█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝نفاذ آخِر شهقاتِ أنفاسي، وعودةِ نبضات دقاتي قلبي لهطول امطار وتشقق أبدان أعز أحبابي˝*
في غرفةٍ تملأوها أجهزةَ استعراض فِرار دقاتِ قلبي، تجدني عائلتي نائمةً على فراشي، مكبولة في دوامة الحياة، اتسارع مع الموت؛ لأعيش مرة آخرة، مأسورة بين غرفةٍ فارغة، لا يملأوها سوى ضجيج وشهقاتِ أنفس عائلتي خوفًا عليَّ، ويستوطنها صوت تلك الأجهزة التي أعيش عليها فقط، تُطاردني الذكريات التي تجعل قلبي يرفرف من السعادة، أجدني بين طريقين متضادين، الموت يناديني، ولكن لا أستطيع فراق أحبتي، أفعل ما بوسعي لأجاهد مرضي واستيقظ من جديد، أعلم تمامًا أن الموت رفيقُ جيدًا، انتشلني من الألم وصراخ العذاب وتشقُقِ الفؤاد، لكن كيفَ للدموع التترقرق في عيناي وأنا أري شريط ذكرياتي يمر أمامي؟
لأجدُ شريط حياتي يتسع أمام حدقةِ عيانيَّ، ليأخذني حيثُ يومَ طفولتي حيثُ أجد أمي تهرول خلفي بضحكةٍ صافية، وأجد ذاتي ملطخة بالطين ومتسخة، لكن براءتي تشفع تلك النظرة، لم أرى حبًا خائنًا أو صديقًا غدارًا، لم لم أرى تِلك الذكريات فقط رأيت عناق أمي وأرجوحة أبي، الأمل يحدثني صرِخًا، كأنه يقول لي:
أصمدي ولا تستسلمي لهذا الموت، عودي إلى الحياة من جديد، هناك من ينتظرك!
وفي الناحية الأخرى، أجد الموت يسحبني داخل دوامته، تصدر الأجهزة أصواتًا تعلن عن توقف دقات قلبي، الأطباء يفعلون الكثير لإنعاشي من جديد، دقائق تمر على عائلتي وأنا غير واعية لما يحدث من حولي، ولكن بعد دقائق عاد النبض كما كان من قبل، أتساءل:
ما الشعور الذي اعترى قلوبهم في هذا الوقت؟
ما الشعور الذي كان يعتري قلبي إذا حضرت هذه التجربة لأحد من أحبائي؟
تجربةً ليست بهينة، موتٌ حظيتُ بهِ حتى أرهق قلبي، الموت والفراق ليس من السهل التعايش معه، بل مستحيلًا، أتمنى لو لم أمر بهذه التجربة أبدًا، وأن أكون أول جنازة تخرج من بيتي؛ فأنا لا أستطيع الصمود أمام هذه التجربة، أتذكر أنني كنت استمع لنحيب والدتي عندما كنت نائمة لا حول لي ولا قوة، كنت أتمنى لو أركض واحتضن يداها، وأمسح عبراتها التي تتغلل على وجنتيها الحمرواتين، كان قلبي يتمزق على فِرار دموعِها، حاربتُ الموت من أجلها، كنت مستسلمةٌ حتى سمعت صوت شهقاتها، كان هذا الصوت كفيل لإفاقتي، كنت أتمنى أن أفرَّ هاربة من هذه الدنيا الكاذبة، ولكن ليس بدموع أمي.
گ/إنجي محمد ˝بنت الأزهر ˝ . ❝