█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في غزوة خيبر ..
وسَبَّى رسول الله ﷺ صفية بنت حُيي بن أخطب ، وابنة عمتها ، وكانت صفية تحت كنانة بن أبي الحقيق ، وكانت عروساً حديثة عهد بالدخول ، فأمر بلالاً أن يذهب بها إلى رِحله ، فمر بها بلال وسط القتلى فكره ذلك رسولُ الله ﷺ ، وقال ( أَذَهَبَتِ الرَّحْمَةُ مِنكَ يا بلال ) ، وعرض عليها رسول الله ﷺ الإسلام فأسلمت ، فاصطفاها لنفسه وأعتقها ، وجعل عِتقَهَا صَدَاقَها ، وبنى بها في الطريق وأولم عليها ، ورأى بوجهها خُضرةً فقال ﷺ ( ما هذا؟ ) ، قالت : يا رسولَ اللَّهِ ! أرأيتُ قبل قدومك علينا ، كأن القمر زال من مكانه ، فسقط في حجري ، ولا والله ما أذكرُ من شأنك شيئاً ، فقصصتها على زوجي فلطم وجهي وقال : تمنين هذا المَلِكَ الذي بالمدينة ، وشك الصحابة هل اتخذها سُرِّيَّةً أو زوجةً ؟ فقالوا انظروا إن حجبها فهي إحدى نسائه ، وإلا فهي مما ملكت يمينه ، فلما ركب ، جعل ثوبه الذي ارتدى به على ظهرها ووجهها ، ثم شد طرفه تحته ، فتأخُرُوا عنه في المسير ، وعَلِمُوا أنها إحدى نسائه ، ولما قدم ليحملها على الرِحل أجَلَّته أن تضع قدمها على فخده فوضعت ركبتها على فخذه ثم ركبت ، ولما بني بها ﷺ ، بات أبو أيوب ليلته قائماً قريباً من قُبته ، آخذاً بقائم السيف حتى أصبح ، فلما رأى رسول الله ﷺ ، كَبَّرَ أبو أيوب ، فسأله رسول الله ﷺ ( ما لك يا أبا أيوب؟ ) ، فقال له : أَرِقْتُ ليلتي هذِهِ يا رسول الله لما دخلت بهذه المرأة ، ذكرتُ أنك قتلت أباها وأخاها ، وزوجها وعامة عشيرتها ، فخِفْتُ أن تغتالك ، فضحِكَ رسول الله ﷺ وقال له معروفاً . ❝