█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وهتف : ˝فما تريدُ؟˝..
فأجبتُ : ˝أريدُ أعلى من هذا˝..
˝وما الّذي تراه أعلى مِن الشّعر ؟˝..
˝الأداة الّتي يُقال بها هذا الكلام˝..
˝فما هي ؟˝..
˝البلاغة˝..
˝فما ترى في البلاغة؟˝..
˝أنْ يَجوعَ اللّفظُ ويَشبعَ المعنى˝ . ❝
❞ حقارتي بدات من هنا ،من هذا الزواج الذي لا معنى له ،من هذه المغامرة التي لم تثمر غير كثير من الذل في حياتي وكثير من الانهزامية والتلاشي.
باني . ❝
❞ يا بُني اللغة فتنة ..
فأقول : ائذن لي ولا تفتني ..
فيضحك .. وتضحك نجمةٌ قريبةٌ أسمعها ( ألا في الفتنة سقطوا) ..
ويقول : نَكّر تُعرف ..
أخّر تُقدم .. أعطِ تأخذ .. احذف تجد ..
وأساله : هذا للكلام أم للبشر ؟
بل لكل موجودٍ .. يا بُني
ستطول غيبتُك عن شهودك ..
ولكن شهودكَ لن يزول ..
وسيحتقرك الناس وما سواهم كذلك ..
وسيزدرون ما تقول ..
فما اتى نبيٌّ بالمعجز إلا ازدُري وازدجر ..
فدع ما يقولون دُبُر أُذنيك ..
وانظر إلى غايتك ..
أترى هذه النجوم الضاحكة .. لا تثق بأحد حتى بها ..
..ثق فقط بقلبك بما تراه وأنت محجوباً عن عيون الخلق فإن عيونهم أجمعين غير عينيك ..
وأن أقدار السماوات وهبتك عيوناً لم توهب لبشرٍ قبلك ..
ولن توهب لأحدٍ بعدك ..
يا بُني أنظر .. هل ترى إنهم ينظرون ولا يرون ..
فإذا زال الحجاب حدّ البصرُ .. يا بُني ..
وكانت النجوم تجلس بين أيدينا كأنها تلاميذ طيّعة تسمع لهذا الشيخ الذي ازدُري في الأرض ووقّر في السماء . ❝
❞ ˝أفأنتَ القائل : أنا الربّ؟!˝..
˝لم يحدثْ˝..
˝أفتدعي إلى جانب النبّوة أنَك إله؟!˝..
˝حاشاي˝..
˝هل تقوم الجنّ على خِدمتك ومساعدتك في دعواك؟!˝..
˝الجِنُّ أعقل من أن تفعل ذلك˝..
˝هل أنت مُشعوذ؟˝..
˝لو كنتُ كذلك لأغويتُ رجالكَ فما استطاعوا أنْ يُوقِفوني بين يديك˝ . ❝
❞ وكلما قطعتُ فرسخاً من هذه الفراسخ تخثرت في روحي الأحزان ..
ولم تكن الذكرى لتعين على النسيان ..
كانت عوناً على الآلام ..
فإنما أبتُليتُ به من الوشايات والتهم لينشب في روحي نشوب السهم في الحلق ..
وإن أيام السجن التي تحز القلب كما يحز المبضع العنق لتتأوبني ..
فأفر منها فتتلقاني ..
وما ذلك أسىً على وجع في الجسد ..
ولكنه أسىً على عمرٍ يضيع ..
وصحبةٍ متعذرة ..
وأيام مهدورة . ❝