█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فوجئ بمنشور انزعج منه كثيراً، كانت صورته مضاف إليها شريط أسود أعلى الصورة من جهة الشمال، نظر لصاحب المنشور، إنه مصطفى صديقه القديم.
أصابه التشاؤم، نظر إلي المكتوب فوقها، ربما حدث لبس ما على الصديق أو خطأ ما، قرأ بعناية، أكتشف عدم حدوث أى خطأ فصديقه ينعاه بالفعل، ينعى ما مات داخل منعم من قيم ورأي صادق غير ملاين أو مائع، ورؤية قويمة ونظرة ثاقبة للأمور، ينعى منعم صديقه القديم الصريح غير المنافق، الذي كان في الماضي لايسعى لإرضاء أحد ولا يخاف في الله لومة لائم.
ردد منعم في داخله وهو يعض شفته السفلى من الغيظ.
˝يا لوقاحتك يامصطفى.˝ . ❝
❞ الموت يسترق الخطى كاللص تحت جنح الليل .. ويمشي على رؤوسنا فتبيض له شعراتنا .. شعرة .. شعرة .. دون أن نحس .. لأن دبيبه و هو يمشي هو دبيب الحياة نفسها !!
إن أوراق الشجر تتساقط و لكن الشجرة تظل مائلة للعيان دائمة الخضرة دائمة الازدهار .. تظل هكذا حتى بعاصفة تخلعها من جذورها وتلقي بها في عرض الطريق ..
و حينئذ فقط يبدو منظرها قاتماً يبعث على التشاؤم .. تبدو فروعها معروفة عارية .. و جذورها نخرة .. و أوراقها مصفرة .. لقد انتهت ! .. لم تعد شجرة .. أصبحت شيئاً آخر .. أصبحت خشباً !!
و هذا ما يحدث .. حينما نشاهد الإنسان و هو يسقط جثة هامدة ..إنه يبدو شيئاً آخر و يبدو الحادث الذي حدث فجأة .. حادثاً غريباً بلا مقدمات..
لقد انتهى الإنسان كله فجأة . ❝