❞ قوانين عجيبة !
قانون الطابور : إذا كنت واقف في طابور بطيء وانتقلت الى طابور ثاني ماشي أسرع ، الطابور الذي كنت فيه يمشي أسرع من طابورك الذي انتقلت إليه.
قانون التليفون : لايمكن ان تتصل على رقم غلط ويطلع مشغول !
قانون التصليح : بعد ما تتوسخ إيدك من الشحم او الزيت ، تاتيك حكة في راسك
قانون المعدات : إذا وقع منك شيء ، تأكد انه يتدحرج لغاية الوصول الى مكان لاتستطيع ان تخرجه منه !
قانون الالكترونيات : إذا ارسلت جهاز عاطل الى مصلح تجده قد اشتغل !
قانون المصادفات : إذا كنت مع واحد ولا تريد أن يراك أحد معاه ، فجأة تلاقي جميع من تعرفهم موجودين في كل مكان !
قانون المفاتيح : إذا كانت عندك مفاتيح متشابهة ، وتريد أن تفتح باب البيت مثلاً ، يكون المفتاح المقصود هو آخر واحد تجربّه !
قانون إشارات المرور : إذا كان عندك مشوار مستعجل ، فكل ما توصل إشارة تقفل في وجهك !
قانون البحث : إذا حبيت تدور على شي مٌعين (لن تجده) مع إنك كنت كل يوم تراه امامك أو
يكون في يدك ...
قانون_الشاورما اذا اشتريت ساندويتش شاورما واحد.. تأكله مابتشبع ،، واذا اشتريت إثنين ستشبع من اول وحدة
وأنت أي واحدة صارت معك مما سبق .. ❝ ⏤أحمد شعلة
❞ قوانين عجيبة !
قانون الطابور : إذا كنت واقف في طابور بطيء وانتقلت الى طابور ثاني ماشي أسرع ، الطابور الذي كنت فيه يمشي أسرع من طابورك الذي انتقلت إليه.
قانون التليفون : لايمكن ان تتصل على رقم غلط ويطلع مشغول !
قانون التصليح : بعد ما تتوسخ إيدك من الشحم او الزيت ، تاتيك حكة في راسك
قانون المعدات : إذا وقع منك شيء ، تأكد انه يتدحرج لغاية الوصول الى مكان لاتستطيع ان تخرجه منه !
قانون الالكترونيات : إذا ارسلت جهاز عاطل الى مصلح تجده قد اشتغل !
قانون المصادفات : إذا كنت مع واحد ولا تريد أن يراك أحد معاه ، فجأة تلاقي جميع من تعرفهم موجودين في كل مكان !
قانون المفاتيح : إذا كانت عندك مفاتيح متشابهة ، وتريد أن تفتح باب البيت مثلاً ، يكون المفتاح المقصود هو آخر واحد تجربّه !
قانون إشارات المرور : إذا كان عندك مشوار مستعجل ، فكل ما توصل إشارة تقفل في وجهك !
قانون البحث : إذا حبيت تدور على شي مٌعين (لن تجده) مع إنك كنت كل يوم تراه امامك أو
يكون في يدك ..
