاكتفاء ونحمد الله على كل نِعمه ...
على مشارف الحلم :
يناقش موضوعات اجتماعية إذْ يبدأ بالجانب النفسي وكيف يمكن للمرء الحفاظ على حياته من السقوط في هاوية المشكلات النفسية بفعل بعض المواقف التي لم يتمكن من تخطيها والعبور منها إلى وقتنا الحالي فأودت بحياته للجحيم الذي لا يتمكن من الخلاص منه ، فلا بد أنْ يدرك المرء أن لكل مرحلة عقلية تساعده على اتخاذ القرارات التي قد يكون بعضها سليماً وقد يكون الآخر غير صائب الأهم هو القدرة على تحمُّل نتيجة تلك القرارات قبل أنْ نُعرِّض أنفسنا للإصابة بأي مرض مزمن سواء أكان نفسياً أم عضوياً ، ومن المشكلات الاجتماعية التي طرحتها خلال الكتاب هي البطالة فهي المسبب الأساسي في بقية المشكلات كالفقر وتدني مستوى المعيشة والتعليم وقد عالجت مساوئ التعليم وكيف يمكن تطويره بالقدر الذي يتناسب مع عقلية المُتلقي بحيث يتجاوب معه ويحقق النجاح الباهر ، دور وسائل التواصل الفعال وكيف يمكن الاستفادة منها وتقديم محتوى هادف بدلاً من التركيز على الجانب السلبي فقط المُقَتصر على الإسفاف والمهاترات التي يركض وراءها بعض شباب الجيل الحالي ، عمل المرأة وكيف يمكن تَقبُّل هذا الأمر الذي صار من ضروريات الحياة في المرحلة الحالية إذْ يساهم في تيسير أمور الأسرة وتوفير المال اللازم لاستقرارها وتلبية متطلباتها شريطة أنْ تلتزم المرأة بالضوابط في التعامل و الملبس وألا تتجاوز حدود الاحترام بينها وبين زملائها الرجال ، والعديد من الموضوعات الأخرى التي تمس المجتمع وتشغل عقول أغلب مَنْ يعيشون فيه ...
ما هي نواياك القادمة ؟
أحاول ترتيب أفكاري وأود أنْ يكون لي كتاب خواطر فهي الأقرب لقلبي بِحَقْ ...
ما الرسالة التي توجهها إلى أصدقاء المجال سواء أكانوا مبتدئين أو متميزين ؟
لا تيأس أو تدع كلمات الإحباط تتسرب لعقلك حتى لا تُفقِدك حماسك وشغفك تجاه حلمك ، فالحلم هو بداية طريق النجاح لأي كاتب فلا بد من التشبث به فإذا ضاع منك أو فرطت فيه ستظل تترنح ولن تتذوق طعم النجاح في حين قد يصل إليه أقلهم مهارة منك بسبب استسلامك للآخرين وعدم السعي وراء تحقيق هدفك ، فاجعل صوتك الداخلي هو الدافع الذي يحركك مهما قلت رغبتك في بعض الأوقات فهذا أمر بديهي يمر به الجميع في أي مجال كان ..
#حكايات_كُتاب. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ حوارنا اليوم مع كاتبة شابة
الكاتبة خلود أيمن وهذا هو الحوار
حدثينا عن نشأتك !
نشأت في مدينة المنصورة ولقد كان لتاريخ العائلة دور هام في زرع حب الثقافة في نفسي ، فلقد بدأت بحب الكتابة ثم بدأت أتوغل في عالم القراءة شيئاً فشيئاً حتى أدمنتها هى الأخرى ..
متى اكتشفتِ موهبة الكتابة ؟ وكيف ؟ أو بمعنى أقرب كيف ظهرت موهبتك في الكتابة ؟
منذ مراحل الجامعة الأولى فلقد كنت أُدوِّن بعض الخواطر من آن لآخر ، حينما كنت أحاول التعبير عن مكنون الشعور الخاص بي في بعض الأوقات أو عن بعض المواقف التي قد يمر بها أي شخص كان فهي بمثابة مساعدة على الإفضاء عمَّا بداخلك بشكل مختلف من خلال إرساله على الأوراق ومن ثَم يتبعها راحة لا يضاهيها أي شعور كان ..
