█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ بسم الله الرحمن الرحيم
لما نزل قوله تعالى:
˝لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)
- سورة البقرة
˝اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جثوا على الركب، وقالوا: يا رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ˝أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير˝.
فلما أقر بها القوم وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله في أثرها: ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل: ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)˝
من الفوائد اللي ذكرها الإمام أحمد السيد في هذه الحادثة:
واحدة في تسليم الصحابة وتعظيمهم وتغليبهم للوحي وحساسيتهم تجاه الآيات وشعورهم العالي تجاه تطبيقها ومعرفة مستلزماتها.
وثانية في ما يطيقه الصحابة ولا لا يطيقونه فكانوا يطيقون الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ولم يطيقوا ما تخفي القلوب لعلمهم بعدم قدرتهم عليه.
وثالثة في أمر النبي لهم أن يقولوا سمعنا واطعنا ولا يفعلوا مثل ما فعل من كان من قبلهم وفيه توضيح لأن من أهم صور التشبه بغير المسلمين هي عدم الانقياد لمرجعية الوحي . ❝