📘 ❞ علاقة الآباء بالأبناء في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة ❝ كتاب ــ سعاد صالح

كتب إسلامية متنوعة - 📖 ❞ كتاب علاقة الآباء بالأبناء في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة ❝ ــ سعاد صالح 📖

█ _ سعاد صالح 0 حصريا كتاب علاقة الآباء بالأبناء الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة 2024 مقارنة: نظَّم الإسلامُ العلاقةَ بين والأبناء ابتداءً من اختيار الوالدين لبعضهم حتّى يكوّنوا أسرةً قادرةً تنشةِ أبنائها تنشئةً سليمة فقد أمر اللهُ سبحانه وتعالى الزَّوجَ المسلمَ باختيارِ زوجة صالحة تقية تحَفظُ نفسَها وزوْجها وبيتَها وأبناءَها وكذلك الزَّوجة عليها اختيارُ زوجٍ يحفظها ويكون عوناً لها طاعةِ الله وتربيةِ أبنائهما التربيةَ السليمة كما وقد ضَمِنتْ الشريعةُ الإسلاميَّةُ الحقوقَ الأساسيَّةَ للأبناءِ ومِن هذه الحقوق حقُّ النسب فحقُّ الابن والديه أن يُنسب لهما والطريقُ الأساسيُّ لإثبات النَّسَبِ هو الزّواجُ الصّحيح فمجرد زواج الأبِ الأم كفيلٌ بإثباتِ نسب الولد لأبيه دون حاجةٍ إلى اللُّجوء طُرُق إثباتِ الطِّبِّيَّة وغيرها أوْجَبَ تربيةَ أبنائهم منذ صغرهم ما عز وجل به حقوقٍ وواجبات وأخلاق وتنشئتهم محبةِ وطاعتِه والبعد عمّا يُغضبُه لينشأَ المسلم خشية وعلى الحرص سعادتِه الدُّنيا والآخرة وواجبُ الآباءِ تجاهَ الأبناء رعايتهم الرِّعاية والعناية الشاملة فهم أمانة عند عليهم تأديتها أفضل وجه فالأبناء الصالحين بذورُ آبائهم فبذلك يكون ضمان المجتمع صالحاً وكما أكَّد أهمية تربيةِ أيضاً تكونَ التربية بالعطف والحنان فعلاقة ودٍّ ورحمةٍ وحُب وتآلف فالآباء يصنعون بيئةَ المودةِ والسَّكينة للأبناء امتلأت سيرة الرّسول صلى عليه وسلم بنماذج عطفه ولطفه التّربية فورد رجُلاً رأى النبي يُقبِّل حفيده الحسن فتعجَّب الرَّجل وأخبرَ النبيَّ أنَّ عندَه عشرة أولادٍ لم أحداً منهم أبداً فنظرَ إليه النبيُّ صَلَّى وسلَّمَ ثم قَالَ:(مَن لا يَرْحَمُ يُرْحَمُ)[٤] فكان الصّلاةُ والسَّلام شديدَ الرَّحمة والعطف ويحثُّ ذلك ومن حقوق التي نظمها الإسلام أيضًا حق الميراث ورد القرآن الكريم هذا الحق وحدّده سورة النساء ذكر نصيب كل الحالات فقال تعالى:(لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) رغم المشقة تُصاحب تربية وطول وقتها إذ تبدأ الأمُّ رعايتها لابنها اللَّحظة يأمر بخلقه رحمها فيتغذى غذائها وعطفُها قبل خروجه للحياة حين يُولد تستمر الرعاية الحثيثة والأب الذي يُضحي بوقته وماله وأولوياته أجل رعاية أبنائه وتوفير سُبل الراحة لهم المتاعب العظيمة المصتحبة للتربية إلا أعظم استثمارات فحين يصل مرحلة النضج والاعتماد النَّفس يظهر وفاء لوالديهم برَدّ بعض العطف والرِّعاية قُدمت حالة ضعفهم وحاجتهم لآبائهم الرَّغم صعوبةِ الوفاء للوالديْن أنّه الواجب السَّعي والمحاولة لرَدّ الجميل أوْصى بذلك تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل قَولًا كَريمًا) ولا بدَّ يكونَ الآباءُ والأبناءُ مدركين عالمينَ بحقوق بعضهم والواجبات عليْهم وإلا فلن يُعطي حقوقهم ولن يردَّ الأبناءُ والديهم كيف نظم بالآباء أوصى ببرِّ وطاعتِهم واحترامهم والاهتمامِ بهم وتلبيةِ احتياجاتهم وأكَّد الشرعُ الأهميّة العظمى لهذه الرّعاية وصول لسنِّ الكِبَر فبهذه الحالة تلزمُ وصحبتهم فمِنَ الإحسان والمروءة وحسن خلق وسلامة الفطرة عجزهم وضعفهم فكيف إن كان وحق يجب تأديته للوالدين وتأديةُ واجبة مسلم ومسلمة ابتغاءً لرضا ورحمته