█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *الخائن*
لفظٌ جعل عقلي يعتصر من كثرة التفكير به، لفظٌ استحوذ على ذكرياتي، وكأن ذلك اللفظ دمار حل على كياني وروحي، عندما تذكرتُ ما حدث لي من ذلك الخائن، ذلك الشخص الذي وثقت به أكثر من نفسي واستغل تلك الثقة، منحته كل شيءٍ وسلبه مني بسهولةٍ دون سابق إنذار، سلب قلبي وراحتي، سلب الهدوء الذي كان يجتاحني سابقًا، شعرت وكأن الخيانة يتصف بها الجميع، لم أثق في أحدٍ منذ اكتشافي لخيانته، أصبح خائن لقلبي الذي سلمته له، وروحي التي كانت تعشقه؛ فيتمثل في هذه الكلمة ذلك المتعجرف الذي أذى قلبي، تحالف مع الزمنِ على تدمير ما تبقى من روحي، تتحامل قدمايَ؛ كي لا ارتطم أرضًا أمامه من أثر فعلته، أغمض عينايَ لاتحكم في دموعي؛ كي لا تهطُل وتتسابق على وجنتي، أتمنى لو أنسى كل ما حدث منه، ولكنني لا أستطيع نسيان خيانته لي مع رفيقتي، أتساءل: لماذا فعلوا بي كل هذا؟
لماذا لم يرحم قلبي الهاش؟
كل هذه الأسئلة تدور في عقلي الذي كاد ينفجر أثر تلك الذكريات التي تُحاوطه، تذكرتُ كل اللحظاتِ التي كانت بيننا، كنت دائمًا تقول لي: لم أتركك أبدًا، ولا أُريد أحدًا غيرك، أين ذلك الحديث الذي كنت تُحدثني به؟
عائد تُحدثني كي اسامحك، ألم يكفيك ما حدث؟
تُريدني أن اسامحك، ولكنك لا تعلم إنك جعلتني قاسيةً إلى حدٍ ما ولم أستطيع مسامحتك، كنت لي كل شيء وأصبحت ولا شيء بالنسبة لي، خيانتك لي كالخنجر الذي طُعن داخل قلبي ومزقه إلى أشلاءٍ صغيرة، فعلت الكثير بي أيها الخائن وتريدني أعود لك، يبدو أنه قد اصابك الغباء، تعتقد إني سأعود لكَ، ولكن اعتقادك خاطئ؛ فأنا الآن أدرك قيمة نفسي أيها الوغد الخائن، ولا أريد رؤيتك مرة أخرى.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