█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *الدافع نحو حلمي*
عندما أجلس مُنزوة عن العالم وأعود بذاكرتي إلى تلك الذكريات الجميلة، أشعر وكأن الأمل يتسلل من جديد، ويتلألأ داخل قلبي، وبريقه الجذاب يجعل عينايَ تلمع بالفرحةِ؛ فعندما أعود بذاكرتي إلى سن العاشرة، أتذكر تلك البساتين التي كنت أركض بها هنا وهناك، أتذكر عائلة أبي التي تعيش في الريف، هذه الأماكن التي تُشعر من يجلس بها بالراحة والطمأنينة، كنت أجلس بين الأفنين أنظر إلى ذلك السنجاب وهو يخطو خطوة تلو الأخرى؛ كي يصل إلى ما يُريد، حينها أرى في مُخيلتي ذلك الحلم الذي أسعى إليه، رأيت أن هذا السنجاب يتميز بالسرعة والقوة؛ فبرغم من أنه يسير على غصنٍ رفيع ألا أنه لا يخشى شيء، ولا يرى سوى حلمه البسيط، شعرت حينها بقوة تتسلل بداخلي؛ كي أسير مثله في طريق حلمي، ومنذ تلك اللحظة التي أخذت السنجاب مثالًا؛ لأكون مثله، وأنا أسير هنا وهناك، أركض نحو الحلم الذي بتُ طويلًا في تحقيقه، مرت سنوات عديدة وإلى الآن أتذكر ذلك الموقف، وأعمل جاهدةً؛ كي أحقق ما أتمناه، عدتُ بذاكرتي إلى الواقع، وأنا جالسة في نفس المكان التي كنت أجلس به سابقًا، نظرت إلى أفنين الشجر المورق، ولكن لم أجد ذلك السنجاب الذي مدّني بالقوة، حينها أدركت أن لا شيء يدوم على حاله؛ فشغف الإنسان يأتي عليه يوم وينتهي، حينها تحالفت على السير حتى وإن توقفت كثيرًا؛ فسأصل بالنهاية، وكان الفضل لذلك السنجاب، الذي تعلمت منه المثابرة، والقوة، نعم؛ فكان هو الدافع الوحيد؛ لأسير نحو حلمي.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