قانون_الشاورما اذا اشتريت ساندويتش شاورما واحد. تأكله مابتشبع ،، واذا اشتريت إثنين ستشبع من اول وحدة
وأنت أي واحدة صارت معك مما سبق. ❝
❞ عرفتُ أنها تحبُ الزهور
فاشتريتُ باقة زهر
أنا لا أعرفُ
هي تحبُ أي لونٍ بالتحديد
فجمعت كل الألوان
جمعتُ زهور حمراء
وصفراء وبيضاء
وجلستُ أنتظرُ مرورها
لكنّها لم تمر
وبعدما سئمتُ من الإنتظار
قد أتتْ وحينما قدمتْ إليها الزهور
قالت عليها ميتةْ
لا تعلم أنّها ماتتْ من الإنتظار. ❝ ⏤الكاتب محمد الشيخ
❞ عرفتُ أنها تحبُ الزهور
فاشتريتُ باقة زهر
أنا لا أعرفُ
هي تحبُ أي لونٍ بالتحديد
فجمعت كل الألوان
جمعتُ زهور حمراء
وصفراء وبيضاء
وجلستُ أنتظرُ مرورها
لكنّها لم تمر
وبعدما سئمتُ من الإنتظار
قد أتتْ وحينما قدمتْ إليها الزهور
قالت عليها ميتةْ
لا تعلم أنّها ماتتْ من الإنتظار. ❝
❞ حين فكرت في مصابيح الغاز وأنا في الطريق رفعت عيني إلى السماء؛ كانت شديدة الحلكة، وبصعوبة يمكن تميز مزق الغيوم، وبينهما بقع سوداء عميقة، في إحدى تلك البقع استطعت أن أرى نجماً صغيراً فرحت أحدق به متأملا؛ لقد أيقظ النجم في فكرة: في تلك الليلة قررت الانتحار، قبل شهرين منها كنت قد صممت على قتل نفسي، ورغم فقري الشديد اشتريت مسدساً رائعاً، وحشوته في ذلك اليوم نفسه، ثم مر شهران والمسدس مرمي في الدرج، وقد بلغت من شدة عدم اكتراثي أو ى أن تمنيت في النهاية أن أقبض على دقيقة واحدة أحس فيها أن شيئا ما يستحق الاهتمام، لماذا؟ لا أدري، وهكذا وخلال ذينك الشهرين كنت أعود إلى البيت كل يوم وأفكر بالانتحار، وأنتظر اللحظة المناسبة.
والآن يمنحني هذه النجم فكرة؛ أن أنفذ ما عقدت عليه العزم في هذه الليلة \"بالذات\"، أما لماذا قدم لي النجم هذه الفكرة ـ فلا أعلم!. ❝ ⏤فيودور دوستويفسكي
❞ حين فكرت في مصابيح الغاز وأنا في الطريق رفعت عيني إلى السماء؛ كانت شديدة الحلكة، وبصعوبة يمكن تميز مزق الغيوم، وبينهما بقع سوداء عميقة، في إحدى تلك البقع استطعت أن أرى نجماً صغيراً فرحت أحدق به متأملا؛ لقد أيقظ النجم في فكرة: في تلك الليلة قررت الانتحار، قبل شهرين منها كنت قد صممت على قتل نفسي، ورغم فقري الشديد اشتريت مسدساً رائعاً، وحشوته في ذلك اليوم نفسه، ثم مر شهران والمسدس مرمي في الدرج، وقد بلغت من شدة عدم اكتراثي أو ى أن تمنيت في النهاية أن أقبض على دقيقة واحدة أحس فيها أن شيئا ما يستحق الاهتمام، لماذا؟ لا أدري، وهكذا وخلال ذينك الشهرين كنت أعود إلى البيت كل يوم وأفكر بالانتحار، وأنتظر اللحظة المناسبة.
والآن يمنحني هذه النجم فكرة؛ أن أنفذ ما عقدت عليه العزم في هذه الليلة ˝بالذات˝، أما لماذا قدم لي النجم هذه الفكرة ـ فلا أعلم!. ❝
❞ اللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم ! ...
مدير السجن الحربي الذي كان يعذب المسجونين وينزع أظافرهم ، ويعلقهم من أرجلهم ، ويطلق عليهم الكلاب الوحشية ، ويطفئ سجائره في المواطن الحساسة من اجسامهم .. مات في حادث سيارة على طريق مصر إسكندرية الزراعي اصطدم بعربة نقل تحمل أسياخا حديدية .. دخلت الأسياخ في قلبه وخرجت من ظهره انتقل الى الآخره مرشوقا في هذه الأسياخ ..
والرجل الذي كان يحمل نعش أبيه في الطريق إلى المدافن ويتشاجر على الميراث سقط في الحفرة التي وضع فيها أبوه فاقد النطق ومات الى جواره بسكته قلبية .
والمرأة التي اعتادت على تعاطي الحشيش لتطيل الذة ماتت تحت رجل آخر غير زوجها .. طالت بها الغيبوبة وخرجت من الدنيا إلى اللّه دون توبة .
والذين قفزوا من السفينة الغارقة ماتوا وأكلتهم قروش البحر والعجوز ذو المائة سنة المريض بالسكر والضغط والذبحة الذي لم تسعفه قدماه فى اللحاق بهم والقفز معهم بقى ملقي في قاع السفينة حتى جاءه النجدة وأنقذواه .
