█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وإن قال استغفر الله وأتوب إليه فله حالتان إحداها أن يكون مصرا بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله (وأتوب إليه) لأنه غير تائب فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير تائب . ❝
❞ إذا علقت نار المحبة بالقلب أحرقت منه كل شئ ما سوى الرب عز وجل فطهر القلب حينئذ من الأغبار وصلح غرسا للتوحيد (ما وسعنى سمائى ولا أرضى، ولكن وسعنى قلب عبدى المؤمن)
غَصَنِى الشَّوقُ إِلَيهِم بِرِيِقى ... وَاحَرِيقى فِى الهَوَى وَاحرِيقِى
قَد رَمَانِى الحُبُّ فِى لُجِّ بَحرٍ ... فَخُذُوا بِاللهِ كَفَّ الغَرِيقِ
حَلَّ عِندِى حُبُّكُم فِى شَغَلفِى ... حَلَّ مِنّى كُلَّ عَهدٍ وَثيِق . ❝
❞ ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين فى الدعاء وجاء فى الآثار (إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدى فإنى أحب أن اسمع صوته) .
قال تعالى: (وَادعُوهُ خَوفَاً وَطَمَعَاً إِنَّ رَحمَتَ الله قَرِيبٌ مِّنَ اٌلمُحسِنِينَ) . سورة الأعراف: آية 56 فما دام العبد يلح فى الدعاء،
ويطمع فى الإجابة غير قاطع الرجاء فهو قريب من الإجابة، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وفى صحيح الحاكم عن أنس مرفوعا: لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد . ❝
❞ وكثيرا ما يقرن الإستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
والتوبة: عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح وتارة يفرد الإستغفار ويرتب عليه المغفرة كما ذكر الحديث وما أشبهه.
فلو قيل إنه أريد به الإستغفار المقترن بالتوبة.
وقيل إن نصوص الإستغفار كلها المفردة مطلقة تقيد بما ذكر فى آية آل عمران من عدم الإصرار.
فإن الله وعد فيها بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على فعله فتحمل النصوص المطلقة فى الاستغفار كلها على هذا القيد.
ومجرد قول القائل: (اللهم اغفر لى) طلب منه للمغفرة ودعائها فيكون حكمه حكم سائر الدعاء فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، ولا سيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات . ❝
❞ عن عبد الله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذه القلوب أوعية فبعضها أوعى من بعض،
فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاء من ظهر قلب غافل) .
ولهذا نهى العبد أن يقول فى دعائه: اللهم اغفر لى إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له . ❝