وتكون تأدية بطاعة حتى وإن كانا غير دين واحدة وهذه تكون فقط أمروا ابنهم بمعصية أو بما يخالف الشرع وقد العديد الوصايا متعلقة ببر كَريمًا وَاخفِض جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا) فهذه الآية تدلُّ التّحذير والتّنبيه عدم التأفف وأوامرهما خاصّةً تحديداً وعدم نهرهما ورفع الصوت فوق صوتهما التثاقل تقديم الخدمة بهما وأن التّعامل معهما مبنيّ الرحمة والتودُّد والتذلُّل عندهما وتلبية جميع رغباتهما وأوصى بالدّعاء بالرَّحمة وممَّا يُعين برِّ قدوة لأبنائهم فعندما يكونوا بارِّين بوالديهم يتعلمون البر والاحسان بالقوْل والعمل آباؤهم قدوةً صالحةً حسنة هم القدوة بالصِّدق والإحسان والعطاء والرعاية وبذلك نحافظ البار بوالديه مراعاة تعليم تعاليم وأحكامه فيتعلم الصلاة والصِّيام والقيام وأركان والإيمان والأحكام بها (يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ)[١٢] ويقتدي بالرسول الآباءَ بمتابعة بالصَّلاة فالأمر بعمر السَّبع سنوات والضَّرب العشر وأمر بالتفريق البنات والبنين بأماكن النَّوْم السنة النبوية أحاديث تدل مسؤولية تجاه عن (أنَّ صلَّى عليْهِ قال : كفَى بالمرءِ إثمًا يُضيعَ يقوتُ)[١٤] وأيضًا قوله :(إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استَرعاهُ حفِظَ أم ضيَّعَ حتَّى يسألَ الرَّجلَ أهلِ بيتِهِ)[١٥][١٦] الأسرة عزَّ المجتمعِ الإسلاميِّ (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وحث الاهتمام بالأسرة بشكل كبير وفي الأديان أنزلها فالأسرة هي أمرٌ مُجمعٌ البشر والمجتمع يعتمد أساسي صلاح لضمان صلاحه يتكوّن مجموعة الأسر والأسرة تتكون الأفراد وكل فرد يتحقّقُ إذا نشأ الفرد أسرةٍ وهذا الإسلامي المسلمة تُبنى مبادئ وقيم وتتخللها المودة والرحمة والصحيحة فالمجتمع والله أنزل الأحكام والأخلاق الالتزام بها؛ كي يخرج جيلٌ سليمٌ وصاحب فكر وخُلُقٍ كريم فأساس فإن فشل الأساس فهذا الفشل سيؤدي انهيار وتراجعه لذلك العنايةَ بالأسرةِ أشدّ عناية فهي أعناقهم وسيحاسبون يوم القيامة علاقة خَلَق النّاسَ ليتكاثروا ويحقِّقوا الغاية خُلقوا أجلها وهي عمارة الأرض بالاستخلاف استخلفه وشَرَع الزواج وجعل الإنجاب ثمرةً ثمراتِه يتحققُ الحفاظُ البشرية حقوقاً تضْمنُ الحفاظَ روحيّاً وجسديّاً وعقليّاً ونفسيّاً شكّ وجود واجبات الأبناءِ تأديتَها بأكملِ فالمسلمُ لَهُ بالتوازن مع الواجبات وللأسرةِ المسلمِ مكانتُها وأهميتُها؛ المَحضن أساس والقِيَم ومنها يعرِفُ وما ودوْر أساسيٌّ مصدرُ الحبِّ والحنانِ والعطفِ والرَّاحة أما الأب فهو القدوةُ والمَثَلُ الأعلى والمُعين والمرشد أحاط علاقات بسياج الضمانات تكفل بناء أسرة ومجتمع قوي الكتاب ثمرة تأمل خلال والسنة المطهرة والكتاب مقسم عدة مباحث المبحث الأول يتناول بر والمبحث الثاني ويوضح الثالث الرضاع وفي الرابع يتحدث الحضانة الخامس الولاية السادس النفقة ويعالج الهبة السابع الشهادة الثامن يحدثنا العاشر والحادي عشر والثاني حد القذف وحد السرقة والقصاص ويختتم بالمبحث كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين المنهج وضعه للناس يستقيموا حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله وسلّم وإنّ للإسلام المبادئ والأُسس الإنسان مسلماً بحق اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الحديث الشريف والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
علاقة الآباء بالأبناء في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة
كتاب