وجراح السرطان الموهوب قتل ابنه خطأ في علمية تافهة أتفه من خراج .
والإسكندر الأكبر قتلته بعوضه في بابل .
وفي سنه ١٩ قتل فيروس متناه في الصغار لا يرى بالعين ولا بالمجهر .. عشرين مليونا بالانفلونزا ..
إنه صاحب الجلالة الموت .
أقرب إلى كل منا من ظله .. بل أقرب إلى الواحد من نطقه .. و أقرب اليه من نفسه التي بين جنبيه .
يجري في الدم واللعاب والنبض ويسكن النخاع .
كل منا يحمل نعشه على كتفيه ، ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط ولكنه لابد ان يسقط لأن كل الذين سبقوه قد سقطوا .
ياسادتي الارض مغطاة برفات الموت .
وتحت القاهره ثلاث مدن وثلاثة عصور نمشي ونرقص على رفاتها وجماجمها .
وغدا يمشي الاحفاد على ترابنا ، في لا مبالاة تامة وكل منهم مشغول بحاله ملفوف في همومه .
نعم إنها تلك اللامبالاة التامة يا سادتي هي التي تثير الدهشة .
تلك الحالة الذاتية التي تلف الواحد منا و تغلفه وتطمس سمعه و بصره وبصيرته ، فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يبكي من الحب او يخطط لسرقة ، أو يتآمر على قتل في هدوء عجيب وثقة وكانه يعيش وحده ، وكأن العالم غرفته الخاصه يتصرف فيها على هواه ، وكانه خالد مخلد لا يموت ؛ بل انه يخطط لموت الآخرين ولا يخطر موته هو على باله لحظة واحدة .
نعم يا سادة تلك الغفلة واللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم .
وحينما تعرفون كيف أصبح مليونيراً سوف توافقون معي على انه أذكي رجل في العالم بالفعل .
ولندعه ويحكي بنفسه بداية القصة .
كان ذلك في الصيف ١٩٥٠ حينما رست في ميناء الإسكندرية سفينة محملة بمخلفات الجيش .
وصعد السماسرة وتجار المخلفات على سطحها ، ليفاجأوا بأن كل حمولتها أحذية .. نصف مليون حذاء .. كلها فرد يمين .. أي أنها لا تنفع بشـيء ولن يشتريها احد بمليم .
ورفض تاجر واحد ان يمد يده ليشتريها .
وابتدأ المزاد من الصفر وظل واقفاً عند الصفر .
وحيئذ تقدمت انا واشتريت الحموله كلها بجنيهات قليلة ، وأنا أتصور أني ألقى بهذه الجنيهات في البحر .. وأقول لنفسي .. ربما تظهر لها منفعة في المستقبل .. وأضحك وانا أتذكر مقالا قرأته بان هناك نوع من البيرة يصنع من من منقوع الصرم القديمة .
والقيت بها في المخزن .
ومر أسبوعان بالضبط .
وفي يوم ثلاثاء كنت أقف على رصيف الميناء .. وكانت هناك سفينة مخلفات ترسو ..
وصعدنا على سطحها لنفاجأ بأن الحامولة كلها أحذية .. نصف مليون حذاء كلها .. فردة شمال .. الجزء المفقود من الصفقة الماضية ولم يتقدم احد للشراء .. فمَنْ يشترى نصف مليون حذاء كلها فردة واحدة .. ولم يعقد مزاد .
وكنت انا الشاري الوحيد الذي التي رست عليه البيعة بجنيهات قليلة .
وهكذا اصبحت مليونيراً في لحظة وبدون جهد ولا عمل وانما بخبطة حظ قلما يجود بمثلها الزمان .
وهكذا يا ساده بدأ أذكى رجل في العالم حياته .
ولأن الثروة جاءته بلا جهد وبلا عرق .. ولأنها جاءته على شباب وصحة وفراغ .. فإنه كان طبيعيا أن يلهو و يلعب و يرخي الحبل لهواه .
وعرف النوعيات الهابطة من النساء .
وعرف السهرات المبتذلة .
