█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ جئنا إلى هذه الحياة غير مخيرين ونذهب غير مخيرين إن طوعا وإن كرها؛ فمد يدك بالرضا والمتابعة للأقدار أو إنزعها إن شئت فإنك على الطاعة ما أنت على الكره وعلى الرضا ما أنت على الغضب . ❝
❞ لا تعجلي!
أنتِ أيضاً صحابيّة!
تريدين أن تعرفي أدقَّ تفاصيل دينكِ،
لأنكِ تعرفين أنَّ الله سبحانه لا يُعبد من جهلٍ،
وأن المرءَ كلما استقام له الفهم بانت له الحكمة!
وها أنتِ اليوم رفقة نبيكِ وحبيبكِ ﷺ،
وها أنتِ تسمعينه يقول:
يُستجاب لأحدكم ما لم يعجّل، يقول: دعوتُ فلم يُستجب لي!
يا صحابيَّة،
إن الله تعالى يُحِبُّ العبدَ اللحوح،
تقولُ أمكِ عائشة رضي الله عنها:
ذات يومٍ دعا النبيُّ ﷺ، ثم دعا، ثم دعا!
ويوم بدرٍ حين رأى جموع المشركين قد أقبلتْ
استقبلَ القِبلة، ثم رفع يديه يقول ﷺ:
اللهم أنْجِزْ لي ما وعدتني،
اللهم إنك إن تُهلِكْ هذه العصابة من أهل الإسلام،
لا تُعبدُ في الأرض أبداً!
وما زال يدعو، ويدعو، حتى سقط رداؤه ﷺ من على منكبيه
فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه ووضعه على منكبيه
ثم قال له: يا نبيَّ الله كفاكَ مناشدتكَ ربّكَ!
فإنه سينجز لكَ ما وعدكَ!
يا صحابيَّة،
إن كان لكِ عند الله حاجة فألحّي بها،
ولا تستأخري الإجابة فتتوقفي عن الدعاء!
لعلَّ الله تعالى يُحِبُّ أن يسمعَ صوتكِ!
كرري دعوتكِ، ولا تملي منها أبداً،
وتحرّي في دعائكِ أوقات الإجابة،
فهي أرجى من غيرها لإجابة الدعاء!
فإذا فرغ المؤذن من الأذان،
صلي على نبيكِ وسلي له الوسيلة ،
ثم ارفعي إلى الجبار حاجتكِ!
وإذا هطل المطر فقولي: اللهم صيباً نافعاً،
ثم ارفعي إلى المليكِ حاجتكِ!
وإذا نظرتِ إلى الكعبة
فقولي: اللهم زِدْ هذا البيت تعظيماً وتشريفاً،
ثم ارفعي إلى المعطي حاجتكِ!
وإذا كنتِ في السجود فلا تعجلي رفع رأسكِ،
سلي الحاجة في السجود فإنكِ فيه أقرب ما تكونين إلى ربكِ!
واقصدي مسكيناً في بيته، وضعي في يده صدقة!
ومريضاً لا يجد ثمن دوائه واشتريه له!
وأرملة ذات أولاد ومعكِ بعض الطعام والثياب!
وفاقدة أب أو أخ أو حبيب فزوريها وعزيها!
وهناك ارفعي حاجتكِ فإن الله عند المنكسرة قلوبهم!
يا صحابيَّة،
أحياناً تتأخر الإجابة بذنبٍ أنتِ عليه،
وإن الجبار ينتظرُ توبتكِ ليعطيكِ!
خرجَ موسى عليه السلام ببني إسرائيل لصلاة الاستسقاء،
وقد أجدبت الأرض، وكاد الناس أن يهلكوا،
ولكن المطر رغم الصلاة لم يهطل،
وأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن فيهم عبداً عاصياً،
فأخبرهم بذلك، وطلبَ منهم أن يخرج هذا العاصي من بينهم،
وما هي إلا لحظات حتى انهمر المطر!
فسألَ موسى عليه السلام ربَّه عن سبب نزول المطر،
رغم أن هذا العاصي لم يخرج من بينهم،
فأخبره الله تعالى بأن العاصي قد تاب بينه وبين ربه،
فسأل موسى عليه السلام عنه، فقال له الله تعالى:
يا موسى، سترته عاصياً فكيف أفضحه تائباً!
أمة كاملة حُرمتْ المطر بسبب عاصٍ لم يتب!
فمن باب أولى أن يُحرم المرء إجابة دعوته بسبب معصيته هو!
فإن كانت لكِ دعوة تأخرتْ فراجعي نفسكِ!
انظري في ذنبٍ يحتاجُ إقلاعاً،
فلعله هو الذي يحول بين دعائكِ وإجابته،
فإنَّ الله تعالى ما أمر بالمسألة إلا لأنه يريدُ أن يعطي،
وإنَّ المنع في كثير من الأحيان كامن فينا نحن
فراجعي نفسكِ!
يا صحابيَّة،
قال رجل لعيسى عليه السلام: أوصني!
فقال له: اُنظُرْ إلى رغيفك من أين هو!
بمعنى: ابحثْ عن الحلال!
إن المال الحرام يحول بين الدعاء والإجابة،
وفي الحديث الشريف يقول النبي ﷺ:
إنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين،
فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾
وقال: ﴿˝يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾
ثم ذكرَ الرجل يطيل السفر، أشعثَ أغبر
يمدُّ يديه إلى السماء: يارب، يارب!
ومطعمه حرام، وشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذيَ بالحرام،
فأنّى يُستجاب له؟!
فإذا تأخرت الإجابة عنكِ فانظري في مصدر دخلكِ،
لعلَّ لكِ تجارة داخلها شيء من حرام،
فأصلحي هذا أولاً، ثم أبشري بالإجابة!
