█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ 6- كيف يساهم الإعلام في صناعة الغباء؟
إعلام الغبي يشبهه؛ فهو يفكر بلسانه لا بعقله، ويصدّق الأكاذيب ويكذّب الحقائق؛ فالحاكم الغبي يستمد قوّته وجبروته بفضل إعلام أغبى منه، يقوده الحمقى الذين يستخدمون كلمات لا يفهمون معانيها. حين قال (جوبلز ) - وزير الدعايا النازية -: ˝أعطني إعلامًا بلا ضمير، أُعطِك شعبًا بلا وعي ˝، لم يكن يتصور أن يكون هناك إعلامًا بلا عقل يفخر بغبائه لينفي عن نفسه تهمة النفاق. تشكّل أجهزة الدعايا والإعلام جناحًا لدى السلطة يضمن بقاءها؛ لذا تلجأ هذه الأجهزة لتزييف الوعي بالمبالغة في إظهار إنجازات السلطة، وتبرير أفعالها وتحويل هزائمها إلى انتصارات تاريخية، كما تضع صور وتماثيل رموز السلطة في كل مكان، وهو ما يسمى في علم النفس (الإعلان بالغَمْر ). تلجأ كذلك هذه الأجهزة للادّعاء؛ فتنسب للحاكم أفعالًا لم يفعلها، وتمنَحه بطولاتٍ لم يحصل عليها، غير أن هذا التزييف والادّعاء يتراكمان فيحجبان الحقيقة عن السلطة وعن الجماهير؛ فيجد الناس أنفسهم في حالة من الاضطراب والتناقض نتيجة لحالة الخداع التي تعرضوا لها، تدفعهم للغضب ومن ثم تحدث الانتفاضة أو الانفجار . ❝