█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قدوم وفد بني فَزَارة على رسول الله ﷺ ..
ولما رجع رسول الله ﷺ مِن تبوك ، قَدِمَ عليه وفد بني فَزَارة بِضعة عشر رجلاً فيهم خارجة بن حصن ، والحُرُّ بن قيس ابن أخي عُيينة بن حصن ، وهو أصغرهم ، فنزلوا في دار رملة بنت الحارث وجاؤوا رسول الله ﷺ مُقرين بالإسلام وهم مُسنِتونَ على رِكاب عِجاف ، فسألهم رسول الله ﷺ عن بلادهم ، فقال أحدهم : يا رسول الله ! اسنتت بلادنا ، وَهَلَكَتْ مواشينا ، وأجدب جنابنا ، وغَرثَ ( جاع ) عيالنا، فادع لنا ربك يُغيثُنا ، واشفع لنا إلى ربك ، وليشفع لنا ربُّك إليك ، فقال رسول الله ﷺ ( سُبْحانَ الله وَيْلَكَ هذا إِنَّما شَفَعْتُ إِلى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَنِ الَّذِي يَشْفَعُ رَبُّنا إليه ؟ لا إله إلا هو العَظِيمُ ، وَسِعَ كُرْسِيه السماواتِ والأرضَ فَهِي تَئطُ مِنْ عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ كَما يَئطُ الرَّحلُ الجَدِيد ) ، وقال رسول الله ﷺ ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِيَضْحَكُ مِنْ شَغَفِكُمْ وَأَزْلِكُمْ ، وَقُربِ غِيَاثكُمْ ) ، فقال الأعرابي : يا رسول الله ! ويضحك ربنا عز وجل؟ قال ﷺ ( نعم ) ، فقال الأعرابي : لَنْ نَعْدَم مِنْ رَبِّ يضحَكُ خيراً، فضحِكَ النبي ﷺ من قوله ، وصعِدَ المنبر ، فتكلم بكلمات ، وكان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا رفع الاستسقاء ، فرفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه ، وكان مما حُفِظَ دعائه ﷺ ( اللهُمَّ اسْقِ بَلادَكَ وبَهَائِمَكَ ، وانْشُرْ رَحْمَتَكَ ، وأحييْ بَلَدَكَ الميت ، اللهُمَّ اسْقِنا غَيْئاً مُغيثاً مَرِيئًا مَرِيعا طَبقاً واسعاً عَاجِلا غَيْرَ آجِلٍ نَافِعاً غَيْرَ ضَارُ ، اللَّهُمَّ سُقْيا رَحْمَةٍ لا سُقْيًا عَذَابٍ ولا هَدم ، ولا غَرَقٍ ، ولا مَحْق ، اللَّهُمَّ اسْقِنا الغيثَ وانْصُرنا على الأَعْدَاء ) . ❝