ولكنه كان دائما الرجل الذكي القوي الذي يعرف كيف ومتى ينخفض عن نفسه تلك النوعيات الطفيلية ، ومتى ينبذ اللهو ويفيق ليعاود العمل في همة ونشاط .
ولكن الاقوياء لا يظلون اقوياء دائماً .
وفي كل إنسان ثغرة ! .
حتى اذكى الأذكياء لا يسلم من ضعف ، يمكن ان يتسلل منه الإغراء وتدخل الفتنه .
ودعوه يحكي بنفسه بقية القصة :
كنت أعيش في خفة لا أحمل همـًا لغـد ولا ألقي بالا لشيء .. كل ما أتمناه أجده .. وكل ما احلم به أحققه بالحيلة أو الذكاء ، أو بالمكر أو بالمال .
وكان كل شيء حولي قابلا للشراء ، وقابلا للمساومة وكانت الدنيا كلها رخيصة في متناول اليد .
حتى التقيت بها في حفل السفارة .
امرأة دقيقة التكوين ، نحيلة كشـبح ، ناعمة ، حريرية ، مشعة ، صوتها هامس يتسلل إلى ما تحت الجلد ، ويسكن العظم .
وعقلها حاد متألق .
وشخصيتها مزيج عجيب من الثقافات والمواهب .
وروحها مغناطيسية .
وكأنما حولها مجال غير منظور إذا وقعت في نطاق جاذبيته لا تستطيع أن تبرحه ، وإنما تظل تدور وتدور فيه كما تدور الأقمار حول النجوم .
وقد رأيت نفسي ادور حولها فلا أستطيع الإفلات .
و رايت نفسي سائراً إلى إحدى نهايتين : أن أقترن بها أو أحترق فيها .
ولكنها متزوجة .. وزوجها يعبدها ولن يطلقها بحال .
وهي لا تحبه و لكنها لا تملك ان تطلق نفسها منه .
وضاقت دنياي الواسعة حتى أصبحت زنزانة .
و فارقتني قوتي .
و هجرنى ذكائي .
و بكيت كطفل .
و عشت لحظات كالمجنون .
كانت تقول لي : نهـرب .
ثم مع الوقت والعادة أصبحت هذه الكلمات المجنونة هي العقل والمعقول بالنسبه لنا .
أصبحنا نرى بقية العالم مجانين ، لأنه لا يرى ما نراه .
و اصبحنا نرى الدنيا مسكناً للبلادة والخمول والغباء والسخف ، ولم نعد نجد لانفسنا مكاناً في هذه الدنيا .
وبدات تختمر في ذهني فكرة الهجرة والهرب بها .
وكانت لي أعمال في السودان و كينيا و أوغندا .
و رأيت نفسي ذات ليلة و دون أن أدري أخرج بها بجواز سفر مزور طائراً إلى السودان .. و من السودان إلى كينيا .
وقضينا شهر العسل في نيروبي بين مغاني الغابه العذراء وتحت استوائيه وتغرد فيها العصافير الملونه وترقص الفراشات .
كان هذا يا سادة هو الفصل الثاني من قصة اذكى رجل في العالم .
ودعوني احكي لكم الفصل الثالث والختامي وكانت رحلة شاعرية ، خرج فيها العشيقان لقضاء الويك اند على شاطئ بحيرة " ليك مانيارا " في فندق البامبو الجميل .. وفي احد المفاتن الذي يقصده اصحاب الملايين واهل الفن والذوق للاستمتاع بالموسيقى والحب والرقص والطعام الشهي ، و الخمر الجيدة في بيئة طبيعية ساحرة تمرح فيها الوحوش والغزلان .
والطريق إلي " ليك مانيارا " تصعد في السيارة جبالا شاهقة .. وقممـًا معممة بالضباب .
وكان صاحبنا يقود السيارة وهو يصفر بفمه لحنـًا شعبيـًا ويحتضن محبوبته ، ويشير الى الخور السحيق الذي يهوى إليه البصر في جانب الطريق .. في أقصى القاع يفترش الأرض دغل طبيعي من نباتات وحشيه ذات تلافيف متعانقة متشابكة ، في معترك من الأغصان والأوراق والازهار تتوه في العين فلا تبين أرضـًا .. وإنما خضرة متكاتفة علي خضرة .
