█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قصة الحُديبية ..
وكانت في سنة ست في ذي القعدة ، حيث سار الرسول ﷺ في ألفٍ وخمسمائة من المسلمين نحو مكة يرومون العُمَّرة ، فلما كانوا بذي الحليفة ، قلد رسول الله ﷺ الهدي وأشعَرَه ، وأحرم بالعُمرة ، وبعث بين يديه عيناً له مِن خُزَاعَةَ يُخبرُه عن قريش ، حتى إذا كان قريباً من عُسفان ، أتاه عَيْنُه ، فقال : إني تركتُ كعب بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش ، وجمعوا لك جموعاً ، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك ، واستشار النبي ﷺ أصحابه ، وقال ( أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانُوهم فَنُصِيبَهم ، فإن قعدوا ، قعدوا موتورين محروبين ، وإن يجيؤوا تَكُنْ عُنقاً قطعها الله ، أم ترون أن نؤم البيت ، فمن صدنا عنه قاتلناه ؟ ) فقال أبو بكر : الله ورسوله أعلم ، إنما جئنا معتمرين ولم نجى لقتال أحد ، ولكن من حال بيننا وبين البيت ، قاتلناه ، فقال النبي ﷺ ( فَرُوحُوا إذا ) ، فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، قال النبي ﷺ ( إِنَّ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ بالغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةٌ ، فَخُذُوا ذَاتَ اليَمِينِ ) ، فوالله ما شعر بهم حتى إذا هُم بِقَتَرةِ الجيش ، فانطلق يركض نذيراً لقريش ، وسار النبي ﷺ حتى إذا كان بالثنية التي يُهْبَط عليهم مِنْهَا بركَتْ بهِ رَاحِلتُه ، فقال الناسُ : حَلْ حَلْ ، فالحتْ ، فقالُوا : خَلاتِ القَصْواء ، خَلاتِ القَصْواءُ ، فَقال النبي ﷺ مَا خَلاتِ القَصْوَاء ، ومَا ذَاكَ لَها بِخُلُقٍ ، وَلكِن حَبَسَهَا حَابِسُ الفيل ) ، ثم قال (والذي نَفْسي بِيَدِهِ ، لَا يَسْأَلُونِي خُطَةٌ يُعَلِّمُونَ فِيهَا حُرُماتِ اللَّهِ ، إِلَّا أعطيتُهم إيَّاها ) ، ثم زجرها ، فوثَبَتْ به ، فَعَدَل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثَمَدٍ قليل الماء ، إنما يتبرّضُهُ النَّاسُ تَبرُّضا ، فلم يُلْبِثهُ النَّاسُ أَن نَرْحُوه ، فَشَكَوْا إلى رسول الله ﷺ العَطَشَ فانتزع سهماً مِنْ كِنَانَتِهِ ، ثم أمرهم أن يَجْعَلُوه فيه ، قال : فوالله ما زالَ يَجِيشُ لهم بالرِّي ، حتى صدروا عنه . ❝