❞ في يونيو 1982 سافرت في رحلة طويلة إلى الولايات المتحدة.
لم تكن الرحلة بحثًا عن الذَّرَّة لكنها كانت بحثًا عن البشر والحياة في دولة عظمى تُعاملنا على طريقة «لعبة الأمم» وتَعدّ رجال مخابراتها وجنرالاتها وجواسيسها أفضل خبراء في «الزواج المثالي» بينها وبين العالم الثالث.
لكن لأن الموضوع الذي لا يحسمه الصحفي يصبح مثل شوكة في بطنه ومثل خنجر في ضلوعه ومثل زائدة دودية ملتهبة، فقد وجدت نفسي أشمشم بأنفي عمّا أريد في معهد دراسات الشرق الأوسط، ومعهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن –العاصمة- وقدمتْ لي مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الإسلام سستر كوفي، نصائح وأبحاثًا، من الإنصاف أن أذكر أنها كانت مفيدة وربما أكثر من ذلك.
وبعيدًا عن كل تعصب وطني، وقومي، أقول إن الباحثين هم الوجه العاقل في أمريكا، لكن الكارثة أنه لا أحد يسمع صوتهم إلا بعد فوات الأوان، إن لهم حرية التفكير، وللمسؤولين عن السياسة الخارجية حرية الاشمئناط وحرية ارتكاب الحماقات.
وقد تضاعف اقتناعي بذلك في لوس أنجلوس، بعد أن زرت مركز أبحاث الأمن والسلاح التابع لجامعة كاليفورنيا، وحصلت من رئيسه رومان كلوكوفيسكي، على مجموعة الأبحاث التي نشرها المركز عن الخيار النووي الإسرائيلي، وحقيقة التورط الأمريكي في برنامج القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، وطبيعة التعاون النووي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا.
وقبل أن أعود إلى القاهرة، كان في نيويورك من الأصدقاء، من وعد بموافاتي بالكتب الجديدة التي ستصدر بعد سفري، لكن يبدو أن بُعد المسافة حرَّر البعض مما التزم، على أن ما أرسله البعض الآخر غطّى وفاض.
باريس، لندن، شرم الشيخ، فيينا، واشنطن، لوس أنجلوس... مشوار طويل استغرق سنوات، ولست أحاول استعراضه من باب ابتزاز المشاعر أو من باب التأثير على القارئ كي يغفر أيَّ تقصير قد يلمسه في الكتاب.
أبدًا...
فهذا أبعد ما يكون عن تفكيري وعن تفكير أي كاتب يتصور نفسه عاقلًا، فالمهم الكتاب نفسه لا ما وراءه.
لكن أقصد من ذلك –إلى جانب المعايشة بين الكاتب والقارئ- أكثر من حقيقة:
1- أن مصادر معلوماتنا عن القضايا التي تهمنا لا تتوافر –للأسف- إلا خارج الحدود دائمًا، ومن ثَمَّ فإننا آخر من يعلم.
2- أن جهد الحصول على المعلومات من الخارج يتضاءل –مهما كان- أمام جهد تنقيتها من شوائب مغرضة، مقصود أن تصل إلينا –على هذا النحو- لتعلق بأذهاننا ولا تتركها.
3- أن الذين يعرفون الحقيقة في بلادنا، يسيطر عليهم هاجس السرَّية مع أن المطلوب منهم تصحيح أو تأكيد أو نفي ما يُنشر عنَّا ويباع في المكتبات، وأكشاك التبغ والصحف، وعلى أرصفة العواصم الغربية.
4- أن خوفًا ما من عقاب غير معروف يشعر به أي شخص، ولو كان عاديًّا، تذهب إليه لتسأله في أي شيء، ولو كان بسيطًا، عن حياة إنسان آخر.
وقد واجهني هذا الخَرَس الممزوج بالقلق وأنا أسأل زملاء وتلاميذ الدكتور المشد –في قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية- عنه وعن عمله وعن حياته، فقد أحسوا بأنهم على حافة بحر بلا قرار تسبح فيه أسماك القرش، والذين تجرؤوا منهم وقَبِلوا الكلام تحدثوا –في أفضل الأحوال- بنصف لسان وفتحوا عبارات لم يكملوها مع أنهم أساتذة وعلماء ويعرفون أنه لا حقيقة من دون لسان قوي سليم النطق.
ومن ثَمَّ لم أصدق أن تقبل زوجة الدكتور المشد استقبالي والحديث معي بصراحة قالت من خلالها كل ما عندها.
إنها سيدة شجاعة بطبعها كما أنها –بعد مصرع زوجها- لم تعد تخشى إلا الله وضميرها، وقد تعجبتْ من حماسي للكتابة عن رجل قُتل في مدينة صاخبة لم يتذكره الناس في بلاده، وقالت وهي تجاهد في حبس دموعها «الليل له آخر».
كان ذلك في الإسكندرية، آخر مدينة سافرت إليها بحثًا عن التفاصيل في الشتاء الماضي، وقد وجدت نفسي أمام بحرها الأبعد بكثير من مرمى البصر والأمواج تتلاطم على سطحه، وفي رأسي: لماذا جريت طويلًا وراء هذه القضية؟ هل الدافع خبطة صحفية أصوغها بدماء الضحية؟ هل هو الغيظ الدفين من عدو يصرّ على إذلالنا، وكل ما نفعله هو أن نداري شحوبنا بالمكياج وأضواء الكاميرات، وعناوين الصحف الكاذبة؟ هل قضية اغتيال المشد هي المدخل لقضية أكبر وأخطر؛ قضية اغتيالنا جميعًا بقنبلة إسرائيل النووية؟
تكسّرت أمواج البحر ولم تنكسر أمواج الحيرة في رأسي.
في الإسكندرية أيضًا وعلى بُعد أمتار من شاطئ «العجمي» مددت أكثر من جسر للحوار مع رجل جريء يوصف بالأب الروحي لعلماء الذَّرَّة في عالمنا العربي وكان على علاقة علمية وعائلية بالدكتور يحيى المشد، هو الدكتور عصمت زين الدين.
كانت الشمس قد استدارت وتحولت إلى قرص أحمر يمسّ زُرقة البحر وتستعد للنوم في أحضانه، وعلى الرمال بقايا ثرثرة ومرح ومشاعر ساخنة تركها أصحابها ولم يسع للتخلص منها عمال الشاطئ.
لكن هذا المشهد الناعم سرعان ما أصبح خلف ظهري وأنا أضع كل اهتمامي في خدمة الدكتور زين الدين وهو يمزج ما بين الغضب والأرقام وما بين السياسة والذَّرَّة، ولم يقطع تدفقه سوى حرصه على تأدية صلاة المغرب.
وقد ذهبت إليه لأنني أعرف أنه كان أستاذ الدكتور المشد، ومؤسس قسم الهندسة النووية، وأنه كان من القلائل الذين كلّفهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بوضع برنامج طَموح للسلاح النووي مع أنه كان معارضًا للحكم منذ سنة 1968 ولا يزال.
وبعد أن تشبعت وقبل أن أنصرف ألقيتُ نظرة خاطفة على البحر فأحسست بالانقباض، فقد تحول من الفيروز إلى ثياب الرهبان وراحت أمواجه تتكسر على الشاطئ الناعم في لحن جنائزي حزين مخيف، فكان أن سارعت بالبحث عمّا تبقى من التفاصيل.
وقد كنت أجمع هذه التفاصيل كأنها فراشات نادرة حرفًا حرفًا، كلمةً كلمةً، جملةً جملةً، وحاولت قدر استطاعتي دعمها بالصور أحيانًا وبالوثائق أحيانًا أخرى ونسبتها إلى مصادرها دائمًا، وليس من الصعب –بعد ما فات- تحديد نوعية هذه المصادر.
ولا شك في أن هذه المصادر أتاحت لي كميات هائلة من المعلومات، كان من السهل فرزها وتبويبها في ثلاثة اتجاهات، يستقل كل منها بذاته، لكنه يتلامس ويتقاطع ويتداخل مع غيره في النهاية.
اتجاه أول: يقودنا إلى حياة بطل الكتاب الدكتور يحيى المشد؛ طفولته، دراساته، أبحاثه، أسرته، أهميته، أيامه وساعاته الأخيرة ونهايته، كيف ولماذا قُتل؟ مَن قتله؟ والأدلة الجنائية والسياسية على ذلك!
اتجاه ثانٍ: يلقي بنا في طريق القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، مَن تحمس لها ودافع عنها؟ مَن صمَّمَها وكان وراءها؟ كيف صُنعت بعيدًا عن عيون العالم؟ ولماذا؟ وكم عدد الموجود منها الآن في «قبو» أو «بدروم» المؤسسة العسكرية الإسرائيلية؟
اتجاه ثالث: يفرض علينا الخوض في مستنقعات المحظور والسير في طريق وعر، طريق البرامج النووية العربية كيف كانت؟ كيف ستصبح؟ هل هي ضرورية؟ لماذا لا تتقدم؟ وما المؤامرات التي فجّرتها؟ ومَن الضحايا الذين استُشهدوا في سبيلها؟
لقد كان حادث اغتيال المشد مثل حجر أُلقي في بحر ساكن راكد ما إن اخترق المياه حتى راحت الدوائر تتسع وتتسع وتتسع.
ومع أن فرز المعلومات الخاصة بكل اتجاه كان يسيرًا لا مشكلات فيه فإن تشابكها كان زمرًا لا مفر منه عند صياغة الكتاب.
فلا يمكن فصل حادث المشد عن حادث المفاعل العراقي.
ولا يمكن فصل حادث المفاعل العراقي عن حوادث الرسائل الملغومة التي أرسلتها المخابرات الإسرائيلية للعلماء الألمان في مصر في الستينيات.
ولا يمكن فصل تلك الحوادث عن إصرار إسرائيل على أن تكون القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
إنها خيوط غزل مختلفة الألوان لكنها تدخل في نسيج واحد.
لذلك...
سيلحظ القارئ أن فصول الكتاب تعكس هذا النسيج من خلال أسلوب، يُعرف في عالم السينما بالقطع المتوازي، وهو أشبه بقضبان السكة الحديدية، لا تلتقي إلا لتفترق ولا تفترق إلا لتلتقي مع أنها تبدو متوازية متباعدة أحيانًا.
وقد ترددت كثيرًا في استخدام هذا الأسلوب الذي يؤخِّر تواصل الحدث قليلًا ويفتح بابًا قبل أن يسدَّ آخر.
وسرُّ ترددي، كان الخوف من عدم تقبله ربما لأنه غير معتاد في الكتب السياسية ومن النادر اللجوء إليه في الروايات الأدبية.
لكنني حسمت ترددي، وفضلت استعماله مستندًا على ظهر صلب هو فطنة القارئ وتقبله للجديد دائمًا.
وبعد أن انتهيت من الكتابة على هذا النحو سعيت إلى اختبار التجربة بنشر الكتاب على حلقات في مجلة «روزاليوسف» القاهرية وصحيفة «الأنباء» الكويتية خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، وأحمد الله على أن ظني لم يخب.
أيضًا، تراوح رد الفعل بين الحماس لإنصاف عالِمٍ لم يمشِ سوى أسرته في جنازته، والتأييد لكل من يمسح التراب عن الذاكرة القومية ولا يكفّ عن ترديد أن إسرائيل لا تزال عدوًّا وأنها لن تقبلنا على سطح الحياة في الشرق الأوسط إلا راكعين أذلّاء ضعفاء ومتخلفين.
لقد انقلبت الآية تمامًا.
كانت إسرائيل تحلم بالوجود، ثم أصبحت تتمنى أن تحظى بالاعتراف، ثم ها هي ذي تحدِّد من يكون ومن لا يكون.
وما أسعدني أكثر أن الأجيال الصغيرة الشابة هي التي كانت الأسرع والأشد فهمًا لذلك.
وقد فرحوا بأن تنجب مصر نجومًا في العلم أيضًا، لا في الفن فقط، وفرحت مثلهم لأن الناس تعاملت مع ما كتبت، وما نشرتُ عن د.المشد، معاملة نجوم السينما والكرة واستعراضات التليفزيون، وقد تعمدتُ ذلك، فالصور التي حصلت عليها من أسرته وأصدقائه، أفرطت في نشرها: صوره في مراحل العمل المختلفة من الطفولة إلى الجامعة، ومن أيام البعثة في موسكو، إلى أيام العمل في المفاعلات النووية، ومن زمن الشباب إلى زمن الأسرة، وبعض الصور كان جادًّا في مؤتمرات الذَّرَّة الدولية في هيئة الطاقة النووية بأنشاص، وفي زيارات عمل للندن وأوسلو، والبعض الآخر كان نادرًا، في النيل يمارس رياضة التجديف، وفي غابات موسكو يلعب الكرة، وفي المطاعم يأكل مع زوجته.