منظر خلاب آخاذ يصيب الرأس بالدوار .
وقد دارت رأس الاثنين بخمرة النظر وذابا حبا .
والتقت الشفاه على ارتفاع تسعة آلاف قدم ، وسقطت العربة في حفرة وفي لحظة خاطفة كانت تتدحرج في الخور كالقذيفة .
وبعد دقيقة كانت تستقر في القاع محطمة .
أما هو فكان راقداً في وعيه ولكـن بلا حراك بسبب كسور في عظام الحوض .
أما هي فكانت تهمس وتتلوي ثم تفقد الوعي بسبب النزيف .
ثم تعود في فتفيق فتعود إلى الهمس المخنوق والتأوه وكان سقوطهمـا وسط مسـتعمره للنمـل الأحمـر .
وزحفـت عليهمـا جيـوش النمـل .
نعم يا سادة اكلهمـا النمـل وهم أحياء فاقدا الحراك ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى على الصراخ .. ولا يقوى على الدفاع عن نفسه .
وانتهت قصة أذكى رجل في العالم واجمل امرأه .
ولم يبقى اثر للقصة سوي ذلك الإعلان المتكرر في جميع الجرائد والذي ظل ينشر بالقاهرة ، على مدى اسابيع عن السيدة التي خرجت من بيتها ولم تعد ومعه نشرة كاملة بأوصافها .. بيضاء ، نحيلة ، سوداء الشعر ، زرقاء العينين في جاكيت وبنطلون من القطيفه السوداء وكرافات تركواز ، وعلى من يتعرف عليها الاتصال بالتليفون كذا .
وكان القراء يقرؤون الإعلان كل يوم .. ولم يكون أحد منهم يعلم أنها أصبحت هي وصاحبها فتاتـًا في بطن ستمائة الف نملـة من النمـل الأحمـر ، في وسط افريقيا الاستوائية .
إنه صاحب الجلالة الموت .
و الكـل فـی غفلـة .
د/ مصطفى محمود رحمهُ اللَّه
من كتاب / المسيـخ الدجـال. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ اللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم ! ..
مدير السجن الحربي الذي كان يعذب المسجونين وينزع أظافرهم ، ويعلقهم من أرجلهم ، ويطلق عليهم الكلاب الوحشية ، ويطفئ سجائره في المواطن الحساسة من اجسامهم . مات في حادث سيارة على طريق مصر إسكندرية الزراعي اصطدم بعربة نقل تحمل أسياخا حديدية . دخلت الأسياخ في قلبه وخرجت من ظهره انتقل الى الآخره مرشوقا في هذه الأسياخ .
والرجل الذي كان يحمل نعش أبيه في الطريق إلى المدافن ويتشاجر على الميراث سقط في الحفرة التي وضع فيها أبوه فاقد النطق ومات الى جواره بسكته قلبية .
والمرأة التي اعتادت على تعاطي الحشيش لتطيل الذة ماتت تحت رجل آخر غير زوجها . طالت بها الغيبوبة وخرجت من الدنيا إلى اللّه دون توبة .
والذين قفزوا من السفينة الغارقة ماتوا وأكلتهم قروش البحر والعجوز ذو المائة سنة المريض بالسكر والضغط والذبحة الذي لم تسعفه قدماه فى اللحاق بهم والقفز معهم بقى ملقي في قاع السفينة حتى جاءه النجدة وأنقذواه .
وجراح السرطان الموهوب قتل ابنه خطأ في علمية تافهة أتفه من خراج .
والإسكندر الأكبر قتلته بعوضه في بابل .
وفي سنه ١٩ قتل فيروس متناه في الصغار لا يرى بالعين ولا بالمجهر . عشرين مليونا بالانفلونزا .
إنه صاحب الجلالة الموت .
أقرب إلى كل منا من ظله . بل أقرب إلى الواحد من نطقه . و أقرب اليه من نفسه التي بين جنبيه .
يجري في الدم واللعاب والنبض ويسكن النخاع .
كل منا يحمل نعشه على كتفيه ، ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط ولكنه لابد ان يسقط لأن كل الذين سبقوه قد سقطوا .