علاقة الآباء بالأبناء في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة

ــ سعاد صالح

علاقة الآباء بالأبناء في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة
كتاب

علاقة الآباء بالأبناء في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة

ــ سعاد صالح

عن كتاب علاقة الآباء بالأبناء في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة:
نظَّم الإسلامُ العلاقةَ بين الآباء والأبناء، ابتداءً من اختيار الوالدين لبعضهم حتّى يكوّنوا أسرةً قادرةً على تنشةِ أبنائها تنشئةً سليمة، فقد أمر اللهُ -سبحانه وتعالى- الزَّوجَ المسلمَ باختيارِ زوجة صالحة تقية تحَفظُ نفسَها وزوْجها وبيتَها وأبناءَها، وكذلك الزَّوجة عليها اختيارُ زوجٍ يحفظها، ويكون عوناً لها على طاعةِ الله وتربيةِ أبنائهما التربيةَ السليمة، كما وقد ضَمِنتْ الشريعةُ الإسلاميَّةُ الحقوقَ الأساسيَّةَ للأبناءِ ومِن هذه الحقوق حقُّ النسب، فحقُّ الابن على والديه أن يُنسب لهما، والطريقُ الأساسيُّ لإثبات النَّسَبِ هو الزّواجُ الصّحيح فمجرد زواج الأبِ من الأم كفيلٌ بإثباتِ نسب الولد لأبيه دون حاجةٍ إلى اللُّجوء إلى طُرُق إثباتِ النَّسَبِ الطِّبِّيَّة وغيرها.

وقد أوْجَبَ الإسلامُ على الآباء تربيةَ أبنائهم منذ صغرهم على ما أمر الله -عز وجل- به من حقوقٍ وواجبات وأخلاق، وتنشئتهم على محبةِ الله -سبحانه وتعالى- وطاعتِه، والبعد عمّا يُغضبُه، لينشأَ المسلم على خشية الله -سبحانه وتعالى- وعلى الحرص على سعادتِه في الدُّنيا والآخرة، وواجبُ الآباءِ تجاهَ الأبناء رعايتهم الرِّعاية والعناية الشاملة فهم أمانة عند الآباء عليهم تأديتها على أفضل وجه، فالأبناء الصالحين بذورُ آبائهم الصالحين، فبذلك يكون ضمان أن يكون المجتمع صالحاً.

وكما أكَّد الإسلامُ على أهمية تربيةِ الأبناء، أكَّد أيضاً على أن تكونَ التربية بالعطف والحنان، فعلاقة الآباء بالأبناء علاقة ودٍّ ورحمةٍ وحُب وتآلف، فالآباء يصنعون بيئةَ المودةِ والسَّكينة للأبناء، وقد امتلأت سيرة الرّسول -صلى الله عليه وسلم- بنماذج عطفه ولطفه في التّربية، فورد أن رجُلاً رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل حفيده الحسن فتعجَّب الرَّجل وأخبرَ النبيَّ أنَّ عندَه عشرة أولادٍ لم يُقبِّل أحداً منهم أبداً فنظرَ إليه النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ثم قَالَ:(مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ)[٤] فكان -عليه الصّلاةُ والسَّلام- شديدَ الرَّحمة والعطف على الأبناء، ويحثُّ على ذلك، ومن حقوق الأبناء التي نظمها الإسلام أيضًا حق الميراث للأبناء من آبائهم، فقد ورد في القرآن الكريم هذا الحق، وحدّده الله -عز وجل- في سورة النساء، فقد ذكر الله-عز وجل- نصيب الأبناء في كل الحالات من الميراث، فقال تعالى:(لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا).