ولو كان الهدف إنصاف عالم عبقري أعطى لوطنه الأصغر ولوطنه الأكبر أكثر مما أخذ، فقد نجح الكتاب.
فقبل نشر أجزاء منه في الصحافة كان الدكتور المشد غير معروف إلا لجيرانه وتلاميذه وزملائه والمهتمين بالذَّرَّة، وبعض المثقفين من مختلف التخصصات، وكان ذكر اسمه يقترن دائمًا –من باب التعريف الإجباري- بعبارة «عالم الذَّرَّة المصري الذي قُتل في باريس»، فموته –على هذا النحو- كان عنصر شهرته الوحيد.
وأحمد الله أن اسمه الآن يُذكر دون إضافة أو تعريف، يكفي الآن أن نقول د.يحيى المشد أو د.المشد.
ولو كان الهدف التحذير من ضياع علماء مصر والتخلص منهم بواسطة أجهزة المخابرات السرية -المعادية، فأحسب أن هذا الهدف قد تحقق هو الآخر.
فقبل أن تُنهي «روزاليوسف» الأجزاء التي اتفقت عليها، وقع حادث عالم الإلكترونيات سعيد السيد بدير (ابن الفنان والسيناريست السيد بدير من أولى زوجاته) في حي كامب شيزار بالإسكندرية نحو الساعة السابعة من مساء الخميس 13 يوليو 1989 وكان ذلك اليوم أول أيام عيد الأضحى.
قيل إنه انتحر، ونفت زوجته وأصرّت على أنه قُتل، وكان أن سعت اجتهادات صحفية متنوعة للتدليل على أن «الموساد» تخلص منه.
وكان أن كثر الحديث عن اغتيال العلماء بدايةً من سميرة موسى ونهايةً بسعيد بدير، وفي تلك الرحلة كان اسم المشد حاضرًا بارزًا.
كذلك، فإن ما نُشر كان أشبه بشِبَاك الصيد، فقد طرق بابي مَن أضاف الكثير من المعلومات والوثائق.
كما أن الذين سبق وتكلموا أحسوا بمزيد من الثقة فكان أن أباحوا بما أخفوه من قبل.
ولأن الشكر واجب فأنا مدين به لعدد كبير من البشر لولاهم ما كان هذا الكتاب، ومنهم أخص السيدة زنوبة علي الخشخاني زوجة الدكتور يحيى المشد، والدكتور عصمت زين الدين، والصحفي الأمريكي ستيفن جرين، والدكتور عبد المنعم سعيد الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة «الأهرام»، والصحفية الفلسطينية أسماد الأفغاني، والأستاذ المترجم صبحي مشرقي، والدكتور رومان كلوكوفيسكي، والبروفيسور سيجفريد آرنيه كلود، رئيس وكالة الطاقة الذَّرية الأسبق.. ❝ ⏤عادل حمودة
❞ في يونيو 1982 سافرت في رحلة طويلة إلى الولايات المتحدة.
لم تكن الرحلة بحثًا عن الذَّرَّة لكنها كانت بحثًا عن البشر والحياة في دولة عظمى تُعاملنا على طريقة «لعبة الأمم» وتَعدّ رجال مخابراتها وجنرالاتها وجواسيسها أفضل خبراء في «الزواج المثالي» بينها وبين العالم الثالث.
لكن لأن الموضوع الذي لا يحسمه الصحفي يصبح مثل شوكة في بطنه ومثل خنجر في ضلوعه ومثل زائدة دودية ملتهبة، فقد وجدت نفسي أشمشم بأنفي عمّا أريد في معهد دراسات الشرق الأوسط، ومعهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن –العاصمة- وقدمتْ لي مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الإسلام سستر كوفي، نصائح وأبحاثًا، من الإنصاف أن أذكر أنها كانت مفيدة وربما أكثر من ذلك.
وبعيدًا عن كل تعصب وطني، وقومي، أقول إن الباحثين هم الوجه العاقل في أمريكا، لكن الكارثة أنه لا أحد يسمع صوتهم إلا بعد فوات الأوان، إن لهم حرية التفكير، وللمسؤولين عن السياسة الخارجية حرية الاشمئناط وحرية ارتكاب الحماقات.
وقد تضاعف اقتناعي بذلك في لوس أنجلوس، بعد أن زرت مركز أبحاث الأمن والسلاح التابع لجامعة كاليفورنيا، وحصلت من رئيسه رومان كلوكوفيسكي، على مجموعة الأبحاث التي نشرها المركز عن الخيار النووي الإسرائيلي، وحقيقة التورط الأمريكي في برنامج القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، وطبيعة التعاون النووي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا.
وقبل أن أعود إلى القاهرة، كان في نيويورك من الأصدقاء، من وعد بموافاتي بالكتب الجديدة التي ستصدر بعد سفري، لكن يبدو أن بُعد المسافة حرَّر البعض مما التزم، على أن ما أرسله البعض الآخر غطّى وفاض.
باريس، لندن، شرم الشيخ، فيينا، واشنطن، لوس أنجلوس.. مشوار طويل استغرق سنوات، ولست أحاول استعراضه من باب ابتزاز المشاعر أو من باب التأثير على القارئ كي يغفر أيَّ تقصير قد يلمسه في الكتاب.
أبدًا..
فهذا أبعد ما يكون عن تفكيري وعن تفكير أي كاتب يتصور نفسه عاقلًا، فالمهم الكتاب نفسه لا ما وراءه.
لكن أقصد من ذلك –إلى جانب المعايشة بين الكاتب والقارئ- أكثر من حقيقة:
1- أن مصادر معلوماتنا عن القضايا التي تهمنا لا تتوافر –للأسف- إلا خارج الحدود دائمًا، ومن ثَمَّ فإننا آخر من يعلم.
2- أن جهد الحصول على المعلومات من الخارج يتضاءل –مهما كان- أمام جهد تنقيتها من شوائب مغرضة، مقصود أن تصل إلينا –على هذا النحو- لتعلق بأذهاننا ولا تتركها.
3- أن الذين يعرفون الحقيقة في بلادنا، يسيطر عليهم هاجس السرَّية مع أن المطلوب منهم تصحيح أو تأكيد أو نفي ما يُنشر عنَّا ويباع في المكتبات، وأكشاك التبغ والصحف، وعلى أرصفة العواصم الغربية.
4- أن خوفًا ما من عقاب غير معروف يشعر به أي شخص، ولو كان عاديًّا، تذهب إليه لتسأله في أي شيء، ولو كان بسيطًا، عن حياة إنسان آخر.
وقد واجهني هذا الخَرَس الممزوج بالقلق وأنا أسأل زملاء وتلاميذ الدكتور المشد –في قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية- عنه وعن عمله وعن حياته، فقد أحسوا بأنهم على حافة بحر بلا قرار تسبح فيه أسماك القرش، والذين تجرؤوا منهم وقَبِلوا الكلام تحدثوا –في أفضل الأحوال- بنصف لسان وفتحوا عبارات لم يكملوها مع أنهم أساتذة وعلماء ويعرفون أنه لا حقيقة من دون لسان قوي سليم النطق.
ومن ثَمَّ لم أصدق أن تقبل زوجة الدكتور المشد استقبالي والحديث معي بصراحة قالت من خلالها كل ما عندها.
إنها سيدة شجاعة بطبعها كما أنها –بعد مصرع زوجها- لم تعد تخشى إلا الله وضميرها، وقد تعجبتْ من حماسي للكتابة عن رجل قُتل في مدينة صاخبة لم يتذكره الناس في بلاده، وقالت وهي تجاهد في حبس دموعها «الليل له آخر».
كان ذلك في الإسكندرية، آخر مدينة سافرت إليها بحثًا عن التفاصيل في الشتاء الماضي، وقد وجدت نفسي أمام بحرها الأبعد بكثير من مرمى البصر والأمواج تتلاطم على سطحه، وفي رأسي: لماذا جريت طويلًا وراء هذه القضية؟ هل الدافع خبطة صحفية أصوغها بدماء الضحية؟ هل هو الغيظ الدفين من عدو يصرّ على إذلالنا، وكل ما نفعله هو أن نداري شحوبنا بالمكياج وأضواء الكاميرات، وعناوين الصحف الكاذبة؟ هل قضية اغتيال المشد هي المدخل لقضية أكبر وأخطر؛ قضية اغتيالنا جميعًا بقنبلة إسرائيل النووية؟
تكسّرت أمواج البحر ولم تنكسر أمواج الحيرة في رأسي.
في الإسكندرية أيضًا وعلى بُعد أمتار من شاطئ «العجمي» مددت أكثر من جسر للحوار مع رجل جريء يوصف بالأب الروحي لعلماء الذَّرَّة في عالمنا العربي وكان على علاقة علمية وعائلية بالدكتور يحيى المشد، هو الدكتور عصمت زين الدين.
كانت الشمس قد استدارت وتحولت إلى قرص أحمر يمسّ زُرقة البحر وتستعد للنوم في أحضانه، وعلى الرمال بقايا ثرثرة ومرح ومشاعر ساخنة تركها أصحابها ولم يسع للتخلص منها عمال الشاطئ.
لكن هذا المشهد الناعم سرعان ما أصبح خلف ظهري وأنا أضع كل اهتمامي في خدمة الدكتور زين الدين وهو يمزج ما بين الغضب والأرقام وما بين السياسة والذَّرَّة، ولم يقطع تدفقه سوى حرصه على تأدية صلاة المغرب.
وقد ذهبت إليه لأنني أعرف أنه كان أستاذ الدكتور المشد، ومؤسس قسم الهندسة النووية، وأنه كان من القلائل الذين كلّفهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بوضع برنامج طَموح للسلاح النووي مع أنه كان معارضًا للحكم منذ سنة 1968 ولا يزال.
وبعد أن تشبعت وقبل أن أنصرف ألقيتُ نظرة خاطفة على البحر فأحسست بالانقباض، فقد تحول من الفيروز إلى ثياب الرهبان وراحت أمواجه تتكسر على الشاطئ الناعم في لحن جنائزي حزين مخيف، فكان أن سارعت بالبحث عمّا تبقى من التفاصيل.
وقد كنت أجمع هذه التفاصيل كأنها فراشات نادرة حرفًا حرفًا، كلمةً كلمةً، جملةً جملةً، وحاولت قدر استطاعتي دعمها بالصور أحيانًا وبالوثائق أحيانًا أخرى ونسبتها إلى مصادرها دائمًا، وليس من الصعب –بعد ما فات- تحديد نوعية هذه المصادر.
ولا شك في أن هذه المصادر أتاحت لي كميات هائلة من المعلومات، كان من السهل فرزها وتبويبها في ثلاثة اتجاهات، يستقل كل منها بذاته، لكنه يتلامس ويتقاطع ويتداخل مع غيره في النهاية.
اتجاه أول: يقودنا إلى حياة بطل الكتاب الدكتور يحيى المشد؛ طفولته، دراساته، أبحاثه، أسرته، أهميته، أيامه وساعاته الأخيرة ونهايته، كيف ولماذا قُتل؟ مَن قتله؟ والأدلة الجنائية والسياسية على ذلك!
اتجاه ثانٍ: يلقي بنا في طريق القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، مَن تحمس لها ودافع عنها؟ مَن صمَّمَها وكان وراءها؟ كيف صُنعت بعيدًا عن عيون العالم؟ ولماذا؟ وكم عدد الموجود منها الآن في «قبو» أو «بدروم» المؤسسة العسكرية الإسرائيلية؟
اتجاه ثالث: يفرض علينا الخوض في مستنقعات المحظور والسير في طريق وعر، طريق البرامج النووية العربية كيف كانت؟ كيف ستصبح؟ هل هي ضرورية؟ لماذا لا تتقدم؟ وما المؤامرات التي فجّرتها؟ ومَن الضحايا الذين استُشهدوا في سبيلها؟
لقد كان حادث اغتيال المشد مثل حجر أُلقي في بحر ساكن راكد ما إن اخترق المياه حتى راحت الدوائر تتسع وتتسع وتتسع.