هل ظهرت الموهبة في الدراسة أم أن الدارسة أثقلتها ؟
لم يكن للدراسة أي دخل في إثقال الموهبة ولكني أثقلتها من خلال القراءات المتنوعة في شتى المجالات بحسب الرغبة والميول ..
متي بدأتِ الكتابة ؟ وما أول شئ كتبته ؟
في العام الأول أو الثاني من الجامعة ، بعض الخواطر التي جالت بذهني حينها ، فهي ما ساعدتني على اكتشاف ذاتي والتوصل إلى تلك المَلكة التي حباني الله إياها ومن وقتها وأنا أحاول العمل عليها بكل الطرق الممكنة واستغلالها بأفضل صورة وتوظيفها بالشكل السليم حتى تُوصِّلني للمكانة المرموقة التي أحلُم بها ..
كيف بدأتِ الكتابة ؟ على الورق أم لوحة المفاتيح ؟
بدأت الكتابة على الورق وما زلت أمارس تلك العادة بنفس الطريقة منذ شرعت فيها ..
ما هي الطقوس المفضلة للكتابة ؟
الجلوس في مكان هادئ بحيث أستجمع كل الأبعاد الخاصة بالفكرة التي أحاول الكتابة فيها حتى لا أتيه أو أشتت تركيزي فدوماً ما أحاول صياغة الجُمل بطريقة سلسة مميزة أيضاً حتى تصل للقارئ بشكل أوضح ..
ما الطريقة التي تجمعي بها المصادر ؟
لا أعمل بتلك الطريقة ، فالفكرة إما أنْ تكون وليدة اللحظة أو متعلِّقة بأي حدث طارئ أو مشكلة اجتماعية يمر بها البعض ، أو قد تنشأ عقب قراءة كتاب معين ولكني أُحبِّذ تلك الأفكار التي تأتي من محض خيالي ولا تكون متأثرة بأي شيء مقروء ..
كيف تجمعي بين الحياة الأسرية والتأليف ؟
أحاول تحديد وقت مناسب لكل أولويات حياتي حتى لا يضيع وقتي في المهاترات بحيث يكون اليوم مُقسَّماً بين مهامي الحياتية وممارسة تلك العادة التي تُخفِّف من وطأة أي شعور قد يختلج صدري من حين لآخر ، فهي المُتنفَس الوحيد الذي يساعدني على الاستمرار بنفس الحماس والشغف في كافة أمور حياتي ..
مَن الذي شجعك علي هذا المجال ؟ وما المصاعب التي واجهتك في البدايات ؟
أمي كانت أول داعمة لي ، أول المصاعب هي قلة المتابعين وعدم إيجاد مَنْ يؤمن بتلك الموهبة أو يحفزني على المواصلة من خلال كلمات الدعم أو توجيه الإرشادات اللازمة التي تُطوِّر من موهبتي فلقد عانيت كثيراً حتى وصلت لما أنا عليه الآن ..
ما هي أهم أعمالك؟
جرعات تنفس وهو كتاب في التنمية الذاتية ،
على مشارف الحلم وهو كتاب اجتماعي يناقش العديد من المشاكل الاجتماعية التي ما زالت قابعة في المجتمع منذ آلاف السنين ولن تزول بسهولة لأننا لم نمنحها القدر الكافي من الاهتمام منذ بادئ الأمر أو نُسلِّط الضوء عليها قبل أنْ تتفاقم وتصبح متمركزة في المجتمع بتلك الطريقة البغيضة ..
في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة يصعب علي الكاتب أن يؤلف أو يبدع وأيضاً التجاهل التام من الدولة فهل الأجر المادي من الكتابة جيد أم أنه يحتاج إلى وظيفة أخرى ؟
لا يوجد من الكتاب مَنْ يتقاضى أجراً إلا حينما يصل للشهرة أو خلافها من الأمور التي تجلب له المال ، ومن رأيي أن الكتابة هدف وليس الغرض من ورائها كسب المال وإنما توصيل تلك الرسالة التي نكتب من أجلها ..