رغم المشقة التي تُصاحب تربية الأبناء وطول وقتها إذ تبدأ الأمُّ رعايتها لابنها من اللَّحظة التي يأمر الله-عز وجل- بخلقه في رحمها، فيتغذى من غذائها، وعطفُها عليه يكون قبل خروجه للحياة، ومن ثم حين يُولد تستمر هذه الرعاية الحثيثة به، والأب الذي يُضحي بوقته وماله وأولوياته من أجل رعاية أبنائه وتوفير أفضل سُبل الراحة لهم، رغم هذه المتاعب العظيمة المصتحبة للتربية إلا أن تربية الأبناء الصالحين من أعظم استثمارات الآباء، فحين يصل الأبناء إلى مرحلة النضج والاعتماد على النَّفس يظهر وفاء الأبناء لوالديهم برَدّ بعض هذا العطف والحنان والرِّعاية التي قُدمت لهم في حالة ضعفهم وحاجتهم لآبائهم، وعلى الرَّغم من صعوبةِ الوفاء للوالديْن إلا أنّه من الواجب السَّعي والمحاولة لرَدّ الجميل، فقد أوْصى الله -عز وجل- بذلك في القرآن الكريم فقال تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا) ولا بدَّ من أن يكونَ الآباءُ والأبناءُ مدركين عالمينَ بحقوق بعضهم والواجبات التي عليْهم تأديتها وإلا فلن يُعطي الآباء للأبناء حقوقهم، ولن يردَّ الأبناءُ هذه الحقوق على والديهم.

كيف نظم الإسلام علاقة الأبناء بالآباء أوصى الله -عز وجل- ببرِّ الآباء وطاعتِهم واحترامهم، والاهتمامِ بهم وتلبيةِ احتياجاتهم، وأكَّد الشرعُ على أن الأهميّة العظمى لهذه الرّعاية عند وصول الوالدين لسنِّ الكِبَر، فبهذه الحالة تلزمُ رعايتهم وصحبتهم، فمِنَ الإحسان والمروءة وحسن خلق وسلامة الفطرة، رعاية الوالدين في حالة عجزهم وضعفهم، فكيف إن كان هذا أمر من عند الله -عز وجل- وحق يجب تأديته للوالدين. وتأديةُ حقوق الوالدين واجبة على كل مسلم ومسلمة ابتغاءً لرضا الله -عز وجل- ورحمته، وتكون تأدية حقوقهم، بطاعة الوالدين، حتى وإن كانا على غير دين الإسلام، إلا في حالة واحدة وهذه الحالة تكون فقط إن أمروا ابنهم بمعصية أو بما يخالف الشرع،

وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الوصايا متعلقة ببر الوالدين، فقال تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا) فهذه الآية تدلُّ على التّحذير والتّنبيه على عدم التأفف من الوالدين وأوامرهما، خاصّةً عند الكِبَر تحديداً وعدم نهرهما ورفع الصوت فوق صوتهما، وعدم التثاقل من تقديم الخدمة لهما والعناية بهما، وأن يكون التّعامل معهما مبنيّ على الرحمة والعطف والتودُّد لهما، والتذلُّل عندهما وتلبية جميع رغباتهما، وأوصى الله-عز وجل- بالدّعاء لهما بالرَّحمة.