ومع أن فرز المعلومات الخاصة بكل اتجاه كان يسيرًا لا مشكلات فيه فإن تشابكها كان زمرًا لا مفر منه عند صياغة الكتاب.
فلا يمكن فصل حادث المشد عن حادث المفاعل العراقي.
ولا يمكن فصل حادث المفاعل العراقي عن حوادث الرسائل الملغومة التي أرسلتها المخابرات الإسرائيلية للعلماء الألمان في مصر في الستينيات.
ولا يمكن فصل تلك الحوادث عن إصرار إسرائيل على أن تكون القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
إنها خيوط غزل مختلفة الألوان لكنها تدخل في نسيج واحد.
لذلك..
سيلحظ القارئ أن فصول الكتاب تعكس هذا النسيج من خلال أسلوب، يُعرف في عالم السينما بالقطع المتوازي، وهو أشبه بقضبان السكة الحديدية، لا تلتقي إلا لتفترق ولا تفترق إلا لتلتقي مع أنها تبدو متوازية متباعدة أحيانًا.
وقد ترددت كثيرًا في استخدام هذا الأسلوب الذي يؤخِّر تواصل الحدث قليلًا ويفتح بابًا قبل أن يسدَّ آخر.
وسرُّ ترددي، كان الخوف من عدم تقبله ربما لأنه غير معتاد في الكتب السياسية ومن النادر اللجوء إليه في الروايات الأدبية.
لكنني حسمت ترددي، وفضلت استعماله مستندًا على ظهر صلب هو فطنة القارئ وتقبله للجديد دائمًا.
وبعد أن انتهيت من الكتابة على هذا النحو سعيت إلى اختبار التجربة بنشر الكتاب على حلقات في مجلة «روزاليوسف» القاهرية وصحيفة «الأنباء» الكويتية خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، وأحمد الله على أن ظني لم يخب.
أيضًا، تراوح رد الفعل بين الحماس لإنصاف عالِمٍ لم يمشِ سوى أسرته في جنازته، والتأييد لكل من يمسح التراب عن الذاكرة القومية ولا يكفّ عن ترديد أن إسرائيل لا تزال عدوًّا وأنها لن تقبلنا على سطح الحياة في الشرق الأوسط إلا راكعين أذلّاء ضعفاء ومتخلفين.
لقد انقلبت الآية تمامًا.
كانت إسرائيل تحلم بالوجود، ثم أصبحت تتمنى أن تحظى بالاعتراف، ثم ها هي ذي تحدِّد من يكون ومن لا يكون.
وما أسعدني أكثر أن الأجيال الصغيرة الشابة هي التي كانت الأسرع والأشد فهمًا لذلك.
وقد فرحوا بأن تنجب مصر نجومًا في العلم أيضًا، لا في الفن فقط، وفرحت مثلهم لأن الناس تعاملت مع ما كتبت، وما نشرتُ عن د.المشد، معاملة نجوم السينما والكرة واستعراضات التليفزيون، وقد تعمدتُ ذلك، فالصور التي حصلت عليها من أسرته وأصدقائه، أفرطت في نشرها: صوره في مراحل العمل المختلفة من الطفولة إلى الجامعة، ومن أيام البعثة في موسكو، إلى أيام العمل في المفاعلات النووية، ومن زمن الشباب إلى زمن الأسرة، وبعض الصور كان جادًّا في مؤتمرات الذَّرَّة الدولية في هيئة الطاقة النووية بأنشاص، وفي زيارات عمل للندن وأوسلو، والبعض الآخر كان نادرًا، في النيل يمارس رياضة التجديف، وفي غابات موسكو يلعب الكرة، وفي المطاعم يأكل مع زوجته.
ولو كان الهدف إنصاف عالم عبقري أعطى لوطنه الأصغر ولوطنه الأكبر أكثر مما أخذ، فقد نجح الكتاب.
فقبل نشر أجزاء منه في الصحافة كان الدكتور المشد غير معروف إلا لجيرانه وتلاميذه وزملائه والمهتمين بالذَّرَّة، وبعض المثقفين من مختلف التخصصات، وكان ذكر اسمه يقترن دائمًا –من باب التعريف الإجباري- بعبارة «عالم الذَّرَّة المصري الذي قُتل في باريس»، فموته –على هذا النحو- كان عنصر شهرته الوحيد.
وأحمد الله أن اسمه الآن يُذكر دون إضافة أو تعريف، يكفي الآن أن نقول د.يحيى المشد أو د.المشد.
ولو كان الهدف التحذير من ضياع علماء مصر والتخلص منهم بواسطة أجهزة المخابرات السرية -المعادية، فأحسب أن هذا الهدف قد تحقق هو الآخر.
فقبل أن تُنهي «روزاليوسف» الأجزاء التي اتفقت عليها، وقع حادث عالم الإلكترونيات سعيد السيد بدير (ابن الفنان والسيناريست السيد بدير من أولى زوجاته) في حي كامب شيزار بالإسكندرية نحو الساعة السابعة من مساء الخميس 13 يوليو 1989 وكان ذلك اليوم أول أيام عيد الأضحى.
قيل إنه انتحر، ونفت زوجته وأصرّت على أنه قُتل، وكان أن سعت اجتهادات صحفية متنوعة للتدليل على أن «الموساد» تخلص منه.
وكان أن كثر الحديث عن اغتيال العلماء بدايةً من سميرة موسى ونهايةً بسعيد بدير، وفي تلك الرحلة كان اسم المشد حاضرًا بارزًا.
كذلك، فإن ما نُشر كان أشبه بشِبَاك الصيد، فقد طرق بابي مَن أضاف الكثير من المعلومات والوثائق.
كما أن الذين سبق وتكلموا أحسوا بمزيد من الثقة فكان أن أباحوا بما أخفوه من قبل.
ولأن الشكر واجب فأنا مدين به لعدد كبير من البشر لولاهم ما كان هذا الكتاب، ومنهم أخص السيدة زنوبة علي الخشخاني زوجة الدكتور يحيى المشد، والدكتور عصمت زين الدين، والصحفي الأمريكي ستيفن جرين، والدكتور عبد المنعم سعيد الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة «الأهرام»، والصحفية الفلسطينية أسماد الأفغاني، والأستاذ المترجم صبحي مشرقي، والدكتور رومان كلوكوفيسكي، والبروفيسور سيجفريد آرنيه كلود، رئيس وكالة الطاقة الذَّرية الأسبق. ❝
❞ الثمار النكدة لدعوة
حسن البنا العفنة
بقلم د محمد عمر
أيها الإخوة الأحباب
جاهل من يتصور أن هذه الجمعية السياسية (جمعية الشبان المسلمين ) التي أسسها حسن البنا الساعاتي عام 1928 والذي أجمع حكماء زمانه أنه كان ماسونيا تحت رعاية كاملة من المندوب السامي البريطاني ومباركة كاملة من الحكومة الإنجليزية التي دعمت الجمعية بمبلغ 500 جنيه كما اعترف هو بنفسه بل وتنسيق كامل مع الحكومة الألمانية أنه أسس جمعية دينية بغيتها الإصلاح الديني.
فمن الذي خدعكم بأنه رجل دين ؟ وهل كان الإنجليز والألمان حريصين علي الإصلاح الديني في مصر ؟
وما علاقة هذا الرجل الذي تخرج في كلية دار العلوم وعين مدرسا للخط العربي وليس له من ميراث الدعوة إلا ( سلسلة الرسائل ومذكرات الدعوة والداعية ) بل وكان عمره 24 عاما يوم أن أسس هذه الجماعة فمن أين له هذه العصبية حتي يصل إلي هذه الشهرة إلا بدعم الدول الغربية ؟
بل ومن العجيب أن هذا الرجل كان يلقب بالإمام فبأي شئ نال منزلة الإمامة التي كان يلقب بها ؟
ثم لما قتل أو مات في عام 1948 إنما أجمع أصحابه علي أنه الإمام الشهيد فمن قال لكم أيها الجهلاء بأن الرجل مات شهيدا ؟
من شهد له بالإمامة ومن أعطاه منزلة الشهادة ؟
أيها السادة
تعالو بنا نتدبر هذه الآية من سورة الأعراف التي تبين لنا أن المنتج الطبيعي للأرض الطيبة إنما هي الثمار الطيبة وأن المنتج الطبيعي للأرض الخبيثة إنما هي الثمار الخبيثة قال تعالي ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الاعراف
وكما جاءت في نصوص الكتابيين علي لسان المسيح عليه السلام وهو يصف دعاة الشر أهل الخبث فقال ( مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا ؟\" (مت 7: 16).
فتعالو بنا نتعرف علي نتاج هذه الدعوة التي دعي بها حسن البنا الماسوني الذي أسس هذه الشجرة الخبيثة التي ظننا أنها أنبتت شجرة الإخوان المتأسلمين فقط ولم نكن مدركين لحقيقة هذه الشجرة الخبيثة التي ما أثمرت إلا كل خبيث .
وأن جماعة الإخوان المتأسلمين هم إحدي هذه الثمار فهناك العديد من الثمار الخبيثة الأخري التي أثمرتها هذه الدعوة النتنة التي سوف نعرض لها بشئ من التفصيل.
ونحن لا نستغرب من ثمار هذه الدعوة إذ أن شجرتها ليس لها أي مقومات لإنتاج الثمر الطيب فمؤسسها كان يفخر بأنه صوفي قبوري علي الطريقة الحصافية الشاذولية حيث يقول في سلسلة رسائله التي ما أشبهها برسائل بولس الرسول أنه كان يشد الرحال هو وجماعته في كل يوم جمعة إلي قبر الشيخ الحصافي الشاذولي بدمنهور بعد صلاة فجر يوم الجمعة ويعودون بعد صلاة العشاء حيث يمكثون عند قبر الحصافي الشاذولي ولا ندري هل قال النبي صلي الله عليه وسلم ( لاتشد الرحال إلا لأربع أماكن وذكر منهم قبر الشيخ الحصافي أم ماذا يريد منا هذا الرجل ؟
هل هي دعوة صريحة إلي شد الرحال للمقبورين ودعائهم وندائهم و الاستعانة بهم والاستعاذة بهم وتلمس البركات ؟ أم ماذا يريد الرجل من جماعته ؟
فأولي تعاليم الرجل هي الدعوة للتعلق بالقبور والمقبورين وهو يجاهر بهذا كأنها من مناقبه وقد عبر عنها بكل صراحة ووضوح في مجموعة رسائله التي كانت سببا في ضلال كل من تأثر بمنهجه الخبيث.
وثاني هذه التعاليم هي الدعوة للتقريب بين أهل السنة الذي زعم كذبا أنه منهم وبين الشيعة الذين سبو الصحابة وطعنوا في شرف أم المؤمنين عائشة وادعو نقص القرآن الكريم بل زعموا أن هناك مصحف غير ما بين يدي أهل السنة وقالو عنه مصحف فاطمة وهو مخفي مع الإمام المختفي في سرداب سامورا بالعراق .
وقد كان الرجل من دعاة التقريب متأثرا بضلالات أبو الأعلى المودودي وجمال الدين الأفغاني فهل مثل هذه الدعاوي تثمر الثمر الطيب؟ أم أن نتاج التقريب هو هذا المسخ مما شاهدناه بأم أعيننا من هذا الرئيس الإخواني الذي كان أول من استضافه من رؤساء الدول هو استضافة أحمدي نجاد الرئيس الإيراني في بلدنا التي كانت تقاطع هذه الدولة الشيعية منذ طرد شاه إيران الذي استقبله الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمه الله في مصرنا الحبيبة .
فإنها والله عمي البصيرة التي جعلت حسن البنا يجاهر برغبته الملحة في التقريب بين بلادنا السنية وبين هذا الكيان الشيعي البغيض .
وثالث هذه الدعاوي التي دعي لها حسن البنا إنما هي دعوة تكفير بلاد المسلمين والخروج علي الحكام باعتبارهم كفار وجب القضاء عليهم لإقامة الدين.
فقد سطر في أول رسائله أن الناس منهم ويعني من جماعته علي أربعة أوجه
إما محب لجماعته
وإما نفعي
وإما متردد
وإما كافر
وهذا يجعل كل من يقف في وجه جماعته يكون كافر يجب قتاله لأنه يعارض الإسلام علي حد ما سطر الرجل .