ما رأيك في الطريقة التي تتعامل بها دور النشر في مصر ؟
أعتقد أنها ما زالت بحاجة لبعض التطوير خاصةً في الجزء الخاص بالدعاية والترويج ، فهذا هو دورها الأساسي ولكن قد نجد أن هناك بعض التقصير الغير مقصود بسبب كثرة الناشرين ..
أيهما تفضل النشر الإلكتروني أم النشر الورقي ؟ ولماذا ؟
النشر الإلكتروني فهو يساعد على الانتشار بشكل أسرع فقد تصل كلماتك لمَنْ هم في دول أخرى وقد تؤثر فيهم بشكل أو بآخر ، بغض الطرف عن عدم قدرتها على الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية ..
ما الجانب الذي اخترته ليعبر عن كتاباتك ؟ ولماذا هذا الجانب بالأخص ؟
التنمية الذاتية لما فيها من دعم وتحفيز لجميع البشر ونحن دوماً ما نكون بحاجة لتلك الكلمات التي تُمثِّل الوقود الذي يشحننا لاستئناف الحياة بنفس الروح المُتَّقدة دون أنْ ينطفئ طموحنا ويخفت شغفنا تجاه أي أمر فيها مهما واجهنا من صعوبات في منتصف الطريق ..
هل هناك تفكير في تأليف سلسلة روائية كسلسلة ما وراء الطبيعة ؟
أعتقد أن كتابة سلسلة روايات متصلة بحاجة لشخص ذي خيال واسع أما أنا فأُجيد كتابة القصص القصيرة فحَسب بالإضافة إلى كلمات التحفيز والدعم الخاصة بجانب التنمية الذاتية ..
هل تفكر في أن تعرض أعمالك الروائية عبر الشاشات ؟
ليس لي أي عمل روائي ولكن إنْ تحقق هذا الأمر لا مانع لدي من عرضه على شاشات التلفاز فهذا من دواعي سروري ولكني أطمح في الظهور في لقاء تلفزيوني للحديث عن أعمالي الخاصة ..
في حال نجاح أعمالكم وترجمتها إلي العديد من اللغات فهل ستنتظر المقابل المادي وتوافق علي عرضها في السينمات العالمية أم أنك ستتركها قاصرة على المكتبات فقط ؟
بالطبع سأسعى وراء بعض المال ولو كان زهيداً وسوف أكون على أمل عرضها في السينمات بحيث لا تُقتَصر على المكتبات فحَسب وهذا إنْ اتجهت لكتابة الروايات فكُتب التنمية من الصعب عرضها للجمهور للمشاهدة فهي تحتاج إما للإصغاء من خلال المناقشات أو المناوشات التي يقوم بها بعض رواد التنمية البشرية الذين أود أنْ أصير مثلهم ذات يوم أو القراءة المتأنية حتى تترسخ داخل الذهن ويبدأ المرء العمل بها كي تتحسن حياته ويحقق أحلامه دون أنْ يستسلم لليأس أو القنوط فتضيع حياته بلا جدوى ..
في حال سرق أحدهم جزء من أعمالك هل سترفع قضايا من أجل حقوقك الأدبية أم ستكون متسامحاً ؟
سأتخذ الإجراءات اللازمة لضمان حقوقي الفكرية ولن أترك حقي يضيع أبداً ، فمَنْ يقوم بهذا الفعل الشنيع لَهُو لص أكثر بشاعةً وإجراماً مِمَّن يسرق الأموال فتلك الأفكار لا تأتي من العدم ولكنها تحتاج لمجهود جبار وطاقة كبيرة وتَفرُّغ ربما لا يُقدِّره مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون حياتهم على السرقة والتلصص على الآخرين في محاولة ليكونوا مثلهم ولكن إذا ركز كل منا في اكتشاف مواهبه الخاصة لن نجد أحداً في حاجة لاقتراف مثل تلك الحماقات وسيصل كل شخص للمكانة التي يستحقها بالفعل دون أي مراوغة أو زيغ ..