وممَّا يُعين على برِّ الوالدين أن الآباء قدوة لأبنائهم فعندما يكونوا بارِّين بوالديهم، يتعلمون البر والاحسان بالقوْل والعمل، ومن حق الأبناء أن يكون آباؤهم قدوةً صالحةً حسنة لهم، فالآباء هم القدوة بالصِّدق والإحسان والعطاء والرعاية، وبذلك نحافظ على المجتمع المسلم البار بوالديه، وعلى الآباء مراعاة تعليم أبنائهم تعاليم الإسلام وأحكامه، فيتعلم الأبناء من آبائهم الصلاة والصِّيام والقيام، وأركان الإسلام والإيمان، والأحكام التي أمر بها الله -عز وجل- ،فقال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ)[١٢] ويقتدي بذلك بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- إذ أوْصى الآباءَ بمتابعة الأبناء بالصَّلاة، فالأمر بها يكون بعمر السَّبع سنوات، والضَّرب عليها بعمر العشر سنوات، وأمر أيضًا بالتفريق بين البنات والبنين بأماكن النَّوْم.

ورد في السنة النبوية أحاديث تدل على مسؤولية الآباء تجاه الأبناء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قال : كفَى بالمرءِ إثمًا أن يُضيعَ من يقوتُ)[١٤] وأيضًا قوله -صلى الله عليه وسلم- :(إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استَرعاهُ، حفِظَ أم ضيَّعَ، حتَّى يسألَ الرَّجلَ عن أهلِ بيتِهِ)[١٥][١٦] أهمية الأسرة في الإسلام ذكر اللهُ -عزَّ وجل- في القرآن الكريم، أهمية الأسرة في المجتمعِ الإسلاميِّ فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

وحث على الاهتمام بالأسرة بشكل كبير، وفي جميع الأديان التي أنزلها، فالأسرة هي أمرٌ مُجمعٌ عليه بين البشر، والمجتمع يعتمد بشكل أساسي على صلاح الأسرة لضمان صلاحه، إذ يتكوّن المجتمع من مجموعة من الأسر، والأسرة تتكون من الأفراد، وكل فرد في هذا المجتمع عليه أن يكون صالحاً، ولا يتحقّقُ ذلك إلا إذا نشأ هذا الفرد في أسرةٍ صالحة، وهذا لضمان صلاح المجتمع الإسلامي فالأسرة المسلمة تُبنى على مبادئ وقيم وأخلاق الشريعة الإسلامية، وتتخللها المودة والرحمة، وهذا يُعين على التّربية السليمة والصحيحة، فالمجتمع يتكوّن من الأسرة والله -سبحانه وتعالى- أنزل الأحكام والأخلاق التي على الأسرة الالتزام بها والعمل بها؛ كي يخرج جيلٌ سليمٌ وصاحب فكر وخُلُقٍ كريم، فأساس التربية الأسرة، فإن فشل هذا الأساس فهذا الفشل سيؤدي إلى انهيار المجتمع وتراجعه لذلك على الآباءُ العنايةَ بالأسرةِ أشدّ عناية فهي أمانة في أعناقهم وسيحاسبون عليها يوم القيامة.

علاقة الآباء بالأبناء خَلَق اللهُ -عز وجل- النّاسَ ليتكاثروا ويحقِّقوا الغاية التي خُلقوا من أجلها وهي عمارة الأرض والقيام بالاستخلاف الذي استخلفه الله لهم على هذه الأرض، وشَرَع سبحانه وتعالى الزواج وجعل الإنجاب ثمرةً من ثمراتِه التي بها يتحققُ الحفاظُ على البشرية، وجعل الله -عز وجل- للأبناء حقوقاً على الآباء تضْمنُ الحفاظَ عليهم روحيّاً وجسديّاً وعقليّاً ونفسيّاً، ولا شكّ من وجود واجبات على الأبناءِ تأديتَها والقيام بها بأكملِ وجه، فالمسلمُ في المجتمع الإسلامي لَهُ من الحقوق بالتوازن مع ما عليه من الواجبات. وللأسرةِ في المجتمعِ المسلمِ مكانتُها وأهميتُها؛ فهي المَحضن للأبناءِ وهي أساس التّربية والأخلاق والقِيَم، ومنها يعرِفُ الأبناءُ ما لهم من حقوقٍ وما عليْهم من واجبات، ودوْر الأم أساسيٌّ في التربية، فهي مصدرُ الحبِّ والحنانِ والعطفِ والرَّاحة، أما الأب فهو القدوةُ والمَثَلُ الأعلى للأبناء، والمُعين والمرشد لهم.