ياسادتي الارض مغطاة برفات الموت .
وتحت القاهره ثلاث مدن وثلاثة عصور نمشي ونرقص على رفاتها وجماجمها .
وغدا يمشي الاحفاد على ترابنا ، في لا مبالاة تامة وكل منهم مشغول بحاله ملفوف في همومه .
نعم إنها تلك اللامبالاة التامة يا سادتي هي التي تثير الدهشة .
تلك الحالة الذاتية التي تلف الواحد منا و تغلفه وتطمس سمعه و بصره وبصيرته ، فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يبكي من الحب او يخطط لسرقة ، أو يتآمر على قتل في هدوء عجيب وثقة وكانه يعيش وحده ، وكأن العالم غرفته الخاصه يتصرف فيها على هواه ، وكانه خالد مخلد لا يموت ؛ بل انه يخطط لموت الآخرين ولا يخطر موته هو على باله لحظة واحدة .
نعم يا سادة تلك الغفلة واللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم .
وحينما تعرفون كيف أصبح مليونيراً سوف توافقون معي على انه أذكي رجل في العالم بالفعل .
ولندعه ويحكي بنفسه بداية القصة .
كان ذلك في الصيف ١٩٥٠ حينما رست في ميناء الإسكندرية سفينة محملة بمخلفات الجيش .
وصعد السماسرة وتجار المخلفات على سطحها ، ليفاجأوا بأن كل حمولتها أحذية . نصف مليون حذاء . كلها فرد يمين . أي أنها لا تنفع بشـيء ولن يشتريها احد بمليم .
ورفض تاجر واحد ان يمد يده ليشتريها .
وابتدأ المزاد من الصفر وظل واقفاً عند الصفر .
وحيئذ تقدمت انا واشتريت الحموله كلها بجنيهات قليلة ، وأنا أتصور أني ألقى بهذه الجنيهات في البحر . وأقول لنفسي . ربما تظهر لها منفعة في المستقبل . وأضحك وانا أتذكر مقالا قرأته بان هناك نوع من البيرة يصنع من من منقوع الصرم القديمة .
والقيت بها في المخزن .
ومر أسبوعان بالضبط .
وفي يوم ثلاثاء كنت أقف على رصيف الميناء . وكانت هناك سفينة مخلفات ترسو .
وصعدنا على سطحها لنفاجأ بأن الحامولة كلها أحذية . نصف مليون حذاء كلها . فردة شمال . الجزء المفقود من الصفقة الماضية ولم يتقدم احد للشراء . فمَنْ يشترى نصف مليون حذاء كلها فردة واحدة . ولم يعقد مزاد .
وكنت انا الشاري الوحيد الذي التي رست عليه البيعة بجنيهات قليلة .
وهكذا اصبحت مليونيراً في لحظة وبدون جهد ولا عمل وانما بخبطة حظ قلما يجود بمثلها الزمان .
وهكذا يا ساده بدأ أذكى رجل في العالم حياته .
ولأن الثروة جاءته بلا جهد وبلا عرق . ولأنها جاءته على شباب وصحة وفراغ . فإنه كان طبيعيا أن يلهو و يلعب و يرخي الحبل لهواه .
وعرف النوعيات الهابطة من النساء .
وعرف السهرات المبتذلة .
ولكنه كان دائما الرجل الذكي القوي الذي يعرف كيف ومتى ينخفض عن نفسه تلك النوعيات الطفيلية ، ومتى ينبذ اللهو ويفيق ليعاود العمل في همة ونشاط .
ولكن الاقوياء لا يظلون اقوياء دائماً .
وفي كل إنسان ثغرة ! .
حتى اذكى الأذكياء لا يسلم من ضعف ، يمكن ان يتسلل منه الإغراء وتدخل الفتنه .
ودعوه يحكي بنفسه بقية القصة :
كنت أعيش في خفة لا أحمل همـًا لغـد ولا ألقي بالا لشيء . كل ما أتمناه أجده . وكل ما احلم به أحققه بالحيلة أو الذكاء ، أو بالمكر أو بالمال .
وكان كل شيء حولي قابلا للشراء ، وقابلا للمساومة وكانت الدنيا كلها رخيصة في متناول اليد .