ماذا يمثل لك العنوان الروائي ؟ هل هو عتبة موجهة لعملية القراءة ؟ وهل يمكن للرواية أن تعيش بعيداً عن السياسة ؟
العنوان هو الجاذب الأساسي وراء اقتناء أي رواية فهو ما يعبر عن مكنونها وأحداثها المتلاحقة وكذلك كلمة الغلاف فعلى الكاتب أن يُجيد اختيارهما حتى لا يضيع جهده بلا طائل ، بالتأكيد إنْ كان الأسلوب مميزاً بعيداً عن الركاكة والألفاظ البذيئة والأفكار المُكرَّرة ..
ما السر وراء عدد الأعمال التي قمت بها ؟
لا يوجد سر فكلما وجدت ذاتي بحاجة للكتابة لا أمنع نفسي أو أتوقف عن ذلك فالكتابة هي سر الحياة بالنسبة لي ، فالكاتب لا تُقاس كفاءته بعدد أعماله وإنما بالقيمة التي تحملها بين طياتها ..
كيف ترى اليوم روايتك الأولى ؟
لقد حقق كتاب ( جرعات تنفس ) النجاح الذي تمنيته ، فالحمد لله كثيراً وأتمنى أنْ يحقق الكتاب الثاني نفس القدر من النجاح ..
هل المثقف العربي عنصر فعال و مؤثر أم ألعوبة في يد مَن يملك المال ؟
المثقف العربي هو عنصر فعال بالطبع في نشر الوعي لمَنْ يرغب في الاطلاع وتثقيف ذاته ، فالرغبة هي ما تدفعه إلى الكتابة ، ولكن عنصر المال مدموج في تلك الخُطة رغماً عنه وإنْ كان يملك مالاً زهيداً فسوف يبحث عمَّن يناسبه ويتوافق مع قدراته المادية ، فكل شيء يعتمد على الماديات رغم أن العائد المادي يجب أنْ يُدَّر على الكاتب وليس العكس حتى ولو على المدى البعيد وإنْ لم يضعه في الحسبان أو يكن من أولوياته ، فالجهد الذهني أكثر إرهاقاً من أي مجهود بدني قد يؤديه أي شخص آخر ، فتلك منظومة لن يتمكن أي كاتب من تغييرها مهما كانت رسالته بعيدة عنها تماماً ..
ما أهم قضايا المرأة العربية ؟ وكيف يمكن حلها ؟
المرأة لها قضايا عدة لا يمكن حصرها ولكن أعتقد أن أهمها هو العمل والتربية فهما الأساس الذي تُبنَى عليه حياتها ، يمكن حل قضية العمل بالتراضي وكذلك الموازنة بينها وبين أسرتها بحيث لا يحدث أي خلل أو تقصير في أداء أي منهما أما التربية فهي دورها الأساسي الذي عاشت عمرها بأكمله في انتظار اللحظة التي تصبح فيها أم وتمارس تلك المهمة الشاقة التي تحتاج للصبر والجَلد وقوة التَحمُّل ، فلا توجد أي امرأة يمكنها التخلي عنها مهما أنكرت ذلك فقد عظَّمها الله بهذا الدور الذي وضعه على كاهلها فهي التي تساهم في بناء الأجيال الواحدة تلو الأخرى بلا جزع أو ملل أو تراخٍ ..
ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية و الأدبية ؟
لا يوجد عمل واحد قد أثر في ولكني أحاول القراءة في شتى المجالات كي تزداد حصيلتي اللغوية وكذلك يتوسع إدراكي ولا أحاول اتباع مسيرة أحد ، أود أنْ يكون لي طابعي الخاص الفريد الذي يؤثر في الكثيرين عقب رحيلي ..
هل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية و لماذا ؟ هل يجوز كتابة السرد بالعامية ؟ هل كتابة الحوار بالعامية تفسد الذوق العام ؟
لا أُفضِّل الكتابة بالعامية بأي حال من الأحوال فهي تُفسِد تذوقي للنص وكذلك تُقلِّل من تقييمي للكتاب أو الرواية ..