يا صحابيَّة،
كان أحد التابعين يسألُ الله أن يُيسر له الجهاد،
فلم ييسره الله تعالى له،
فلما استغربَ عدم الإجابة، رأى في المنام من يقول له:
إنكَ إن غزوتَ أُسِرْتَ، وإن أُسِرْتَ تنصَّرتَ!
إن الله تعالى يحرمنا أحياناً لأنه يحبنا!
ويمنع عنا الشيء الذي نطلبه لأنه فيه ضرر لنا،
وكان الأوائل يفرحون بإجابة الدعاء مرَّة،
ويفرحون بعدم إجابته مرتين!
لأن الإجابة هي اختيار المرء لنفسه،
أما المنع فهو اختيار الله لعبده،
وخيرة الله لنا خير من خيرتنا لأنفسنا!
لعلَّ الحبيب الذي سألتِ الله إياه طويلاً فمنعكِ،
الحياة ستكون معه جحيماً لا يُطاق وقد يفتنكِ في دينكِ!
أنتِ لا ترين من الكتاب إلا غلافه،
ولعلَّ الوظيفة التي كنتِ تريدينها وحُرمتِ منها،
كانت النجاة كل النجاة أن لا تكوني فيها!
إنَّ الله تعالى يُقلِّب الأمور بطريقة مدهشة،
لا يستطيع فكرنا البشري القاصر أن يدركها،
فأحسني الظن باللهِ،
واعلمي أن اختياراته لكِ هي عين نجاتكِ!
وأن منعه إياكِ هي عين عطائكِ!
يا صحابيَّة،
قد تتأخر الإجابة لأن الوقت لم يحن بعد،
بعض الأشياء إذا أخذناها باكراً أتلفناها أو أتلفتنا!
على بعض الوقت أن يمضي أولاً،
على بعض الأسباب أن تتهيأ،
على بعض النضج أن نكتسبه!
واقرئي إن شئتِ قول ربكِ:
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾
بعض العطاء مرهون بالوقت،
ولعل وقت إجابتكِ لم يحن بعد،
فلا تقلعي عن الدعاء، وانتظري!
واقرئي أيضاً قول ربكِ:
﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾
لو أخذ اليتيمان الكنز باكراً لأضاعاه،
أو لسلبهم الناس إياه،
كان على بعض العطاء أن يبقى مخبئاً حتى تحين اللحظة المناسبة! . ❝
❞ جميل أن تتعلم من دروس الحياةألا تحتفظ إلا بالذكريات الجميلة مع الآخرين, وأن تتعلم العفوية,والسذاجة إن شئت, في التعامل مع الوجوه الجديدة ,دون أن تكون عرضة للاستغفال أو الخداع الذي يوقعك في مهاوي الطريق . ❝
❞ سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)
سلام قولا من رب رحيم قال ابن الأنباري : ولهم ما يدعون وقف حسن ، ثم تبتدئ : ˝ سلام ˝ على معنى ذلك لهم سلام . ويجوز أن يرفع السلام على معنى : ولهم ما يدعون مسلم خالص . فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على ˝ ما يدعون ˝ . وقال الزجاج : ˝ سلام ˝ مرفوع على البدل من ˝ ما ˝ أي : ولهم أن يسلم الله عليهم ، وهذا منى أهل الجنة .
وروي من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم فإذا الرب تعالى قد اطلع عليهم من فوقهم فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة . فذلك قوله : سلام قولا من رب رحيم . فينظر إليهم وينظرون إليه ، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ، فيبقى نوره وبركاته عليهم في ديارهم ذكره الثعلبي والقشيري . ومعناه ثابت في صحيح مسلم ، وقد بيناه في [ يونس ] عند قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ويجوز أن تكون ˝ ما ˝ نكرة ، و ˝ سلام ˝ نعتا لها ، أي : ولهم ما يدعون مسلم . ويجوز أن تكون ˝ ما ˝ رفع بالابتداء ، و ˝ سلام ˝ خبر عنها . وعلى هذه الوجوه لا يوقف على ˝ ولهم ما يدعون ˝ . وفي قراءة ابن مسعود ˝ سلاما ˝ يكون مصدرا ، وإن شئت في موضع الحال ، أي : ولهم ما يدعون ذا سلام أو سلامة أو مسلما ، فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على ˝ يدعون ˝ وقرأ محمد بن كعب القرظي ˝ سلم ˝ على الاستئناف كأنه قال : ذلك سلم لهم لا يتنازعون فيه . ويكون ˝ ولهم ما يدعون ˝ تاما . ويجوز أن يكون ˝ سلام ˝ بدلا من قوله : ولهم ما يدعون ، وخبر ˝ ما يدعون ˝ لهم . ويجوز أن يكون ˝ سلام ˝ خبرا آخر ، ويكون معنى الكلام أنه لهم خالص من غير منازع فيه . ˝ قولا ˝ مصدر على معنى : قال الله ذلك قولا . أو بقوله قولا ، ودل على الفعل المحذوف لفظ مصدره . ويجوز أن يكون المعنى : ولهم ما يدعون قولا ، أي : عدة من الله . فعلى هذا المذهب الثاني لا يحسن الوقف على ˝ يدعون ˝ . وقال السجستاني : الوقف على قوله : ˝ سلام ˝ تام ، وهذا خطأ ؛ لأن القول خارج مما قبله . ❝
❞ جميل أن تتعلم من دروس الحياة ألا تحتفظ إلا بالذكريات الجميلة مع الآخرين , وأن تتعلم العفوية , والسذاجة إن شئت , في التعامل مع الوجوه الجديدة , دون أن تكون عرضة للاستغفال أو الخداع الذي يوقعك في مهاوي الطريق . ❝