█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في أول 16 آية في سورة البقرة تركيز وتلخيص لأحوال 3 أساسية للبشر.
بدأت السورة في توضيح أن القرآن كتاب لا شك فيه، وأن فيه هدى للمتقين، ثم شرع في توضيح من هؤلاء المتقين الذين سيهتدون بالقرآن:
فقال أنهم:
1) يؤمنون بالغيب (وهي أيضا ما أكده حديث سيدنا جبريل عليه السلام عندما سأل رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الإيمان فقال له:
˝الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره˝).
2) يقيمون الصلاة (وليس فقط يصلون ولكن يقيمون الصلاة وهو أعم وأشمل وفي ذلك فوائد لمن أراد الاستزادة).
3) مما رزقناهم ينفقون (وليس فقط ينفقون لكن يعلمون أن هذا الإنفاق هو من رزق الله لهم)
4) يؤمنون بما أنزل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وما أنزل من قبله.
5) ويوقنون بالآخرة (اليقين درجة عالية للغاية في تصديق الشيء)
ثم قال أن هؤلاء المتقون من كان سمتهم كذلك هم على هدى من ربهم (فهم سيهتدون بالقرآن) وبذلك سيصيبهم الفلاح.
----------
ثم انتقل إلى الكفار ولم يجاوز الكلام عنهم في آيتين!
فقال أنهم سواء تم إنذارهم أم غير ذلك لا يؤمنون على التغليب، ووضح في الآية التالية أن قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم مختومة من إصرارهم على الذنب والعناد وأوضح مصيرهم بالعذاب العظيم.
----------
ثم تكلم عن الشق الثالث والأخير وهم أهل النفاق، وأورد لهم الكثير من الآيات وأعتقد أن لذلك دلالة وثيقة بتأثيرهم الكبير في المجريات والأحداث وهم سبب كتابتي لكل هذا الكلام:
بيّن أنهم يقولون أنهم مؤمنون وهم غير ذلك، فهو يحاولون خداع الله والمؤمنين فعلق الله على شعورهم ذلك بأن هذا خداع لأنفسهم ولكنهم لا يشعرون بذلك كالأعمى لا يهتدي سبيلا.
ثم وبما أنهم في ديار المؤمنين فلزم ذلك حدوث حوارات بينهم وبين المؤمنين فيقول لهم أهل الإيمان لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.
تلك الآيات تذكرني ببعض المعاصرين لنا مما يفعل مثل ذلك، ويتهم غيره بطيور الظلام وأنه من أهل النور والعلم.
فيعلق الله على قولهم ذلك بأنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون أيضا.
ثم قال لهم أهل الإيمان أن يؤمنوا كما آمن الناس، فقالوا أنؤمن كما آمن السفهاء؟
وكم رأيت بعيني من يقول بمقارب لذلك، أؤمن كما يؤمن هؤلاء الجهلاء؟ أؤمن كما يؤمن من ولد مؤمنا دون تفكر منه فدينه مفروض عليه؟ هيهات فأنا على غير ذلك، أفكر وأبحث وما هو بذلك ولا ذاك.
فعلق الله على ذلك بأن حصر السفاهة فيهم ونفى عنهم العلم الذي تشدقوا به (فلا فكر (سفاهة) ولا علم)
ثم أوضح حالتهم المضطربة غير المطمئنة في اظهار الإيمان للمؤمنين ثم سحب ذلك عندما يقابلون أكابرهم بأنهم يقولون ذلك سخرية.
فعلق الله أيضا على ذلك أن الدائرة تدور عليهم في محل السخرية وأن تركهم ما هو إلى إمهال.
فإن هؤلاء من السفاهة وقلة العلم بأن اشتروا الضلالة (البخس) بالهدى (النفيس)
فقد كان معهم القرآن الذي يهدي المتقين فلم ينتفعوا به، وفي ذلك فساد تجارة ونقص علم وخذلان . ❝