حتى التقيت بها في حفل السفارة .
امرأة دقيقة التكوين ، نحيلة كشـبح ، ناعمة ، حريرية ، مشعة ، صوتها هامس يتسلل إلى ما تحت الجلد ، ويسكن العظم .
وعقلها حاد متألق .
وشخصيتها مزيج عجيب من الثقافات والمواهب .
وروحها مغناطيسية .
وكأنما حولها مجال غير منظور إذا وقعت في نطاق جاذبيته لا تستطيع أن تبرحه ، وإنما تظل تدور وتدور فيه كما تدور الأقمار حول النجوم .
وقد رأيت نفسي ادور حولها فلا أستطيع الإفلات .
و رايت نفسي سائراً إلى إحدى نهايتين : أن أقترن بها أو أحترق فيها .
ولكنها متزوجة . وزوجها يعبدها ولن يطلقها بحال .
وهي لا تحبه و لكنها لا تملك ان تطلق نفسها منه .
وضاقت دنياي الواسعة حتى أصبحت زنزانة .
و فارقتني قوتي .
و هجرنى ذكائي .
و بكيت كطفل .
و عشت لحظات كالمجنون .
كانت تقول لي : نهـرب .
ثم مع الوقت والعادة أصبحت هذه الكلمات المجنونة هي العقل والمعقول بالنسبه لنا .
أصبحنا نرى بقية العالم مجانين ، لأنه لا يرى ما نراه .
و اصبحنا نرى الدنيا مسكناً للبلادة والخمول والغباء والسخف ، ولم نعد نجد لانفسنا مكاناً في هذه الدنيا .
وبدات تختمر في ذهني فكرة الهجرة والهرب بها .
وكانت لي أعمال في السودان و كينيا و أوغندا .
و رأيت نفسي ذات ليلة و دون أن أدري أخرج بها بجواز سفر مزور طائراً إلى السودان . و من السودان إلى كينيا .
وقضينا شهر العسل في نيروبي بين مغاني الغابه العذراء وتحت استوائيه وتغرد فيها العصافير الملونه وترقص الفراشات .
كان هذا يا سادة هو الفصل الثاني من قصة اذكى رجل في العالم .
ودعوني احكي لكم الفصل الثالث والختامي وكانت رحلة شاعرية ، خرج فيها العشيقان لقضاء الويك اند على شاطئ بحيرة ˝ ليك مانيارا ˝ في فندق البامبو الجميل . وفي احد المفاتن الذي يقصده اصحاب الملايين واهل الفن والذوق للاستمتاع بالموسيقى والحب والرقص والطعام الشهي ، و الخمر الجيدة في بيئة طبيعية ساحرة تمرح فيها الوحوش والغزلان .
والطريق إلي ˝ ليك مانيارا ˝ تصعد في السيارة جبالا شاهقة . وقممـًا معممة بالضباب .
وكان صاحبنا يقود السيارة وهو يصفر بفمه لحنـًا شعبيـًا ويحتضن محبوبته ، ويشير الى الخور السحيق الذي يهوى إليه البصر في جانب الطريق . في أقصى القاع يفترش الأرض دغل طبيعي من نباتات وحشيه ذات تلافيف متعانقة متشابكة ، في معترك من الأغصان والأوراق والازهار تتوه في العين فلا تبين أرضـًا . وإنما خضرة متكاتفة علي خضرة .
منظر خلاب آخاذ يصيب الرأس بالدوار .
وقد دارت رأس الاثنين بخمرة النظر وذابا حبا .
والتقت الشفاه على ارتفاع تسعة آلاف قدم ، وسقطت العربة في حفرة وفي لحظة خاطفة كانت تتدحرج في الخور كالقذيفة .
وبعد دقيقة كانت تستقر في القاع محطمة .
أما هو فكان راقداً في وعيه ولكـن بلا حراك بسبب كسور في عظام الحوض .
أما هي فكانت تهمس وتتلوي ثم تفقد الوعي بسبب النزيف .
ثم تعود في فتفيق فتعود إلى الهمس المخنوق والتأوه وكان سقوطهمـا وسط مسـتعمره للنمـل الأحمـر .
