█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وكان ﷺ لا يأنَفُ مِن مؤاكلة أحدٍ صغيراً كان أو كبيراً ، حُراً أو عبداً ، أعرابياً أو مهاجراً ، حتى لقد روى أصحاب السنن عنه ﷺ أنه أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة فقال ( كُلْ بِسْمِ اللَّهِ ثِقَةٌ بِاللَّهِ ، وَتَوَكَّلاً عَلَيْهِ ) ، وكان ﷺ يأمر بالأكل باليمين ، وينهي عن الأكل بالشمال ، ويقول ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ) ، ومقتضى هذا تحريم الأكل بها ، وهو الصحيح ، فإن الآكل بِهَا ، إما شيطان ، وإما مشبه به ، وصح عنه ﷺ أنه قال الرجل أكل عنده ، فأكل بشماله ( كُلْ بِيَمِينِكَ ) ، فقال: لا أستطيع ، فقال ( لَا اسْتَطَعْتَ ) فما رفع يده إلى فيه بعدها ، فلو كان ذلك جائزاً ، لما دعا عليه بفعله ، وإن كان كِبْرُهُ حمله على ترك امتثال الأمر ، فذلك أبلغ في العصيان واستحقاق الدعاء عليه ، وأمر من شَكَوْا إليه أنهم لا يشبعُونَ ( أن يجتمعوا على طعامهم ولا يتفرَّقُوا ، وأن يذكروا اسمَ اللَّهِ عليه يُبارك لهم فيه ) ، وصح عنه ﷺ أنه قال ( إِنَّ اللَّهَ لَيرْضَى عَنِ العَبْدِ يَأْكُلُ الأكْلَةَ يَحْمَدُهُ عَلَيْهَا ، وَيَشْرَبُ الشَّرْبَةَ يَحْمَدُهُ عَلَيْهَا ) ، وروي عنه ﷺ أنه قال ( أَذِيبُو طَعَامَكُم بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ والصَّلَاةِ ، ولا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُم ) ، وأحرى بهذا الحديث أن يكون صحيحاً والواقع في التجربة يشهد به . ❝