█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في الايجاز والاطناب والمساواة
كلُّ ما يجُول في الصدر من المعاني، ويَخطُر ببالك معنى منها لا يعدُو التعبير (1) عنه طريقاً من طرق ثلاث:
أولاً - إذا جاء التعبير على قدر المعنى، بحيث يكون اللفظ مساوياً لأصل ذلك المعنى - فهذا هو «المساواة» -
وهي الأصل الذي يكون أكثر الكلام على صورته، والدستور الذي يقاس عليه.
ثانياً - إذا اراد التعبير على قدر المعنى لفائدة، فذاك هو «الإطناب» فإن لم تكن الزيادة لفائدة فهي حشو: أو تطويل.
ثالثا- إذا نقص التعبير على قدر المعنى الكثير، فذلك هو «الايجاز» (2)
فكلِّ ما يخطر ببال المتكلم من المعاني فله في التعبير عنه بإحدى هذه الطرق الثلاث، فتارةً (يوجزُ) وتارة (يُسهبُ) ، وتارة يأتي بالعبارة (بين بين) ولا يُعدّ الكلام في صورة من هذه الصور بليغاً: إلا إذا كان مطابقاً لمُقتضى حال المخاطب، ويدعو إليه مواطن الخطاب، فاذا كان المقام للأطناب مثلا، وعدلت عنه إلى: الايجاز، أو المساواة لم يكن كلامك بليغاً- وفي هذا الباب ثلاثة مباحث . ❝