█ وأتمَّ الله نعمته رسوله ﷺ وعلى المؤمنين مع تحويل القِبلَّة بأن شرع لهم الأذان اليوم والليلة خمس مرات وزادهم الظهر والعصر والعشاء ركعتين أخريين بعد أن كانت ثنائية فكل هذا كان مَقْدَمِه المدينة فلما استقر رسول بالمدينة وأيده بنصره بعباده الأنصار وألف بين قلوبهم العداوة والحَنِ التي بينهم فمَنَعَته أنصار وكتيبة الإسلام من الأسود والأحمر وبذلوا نفوسهم دونه وقدموا محبته محبة الآباء والأبناء والأزواج وكان أولى بهم أنفسهم رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة وشمَّروا سَاقِ والمحاربة وصاحوا مِن كُلِّ جانب والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة واشتد الجناح فأذن تعال حينئذ القتال ولم يفرضه عليهم فقال تعالى { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصرِهِمْ لَقَدِيرُ } ثم فرضَ القِتَالَ ذلك لمن قاتلهم دون لم يُقاتِلُهم وَقَتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَتِلُونَكُمْ فرض قتال المشركين كافة محرماً مأذوناً به مأموراً بدأهم بالقتال لجميع كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ولما بردت الحرب ، وولى القومُ منهزمين ، قال رسول الله ﷺ ( مَنْ يَنْظُرُ لَنَا مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلِ ؟ ) فانطلق عبد الله ابن مسعود ، فوجَدَهُ قد ضَرَبَهُ ابنا عَفْراء حتَّى بَرَدَ ، وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فقال : أَنْتَ أَبُو جَهْلِ؟ فَقَالَ : لِمَن الدَّائِرَةُ اليوم ؟ فقال : لِلَّهِ وَلِرَسوله ، وهَلْ أَخْزَاكَ الله يا عَدُوّ الله ؟ فقال : وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ ؟ فَقَتَلَهُ عبد الله ، ثم أتى النبي ﷺ ، فقال : قتلته ، فقال ﷺ ( الله الَّذِي لا إله إِلَّا هُو ) فَردَّدَهَا ثلاثاً ، ثم قال ( الله أكبر ، الحمد الله الذي صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، انطلق أرنيه) ، فانطلقنا فأريته إياه ، فقال ﷺ ( هذا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ ) . ❝
❞ في سياق هديه ﷺ في الحج
❞ فلما فرغ ﷺ من صلاته ، ركب حتى أتى الموقف ، فوقف في ذيل الجبل عند الصَّخَراتِ ، واستقبل القبلة ، وجعل حَبْلَ المُشاة بين يديه ، وكان على بعيره فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس ، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عُرَنَةً ، وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك ، بل قال ( وقَفْتُ هاهنا وعَرَفَةُ كُلَّها مَوْقِفٌ ) ، وأرسل إلى الناس أن يكونوا على مشاعرهم ويقفوا بها ، فإنها من إرث أبيهم إبراهيم ، وهنالك أقبل ناس من أهل نجد ، فسألوه عن الحج ، فقال ( الحَج عَرَفَةُ ، مِن جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعِ ، تَمَّ حَجَّهُ ، أَيَّامُ مِنَى ثَلَاثَةٌ ، فَمَنْ تَعَجِّلَ فِي يَوْمَيْن ، فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عليه ) ، ومما ذُكِرَ من دعائه في عرفة( اللَّهُمَّ تَسْمَعُ كَلامي ، وتَرَى مَكَاني ، وتَعْلَمُ سرِّي وعلانيتي ، لا يخفى عليك شَيءٌ مِنْ أَمْري أنا البائس الفقيرُ المُسْتَغِيتُ المُسْتَجيرُ ، وَالوَجلُ المُشْفِقُ ، المقر المعترفُ بِذُنُوبِي ، أَسْأَلكَ مَسْأَلةَ المِسْكِين ، وأبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابتهال المُذْنِبِ الذُّلِيلِ ، وأَدْعُوكَ دُعَاءَ الخَائِفِ الضرِيرِ ، مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ ، وفَاضَتْ لَكَ عَيْنَاهُ ، وذلَّ جَسَدُهُ ، ورَغِمَ أَنْفُهُ لَكَ ، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلَنِي بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِياً ، وكُن رؤوفاً رحيماً ، يا خيرَ المَسْؤُولين ، ويَا خَيْرَ المُعْطِينَ ) وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين ، وأخبرهم أَنَّ خَيْرَ الدَّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وذكر من دعائه في الموقف أيضا ( اللَّهُمَ لَكَ الحَمْدُ كَالَّذِي نَقُولُ ، وخَيْراً مِمَّا نَقُولُ ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلاتِي وَنُسُكي ، ومَحْيَايَ وَمَمَاتِي ، وَإِلَيْكَ مَآبِي ، ولَكَ رَبِّي تُراثي ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ القَبْرِ ، وَوَسْوَسَةِ الصَّدْرِ ، وَشَتَاتِ الأمْر ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تِجِيء به الريح ) ، وذكر الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان أكثرُ دُعاءِ النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ عرفة ( لا إله إلا الله وحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمدُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِير ) ، وهناك أُنزِلَتْ عليه ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، وهناك سقط رجل من المسلمين عن راحلته وهو محرم فمات ، فأمر رسول الله ﷺ أَن يُكَفَّنَ فِي ثَوْبَيْهِ ، ولا يُمَسَّ بِطيبٍ ، وأن يُغسل بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، ولا يُغَطَّى رَأْسُه ، ولا وَجْهُهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّ الله تَعَالى يَبْعَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ يُلبي . ❝
❞ صلاة الفتح ..
ثم دخل رسول الله ﷺ دار أم هانىء بنت أبي طالب ، فاغتسل ، وصلى ثمان ركعات في بيتها ، وكانت ضحى ، فظنها من ظنها صلاة الضحى ، وإنما هذه صلاة الفتح ، وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا حصناً أو بلداً ، صلوا عقيب الفتح هذه الصلاة اقتداء برسول الله ﷺ ، وفي القصة ما يدل على أنها بسبب الفتح شكراً لله عليه ، فإنها قالت : ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها ، وأجارت أم هانىء حَمَوَيْنِ لَها ، فقال لها رسول الله ﷺ ( قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هانىء ) . ❝