█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ طُردتُ من عملي للمرةِ السّابِعة.
خرجتُ حاملًا حقائبي مُستعدًا لرحيلي عن هُنا، فلقد أخفقتُ في جمع إيجار المنزل، بعدما سبّني المُؤجر وقام بتوبيخي لعدم قُدرتي على دفع النقود في الوقت.
خرجتُ أبحثُ عن مكانٍ يؤويني في الطُرقات والشوارع.
المكان يعمُّه الظلام والضيق، التشتُّت يملؤُ خلايا عقلي، الناس أصبحت غريبة، كلٌّ على وتيرة حياته يمضي، كُلٌّ في شأنه، كان الأمرُ مُحزنًا حقًا، لم أرَ الناس والعالم بوضوحٍ مثل هذه المرّة. جلستُ على الرصيف من صباح اليوم إلى حلول ظلام الليل وحقائبي من حوْلي، لم يهتم لأمري الناس، مكثتُ وحدي والتفكير لا يتركُ رأسي، رائحة التشتُّت في كُل مكانٍ من حولي، أيُّ لعنةٍ أصابتني؟
إلى أن رآني غريبٌ عجوزٌ، وقام بأخذي لمنزله بعد أن سمع قصّتي، ثم أخبرني قائلًا: ˝يا بُنيّ إن الحياة لن تمضي كيفما تشاء وتُحب، ستتعرقل وتقع أرضًا، لن يهتم لأمرك الناس، وستغلبُك الحياة مرارًا وتكرارًا، ولكن لا تنظر لكونك لن تستطيع فعل شيء، ولا لكونك وحيد لا يُساندك أحد، ولا لكُل طلاسم التفكير تلك، بل انظُر لنفسك واستند بنفسك، يُمكنُك صُنع المُستحيل بمُفردك˝.
1976
گ: هند إبراهيم
|ديلا . ❝