من أجل ذلك جند دعاة السوء ومشايخ المعرة الذين لا هم لهم إلا تكفير رؤساء وقيادات الجيش والشرطة والقضاء وعامة الشعب الذين لا يرون في حسن البنا انه رسول آخر الزمان وأن جماعته هم الصحابة الكرام فياللعجب
وأما عن رابع هذه الدعاوي فهي إعلان راية الجهاد ليس جهاد الدفع لمحاربة المعتدين علي حرمة بلادنا بلاد الإسلام ولا حتي جهاد الطلب الذي وجب عليهم أن يجاهدوه ضد طواغيت الكفار في بلاد الكفر إنما جهاده ضد جيشنا وشرطتنا ومؤسساتنا وهم مخادعون كذبة يطلقون علي الشرطة وصف الطواغيت وعلي الجيش وصف الزبانية وعلي عوام الناس وصف أتباع الطواغيت أو كما كانوا يقولون أنهم جنود فرعون
من أجل ذلك راحوا يجندود الشباب في الجهاد ضد حكامنا وجيشنا وشرطتنا وشعبنا باعتباره عصر الجاهلية وهم الصحابة وبينهم رسول الله حسن البنا الماسوني بل راحو يعلمون الشباب فكر الأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات وتفجيرها وسط التجمعات وأمام المنشآت لقتل الناس وترويع الآمنين لاعتقادهم أنهم كفار وأن جماعة الإخوان وحدها هم أهل الإسلام.
وأما خامس هذه الضلالات التي أصل لها حسن البنا الماسوني
إنما هو مذهب ميكافيلي الذي يقضي بأن الضرورات تبيح المحظورات والذي يبيح لهم التعاون مع الشيطان من أجل خدمة مصالح الجماعة.
هذا المذهب الذي يعتمد علي التقية وهي الكذب والخديعة وإظهار غير ما تبطن لنصرة الجماعة وهذا الذي صور لحسن البنا أن يتعاون مع الإنجليز والألمان وبرر لأعضاء الجماعة التعاون مع الأمريكان ضد حكومات بلادهم لنصرة الجماعة وهذا قمة الخبث التي أصل لها حسن البنا
وأما سادس هذه الضلالات هو الانفتاح علي العلمانية الغربية التي شعارها قبول الديمقراطية وترويجها للناس علي أنها الشوري التي كان عليها النبي والصحابة وتبرير دخول الانتخابات والصراع علي السلطة حتي وإن وصل الأمر إلي القتل والترويع وكذلك نشر مبادي العدالة الاجتماعية التي تتعارض مع مراد الله الكوني والقبول بتولي المرأة للإمامة العظمي ومساواة الرجال بالنساء في الشهادة والميراث ومحاربة تعدد الزوجات ومحاربة الإنجاب للحد من الكثافة السكانية ومحاولة القضاء علي عقيدة الولاء والبراء التي جعلت هؤلاء الخونة أول ما يستغيثون بعد أن قطع قرنهم الجيش المصري بقياداته الحكيمة فكان أول من استغاثوا بهم هو الأسطول الأمريكي والبيت الأبيض والحكومات الأوربية التي أرسلت مبعوثها إلي الشرق الأوسط للضغط علي قيادة الجيش لإعادة هؤلاء إلي الحكم مرة أخري فياللعجب
أيها الإخوة الأحباب
اكتفي بهذا العرض لأنواع الدعاوي الباطلة التي نادي بها حسن البنا زاعما أنها دعاوي الإصلاح وأنها من صميم دين الله علي حد كذبه حتي أخرجت لنا العديد والعديد من التيارات الضالة التي تسببت في دمار مجتمعات المسلمين وإلي حلقة ثانية أوضح فيها هذه الثمار النكدة التي نتجت عن هذه الدعوة العفنة التي نادي بها هذا الرجل المدعوم من الشياطين
عافانا الله وإياكم من أثر دعوته العفنة
د محمد عمر. ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ الثمار النكدة لدعوة
حسن البنا العفنة
بقلم د محمد عمر
أيها الإخوة الأحباب
جاهل من يتصور أن هذه الجمعية السياسية (جمعية الشبان المسلمين ) التي أسسها حسن البنا الساعاتي عام 1928 والذي أجمع حكماء زمانه أنه كان ماسونيا تحت رعاية كاملة من المندوب السامي البريطاني ومباركة كاملة من الحكومة الإنجليزية التي دعمت الجمعية بمبلغ 500 جنيه كما اعترف هو بنفسه بل وتنسيق كامل مع الحكومة الألمانية أنه أسس جمعية دينية بغيتها الإصلاح الديني.
فمن الذي خدعكم بأنه رجل دين ؟ وهل كان الإنجليز والألمان حريصين علي الإصلاح الديني في مصر ؟
وما علاقة هذا الرجل الذي تخرج في كلية دار العلوم وعين مدرسا للخط العربي وليس له من ميراث الدعوة إلا ( سلسلة الرسائل ومذكرات الدعوة والداعية ) بل وكان عمره 24 عاما يوم أن أسس هذه الجماعة فمن أين له هذه العصبية حتي يصل إلي هذه الشهرة إلا بدعم الدول الغربية ؟
بل ومن العجيب أن هذا الرجل كان يلقب بالإمام فبأي شئ نال منزلة الإمامة التي كان يلقب بها ؟
ثم لما قتل أو مات في عام 1948 إنما أجمع أصحابه علي أنه الإمام الشهيد فمن قال لكم أيها الجهلاء بأن الرجل مات شهيدا ؟
من شهد له بالإمامة ومن أعطاه منزلة الشهادة ؟
أيها السادة
تعالو بنا نتدبر هذه الآية من سورة الأعراف التي تبين لنا أن المنتج الطبيعي للأرض الطيبة إنما هي الثمار الطيبة وأن المنتج الطبيعي للأرض الخبيثة إنما هي الثمار الخبيثة قال تعالي ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الاعراف
وكما جاءت في نصوص الكتابيين علي لسان المسيح عليه السلام وهو يصف دعاة الشر أهل الخبث فقال ( مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا ؟˝ (مت 7: 16).
فتعالو بنا نتعرف علي نتاج هذه الدعوة التي دعي بها حسن البنا الماسوني الذي أسس هذه الشجرة الخبيثة التي ظننا أنها أنبتت شجرة الإخوان المتأسلمين فقط ولم نكن مدركين لحقيقة هذه الشجرة الخبيثة التي ما أثمرت إلا كل خبيث .
وأن جماعة الإخوان المتأسلمين هم إحدي هذه الثمار فهناك العديد من الثمار الخبيثة الأخري التي أثمرتها هذه الدعوة النتنة التي سوف نعرض لها بشئ من التفصيل.
ونحن لا نستغرب من ثمار هذه الدعوة إذ أن شجرتها ليس لها أي مقومات لإنتاج الثمر الطيب فمؤسسها كان يفخر بأنه صوفي قبوري علي الطريقة الحصافية الشاذولية حيث يقول في سلسلة رسائله التي ما أشبهها برسائل بولس الرسول أنه كان يشد الرحال هو وجماعته في كل يوم جمعة إلي قبر الشيخ الحصافي الشاذولي بدمنهور بعد صلاة فجر يوم الجمعة ويعودون بعد صلاة العشاء حيث يمكثون عند قبر الحصافي الشاذولي ولا ندري هل قال النبي صلي الله عليه وسلم ( لاتشد الرحال إلا لأربع أماكن وذكر منهم قبر الشيخ الحصافي أم ماذا يريد منا هذا الرجل ؟
هل هي دعوة صريحة إلي شد الرحال للمقبورين ودعائهم وندائهم و الاستعانة بهم والاستعاذة بهم وتلمس البركات ؟ أم ماذا يريد الرجل من جماعته ؟
فأولي تعاليم الرجل هي الدعوة للتعلق بالقبور والمقبورين وهو يجاهر بهذا كأنها من مناقبه وقد عبر عنها بكل صراحة ووضوح في مجموعة رسائله التي كانت سببا في ضلال كل من تأثر بمنهجه الخبيث.
وثاني هذه التعاليم هي الدعوة للتقريب بين أهل السنة الذي زعم كذبا أنه منهم وبين الشيعة الذين سبو الصحابة وطعنوا في شرف أم المؤمنين عائشة وادعو نقص القرآن الكريم بل زعموا أن هناك مصحف غير ما بين يدي أهل السنة وقالو عنه مصحف فاطمة وهو مخفي مع الإمام المختفي في سرداب سامورا بالعراق .
وقد كان الرجل من دعاة التقريب متأثرا بضلالات أبو الأعلى المودودي وجمال الدين الأفغاني فهل مثل هذه الدعاوي تثمر الثمر الطيب؟ أم أن نتاج التقريب هو هذا المسخ مما شاهدناه بأم أعيننا من هذا الرئيس الإخواني الذي كان أول من استضافه من رؤساء الدول هو استضافة أحمدي نجاد الرئيس الإيراني في بلدنا التي كانت تقاطع هذه الدولة الشيعية منذ طرد شاه إيران الذي استقبله الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمه الله في مصرنا الحبيبة .
فإنها والله عمي البصيرة التي جعلت حسن البنا يجاهر برغبته الملحة في التقريب بين بلادنا السنية وبين هذا الكيان الشيعي البغيض .
وثالث هذه الدعاوي التي دعي لها حسن البنا إنما هي دعوة تكفير بلاد المسلمين والخروج علي الحكام باعتبارهم كفار وجب القضاء عليهم لإقامة الدين.
فقد سطر في أول رسائله أن الناس منهم ويعني من جماعته علي أربعة أوجه
إما محب لجماعته
وإما نفعي
وإما متردد
وإما كافر
وهذا يجعل كل من يقف في وجه جماعته يكون كافر يجب قتاله لأنه يعارض الإسلام علي حد ما سطر الرجل .
من أجل ذلك جند دعاة السوء ومشايخ المعرة الذين لا هم لهم إلا تكفير رؤساء وقيادات الجيش والشرطة والقضاء وعامة الشعب الذين لا يرون في حسن البنا انه رسول آخر الزمان وأن جماعته هم الصحابة الكرام فياللعجب
وأما عن رابع هذه الدعاوي فهي إعلان راية الجهاد ليس جهاد الدفع لمحاربة المعتدين علي حرمة بلادنا بلاد الإسلام ولا حتي جهاد الطلب الذي وجب عليهم أن يجاهدوه ضد طواغيت الكفار في بلاد الكفر إنما جهاده ضد جيشنا وشرطتنا ومؤسساتنا وهم مخادعون كذبة يطلقون علي الشرطة وصف الطواغيت وعلي الجيش وصف الزبانية وعلي عوام الناس وصف أتباع الطواغيت أو كما كانوا يقولون أنهم جنود فرعون
من أجل ذلك راحوا يجندود الشباب في الجهاد ضد حكامنا وجيشنا وشرطتنا وشعبنا باعتباره عصر الجاهلية وهم الصحابة وبينهم رسول الله حسن البنا الماسوني بل راحو يعلمون الشباب فكر الأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات وتفجيرها وسط التجمعات وأمام المنشآت لقتل الناس وترويع الآمنين لاعتقادهم أنهم كفار وأن جماعة الإخوان وحدها هم أهل الإسلام.
وأما خامس هذه الضلالات التي أصل لها حسن البنا الماسوني
إنما هو مذهب ميكافيلي الذي يقضي بأن الضرورات تبيح المحظورات والذي يبيح لهم التعاون مع الشيطان من أجل خدمة مصالح الجماعة.