وزحفـت عليهمـا جيـوش النمـل .
نعم يا سادة اكلهمـا النمـل وهم أحياء فاقدا الحراك ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى على الصراخ . ولا يقوى على الدفاع عن نفسه .
وانتهت قصة أذكى رجل في العالم واجمل امرأه .
ولم يبقى اثر للقصة سوي ذلك الإعلان المتكرر في جميع الجرائد والذي ظل ينشر بالقاهرة ، على مدى اسابيع عن السيدة التي خرجت من بيتها ولم تعد ومعه نشرة كاملة بأوصافها . بيضاء ، نحيلة ، سوداء الشعر ، زرقاء العينين في جاكيت وبنطلون من القطيفه السوداء وكرافات تركواز ، وعلى من يتعرف عليها الاتصال بالتليفون كذا .
وكان القراء يقرؤون الإعلان كل يوم . ولم يكون أحد منهم يعلم أنها أصبحت هي وصاحبها فتاتـًا في بطن ستمائة الف نملـة من النمـل الأحمـر ، في وسط افريقيا الاستوائية .
❞ من قسم التانكا أخترت لكم:
قبعة السّاحر
اشتريت واحدة
لأخرجك منها متى أشاء
لم أكن أدري بأنك
ترتدين خرزة زرقاء
**************
فُؤادكِ
كجملةٍ غراميّة في
روايةٍ مُنقرِضة
حُظيتُ باقتِباسِها
ثمَ تعذّرتْ الرّؤية
***************
لِمَا كُلُّ هَذَا الْغُرُورِ
سَفِينَةُ التَّايتَنك الْفَاخِرَة
دَمرَها جَبَلُ الجَلِيدِ
الَّذِي يَذُوب وَيَتَلَاشَى
فِي وَجْهِ شَمْعِةٍ صَغِيرَة
***************
تخطيط قلب
الخفقان في ذروته
يقول الطبيب
ابعدوها عنه قليلاً
إنها أعراض الحب
***************
يزورنا ربيع باهت
يقطف الورود في أوجها
ويرميها بلا روح
زهرة الشباب أصبحت
عجوز ذابلة شاحبة
***************
ثغور الوطن
تعبر بلا قيود
أصوات القذائف
رصيدي رسائل حرب
يا ليتها بحذف الراء
***************
عصف السماء
بقايا القوارب المهاجرة
رسالة حب في زجاجة
كم اغتال البحر
من ذكريات عشاق
***************
على الشاطئ الرملي
ما تزال الصور تخلد
أسامينا التي محاها الموج
قصائدي منقحة
بكل البحور الخليلية
***************
بِأنفَاسِي الدَّافِئة
أتَفننُ بِكِتَابِة اسْمَكِ
عَلَى زُجَاجِ النَّافِذَةِ
ثَلَاث حُرُوف
أَنَا أدمَنتكِ
***************
فِي مِحْرَابِ الْهَوَى
تَفُوحُ رَائِحَةُ الْبَخُور
قدِيسيَّةٌ أَنْتِ
الْخِلْعَة الْخَضْرَاء
تُقَاوِمُ تَعوِيذَاتي
***************
رُوحَان بِجَسَد
مِن الشِّرْيَان للورِيد
مُكَالَمَة مَشْغُولَة
الْقَلْب مُتَّصِلٌ بِكِ
الْعَقْل خَارِج نِطَاق التَّغْطِيَة
***************
قيثَارة
بِسَبْعَةِ أَوْتَار
أعزفُ لَحْن الْغُيَّاب
كُؤُوس الْخَمْر فَارِغَة
وَعَقْلِي مُمْتَلِئ بِكِ
***************
وحيد في مرسمي
كل الألوان باهتة في غيابك
لوحتي غير مكتملة
في حضورك فقط
تنطق الريشة بحبك
***************
سقوط الشهب
تتعدد الأمنيات
لوجودك معي
أقول أحبك
بعدد النّجمات
***************. ❝ ⏤مصطفى جميل شقرة
❞ من قسم التانكا أخترت لكم:
قبعة السّاحر
اشتريت واحدة
لأخرجك منها متى أشاء
لم أكن أدري بأنك
ترتدين خرزة زرقاء