هل ما هو رائج الأن من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان العربى وأزماته وصراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاته ؟
نعم إذْ توجد الكثير من الكُتب التي تعبر عن صراع المرء مع ذاته وكذلك مع الحياة وتقلباتها من حين لآخر ، فالكاتب في تلك النوعية من الكتب يحاول التأقلم مع الحياة حتى يُجيد التعبير عمَّا يعانيه أغلب البشر وما يشغل أمرهم فهو في النهاية واحد منهم يكابد من نفس المشكلات ويحاول طرح الحلول المناسبة للخلاص من تلك الضغوط المتلاحقة التي تفتك برأس المواطنين بلا هوادة أو رحمة ، فقد تُخفِّف كلماته من وقع الأحداث على الجميع وبذلك يساهم في بث الطمأنينة في نفوسهم ويُثاب على ذلك ..
أيهما أكثر قدرة على التعبير و التواصل مع القارئ الرواية أم القصة القصيرة ، و هل أنتهى زمن القصة القصيرة ؟
أشعر بأن القصة القصيرة أكثر تعبيراً عن القارئ فهي تسرد بعض الأحداث في أسطر قليلة فلا يمل القارئ وتصل الفكرة إليه بشكل أسرع دون الحاجة للانتظار ، لا لم ينتهِ بَعْد فما زال هناك الكثير من الكتَّاب على الساحة مِمَّن يجيدون كتابة القصة القصيرة بشكل رائع وبارع أيضاً ..
هل الكتابة هدف أم وسيلة ؟ و هل الموهبة وحدها تكفى ليكون الكاتب قادراً على صياغة نص جيد ؟
الكتابة هدف ، الموهبة وحدها لا تكفي فهي بحاجة لمزيد من الاطلاع كي يُثقلها ويُزيد من حصيلته اللغوية كى يصبح أكثر قدرةً على التعبير بشكل أكثر تعمقاً وتوغلاً وكي يلحظ التَغيُّر الذي طرأ على أسلوبه فلا بد من التمهل والصبر حتى يتقن استخدام أدواته دون أنْ تضيع منه ..
ما هى أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب ؟
القدرة على التركيز ، سرعة البديهة ، التنويع والابتكار فلا يتخذ جانباً واحداً لا يحاول الخروج عنه وإنما يحاول الكتابة في جميع المجالات المتوفرة ومن ثَم يختار المجال المناسب له ..
ما هى أهم المعوقات التى يصطدم بها الكتاب الشباب ؟ ما هو تقييمك لظاهرة الأكثر مبيعاً ؟
عدم إيجاد مَنْ يأخذ بأيديهم ، يُسدي إليهم النصائح ، يشير إلى نقاط ضعفهم وقوتهم ، يمنحهم من علمه وخبرته ، وكذلك خوفهم من الفشل وسط كل الكُتَّاب الموجودين على الساحة فلا بد من توافر عنصر الثقة بالنفس حتى لا يفقد الكاتب توازنه ويختل ويسقط قبل بداية الطريق ، ظاهرة الأكثر مبيعاً هى مجرد وهم ليس أكثر ، فالكتاب يجب أنْ يُقيَّم بُناءً على معايير أخرى ليس بما يحقق أعلى مبيعات فالمحتوى المطروح هو الأهم من وجهة نظري في ظل تشابه أغلب الأفكار في الوقت الراهن وبخاصةً في الروايات أو حتى القصص القصيرة ولكن ما يُميِّز البعض عن الآخر هو أسلوب السرد ليس أكثر فلا بد من البحث عن معيار آخر للتقييم حتى لا يُظلَم أحد ..
هل يمكن إحصاء أعمالك وسرد فكرة بسيطة عنها في تلخيص بسيط ؟ لي كتابان
جرعات تنفس : وهو كتاب في التنمية الذاتية يحث على تطوير الذات ومحاولة تخطي العقبات التي تواجه المرء أثناء مسيرة حياته حتى لا يظل واقفاً عند نفس المحطة بلا حِراك وكأنه قد أُصِيب بالعجز بفعل رفضه فكرة التطور واجتياز الصعوبات التي قد يتعرض لها أي امرئ ، فهو يطرح العديد من الموضوعات أهمها العوامل التي تؤدي للنجاح ومن بينها الصبر والأمل والموهبة ، المشاعر التي تحرك المرء في حياته كالحب والخوف والحزن والعلاقات الإنسانية بأنواعها ، كيفية اتخاذ القرار والاستفادة من إرشادات الآخرين التي تمثل المصفاة التي تُوصِّلنا في النهاية للقرار الملائم لنمط حياتنا واحتياجاتنا الفعلية ، تقدير الذات ومنحها القيمة التي تستحق وينتهي بنا إلى الرضا والقناعة بما نحوز وعدم التبطر أو النظر لما يملك الآخرون حتى نشعر بالاكتفاء ونحمد الله على كل نِعمه ..