أحاط الإسلام علاقات الآباء بالأبناء بسياج من الضمانات التي تكفل بناء أسرة سليمة ومجتمع قوي، وقد كان هذا الكتاب ثمرة تأمل في هذه الضمانات من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والكتاب مقسم إلى عدة مباحث، المبحث الأول يتناول بر الوالدين، والمبحث الثاني يتناول ويوضح واجبات الآباء، ثم المبحث الثالث يتناول الرضاع،

وفي المبحث الرابع يتحدث عن الحضانة، والمبحث الخامس يتحدث عن الولاية، ثم المبحث السادس يتناول النفقة، ويعالج الهبة في المبحث السابع، ويعالج الشهادة في المبحث الثامن، وفي يحدثنا في المبحث العاشر والحادي عشر والثاني عشر عن حد القذف وحد السرقة والقصاص، ويختتم بالمبحث الثالث عشر عن الميراث.

#كتب_الدين_الاسلامى #كتب_الإسلام_. #كتب_الاسلام #كتب_الاسلام #كتب_إسلامية_متنوعة. #كتب_كتب_دينيه #كتب_الفقه_الإسلامي #كتب_دراسات_إسلاميه #كتب_كتب_إسلامية_. #كتب_اسلامية_متنوعة_. #كتب_الاسلام_الحركات_الاسلامية #كتب_فكر_اسلامى #كتب_أسلامي_. #كتب_اسلاميات #كتب__الدراسات_الإسلامية #كتب_فقه_إسلامى #كتب_كتاب_اسلامي #كتب_الاسلامية #كتب_فلسفة_إسلامية_. #كتب_المفهوم_الاسلامي #كتب_دعوة_للإسلام #كتب_الإسلامية_. #كتب_دروس_اسلامية_. #كتب_ثقافة_إسلامية_ #كتب_هذا_هو_الإسلام_الذي_قالوا_عنه_(يحتوي_الكتاب_على_سبعين_درسا_) #كتب_قصص_اسلامية_. #كتب_شخصيات_إسلامية_. #كتب_لماذا_يخافون_من_الإسلام؟ #كتب_نظرات_فى_مسيرة_العمل_الإسلامى #كتب_إسلامية #كتب_كتب_إسلاميات_. #كتب_الفكر_الاسلامي_. #كتب_التربية_الإسلامية_. #كتب_الثقافه_الاسلاميه_العامة #كتب_دروس_إسلامية_بالإنجليزية #كتب_القضايا_الاسلاميه #كتب_إنتشار_الإسلام_ #كتب_قواعد_الإسلام #كتب_تربية_اسلامية_. #كتب_الفقه_الاسلامى_. #كتب_الدعوة_الاسلامية #كتب_نواقض_الإسلام #كتب_محاضرات_إسلامية #كتب_الوعي_الإسلامي_ #كتب_ثقافة_اسلامية #كتب_موسوعة_إسلامية_ #كتب_تربيه_اسلاميه #كتب_تربية_دينية_اسلامية_ #كتب_التربيه_الاسلاميه #كتب_التربية_الدينية_الاسلامية #كتب_التربيه_الدينيه_الاسلاميه #كتب_معالم_اسلامية #كتب__الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_لفقه_الاسلامي_pdf #كتب_الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_التربية_الاسلامية #كتب_التربيه_الاسلامية #كتب_منظور_اسلامي #كتب_التربية_الاسلاميه #كتب_محاضرة_اسلامية #كتب_التربية__الاسلامية #كتب_منهج_التربية_الاسلامية #كتب_التشريع_الاسلامي #كتب_اليقظة_الإسلامية #كتب_الفكر_العربي_الإسلامي #كتب_اليقظة_الاسلامية_وحركات_التحرير #كتب_اليقظه_الاسلامية #كتب_الموسوعة_الإسلامية_العربية #كتب_الفلسفة_الإسلامية #كتب_الموسوعة_الإسلامية
الترتيب:

#3K

1 مشاهدة هذا اليوم

#40K

17 مشاهدة هذا الشهر

#40K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 308.
المتجر أماكن الشراء
سعاد صالح ✍️ المؤلفة
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية