█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فهذه ثلاثة أعداء للمسلم ،《النفس ، العدو الظاهر ، الشيطان 》أُمِرَ الله تعالى العبد بمحاربتها وجهادها ، وقد بُلي بمحاربتها في هذه الدار ، وسُلْطَتْ عليه امتحاناً من الله له وابتلاء ، فأعطى الله العبد مدداً وعُدَّةٌ وأعواناً وسلاحاً لهذا الجِهَادِ ، وأعطى أعداءه مدداً وعُدَّة وأعواناً وسلاحاً ، وبلا أحد الفريقين بالآخر ، وجعل بعضهم لبعض فتنة ليَبْلُوَ أخبارهم ، ويمتحِنَ من يَتولاه ، ويتولى رسُلَهُ ممن يتولى الشيطان وحزبه كما قال تعالى { وَجعلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةٌ أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بصيرا ) ، فأعطى عباده الأسماع والأبصار ، والعقول والقوى ، وأنزل عليهم كتبه ، وأرسل إليهم رسله ، وأمدهم بملائكته ، وقال لهم { أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِتُوا الَّذِينَ آمَنُوا } ، وأمرهم من أمره بما هو من أعظم العون لهم على حرب عدوهم ، وأخبرهم أنهم إن امتثلوا ما أمرهم به لم يزالوا منصورين على عدوه وعدوهم ، وأنه إن سلطه فلتركهم بعض ما أمروا به ، ولمعصيتهم له ، ثم لم يُؤيسهم ، ولم يقنظهُم ، بل أمرهم أن يسْتَقْبِلُوا أمرهم ، ويُداووا جرَاحَهُم ويَعُودوا إلى مُناهضة عدو فينصرهم عليه ويُظفرهم بهم ، فأخبرهم أنه مع المتقين منهم ، ومع المحسنين ، ومع الصابرين ، ومع المؤمنين ، وأنه يُدافع عن عباده المؤمنين ما لا يدافعون عن أنفسهم ، بل بدفاعه عنهم انتصروا على عدوهم ، ولولا دفاعه عنهم ، لتخطفهم عدوهم ، واجتاحهم ، وهذه المدافعة عنهم بحسب إيمانهم ، وعلى قَدْرِهِ ، فإن قَوِيَ الإيمانُ ، قويتِ المُدافعة ، فمن وجد خيراً ، فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك ، فلا يلومن إلا نفسه . ❝