على مشارف الحلم :
يناقش موضوعات اجتماعية إذْ يبدأ بالجانب النفسي وكيف يمكن للمرء الحفاظ على حياته من السقوط في هاوية المشكلات النفسية بفعل بعض المواقف التي لم يتمكن من تخطيها والعبور منها إلى وقتنا الحالي فأودت بحياته للجحيم الذي لا يتمكن من الخلاص منه ، فلا بد أنْ يدرك المرء أن لكل مرحلة عقلية تساعده على اتخاذ القرارات التي قد يكون بعضها سليماً وقد يكون الآخر غير صائب الأهم هو القدرة على تحمُّل نتيجة تلك القرارات قبل أنْ نُعرِّض أنفسنا للإصابة بأي مرض مزمن سواء أكان نفسياً أم عضوياً ، ومن المشكلات الاجتماعية التي طرحتها خلال الكتاب هي البطالة فهي المسبب الأساسي في بقية المشكلات كالفقر وتدني مستوى المعيشة والتعليم وقد عالجت مساوئ التعليم وكيف يمكن تطويره بالقدر الذي يتناسب مع عقلية المُتلقي بحيث يتجاوب معه ويحقق النجاح الباهر ، دور وسائل التواصل الفعال وكيف يمكن الاستفادة منها وتقديم محتوى هادف بدلاً من التركيز على الجانب السلبي فقط المُقَتصر على الإسفاف والمهاترات التي يركض وراءها بعض شباب الجيل الحالي ، عمل المرأة وكيف يمكن تَقبُّل هذا الأمر الذي صار من ضروريات الحياة في المرحلة الحالية إذْ يساهم في تيسير أمور الأسرة وتوفير المال اللازم لاستقرارها وتلبية متطلباتها شريطة أنْ تلتزم المرأة بالضوابط في التعامل و الملبس وألا تتجاوز حدود الاحترام بينها وبين زملائها الرجال ، والعديد من الموضوعات الأخرى التي تمس المجتمع وتشغل عقول أغلب مَنْ يعيشون فيه ..
ما هي نواياك القادمة ؟
أحاول ترتيب أفكاري وأود أنْ يكون لي كتاب خواطر فهي الأقرب لقلبي بِحَقْ ..
ما الرسالة التي توجهها إلى أصدقاء المجال سواء أكانوا مبتدئين أو متميزين ؟
لا تيأس أو تدع كلمات الإحباط تتسرب لعقلك حتى لا تُفقِدك حماسك وشغفك تجاه حلمك ، فالحلم هو بداية طريق النجاح لأي كاتب فلا بد من التشبث به فإذا ضاع منك أو فرطت فيه ستظل تترنح ولن تتذوق طعم النجاح في حين قد يصل إليه أقلهم مهارة منك بسبب استسلامك للآخرين وعدم السعي وراء تحقيق هدفك ، فاجعل صوتك الداخلي هو الدافع الذي يحركك مهما قلت رغبتك في بعض الأوقات فهذا أمر بديهي يمر به الجميع في أي مجال كان .
