█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وعندما يتم تقديم الحجج إليهم بأن هنالك فلاسفة وعلماء ومنظرين، من أمثال الفارابي وابن سينا وابن رشد وابن خلدون ممن ساهموا في تطوير العلوم والفنون والفلسفة معتمدين على فلسفة اليونان وخاصة أفلاطون وأرسطوطاليس، عادة ما يكون الجواب أنه حتى في حالة الاعتراف بأن لديهم بعض الإسهامات؛ لكنها لا تقارن بما قدمه الغرب للإنسانية، كما يَدّعون. مع العلم أن الفلسفة العربية إنما تحسب في خانة الفلسفة الغربية، ولا تحسب جزءًا من الفكر الشرق الآسيوي؛ الهندي والصيني. فالفلاسفة المسلمون هم جزء لا يتجزأ من تلك الفلسفة التي قامت في اليونان، كما هو الفكر الديني المسيحي واليهودي، إنما ولد وترعرع وبلغ أوجه في مناطق الشرق الأوسط وعلى فكر عقول وكتابة أيدي أنبيائه ومشرعيه وكهنته ورهبانه من الساميين العبريين والكنعانيين الذين تكلموا الآرامية والقبطية والعربية. لكن المسيحية واليهودية يتم اعتبارهما ركنًا أساسيًّا من كينونة الحضارة الغربية على الرغم من شرقيتهما الناصعة. فلا يمكن فصل اليهودية عن التراث البابلي، ولا المسيحية عن تراثها الآرامي، في مدن بلاد الرافدين والشام ومصر، في بابل وأنطاكيا والإسكندرية والقدس ودمشق.
فهذا القديس أوغسطينوس بربري من بلاد تونس، وليس من الأصول الرومانية، بل من أصول أمازيغية؛ ولد في طاغاست -حاليًا في الجزائر- وعاش في مدينة قرطاج الفينيقية -حاليًا في تونس- وكان يؤمن بالمانوية -وهي ديانة شرقية- لكنه آمن بالمسيحية فيما بعد، ليصبح من أعظم مفكري وقديسي المسيحية على الإطلاق، كما أن بالطبع عيسى المسيح ذي الأصول السامية العبرية من بلاد الكنعانيين . ❝