█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وأتمَّ الله نعمته على رسوله ﷺ وعلى المؤمنين مع تحويل القِبلَّة بأن شرع لهم الأذان في اليوم والليلة خمس مرات ، وزادهم في الظهر والعصر والعشاء ركعتين أخريين بعد أن كانت ثنائية ، فكل هذا كان بعد مَقْدَمِه المدينة ، فلما استقر رسول الله ﷺ بالمدينة، وأيده الله بنصره ، بعباده المؤمنين الأنصار ، وألف بين قلوبهم بعد العداوة والحَنِ التي كانت بينهم ، فمَنَعَته أنصار الله وكتيبة الإسلام من الأسود والأحمر ، وبذلوا نفوسهم دونه وقدموا محبته على محبة الآباء والأبناء والأزواج ، وكان ﷺ أولى بهم من أنفسهم ، رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة ، وشمَّروا لهم عن سَاقِ العداوة والمحاربة ، وصاحوا بهم مِن كُلِّ جانب ، والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة ، واشتد الجناح ، فأذن الله تعال لهم حينئذ في القتال ، ولم يفرضه عليهم ، فقال تعالى { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصرِهِمْ لَقَدِيرُ } ، ثم فرضَ عليهم القِتَالَ بعد ذلك لمن قاتلهم دون من لم يُقاتِلُهم فقال الله تعالى { وَقَتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَتِلُونَكُمْ } ، ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة ، وكان محرماً ، ثم مأذوناً به ، ثم مأموراً به لمن بدأهم بالقتال ، ثم مأموراً به لجميع المشركين ، إما فرض عين على أحد القولين ، أو فرضَ كفاية على المشهور . ❝