❞ مهمة الأنثى الأوليَّة :
بخلاف ما يسري تلك الأيام فأنا من مُناصري التفات المرأة لدورها الرئيسي في الحياة ليس تقليلاً من أهمية دورها في العمل ولكن من أجل تكثيف التركيز وعدم الشعور بالتقصير تجاه أي منهما لأنه من الصعب على المرء تشتيت انتباهه في أكثر من أمر خاصةً إنْ كان كلاهما بحاجة لمزيد من الجهد والطاقة والصبر وقوة التَحمُّل ، لذا على كل امرأة أنْ تُحدِّد أولوياتها في بداية فترة الشباب حتى لا تضيع بين مُختَلف الأمنيات بلا قدرة على تقديم إياها على أفضل وجه ممكن ومن رأيي أن مهمة الأنثى الأوليَّة هي رعاية الصِغار والحفاظ على مملكتها التي تحاول صُنعَها بكل ما بداخلها من إرادة وعزيمة بدايةً من إيجاد ذاك الرجل الذي تستكين وتهدأ بجواره وتشعر بالأمان والذي يستحق تلك التضحيات التي سوف تقدمها فيما بَعْد ثم محاولة العناية بهؤلاء الأبناء الذين ستنجبهم بمرور الوقت ، فهذا الدور الشاق الذي يقع على عاتقها ليس بحاجة لمزيد من المسئوليات التي تضيفها إليه فهو من أصعب المهام التي قد تُفرَض على امرئ مهما بلغت قدراته فسوف يَهلك ذات يوم من كثرة التكرار وتخور قواه ويحاول الهرب منها بقدر المستطاع ، فمِن موقعي هذا أناشد بإلغاء هذا الضغط المستمر الذي صار المجتمع يفرضه على المرأة بوجوب العمل من أجل تحقيق الذات وخلافها من الأمور الوهمية التي صارت أغلب النساء تركض وراءها وقد تلجأ لإرجاء تلك الواجبات الأخرى التي تسعى أخريات من أجل الظفر بإحداها ومَنْ تفعل خلاف ذلك اُتهِمت بالفشل والتهاون في حقها ، فلا بد أنْ يتوقف المجتمع عن تلك الشعارات المُزيَّفة التي يرفعها لتحرير المرأة وإشعارها بالنجاح أو إلهائها عن دورها الأساسي الهام ، فالنجاح يمكن تحقيقه في أمور أخرى بخلاف العمل وتكون أقل إجهاداً منه بحيث يحدث التوازن بين نجاح المرأة في حياتها الشخصية وبين دورها الأساسي في تكوين أسرة وبناء مجتمع ملئ بالأبناء الصالحين الأصحاء القادرين على التأثير الفعال فيه بشكل أو بآخر وبهذا تكون قد حققت كلا الأمرين دون إتيان على أيهما وتستحق أنْ تفخر بذاتها وأنْ يُشيد المجتمع بنجاحها الساحق لقدرتها على تحقيق التوازن بين مُختَلف أمور الحياة دون سحق أهم أولويات الحياة لديها ، فِمن حق كل امرأة الشعور بكونها أنثى قبل أنْ تلهث وراء مغريات ومسميات وهمية يدَّعيها المجتمع وتتفشى بين أبنائه بين الفينة والأخرى فتُشعِرها بقلة قدرها وبأنها لم تُحقِّق شيئاً من أجل نفسها ، فمَنْ أرادت العمل فعليها ومَنْ لم تُرِد فمن حقها ممارسة حياتها كما شاءت دون أنْ تشعر بالتقصير في حق نفسها ولو للحظة تندم فيها على مجمل اختياراتها في حياتها بالكامل ...
#خلود_أيمن # مقالات #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مهمة الأنثى الأوليَّة :
بخلاف ما يسري تلك الأيام فأنا من مُناصري التفات المرأة لدورها الرئيسي في الحياة ليس تقليلاً من أهمية دورها في العمل ولكن من أجل تكثيف التركيز وعدم الشعور بالتقصير تجاه أي منهما لأنه من الصعب على المرء تشتيت انتباهه في أكثر من أمر خاصةً إنْ كان كلاهما بحاجة لمزيد من الجهد والطاقة والصبر وقوة التَحمُّل ، لذا على كل امرأة أنْ تُحدِّد أولوياتها في بداية فترة الشباب حتى لا تضيع بين مُختَلف الأمنيات بلا قدرة على تقديم إياها على أفضل وجه ممكن ومن رأيي أن مهمة الأنثى الأوليَّة هي رعاية الصِغار