هذا المذهب الذي يعتمد علي التقية وهي الكذب والخديعة وإظهار غير ما تبطن لنصرة الجماعة وهذا الذي صور لحسن البنا أن يتعاون مع الإنجليز والألمان وبرر لأعضاء الجماعة التعاون مع الأمريكان ضد حكومات بلادهم لنصرة الجماعة وهذا قمة الخبث التي أصل لها حسن البنا
وأما سادس هذه الضلالات هو الانفتاح علي العلمانية الغربية التي شعارها قبول الديمقراطية وترويجها للناس علي أنها الشوري التي كان عليها النبي والصحابة وتبرير دخول الانتخابات والصراع علي السلطة حتي وإن وصل الأمر إلي القتل والترويع وكذلك نشر مبادي العدالة الاجتماعية التي تتعارض مع مراد الله الكوني والقبول بتولي المرأة للإمامة العظمي ومساواة الرجال بالنساء في الشهادة والميراث ومحاربة تعدد الزوجات ومحاربة الإنجاب للحد من الكثافة السكانية ومحاولة القضاء علي عقيدة الولاء والبراء التي جعلت هؤلاء الخونة أول ما يستغيثون بعد أن قطع قرنهم الجيش المصري بقياداته الحكيمة فكان أول من استغاثوا بهم هو الأسطول الأمريكي والبيت الأبيض والحكومات الأوربية التي أرسلت مبعوثها إلي الشرق الأوسط للضغط علي قيادة الجيش لإعادة هؤلاء إلي الحكم مرة أخري فياللعجب
أيها الإخوة الأحباب
اكتفي بهذا العرض لأنواع الدعاوي الباطلة التي نادي بها حسن البنا زاعما أنها دعاوي الإصلاح وأنها من صميم دين الله علي حد كذبه حتي أخرجت لنا العديد والعديد من التيارات الضالة التي تسببت في دمار مجتمعات المسلمين وإلي حلقة ثانية أوضح فيها هذه الثمار النكدة التي نتجت عن هذه الدعوة العفنة التي نادي بها هذا الرجل المدعوم من الشياطين
عافانا الله وإياكم من أثر دعوته العفنة
د محمد عمر. ❝
❞ -هل كان الشيخ عبد الحميد كشك من
دعاة السنة أم من الأزاهرة الهجين
أيها الإخوة الأحباب سبق وأن كتبت أربعة مقالات عن التحولات المنهجية لمؤسسة الأزهر الشريف تناولت فيها ما مرت به هذه المؤسسة من تغيرات في المنهج الاعتقادي ومن أراد أن يطالع هذه المقالات فيمكنه العودة إليها في كتابي المعنون بعنوان ( المراد الرباني أم الخداع الشيطان)
وذكرت فيها تحذيرا من اتباع من ينتسبون إلي هذه المؤسسة وبيان منهجهم قبل أن يؤخذ عنهم العلم إذ أن هذه المؤسسة إنما مرت بتحولات منهجية اعتقادية منذ تأسيسها علي يد جوهر الصقلي الشيعي في القرن التاسع الميلادي وحتي الآن
فتجد فيها أربعة توجهات منهجية اعتقادية ما بين اتباع المنهج الشيعي واتباع المنهج التنويري السوربوني وقليل من دعاة السنة ثم الكثير والكثير من الأزهريين الهجين .
ولست الآن بصدد إعادة سرد لهؤلاء المناهج الاعتقادية إنما بصدد عرض لأحد خريجي هذه المؤسسة العريقة والذي كان يظنه العوام أنه علي المنهج السني فانخدع به الكثيرون إنما كانت حقيقة منهجه الاعتقادي هو منهج الأزهر الهجين.
وقد بينت في مقالي الخاص بالأزهر الهجين أن هؤلاء هم أصحاب الخليط من المعتقدات المختلفة والتي الأصل فيها التعارض لكن أصحابها انصهرت داخلهم تلك المعتقدات فظهروا بالصورة الهجين الذين يؤمنون بالضد ويمدحون المتعارضات.
فبالنظر إلي حقيقة الشيخ عفي الله عنه وغفر له فقد ولد في محافظة البحيرة في مركز شبراخيت في عام ١٩٣٣ وهو نفس مسقط راس حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج العصريين
الذي ولد في نفس المحافظة في دمنهور البحيرة في عام 1906 ومات في عام ١٩٤٩ فعاصر الشيخ كشك 13 عاما من حياة حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج المصريين والذي ذاع صيته في محافظة البحيرة في مرحلة طفولة الشيخ عبد الحميد كشك
ومن المعلوم لدي الجميع أن حسن البنا كان علي الطريقة الصوفية الحصافية الشاذولية وذلك طبقا لما جاء في مذكراته التي يذكر فيها أنهم كانوا يشدون الرحال إلي قبر الشيخ الحصافي في دمنهور كل يوم جمعة بعد صلاة الفجر ثم يعودون بعد صلاة العشاء سيرا علي الأقدام وهذا لا ينكره أحد من أعضاء هذه الجماعة التي أسسها حسن البنا
بل هذا ما أقر به حسن البنا نفسه أنه كان علي منهج الصوفية الذين يقدسون القبور وهذا هو المنهج الأول فكان الشيخ كشك غفر الله له يري في منهج حسن البنا أنه منهج سني وكثير ما كان يمدح حسن البنا الصوفي ويراه من الأئمة وهذ يدل علي أنه لم يكن ينكر معتقدات الصوفية القبوريين وهذا هو المنهج الأول .
ومما جاء في موسوعة ويكيبيديا أن الشيخ كشك من خريجى جامعة الأزهر في كلية أصول الدين حيث عين أمام وخطيب في الأوقاف فخطب أربعين سنة قرابة ألفين خطبة بمعدل خطبة إسبوعيا بالإضافة إلي الدروس الشرعية كانت جميعها تتسم بالتكفير والدعوة إلي الخروج علي الحكام والتهكم من هؤلاء الفساق أهل الفن والتمثيل والراقصات يذكرهم بالاسم فوق المنابر بل والتكفير العلني لحكام زمانه فلم يسلم من لسانه الرئيس عبد الناصر ولا أسد أكتوبر الرئيس انور السادات.
ولم يكن سب الحكام من هدي رسول الله ولم يكن النبي ينكر علي العوام بالاسم بل كان يقول ما بال أقوام يقولون كذا وكذا دون التصريح بالأسماء أما عن الحكام فما أكثر أحاديث السمع والطاعة لأولياء الأمور وعدم التشهير بهم وعدم الخروج عليهم وإن ظلموا وإن جاروا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) ففي الحديث وغيره من أحاديث الصبر علي ظلم وجور الحكام ما يقيم الحجة علي كل خارجي مارق
لكن ديدن الشيخ هو السب والطعن في الحكام علي المنابر مما كان يعده أتباعه من الجهلاء والمضللين أنه من الفروسية والشجاعة حتي منحوه لقب فارس المنابر بلا منافس حيث أنه كان من المحترفين في سب الحكام والتحريش عليهم واستغلال مسألة الفقر الاجتماعي كمنهج دعوي لإثارة الناس ضد الحكام هذا مما لا شك فيه هو منهج الخوارج .
ومن العجيب أن الخوارج في الزمن الأول كانوا يكفرون عباد القبور من أدعياء التصوف والشيعة المجوس المنحرفين لكن خوارج العصر يعظمون من الشيعة وينادون بالتقريب بين السنة والشيعة ويعظمون من المتصوفة القبوريين في الوقت الذي يكفرون فيه حكام المسلمين ويحرشون الرعية علي الخروج عليهم وهذا هو المنهج الثاني للشيخ كشك غفر الله له
ثم تعالوا إلي المنهج الثالث الذي كان يؤمن به الشيخ ويدعوا إليه في خطبه هذا الذي ظهر جليا في خطبته المشهورة تحت عنوان مناظرة أبو يزيد البسطامي للقساوسة.
هذه الخطبة التي هزت أركان العالم الإسلامي والتي روج لها أتباع الشيخ من الخوارج العصريين يمدحون بها شيخهم ويرون فيها من غزارة العلم دليل علي أن الشيخ من العلماء الربانيين ويمكننا جميعا الرجوع إلي الخطبة علي الانترنت تحت عنوان مناظرة أبى يزيد البسطامي للقساوسة.
ومن المعلوم أن أبا يزيد البسطامي هو أحد مؤسسي دعوة الحلول والاتحاد التي تكلم بها حسين بن منصور الحلاج وابن الفارض فهم من وضعوا أصول هذه الزندقة التي أدخلوها إلي عقيدة المسلمين وفيها أن الولي لا يزال يرتقي في الطاعات والقرب من الله عز وجل حتي تتكشف له الحجب ويقربه ربه سبحانه وتعالي فتحل فيه روح الله كما حلت في جسد المسيح علي حد قول النصاري فيصير الولي كأنه جسد بشري حوي روح الله فصار مثل الإله يعلم الغيب ويتصرف في الكون تصرف الله عز وجل كما قال النصاري في المسيح ابن مريم
فكان الشيخ كشك غفر الله له كان يري بعقيدة الحلول والاتحاد التي كان يعتقدها أبو يزيد البسطامي.
فراح الشيخ كشك يعرض أحد القصص والخرافات التي رواها أبو يزيد البسطامي باعتباره جسد بشري حلت فيه روح الله فيروي الشيخ كشك علي لسان أبى يزيد البسطامي وكأنه يمجده فيقول أن أبا يزيد البسطامي صلي العشاء ونام وكأنه يشير إلي أنه نام علي طهارة حتي لا يظن أحد أن من هاتفه إنما هو الشيطان فيقول أن أبا يزيد صلي العشاء ونام وإذا بهاتف يناديه فيقول له يا أبا يزيد إن الليلة هي ليلة عيد النصاري فقم واذهب إلي كنيسة كذا وكذا فسوف تجد الأمر العجاب
فقام أبو يزيد واتجه إلي الكنيسة ودخل وجلس بين شعب الكنيسة يستمع الوعظ فإذا براهب الكنيسة يتوقف عن الكلام فلما طلب منه الشعب الكنسي أن يواصل حديثه فإذا بالراهب يمتنع ويقول لا أتكلم وفيكم محمدي وإني لأتعجب كيف عرف الراهب أن من بين الحضور رجل من أتباع محمد صلي عليه عليه وسلم .فيقولون وكيف عرفت أن فينا محمدي؟ فيرد عليهم الراهب (سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) وكأن الراهب يحفظ سورة الفتح فأي عقل يصدق هذه الخرافات؟
لكن أبا يزيد علي حد زعمه يقول وقفت إلي الراهب وقلت له (أريد أن أناظرك) فقال له الراهب فإن غلبتك قتلناك.
فقال له أبو يزيد (فإن غلبتك أنا ؟) قال الراهب فأنت حر
ثم بدأت المناظرة بقرابة خمسة عشر سؤالا سألها الراهب لأبي يزيد وهو يجيب بطلاقة وجميع هذه الأسئلة لا يعلمها إلا أهل الإسلام فكيف للراهب ان يعلمها وأن يقر بصحتها كأن يقول الراهب لأبي يزيد ما هو الواحد الذي لا ثاني له فيجيبه أبو يزيد الله وكأن الراهب كان علي التوحيد الخالص ولم يكن علي التثليث ثم في نهاية الأسئلة التي أجاب عليها أبو يزيد بكل طلاقة فيقول أبو يزيد للراهب أنا أسألك سؤال واحد فيقول له الراهب ما هو؟
فيقول له أبو يزيد ما هو مفتاح الجنة فيسكت الراهب ولا يجيب فيطالبه جمهور الكنيسة بالإجابة فيقول لهم لو أجبته لأغضبتكم جميعا فيقولون له أجب فلن نغضب فيرد الراهب مفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله فيرددها جمهور الكنيسه بما فيهم من القساوسة والحضور ويدخل الجميع في الإسلام علي يد أبي يزيد البسطامي
وكأن أبا يزيد أدرك ما لم يدركه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لما جاءه وفد نصاري نجران وكان فيهم قرابة ثمانية أو عشرة من الرهبان والقساوسة فدعاهم النبي فأبوا إلا البقاء علي دينهم ثم انصرفوا إلي نجران بعد أن قبلوا بدفع الجزية
والسؤال الآن ما الذي منع الراهب من الكذب أمام شعب الكنيسه كأن يقول أن مفتاح الجنة هو صلب المسيح أو هو عقيدة الفداء والخلاص التي كان يعلمها لقومه.
