█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قدوم وفد كندة على رسول الله ﷺ ..
قدم الأشعث بن قيس على رسول الله ﷺ في ثمانين أو ستين راكباً من كندة فدخلوا عليه ﷺ مسجده قد رَجُلُوا جُمَمَهم وتسلَّحوا ولبسوا جِبَابَ الحِبَرَاتِ مكفّفة بالحرير ، فلما دخلوا ، قال رسول الله ﷺ ( أَوَلَمْ تُسْلِموا ؟ ) قالوا : بلى ، قال ( فَما بال هذا الحرير في أَعْنَاقِكُم ؟ ) ، فشقوه ونزعوه والقَوه ، ثم قال الأشعث : يا رسول الله ! نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار ، فضحك رسول الله ﷺ ثم قال ( ناسِبُوا بهذا النَّسَبِ رَبِيعَةَ بن الحارث ، والعباس بن عَبْد المُطلب ) ، قال الزهري وابن إسحاق كانا تاجرين ، وكانا إذا سارا في أرض العرب ، فسئلا من أنتما ؟ قالا : نحن بنو آكل المرار ، يتعزّزون بذلك في العرب ، ويدفعون به عن أنفسهم ، لأن بني آكل المرار من كندة كانوا ملوكاً ، قال رسول الله ﷺ ( نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بن كِنَانَة لا تَقْفُو أَمَّنا ، ولا ننتفي مِنْ أبِينَا ) ، وكان الأشعث يقول : لا أوتى برجل نفى رجلاً من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد ، والمرار : هو شجر من شجر البوادي ، وآكل المرار هو الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن كندة ، وللنبي ﷺ جدة من كندة مذكورة ، وهي أم كلاب بن مرة ، وإياها أراد الأشعث ، وفي هذه القصة من الفقه : أن من انتسب إلى غير أبيه ، فقد انتفى من أبيه ، وقفى أمه ، أي : رماها بالفجور ، وفيها : أن كندة ليسوا من ولد النضر بن كنانة ، وفيها أن من أخرج رجلاً عن نسبه المعروف جُلِدَ حَدَّ القذف . ❝