والحفاظ على مملكتها التي تحاول صُنعَها بكل ما بداخلها من إرادة وعزيمة بدايةً من إيجاد ذاك الرجل الذي تستكين وتهدأ بجواره وتشعر بالأمان والذي يستحق تلك التضحيات التي سوف تقدمها فيما بَعْد ثم محاولة العناية بهؤلاء الأبناء الذين ستنجبهم بمرور الوقت ، فهذا الدور الشاق الذي يقع على عاتقها ليس بحاجة لمزيد من المسئوليات التي تضيفها إليه فهو من أصعب المهام التي قد تُفرَض على امرئ مهما بلغت قدراته فسوف يَهلك ذات يوم من كثرة التكرار وتخور قواه ويحاول الهرب منها بقدر المستطاع ، فمِن موقعي هذا أناشد بإلغاء هذا الضغط المستمر الذي صار المجتمع يفرضه على المرأة بوجوب العمل من أجل تحقيق الذات وخلافها من الأمور الوهمية التي صارت أغلب النساء تركض وراءها وقد تلجأ لإرجاء تلك الواجبات الأخرى التي تسعى أخريات من أجل الظفر بإحداها ومَنْ تفعل خلاف ذلك اُتهِمت بالفشل والتهاون في حقها ، فلا بد أنْ يتوقف المجتمع عن تلك الشعارات المُزيَّفة التي يرفعها لتحرير المرأة وإشعارها بالنجاح أو إلهائها عن دورها الأساسي الهام ، فالنجاح يمكن تحقيقه في أمور أخرى بخلاف العمل وتكون أقل إجهاداً منه بحيث يحدث التوازن بين نجاح المرأة في حياتها الشخصية وبين دورها الأساسي في تكوين أسرة وبناء مجتمع ملئ بالأبناء الصالحين الأصحاء القادرين على التأثير الفعال فيه بشكل أو بآخر وبهذا تكون قد حققت كلا الأمرين دون إتيان على أيهما وتستحق أنْ تفخر بذاتها وأنْ يُشيد المجتمع بنجاحها الساحق لقدرتها على تحقيق التوازن بين مُختَلف أمور الحياة دون سحق أهم أولويات الحياة لديها ، فِمن حق كل امرأة الشعور بكونها أنثى قبل أنْ تلهث وراء مغريات ومسميات وهمية يدَّعيها المجتمع وتتفشى بين أبنائه بين الفينة والأخرى فتُشعِرها بقلة قدرها وبأنها لم تُحقِّق شيئاً من أجل نفسها ، فمَنْ أرادت العمل فعليها ومَنْ لم تُرِد فمن حقها ممارسة حياتها كما شاءت دون أنْ تشعر بالتقصير في حق نفسها ولو للحظة تندم فيها على مجمل اختياراتها في حياتها بالكامل ..
#خلود_أيمن # مقالات #KH. ❝
❞ لا ..!
لا .. لصرف عمركِ في التوافه من حبِّ للانتقام ومجادلةٍ لا خير فيها .
لا .. لتقديم المالِ وجمعه على صحتكِ وسعادتكِ ونومكِ وراحتكِ .
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس .
لا .. للانهماك في ملاذِّ النفس ، وإعطائها كلَّ ما تطلب وتشتهي .
لا .. لضياعِ الأوقات مع الفارغين ، وإنفاقِ الساعات في اللهو .
لا .. لإهمالِ الجسمِ والبيت من النظافة ، والروائح الزكية ، والنظام .
لا .. للمشروباتِ المحرَّمةِ ، والدخان والشيشة ، وكلِّ خبيث .
لا .. لتذكُّرِ مصيبةٍ مرَّت ، أو كارثةٍ سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيانِ الآخرة والعمل لها ، والغفلةِ عن تلك المشاهد .
لا .. لإهدارِ المالِ في المحرَّماتِ ، والإسرافِ في المباحاتِ، والتقصيرِ في الطاعات .. ❝ ⏤عائض القرني
❞ لا .!
لا . لصرف عمركِ في التوافه من حبِّ للانتقام ومجادلةٍ لا خير فيها .
لا . لتقديم المالِ وجمعه على صحتكِ وسعادتكِ ونومكِ وراحتكِ .
لا . لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس .
لا . للانهماك في ملاذِّ النفس ، وإعطائها كلَّ ما تطلب وتشتهي .
لا . لضياعِ الأوقات مع الفارغين ، وإنفاقِ الساعات في اللهو .
لا . لإهمالِ الجسمِ والبيت من النظافة ، والروائح الزكية ، والنظام .