هكذا حكي الشيخ كشك هذه القصة ببراعة فائقة علي لسان من اختلقها وهو أبو يزيد البسطامي فإن أردت أن تبحث عن تحقيق هذه القصة فتجد جميع أهل العلم يحكمون عليها بالكذب فهي لا أصل لها فكيف يكون الشيخ كشك من علماء السنة وقد غابت عنه عقيدة الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي والتي صور للناس أن ما فعله في الكنيسة أمام الراهب ليست فعل بشري إنما هي فعل الولي الذي حلت فيه روح الله ففعل هذا من منظور إلهي وليس منظور بشري
أيها الإخوة الكرام
نحن نتناول منهج اعتقادي وليس حكما علي الشيخ غفر الله له فإن العذر بالجهل يقبله الله تبارك وتعالي أما قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الدعوة إلي الله فسوف تبقي إلي قيام الساعة فليس بيني وبين الشيخ عداوة خاصة وليس بيينا ميراث نقتسمه فقد أفضي إلي ربه ونحن نشهد له بالإسلام ونرجوا له الجنه أما ما قاله من خطأ فوجب التنبيه عليه حتي لا ينخدغ به العوام
فإن الشيخ غفر الله له قد انخدع بالحصافية الشاذولية التي كان عليها حسن البنا وانخدع بدعوة الخوارج التي دعي بها سيد قطب وانخدع بدعوى الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي بل وانخدع بدعوي التقريب بين السنة والشيعة التي كان ينادي بها أبو الأحمد المودودي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وكانت معظم الأحاديث التي يستشهد بها من الأحاديث المكذوبة والضعيفة ومعظم القصص التي كان يرويها كان من القصص المكذوبة مثل هذه القصة المشهورة التي انتشرت في بلدان العالم الإسلامي رغم أن أهل العلم حكموا عليها بالكذب
ومن هنا يبدوا لنا أن الشيخ لم يكن من شيوخ السنة إنما كان من الأزهريين الهجين الذين جمعوا أربع مذاهب اعتقادية متعارضة وراح يعرضها للناس علي أنها المنهج السني الأصيل
غفر الله للشيخ وعفا عنه جراء اجتهاده الذي أصاب في بعضه وأخطأ في الكثير فنحن نؤمن أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
أختم كلامي بأننا نسلم أن الشيخ مات علي الإسلام ونرجوا له الجنة وما كان من كلامه من حق نسأل الله له الأجر وما كان من كلامه من الخطأ نسأل الله عز وجل أن يعذره بجهله
هداني الله وإياكم إلي الحق المبين
انتهي....... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞
- هل كان الشيخ عبد الحميد كشك من
دعاة السنة أم من الأزاهرة الهجين
أيها الإخوة الأحباب سبق وأن كتبت أربعة مقالات عن التحولات المنهجية لمؤسسة الأزهر الشريف تناولت فيها ما مرت به هذه المؤسسة من تغيرات في المنهج الاعتقادي ومن أراد أن يطالع هذه المقالات فيمكنه العودة إليها في كتابي المعنون بعنوان ( المراد الرباني أم الخداع الشيطان)
وذكرت فيها تحذيرا من اتباع من ينتسبون إلي هذه المؤسسة وبيان منهجهم قبل أن يؤخذ عنهم العلم إذ أن هذه المؤسسة إنما مرت بتحولات منهجية اعتقادية منذ تأسيسها علي يد جوهر الصقلي الشيعي في القرن التاسع الميلادي وحتي الآن
فتجد فيها أربعة توجهات منهجية اعتقادية ما بين اتباع المنهج الشيعي واتباع المنهج التنويري السوربوني وقليل من دعاة السنة ثم الكثير والكثير من الأزهريين الهجين .
ولست الآن بصدد إعادة سرد لهؤلاء المناهج الاعتقادية إنما بصدد عرض لأحد خريجي هذه المؤسسة العريقة والذي كان يظنه العوام أنه علي المنهج السني فانخدع به الكثيرون إنما كانت حقيقة منهجه الاعتقادي هو منهج الأزهر الهجين.
وقد بينت في مقالي الخاص بالأزهر الهجين أن هؤلاء هم أصحاب الخليط من المعتقدات المختلفة والتي الأصل فيها التعارض لكن أصحابها انصهرت داخلهم تلك المعتقدات فظهروا بالصورة الهجين الذين يؤمنون بالضد ويمدحون المتعارضات.
فبالنظر إلي حقيقة الشيخ عفي الله عنه وغفر له فقد ولد في محافظة البحيرة في مركز شبراخيت في عام ١٩٣٣ وهو نفس مسقط راس حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج العصريين
الذي ولد في نفس المحافظة في دمنهور البحيرة في عام 1906 ومات في عام ١٩٤٩ فعاصر الشيخ كشك 13 عاما من حياة حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج المصريين والذي ذاع صيته في محافظة البحيرة في مرحلة طفولة الشيخ عبد الحميد كشك
ومن المعلوم لدي الجميع أن حسن البنا كان علي الطريقة الصوفية الحصافية الشاذولية وذلك طبقا لما جاء في مذكراته التي يذكر فيها أنهم كانوا يشدون الرحال إلي قبر الشيخ الحصافي في دمنهور كل يوم جمعة بعد صلاة الفجر ثم يعودون بعد صلاة العشاء سيرا علي الأقدام وهذا لا ينكره أحد من أعضاء هذه الجماعة التي أسسها حسن البنا
بل هذا ما أقر به حسن البنا نفسه أنه كان علي منهج الصوفية الذين يقدسون القبور وهذا هو المنهج الأول فكان الشيخ كشك غفر الله له يري في منهج حسن البنا أنه منهج سني وكثير ما كان يمدح حسن البنا الصوفي ويراه من الأئمة وهذ يدل علي أنه لم يكن ينكر معتقدات الصوفية القبوريين وهذا هو المنهج الأول .
ومما جاء في موسوعة ويكيبيديا أن الشيخ كشك من خريجى جامعة الأزهر في كلية أصول الدين حيث عين أمام وخطيب في الأوقاف فخطب أربعين سنة قرابة ألفين خطبة بمعدل خطبة إسبوعيا بالإضافة إلي الدروس الشرعية كانت جميعها تتسم بالتكفير والدعوة إلي الخروج علي الحكام والتهكم من هؤلاء الفساق أهل الفن والتمثيل والراقصات يذكرهم بالاسم فوق المنابر بل والتكفير العلني لحكام زمانه فلم يسلم من لسانه الرئيس عبد الناصر ولا أسد أكتوبر الرئيس انور السادات.
ولم يكن سب الحكام من هدي رسول الله ولم يكن النبي ينكر علي العوام بالاسم بل كان يقول ما بال أقوام يقولون كذا وكذا دون التصريح بالأسماء أما عن الحكام فما أكثر أحاديث السمع والطاعة لأولياء الأمور وعدم التشهير بهم وعدم الخروج عليهم وإن ظلموا وإن جاروا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) ففي الحديث وغيره من أحاديث الصبر علي ظلم وجور الحكام ما يقيم الحجة علي كل خارجي مارق
لكن ديدن الشيخ هو السب والطعن في الحكام علي المنابر مما كان يعده أتباعه من الجهلاء والمضللين أنه من الفروسية والشجاعة حتي منحوه لقب فارس المنابر بلا منافس حيث أنه كان من المحترفين في سب الحكام والتحريش عليهم واستغلال مسألة الفقر الاجتماعي كمنهج دعوي لإثارة الناس ضد الحكام هذا مما لا شك فيه هو منهج الخوارج .
ومن العجيب أن الخوارج في الزمن الأول كانوا يكفرون عباد القبور من أدعياء التصوف والشيعة المجوس المنحرفين لكن خوارج العصر يعظمون من الشيعة وينادون بالتقريب بين السنة والشيعة ويعظمون من المتصوفة القبوريين في الوقت الذي يكفرون فيه حكام المسلمين ويحرشون الرعية علي الخروج عليهم وهذا هو المنهج الثاني للشيخ كشك غفر الله له
ثم تعالوا إلي المنهج الثالث الذي كان يؤمن به الشيخ ويدعوا إليه في خطبه هذا الذي ظهر جليا في خطبته المشهورة تحت عنوان مناظرة أبو يزيد البسطامي للقساوسة.
هذه الخطبة التي هزت أركان العالم الإسلامي والتي روج لها أتباع الشيخ من الخوارج العصريين يمدحون بها شيخهم ويرون فيها من غزارة العلم دليل علي أن الشيخ من العلماء الربانيين ويمكننا جميعا الرجوع إلي الخطبة علي الانترنت تحت عنوان مناظرة أبى يزيد البسطامي للقساوسة.
ومن المعلوم أن أبا يزيد البسطامي هو أحد مؤسسي دعوة الحلول والاتحاد التي تكلم بها حسين بن منصور الحلاج وابن الفارض فهم من وضعوا أصول هذه الزندقة التي أدخلوها إلي عقيدة المسلمين وفيها أن الولي لا يزال يرتقي في الطاعات والقرب من الله عز وجل حتي تتكشف له الحجب ويقربه ربه سبحانه وتعالي فتحل فيه روح الله كما حلت في جسد المسيح علي حد قول النصاري فيصير الولي كأنه جسد بشري حوي روح الله فصار مثل الإله يعلم الغيب ويتصرف في الكون تصرف الله عز وجل كما قال النصاري في المسيح ابن مريم
فكان الشيخ كشك غفر الله له كان يري بعقيدة الحلول والاتحاد التي كان يعتقدها أبو يزيد البسطامي.
فراح الشيخ كشك يعرض أحد القصص والخرافات التي رواها أبو يزيد البسطامي باعتباره جسد بشري حلت فيه روح الله فيروي الشيخ كشك علي لسان أبى يزيد البسطامي وكأنه يمجده فيقول أن أبا يزيد البسطامي صلي العشاء ونام وكأنه يشير إلي أنه نام علي طهارة حتي لا يظن أحد أن من هاتفه إنما هو الشيطان فيقول أن أبا يزيد صلي العشاء ونام وإذا بهاتف يناديه فيقول له يا أبا يزيد إن الليلة هي ليلة عيد النصاري فقم واذهب إلي كنيسة كذا وكذا فسوف تجد الأمر العجاب
فقام أبو يزيد واتجه إلي الكنيسة ودخل وجلس بين شعب الكنيسة يستمع الوعظ فإذا براهب الكنيسة يتوقف عن الكلام فلما طلب منه الشعب الكنسي أن يواصل حديثه فإذا بالراهب يمتنع ويقول لا أتكلم وفيكم محمدي وإني لأتعجب كيف عرف الراهب أن من بين الحضور رجل من أتباع محمد صلي عليه عليه وسلم .فيقولون وكيف عرفت أن فينا محمدي؟ فيرد عليهم الراهب (سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) وكأن الراهب يحفظ سورة الفتح فأي عقل يصدق هذه الخرافات؟
لكن أبا يزيد علي حد زعمه يقول وقفت إلي الراهب وقلت له (أريد أن أناظرك) فقال له الراهب فإن غلبتك قتلناك.
فقال له أبو يزيد (فإن غلبتك أنا ؟) قال الراهب فأنت حر
ثم بدأت المناظرة بقرابة خمسة عشر سؤالا سألها الراهب لأبي يزيد وهو يجيب بطلاقة وجميع هذه الأسئلة لا يعلمها إلا أهل الإسلام فكيف للراهب ان يعلمها وأن يقر بصحتها كأن يقول الراهب لأبي يزيد ما هو الواحد الذي لا ثاني له فيجيبه أبو يزيد الله وكأن الراهب كان علي التوحيد الخالص ولم يكن علي التثليث ثم في نهاية الأسئلة التي أجاب عليها أبو يزيد بكل طلاقة فيقول أبو يزيد للراهب أنا أسألك سؤال واحد فيقول له الراهب ما هو؟
فيقول له أبو يزيد ما هو مفتاح الجنة فيسكت الراهب ولا يجيب فيطالبه جمهور الكنيسة بالإجابة فيقول لهم لو أجبته لأغضبتكم جميعا فيقولون له أجب فلن نغضب فيرد الراهب مفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله فيرددها جمهور الكنيسه بما فيهم من القساوسة والحضور ويدخل الجميع في الإسلام علي يد أبي يزيد البسطامي
وكأن أبا يزيد أدرك ما لم يدركه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لما جاءه وفد نصاري نجران وكان فيهم قرابة ثمانية أو عشرة من الرهبان والقساوسة فدعاهم النبي فأبوا إلا البقاء علي دينهم ثم انصرفوا إلي نجران بعد أن قبلوا بدفع الجزية
والسؤال الآن ما الذي منع الراهب من الكذب أمام شعب الكنيسه كأن يقول أن مفتاح الجنة هو صلب المسيح أو هو عقيدة الفداء والخلاص التي كان يعلمها لقومه.
هكذا حكي الشيخ كشك هذه القصة ببراعة فائقة علي لسان من اختلقها وهو أبو يزيد البسطامي فإن أردت أن تبحث عن تحقيق هذه القصة فتجد جميع أهل العلم يحكمون عليها بالكذب فهي لا أصل لها فكيف يكون الشيخ كشك من علماء السنة وقد غابت عنه عقيدة الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي والتي صور للناس أن ما فعله في الكنيسة أمام الراهب ليست فعل بشري إنما هي فعل الولي الذي حلت فيه روح الله ففعل هذا من منظور إلهي وليس منظور بشري
أيها الإخوة الكرام
نحن نتناول منهج اعتقادي وليس حكما علي الشيخ غفر الله له فإن العذر بالجهل يقبله الله تبارك وتعالي أما قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الدعوة إلي الله فسوف تبقي إلي قيام الساعة فليس بيني وبين الشيخ عداوة خاصة وليس بيينا ميراث نقتسمه فقد أفضي إلي ربه ونحن نشهد له بالإسلام ونرجوا له الجنه أما ما قاله من خطأ فوجب التنبيه عليه حتي لا ينخدغ به العوام
فإن الشيخ غفر الله له قد انخدع بالحصافية الشاذولية التي كان عليها حسن البنا وانخدع بدعوة الخوارج التي دعي بها سيد قطب وانخدع بدعوى الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي بل وانخدع بدعوي التقريب بين السنة والشيعة التي كان ينادي بها أبو الأحمد المودودي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وكانت معظم الأحاديث التي يستشهد بها من الأحاديث المكذوبة والضعيفة ومعظم القصص التي كان يرويها كان من القصص المكذوبة مثل هذه القصة المشهورة التي انتشرت في بلدان العالم الإسلامي رغم أن أهل العلم حكموا عليها بالكذب
ومن هنا يبدوا لنا أن الشيخ لم يكن من شيوخ السنة إنما كان من الأزهريين الهجين الذين جمعوا أربع مذاهب اعتقادية متعارضة وراح يعرضها للناس علي أنها المنهج السني الأصيل
غفر الله للشيخ وعفا عنه جراء اجتهاده الذي أصاب في بعضه وأخطأ في الكثير فنحن نؤمن أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
أختم كلامي بأننا نسلم أن الشيخ مات علي الإسلام ونرجوا له الجنة وما كان من كلامه من حق نسأل الله له الأجر وما كان من كلامه من الخطأ نسأل الله عز وجل أن يعذره بجهله
هداني الله وإياكم إلي الحق المبين
انتهي. ❝
❞ - التحولات المنهجية و الاعتقادية
لمؤسسة الأزهر الشريف
أيها الأخوة الكرام لابد أن يعلم أن مؤسسة الأزهر الشريف هي مؤسسة دينية عريقة أسست منذ (359هـ/970م - 361هـ/972م ) وقد مرت باربعة مراحل من التحولات المنهجية والاعتقادية ما بين شيعية الأزهر الفاطمي مرورا بصلاح الدين السني و محمد عبده التنويري السوربوني ووصولا للأزهر الهجين.
وقد انشاء الأزهر علي يد جوهر الصقلي أحد قواد المعز لدين الله الفاطمي حاكم مصر أيام حكم الدولة العبيدية الشيعية التي يقال لها الدولة الفاطمية والتي نسبوها كذبا وزورا إلي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وصبغوها بصبغة آل بيت النبي الكرام ليزيدوا من قداستها أمام أعين الناس ويضعوا لها المهابة في قلوب المسلمين.
وهم كذبة فقد كانت الدولة العبيدية دولة شيعية باطنية حكمت كل دول شمال أفريقيا بما فيهم مصر وليبيا وتونس والجزائر وكان مقر الحكم في مراكش المغرب العربي
وكانوا علي عقائد الشيعة المجوس من الزعم بحب آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم لكنهم حصروا آل البيت في بيت علي بن أبي طالب وحده زوج فاطمة دون بقيت إخوتها وأخواتها أبناء وبنات رسول الله بل حصروا بيت النبي في نسل الحسين وحده دون نسل الحسن وكأنهم شابهوا اليهود والنصاري في قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه.
بل جردوا زوجات النبي الإحدى عشر من فضل انتسابهم إلي بيت النبوة كما جردوا أعمام النبي الذين ماتوا علي التوحيد أمثال حمزة والعباس بن عبد المطلب كما جردوا أبناء العم مثل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس وجعفر الطيار الذي لا تخفي منزلته علي احد من المسلمين.
ولست الآن بصدد شرح عقائد الشيعة المجوس فسوف أعرضها بكل بيان في موضع التفصيل.
لكن هذا الدولة العبيدية الشيعية التي حكمت قرابة خمسة قرون من الزمان كان الأزهر خلالها علي تلك العقيدة الشيعية تابعا لحكم العبيدين المجوس الذين لاهم لهم إلا نشر التشيع في كل مكان.
فلما أراد ربنا الخير لنا ولبلاد المسلمين إنما أخرج لنا صلاح الدين الايوبي الكردي السني قاهر الصليبيين ومحرر البلدان فكانت أولي خطواته الإصلاحية هي تطهير الأزهر الشريف من دنس الشيعة المجوس وتحويل المناهج العلمية إلي المنهج السني اعتقادا وعملا وكان هذا تمهيدا لسلسلة المعارك التي وقعت بين العرب والحملات الصليبية ومنهم معركة حطين التي قادها هذا البطل المحنك صلاح الدين حتي قطع دابر الصليبيين ورد كيد ريتشارد وحلفاءه الاوربيين.
واستمر الأزهر السني لعدة قرون بعدها يدرس المنهج السني ويدعم طلاب العلم ويقود الشعب في الجهاد ضد العدوان فصدوا جميع الحملات الصليبية ضد بلادنا حتي اسروا لويس التاسع الذي قاد احد الحملات الصليبية وتم اسره في دار بن لقمان بعد هزيمته في معركة المنصورة
ثم كان اخر تلك الحملات الصليبية حملة نابليون بونابرت علي مصرنا الحبيبة عام ١٧٩٨ لتركيع البلدان لكن الأزهر السني بشيوخه قام بدوره الشرعي في تأجيج نار الجهاد ضد المعتدين فقادوا ثورة القاهرة الأولي والثانية ضد الفرنسيين .
حتي خرج سليمان الحلبي السوري طالب الأزهر الشجاع فقتل كليبر قائد الفرنسيين الذي دخل الأزهر بخيله يريد تدنيس العقيدة السنية وتركيع جند الله المقاتلين. ولما جاء فريزر الانجليزي يريد غزو بلادنا تصدي له اهل رشيد حتي ردو كيدهم فعادوا بخيبتهم من حيث أتوا وهذا بفضل دعوة الأزهر السنية التي تابي إلا الجهاد ضد المعتدين.
فلما علم الفرنسيون أنه لا مقام لهم إنما عزموا الرحيل ليضعو خطة بديلة لإحلال المنهج التنويرى محل عقيدة السنة التي لا مقام لهم في بلادنا إلا بالقضاء عليها أولا وتحويل الأزهر السني إلي منهج التنويريين
فعزموا علي تربيتهم عندهم في السوربون ليكونوا حلفاء الفرنسيين والأنجلو أمريكان.
فبدأت المرحلة الثالثة من التحول الاعتقادي بتلك الاتفاقية بين الفرنسيين والانجليكان علي التمكين لهذا الرجل الألباني المدعو محمد علي و تمكينه من ملك مصر مقابل هذه الإرساليات التنويرية في بعثات إلي السوربون لا ندري أهي لتعلم دين الله والحفاظ عليه أم لتعليم مناهج المستشرقين الغربيين وتحويل الناس من دين النبي والصحابة إلي عقيدة الاستشراق والطعن في منهج السنة وعقيدة الصحابة والتابعين .
فصرنا إلي المرحة الثالثة وهي الأزهر التنويري الذي حمل لواءه الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وغيرهم من جماعات التنوير التي أطلت علينا فراحوا يطعنون في أحاديث النبي ويضعفون من كتب الصحاح الستة حتي تجرأوا علي الصحيحين البخاري ومسلم لا دليل معهم إلا شبهات معلميهم في السوربون وجامعات أوروبا والامريكان .
يسفهون بها علماء الشريعة في بلادنا لخدمة أسيادهم الماسونيين .واستمرت تلك البعثات التنويرية حتي نهاية دولة محمد علي الألباني بعد جلاء فاروق وحاشيته علي يد أبطال الجيش الشجعان
لكن تلك البعثات التنويرية كانت قد أتت ثمارها وأنجبت لنا جيلا يري في الغرب أخلاقا تفوق أخلاق ديننا ولا يري فيهم كفرا ولا زندقة إنما هم خير البشر ويرانا نحن من الأقزام المتخلفين
حتي قال قائلهم التنويرى رأيت في الغرب إسلام بلا مسلمين ورأيت في بلادنا مسلمين بلا إسلام وكأنه جردنا من صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وكأنه جردنا من دعوة التوحيد التي نؤمن بها وندعوا بها في كل وقت وحين .
ولم تتوقف البعثات التنويرية حتي زماننا فتحول ألازهريون الي الصورة الهجين التي نراها بأم أعيننا ما بين أربع فرق
الفرقة الأولي :_
هم أذناب الشيعة عباد القبور الذين يتخفون تحت غطاء حب آل البيت وحدهم وولائهم للشيعة احفاد كسري شيراوية ولا ولاء لهم لال البيت الكرام
الفرقة الثانية:-
أصحاب دعوة التنوير ودين الأنسنة الذي يتبناه أتباع الهلالي والكريمة والجندي وأشباههم من المعجبين بالغرب العلماني الملحد لا هم لهم إلا الطعن في دين الله ومحاربة سنة النبي الكريم.
والفرقة الثالثة:- هم القليل من أهل السنة الذين بقوا غصة في حلوق غيرهم لا هم لهم إلا الزود عن شريعة الرحمن وهؤلاء قلة أتباع احمد شاكر المحدث المصري الكبير الذي تتلمذ علي شيوخ الحنابلة أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل السنة القليلين
ثم الفرقة الرابعة :-
وهم الإمعة الذين صاروا هجينا لا رأي لهم يركبون المركب التي تسير في كل عصر وزمان لا علم لهم بسنة ولا ببدعة و همهم ركوب المركب الغالب وصولا ما أشبههم بقطيع الأنعام لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ودينهم جمع المال ومراضاة الماسون وهدم دين رب العالمين
وسوف نعرض الأربع فرق عرضا مفصلا في أربع حلقات ليتعرف الناس علي هذه التغيرات المنهجية والاعتقادية التي تعرضت لها هذه المؤسسة العريقة وليميزوا بين دعاة الحق الربانيين وبين غيرهم ممن لا يراعون لله حرمة ولا يرقبون فينا إلا ولا ذمة ندعوا الله أن يعصمنا من شرورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
انتهي........ ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞
- التحولات المنهجية و الاعتقادية
لمؤسسة الأزهر الشريف
أيها الأخوة الكرام لابد أن يعلم أن مؤسسة الأزهر الشريف هي مؤسسة دينية عريقة أسست منذ (359هـ/970م - 361هـ/972م ) وقد مرت باربعة مراحل من التحولات المنهجية والاعتقادية ما بين شيعية الأزهر الفاطمي مرورا بصلاح الدين السني و محمد عبده التنويري السوربوني ووصولا للأزهر الهجين.
وقد انشاء الأزهر علي يد جوهر الصقلي أحد قواد المعز لدين الله الفاطمي حاكم مصر أيام حكم الدولة العبيدية الشيعية التي يقال لها الدولة الفاطمية والتي نسبوها كذبا وزورا إلي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وصبغوها بصبغة آل بيت النبي الكرام ليزيدوا من قداستها أمام أعين الناس ويضعوا لها المهابة في قلوب المسلمين.
وهم كذبة فقد كانت الدولة العبيدية دولة شيعية باطنية حكمت كل دول شمال أفريقيا بما فيهم مصر وليبيا وتونس والجزائر وكان مقر الحكم في مراكش المغرب العربي
وكانوا علي عقائد الشيعة المجوس من الزعم بحب آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم لكنهم حصروا آل البيت في بيت علي بن أبي طالب وحده زوج فاطمة دون بقيت إخوتها وأخواتها أبناء وبنات رسول الله بل حصروا بيت النبي في نسل الحسين وحده دون نسل الحسن وكأنهم شابهوا اليهود والنصاري في قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه.
بل جردوا زوجات النبي الإحدى عشر من فضل انتسابهم إلي بيت النبوة كما جردوا أعمام النبي الذين ماتوا علي التوحيد أمثال حمزة والعباس بن عبد المطلب كما جردوا أبناء العم مثل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس وجعفر الطيار الذي لا تخفي منزلته علي احد من المسلمين.
ولست الآن بصدد شرح عقائد الشيعة المجوس فسوف أعرضها بكل بيان في موضع التفصيل.
لكن هذا الدولة العبيدية الشيعية التي حكمت قرابة خمسة قرون من الزمان كان الأزهر خلالها علي تلك العقيدة الشيعية تابعا لحكم العبيدين المجوس الذين لاهم لهم إلا نشر التشيع في كل مكان.
فلما أراد ربنا الخير لنا ولبلاد المسلمين إنما أخرج لنا صلاح الدين الايوبي الكردي السني قاهر الصليبيين ومحرر البلدان فكانت أولي خطواته الإصلاحية هي تطهير الأزهر الشريف من دنس الشيعة المجوس وتحويل المناهج العلمية إلي المنهج السني اعتقادا وعملا وكان هذا تمهيدا لسلسلة المعارك التي وقعت بين العرب والحملات الصليبية ومنهم معركة حطين التي قادها هذا البطل المحنك صلاح الدين حتي قطع دابر الصليبيين ورد كيد ريتشارد وحلفاءه الاوربيين.
واستمر الأزهر السني لعدة قرون بعدها يدرس المنهج السني ويدعم طلاب العلم ويقود الشعب في الجهاد ضد العدوان فصدوا جميع الحملات الصليبية ضد بلادنا حتي اسروا لويس التاسع الذي قاد احد الحملات الصليبية وتم اسره في دار بن لقمان بعد هزيمته في معركة المنصورة
ثم كان اخر تلك الحملات الصليبية حملة نابليون بونابرت علي مصرنا الحبيبة عام ١٧٩٨ لتركيع البلدان لكن الأزهر السني بشيوخه قام بدوره الشرعي في تأجيج نار الجهاد ضد المعتدين فقادوا ثورة القاهرة الأولي والثانية ضد الفرنسيين .
حتي خرج سليمان الحلبي السوري طالب الأزهر الشجاع فقتل كليبر قائد الفرنسيين الذي دخل الأزهر بخيله يريد تدنيس العقيدة السنية وتركيع جند الله المقاتلين. ولما جاء فريزر الانجليزي يريد غزو بلادنا تصدي له اهل رشيد حتي ردو كيدهم فعادوا بخيبتهم من حيث أتوا وهذا بفضل دعوة الأزهر السنية التي تابي إلا الجهاد ضد المعتدين.
فلما علم الفرنسيون أنه لا مقام لهم إنما عزموا الرحيل ليضعو خطة بديلة لإحلال المنهج التنويرى محل عقيدة السنة التي لا مقام لهم في بلادنا إلا بالقضاء عليها أولا وتحويل الأزهر السني إلي منهج التنويريين
فعزموا علي تربيتهم عندهم في السوربون ليكونوا حلفاء الفرنسيين والأنجلو أمريكان.
فبدأت المرحلة الثالثة من التحول الاعتقادي بتلك الاتفاقية بين الفرنسيين والانجليكان علي التمكين لهذا الرجل الألباني المدعو محمد علي و تمكينه من ملك مصر مقابل هذه الإرساليات التنويرية في بعثات إلي السوربون لا ندري أهي لتعلم دين الله والحفاظ عليه أم لتعليم مناهج المستشرقين الغربيين وتحويل الناس من دين النبي والصحابة إلي عقيدة الاستشراق والطعن في منهج السنة وعقيدة الصحابة والتابعين .
فصرنا إلي المرحة الثالثة وهي الأزهر التنويري الذي حمل لواءه الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وغيرهم من جماعات التنوير التي أطلت علينا فراحوا يطعنون في أحاديث النبي ويضعفون من كتب الصحاح الستة حتي تجرأوا علي الصحيحين البخاري ومسلم لا دليل معهم إلا شبهات معلميهم في السوربون وجامعات أوروبا والامريكان .
يسفهون بها علماء الشريعة في بلادنا لخدمة أسيادهم الماسونيين .واستمرت تلك البعثات التنويرية حتي نهاية دولة محمد علي الألباني بعد جلاء فاروق وحاشيته علي يد أبطال الجيش الشجعان
لكن تلك البعثات التنويرية كانت قد أتت ثمارها وأنجبت لنا جيلا يري في الغرب أخلاقا تفوق أخلاق ديننا ولا يري فيهم كفرا ولا زندقة إنما هم خير البشر ويرانا نحن من الأقزام المتخلفين
حتي قال قائلهم التنويرى رأيت في الغرب إسلام بلا مسلمين ورأيت في بلادنا مسلمين بلا إسلام وكأنه جردنا من صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وكأنه جردنا من دعوة التوحيد التي نؤمن بها وندعوا بها في كل وقت وحين .
ولم تتوقف البعثات التنويرية حتي زماننا فتحول ألازهريون الي الصورة الهجين التي نراها بأم أعيننا ما بين أربع فرق
الفرقة الأولي :_
هم أذناب الشيعة عباد القبور الذين يتخفون تحت غطاء حب آل البيت وحدهم وولائهم للشيعة احفاد كسري شيراوية ولا ولاء لهم لال البيت الكرام
الفرقة الثانية:-
أصحاب دعوة التنوير ودين الأنسنة الذي يتبناه أتباع الهلالي والكريمة والجندي وأشباههم من المعجبين بالغرب العلماني الملحد لا هم لهم إلا الطعن في دين الله ومحاربة سنة النبي الكريم.
والفرقة الثالثة:- هم القليل من أهل السنة الذين بقوا غصة في حلوق غيرهم لا هم لهم إلا الزود عن شريعة الرحمن وهؤلاء قلة أتباع احمد شاكر المحدث المصري الكبير الذي تتلمذ علي شيوخ الحنابلة أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل السنة القليلين
ثم الفرقة الرابعة :-
وهم الإمعة الذين صاروا هجينا لا رأي لهم يركبون المركب التي تسير في كل عصر وزمان لا علم لهم بسنة ولا ببدعة و همهم ركوب المركب الغالب وصولا ما أشبههم بقطيع الأنعام لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ودينهم جمع المال ومراضاة الماسون وهدم دين رب العالمين
وسوف نعرض الأربع فرق عرضا مفصلا في أربع حلقات ليتعرف الناس علي هذه التغيرات المنهجية والاعتقادية التي تعرضت لها هذه المؤسسة العريقة وليميزوا بين دعاة الحق الربانيين وبين غيرهم ممن لا يراعون لله حرمة ولا يرقبون فينا إلا ولا ذمة ندعوا الله أن يعصمنا من شرورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
انتهي. ❝
❞ لقد أضحى \"العامل الإسلامي\" باندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) بمثابة مشكلة في الحياة السياسية الدولية. ففي كل الدول الإسلامية تقريبًا نشطت الجماعات التي لطالما كانت موجودة، والتي صاغت أهدافها السياسية معتمدة بقوة أو بشكل حصري على الإسلام من وجهة نظرهم. ثم حظيت تلك التدابير والإجراءات المنفذة بروح الشريعة الإسلامية بتغطية واسعة في الأخبار: رجم النساء، برنامج الأسلمة التامة للمجتمع، كما في باكستان على سبيل المثال، إلخ. تثير هذه الأحداث العديد من التساؤلات: هل نحن نشهد نهضة إسلامية أم موجة إسلامية؟ هل يمكن تحقيق تقدم اجتماعي في بيئة إسلامية؟ يجيب على هذه الأسئلة – عبر طرح تساؤلات جديدة – الرأي العام بطبقاته العريضة. هل تعود \"العصور الوسطى المظلمة\"؟ هل يتحقق الكهنوت وهيمنة الباباوات؟ هل ينتعش التزمت والتعصب البدائي في عصر المركبات الفضائية؟ كما ينتشر \"العامل الإسلامي\" تدريجيا، فإنه يخرج من المنطقة الأفغانية الإيرانية ويتعولم (ظهور القاعدة، \"الدولة الإسلامية\" التي ليست إسلامية وليست دولة)، هكذا تتحجر الكليشيهات وتستقطب الأحكام المسبقة السلبية المعززة من قبل السياسيين أيضا في بعض الأحيان المزيد من الحشود إلى سلطتها. الصور النمطية المتشكلة والمتأصلة في \"أوقات السلام السعيدة\" في منعطف القرنين التاسع عشر والعشرين – \"الشرق الذي يتحاكى به\"، القوافل الضاربة بين التلال الرملية، إلخ. – يُلحق بها في الوقت الراهن مثيرو مخاوف جدد: شيوخ نفط معممين في سيارات فارهة يمكنهم زعزعة الاقتصاد العالمي في أي وقت، إرهابيون متطرفون يُرقّصون العالم على شفا الحرب. ما زال الأوروبيون الناشئون في الثقافات اليونانية اللاتينية والمسيحية يتعاملون مع هذا العالم بشكل تقليدي مبالغ فيه، وباستثناء قطاع ضيق من المتخصصين، يتجاهلون ما بين 20 إلى 25 مليون مسلم يعملون في أوروبا، ويغضون الطرف تمامًا عن حقيقة أن المسلمين العرب أيضا ساهموا في تشكيل ثقافة قارتنا.
في الصفحات التالية، سأحاول الاقتراب أكثر من عالم هذا الدين الذي يعتنقه نحو ملياري شخص، وأوضح الجذور التاريخية والاجتماعية لأحداثه المدهشة. سأركز في المقام الأول على العالم العربي، وبقدر أقل على الشرق الأوسط الكبير الذي يشمل إيران وأفغانستان. أخص هذه المنطقة تحديدا لأنها منذ نشأتها وهي بؤرة الإسلام السياسي.. ❝ ⏤ لاسلو ناج
❞ لقد أضحى ˝العامل الإسلامي˝ باندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) بمثابة مشكلة في الحياة السياسية الدولية. ففي كل الدول الإسلامية تقريبًا نشطت الجماعات التي لطالما كانت موجودة، والتي صاغت أهدافها السياسية معتمدة بقوة أو بشكل حصري على الإسلام من وجهة نظرهم. ثم حظيت تلك التدابير والإجراءات المنفذة بروح الشريعة الإسلامية بتغطية واسعة في الأخبار: رجم النساء، برنامج الأسلمة التامة للمجتمع، كما في باكستان على سبيل المثال، إلخ. تثير هذه الأحداث العديد من التساؤلات: هل نحن نشهد نهضة إسلامية أم موجة إسلامية؟ هل يمكن تحقيق تقدم اجتماعي في بيئة إسلامية؟ يجيب على هذه الأسئلة – عبر طرح تساؤلات جديدة – الرأي العام بطبقاته العريضة. هل تعود ˝العصور الوسطى المظلمة˝؟ هل يتحقق الكهنوت وهيمنة الباباوات؟ هل ينتعش التزمت والتعصب البدائي في عصر المركبات الفضائية؟ كما ينتشر ˝العامل الإسلامي˝ تدريجيا، فإنه يخرج من المنطقة الأفغانية الإيرانية ويتعولم (ظهور القاعدة، ˝الدولة الإسلامية˝ التي ليست إسلامية وليست دولة)، هكذا تتحجر الكليشيهات وتستقطب الأحكام المسبقة السلبية المعززة من قبل السياسيين أيضا في بعض الأحيان المزيد من الحشود إلى سلطتها. الصور النمطية المتشكلة والمتأصلة في ˝أوقات السلام السعيدة˝ في منعطف القرنين التاسع عشر والعشرين – ˝الشرق الذي يتحاكى به˝، القوافل الضاربة بين التلال الرملية، إلخ. – يُلحق بها في الوقت الراهن مثيرو مخاوف جدد: شيوخ نفط معممين في سيارات فارهة يمكنهم زعزعة الاقتصاد العالمي في أي وقت، إرهابيون متطرفون يُرقّصون العالم على شفا الحرب. ما زال الأوروبيون الناشئون في الثقافات اليونانية اللاتينية والمسيحية يتعاملون مع هذا العالم بشكل تقليدي مبالغ فيه، وباستثناء قطاع ضيق من المتخصصين، يتجاهلون ما بين 20 إلى 25 مليون مسلم يعملون في أوروبا، ويغضون الطرف تمامًا عن حقيقة أن المسلمين العرب أيضا ساهموا في تشكيل ثقافة قارتنا.
في الصفحات التالية، سأحاول الاقتراب أكثر من عالم هذا الدين الذي يعتنقه نحو ملياري شخص، وأوضح الجذور التاريخية والاجتماعية لأحداثه المدهشة. سأركز في المقام الأول على العالم العربي، وبقدر أقل على الشرق الأوسط الكبير الذي يشمل إيران وأفغانستان. أخص هذه المنطقة تحديدا لأنها منذ نشأتها وهي بؤرة الإسلام السياسي. ❝